-->

رواية جديدة تمرد عاشق لسيلا وليد - الفصل 24 - 1

 

 قراءة رواية تمرد عاشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية تمرد عاشق 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الرابع والعشرون




كل العالم مـ.ـوتى إلا أنت

كل الناس غرباء إلا أنت

لا أرى إلا أنت.. أنت فقط

أنت أراك دولتى...وأهلى.. وناسى..وعالمى

أنت شمسى وقمرى

أنت ليلى وصبحى ومسائى

أنت هوائى.. أنت مائى


قبل اسبوعين 

في باريس مدينة العشاق... وصل العروسان الى الفندق.. 

دخلت مليكة وهي ترفع فستانها بيـ.ـديها 

كانت الغرفة مجهزه لاستقبال عروسين 

وقفت في منتصف الغرفة بانتظار حازم 

الذي يقف مع السيرف روم 

بعد دقائق دخل وجدها تقف وتنظر من النافذة... اتجه ووقف خلفها وضـ.ـمها لصـ.ـدره 

حبيبتي سرحانة في إيه 

استدارت وابتسمت له 

- عجبني المنظر اوي وخاصة المناظر الطبيعيه بعشـ.ـقها... بسط يـ.ـديه وامسـ.، كها متجها الى الداخل 

تعالي علشان نصلي... ضيعنا صلاة المغرب والعشا.. نصلي جماعة ايه رأيك... وضعت رأ سها على كـ.ـتفه 

- اليوم كان مرهق جدا ياحازم.. وصوت الاغاني عملي صداع شديد مع السفر بجد فصلت جدا... رفع ذقـ.ـنها ونظر لداخل مقلتيها 

هنصلي ونام ياقلبي مش شرط الليلة تكون ليلتنا.. ليلتنا دي لما نكون مرتاحين نفسيا وجـ.ـسديا... عايز اتصل بصهيب اطمن اشوفه وصل ولا لسة.. أمسـ.، كت يـ.ـديه 

- عيب ياحازم زمانهم جم وبعدين اخويا مجـ.ـنون.. ضحكت ببراءة عندما تذكرته 

وضع وجـ.ـهها بين را حتيه ونظر لمقـ.ـلتيها 

-بحبك اوي ياملاكي... ربنا يسعدنا يارب 

تعلقت بعـ.ـنقه ورفعت نفسها وقـ.ـبلته على شـ.ـفتيه 

- وأنا بمو ت في زومي حبيب قلبي 

حاوط خـ.ـصرها وقهقه عليها 

- بتفكريني بغزل لما تحب تخـ.ـلع... وضعت رأ سها في حـ.ـضنه 

- ابدا والله ياحبيبي... أنت اعظم ر اجل في الدنيا ربنا يخليك ليا ياحبيبي وميحرمنيش منك.. استدارت له 

- ياله فك الفستان علشان نصلي ونام... ولا مش ناوي تنام ياحضرة البشمهندس 

جـ.ـذبها بشدة لصـ.ـدره... فقد استنـ.ـفذت قد.رته على الصمود... وهمـ.، س بجانب أذ نها 

- البشمهندس هيمـ.ـوت وياخدك في حضـ.ـنه 

أنا بحسب لليلة دي من عشرين سنة وكنت فقدت الامل.. بس شوفي قدرة ربنا انا لازم اطلع صدقة على جمع شملنا.. 

انت  جميل وحنين اوي ياحازم 

اقـ.ـترب منها وقام بفـ.ـتح اربطة الفستان من الخـ.ـلف.. وتحرك الفستان للأسفل  ولامـ.ـست اصـ.ـابعه ظـ.ـهرها مما شعـ. ـرت بقـ.ـشعريرة لذيذة بعمودها الفقري... حملت فستانها بيـ.ـدي مرتعشة واتجهت للمرحاض 

وقف وهو يشـ.، عر بلهـ.ـيب نير ان صـ.ـدره عندما اسرعت  دقات قلبه بشكل غير اعتيادي 

أغمض عيـ.ـناه منـ.ـتشيا رائحتها التي ملئت رأ تيه عندما اقترب وهمـ.، س بجانب أذ نها 

وقفت داخل المرحاض تحاول التقاط انفـ.ـاسها من نبضات قلبها... وضعت يـ.ـديها  موضع قلبها.. يارب ساعدني  علشان مكـ.ـسرش فرحتنا... يارب أزل عن روحي وقلبي التعب 

خرجت بعد قليل.. وجدته قام بتغيير ملابسه مستعدا للصلاة... ابتسم لها وبسط يـ.ـديه 


❈-❈-❈ 

- تعالي حبيبي علشان نصلي 

اقـ.ـتربت منه ووقفت خلفه وقام بأداء صلاتي المغرب والعشاء... ثم قام بصلاة ركعتين شكر لله.. وبدأ دعواته 

بعد فترة انتهى من صلاته  وقف ورفـ.ـعها متجها للفراش... كانت تر تعش بين يـ.ـديه 

رفع ذقـ.ٕنها 

كان صـ.ـدرها يعلو ويهبط... ملـ.ـس على و جهها بحنان 

- اهدي حبيبتي طول ماانتي مش مستعدة عمري ماهـ.ـقرب منك... وضعت يـ.ـديها على شـ.ـفاه

- لا ياحبيبي انا مستعدة بس.. بس... فركت يـ.ـديها التي تر تعش وتوردت خدو دها من نظراته المحببة لها.. سحـ. ـبها وتمدد على الفراش وفرد ذرا عيه 

عايزك تنامي في حـ.ـضني بس وانسي اي حاجة دلوقتي... 

نظرت للجهة الاخرى واردفت 

- طيب ممكن تبص الناحية التانية عايزة أخلـ.ـع اسدالي... وملقتش هدوم مناسبة للنوم غير كلها قليلة الا دب... فاضطريت البس واحد منهم 

اعتدل جالسا... وضحك عليها 

- لا ياقلبي مش الهدوم اللي هتكون قليلة الاد ب... وأشار على نفسه 

ضـ.ـربت قـ.ـدمها بالارض 

- حازم بص الناحية التانية  ياله... هز ر أسه وهو يضحك واردف من بين ضحكاته

- حاضر هبوص اهو بس ماوعدكيش 

لكـ.ـمته بصـ.ـدره... بص وراك... استدار للجهة الاخرى.. خلـ.ـعت اسدالها سريعا... ودخلت تحت الغطاء، سريعا ونامت مواليه ظـ.ـهرها له... ثم اردفت 

- نام وخليك مؤدب ماشي... اقترب منها وضـ.ـمها لحضـ.ـنه 

ماانا مؤدب اهو قالها بهـ.، مس بجـ.ـانب أذ نها مقبـ.ـلها.. ثم وضع وجهه في عنـ.ـقها من الخلف يستنشق رائحتها  

حاولت ان تلملم شتات نفسها الذي بعثرها بهمـ.ـساته وقبـ.ـلاته.. نطقت اخيرا بصوت ممزوج بمشـ.ـاعرها 

- حازم ابعد شوية عايزة أنام 

ضـ.ـمها لصـ.ـدره واخرج تنهيدة حاره.. ضربت عـ.ـنقها بانفاسه الحارة 

علمت من تنهيدته بحزنه... استدارت له سريعا... اغمض عـ.ـيناه وسحب نفسا عميق كأنه يحاول السيطرة على نفسه 

كل ذرة بمشا عره تريدها بقوة ولكنه لايريد إزعاجها... لمـ.ـست وجـ.ـهه بيـ.ـديها 

- حازم إنت زعلت مني.. أغمض عـ.ـيناه منتـ.ـشيا بلمـ.ـستها وهز رأ.سه عندما لم يقو على الحديث 

- لا ياقلبي نامي.. مش هضايقك.. إنتِ روحي ياملاكي مقدرش ازعلك حتى لو بنظرة.. ارتاحي وبعدين نتكلم هاخدك في حـ.ـضني دي كانت اكبر امانيا... شوفي دلوقتي انت مراتي ونايمة في حضـ.ـني بهد وم النوم هطمع أكتر من كدا 

لامـ.ـست كلماته اوتار قلبها الذي سري به تيار كهربائي ألهـ.ـب جميع حواسها له... ولم تستطع السيطرة على نفسها.. هي وعدت نفسها بمحو الماضي واسعاده 

اقتـ.ـربت منه وقـ.ـبلته وهمـ. ـست امام شـ.ـفتيه 


- فيه عريس يسيب عروسته ليلة الدخـ.ـلة وينام يابشمهندس... عيـ.ـب على فكرة 

التقت عيـ.ـناه بنظراتها المرحبة به.. وماكان منه الا أن يلتـ.ـقط شـ.ـفتيها بقـ.ـبلة طويلة شغـ.ـوفة اراد ان يعوض حـ.ـرمانه منها طوال السنوات المنصرمة البعيدة عنه... ظلا يقـ.ـبلها وحركات يـ.ـديه واستطاع بث شوقه وعـ.ـشقه بطريقته الخاصة... انحـ.ـبست انفـ.ـاسه من جمال اللقاء، الاول بينهما  عندما تلاحـ.ـمت القلوب قبل الأجـ.ـساد.. واستطاع كلا منهما أن يجازف ليصل لقلب الاخر... ويـ.ـبث شوقه وحبه للاخر 

واخيرا بعد فترة من الوقت اصبحت زو جته قولا وفعلا ...  نظر لها وجد مظاهر التعب على جـ.ـسدها بالكامل... لقد انهـ.ـكها بعشقه الجارف الذي اند فن في خلايا اعماقه لسنوات واليوم اخيرا خرج متـ.ـفجرا لها وحدها... قبـ.ـل جبـ.ـهتها التي تشع حر.ارتها.. ونظر لداخل عيـ.ـناها.. التي خجلت منه تماما بعدما صار بينهما هذا اللقاء الاول.. 

- ألف مبروك ياحبيبي... دلوقتي بقيتي مليكة حازم الالفي... أغمضت عيـ.ـناها ونامت على صـ.ـدره غير قادرة على الحديث... فقد كان كلا منهما نفذت طاقته  

ثم ذهب كلاهما للنوم 


❈-❈-❈ 

في الغردقة 

كان حسين يجلس على فراشه ويمـ.، سك بمسبحته ويسبح ربه... دخلت نجاة له 

- انت لسة منمتش ياحبيبي... ايه اللي مصحيك... الفجر اذن من زمان 

تنهد بو جع وارف 

- خايف على الولاد.. عايز اطمن عليهم.. وخاصة صهيب... مكنش عجبني النهاردة خالص 

جلست بجو اره مربته على يـ.ـديه 

ان شاء الله هيكون كويس ياحسين... انا قلقانة على مليكة.. طيب صهيب را جل ومعاه حازم هناك... مليكة لوحدها مهما كانت نهى كويسة بس غريبة... هو الساعة عندهم كام دلوقتي... ربت على ظـ.ـهرها 

- مينفعش حبيبتي تتصلي دلوقتي حتى لو الضهر عندهم دول عرسان مينفعش.. عايز اقولك خبر هيسعدك اوي 

ضيقت عـ.ـيناها وتسائلت 

-قول ياحسين بدل ماانا قاعدة وقلقانة كدا 

امسك يـ.ـديها بين را حتيه 

"احسبي ان شاء الله بعد تسع شهور هتستلمي ابن جواد" 

جحـ.ـظت عيـ.ـناها من كلماته وهبت واقفة 

- انت تقصد جواد هيتتم جو ازه بغزل الليلة... أماء برأ سه 

- ايوة ياستي هو قالي كدا الصبح... قالي خلاص مش هينتظر حاجة.. وبعدين هو مش هيعمل فرح علشان العيـ.ـن متكونش عليهم... دا اللي فهمته من كلامه 

جلست بجـ.ـواره تبكي 

- ليه يابني تعمل كدا... كان نفسي افرح بيكم... علشان كدا كان جايب فستان ابيض لغزل... بس مينفعش ياحسين البنت لازم تفرح زيها زي البنات كلها 

- ياستي هي عاجبها كدا... البنت عشقانة ابنك... وابنك عشقها الحاجات التانية كماليات ياحبيبتي... هو زمان كانوا بيعملو فرح... 

زفرت بضيق من أفعال ابنها 

- لا برضو لازم نعملهم فرح حتى لو بسيط لما اخواته يرجعوا... حتى لو تمم جوا زه بيها... كدا ياجواد تخبي على امك والله لازعلك... وانا بقول ليه انفرد بيها الليلة بس دا طبيعي عنده... ثم صوبت نظرها لزو.جها 

- على  فكرة امل مش مريحاني ياحسين... سمعتها بتتكلم مع امها على غزل بطريقة مش كويسة... ومتزعلش مني غزل زيها زي مليكة ولو حد جه عليها هزعله حتى لو كانت بنت اختك... خلينا على نور علشان منزعلش من بعض... جذ.بها لاحـ.ـضانه 

- ليه بتقولي كدا غزل عندي زيها زي مليكة ربنا أعلم بمعزتها... دا أنا جو.زتها اعقل ولادي... كان ممكن ارفض علشان السن اللي بينهم واهو سيف اقرب ليها مش كدا ولا ايه.. ثم استكمل حديثه 

- جواد اكتر واحد هيقدر يحـ.ـارب علشانها متخافيش لا أمل ولاغيرها أنا واخد بالي وواقفلها... وضعت ر.أسها على كتـ.ـفه 

- يعني كدا مفيش غير سيف وبكدا نكون كملنا الرسالة وجو.زنا ولادنا 

ربت على ظهـ.ـرها واردف مبتسما 

- وسيف كلها شهرين ويجي يقولي عايز اتجـ.ـوز... اعتدلت مضيقة عيناها واردفت متسائلة: 

ليه شهرين يعني... وبعدين انت تعرف حاجة 

ضحك عليها واردف 

- ابنك بيحضر الدكتوراه ياماما ولما يخلص دا قصدي... أما عارف حاجة فأنا عارف انه بيحب ميرنا... جواد قالي كدا... اتخذ نفسا عميق 

- بس معرفش ايه اللي حصل وخلاه ياخد منها موقف... على العموم هو لما يرجع من تركيا هنعرف حكايته 

هزت رأ.سها واردفت بيقين 

- انا دلوقتي عرفت ليه اختار تركيا ياخد الدكتوراه فيها علشان يفضل جنـ.ـب حبيبة القلب 

في الشالية


❈-❈-❈ 

عند جواد وغزل 

جلس  يتناول قهوته تحت بعدما نامت غزل... اتى ليشعل سيجاره ولكنه تذكر حديثها عن السجائر... وانها تكر.هها وتأ.ذي معـ.ـدتها... قام بإلقاء علبة السجائر بالكامل في سلة القمامة... وأكمل قهوته ثم صعد للاعلى يحاول الثبات أمام انو.ثتها الطاغية التى فرضتها بقوة عليه... أغمض عـ.ـيناه عندما تذكرها وهو يقوم بتغيير ملا.بسها... على رغم اطفائه لإضاءة الغرفة الا ان ضوء القمر كان ساطعا 

وقف أمام الفراش ينظر لها بحب... جلس على عقبيه ومـ.ـلس على شعرها بحنان 

اقتـ.ـرب من شفـ.ـاها وتحدث 

- جنيتي الصغيرة وهي نايمة ملاك... وقت مابتفتح عيونها ياااه بتكون قطة شر سه 

رفع شعـ.ـرها من على عـ.ـينيها واستنشق انفا.سها ثم اقترب من شـ.ـفاها مقبـ.ـلها 

- بحمد ربنا إنك نايمة دلوقتي.. انتي لو صاحية كنت أكلتك جنيتي الصغيرة 

استدار للجانب الاخر من الفراش وضـ.ـمها لأحـ.ـضانه واضعا رأ سه في عنـ .ـقها وحاول النوم ولكن جفاه النوم... رغم انها دائما تنام بأحـ.ـضانه... ماذا به الليلة.. 

هل حقا لانه اعتقد انه سيتتم زو.اجه منها 

ام من خوفه على اخيه... ويعجز الاطمئنان عليه في هذا الوقت 

وضع يـ.ـديه تحت ر.أسه ونظر للسقف يحاول النوم مرة أخرى ولكن أحداث الماضي ترواده بشدة وخاصة تذكيره ببثينه 


فلاش باك منذ ثماني سنوات 

- جلس ينتظر الاطباء الخروج من غرفة العمليات للاطمئنان على اخيه 

نظر لساعته ينتظر جاسر في نفس الوقت ولكنه تأخر كثيرا... وقف وقام الاتصال به 

- اجابه احد المسعفين عندما وجدوا هاتف جاسر بجيبه 

- ايوة يافندم صاحب الهاتف واخدينه على المستشفى... مضـ.ـروب في الطريق 

هب واقفا..  رايحين مستشفى  ايه دا ضابط المفروض تاخدوه المستشفى العسكري... تمام يافندم.. 

حاول الهدوء... لو سمحت اخباره ايه الاصابة يعني؟ 

للاسف الضـ.ـربة شديدة طلـ.ـق نـ.ـاري في بطـ.ـنه وضـ.ـربة فوق الرأ.س 

اهة من أعماق صـ.ـدره... ثم تذكر جنى 

البنت اللي معاه عاملة ايه... هي مضـ.ـروبة كمان... لا مفيش حد معه.. بعد إذنك 

نظر حوله وهو مكتف اليدين اخاها يصـ.ـارع المـ.ـوت بالداخل... وهناك اخاه وصديقه يصـ.ـارع المـ.ـوت... ولا يعلم شيئا عن ز.وجة اخيه 

وصل والده وماجد الى المستشفى في ذلك الوقت... اتجه سريعا لوالده 

- بابا صهيب في العمليات.. انا هروح اطمن على جاسر واجي بسرعة 

رفع ماجد نظره لجواد 

- ماله جاسر يابني... هو مضـ.ـروب هو كمان 

امـ. ـسك يـ.ـد ماجد... وتحدث اليه بهدوء، 

- انا معرفش والله ياعمو... لسة هشوف ايه اللي حصل... ولا اقولك تعالى معايا 

نظر لوالده الذي جلس على الكرسي وكأنه لم يستمع لابنه كانت نظراته مصوبة على باب غرفة العمليات... خرج الطبيب في هذا الوقت 

- الحمدلله احنا طلعنا الرصا.صة ولكن الخـ.ـطر موجود هنشوف خلال الأربعة وعشرين ساعة الجاية ايه اللي هيحصل 

اتجه جواد لوالده واجلسه على المقعد 

- بابا ممكن تهدى علشان ضغطك... صهيب هيكون كويس ياحبيبي... نظر لابنه وتحدث متسائلا 

- ايه اللي حصل لاخوك مين اللي عمل كدا فيه.. 

مسح على وجـ.ـهه بعنـ.ـف 

- لسة معرفش قالها بعجز... ثم تنهد بحزن 

واكمل حديثه. المشكله في مراته يابابا شكلهم خط.ـفوها... انا لازم امشي وهرجع كمان شوية... وصلت نجاة وهي تبكي ومليكة وغزل 

- ابني فين ياحسين... عملوا لابني ايه... اتجهت ووقفت امام جواد 

اخوك فين ياجواد.. عايزة اشوفه... تحرك ماجد متجها للاسفل. 

انا هروح اشوف جاسر وانت خليك مع اخوك ياجواد... جحـ..ـظت غزل عـ.ـيناها 

- جاسر اخويا ماله يابابا.. وقفت مليكة تبكي.. ياربي اخويا وخطيبي.. حضـ.ـنت والدتها وظلت تبكي بقوة 

- ماما لو سمحت مينفعش كدا... صهيب هيكون كويس ادعيله.. روحي صلي وادعيله... امسـ. ـكت غزل يـ.ـديه 

- عايزة اشوف اخويا ياآبيه  لو سمحت وديني لجاسر.. مسح دموعها بحنان 

وامسـ. ـك يـ.ـديها خارجا للذهاب لجاسر 

وصل كان ماجد يقف مع أحد... اتجه وجد باسم يقف بجـ.ـواره 

- اي اللي حصل وجنى فين ياباسم.. انا سبتكم ايه اللي حصل لجاسر دا 

تنفس باسم بهدوء 

- اخدت المجـ.ـرمين على القسم.. وجاسر كان جاي هو وجنى... شكلهم هجـ.ـموا عليه في الطريق 

- اوووف ياباسم ازاي تسيبه لوحده وانت عارف انهم تشـ.ـكيل خـ.ـطير وهر.ب معظهم... 

كان فين عقلك بس... اتجننت ياباسم.. 

مسح باسم على وجـ.ـهه بعـ.ـنف 

- مكنتش اعرف انهم بالذكاء دا 

ظل يضـ.ـرب على الحائط بقوة... 

مرات اخويا اللي بيصـ.ـارع المـ.ـوت بسببي معرفش اخدوها فين وناوين يعملوا فيها ايه 

اتجهت غزل التي تبكي بقوة 

- ابيه جواد اهدى لو سمحت... علشان تعرف تفكر العصبيه دي مش هطلعك بحاجة... خرج الطبيب 

- المريض حالته صعبة احنا عملنا اللي علينا والباقي على ربنا دعواتكم له 

جلست غزل على الارض تبكي بقوة 

- يارب رجعلى اخويا يارب ماليش غيرك... جلس بجوارها ضـ.ـاما اياها لاحـ.ـضانه 

حبيبتي هيكون كويس... ايه يازوزو الضعف دا فين ايمانا بربنا... انا عارف ومتأكد ان جاسر قوي وعمره مايسيب اخته لوحدها صح... وقف ماجد واتجه لغرفة العناية 

- نظر له من خلف الزجاج.. 

- ياحبيبي يابني.. ياما قولتلك بلاش شغلك دا ياجاسر وتعالى اسند ابوك.. شوف شغلك عمل ايه... ربت جواد على كـ.ـتفه 

- دا نصيبه ياعمو... كان هيحصله دا في أي وقت 

قطع شروده عندما وجد جنيته تقـ.ـبله من خـ.ـديه 

- صباح الخير ياحبيبي.. انت صحيت من زمان 


❈-❈-❈

قهقه عليها بصوت مرتفع 

رفعت حا.جبها بغيظ من ضحكاته 

- مالك ياحضرة الضابط.. شكلك اتجننت على الصبح ولا ايه 

جذ.بها بشدة ونظر داخل عيناها وشكلها الذي اثـ.ـار مشا عره بقوة 

- وحياة ربنا هتـ.ـجلط بسببك ياجنيتي... 

ضـ.ـمت شـ.ـفاها كالاطفال 

- ليه ياحبيبي.. هو انت لسة متجلطش ياحبي... دا فكرتك اتجـ.ـلطت من زمان.. ثم لكـ.ـمته 

- هو مين اللي هيـ.ـجلط مين ياجوادي بس 

كانت نـ.ـظراته مصوبة على كرزيتها التي اغـ.ـرته بطريقة مغـ.ـريه لقلبه 

- جـ.ـذبها بشدة متذوقا شهدها وهو يستـ.ـمتع باستجابتها له... وجنـ.ـون حبهما الذي وصل لمرحلة العـ.ـشق 

لم يعلم كم من الوقت مر على قبـ.ـلته... فصلها أخيرا... نامت على صـ.ـدره وهي تلهث 

ملـ.ـس على شعرها بحنان دون حديث... حتى ذهب في النوم فجأة.. ظلت نائمة معتقدة انه مستيقظ.. امسكت يـ.ـديه التى وضـ.عها على شعرها وقـ.ـبلتها بحب 

رفعت رأ.سها وجدته نائما.. اتجهت ونامت على ذر.اعيه تملـ ـس على وجـ.ـهه وهي تكاد تفتح عـ.ـيناها بصعوبه 



عند صهيب ونهى 

وصل الفندق وصعد إلى جناحه... ونبـ.ـضات قلبه بالارتـ.ـفاع لا يعلم ان كان هذا بسبب خـ.ـوفه من وجـ.ـع نهى... أم من ليلته المميزة التي يعتبرها البعض كذلك 

وصل الجناح المنشود وهو يضـ.ـمها من خـ.ـصرها دون حديث... حتى شعـ.ـرت نهى بتذ بذب مشـ.ـاعره من نظـ.ـراته التي يهـ.ـرب من عيـ.ـناها بها 

دلفت لغرفة النوم مباشرة وعيـ.ـنـاها تغشاها الد موع من عدم مبالاته لها طول الطريق عندما كانا جالسان بالطائرة... كل ما فعله انه اخذها بأحـ.ـضانه فقط 

جلست على الفراش وأبت د موعها الصمود... عندما تأخر بالخارج... مر اكثر من ساعة وهي ماتزال تجلس بفستان زفافها... وقفت واتجهت للمرحاض بهدوء، بعدما مسحت د موعها بعـ.ـنف 

وقفت أمام المرآة وهي تنظر لوجـ.ـهها الذي تغير شكله بسبب بكائها... احست بوخـ.ـزة مؤ لمة شقـ.ـت صـ.ـدرها.. حتى جعلتها غير قادرة على التنـ.ـفس... وضعت يـ.ـديها موضع ألـ.ـم قلـ.ـبها وبدأت تد لكها بهدوء، 

نظـ.ـرت حولها تبحث عن شيئا لكي يساعدها بخـ.ـلع فستانها... وجدت احدى المقـ.ـصات الصغيرة التي توضع برف داخل خزانة الحمام... جلبته وقامت بنـ.ـزع حملاته بالكامل وهي تكاد تتمـ.ـزق خلايا قلبها بعنـ.ـفوان من شدة ألـ.ـمها... بكت بقوة حتى خرجت شهـ.ـقاتها بصوتا مرتفع وضعت يـ.ـديها على فـ.ـمها حتى تمنع صوتها... اخيرا فرغت من خلـ.ـع فستانها التي مـ.ـزقته تحت قـ..ـدميها... جلست بهدوء على أرضية الحمام وهي تنظر بشرود له 

جلست مستندة عل الجدار البارد خلفها والخـ.ـوف من القادم يرهـ.ـبها... وكم من الاسئلة التي بدأت تد.اهم عقـ.ـلها 

- لماذا فعل بي ذلك؟ 

- هل حنينه لماضيه اندمه على الزو اج منها؟ 

وقفت واتجهت الى كبينة الحمام واخدت حماما باردا حتى تزيل الا.م قلـ.ـبها حتى تخرج انثى قوية تستعيد نفسها الذي مـ.ـزقها بدون رحمة... ارتدت بورنس الحمام وخرجت تبحث عن حقيبتها التي كانت توجد بجانب باب الغرفة... لقد وضعها وخرج بعدما وجدها بداخل الحمام 

اخرجت اسدالها بهدوء وهى تأبى الضـ.ـعف... هي ليست بضـ.ـعيفة ليكـ.ـسرها بهذا الشكل المهين... قامت بأداء فرضها.. وبعد وقت من تسبيح ربها قامت بإخراج مصحفها وتلوت بعض أياته.. ثم وقفت نظرت للفراش الذي يزين لليلة كهذه وبعد الغرفة التي كانت متوجة لهما 

جـ.ـذبت غطاء الفراش بعنـ.ـف وألقته بالارض واتجهت اليه ونامت بجـ.ـانب منه وهي تعتـ.ـصر عيـ.ـناها بألـ.ـم وتدعي ربها الا يضـ.ـعفها مهما صار بينهما 



❈-❈-❈ 


اشرقت شمس الصباح في الافق وهو مازال يجلس في الشرفة الخارجية يضع رأ.سه بين راحـ.ـتيه يبكي على ماصار له... حاول بكل قوته ولكن الماضي بألا.مه لم يتركه عندما وجد رسالة من بثينة بصورة خطوبته من جنى مكتوب تحتها 

"مبروك يابشمهندس ان شاء الله متلقيش السعادة في حياتك ماهو انت تعيش سعيد وهي مـ.ـدفونة تحت الارض.. اتمنى تعيش تعـ.ـيس دايما ياصهيب وعمري ماهسامحك انت واخوك على اللي حصل معاها كنا عايشين مرتاحين لحد ماجيتوا د مرتونا انتوا الاتنين" 

انخرط بالبـ.ـكاء بقـ.ـهر من كلماتها التي شـ.ـقت قلبه  ... خبط رأ.سه بالجدار بعنـ.ـف وصوته بدأ يصدح بأرجاء المكان 

"انا السبب في مـ.ـوتها أنا السبب يارتني ماقبلتها ولا عرفتها... نهى ذنـ.ـبها ايه علشان اكـ.ـسرها انا اللي بيقرب مني بد مره... يارب خدني وريحني من عذ ابي... يارب قالها بصوتا متمنيا مرتفعا.. وهو ينظر الى السماء... كانت نهى استيقظت لتؤدي صلاة الفجر ولكنها توقفت عندما استمعت لبكائه وكلماته التي اختـ.ـرقت فؤادها حزنا عليه 

اتجهت اليه سريعا تبحث في أركان المكان عنه ولكنها لم تجده.. نظرت بالخارج.. وجدته  مازال يجلس بلباسه ويجلس على أرضية الشرفة ويستند بظـ.ـهره على الجدار 

اسرعت اليه عندما وجدته بهذه الحالة.. جلست بجـ.ـواره وبسطت يـ.ـديها تلـ.ـمس وجـ.ـهه 

- حبيبي ايه اللي حصل.. مالك ياصهيب.. حاولت ان  توقفه وتأخذه للداخل... مظهره جعلها تنتـ.ـحب وحـ.ـزينة عليه بكم آلا.مها منه 

اخيرا وقف واتجه معها للداخل.. جلس على أريكة في حجرة المعيشة.. سحـ.ـبها لداخل أحـ.ـضانه عندما نظرت له بوجـ.ـع منه ومن نفسها... شدد من عنـ.ـاقها بكت بقوة داخل أحـ.ـضانه تركها لانه يعرف إنه أ.ذى قلـ.ـبها في ليلة عمرها.. تركها تخرج مايجيش صـ.ـدرها منه وعندما وجدها استكانت بعض الشئ.. رفع رأ.سها من حضـ.ـنه ونظر لداخل عينـ.ـاها... شـ.، عر بمدى حمـ.ـاقته عندما وجد وجـ.ـهها  وعيـ.ـناها المنتفخة من كثرة البكاء... لامـ.ـست يـ.ـديه بشرتها الناعمة ونزل لو.جهها وتذوق شهد شـ.ـفتيها التي تر تجف أمامه لعله يخرج من حالته ويطيب خاطرها وقلبها الذي كـ.ـسره بدون رحمة غافلا عن تحـ.ـطمها الداخلى الذي ترك ندو.با لها عندما لم تستجب لقـ.ـبلته 

فصل قبـ.ـلته ووضع جـ.ـبينه على خاصتيها 

- عارف مهما أقول ومهما أعتذر مفيش حاجة تشفعلي عندك.... بس كان صعب عليا اطلب منك بعض الوقت... ثم استطرد قائلا 

- دايما اسمع ان العروسة هي اللي بتطلب وقت لخجلها... انا كنت هطلب منك إزاي... نهى همـ.ـس بها وهو ينظر لداخل مقـ.ـلتيها 

- سامحيني مهما اطلب السماح عارف مش من حقي تسامحيني... وضع وجـ.ـهها بين را.حتيه.. 

- فيه حاجات مهما نعمل علشان نتـ.ـلاشها... فيه حاجة  تيجي تضـ.ـربك جامد فيها علشان تفهمك مهما تهـ.ـرب برضو تفضل سايبة بصمة عميقة داخل خلايانا... فهماني حبيبتي 

خبأت آها.تها الصا رخة وخيبا.تها منه داخل قلبها المتـ.ـألم ونظرت له بقلب مفـ.ـطور و.جعا عليه... لقد عشـ.ـقته ونقش عـ.ـشقه داخل رو.حها... كيف لها ان تتخلى عنه في وجـ.ـعه؟ 

ولكن كيف ستصـ.ـمد امام عشـ.ـقه الاسـ.ـود لماضيه الذي مازال يد.اهمه؟ 

اترضى بوجـ.ـعها وصمود كـ.ـسر قلبها وتمد يـ.ـديها له لتخرجه من ماضيه... نعم هو يحتاجها بقوة.. ألا مه أشد وجـ.ـعا منها... اخيرا قررت مع نفسها الد.فاع عن حبها وعـ.ـشقها له حتى تخرجه من محـ.ـنته.. وبعد ذلك ستريه حديثاً آخر لكـ.ـسرها بهذا الشكل 

الآن فقط عليها مواجهة ماضيه بقوة 

طال صمتها له مماجعله فاقداً الامل بأنها ستراعي حالته الأ.ليمة... ترك و.جهها وتحدث قائلا 

- براحتك اللي إنتِ عايزاه هعملهولك... بس قبل أي حاجة وحياة ربنا انا بحبك أكتر من نفسي بس غصـ.ـب عني محبتش ادخلك بحالتي دي وأكـ.ـسرك مش أكتر مش عايزك تفكري إني كـ.ـرهك ومغـ.ـصوب... ابدا، إنتي روحي وقلبي ومستقبلي اللي جاي... وضعت يـ.ـديها على شـ.ـفتيه ونظرت بهدوء، 

❈-❈-❈ 

- انسى ياصهيب وتعالى نصلي الفجر... طبعا انت مصلتش لا مغرب ولا عشا.. فبلاش الفجر يضيع... وادعي ربنا وألجأله دا أكتر سند لينا في وقت الضـ.ـياع... انا هسيبك براحتك خالص لحد ماأشوف حكمة ربنا في دا ايه... رفعت ذ.قنه 

" كل حاجة ربنا بيعملها لنا ليه حكمة فيها ياترى المرادي حكمته ليا ايه... دا هيبان في الايام الجاية... اردفت بهذه الكلمات ثم اتجهت للداخل دون حديث آخر... دخل خلفها وجدها دلفت للمرحاض... نظر للغرفة وغطاء الفراش الملقى على الارض 

عصـ.ـر عيـ.ٕناه بو.جع من فعلته التي كـ.ـسرتها دون رحمة... وعد نفسه الا  يخـ.ـذل قلبها مرة اخرى سيحـ.ـارب ماضيه بكل قوة