رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه - الفصل 52 بالعامية 2
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
تابع قراءة الفصل الثاني والخمسون
النسخة العامية
حاولت أن تبتعد عن علاقتها بـ
"عمر" وخصوصًا في هذا الأمر وحدثتها من أجل الفعل نفسه دون أن تقحم
حياتها الشخصية وواصلت:
-
لو على الكسوف فهو بيروح مع الوقت، أكيد
مثلًا فيه ما بينك وبينه حدود، وفي نفس الوقت أكيد مش زي ما كنتو مخطوبين، واحدة
واحدة هيروح، وعمومًا العلاقة سواء الحميمية أو الصحوبية أو الجواز نفسه هتلاقي في
وقت من الأوقات طرف واحد هو المتحكم، التفاهم أكيد مهم والمشاركة أهم، بس لو هو
الموضوع كسوف بس سيبي يونس يكون هو ليه الأيـ ـد في الأول ما دام انتِ مش عارفة
تتعاملي في حاجة زي دي، وبعدين اتفاهمي معاه، قوليله مبحبش كذا، ومبحبش الأسلوب
ده، وبحب ده.. وعارفة إن الكلام مبيبقاش سهل خصوصًا في الأول، لكن بعد كده بيجي
عادي.
تريثت لبرهة وهي ترى لمحة من الهدوء على
ملامحها لتردف:
-
لو باصة إن ده فعل عيب، فهو مش عيب مع جوزك،
ما دام مش بيعدي الحدود، وما دام يوم ما بتقوليله بلاش مبيغصبكيش على حاجة، ادي
لنفسك الفرصة تجربي الإحـ ـساس نفسه هتقدري بعدها تحددي، هو مجرد كسوف ولا أنتِ
عندك مُشكلة مع تفاصيل الموضوع نفسه.
تنهدت "عنود" وتشبثت بالكوب بين يـ
ـديها ودامت لحظة من الصمت لتستطرد سائلة:
-
مثلًا قيسيها كده، لما بيجي يمـ ـسك أيـ ـدك،
قولتي انك بتبقي عايزة تقطعي علاقتك بيه، بس بعد ما بيحصل، بتكوني متضايقة ولا
مبسوطة، احـ ـساسك نفسه بيكون إيه؟
فكرت لوهلة ثم اجابتها وهو تومأ بالإنكار:
-
لا، خالص، بالعكس ببقا مبسوطة بس..
-
بس مكسوفة؟
قاطعتها بنبرة استفهامية لتشرد الأخرى في
رحلة للبحث عن إجابة لتجيبها بتردد:
-
تقريبًا، غير إني مش متعودة على الكلام ده،
يا روان أنا مش تافهة وقاعدة للمسلسلات الرومانسية ولا شوفت ده في بيتنا.. هو
الظاهر كده أنا بتوتر لما بكون معاه.
ابتسمت لها وأخبرتها معقبة بيقين:
-
عادي، احنا بيوتنا خرجنا منها على اجوازنا،
أي بنت بتمر بالموضوع ده في أول علاقة ليها بتبقا متوترة، سواء إنها تقرب من جوزها
ولا حتى فكرة الجواز والمسئولية نفسها.. بس بصي بقا..
اشتعلت ملامحها بالحماس وتابعت كلماتها:
-
يونس ويارا بيحبوا الضحك والفرفشة والهزار،
ومظنش دي حاجة وحشة، جربي حياتهم نفسها وحاولي تفكري وتحـ ـسي من وجهة نظرهم يمكن
تتغيري.. يونس دايمًا بيسافر وبيتفسح وعنده أصحاب كتير جدًا وفراك كده ومبيحبش
الخانقة، فجربي أسلوبه، جربي تمشي بدماغه وشوفي هترتاحي ولا لأ، ما دام أنتِ حبتيه
وواثقة فيه وأظن أنتِ عرفتيه أهو كويس بقالكم أكتر من سنة تعرفوا بعض وخطوبة وكتب
كتاب.. كل ما تحسي بالتوتر فكري في اللي عملهولك، يعني أنتِ قولتيلي إنه جابلك شقة
تعملي فيها عيادة، وقولتي إنه بيصبر عليكي وده على فكرة عكس شخصية يونس خالص، يبقا
هو بيحاول عشانك فمن حقه تحاولي عشانه.. ولا إيه رأيك؟!
رطبت شفتاها وتناولت الكوب بأكمله وأنهته ثم
تركته على تلك المائدة أمامهما واجابتها:
-
ما أنا حاولت معاه فعلًا وقولتلك إن الدنيا
بقت أحسن شوية، مشكلتي لما بيقرب مش اكتر من كده.
-
واحدة واحدة الدنيا هتبقا حلوة، افرحي كده
واتبسطي انتو بتحبو بعض وعارفين بعض واخرجي وتعالي نعمل شوبنج ونجيب لبس حلو عشان
الهوني مون ونجيب ميكب واتبسطي وروحي اسأليه هنسافر فين وهنقضي أول أيام الجواز
ازاي، أكيد واحد بيحب السفر والتنطيط هيتبسط جدًا وهتلاقيه صدعك من كتر الأفكار.
ابتسمت لها فبادلتها الابتسامة وردت قائلة:
-
أنا مش عارفة الفرح في نص شهر 7 وأنا مش
عارفة الاقي وقت للدراسة والمذاكرة ولا الحاجات دي، نفسي طبعًا انزل واعمل كل ده
بس مش هلاقي وقت أنا عارفة وهتزنق زنقة الكلاب قبل الفرح وهبقا بجري ورا نفسي.
قلبت الأخرى عيناها وتنهدت لترد معقبة:
-
أنا عارفة الزنقة دي بس أنا مكونتش متجوزة في
الجامعة، سيبي بقا الموضوع عليا ومتقلقيش خالص، دي من الحاجات القليلة اللي بفهم
فيها. هظبطلك الوقت وهننزل ولو كل أسبوعين كده تجيلي يومين هنروح نعمل شوبنج ونخلص
كل حاجة، انتِ بكرة هتخلصي الجامعة امتى؟
-
على الساعة خمسة.
-
حلو جدًا، خمسة هبقا مستنياكي قدام الجامعة
بقا ونلف براحتنا لغاية ما تقوليلي كفاية أنا زهقت.
اتسعت ابتسامتها لها ثم أخبرتها بامتنان:
-
بجد شكرًا، أنا مش عارفة أقولك إيه.
-
شكرًا على إيه، وبعدين هتبقي مرات ابن خالي
فبكرة اشغلك معايا لما احتاجك في حاجة!
تعقيبها المرح جعل "عنود" تسألها
بعفوية:
-
وانتِ مش مرات أخويا من الأول يعني ولا نسيتي
دي؟
ارتبكت من سؤالها وسرعان ما زيفت الملامح
التلقائية بعد تجربة مريرة معه علمها كيف يُمكنها أن تفعلها وقالت سريعًا:
-
أكيد طبعًا، بس أنا مرات اخوكي من زمان، ركزي
بقا في اللي جاي.
تريثت الأخرى لبرهة ثم سألتها وهي لا تقصد سوى
حُسن النية:
-
هو أنتِ وعمر كنتو كده في الأول؟ يعني اقصد
كنتي بتبقي متوترة كده؟
حدث ما كانت تخشاه وهي تحاول أن تبتعد عن هذه
الذكريات بصعوبة فأجابتها باقتضاب:
-
أكيد يعني، كانت أول مرة بالنسبالي فكنت ببقا
متوترة ومكسوفة
سألتها "عنود" بالمزيد وهي لا تقصد
سوى الاكتساب من خبرتهما معًا:
-
أنتِ كنتي قولتيلي مرة زمان إن عمر كويس اوي
في الحاجات دي، يعني مش فاهمة اتصرفتي ازاي أو عملتي ايه؟
تبًا، هذه الفتاة لا تتوقف، حسنًا ستجيبها
سريعًا:
-
عمر كان واضح، كان مثلًا يقول مبحبش كذا وبحب
كذا، سبت نفسي في الأول أجرب وبعدين ابتدى يبقالي تفضيلات وحاجات بحبها وحاجات برفضها،
وهو فهمني وحـ ـس بيا، الموضوع بينا بعد كده بقا بيجي لواحده، وكل واحد غير
التاني، مثلًا عمر من البصة في وشي بيعرف أنا عايزة إيه وحابة ايه وايه اللي
بكرهه، إنما مثلًا ممكن يونس ميبقاش كده، يبقا بيضحكك وبيهزر معاكي، واحد غيرهم
ممكن يبقا مبيفهمش ومحتاج يفهم ويتكلم مع مراته بوضوح، واحنا كستات نفس الكلام أنا
أكيد غيرك وواحدة تالتة غيرنا، أنا زمان كنت بتكسف اوي فجأة مبقتش بتكسف خالص، وأظن
أنتِ مجالك نفسه هيساعدك قدام.. يالا أنا هقوم اشيل الكوبايات دي واجيلك، وبطلي
توتر حبة!
هربت وقد استطاعت فعلها، هي لا تريد أن تتذكر
هذه الأيام ببداية علاقتهما وخصوصًا الحميمة، كانت كالبلهاء تمامًا وفجأة تحول
الأمر لتُصبح هي من تطالب بهذا وتستمتع به معه أيًا كان الوقت أو المواقف بينهما،
لماذا لم يُمكنه التخلص من الأشياء البشعة مثلما يفعل بهذه الأيام ويبقى فقط على
ما تُحبه وتألفه؟ لماذا لم يبدأ بالعلاج منذ بداية زواجهما؟ لعين متغطرس ووغد غريب
الأطوار!
❈-❈-❈
بعد مرور ساعتان..
دخل وهو يُغلق باب الغرفة فانتبهت هي وجلست
على الفراش وأضاءت المصباح الجانبي لتلتقي أعينهما ليخبرها قائلًا:
-
محبتش اصحيكي.
هزت رأسها بالنفي وأخبرته:
-
أنا أصلًا لسه منمتش.. كنت عايزة اقولك اني
بكرة هاخد عنود ونروح نعمل شوبنج..
همهم بالتفهم وعقب بنظرة لا تخلو من خبثه:
-
لا ما انا سمعت!
رفعت حاجباها وهي تحاول أن تستعيد كامل
كلماتها بصحبة أخته وسألته مدعية عدم الفهم:
-
سمعت ايه يعني؟
اطنب النظر إليها وابتسم لتبتسم هي الأخرى فأجابها:
-
كل حاجة لغاية ما شيلتي الكوبايات، أختي مش
المفروض تعرف خالص إني كويس اوي في الحاجات دي!
ضحكت رغمًا عنها بإحراج وهو يشتق من كلمات
أخته وحدثته بدفاع عن موقفها:
-
كانت مرة زمان قاعدين مع بعض وبتقولي بتحبي
أخويا ليه، فقولتلها إنك رومانسي وهادي وكويس في الحاجات دي.. مكدبتش يعني، بس
مقولتلهاش تفاصيل طبعًا.
ضيق عيناه نحوها ثم عقب باقتضاب:
-
ماشي، تصبحي على خير.
اتجه بتلقائية منه لغرفة الملابس التي تقود
للغرفة الأخرى فتعجبت مما يفعله بينما تفاجئ بعدم وجود أي اثاث بالداخل وحاول أن
يتذكر متى حدث ذلك تماما ليتذكر ما فعلته وتركه هنا بالغرفة وهي خالية ومن الواضح
أنها نست أو ربما تناست أن تعيد كل شيء كما كان عليه فعاد من جديد وتيقن أن فراشه
سيكون الأريكة اليوم فاتجه أسفل عيناها بعد أن أحضر غطاء ووسادة من غرفة الملابس
بأماكن التخزين لتسأله هي:
-
أنت هتنام عندك؟
-
لا هاعد نجون السقف عشان الـ view هنا حلو!
-
ده أنت سخيف سخافة.
لمحها بنظرة جانبية وتحاشى متابعة النظر
إليها ليجدها تتحدث بجدية:
-
تعالى نام جانبي، مظنش هتموتني وأختك في
البيت، مبقاش فيه أوض عازلة للصوت خلاص!
ينام بجانبها طوال الليل، الفكرة وحدها تبدو
رائعة، ولكن سيعقبها توابع لعينة وأخته تستيقظ على صراخها ليس من قتله لها ولكن من
شيء آخر لن يسيطر على نفسه وهو يفعله!
-
لا أنا تمام.
سخرت منه وهي تغلق الأضواء وقالت:
-
الكنبة صغيرة عليك اصلًا، أنت حر، نام مكان
ما تحب.
أغلقت الأضواء بينما حاول هو التآلف مع هذه
الأريكة ليجد أن الأمر شاق، ليت هذه الأريكة تُماثل الأخرى بمنزل أُسرتها، أفضل
بكثير، حسنًا سيذهب لينام بجانبها وكلما أثا رت رغبته يعرف كيف سيوقف هذا، سيتذكر
ملامحها وهي مرتعدة من ذاك الصل الأسود بصوت بُكائها وسيعود لرشده وسيتوقف عن
أحلام اليقظة!
نهض واتجه للطرف الآخر من الفراش في صمت من
كلاهما ووجد أنه لا يريد النوم على الاطلاق فتحدث وهو يحدق بسقف الغرفة:
-
البنات الشاطرة بترجع كل حاجة مكانها بعد ما
بتخلص لعب.
زفرت بضيق والتفتت نحوه على جانبها لتسأله
بغيظ:
-
والولاد الشاطرة مبيروحوش بيوت البنات أصلًا
عشان مالهومش مكان فيها!
لأول مرة تشعر أنها تُحدثه بنفس طريقته
المُزرية في الكلام ليقول وهو ينظر للسقف:
-
أنا مقولتش إني شاطر، ولا جبت سيرة حتى
حاكته بهمهمات ليلمحها بطرف عينيه بخبث ولم
يُرد أن يُعقب بينما ردت هي:
-
مش عامل فيها شاطر في شغلك وعلاجك ومع أختك
وباباك.
-
بس مقولتش إني شاطر معاكي.
التفت لينظر لها وحافظ على المسافة الفاصلة
بينهما بالرغم من ملامحها الرائعة في هذا الظلام الذي يتسلله ضوء طفيف من الشرفة
والنافذة ليواصل بيأس وصوت خافت:
-
يا ريتني كنت شاطر معاكي!
طالعته لفترة من الصمت ثم ابتسمت بسخرية
لتقول بنبرة خافتة:
-
عارف، لو كنت زي ما أنت دلوقتي في أول
جوازنا، يمكن كانت كل حاجة اختلفت، يمكن لو فضلت مكمل زي ما أنت كده حياتك هتبقا
حلوة أوي.
همهم بتفهم وسألها وهو يستند برأسه فوق ذرا
عه المثني:
-
وايه لازمة إن حياتي تبقا حلوة وأنا مش مبسوط
فيها؟
-
مين عارف، ما يمكن تتبسط، أكيد بعد طلاقنا كل
واحد هيبدأ من جديد وحياته هتبقا أحسن، بطل كآبة بقا.
اماء بالموافقة وتبادلا النظرات التي لا
يراها أيًا منهما، ليس هناك ما يدل على أنهما مستعدان لهذا الأمر وبات ذكره مجرد
عادة بالأيام الماضية بل وبأغلب حديثهما ليقول باقتضاب:
-
يمكن.. أنا اللي كئيب فعلًا ونظرتي سوداوية
أوي.
همهمت بالموافقة وقالت بنبرة مسترخية:
-
ده فعلًا، حاول تتفاءل، اللي يخليك تعرفني
وتعرف واحدة زي مايا مثلًا، ما يمكن تعرف غيرنا وتكملوا حياتكم سوا، مع إني شايفة
إنها لايقة عليك.
امتعضت ملامحه وأخبرها بمصداقية بعد أن أطلق
تأتأة بالإنكار:
-
طويلة اوي!
قلبت شـ ـفتاها وتابعت التحدث له:
-
مش اوي يعني، يمكن طولك أو أطول منك باتنين
تلاتة سنتي مش حوار.
هز رأسه بالنفي وأخبرها معترضًا:
-
لا مبحبش الستات الطويلة..
رفعت حاجباها وسألته:
-
حاضر، ندورلك على غيرها، عايزها طول مين كده؟
ابتسم لها بخبث واجابها:
-
طولك.
زفرت بحنق وحدثته بسخرية:
-
معنديش أخت توأم للأسف، أوعدك كل واحدة ست
طولي هوقفها واسألها مرتبطة ولا لأ عشان نجوزك بسرعة.
تريث لبرهة وهو يطالع ملامحها ومقلتاها
اللامعتان ليقول بقليل من المرح:
-
شعر بني طويل، عين عسلي، طولك، بنفس الشامة
لو سمحتي والشـ ـفايف، مش هاقبل أقل من كده!
-
آه ده أنت بتعاكس، لا، تصبح على خير بقا،
وبلاش كلمة تانية قبل ما تنزل تنام في بيتك!
التفتت للجانب الآخر ليخبرها بابتسامة لم
ترها:
-
وأنتِ من أهله.
لم تنم طوال الليلة سوى لساعتين ولم ينم هو
إلا بعد مرور الكثير من الوقت، ربما كان هذا الحوار الهادئ واحد مما اعتاد عليه
كلاهما بالآونة الأخيرة، ولكن هذا العنا ق الذي حدث دون أن يدري أيًا منهما أثناء
نومهما لم يكن يعتاد عليه لا هو ولا هي..
غدت لا تغفل عن ملامحه التي تعج بالرغبة كلما
نظر لها كما أصبح هو أيضًا لا يغفل عن هدوئها معه، يُدرك كلاهما إلى أين هما
متجهان، كل واحد يعرف الآخر جيدًا، لم يعد هناك سبيل لتعطيل طلاقهما المحتوم..
عليهما أن يفترقا وبسرعة قبل أن ينجرف كلاهما لنفس الدائرة اللعينة التي غادراها
بأعجوبة..
❈-❈-❈
الثالثة صباحًا، بعد مرور أربعة أيام..
شعرت بشيء يمر على وجهها لتنزعج منه ولكن بعد
لحظات اشتمت لرائحة العطر التي تحفظها عن ظهر قلب، وتلك القُبلة اللطيفة التي علت
وجنتها كانت مألوفة للغاية، تحلم ربما، عليها أن تُصبح مع بأقرب فرصة فأحلامها لم
تعد تريد سوى هذا..
قُبلة ثانية، حسنًا، هذه بدت حقيقية، فتحت
عيناها لترى ما الذي يحدث لتجده هو نفسه جالس على طرف الفراش لتنهض جالسة وأدركت
أنها ما زالت بمنزل أخيها لتشعر بالتوجس قليلًا من رؤيته لتجده يُمسك بيـ ـدها
ويُشعل الضوء الجانبي للفراش وطبع قبلة ناعمة على أناملها ليخبرها:
-
كل سنة وانتِ طيبة يا أحلى نودي في الدنيا.
ابتسمت له بارتباك وهي لا تدري كيف آتى حتى
هُنا وترددت قبل أن تقول شيئًا لتنطق في النهاية بتوتر:
-
وأنت طيب يا حبيبي.. هو..
ابتلعت وهي تحاول الحفاظ على اندفاعها الشديد
ولم تجذب يـ ـدها منه وتابعت بتردد:
-
هو أنت ازاي طلعت هنا؟
ضيق عيناه وهو ينظر لها وقال بمرح:
-
عايزة أول عيد ميلاد يعدي عليكي وأنتِ مراتي
تقضيه في البيت ولا ايه، نقوم نلبس بسرعة عشان عمر وروان مستنينا تحت ويادوب نلحق.
وقف ثم جذبها بخفة لتنهض فرفعت عيناها نحوه
وهي لا تفهم ما الذي يقصده ولا حتى لماذا ينتظراها بالأسفل:
-
نلحق إيه بس..
-
عاملك مفاجأة وأكيد هتعجبك.. يالا غيري هدومك
بسرعة عشان نلحق المعاد..
اقترب ليقبل جبهتها فتابعته بأنظارها ليُضيف
قبل أن يغلق الباب:
-
أنا وروان وعمر ظبطنا كل حاجة، متتأخريش عشان
كلنا مستنينك..
نزل للأسفل ليجد "روان" تجذب ذراعه
وهمست له بشيء ما لم يستمع له:
-
شوفت، مكملش دقيقتين معاها، متبقاش سخيف بقا،
وبعدين دول متجوزين..
اقترب لهما ولم يفهم لماذا ينظر له بهذه
الطريقة ولكن على كل حال لقد سأم محاولة التعرف على هذا الرجل وسأل
"روان" بابتسامة:
-
أنا عايز قهوة، قوليلي بس مكان الحاجة فين.
-
لا أنا عاملة أصلًا ومجهزاها عشان نفوق،
استنى هجبلك.
اجابته وتوجهت لتحضر له البعض بينما تبادل
معه النظرات وسأله بتردد:
-
ناوي تيجي معانا الملاهي برضو ولا مالكش في
الجو ده؟!
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بتول طه لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية