-->

رواية جديدة البريئة والوحش لأميرة عمار - الفصل 7

 

قراءة رواية البريئة والوحش كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية البريئة والوحش 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة عمار

الفصل السابع



دائمًا ما تجتاحني حاجة لأتكلم معك وحسب، حتى عندما لا يكون لدي شيء لأقوله - معك أستطيع أن أختلق الأحاديث، أختلقها لأجلك، لأن رقة قلبي تجاهك يبدو أنها لا تنضب، ولأني أحتاج أن أشعر بك قريبةً مني. اعذري كتاباتي الرديئة واعذري فرط مشاعري، ما أريد قوله ربما، أنني، وبطريقة ما، لا أخلو منك أبدًا، ولا للحظة، ولا لبرهة، ولا لثانيةٍ واحدة.


 - فرجينيا وولف.

❈-❈-❈


كان ينظر لها فقط ينظر لتعبير وجهها الواضحة كما لو كان وجهها شفاف،تارة يري صدمتها برؤيته وتارة يري سعادتها بنجاته وتارة أخري يري عبوسها  

يستمتع بالنظر لها،يُحب التعمق ببحر عيناها الهائج،ولكن عندما أبصر دموعها التي هطلت علي وجهها تحدث بصوت أجش مرح وهو يخطو داخل الغرفة:


-الدموع دي دموع فرح ولا حزن عشان تفرق


إبتسمت علي جملته من وسط دموعها التي تهطل علي وجهها وقالت:


-دموع فرحة طبعاً.... حمدالله علي سلامة حضرتك كُنت قلقانة جداً عليك


إبتهج قلبه وتضخم صدره من حديثها الذي يبدو عادياََ للبعض ولكن بالنسبة له كان يُمثل الحياة بأكملها،سعيد برؤية خوفها عليه الظاهر علي ملامحها لا يعلم خوفها هذا لأنه مميز لديها أم هذا الحنان النابع من وجهها يوجد بسجيتها للجميع،كان يقول دائما أنه منزوع القلب ولا يعترف بتلك التراهات الفارغة فماذا حدث الآن؟وما هوية ذلك الشئ الذي يعزف ألحان بجانب صدره الأيسر؟

 حمحم وقال لها بصوت رجولي خشن:


-الله يسلمك يا نغم وأسف إني عرضتك لموقف زي ده


 ردت عليه سريعاً وهي تمسح دموعها بكف 

يـ دها :


-حضرتك ملكش ذنب ده قدر والحمد لله إن حضرتك طلعت سليم منها 


ابتهج قلبه وأنار وجهه كما لو كان ربح جائزة اليا النصيب 


عادت نغم تتحدث مرة أخري بقلق وهي تنظر للحمالة الموضوع عليها ذراعه الأيمن:


-إيه اللي حصل لدراعك 


رد عليها بلا مبالاة وكأنه يخبرها بشئ معتادين البشر على سماعه:


-رصاصة بسيطة


جحظت عيناها وتلوي قلبها بألم من كلمته فتمتمت بخفوت متسائل متعجب :


-إنتَ إتصابت بالطلق!!


أمأ لها برأسه وهو يُخبرها ببساطة:


-الحمد لله سطحية... الحراسة جت في الوقت المناسب 


-طب إنت كويس...حاسس بأي وجع،تعالَ أقعد هنا عشان متتعبش 


خرجت كلماتها متقطعة قالقة وهي تُشير إلي الكرسي الموضوع بجوار السرير


ااه يا نغم،ماذا تُريدين يا فتاة؟...كفىٰ حنان مفرط يكوي قلبي كوياََ،يشعلني من الداخل كما لو كنت شمعة علي وشك الإنصهار...بحق الله لا تزيدي عليا الأمر سؤءََ،فإنسان مثله متعطش لتلك المشاعر الصادقة التي لم يراها بأحد سواها... فإن كان يُريدها قبلِِ  قيراط فالآن بعد ما حدث اليوم يريدها أربع وعشرين قيرط 


خرج عن تفكيره وهي ينظر لها بعمق أربكها قائلا:


-أنا بخير...جيت بس أعرفك إني معاكي عشان لو عوزتي حاجة،والشنط اللي في العربية في واحد هيطلعها دلوقتي.... وبالنسبة للإفتتاح فمش هنحضر لأن أنا تعبان وإن شاء الله نروح الحفلة بليل


زاغت ببصرها عن مركز عيناه وهي تردف بتوتر بعد أن أماءت رأسها له:


-حمد الله علي سلامة حضرتك مرة تانية 


حرك رأسه للشمال وهو يبتسم إبتسامة لا تظهر علي وجهه عندما بعدت بصرها عن عيناه التي تخترقها إختراقاََ يجعلها كالعا رية أمامه 

رد عليها وعينيه لم تحيد عنها  بتروي وهدوء متجاهلاََ الرد على جملتها :


-الحفلة الساعة ٦ هعدي عليكي تكوني جاهزة


أمأت له رأسها وهي تهرب من نظرته المتفحصة لعيناها قائلة:


-حاضر يا فندم


عقب إنتهاء جملتها سمعوا طرق علي باب الغرفة 


نظرت له بإستغراب تسأله بعيناها من الذي سيدق علي باب غرفتها؟!


جاوب علي سؤالها الصامت مغمغماََ بصوت أجش:


-أكيد ده اللي جايب الشنط 


قالها وهو يقف أمام الباب يُدير مقبضه بيـ ـديه اليسري.....وجده بالفعل عامل الفندق المسؤل عن حمل الحقائب،أفسح له المجال حتي يتمكن من الدخول وهو يقول له أمراً :


-حطهم جمب السرير


-أمرك يا فندم 


وضع فارس يـ ـديه بجيب بنطاله ليخرج بعض النقود،وإتجه صوب العامل وهو يعطيهم له 


أخذهم منه العامل مهللاً بسعادة:


-ربنا يخليك يا بيه ويبعد عنك ولاد الحرام


أمن فارس علي حديثه


ثم تقدم تجاه نغم مرة أخري فور خروج العامل قائلا لها:


-أنا خارج دلوقتي،لو إحتاجتي أي حاجة هتلاقيني في الأوضة اللي قدامك علي طول 


أنهي حديثه وغادر الغرفة فوراً بطغيان رهيب....تنفست بهدوء فور خروجه من الغرفة،فوجوده يُربكها..يسحب الأنفاس منها فتشعر وكأنها علي وشك الإختناق،تشعر بعدم الراحة عند وجوده أمامها وخاصة عندما يُطيل النظر لوجهها،لا تُنفره بالعكس تشعر بالأُلفة تجاهه ولكن تشعر بعدم الراحة والإرتباك أمامه....لا تعرف وصف لشعورها المتضارب ولكن كل ما تعلمه أن هذا الفارس لديه قدرة مذهلة علي تشتيت أي أُنثي أمامه مهما كانت مكانتها، ليس بالسهل أبداً...تعلم أنه ماكر ونظرات عيناه خداعة...عندما يُطيل النظر لعيناها يقصد حينها إرباكها ليس إلا،حينما يفرض عليها رأيه وشدته ما هو إلا إعلان غير مباشر منه أنه هو مالك زمام أمورها،مشتته من الداخل لا تعلم ما يُجري معها،ففارس شغل جزءً كبيرة من تفكيرها علي عكس المفترض،ولكن تعذر نفسها فهي طوال حياتها لم ترى رجلاً مثله قط...فشخصيته الجادة ووجهه الحاد وكلماته الواثقة تجعلك تُهيم به دون إرادة منك 


بعدت حجاب شعرها علي السرير وأخذت تُرتب أغراضها داخل خزانة الملابس الموجودة في الغرفة مقابل السرير لتُلهي نفسها قليلاََ عن التفكير به


❈-❈-❈


يجلس زين أمام أبيه بغرفة مكتبه ينظر له بغضب مكتوم وهو يستمع إلى حديثه الذي يحرق بدمائه 


حدق به أبيه بخيبة أمل فولده الوحيد الذي يقف مع ألد أعدائه ومتخذه صديقاً له خرج صوته حادا:


-كل اللي أنا بعمله ده عشانك إنتَ،أنا معنديش وريث غيرك....بس يا خيبتي في الوريث اللي أنا جيبه ماشي دلدول ورا إبن الهواري وبيكبرله في شغله وسايب  أملاكه،يا أخي إعقل بقي إنت كلها شهر وتتجوز وتفتح بيت فوق لنفسك ودير أملاكك بقي


رد زين بصوت جهوري لا يقوى علي كبحه:


-طول ما إنتَ بتعاملني علي أساس إني عيل صغير عمري ما هسمع كلامك ولا هديله أهمية،وفارس اللي إنتَ مش بتحبه ده عندي بالدنيا كلها قول عليا دلدول قول ما بدالك بس أحب أقولك إني عمري في يوم ما أخسر فارس عشان الشغل ده ولا عمري في  يوم من الأيام هقف قدامه عشان صفقة 


هتف هو الأخر صائحاً بسخرية متسائلة:


-وإشمعنا هو ما بيعملش خاطر لأبوك وأي صفقة أنزل فيها لازم يبقي ضدي


-أنا مليش دعوة باللي بينكم 


قال جملته بهدوء عكس غضبه الذي يتأرجح بصد ره

ثم إستكمل كلامه هاتفا:


-وبعدين ما أغلب الصفقات أنا اللي بشتغل عليها !!!.....بس إنتَ مصمم دايماً تكسب عداوة فارس،وأنا اللي يعادي فارس أكنه بيعاديني 


رد عليه أبوه بذهول من حديث إبنه :


-بس أنا أبوك!!!!،هتعادي أبوك؟


-وعشان إنتَ أبويا بستسمحك تبعد عن فارس متدخلش علي صفقاته وده رجاء من إبنك الوحيد 


هز سامح رأسه بخيبة ويأس ملؤوا عيناه مما يراه من أحوال إبنه وفلذة كبده....إغرورقت الدموع بعيناه وهذا ليس بالسهل فهو يرى إبنه يخرج عن طوعه ويقف مع ألد أعدائه في السوق ضد أبيه يشعر بالحسرىٰ والإنكسار كان يريد من ولده أن يسنده حتي يعلو بإسم الحديدي أكثر  


لمح زين الدموع التي تأبي النزول من عين أبيه فقام من علي كرسيه قائلا له بتوسل:


-عشان خاطري يا بابا متزودش عليا هموم...أنا طلبي بسيط وهو إنك تبعد عن فارس نهائي وقتها والله العظيم هتلاقيني زي ما إنتَ عاوز وأكتر كمان 


مسح سامح بيـ ـديه علي وجهه بتماسك لا يُريد أن يضعف أمام إبنه فرد عليه بهدوء يملأُه الحسرة:


-ماشي يا زين ربنا يسهلك حالك يا بني ويعوض عليا خير فيك


حبس زين أنفاسه وهو يغمض عيناه لبرهة يستعيد توازنه بها لا يعلم ماذا يفعل حتي يُرضي عائلته وبالأخص أبيه فهو لا يتذكر يوماً أنهم كانوا علي وفاق، دائما أبيه يريد الشرق وزين يتجه للغرب ليس عنداً بأبيه  لكن لا يريد أن يكون مُساق،لا يُحب أن يكون نسخة باهتة من صنع أبيه،يحبه ولا يستحمل عليه مكروه ولكن يكره طريقته وأسلوبه،يكره كرهه لفارس وحديثه الدائم عليه بالسوء 


أفاق من تفكيره وهو يفتح عيناه علي صوت أمه الذي دخلت إلي المكتب عندما سمعت صوت إبنها بالداخل

إتجهت صوبه بشوق وهي تفتح له ذراعيها منادية بإسمه بلهفة...إرتمي زين بأحضانها بشوق أكثر من شوقها البادي علي وجهها....فأمه تمثل له الحياة بأكملها.... سيدة بشوشة رقيقة المشاعر حنونة  وجهها كالقمر ليلة إكتماله،يشبهها زين بدرجة كبيرة 


أخذت سمر نفساً عميقاً تشتم به رائحة إبنها الموجود داخل أحضانها قائلة بعتب:


-كده يا زين توجع قلبي عليك بالشكل ده


أمسك يـ ـديها الموضوعة علي كتفه ورفعها لأعلي يقبلها عدة قبلات بشـ ـفتيه وهو يردف بعاطفة:


-بعد الشر عليكي من وجع القلب يا ست الكل...حقك عليا 


أخذته بأحضانها مرة أخري وهي تبكي من إشتياقها له ولحنانه عليها....فكانت تشعر وكأن قلبها نزع من مكانه عندما تشاجر زين مع أبيه وقرر وقتها زين بأنه سيرحل ولم يأتي إلي هنا مرة أخري،أخذت تبكي وتترجاه بأن لا يفعلها فقلبها الضعيف لا يتحمل بعده عنها ولكن كان شيطان إبنها عميه عن دموعها فدار لها ظهره خارجاً من القصر بغضب من أبيه ومن تقليله الدائم من شأنه 


أبعدته عن أحضانها برفق وهي تنظر لوجهه بحنان وإشتياق قائلة:


-وحشتني يا حبيبي أوي،هانت عليك أمك تبعد عنها أسبوعين يا زين 


إبتسم لها زين وهو يقبل رأسها قبلة مطولة قائلا بعدها:


-عمرك متهوني عليا يا أمي...حقك عليا 


رفعت أنظارها له بتوسل وهي تقول:


-عشان خاطري يا زين متبعدش عن القصر تاني

ثم أكملت بصوت باكي يمزق القلوب:


-مبقدرش أعيش من غيرك،وبحس إن الدنيا بتضيق بيا 


رفع أنامه علي خديها يمسح دموعها بحنان،فأمه الوحيدة القادرة علي جعله يتنازل عن قراراته مهما كانت مصيرية...لا يتحمل نظراتها الحزينة التي تكوي قلبه كياً،يشعر بالعجز عندما تهبط دموعها....فدائما كانت ومازالت الداعم الوحيد له في كل قراراته،تقف أمام أبيه عندما يقسو عليه بالكلام 


وللحقيقة سامح هو الأخر لا يستطيع رؤية دموعها فسمر حُب عمره أحبها في صغره مرة وفي شبابه مرة وفي شيبه مره لم ينظر لغيرها يوماً،تملئ حياته بحنانها الغير معهود،عندما رأى دموعها تهبط من عيناها وتجري علي خديها قام من مكانه سريعاً يتجه صوب مكان وقوفهم وهو يقول لها بغضب من دموعها:


-أوعي دمعة واحدة تنزل منك مرة تانية مهما كان السبب إنتي فاهمه؟

ثم أردف قائلاً بإستنكار لحديثها السابق حتي يعبث معها قليلاً:


-وبعدين إيه القصر كان وحش من غيرك دي!!!!.....أمال أنا كنت أبجورة؟


عقب زين علي حديثه والده قائلاً لأمه بمزاح:


-إلبسي بقي يا ستي 


ضحكت سمر علي حديثهم وهي ترفع أناملها تمسح دموعها المتعلقة بعيناها،تعلم أن سامح يغير عليها من إبنها وكأنه سيخطفها منه....فسامح كالأطفال يريدها لها وحده لا يريد لأحد أن يشاركه بها حتي لو كان ولده


رفع لها حاجبه عندما علم أنها كشفته وكشفت غيرته،إبتسمت له بعشق وهي تقول له:


-إنت نور عيني يا سامح وحبيب أيامي وزين حتة مني ومنك بحس بالنقص وهو بعيد عني، إنتوا الإتنين بتكملوني


صفر زين لأمه وهو يقول لها:


-الله الله يا ست ماما....ده إنتِ طلعتي شاعرة وأنا معرفش

ثم أكمل لها قائلاً بمناكفه في أبيه:


-بس ده ميمنعش إنك تقوليله الحقيقة وهي إنك بتحبيني أكتر منه 


حدجه سامح بنظرات غاضبة من كلمات إبنه التي أوهجت نار الغيرة بصد ره  وجعلته يتأرجح فقال بغضب مكتوم:


-بتحبك أكتر إيه يا متخلف إنتَ، ده أنا اللي جايبك للدنيا يَلَا 


ضحكت سمر علي الحرب الدائرة بينهم وهي تدعو الله أن يُصلح الخلافات بينهم حتي يعيشوا كما كانوا من قبل أن يقرر سامح مجابهة فارس الهواري بالسوق،فتلك كانت أرض الخلاف بينهم ومن وقتها قرر زين ترك شركة أبيه والعمل مع فارس...تعلم مكانة فارس لدي زين،وتعلم عناد زوجها الذي لن يتراجع عن قراره أبداً


ضحك زين هو الأخر علي ملامح والده التي أصبح الغضب يستوطنها الآن...كان يحدجه بنظرات تُخرج شرارات من النيران وكأن زين غريباً إختص زوجته بالكلام المعسول،فوالده لديه سمر خط أحمر لا أحد يقترب منه ولكن هو يخترق ذلك الخط بكل بجاحة،فلو كان طاوع أوامر أبيه الخاصة بأمه لكان الآن لا يعلم ما هو شكل وجهها،لعب فارس بحاجبيه له وهو يقول بعبث محبب: 


-متبصليش كده أنا طالع ياعم أوضتي وسايبكم أهو 


-يكون أحسن برضو


خرجت تلك الكمات من فم أبيه غقب إنتهائه من كلامه مباشرةً بنبرة غير مبالية


ضحك زين بملئ فمه علي أفعال أبيه الصبيانية عندما يتعلق الأمر بسمر يعود كما لو كان بالروضة


غمز لسمر بعيناه وهو يقول:


-أنا في أوضتي يا قمر لو عوزتي أي حاجة قولي جرجير هتلاقيني قدامك 


مد سامح يـ ـديه يلتقط زجاجة الماء البلاستيكية من علي المكتب وفي ثواني معدودة كانت تلبس الزجاجة برأس زين 


تألم زين وهو يضع يده مكان الوجع الذي سببته تلك الزجاجة برأسه وهتف لوالده:


-مش أصول دي علي فكرة....هو كده الغدر دايماً بيجي من أقرب الناس


مسك سامح الفازة الموضوعة علي المكتب وجاء ليلقيها عليه...وجد زين يجري صوب الباب قائلاً:


-أما إنتَ أب شرير بصحيح


إبتسم علي كلمة إبنه بحنان عقب خروجه من الغرفة وهو يقول:


-معاكي حق يا سمر القصر بيبقي من غيره تربة فعلاً


إقتربت منه وهي تدفن نفسها بأحضانه قائلة :


-عشان خاطري يا سامح حاول تبعد عن فارس أنا مش عاوزة نخسر إبننا الوحيد 


-يا حبيبتي ده شغل وفارس منافس قوي ليا  لازم اتصدرله 


-يبقي تنافسه بشرف يا سامح من غير أذية ليه عشان خاطر إبنك 


قبل رأسها وهو يهتف بحب:


-اللي تقول عليه حبيبتي يبقي أوامر لازم تتنفذ 


قبلت هي الأخري ذقنه المهدبة قائلة:


-ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبداً


غمز لها وهو يقول بعبث:


-لاء ده إحنا نطلع أوضتنا بقي...لازم نختم الكلام ده بختم معتمد 


ضحت سمر علي زوجهها وعبثه وهي تلكزه بكوعها:


-إكبر بقي


❈-❈-❈

بالنادي 


ذهبت رقية لمكان أحمد الدائم التواجد فيه ألا وهو الملاكمة 

وجدت جزعه العلوي عاري يتصبب عرقاً ويرتدي من الأسفل شورت يصل إلي رُكبتيه...يرتدي بكفيه قفازات الملاكمة

ومن أمامه يوجد كيس ملاكمة ضخم...تنزل قبضة أحمد عليه كل ثانية والأخري


هتفت رقية بإسمه :


-أحمد


لف رأسه لمكان الصوت وجدها رقية..إبتسم لها وهو يخلع القفازات..ويلتقط المنشفة الموضوعة على الكرسي يُنشف بها عرقه قائلاً:


-مقولتليش ليه إنك نازلة النادي كنت عديت عليكي خدتك معايا


-حبيت أعملهالك مفاجأة 


إبتسم لها وهو يقول بحب:


-أحلي مفاجأة 


ردت له الإبتسامة وهي تقول:


-هستناك بره إلبس يلا وتعالى نتمشي شويه


أمأء لها وهو يقول:


-ماشي يا حبيبي دقيقة وأكون قدامك


تركته وغادرت غرفة الملاكمة تنتظره بالخارج كما أخبرته 

وبعد دقيقة كما أخبارها كان يقف جوارها يرتدي ترنج رياضي خاص بالنادي 

قال لها وهو يمسك يـ ـديها:


-يلا يا حبيبي 


قالت له بحماس :


-كل مرة بنتمشي في نفس المكان تعالي المرادي نتمشي ورا النادي 


-غالي والطلب رخيص إتفضلي يا سمو الأميرة 


ضحكت علي جملته وقالت بتساؤل :


-كلمت فارس ولا لسه 


رد علي سؤالها مجاوباً :


-اه كلمني من ساعة والحمدلله الرصاصة كانت سطحية،كنت خايف عليه أوي

تخيلي مصدقتهوش غير لما فتحلي الكاميرا عشان أشوفوا


ضحت رقية عليه وهي تقول:


-ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبي....بجد كنت زعلانة جداً لما كلمتني وقولتلي اللي حصل 


رفع كفها لشـ ـفتيه وهو يقبلها قائلا:


-ويخليكي ليا يا حبيبتي...وشكراً علي وقفتك جمبي وإنك خليتك معايا علي التليفون لحد ما هِديت


-إيه شكراً دي بقي إن شاء الله!!!...هو أنا مش خطيبتك ولا إيه؟

خرجت هذه الكلمات من فمها مستنكرة لحديثة 


ضحك أحمد بملئ فمه وهو يقول لها بخوف مصطنع:


-إيه ده؟، ده إنتِ طلعتي بتردحي 


-مش عاجبك ولا إيه يا حبيبي


ضحك مرة أخري وقال بحب:


-لاء يا روح قلب حبيبك عاجبني،وعاجبني أوي كمان 

أنهي كلامه بغمزة عابثة 


إبتسمت له وهي تهز رأسها بيأس منه وقالت:


-إعمل حسابك هنروح  بكره عشان نشتري الفستان والبدلة


-لاء بكرة مش هينفع عشان هروح أجيب أهلي من المطار ومينفعش أسبهم وأخرج،أجليه لبعد بكرة


-ماشي يا حبيبي مش مشكلة...ربنا يجبهم بالسلامة


لم يرد عليه...لفت نظره شئََ غريب

نظر  بتدقيق إلي الأمام ليتأكد مما تراه عينه فهذه زوجة أخيه....فماذا تفعل سارة وراء النادي ومن ذلك الجالس معها!!


نظرت رقية للمكان الذي ينظر إليه وجدت إثنين يجلسان علي منضدة ويتحدثون سوياً،  عادت بنظرها مرة أخري إلي أحمد وهي تقول بتساؤل:


-في إيه يا أحمد باصصلهم كده ليه إنتَ تعرفهم؟


لم يرفع بصره من عليهم وأجاب عليه بهدوء متعجب:


-دي سارة مرات فارس أخويا


شهقت رقية من الخضة وإرتفعت دقات قلبها....تنتظر أي تصرف يصدر عن أحمد حتي ينفي ما قاله ولكن كان التصرف البادر منه 

ذهابه لمكان جلوسهم،خطت بخطوات سريعة خلفة فوجهه كان لا يُبشر بالخير أبداً 


أما عند سارة فكانت تجلس وهي تشعر بعدم الراحة من ذلك الجالس أمامها وتنظر حولها كل دقيقة تبحث عن صديقتها مها ولما تأخرت هكذا؟

ولكن سُحبت الدماء من وجهها عندما لمحت أحمد قادم إليها وعينه تشع غضب وخلفه فتاة تجري خلفه وهي تهتف بإسمه،قامت من مكانها سريعاً 

وهي تنظر إليه بخوف نابع من القلب...ليس خوفاً منه ولكن خوفاً من إخباره لفارس...تعلم أن من طريقة نظراته تلك أنه فهم الموقف خطأ 


وصل إليها أحمد قائلاً بصوت حاد وهو ينظر لها بشر:


-بتعملي إيه هنا،ومين ده؟


ردت عليه سارة بصوت مهتز من الخضة والخوف:


-ده..ده عبدالله ابن عم مها صحبتي 


-وابن عم مها صحبتك بيعمل معاكي إيه ورا النادي!!

خرجت كلماته بإستفسار حاد


نفت برأسها بسرعة وهي تحاول إزاحة التفكير  السئ الذي دار برأسه:


-مبيعملش حاجة معايا...أنا معرفوش هو كان قاعد مع مها بس مها راحت تجيب مشاريب من السوبر ماركت الموجود في النادي 


نظر لها بتدقيق عميق... يخترقها بنظراته ليعلم إذا كانت صادقة أم كاذبة 


قام عبدالله من مكانه هو الآخر وهو ينظر لأحمد قائلاً بتساؤل:


-مين حضرتك وليه بتكلم مدام سارة كده


جاءت في هذه اللحظه مها وهي تمسك بالفعل مشروبات بيدها قائلة:


-هو في إيه...إيه اللي بيحصل؟!!


تنفست سارة براحة عندما رأت مها أمامها فها قد ظهرت برأتها من شئٍ لم يُرميها أحداً به ولكن رأته في عيون أحمد 

قالت سارة موجهة حديثها لمها:


-مفيش يا مها ده أحمد أخو فارس جوزي ما إنتِ عرفاه...شافني قاعدة هنا جالي 


أماءت رأسها بتفهم ومن ثم نظرت لأحمد قائلة:


-إزيك يا أحمد عامل إيه 


تجاهل سؤالها وأعاد نظره لسارة قائلاً وهو يُدير لها ظهره ممسكاً بأيـ ـدي رقية يسبقها:


-هاتي شنتطتك وتعالي عشان أروحك 


نظرت مها بإستغراب لسارة قائلة:


-ماله ده!!


-واحد شاف مرات أخوه قاعدة مع واحد ميعرفوش عاوزاه يبقي عامل إزاي يا مها؟...أنا غلطانة إني سمعت كلامك ومروحتش معاكي وإنتي بتجيبي المشروبات ما كنش ينفع أقعد معاه لوحدي


-يعني هو أنا كنت أعرف إن هو هيجي ويشوفك يا سارة!!!...كل الحكاية إني مردتش أتعبك لأنك كنتي قيلالي إن رجلك تعباكي النهاردة


رد عليها عبدالله بإستغراب قائلاً:


-هو أنا إتسببت في مشكلة لحضرتك من غير ما أقصد يا مدام سارة؟


لم ترد عليه وهي تأخذ حقيبتها من علي المنضده الموضوعة أمامهم وغادرت خلف أحمد وهي تقول:


-سلام يا مها


❈-❈-❈


بسيارة أحمد يجلس علي كرسي القيادة ينتظر سارة أن تأتي وبالكرسي المجاور له تجلس رقية 


نظرت له رقية وهي تقول بتساؤل:


-في إيه يا أحمد ساكت ليه...ما هي طلعت صاحبتها معاها فعلاً زي ما قالت يعني مفيش حاجة تستدعى الغضب اللي علي وشك ده 


-مفيش حاجة يا رقية...لو سمحتي إنهي الحوار ده 


أماءت له بتفهم وسكتت عندما رأت سارة قادمة لهم 


أدارت مقبض باب السيارة الخلفي لتفتحه كي تدخل  


شغل أحمد السيارة عقب ركوبها وإتجه صوب بيت رقية أولاً كي يصلها 

وبعد دقائق أوقف السيارة أمام الفيلا الخاصة بوالد رقية 


نظرت له رقية قائلة:


-عاوز حاجة يا حبيبي 


-لاء يا حبيبتي خلي بالك من نفسك 


نظرت رقية لمكان جلوس سارة وقالت موجهة حديثها لها:


-ملحقناش نتعرف علي بعض بس تتعوض مرة تانية إن شاء الله 


-إن شاءالله 

قالتها سارة بإقتضاب دون أن تكلف نفسها وتبتسم لها مجرد إبتسامة مجاملة 


دار أحمد السيارة عقب نزول رقية في هدوء تام...يفكر ماذا يفعل...أيحكي لأخيه

ما حصل أم يتغاضي عن ذلك...يعلم أن سارة لم ولن تفعل أي شئ من الذي فكر به وجاء في ذهنه عقب رؤيته لها جالسة مع شاب خلف النادي هي وهو فقط

تنهد بضيق وهو يرمقها بغضب من مرآة السيارة الموضوعة أمامه


حمحمت وهي تقول لسه بتوسل :


-أحمد وحياة أغلي حاجة عندك متقولش لفارس حاجة...إنتَ عارف فارس مبيتفهمش


-ولما إنتِ عارفة إن هو مبيتفاهمش سمحتي لنفسك تقعدي مع واحد غريب ليه 


-عارفة إني غلط وعشان كده بترجاك إنك متقولوش 


❈-❈-❈


وقف فارس أمام باب غرفة نغم ينتظرها أن تفتح له بعد أن طرقه عدة طرقات 


دقيقة وكانت نغم تُدير مقبض الباب لتفتحه


توقفت أنفاسها من منظره الساحر،طلته كانت بالنسبة لها كبطل خرج من إحدي الروايات... كملك خرج من الأساطير وفي كل الأحوال أسرها بسحره وها هي واقفة تُحدق به كالبلهاء

فكان يرتدي حليه سوداء كلاسيك وشعره مرتب بطريقة عصرية ولكن بعد الخصلات تمردت علي الأخريات ونزلت علي جبينه بمنظر رائع 


أما هو فمنذ فتحها للباب وظهورها أمامه لا يفعل شئ سوا النظر لها بإنبهار وإففتان 

لا يعلم أهي جميلة أم الجمال خُلق من أجلها...يُجزم أنها وبهذه اللحظة أجمل ما رأت عيناه 

بدأ يصدق أن نغم تُلقي عليه تعاويذ تجعله يقف صامت أمام حسنها يطبق المقولة الشهيرة"الصمت في حرم الجمال جمال"

فكانت ترتدي فستان باللون الأزرق وترتدي علي شعرها طرحة من اللون الأبيض الناقي كما وجهها تماماً


أخفضت نغم بصرها عندما رأته أطال النظر بها بطريقة غريبة عليها فحمحت وقالت بصوت متوتر:


-ثواني هجيب الشنطة 


فاق فارس من سحرها عقب كلماتها وهو يحمحم حتي يعود إلي رشده مرة أخري 

وقال لها بهدوء:


-إستني يا نغم 


إستدارت وهي تنظر له بعيون متسائلة عن ماذا يريد 


رد علي السؤال الظاهر بعيناها ولم توجهه إليه قائلاً:


-غيري الفستان ده 

ثم قال وهو ينظر لساعة يده:


-قدامك عشر دقايق


ألقت نظرة علي الفستان قبل أن تقول بتساؤل حتي ترى أين المشكلة:


-ليه ماله الفستان!!


-مش حلو يا نغم ويلا إدخلي عشان هنتأخر


-مش حلو إزاي ده إنت اللي جايبه 


تنفس بضيق من مماطلتها في الحديث وهتف قائلاً:


-ضيق ومحدد جــ ــسمك


تصبغ وجهها من جرائته في الحديث ووقفت كالصنم لا تقوى علي التحرك أو النظر لعيناه من الخجل 


هتف بها بصوت عالي:


-يلا يا نغم عشان منتأخرش 


أماءت له وهي تغلق الباب بوجهه دون إنتباه منها حتي تبدل ملابسها لأخري 

فوقفت أمام المرآه تنظر للفستان حتي تري العلة ولكن لا يوجد به أي شئ يحدد 

جــ ــسدها كما أزعم

فتحت الخزانة الموجودة بالغرفة وهي تختار فستان أخر وإرتدته سريعاً


أما فارس عقب غلق نغم الباب بوجهه أعاد رأسه للخلف بإستنكار وهو يقول:


-والله وجه اليوم اللي يتقفل فيه الباب في وشك يا فارس يا هواري 


أخرج هاتفه من جيبه يتصفح به قليلاً حتي تنتهي من إرتداء ملابسها 

وبعد ربع ساعة رفع نظره من علي الهاتف عقب سماعه لصوت فتح الباب 

وجدها تطل عليه بفستان أسود يدخل به اللون الذهبي في الأكمام وعلي حزام الخصر وترتدي علي شعرها طرحة من اللون الذهبي 


لعن نفسه ولعنها ولعن جمالها فماذا يفعل!!!أيجعلها ترتدي ثوب أخر؟...فلو قال لها أن تُغيره مرة أخري ستنفجر بوجهه يعلم 

تنفس الصعداء بضجر وهو يقول لها بهمس:


-جئتي أولاً ثم جاء الجمال من بعدك


زحف الخجل علي وجنتيها من جملته التي إخترقت أذنها بشدة بالرغم من أن صوته كان منخفض للغاية 


إبتسم علي إحمرار وجهها الذي بدى واضحاً كوضوح الشمس،مد كف يـ ـديه أمامها قائلاً جلي:


-يلا عشان إتأخرنا علي الإحتفال....كفاية الإفتتاح اللي ضاع علينا 


تقدمته في السير وهو خلفها يتلوي بداخله من جمالها الأخاذ،تُسلب الأنفس وتحتل الأذهان...تنهد تنهيدة عميقة حتي يبعث الهدوء بداخله 

تقدم خطوة كبيرة حتي صار بمحاذتها


نظرت له نغم قائلة بإستفسار:


-أمال فين الحمالة اللي حضرتك كنت حاططها علي دراعك


-في الأوضة محبتش ألبسها 


-ليه 


صمت فارس قليلاً ليجد جواباً مناسباً ولكن خرج صوته بارداً بدون قصد منه:


-عشان مش عاوز ألبسها!!


قضمت نغم شـ ـفتيها من الإحراج،وتمنت لو أن الأرض تنشق الآن وتبتلعها حتي تختفي من أمامه،فرده خرج بارداً وكأنه لا يُريد محادثتها 

صمتت ودخلت خلفه المصعد في خجل بَينْ 


ضغط فارس علي زر النزول،وهو ينظر إليها بطرف عينه...يريد أن يخبرها أن ما وصلها من معنى لحديثه خطأ فهو لم يقصد أن يخرج صوته بارداً هكذا


حمحم فارس وقال بصوت أجش وهو ينظر أمامه:


- الممرضة جات غيرتلي علي الجرح قبل ما ألبس وإدتني مسكن للألم فحسيت إني مش محتاجها


أماءت له دون أن تنطق بحرف


قفل عيناه لبرهه وهو سأخذ شهيق...يلعن نفسه علي بلاهته وهو يخبرها ما حدث كما لو كانت والدته،فلو كان لم يفسر لها حديثه لكان حفظ كرامته بدلاً من تجاهلها هذا...


نظر لها نظرة أخري وهو يأخذ شهيق أخر ولكن تلك المرة يستمتع برائحتها العطرة، وجوده معاها في مكان مغلق هكذا مثل المصعد يثيره ويثير غرائزه كرجل يريد إمرآة. يريدها وبشدة،

بعيداً عن جمال وجهها...أعطاها الله جــ ــسداََ يُغري الراهبين،أما هو فليس براهب...لاول مرة يكبح نفسه بهذه الطريقة أمام إمرآة وقف مع المثير من النساء الذين يلبسون ثياباََ عا رية ولكن لم تغريه واحده منهم...أما هي وبرغم تسترها تحرك غرائزه بها...يريد تملكها وبشدة


 أخرجه من تلك الهالة وقوف المصعد بالدور الأرضي 


خرجت من المصعد وهو خلفها متجهين صوب سيارته الواقفة أمام باب الفندق وبجوارها سائق ينتظر قدومهم 

وحينما لمحهم إتجه سريعاً تجاه باب السيارة ليفتحه لهم 


❈-❈-❈


بمكان خاص بحفلات رجال الأعمال ومن ذو شأن بالدولة 


تجمهرت الصحافة والمصورين أمام الباب عقب وقوف سيارة فارس 


نزل السائق وهو يفتح الباب لفارس أولاً ثم إستدار سريعاً وفتحه لنغم هي الأخرى


نزل من السيارات التي كانت تُسير خلفه العديد من الرجال...حاوطوه حتي يؤمنوا دخوله هو ونغم 


همست له نغم بتوتر:


-هو في إيه 


إبتسم لها فارس وهو يشعر بتوترها من الأجواء المحيطة بهم


-دول الصحافة متقلقيش 


أماءت له برأسها وتحركت معه، مد كف يـ ـديه يتناول يـ ـدها حتي يجذبها معه دون أن تصتدم بأحد من الموجودين


بدأت أسئلة الصحافة تهطل فوق رؤسهم كالأمطار التي تنهمر 


-سمعنا إن حضرتك إتصبت إمبارح وإنت جاي لمرسي مطروح، هل شاكك في حد


-الصفقة الأخيرة اللي خدها سامح الحديدي عدوك في السوق حالياً...ده أثر علي علقتك إنت وزين الحديدي إبنه؟


-حضرتك بقالك كتير مختفي من التجمعات والظهور ده ليه سبب معين؟


لم يلتفت لأسئلتهم ولكن وقف فجأة عندما وصل إلي مسمعه سؤال إحدي الصحافيين 


-بنسمع دايماً عن علاقات كتيرة بتم بين رجال الأعمال والسكرتيرة الخاصة بيهم...ممكن فيوم من الأيام نسمع  إن في علاقة بينك وبين الآنسة؟


نظر له فارس نظرة قاتلة وقال ببرود جلي:


-فارس الهواري مبيدخلش في علاقات من اللي في دماغك...لو في حاجة أنا هصرح بيها 


-وتفسر بإيه مسكتك لإيـ ـديها من أول دخول حضرتك لهنا 


جاءت تسحب مباشرةً كفها من بين خاصته بخجل ولكن قبضته إشتدت عليها ...تكاد أن تنصهر من أسئلة الصحافة التي أصبحت تجري حولها...فماذا يقول هذا الأعته أي علاقة ستكون بينهم!!


شعر فارس بها تسحب يـ ـديها فشد قبضته أكثر عليها حتي لا تسطيع سحبها من بين كفه ورد علي الصحافي قائلاً ببرود:


-مبفسرش 

ثم إبتسم له إبتسامة سمجة ومن بعدها تركهم وسار إلي الداخل


توجه عقب دخوله إلي طاولة رجال الأعمال المشتركون معه بالمشروع وبجواره نغم تنظر حولها تستكشف هذا المكان الجديد عليها 


قام كل من علي الطاولة إحتراماً له ورحبوا به ترحيباً حافلاً

توجهت كل الأنظار فور جلوسهم علي نغم...منهم مبهور بجمالها وبالطبع من الرجال...أما النساء فكانوا ينظرون لها بتقليل 

ولكن كانت واحدة فقط تجلس علي الكرسي تنظر لفارس بتامل واضح ومن بعدها تنظر لنغم بغيرة فللحق هي جميلة وتعترف بذلك وهذا ما أشعل النار بقلبها فهي لا تريد أن يرى من أجمل منها تريده لها هي فقط


نظر له أحد الرجال الجالسين وهو يقول له بعبث:


-مش هتعرفنا علي الحلوة دي ولا إيه يا فارس


-سكرتيرتي الجديدة

قالها فارس بإقتضاب علي نبرته ونظرته لها 


رد عليه الرجل قائلاً بمرح:


-طول عمرك بتقع واقف يا ابن الهواري


لم يرد عليه فارس...لا يريد أن يجعل مجرى الحديث عن نغم.... لم يعجبه نظرات الجميع لها...لو جاء له جني الآن وأخبره أن يتمني أمنية واحده ستكون ان يخفي نغم بهذه الحظة من أعين الجميع


قالت فتاة جالسة مقابل فارس شعرها كستنائي هائج وعيناها زرقاء تناقض لون شعرها تنظر له بهيام منذ جلوسه:


-ألف سلامة يا فارس ...قلقت عليك جداً لما سمعت الخبر من الصحافة إيه اللي حصل ومين كان وراها


-كانت رصاصة طايشة يا جومانة والحمدلله جات سليمة


-الحمد لله إنك بخير 


رد علي كلامها بإبتسامة بسيطة...لمح بطرف عينه سليم الذي ينظر لنغم نظرة ماكرة ويتفحصها من أعلي لأسفل...نظر له بغضب ولكن الأخر لم ينتبه له...وجه نظره لنغم وجدها تنظر لأسفل...حدجه مرة أخري بنظراته وهو يقول بصوت قوي حاد:


-في حاجة يا سليم


بدل نظراته من نغم إلي فارس وهو يستفسر :


-مفيش حاجة يا فارس فيه إيه؟


-بص قدامك يا سليم عشان عينك متوجعكش 


فهم مغذي كلماته ولكنه حاول أن يأخذ الموقف لصالحه قائلاً موجهاً حديثه لنغم:


-حد يبقي قدامه القمر ده ويبقي قاعد علي بعضه برضو يا فارس؟

ثم أكمل حديثه وهو يقوم من مكانه متوجهاً لمكان جلوسها قائلاً:


-هبقي أسعد إنسان في الدنيا لو القمر رضي يتواضع ويرقص معايا الرقصة دي


إنتفض فارس هو الأخر من مكانه بغضب جلي وعروق منتفخة من الغضب كما لو كانت ستنفجر من الغضب 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة عمار من رواية البريئة والوحش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة