-->

رواية جديدة البريئة والوحش لأميرة عمار - الفصل 1

 

قراءة رواية البريئة والوحش كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية البريئة والوحش 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة عمار

الفصل الأول


أصعب شعور يمر به الانسان طوال حياته هو شعور الوحده....لا تمتلك أحد لا يوجد سند لديك ولا أحد يهتم بك...لا أحد يسأل عنك وعن أخبارك...تعيش حياتك بمفردك لا يوجد لديك أب لحمايتك ولا أم لترمي عليها أحزانك ولا أخت تشكي لها همك ولا أخ يكون الداعم لك... إنها الوحده يا ساده 

هذا ما كانت تُدونه بطلتنا في مذكراتها 


فهي مثل ما يقال مقطوعة من شجرة لا تمتلك أسرة ولا أصدقاء  تعيش بمفردها بمنزل صغير يتكون من غرفتين وحمام ومطبخ صغير 

لا تتذكر عائلتها ولكن رأتهم في بعض الصور المتهالكة الموجودة في منزلهم 

في بعض الأحيان تحاول عصر رأسها لتذكر أي طيف من ذكرياتها في الماضي مع أسرتها  لتعيش علي هذه الذكريات علي الأقل ولكن بدون فائدة فكأن أهلها مُسحوا من رأسها تماماً 


وقد أخبرتها جارتها رحمة الله عليها أنهم ماتوا في حادث سير ولم يتبقي سواها تتذكر وقتها كانت في الثانية عشر من عمرها 

تحملت مسئولية نفسها 

حُرمت من الكثير من الأشياء التي يتمناها الأطفال لكي يكفيها معاش والدها ويكفي مصاريف دروسها 

ولا تُنكر فضل جارتها عليها فهي كانت تجلب لها الطعام في كثير من الأوقات وكانت تعطيها ملابس بناتها الأكبر منها بالعمر 

نزلت منها دمعه حزينة علي حالها لكنها مسحتها سريعا وأخبرت نفسها بصوت عالي لتبعث الثقه داخلها: 


-إنتِ قوية يا نغم وتقدري تواجهي أي مشكلة تواجهك كفاية إنك قدرتي تتحملي مسؤلية نفسك من وإنتِ عندك ١٢ سنة 


تذكرت كلمات إياد صديقها والداعم الوحيد لها في الحياة

Flash Back

نظر لها إياد بحزن علي حال صديقته ولكن تبدلت نظرته لجدية وقال:


-انتي لازم تخرجي من الوحدة دي يا نغم لازم تشتغلي وتصحبي ناس وتعيشي حياتك إخرجي من الضلمة اللي إنتِ عايشة فيها دي الحياة حلوة والله وإنتِ لما تشتغلي هتقدري  تشوفي حلاوة الدنيا 


دخل كلام إياد رأس نغم وإقتنعت به ولكن أين تجد هذا العمل المحترم فخرج صوتها محبط: 


-فين الشغل ده يا إياد هما المتخرجين لاقين شغل لما أنا هلاقي شغل وفرضاََ لو لقيت مين هيرضي يشغل واحده لسه متخرجتش 


يعلم أن كلامها صحيح ولكن لم يُضيع الفرصة من يده فمعني كلامها هذا أنها وافقت علي العمل والعائق الوحيد "ماذا هو العمل؟"

فنظر لها باطمئنان وقال:


-يستي اللي بيدور بيلاقي وفي واحد صاحبي من كام يوم كان قايلي أن شركتهم محتاجة سكرتيرة فهكلمه وأشوف لسه محتاجين ولا لاء وإن شاء الله خير 


تجمعت الدموع في عينيها من إهتمام اياد بها وخوفه علي مصلحتها خرج صوتها مهزوزا وهي تردف:

-أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه يا إياد إنتَ لو أخويا مكنتش هتعمل معايا كل اللي بتعمله ده بجد شكراََ


أردف إياد بزعل مصطنع وقلب شفتيه كالأطفال:


-قصدك إيه بالكلام ده يعني إنتِ معتبراني غريب عنك، ألف مره اقولك إنتِ أختي يا نغم مش زي أختي ومصلحتك تهمني قبل مصلحتي


ضحكت علي منظره وقامت من مكانها وقالت له:


-طب يلا يا أخويا لأحسن الدكتور يدخل قبلنا ويطردنا زي كل مره 

Back


قاطع شرودها صوت هاتفها يعلن عن إتصال ذهبت إلي المنضده الموجودة في منتصف الغرفة وأخذت الهاتف الموضوع عليها ردت دون أن تنطر لهوية المتصل  فمن غيره؟

بتأكيد إياد من غيره سيرن عليها وهي لم تعرف سواه ولا أحد يهتم بأمرها ماعداه


فتحت الخط عليه وقالت:


- صباح الخير يا إياد


رد عليها إياد بإبتسامه مشرقه وقال:


-صباح الجمال يا غومي 


ثم أكمل كلامه بسعادة بالغه وهو يقول:


-عندي ليكي خبر بمليون جنية


خرج صوت نغم بلهفه شديدة وقالت:


-حمستني ايه هو الخبر


أردف إياد بإبتسامه حنونه:


-كلمت يا ستي صاحبي اللي قولتلك عليه وهو قالي خليها تيجي النهاردة العصر ومعاها الCV بتاعها ووصيته عليكي وإن شاء الله هتتقبلي

كلامه طمني 


دخلت السعادة علي قلب نغم من هذا الخبر وشعرت بأن الحياة بدأت تضحك لها ودعت الله في سرها أن يوفقها ويكون هذا العمل من نصيبها فيكفي أنه في شركه محترمة لها إسمها 

فأردت برجاء:


-يارب يا  إياد الشغل  يكون من نصيبي أنا فعلا محتاجه الشغل ده.. إنتَ عارف أن معاش بابا يدوب بيكفي مصاريف الكليه بالعافيو 


ااه لو كان بيده منحها بعض المال كمساعدة من أخ لأخته حتي ولكن تذكر عندما فاتح نغم في هذا الموضوع تجاهلته لشهر كامل وشبه قطعت علاقتها به

فاق إياد من شروده وقال لها بحب: إن شاء الله يا غومي ربنا هيكرمك إنتِ أكتر واحدة تستاهل كل حاجه حلوه في الدنيا


ثم أكمل كلامه بجديه:

-يلا أسيبك بقي تجهزي نفسك وتظبطي ورقك باي


ردت نغم عليه بإمتان:

باي يا إياد


ثم اغلقت الهاتف وارتمت علي السرير وهي تدعو ربها أن يوفقها في هذا العمل


❈-❈-❈


في مكان آخر في أرق المناطق نجد قصر عريق أشبه بالجنه يجعل خلدك يدور ويتسأل إذا كان هذا شكله من الخارج فما يوجد بالداخل؟

هيا بنا ندخل:

في أكبر جناح بهذا القصر  

عذراً فهو ليس جناح ولكن أحق وصف له قصر داخل قصر 


نجد شاب طويل عريض المنكبين  يمتلك عينين عسلية نظرته كالصقر ويوجد علي خديه غمازتين يهلكون الأعصاب من شده دقتهم وجمالهم  فهو لديه من الوسامه ما يجعلك لا تفعل شئ سوا النظر إليه وان تُردف"سبحان من ابدع" وعندما نتكلم عن الوسامة فالبطبع نتحدث عن فارس الهواري


يقف أمام المرآه يُسرح شعره بتركيز شديد بطريقة عصرية رائعة 

مظهره دائما رقم واحد في حياته 

ومن معتقداته أن الانطباع التي تاخذه أول مره عن الإنسان يكون من شكله أولا ومن رائحه عطره ثانياً 

وااه من رائحة عطره تأخذك إلي الجنة وأنتَ تقف على الارض  تجعلك متشوقا لإحتضانه للإستمتاع بتلك الرائحة عن قُرب 


كان مندمج كثيراً مع تسريح شعره 

لكنه تفاجاء عندما وجد ي.دين يحيطان خصره من الخلف

تأفأف بضيق واضح ثم القى لها نظرة أرعبتها في المرآة وخرج صوته حاد كالسيف:


-خير عاوزة إيه  


إبتلعت سارة ريقها ببطئ وتنزلت يداها من علي خصره ونظرت له وعيناها تشع خوفاََ فهي تهابه أكثر من أي شئ في هذه الدنيا ودائما تقول أن عيناه عند غضبه قادرة علي موتها ألف مرة 

لعنت نفسها سريعاً علي تهورها فهي تعلم الإجابة علي طلبها من قبل طلبه 

أردفت بتوتر وصوت مهزوز من الخوف:


-كنت يعني بستأذنك إني أروح النادي مع صحابي


إلتفت لها ببرود أعصاب وقال بهدوء:


-من الأفضل إنك تقعدي في بيتك وتهتمي بإبنك وأظن إنك عارفة رأيي في الموضوع ده 


لو نضع للبرود عنوان فبالطبع إسم فارس الهواري سيكون في المركز الأول فهو يستحقه وبجدارة  

وجاءت في بالها فكره زرعتها إحدي صديقتها في مُخها وهي أن الرجال لا يقدرون أن يقاموا سحر أي انثي وفارس مثل أي رجل فإن إستخدمت أنُوثتها عليه سيكون مثل الخاتم بإصباعها


لفت سارة يدها حول عنقه وقالت بدلال مصطنع:


-ساعه وحدة بس يا حبيبي 


بعد يدها عنه سريعاً كمن لدغه عقرب وقال بهدوء وهو يغادر الغرفة:


-أظن ردي وصلك


ألقت زجاجة العطر الموجودة علي التسريحة بعصبية وقالت:


-كل حاجة لاء لاء دي بقت عيشة تقرف


نزلت خلفه وهي تلعنه في سرها وتلعن حبها له 

فهي تعترف أن فارس رجل لم ولن تري مثله مهما حيت،له كارزما تجعل اجمل النساء تقع به فيكفي رجولته الطاغيه في كل مكان 

ويكفي ان الجميع ينظر لها انها نالت انتصار عظيم بزواجها منه 


❈-❈-❈


في الأسفل 


بغرفة كبيرة يوجد بها مائدة طويلة عليها ألذ وأشهي فطار قد تراه بحياتك 


نجد الجميع يجلسون حولها ليتناولوا فطورهم


لفت نظر محمد حُزن سارة الواضح وضوح العيان ألقي نظرة سريعة علي فارس وجده يتناول فطوره ولا يبالي 

قال لها بحنان معهود به فهي حفيدته الغاليه علي قلبه:


-مالك يا حبيبتي مضايقة ليه 


نظرت له سارة بحزن وقالت:


-فارس مش راضي يخرجني مع صحابي يا جدو


نظر له محمد مره أخرى وجده لا يبالي بشئ لدرجه أنه شك أن فارس سمع كلامها 

أردف محمد بضيق من تصرفات حفيده مع زوجته:


-متخليها تخرج يا فارس إيه المشكلة


رفع فارس رأسه ونظر لجده وجاوب عليه بلا مبالاه:


-أنا قولتلها ردي فوق وأظن هي سمعته كويس


عقب هذا الكلام مباشرةََ دخل أحمد إلي الغرفة وقال بدرامية مبالغ فيها:


-اه يا أندال بتكلوا من غيري اااه يا قلبي .


قام مالك من مكانه سريعا وذهب له وأردف ببراءه:


-أناا الوحيد اللي مستنيك يا عمو


شد أحمد خدوده وقال وهو يحمله من علي الأرض ليضعه علي الكرسي المجاور له وقال بحب خالص له 

:قلب عمو يا ناس


فمالك هو أطهر وأبرء كائن في هذا البيت ويحتل قلوب الجميع هنا بدمه وحلاوة لسانه 

فهو نسخه مصغره من فارس ولكن في الشكل فقط طبعا 


نظر فارس لأحمد وقال بتساؤل:


-معندكش جامعة النهارده صح


حرك أحمد حاجبيه وقال بمراوغه محببه علي قلب الجميع:

-علي حسب اللي هتطلبه


أردف فارس بجدية شديده لا يوجد بها ذرة من الليونه:


-عندك ولا لاء


علم أن مزاج أخاه اليوم ليس أفضل شئ فجاوب سريعا بهدوء:


-لاء


أمسك فارس كوبايه الماء الموضوعه أمامه وقال دون أن ينظر إليه بهدوء:


-تمام تخلص فطارك وتحصلني علي الشركة


ضرب أحمد مقدمة رأسه بيده فهو نسي تماما حوار قريبة إياد وأعطاه المعاد دون إخبار أخيه فأردف بتذكر:


-اهاا صحيح إفتكرت كان في وحدو قريبة واحد صاحبي عايزه تقدم في الشركة بتاعتنا كسكرتيرة والبت دي صاحبي بيقولي غلبانة وملهاش حد ومحتاجة الوظيفه جدا وأنا قولتله خليها تيجي الشركة علي الساعه ٣ عشان تعمل الإنترڤيو


رفع فارس حاجبه ونظر له نظرة ثاقبة وأردف باستنكار:


-بقيت تدي مواعيد علي مزاجك كمان


توتر أحمد قليلا وخرج صوته مهزوز:


-أنا كنت عاوز أخدم صاحبي فيها بس مش أكتر ولما كلمني علي حالة البنت صعبت عليا فعشان كده مردتش أكسفه مش قصدي أعمل حاجه من غير لما أرجعلك


هز فارس رأسه بتفهم وقال له باستعلام:


-إسمها إيه 


أردف فارس بالجواب سريعاً:


-نغم المحمدي


قام فارس من علي الكرسي بعد أن أخذ اسمها وقال له:


-خليها تيجي وهشوف الملف بتاعها ولو عجبني ولقتها تستاهل تبقي السكرتيرة الخاصه ليا هشغلها ويلا حصلني


سبل له أحمد عيونه ببرائه ليبدد قرار أخيه فهو لا يحب الشركة أو بالأصح لا يُحب أخاه في العمل فهو يتحول تماماً  فأردف برجاء:


-حبيبي يا أبو الفوارس متكنسل علي موضوع إني أحصلك ده،عاوز أخرج مع صحابي النهاردة


إبتسم فارس علي حركات أخيه الصغير أو إبنه البكر أيهما أقرب فهو منذ سفر عائلته وهو يتحمل مسؤليته كاملة ولا يوجد لديه شخص أغلي منه هو ومالك ذلك الفأر الصغير

فَهُم بالنسبه له الدنيا وما فيها 

فخرج صوته محباََ بابتسامه بسيطه:


-خلاص ماشي سماح المرادي


شاطت سارة وهي تراه لا يرفض طلب لأخاه فبمجرد كلمه منه غير رأيه أما هي فلو قامت الحرب العالمية الثالثة لم ينظر لها بإعتبار حتي 

فأردفت بغيظ:


-إشمعنا هو توافقه علي أي حاجة يطلبها وأنا لاء


أغمض فارس عينينه وأخذ شهيق لكي يهدي أعصابه من هذه المخلوقة

كم يود جلبها من شعرها أمام الجميع وإخراص صوتها الذي يجعل كل خليه بج سمه تشيط 

لا يحبها ولم يفعل طالما حيا يكره حياته لأنها موجودة بها لا يعلم لماذا ولكن سبحان الله هو مؤلف القلوب

نظر لها نظرو معبرة عن أي كلام يمكن أن يُقال 


قبل أن يغادر القصر أردف بهدوء مبالغ فيه:


-هبقي اقولك أما أرجع من الشغل لأني إتاخرت


وتركهم وغادر سريعاً من الغرفة بل من القصر أكمله 


نظر لها احمد بإبتسامة مليئة بالشماتة:


-إبقي طمنينا عليكي بليل يا صرصور


نظرت له سارة بغيظ وقامت دون أن توجه له كلام وخرجت من الغرفة هي الأخري


قام محمد هو الآخر وقال بعصبية وهو يغادر الغرفه:


-دي مبقتش عيشة 


وجد أحد يشد بنطاله من الأسفل 

فنظر إلي أسفل وجد إبن أخيه يمسك بنطاله 

الفأر الصغير كما يلقبه الجميع قطعة الحلوة الموجودة بالبيت بأكمله 

قال له بزهق مصطنع: 


-إيه يا مالك هتقلعني البنطلون يا راجل


لوي مالك شفتيه وقال بعبوس:


-عاوز أخرج معاك


نظر له أحمد بإستنكار وأردف بضيق مصطنع:


-ليه فاكرني الست الوالدة هتشبط فيا في أي مشوار أروحه


ضربه مالك قدميه بغضب وقال له بتحدي:


-والله لو مخدتني معاك لقولك يا أحمد بس ومش هقولك يا عمو تاني 


حمله أحمد من علي الأرض وقال له وهو يخرج من الغرفة وضحكته تسبقه:


-لاء إذا كان الحوار كده فهخدك معايا طبعا 

مقدرش أعيش من غير كلمه عمو اللي بتطلع من بوقك دي 


❈-❈-❈


أمام صرح كبير يحمل إسم الهواري من يراه يظن انعه ناطحة سحاب  بناء ضخم جداً مبني علي أعلي مستوي  كل شئ به دقيق جداً كصاحبه فارس الهواري

فالأصل هذه الشركة كانت من تأسيس محمد الهواري جد فارس وإستلمها من بعده أبنائه ومن بعد أبنائه مسك إدارتها فارس  وللحق منذ ان وطأ بقدميه بها ذهب بها لمكان مختلف تماماً وجعلها تنافس أكبر الشركات في الشرق الأوسط

وقام بتأسيسها من جديد بشكل منظم بواسطة أفضل المهندسين


وقف أمام هذه الناطحة ثلاث سيارات سوداء 

ونجد سائق نزل سريعاََ من إحدي السيارات وفتح باب السيارة الخلفي لسيده 


نزل فارس بهيبة ووقار  ووضع نظارته الشمسيه علي عينيه ودخل الشركه وخلفه إثنين من البودي جارد لم يتركوه إلا وهو داخل الأسانسير  

والحق يقال هذا ليس شو كل هذه الإجراءات لحمايه فارس من بطش أعدائه فهو علي خلافات كثيرة مع بعض أصحاب الشركات لإكتساحه سوق العمل ويجذب الزبون بأقل الأسعار 


دخل الأسانسير الخاص به ودقيقتين وكان في الطابق المخصص له ولكل العاملين علي يده

مجرد أن فتح بابا الاسانسير وظهر هو

وقف كل من في الطابق إحتراماََ له وكان الجميع عيونهم في الأرض إحتراماََ له أو بالأصح خوفا من بطشه، دخل إلي مكتبه دون أن يعير أحد إنتباه او ينظر إلي أحد 


وبمجرد جلوسه علي كرسي مكتبه 

ضغط على زر بجانبه وفي لمح البصر كانت فتاه تدعي رانيا تدق الباب حتي تدخل 

وبعد سماحه لها بالدخول 


إقتربت من المكتب وقالت بإحترام شديد:


- تحت أمرك يا فارس بيه 


قال لها فارس بجدية :


- تبعتيلي زين وقولي للساعي يحضرلي قهوتي


أردفت رانيا بصوت واضح:


-حاضر يا فندم عن إذنك 

وخرجت من المكتب بهدوء كما اتت


وبمجرد خروجها أرجع فارس رأسه علي كرسي مكتبه وأغمض عينه بإسترخاء  يفكر في ال لا شئ أخرجه منه صديقه الأقرب لقلبه وكاتم أسراره عندما دخل إلي المكتب بإزعاجه كالمعتاد


نظر له فارس وقال بضيق:


-الباب معمول عشان نخبط عليه مش عشان نزقه زي الحمير


جلس زين علي الكرسي المقابل له وقال بمزاح: 


-عيب يا سيد متقولش كده إحنا اهل


فزين هو زين من يكلم وينصح !! 

نظر له بقلة حيلة وغير الموضوع بقوله:


-عملت إيه في المناقصة اللي إدتهالك إمبارح 


وضع زين قدم علي آخر وقال بغرور في نفسه:


-خدناها طبعا بعد متاكدت إنها سليمة ومفهاش أخطاء 


هز فارس له رأسه ثم نظر لشاشة المراقبة الموضوعة أمامه علي مكتبه فوجد في  طابق الإستقبال هرج ومرج فأردف لزين بتساؤل:


-مين كل الناس اللي موجودين تحت دول


قال زين بنبرة مليئة بالخبث المُسلي :


-اللي مقدمين علي الشغل


ثم غمز له وقال بعبث:


-دحنا هنتسلي أحلي تسليه النهاردة


ابتسم فارس علي أفكار صديقه المنحطه 


وبدأوا يتناقشون في فكرة المشروع الجديد 


وعقب إنتهائهم أردف فارس لزين:


-دخلي واحدة إسمها نغم المحمدي الأول 


عقد زين حاجبيه وقال باستغراب:


-مين دي  


قال فارس وهو يسند رأسه علي ضهر المقعد بعدم إهتمام:


-واحده تبع أحمد 


هز زين رأسه وقال وهو يقوم من علي مقعده:


-تمام أدخلها دلوقتي ولا إيه 


نظر فارس لساعة يده وجدها الرابعة عصراً 

فهز رأسه لزين وقال له :


-هي هتلاقيها بره من بدري أحمد قايلها تيجي الساعه ٣


ثم أكمل كلامه بجدية:


- خلينا ننهي الموضوع ده مش عارف اشتغل من غير سكرتيرة 


نظر له زين بحقد مصطنع وقال من بين اسنانه:


-ليه يا أخويا ما إنتت واخد رانيا علي حسابك


نظر له فارس بحده 


فأردف زين بخوف مصطنع: 


-متبصليش كده بخاف 


مد فارس ي ده علي مكتبه لكي يحمل أي شئ يلقي به زين 


ولكن قبل أن يصل إلى الزجاجو الموجودة وجد زين يخرج من الغرفة ركضاََ وقال بصوت مضحك:

-الجري للجدعان


إبتسم فارس عليه وأكمل عمله في بعض الملفات التي أمامه 


❈-❈-❈


ذهب زين الغي طابق الإستقبال لكي يرسل نغم لفارس 


وجد الكثير من الفتايات من جميع الطبقات من ترتدي ملابس وكأنها لاترتدي  وأخريات محجبين وآخرين محتشمين  

فهذه فرصة لم تحصل كثيراََ فارس الهواري يطلب سكرتيرة خاصه به!!!

ف بالنسبه لهم من ستحصل علي هذه الوظيفه  ولا أكنها حصلت علي مصباح علاء الدين 


وقت زين في المنتصف وهتف بصوت جهوري:


-نغم المحمدي


قامت من علي الكرسي  فتاة في قمة الجمال والأنوثة تمتلك عيون مثل عيون القطط يعجز الكلام عن وصفها فهي جذابة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ترتدي حجاب بسيط يداري خصلات شعرها وجهها يشع برائه تجعل عينك لا تحيد عنها 


وقفت نغم أمامه وأردفت  بصوت رقيق غير متصنع فهذه هي طبقه صوتها:


-حضرتك بتنادي عليا


نظر لها زين بهيام واضح وهو يتفحصها بعينيه

فتاة بسيطه في ملابسها ولكن وجهها اه من وجهها سبحان الخلاق فأقل وصف نصفه به كالقمر في نقائه وجماله


حمحم زين بخشونه وقال :


- اتفضلي معايا عشان تعملي الإنترڤيو


عقب إنتهاء جملته ساد الهرج والمرج من قبل الفتيات إعتراضاََ علي دخولها قبلهم 


إلتفت زين لهم وقال بصوت عالي وحاد:


-اقعدوا بهدوء لو سمحتوا 


ثم أشار لنغم وقال:


-اتفضلي معايا

ثم همس في سره يشيد بحظ صديقه:


-يا بن المحظوظة يا فارس


سارت نغم خلفه حتي وقف أمام مكتب فارس وقال لها:


-ده المكتب بتاع فارس بيه  إتفضلي ادخلي

ثم قال بتذكر وهو يمد يده لها:


-اه نسيت أعرفك عليا أنا زين الحديدي


مدت يدها هي الاخري وسلمت عليه وقالت بمجاملة:


-أتشرفت بمعرفتك


ثم دقت علي الباب بارتجاف 

سمعت صوت رجولي يأمرها بالدخول


فتحت الباب ودخلت بخوف وهي تدعي في سرها أن يتم قبولها في هذا العمل 

تقدمت حتي وقفت أمام المكتب الجالس خلفه


علي الناحيه الأخري رفع فارس رأسه من علي الورق الموجود امامه ونظر اتجاه الباب وجد فتاه جميله وجهها خالي من أي مساحيق    ترتدي حجاب بسيط جعلها كالملكة المتوجة وجهها صافي كصفاء البدر

وعيناها اه من عيناها سحرته بمعني الكلمه لم يقدر علي زحزحت عينه من عليها كأنها عند دخولها رمت عليه تعويذة جعلته يقف صامت أمام جمالها

  فاق علي نفسه سريعا وداري إعجابه بجمالها الأخاذ فهو يري الأكثر جمالاً كل يوم تقريباً ولكن نغم كانت مختلفة بطلتها الغير متكلفة 


أشار لها فارس بعينه علي الكرسي وأردف:


-اتفضلي اقعدي 


جلست نغم علي الكرسي الذي أشار إليه بتوتر

وقالت له بخفوت:


-شكراََ لحضرتك


نظر لها فارس نظره ثاقبة ثم قال بتساؤل:


-بتدرسي ولا مخلصة


جاوبت نغم علي سؤاله بصوتها الهادئ:


-في تالتة هندسة 


لم يحيد فارس عينه من عليها ولم يخفي عليه التوتر الظاهر علي وجهها ظهور العيان فقال لها:


-ومش شايفه أن صعب تشتغلي وإنتِ بتدرسي


هزت نغم رأسها بالرفض وقالت بثقه رقيقه:


-مفيش حاجة صعبه وإن شاء الله هقدر أوفق بين الاتنين


مد فارس يده  علي المكتب وقال لها: 


- ممكن الCV


اعطته نغم الملف الموجود بي دها وأردفت :


- إتفضل


أخذه فارس منها وبدأ بقرأته بتصفح شديد 

وبعد فتره رفع رأسه من الورق وقال لها:


-مشتغلتيش قبل كده؟


سقط قلب نغم في أرجلها فعلمت أنها لم تقبل في العمل فهي عديمة الخبرة وبما أنه سأل هذا السؤال فإذاََ يريد أحد عنده خبرة بالعمل

اردفت باهتزاز:


-لا أول مرة


هز رأسه لها  وأكمل تصفحه للملف مره أخري 


أما نغم فكان التوتر وصل عندها لأقصي حد 

فأخدت تردد أدعيه في سرها وتقرأ بعض الآيات التي تخطر علي بالها  


أردف فارس بإعجاب:


-أنا شايفك من المتفوقين في الكلية ما شاء الله والسي ڤي بتاعك مشرف فهحطك تحت الإختبار شهر ولو شغلك عجبني يبقي مبروك عليكي إنتِ معانا


أغرورقت عيون نغم من الصدمة فأردفت بحماس وصوت ملئ بالسعادة:


-يعني انا كده اتقبلت خلاص


هز  لها فارس رأسه بابتسامة بسيطة 

فهذه النغم لمست جزء من قلبه ببرائتها وطريقة كلامها فكل شئ فيها كان هادئ طريقة لبسها وكلامها ووجها فلم ينكر أبداََ جمالها الآخاذ 


ابتسمت نغم بشده وقالت له بامتنان:


-شكراََ جداََ لحضرتك وإن شاء الله هكون تحت حُسن ظن حضرتك


مسك فارس القلم وأخذ يدون بعض الاشياء علي ورقه وقال دون النظر لوجهها:


-أتمني ده ودلوقتي تقدري تتفضلي وبكره تيجي الساعه ٩ وبالنسبه للأيام اللي عليكي فيها محاضرات تقدري تيجي بعد المحاضرات


أردفت نغم بابتسامه:

شكرا لحضرتك جدا وعن إذنك 

ثم خرجت من المكتب وهي تحمد ربها علي هذه الفرصه التي اعطاها ربها لها 


لم تمر دقيقه علي خروجها  وكان زين يقتحم المكتب وهو يقول بهيام:


-شوفت اللي أنا شوفته دي بني ادمه زينا ولا ملاك من السما 


لم يرفع فارس وجهه من الورق وقال بعدم إهتمام:


-متافورش عادية جداً 


أردف زين بإستنكار:


-عادية!!! إنتَ أعمي ولا إيه 


نظر له فارس وقال بتقيم:


- منكرش إنها حلوة بس حاجة عادية يعني بنشوف الأحلي 


جلس زين علي كرسي المكتب وقال برفض قاطع:


-لاء بس دي مختلفة ملامحها بريئة مش حطه حاجه في وشها عكس البنات التانيه اللي بيبقوا حاطين كيلو دقيق على وشهم والله الواد أحمد أخوك طلع برنس وبيعرف ناس نضيفة


رمي فارس القلم علي المكتب وقال له بضيق:


-روح يا زين كلم رانيا خطيبتك بتنادي عليك


❈-❈-❈


في شقه نغم


كانت تتذكر لقائها القصير مع فارس وتتذكر وسامته الاخاذه وتعامله المحترم معها

فهو رجل يجعلك تفكر به بدون إرادتك بشخصيته الجدية وملامح وجه القويه 

لديه كاريزما خاصة تجعل عيناك لا تحيد عنه أبدا 


قطع تفكريهاا صوت رنين هاتفها 

وجدت المتصل إياد ردت عليه علي الفور


-إزيك يا إياد


أردف إياد بابتسامة:


-الحمدلله يا غومي عملتي إيه في الشركة


ردت عليه نغم بسعاده:


-الحمدلله...روحت الشركة النهاردة واتقبلت يا إياد 


صاح إياد بصوت عالي سعيد:


-ده أحلي خبر سمعته في حياتي مش قولتلك ربنا مش هينساكي إنتِ تستاهلي كل خير...إحكيلي  إيه اللي حصل


- في واحد إسمه زين نادي عليا بالإسم شكل صاحبك ده قالوا عليا ودخلت المكتب والمدير شاف ال CV بتاعي ووافق عليا بس إداني شهر تحت الإختبار وقالي بالنسبة للأيام اللي عليكي فيها محاضرات تعالي بعد متخلصيها


عقد إياد حاجبيه وقال باستغراب:


-غريبة


أردفت نغم بغير فهم:


-ايه  هي اللي غريبة


قال لها موضحاً:


-أنا أسمع عنه إنه صعب ومبيتفاهمش مع حد وعنده شغله خط أحمر فغريبة يخليكي تحت التدريب


لم تهتم نغم بكلامه فالأهم عندها أنه قبلها 

فقالت له بعدم إهتمام:


-مش عارفة لإني إتكلمت معاه شويه صغيرين بس كان چنتل في كلامه


دعا لها إياد من كل قلبه وقال:


-ربنا يوفقك يا غومي 


أخبرته نغم بإمتنان :


-مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه يا إياد أنا محظوظة إنك في حياتي


قال لها إياد بحب:

يا بت دَ أنا اللي محظوظ وبعدين مفيش بين الأخوات الكلام ده يلا بقي أسيبك ترتاحي، سلام 


❈-❈-❈


رن إياد علي أحمد لكي يشكره 


رد أحمد قائلا بعشم:

- إياد باشا عامل إيه 


أردف إياد بإمتنان:


-بخير الحمد لله...شكرا يا احمد جدا علي اللي إنتَ عملته إنتَ متعرفش إنتَ ساعدت البنت دي إزاي 


أردف أحمد بزعل وقال له:


-عيب عليك الكلام ده من امتي واحنا مبينا شكر


ثم أكمل بمرح:


-وبعدين دَ أنا اللي المفروض أشكر البنت دي إنها وافقت تشتغل مع أخويا إنتَ متعرفش بيبقي عامل إزاي في الشغل


ضحك إياد وقال له بإستفهام:


-إيه يعم هو كل م حد يتكلم عنه يخوف الواحد منه ليه هو هولاكو ولا إيه 


رد عليه أحمد وقال بمزاح:


أصعب من هولاكو حبتين يلا ربنا يعين البت عليه ومتجيش بعد أسبوع تقدم إستقالتها زي اللي قبلها 


إبتسم إياد علي كلام أحمد وقال له:


-لاء متخفش دي كانت بتقولي من شويه فيه أشعار وقد إيه هو چينتل ومحترم في كلامه 


عقد أحمد حاجبيه وقال بإستغراب:


-إنتَ متأكد إنها بتتكلم على فارس الهواري اللي هو أخويا 


أردف إياد وتسبقه ضحكته ؛


-هو بحزفيره 


رد عليه بكومديا:


-يلا ربنا يهني سعيد بسعيده


ضحك إياد علي مزاح صديقه وقال له:


لما نتقابل في الجامعة هعرفك علي نغم، بسيطة أوي يا أحمد وهتدخل قلبك بسرعة


أردف أحمد بتساؤل:


-إيه ده هي معانا في هندسة 


جاوب عليه إياد بجديه:


-اه يبني بس هي لسه في تالتة


سأله أحمد بإستفسار:


طب وهتشتغل إزاي والدراسه؟


-مهو عم هولاكو أقصد أخوك قالها الأيام اللي يبقي عليكي فيهم محاضرات تعالي بعد متخلصي


ضحك احمد وقال لإياد بدراما:

-يبني البت شكلها راحت شركة غير شركتنا إيه الكلام الغريب اللي عمال تقوله علي أخويا من الصبح ده 


رد عليه إياد بتأكيد علي كلامه:


-الله يخربيتك خوفتني علي البت من أخوك يعم هي الشركة


-لاء د أنا اللي بدأت أخاف علي أخويا من البت....سلام يبني اما أشوف الموضوع ده 


❈-❈-❈


في قصر الهواري


بمجرد دخل فارس الي القصر 

وجد مالك يجري عليه وهو يقول بسعادة:


-بابي وحشتني أوووي 


حمله فارس من علي الأرض وقال بحب شديد وهو يقبل خديه:


-وإنتَ يا قلب بابي وحشتني أوووي...قولي يا بطل عملت إيه النهارده


تذكر مالك ما فعلته معه والدته قبل دقايق قليله  ف لوي شفتيه وانفجر من العياط 


نظر له فارس بإستغراب وقال بقلق:


-مالك يا حبيبي في إيه 


رد عليه مالك بصوت متقطع من  أثر البكاء:


-مامي ضربتني جامد أووي عشان موبايلها وقع غصب عني وإتكسر


فار دم فارس وتوعد لها بسره  ثم سأل صغيره:


-ضربتك إزاي 


أجاب مالك علي سؤاله ببراءه ولم يعلم أنه يفتح النيران علي أمه:


-ضربتني علي وشي كتير


قبل فارس رأسه وقال له بحنان لم يعامل به أحد مطلقا غير صغيره وأخيه :


-حقك عليا يا حبيبي روح إنتَ إلعب في أوضتك وأنا هجبلك حقك


قبل مالك خد أبوه وقال له بصوت يملؤه السعادة:


-أنا بحبك اووي يا بابا عشان مش بتضربني زي ماما  

وتركه وصعد إلي غرفته جرياََ


أما فارس فصعد إلي جناحه سريعاً والغضب عامي عينيه فمن هي كي تمد يدها علي مالك الهواري صغيره؟!..حتي ولو كانت أمه فهي ليس لها أي حقوق به إلا أن ترعاه فقط 


فتح الباب بعصبية ودخل إلي الجناح  وجد سارة تجلس علي الاريكة الموجودة في الغرفة تتابع التلفاز


في لمح البصر كان قابض علي خصلات شعرها بغضب وهتف بصوت جهوري:


-انا قولتلك كام مره متمديش ايدك علي مالك


وضعت سارة يدها على يده الممسكة بشعرها  بوجع وقالت وهي تقوم من علي  الأريكه بتألم واضح:


-كسرلي الموبايل وأنا إتعصبت والله مكنش قصدي أضربه


شدد فارس يده علي شعرها وقال لها بغضب:


-وإيه يعني كسرلك الزفت الحياة وقفت يعني؟

ثم جذبها من شعرها بعنف  أكبر وقال:


- آخر تحذير ليكي لو إيدك دي إتمدت عليه هكسرهالك


أردفت سارة ببكاء يقطع القلب: 


-خلاص أنا أسفه سيب شعري بيوجعني


ترك شعرها ثم ألقاها علي الأريكة مرة أخري بغضب 

دخل مباشرة إلي غرفة ملابسه وأخذ هدومه ودخل الحمام

أما هي فاخذت تسب وتلعن فيه وفي إبنه وتلعن حظها العثير...فلما لم يحبها أو يظهر لها بعض الإحترام علي الأقل


خرج فارس من الحمام وهو يرتدي ملابس بيتيه مريحه ونزل إلي الأسفل مره أخري  للعشاء دون أن يكلف نفسه بإلقاء نظره عليهاا 

❈-❈-❈


في الأسفل علي مائدة الطعام 


غمز أحمد لفارس بعبث وأردف:


-إبسط يا سيدي في ناس بقوا يقولوا فيك شعر


نظر له فارس وقال بإستغراب:


-ناس مين مش فاهم


ضحك أحمد  بملئ فمه وقال :


-ناس كده كلمتهم بإحترام وقال إيه إنتَ بقيت چينتل مان


حدجه فارس بنظره قا تله وقال له بعصبيه:


-متتكلم علي طول يا زفت إنتَ..إنتَ هترميلي كلمه بكلمة


رد عليه أحمد في نفس اللحظه بنبره معتدله عندما وجد أخيه خرج عن هدوءه:


-أصل السكرتيرة الجديدة شكلها حبت أخلاقك أوي وبتقول إنك محترم وچينتل مان ومتفهم وحاجات كتير كده استغربتها


كان يعلم ما يرمي عليه أخيه فهو شخصياً مستغرب من شخصيته التي ظهرت أمامها ولما كلمها بهذا الود  

فالطبيعي أنه يعاملهم بإسلوب أقل من الحقير لهذا السبب لا تكمل معه فتاه شهر علي بعضه 

والوحيده التي تستحمله رانيا خطيبه صديقه زين ولكن زين يزن عليه أن يعيدها له لكي تصبح سكرتيرته


فاق فارس من شروده وقال بإستغراب مصطنع:


-السكرتيره الجديده!!ااه أنت قصدك علي نغم؟

ثم أكمل كلامه بتساؤل:


-وإنتَ شوفتها فين بقي عشان تقولك الكلام ده 


رد عليه أحمد بلا مبالاة:


-لاء ده قريبها اللي قالي 


هز فارس رأسه بتفهم  ثم نظر الي أخيه وهمس له بصوت واطي:


-دماغ أمك الوسخة دي عاوزك تنضفها أنا خليت زين يجبلي قرارها وعرفت كل حاجه عن حياتها عشان زي م إنتَ عارف إنها هتبقي السكرتيرة الخاصة بيا  ولازم طبعا كل حياتها تبقي معايا ف صعبت عليا من اللي عرفته عنها مش أكتر ولا أقل  


وضع أحمد يده علي شعره بإحراج وأردف:


-هو أنا قولت غير كده يا أبو الفوارس


فلت الكلام من فم سارة وأردفت بغضب:


-والسكرتيرة الجديدة دي يا أحمد صغيرة


نظر لها أحمد بإبتسامة شماتة وقال لها :


-في تالته هندسه بس ايه يا مرات أخويا البت صاروخ 

ثم قال لنفسه:"أحيه لو طلعت وحشة هيبقي شكلي زي الزفت"


ألقت سارة نظرة غضب لفارس وأردفت موجهه الكلام له:


-ومن إمتي وإنتَ بتشغل معاك ناس لسه متخرجوش


نظر لها فارس بتحدي وقال:


-من النهاردة


تدخل محمد في الحوار فهو لم يقدر علي السكوت علي إهانة حفيدته فأردف محمد بغضب وضجر من تصرفات فارس:


-في إيه يا فارس مترد عليها عدل 


قال له فارس بكل برود:


-مع إحترامي ليك يا جدي بس اللي بيني وبين مراتي محدش يدخل فيه 


ثم قام من علي المائدة عقب إنتهاء كلامه وصعد إلي جناحه 


تجمعت الدموع بعيون سارة من الإحراج  وأردفت لجدها:


-إنتِ اللي خلتني أتجوزوا يا جدو وأديك شايف بيعاملني إزاي حرام عليك ياجدو أنا مبقتش قادرة أستحمل 


ربط محمد علي شعرها وقال بحنان أبوي :


-معلش يا حببتي إستحملي يمكن عنده مشاكل في الشغل


أردفت ساره بإستنكار:


-من أول يوم في جو ازنا وهو كده يا جدو مش معقول يكون عنده ضغط شغل من وقتها أنا هكلم عمو عبدالله وهو يشوفلي حل معاه أنا مش قادره أتعامل معاه


أردف أحمد وهو يقوم من علي كرسيه:


-نصيحة مني مدخليش بابا في أي مشكلة بالذات لو مع فارس عشان النتايج مش هتعجبك نهائي

❈-❈-❈


اعملولي متابعه عشان يوصلكم الفصل الجديدأصعب شعور يمر به الانسان طوال حياته هو شعور الوحده....لا تمتلك أحد لا يوجد سند لديك ولا أحد يهتم بك...لا أحد يسأل عنك وعن أخبارك...تعيش حياتك بمفردك لا يوجد لديك أب لحمايتك ولا أم لترمي عليها أحزانك ولا أخت تشكي لها همك ولا أخ يكون الداعم لك... إنها الوحده يا ساده 

هذا ما كانت تُدونه بطلتنا في مذكراتها 


فهي مثل ما يقال مقطوعة من شجرة لا تمتلك أسرة ولا أصدقاء  تعيش بمفردها بمنزل صغير يتكون من غرفتين وحمام ومطبخ صغير 

لا تتذكر عائلتها ولكن رأتهم في بعض الصور المتهالكة الموجودة في منزلهم 

في بعض الأحيان تحاول عصر رأسها لتذكر أي طيف من ذكرياتها في الماضي مع أسرتها  لتعيش علي هذه الذكريات علي الأقل ولكن بدون فائدة فكأن أهلها مُسحوا من رأسها تماماً 


وقد أخبرتها جارتها رحمة الله عليها أنهم ماتوا في حادث سير ولم يتبقي سواها تتذكر وقتها كانت في الثانية عشر من عمرها 

تحملت مسئولية نفسها 

حُرمت من الكثير من الأشياء التي يتمناها الأطفال لكي يكفيها معاش والدها ويكفي مصاريف دروسها 

ولا تُنكر فضل جارتها عليها فهي كانت تجلب لها الطعام في كثير من الأوقات وكانت تعطيها ملابس بناتها الأكبر منها بالعمر 

نزلت منها دمعه حزينة علي حالها لكنها مسحتها سريعا وأخبرت نفسها بصوت عالي لتبعث الثقه داخلها: 


-إنتِ قوية يا نغم وتقدري تواجهي أي مشكلة تواجهك كفاية إنك قدرتي تتحملي مسؤلية نفسك من وإنتِ عندك ١٢ سنة 


تذكرت كلمات إياد صديقها والداعم الوحيد لها في الحياة

Flash Back

نظر لها إياد بحزن علي حال صديقته ولكن تبدلت نظرته لجدية وقال:


-انتي لازم تخرجي من الوحدة دي يا نغم لازم تشتغلي وتصحبي ناس وتعيشي حياتك إخرجي من الضلمة اللي إنتِ عايشة فيها دي الحياة حلوة والله وإنتِ لما تشتغلي هتقدري  تشوفي حلاوة الدنيا 


دخل كلام إياد رأس نغم وإقتنعت به ولكن أين تجد هذا العمل المحترم فخرج صوتها محبط: 


-فين الشغل ده يا إياد هما المتخرجين لاقين شغل لما أنا هلاقي شغل وفرضاََ لو لقيت مين هيرضي يشغل واحده لسه متخرجتش 


يعلم أن كلامها صحيح ولكن لم يُضيع الفرصة من يده فمعني كلامها هذا أنها وافقت علي العمل والعائق الوحيد "ماذا هو العمل؟"

فنظر لها باطمئنان وقال:


-يستي اللي بيدور بيلاقي وفي واحد صاحبي من كام يوم كان قايلي أن شركتهم محتاجة سكرتيرة فهكلمه وأشوف لسه محتاجين ولا لاء وإن شاء الله خير 


تجمعت الدموع في عينيها من إهتمام اياد بها وخوفه علي مصلحتها خرج صوتها مهزوزا وهي تردف:

-أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه يا إياد إنتَ لو أخويا مكنتش هتعمل معايا كل اللي بتعمله ده بجد شكراََ


أردف إياد بزعل مصطنع وقلب شفتيه كالأطفال:


-قصدك إيه بالكلام ده يعني إنتِ معتبراني غريب عنك، ألف مره اقولك إنتِ أختي يا نغم مش زي أختي ومصلحتك تهمني قبل مصلحتي


ضحكت علي منظره وقامت من مكانها وقالت له:


-طب يلا يا أخويا لأحسن الدكتور يدخل قبلنا ويطردنا زي كل مره 

Back


قاطع شرودها صوت هاتفها يعلن عن إتصال ذهبت إلي المنضده الموجودة في منتصف الغرفة وأخذت الهاتف الموضوع عليها ردت دون أن تنطر لهوية المتصل  فمن غيره؟

بتأكيد إياد من غيره سيرن عليها وهي لم تعرف سواه ولا أحد يهتم بأمرها ماعداه


فتحت الخط عليه وقالت:


- صباح الخير يا إياد


رد عليها إياد بإبتسامه مشرقه وقال:


-صباح الجمال يا غومي 


ثم أكمل كلامه بسعادة بالغه وهو يقول:


-عندي ليكي خبر بمليون جنية


خرج صوت نغم بلهفه شديدة وقالت:


-حمستني ايه هو الخبر


أردف إياد بإبتسامه حنونه:


-كلمت يا ستي صاحبي اللي قولتلك عليه وهو قالي خليها تيجي النهاردة العصر ومعاها الCV بتاعها ووصيته عليكي وإن شاء الله هتتقبلي

كلامه طمني 


دخلت السعادة علي قلب نغم من هذا الخبر وشعرت بأن الحياة بدأت تضحك لها ودعت الله في سرها أن يوفقها ويكون هذا العمل من نصيبها فيكفي أنه في شركه محترمة لها إسمها 

فأردت برجاء:


-يارب يا  إياد الشغل  يكون من نصيبي أنا فعلا محتاجه الشغل ده.. إنتَ عارف أن معاش بابا يدوب بيكفي مصاريف الكليه بالعافيو 


ااه لو كان بيده منحها بعض المال كمساعدة من أخ لأخته حتي ولكن تذكر عندما فاتح نغم في هذا الموضوع تجاهلته لشهر كامل وشبه قطعت علاقتها به

فاق إياد من شروده وقال لها بحب: إن شاء الله يا غومي ربنا هيكرمك إنتِ أكتر واحدة تستاهل كل حاجه حلوه في الدنيا


ثم أكمل كلامه بجديه:

-يلا أسيبك بقي تجهزي نفسك وتظبطي ورقك باي


ردت نغم عليه بإمتان:

باي يا إياد


ثم اغلقت الهاتف وارتمت علي السرير وهي تدعو ربها أن يوفقها في هذا العمل


❈-❈-❈


في مكان آخر في أرق المناطق نجد قصر عريق أشبه بالجنه يجعل خلدك يدور ويتسأل إذا كان هذا شكله من الخارج فما يوجد بالداخل؟

هيا بنا ندخل:

في أكبر جناح بهذا القصر  

عذراً فهو ليس جناح ولكن أحق وصف له قصر داخل قصر 


نجد شاب طويل عريض المنكبين  يمتلك عينين عسلية نظرته كالصقر ويوجد علي خديه غمازتين يهلكون الأعصاب من شده دقتهم وجمالهم  فهو لديه من الوسامه ما يجعلك لا تفعل شئ سوا النظر إليه وان تُردف"سبحان من ابدع" وعندما نتكلم عن الوسامة فالبطبع نتحدث عن فارس الهواري


يقف أمام المرآه يُسرح شعره بتركيز شديد بطريقة عصرية رائعة 

مظهره دائما رقم واحد في حياته 

ومن معتقداته أن الانطباع التي تاخذه أول مره عن الإنسان يكون من شكله أولا ومن رائحه عطره ثانياً 

وااه من رائحة عطره تأخذك إلي الجنة وأنتَ تقف على الارض  تجعلك متشوقا لإحتضانه للإستمتاع بتلك الرائحة عن قُرب 


كان مندمج كثيراً مع تسريح شعره 

لكنه تفاجاء عندما وجد ي.دين يحيطان خصره من الخلف

تأفأف بضيق واضح ثم القى لها نظرة أرعبتها في المرآة وخرج صوته حاد كالسيف:


-خير عاوزة إيه  


إبتلعت سارة ريقها ببطئ وتنزلت يداها من علي خصره ونظرت له وعيناها تشع خوفاََ فهي تهابه أكثر من أي شئ في هذه الدنيا ودائما تقول أن عيناه عند غضبه قادرة علي موتها ألف مرة 

لعنت نفسها سريعاً علي تهورها فهي تعلم الإجابة علي طلبها من قبل طلبه 

أردفت بتوتر وصوت مهزوز من الخوف:


-كنت يعني بستأذنك إني أروح النادي مع صحابي


إلتفت لها ببرود أعصاب وقال بهدوء:


-من الأفضل إنك تقعدي في بيتك وتهتمي بإبنك وأظن إنك عارفة رأيي في الموضوع ده 


لو نضع للبرود عنوان فبالطبع إسم فارس الهواري سيكون في المركز الأول فهو يستحقه وبجدارة  

وجاءت في بالها فكره زرعتها إحدي صديقتها في مُخها وهي أن الرجال لا يقدرون أن يقاموا سحر أي انثي وفارس مثل أي رجل فإن إستخدمت أنُوثتها عليه سيكون مثل الخاتم بإصباعها


لفت سارة يدها حول عنقه وقالت بدلال مصطنع:


-ساعه وحدة بس يا حبيبي 


بعد يدها عنه سريعاً كمن لدغه عقرب وقال بهدوء وهو يغادر الغرفة:


-أظن ردي وصلك


ألقت زجاجة العطر الموجودة علي التسريحة بعصبية وقالت:


-كل حاجة لاء لاء دي بقت عيشة تقرف


نزلت خلفه وهي تلعنه في سرها وتلعن حبها له 

فهي تعترف أن فارس رجل لم ولن تري مثله مهما حيت،له كارزما تجعل اجمل النساء تقع به فيكفي رجولته الطاغيه في كل مكان 

ويكفي ان الجميع ينظر لها انها نالت انتصار عظيم بزواجها منه 

❈-❈-❈

في الأسفل 


بغرفة كبيرة يوجد بها مائدة طويلة عليها ألذ وأشهي فطار قد تراه بحياتك 


نجد الجميع يجلسون حولها ليتناولوا فطورهم


لفت نظر محمد حُزن سارة الواضح وضوح العيان ألقي نظرة سريعة علي فارس وجده يتناول فطوره ولا يبالي 

قال لها بحنان معهود به فهي حفيدته الغاليه علي قلبه:


-مالك يا حبيبتي مضايقة ليه 


نظرت له سارة بحزن وقالت:


-فارس مش راضي يخرجني مع صحابي يا جدو


نظر له محمد مره أخرى وجده لا يبالي بشئ لدرجه أنه شك أن فارس سمع كلامها 

أردف محمد بضيق من تصرفات حفيده مع زوجته:


-متخليها تخرج يا فارس إيه المشكلة


رفع فارس رأسه ونظر لجده وجاوب عليه بلا مبالاه:


-أنا قولتلها ردي فوق وأظن هي سمعته كويس


عقب هذا الكلام مباشرةََ دخل أحمد إلي الغرفة وقال بدرامية مبالغ فيها:


-اه يا أندال بتكلوا من غيري اااه يا قلبي .


قام مالك من مكانه سريعا وذهب له وأردف ببراءه:


-أناا الوحيد اللي مستنيك يا عمو


شد أحمد خدوده وقال وهو يحمله من علي الأرض ليضعه علي الكرسي المجاور له وقال بحب خالص له 

:قلب عمو يا ناس


فمالك هو أطهر وأبرء كائن في هذا البيت ويحتل قلوب الجميع هنا بدمه وحلاوة لسانه 

فهو نسخه مصغره من فارس ولكن في الشكل فقط طبعا 


نظر فارس لأحمد وقال بتساؤل:


-معندكش جامعة النهارده صح


حرك أحمد حاجبيه وقال بمراوغه محببه علي قلب الجميع:

-علي حسب اللي هتطلبه


أردف فارس بجدية شديده لا يوجد بها ذرة من الليونه:


-عندك ولا لاء


علم أن مزاج أخاه اليوم ليس أفضل شئ فجاوب سريعا بهدوء:


-لاء


أمسك فارس كوبايه الماء الموضوعه أمامه وقال دون أن ينظر إليه بهدوء:


-تمام تخلص فطارك وتحصلني علي الشركة


ضرب أحمد مقدمة رأسه بيده فهو نسي تماما حوار قريبة إياد وأعطاه المعاد دون إخبار أخيه فأردف بتذكر:


-اهاا صحيح إفتكرت كان في وحدو قريبة واحد صاحبي عايزه تقدم في الشركة بتاعتنا كسكرتيرة والبت دي صاحبي بيقولي غلبانة وملهاش حد ومحتاجة الوظيفه جدا وأنا قولتله خليها تيجي الشركة علي الساعه ٣ عشان تعمل الإنترڤيو


رفع فارس حاجبه ونظر له نظرة ثاقبة وأردف باستنكار:


-بقيت تدي مواعيد علي مزاجك كمان


توتر أحمد قليلا وخرج صوته مهزوز:


-أنا كنت عاوز أخدم صاحبي فيها بس مش أكتر ولما كلمني علي حالة البنت صعبت عليا فعشان كده مردتش أكسفه مش قصدي أعمل حاجه من غير لما أرجعلك


هز فارس رأسه بتفهم وقال له باستعلام:


-إسمها إيه 


أردف فارس بالجواب سريعاً:


-نغم المحمدي


قام فارس من علي الكرسي بعد أن أخذ اسمها وقال له:


-خليها تيجي وهشوف الملف بتاعها ولو عجبني ولقتها تستاهل تبقي السكرتيرة الخاصه ليا هشغلها ويلا حصلني


سبل له أحمد عيونه ببرائه ليبدد قرار أخيه فهو لا يحب الشركة أو بالأصح لا يُحب أخاه في العمل فهو يتحول تماماً  فأردف برجاء:


-حبيبي يا أبو الفوارس متكنسل علي موضوع إني أحصلك ده،عاوز أخرج مع صحابي النهاردة


إبتسم فارس علي حركات أخيه الصغير أو إبنه البكر أيهما أقرب فهو منذ سفر عائلته وهو يتحمل مسؤليته كاملة ولا يوجد لديه شخص أغلي منه هو ومالك ذلك الفأر الصغير

فَهُم بالنسبه له الدنيا وما فيها 

فخرج صوته محباََ بابتسامه بسيطه:


-خلاص ماشي سماح المرادي


شاطت سارة وهي تراه لا يرفض طلب لأخاه فبمجرد كلمه منه غير رأيه أما هي فلو قامت الحرب العالمية الثالثة لم ينظر لها بإعتبار حتي 

فأردفت بغيظ:


-إشمعنا هو توافقه علي أي حاجة يطلبها وأنا لاء


أغمض فارس عينينه وأخذ شهيق لكي يهدي أعصابه من هذه المخلوقة

كم يود جلبها من شعرها أمام الجميع وإخراص صوتها الذي يجعل كل خليه بج سمه تشيط 

لا يحبها ولم يفعل طالما حيا يكره حياته لأنها موجودة بها لا يعلم لماذا ولكن سبحان الله هو مؤلف القلوب

نظر لها نظرو معبرة عن أي كلام يمكن أن يُقال 


قبل أن يغادر القصر أردف بهدوء مبالغ فيه:


-هبقي اقولك أما أرجع من الشغل لأني إتاخرت


وتركهم وغادر سريعاً من الغرفة بل من القصر أكمله 


نظر لها احمد بإبتسامة مليئة بالشماتة:


-إبقي طمنينا عليكي بليل يا صرصور


نظرت له سارة بغيظ وقامت دون أن توجه له كلام وخرجت من الغرفة هي الأخري


قام محمد هو الآخر وقال بعصبية وهو يغادر الغرفه:


-دي مبقتش عيشة 


وجد أحد يشد بنطاله من الأسفل 

فنظر إلي أسفل وجد إبن أخيه يمسك بنطاله 

الفأر الصغير كما يلقبه الجميع قطعة الحلوة الموجودة بالبيت بأكمله 

قال له بزهق مصطنع: 


-إيه يا مالك هتقلعني البنطلون يا راجل


لوي مالك شفتيه وقال بعبوس:


-عاوز أخرج معاك


نظر له أحمد بإستنكار وأردف بضيق مصطنع:


-ليه فاكرني الست الوالدة هتشبط فيا في أي مشوار أروحه


ضربه مالك قدميه بغضب وقال له بتحدي:


-والله لو مخدتني معاك لقولك يا أحمد بس ومش هقولك يا عمو تاني 


حمله أحمد من علي الأرض وقال له وهو يخرج من الغرفة وضحكته تسبقه:


-لاء إذا كان الحوار كده فهخدك معايا طبعا 

مقدرش أعيش من غير كلمه عمو اللي بتطلع من بوقك دي 

❈-❈-❈

أمام صرح كبير يحمل إسم الهواري من يراه يظن انعه ناطحة سحاب  بناء ضخم جداً مبني علي أعلي مستوي  كل شئ به دقيق جداً كصاحبه فارس الهواري

فالأصل هذه الشركة كانت من تأسيس محمد الهواري جد فارس وإستلمها من بعده أبنائه ومن بعد أبنائه مسك إدارتها فارس  وللحق منذ ان وطأ بقدميه بها ذهب بها لمكان مختلف تماماً وجعلها تنافس أكبر الشركات في الشرق الأوسط

وقام بتأسيسها من جديد بشكل منظم بواسطة أفضل المهندسين


وقف أمام هذه الناطحة ثلاث سيارات سوداء 

ونجد سائق نزل سريعاََ من إحدي السيارات وفتح باب السيارة الخلفي لسيده 


نزل فارس بهيبة ووقار  ووضع نظارته الشمسيه علي عينيه ودخل الشركه وخلفه إثنين من البودي جارد لم يتركوه إلا وهو داخل الأسانسير  

والحق يقال هذا ليس شو كل هذه الإجراءات لحمايه فارس من بطش أعدائه فهو علي خلافات كثيرة مع بعض أصحاب الشركات لإكتساحه سوق العمل ويجذب الزبون بأقل الأسعار 


دخل الأسانسير الخاص به ودقيقتين وكان في الطابق المخصص له ولكل العاملين علي يده

مجرد أن فتح بابا الاسانسير وظهر هو

وقف كل من في الطابق إحتراماََ له وكان الجميع عيونهم في الأرض إحتراماََ له أو بالأصح خوفا من بطشه، دخل إلي مكتبه دون أن يعير أحد إنتباه او ينظر إلي أحد 


وبمجرد جلوسه علي كرسي مكتبه 

ضغط على زر بجانبه وفي لمح البصر كانت فتاه تدعي رانيا تدق الباب حتي تدخل 

وبعد سماحه لها بالدخول 


إقتربت من المكتب وقالت بإحترام شديد:


- تحت أمرك يا فارس بيه 


قال لها فارس بجدية :


- تبعتيلي زين وقولي للساعي يحضرلي قهوتي


أردفت رانيا بصوت واضح:


-حاضر يا فندم عن إذنك 

وخرجت من المكتب بهدوء كما اتت


وبمجرد خروجها أرجع فارس رأسه علي كرسي مكتبه وأغمض عينه بإسترخاء  يفكر في ال لا شئ أخرجه منه صديقه الأقرب لقلبه وكاتم أسراره عندما دخل إلي المكتب بإزعاجه كالمعتاد


نظر له فارس وقال بضيق:


-الباب معمول عشان نخبط عليه مش عشان نزقه زي الحمير


جلس زين علي الكرسي المقابل له وقال بمزاح: 


-عيب يا سيد متقولش كده إحنا اهل


فزين هو زين من يكلم وينصح !! 

نظر له بقلة حيلة وغير الموضوع بقوله:


-عملت إيه في المناقصة اللي إدتهالك إمبارح 


وضع زين قدم علي آخر وقال بغرور في نفسه:


-خدناها طبعا بعد متاكدت إنها سليمة ومفهاش أخطاء 


هز فارس له رأسه ثم نظر لشاشة المراقبة الموضوعة أمامه علي مكتبه فوجد في  طابق الإستقبال هرج ومرج فأردف لزين بتساؤل:


-مين كل الناس اللي موجودين تحت دول


قال زين بنبرة مليئة بالخبث المُسلي :


-اللي مقدمين علي الشغل


ثم غمز له وقال بعبث:


-دحنا هنتسلي أحلي تسليه النهاردة


ابتسم فارس علي أفكار صديقه المنحطه 


وبدأوا يتناقشون في فكرة المشروع الجديد 


وعقب إنتهائهم أردف فارس لزين:


-دخلي واحدة إسمها نغم المحمدي الأول 


عقد زين حاجبيه وقال باستغراب:


-مين دي  


قال فارس وهو يسند رأسه علي ضهر المقعد بعدم إهتمام:


-واحده تبع أحمد 


هز زين رأسه وقال وهو يقوم من علي مقعده:


-تمام أدخلها دلوقتي ولا إيه 


نظر فارس لساعة يده وجدها الرابعة عصراً 

فهز رأسه لزين وقال له :


-هي هتلاقيها بره من بدري أحمد قايلها تيجي الساعه ٣


ثم أكمل كلامه بجدية:


- خلينا ننهي الموضوع ده مش عارف اشتغل من غير سكرتيرة 


نظر له زين بحقد مصطنع وقال من بين اسنانه:


-ليه يا أخويا ما إنتت واخد رانيا علي حسابك


نظر له فارس بحده 


فأردف زين بخوف مصطنع: 


-متبصليش كده بخاف 


مد فارس ي ده علي مكتبه لكي يحمل أي شئ يلقي به زين 


ولكن قبل أن يصل إلى الزجاجو الموجودة وجد زين يخرج من الغرفة ركضاََ وقال بصوت مضحك:

-الجري للجدعان


إبتسم فارس عليه وأكمل عمله في بعض الملفات التي أمامه 

❈-❈-❈


ذهب زين الغي طابق الإستقبال لكي يرسل نغم لفارس 


وجد الكثير من الفتايات من جميع الطبقات من ترتدي ملابس وكأنها لاترتدي  وأخريات محجبين وآخرين محتشمين  

فهذه فرصة لم تحصل كثيراََ فارس الهواري يطلب سكرتيرة خاصه به!!!

ف بالنسبه لهم من ستحصل علي هذه الوظيفه  ولا أكنها حصلت علي مصباح علاء الدين 


وقت زين في المنتصف وهتف بصوت جهوري:


-نغم المحمدي


قامت من علي الكرسي  فتاة في قمة الجمال والأنوثة تمتلك عيون مثل عيون القطط يعجز الكلام عن وصفها فهي جذابة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ترتدي حجاب بسيط يداري خصلات شعرها وجهها يشع برائه تجعل عينك لا تحيد عنها 


وقفت نغم أمامه وأردفت  بصوت رقيق غير متصنع فهذه هي طبقه صوتها:


-حضرتك بتنادي عليا


نظر لها زين بهيام واضح وهو يتفحصها بعينيه

فتاة بسيطه في ملابسها ولكن وجهها اه من وجهها سبحان الخلاق فأقل وصف نصفه به كالقمر في نقائه وجماله


حمحم زين بخشونه وقال :


- اتفضلي معايا عشان تعملي الإنترڤيو


عقب إنتهاء جملته ساد الهرج والمرج من قبل الفتيات إعتراضاََ علي دخولها قبلهم 


إلتفت زين لهم وقال بصوت عالي وحاد:


-اقعدوا بهدوء لو سمحتوا 


ثم أشار لنغم وقال:


-اتفضلي معايا

ثم همس في سره يشيد بحظ صديقه:


-يا بن المحظوظة يا فارس


سارت نغم خلفه حتي وقف أمام مكتب فارس وقال لها:


-ده المكتب بتاع فارس بيه  إتفضلي ادخلي

ثم قال بتذكر وهو يمد يده لها:


-اه نسيت أعرفك عليا أنا زين الحديدي


مدت يدها هي الاخري وسلمت عليه وقالت بمجاملة:


-أتشرفت بمعرفتك


ثم دقت علي الباب بارتجاف 

سمعت صوت رجولي يأمرها بالدخول


فتحت الباب ودخلت بخوف وهي تدعي في سرها أن يتم قبولها في هذا العمل 

تقدمت حتي وقفت أمام المكتب الجالس خلفه


علي الناحيه الأخري رفع فارس رأسه من علي الورق الموجود امامه ونظر اتجاه الباب وجد فتاه جميله وجهها خالي من أي مساحيق    ترتدي حجاب بسيط جعلها كالملكة المتوجة وجهها صافي كصفاء البدر

وعيناها اه من عيناها سحرته بمعني الكلمه لم يقدر علي زحزحت عينه من عليها كأنها عند دخولها رمت عليه تعويذة جعلته يقف صامت أمام جمالها

  فاق علي نفسه سريعا وداري إعجابه بجمالها الأخاذ فهو يري الأكثر جمالاً كل يوم تقريباً ولكن نغم كانت مختلفة بطلتها الغير متكلفة 


أشار لها فارس بعينه علي الكرسي وأردف:


-اتفضلي اقعدي 


جلست نغم علي الكرسي الذي أشار إليه بتوتر

وقالت له بخفوت:


-شكراََ لحضرتك


نظر لها فارس نظره ثاقبة ثم قال بتساؤل:


-بتدرسي ولا مخلصة


جاوبت نغم علي سؤاله بصوتها الهادئ:


-في تالتة هندسة 


لم يحيد فارس عينه من عليها ولم يخفي عليه التوتر الظاهر علي وجهها ظهور العيان فقال لها:


-ومش شايفه أن صعب تشتغلي وإنتِ بتدرسي


هزت نغم رأسها بالرفض وقالت بثقه رقيقه:


-مفيش حاجة صعبه وإن شاء الله هقدر أوفق بين الاتنين


مد فارس يده  علي المكتب وقال لها: 


- ممكن الCV


اعطته نغم الملف الموجود بي دها وأردفت :


- إتفضل


أخذه فارس منها وبدأ بقرأته بتصفح شديد 

وبعد فتره رفع رأسه من الورق وقال لها:


-مشتغلتيش قبل كده؟


سقط قلب نغم في أرجلها فعلمت أنها لم تقبل في العمل فهي عديمة الخبرة وبما أنه سأل هذا السؤال فإذاََ يريد أحد عنده خبرة بالعمل

اردفت باهتزاز:


-لا أول مرة


هز رأسه لها  وأكمل تصفحه للملف مره أخري 


أما نغم فكان التوتر وصل عندها لأقصي حد 

فأخدت تردد أدعيه في سرها وتقرأ بعض الآيات التي تخطر علي بالها  


أردف فارس بإعجاب:


-أنا شايفك من المتفوقين في الكلية ما شاء الله والسي ڤي بتاعك مشرف فهحطك تحت الإختبار شهر ولو شغلك عجبني يبقي مبروك عليكي إنتِ معانا


أغرورقت عيون نغم من الصدمة فأردفت بحماس وصوت ملئ بالسعادة:


-يعني انا كده اتقبلت خلاص


هز  لها فارس رأسه بابتسامة بسيطة 

فهذه النغم لمست جزء من قلبه ببرائتها وطريقة كلامها فكل شئ فيها كان هادئ طريقة لبسها وكلامها ووجها فلم ينكر أبداََ جمالها الآخاذ 


ابتسمت نغم بشده وقالت له بامتنان:


-شكراََ جداََ لحضرتك وإن شاء الله هكون تحت حُسن ظن حضرتك


مسك فارس القلم وأخذ يدون بعض الاشياء علي ورقه وقال دون النظر لوجهها:


-أتمني ده ودلوقتي تقدري تتفضلي وبكره تيجي الساعه ٩ وبالنسبه للأيام اللي عليكي فيها محاضرات تقدري تيجي بعد المحاضرات


أردفت نغم بابتسامه:

شكرا لحضرتك جدا وعن إذنك 

ثم خرجت من المكتب وهي تحمد ربها علي هذه الفرصه التي اعطاها ربها لها 


لم تمر دقيقه علي خروجها  وكان زين يقتحم المكتب وهو يقول بهيام:


-شوفت اللي أنا شوفته دي بني ادمه زينا ولا ملاك من السما 


لم يرفع فارس وجهه من الورق وقال بعدم إهتمام:


-متافورش عادية جداً 


أردف زين بإستنكار:


-عادية!!! إنتَ أعمي ولا إيه 


نظر له فارس وقال بتقيم:


- منكرش إنها حلوة بس حاجة عادية يعني بنشوف الأحلي 


جلس زين علي كرسي المكتب وقال برفض قاطع:


-لاء بس دي مختلفة ملامحها بريئة مش حطه حاجه في وشها عكس البنات التانيه اللي بيبقوا حاطين كيلو دقيق على وشهم والله الواد أحمد أخوك طلع برنس وبيعرف ناس نضيفة


رمي فارس القلم علي المكتب وقال له بضيق:


-روح يا زين كلم رانيا خطيبتك بتنادي عليك

❈-❈-❈

في شقه نغم


كانت تتذكر لقائها القصير مع فارس وتتذكر وسامته الاخاذه وتعامله المحترم معها

فهو رجل يجعلك تفكر به بدون إرادتك بشخصيته الجدية وملامح وجه القويه 

لديه كاريزما خاصة تجعل عيناك لا تحيد عنه أبدا 


قطع تفكريهاا صوت رنين هاتفها 

وجدت المتصل إياد ردت عليه علي الفور


-إزيك يا إياد


أردف إياد بابتسامة:


-الحمدلله يا غومي عملتي إيه في الشركة


ردت عليه نغم بسعاده:


-الحمدلله...روحت الشركة النهاردة واتقبلت يا إياد 


صاح إياد بصوت عالي سعيد:


-ده أحلي خبر سمعته في حياتي مش قولتلك ربنا مش هينساكي إنتِ تستاهلي كل خير...إحكيلي  إيه اللي حصل


- في واحد إسمه زين نادي عليا بالإسم شكل صاحبك ده قالوا عليا ودخلت المكتب والمدير شاف ال CV بتاعي ووافق عليا بس إداني شهر تحت الإختبار وقالي بالنسبة للأيام اللي عليكي فيها محاضرات تعالي بعد متخلصيها


عقد إياد حاجبيه وقال باستغراب:


-غريبة


أردفت نغم بغير فهم:


-ايه  هي اللي غريبة


قال لها موضحاً:


-أنا أسمع عنه إنه صعب ومبيتفاهمش مع حد وعنده شغله خط أحمر فغريبة يخليكي تحت التدريب


لم تهتم نغم بكلامه فالأهم عندها أنه قبلها 

فقالت له بعدم إهتمام:


-مش عارفة لإني إتكلمت معاه شويه صغيرين بس كان چنتل في كلامه


دعا لها إياد من كل قلبه وقال:


-ربنا يوفقك يا غومي 


أخبرته نغم بإمتنان :


-مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه يا إياد أنا محظوظة إنك في حياتي


قال لها إياد بحب:

يا بت دَ أنا اللي محظوظ وبعدين مفيش بين الأخوات الكلام ده يلا بقي أسيبك ترتاحي، سلام 

❈-❈-❈

رن إياد علي أحمد لكي يشكره 


رد أحمد قائلا بعشم:

- إياد باشا عامل إيه 


أردف إياد بإمتنان:


-بخير الحمد لله...شكرا يا احمد جدا علي اللي إنتَ عملته إنتَ متعرفش إنتَ ساعدت البنت دي إزاي 


أردف أحمد بزعل وقال له:


-عيب عليك الكلام ده من امتي واحنا مبينا شكر


ثم أكمل بمرح:


-وبعدين دَ أنا اللي المفروض أشكر البنت دي إنها وافقت تشتغل مع أخويا إنتَ متعرفش بيبقي عامل إزاي في الشغل


ضحك إياد وقال له بإستفهام:


-إيه يعم هو كل م حد يتكلم عنه يخوف الواحد منه ليه هو هولاكو ولا إيه 


رد عليه أحمد وقال بمزاح:


أصعب من هولاكو حبتين يلا ربنا يعين البت عليه ومتجيش بعد أسبوع تقدم إستقالتها زي اللي قبلها 


إبتسم إياد علي كلام أحمد وقال له:


-لاء متخفش دي كانت بتقولي من شويه فيه أشعار وقد إيه هو چينتل ومحترم في كلامه 


عقد أحمد حاجبيه وقال بإستغراب:


-إنتَ متأكد إنها بتتكلم على فارس الهواري اللي هو أخويا 


أردف إياد وتسبقه ضحكته ؛


-هو بحزفيره 


رد عليه بكومديا:


-يلا ربنا يهني سعيد بسعيده


ضحك إياد علي مزاح صديقه وقال له:


لما نتقابل في الجامعة هعرفك علي نغم، بسيطة أوي يا أحمد وهتدخل قلبك بسرعة


أردف أحمد بتساؤل:


-إيه ده هي معانا في هندسة 


جاوب عليه إياد بجديه:


-اه يبني بس هي لسه في تالتة


سأله أحمد بإستفسار:


طب وهتشتغل إزاي والدراسه؟


-مهو عم هولاكو أقصد أخوك قالها الأيام اللي يبقي عليكي فيهم محاضرات تعالي بعد متخلصي


ضحك احمد وقال لإياد بدراما:

-يبني البت شكلها راحت شركة غير شركتنا إيه الكلام الغريب اللي عمال تقوله علي أخويا من الصبح ده 


رد عليه إياد بتأكيد علي كلامه:


-الله يخربيتك خوفتني علي البت من أخوك يعم هي الشركة


-لاء د أنا اللي بدأت أخاف علي أخويا من البت....سلام يبني اما أشوف الموضوع ده 

❈-❈-❈

في قصر الهواري


بمجرد دخل فارس الي القصر 

وجد مالك يجري عليه وهو يقول بسعادة:


-بابي وحشتني أوووي 


حمله فارس من علي الأرض وقال بحب شديد وهو يقبل خديه:


-وإنتَ يا قلب بابي وحشتني أوووي...قولي يا بطل عملت إيه النهارده


تذكر مالك ما فعلته معه والدته قبل دقايق قليله  ف لوي شفتيه وانفجر من العياط 


نظر له فارس بإستغراب وقال بقلق:


-مالك يا حبيبي في إيه 


رد عليه مالك بصوت متقطع من  أثر البكاء:


-مامي ضربتني جامد أووي عشان موبايلها وقع غصب عني وإتكسر


فار دم فارس وتوعد لها بسره  ثم سأل صغيره:


-ضربتك إزاي 


أجاب مالك علي سؤاله ببراءه ولم يعلم أنه يفتح النيران علي أمه:


-ضربتني علي وشي كتير


قبل فارس رأسه وقال له بحنان لم يعامل به أحد مطلقا غير صغيره وأخيه :


-حقك عليا يا حبيبي روح إنتَ إلعب في أوضتك وأنا هجبلك حقك


قبل مالك خد أبوه وقال له بصوت يملؤه السعادة:


-أنا بحبك اووي يا بابا عشان مش بتضربني زي ماما  

وتركه وصعد إلي غرفته جرياََ


أما فارس فصعد إلي جناحه سريعاً والغضب عامي عينيه فمن هي كي تمد يدها علي مالك الهواري صغيره؟!..حتي ولو كانت أمه فهي ليس لها أي حقوق به إلا أن ترعاه فقط 


فتح الباب بعصبية ودخل إلي الجناح  وجد سارة تجلس علي الاريكة الموجودة في الغرفة تتابع التلفاز


في لمح البصر كان قابض علي خصلات شعرها بغضب وهتف بصوت جهوري:


-انا قولتلك كام مره متمديش ايدك علي مالك


وضعت سارة يدها على يده الممسكة بشعرها  بوجع وقالت وهي تقوم من علي  الأريكه بتألم واضح:


-كسرلي الموبايل وأنا إتعصبت والله مكنش قصدي أضربه


شدد فارس يده علي شعرها وقال لها بغضب:


-وإيه يعني كسرلك الزفت الحياة وقفت يعني؟

ثم جذبها من شعرها بعنف  أكبر وقال:


- آخر تحذير ليكي لو إيدك دي إتمدت عليه هكسرهالك


أردفت سارة ببكاء يقطع القلب: 


-خلاص أنا أسفه سيب شعري بيوجعني


ترك شعرها ثم ألقاها علي الأريكة مرة أخري بغضب 

دخل مباشرة إلي غرفة ملابسه وأخذ هدومه ودخل الحمام

أما هي فاخذت تسب وتلعن فيه وفي إبنه وتلعن حظها العثير...فلما لم يحبها أو يظهر لها بعض الإحترام علي الأقل


خرج فارس من الحمام وهو يرتدي ملابس بيتيه مريحه ونزل إلي الأسفل مره أخري  للعشاء دون أن يكلف نفسه بإلقاء نظره عليهاا 

❈-❈-❈

في الأسفل علي مائدة الطعام 


غمز أحمد لفارس بعبث وأردف:


-إبسط يا سيدي في ناس بقوا يقولوا فيك شعر


نظر له فارس وقال بإستغراب:


-ناس مين مش فاهم


ضحك أحمد  بملئ فمه وقال :


-ناس كده كلمتهم بإحترام وقال إيه إنتَ بقيت چينتل مان


حدجه فارس بنظره قا تله وقال له بعصبيه:


-متتكلم علي طول يا زفت إنتَ..إنتَ هترميلي كلمه بكلمة


رد عليه أحمد في نفس اللحظه بنبره معتدله عندما وجد أخيه خرج عن هدوءه:


-أصل السكرتيرة الجديدة شكلها حبت أخلاقك أوي وبتقول إنك محترم وچينتل مان ومتفهم وحاجات كتير كده استغربتها


كان يعلم ما يرمي عليه أخيه فهو شخصياً مستغرب من شخصيته التي ظهرت أمامها ولما كلمها بهذا الود  

فالطبيعي أنه يعاملهم بإسلوب أقل من الحقير لهذا السبب لا تكمل معه فتاه شهر علي بعضه 

والوحيده التي تستحمله رانيا خطيبه صديقه زين ولكن زين يزن عليه أن يعيدها له لكي تصبح سكرتيرته


فاق فارس من شروده وقال بإستغراب مصطنع:


-السكرتيره الجديده!!ااه أنت قصدك علي نغم؟

ثم أكمل كلامه بتساؤل:


-وإنتَ شوفتها فين بقي عشان تقولك الكلام ده 


رد عليه أحمد بلا مبالاة:


-لاء ده قريبها اللي قالي 


هز فارس رأسه بتفهم  ثم نظر الي أخيه وهمس له بصوت واطي:


-دماغ أمك الوسخة دي عاوزك تنضفها أنا خليت زين يجبلي قرارها وعرفت كل حاجه عن حياتها عشان زي م إنتَ عارف إنها هتبقي السكرتيرة الخاصة بيا  ولازم طبعا كل حياتها تبقي معايا ف صعبت عليا من اللي عرفته عنها مش أكتر ولا أقل  


وضع أحمد يده علي شعره بإحراج وأردف:


-هو أنا قولت غير كده يا أبو الفوارس


فلت الكلام من فم سارة وأردفت بغضب:


-والسكرتيرة الجديدة دي يا أحمد صغيرة


نظر لها أحمد بإبتسامة شماتة وقال لها :


-في تالته هندسه بس ايه يا مرات أخويا البت صاروخ 

ثم قال لنفسه:"أحيه لو طلعت وحشة هيبقي شكلي زي الزفت"


ألقت سارة نظرة غضب لفارس وأردفت موجهه الكلام له:


-ومن إمتي وإنتَ بتشغل معاك ناس لسه متخرجوش


نظر لها فارس بتحدي وقال:


-من النهاردة


تدخل محمد في الحوار فهو لم يقدر علي السكوت علي إهانة حفيدته فأردف محمد بغضب وضجر من تصرفات فارس:


-في إيه يا فارس مترد عليها عدل 


قال له فارس بكل برود:


-مع إحترامي ليك يا جدي بس اللي بيني وبين مراتي محدش يدخل فيه 


ثم قام من علي المائدة عقب إنتهاء كلامه وصعد إلي جناحه 


تجمعت الدموع بعيون سارة من الإحراج  وأردفت لجدها:


-إنتِ اللي خلتني أتجوزوا يا جدو وأديك شايف بيعاملني إزاي حرام عليك ياجدو أنا مبقتش قادرة أستحمل 


ربط محمد علي شعرها وقال بحنان أبوي :


-معلش يا حببتي إستحملي يمكن عنده مشاكل في الشغل


أردفت ساره بإستنكار:


-من أول يوم في جو ازنا وهو كده يا جدو مش معقول يكون عنده ضغط شغل من وقتها أنا هكلم عمو عبدالله وهو يشوفلي حل معاه أنا مش قادره أتعامل معاه


أردف أحمد وهو يقوم من علي كرسيه:


-نصيحة مني مدخليش بابا في أي مشكلة بالذات لو مع فارس عشان النتايج مش هتعجبك نهائي


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة عمار من رواية البريئة والوحش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة