رواية جديدة البريئة والوحش لأميرة عمار - الفصل 2
قراءة رواية البريئة والوحش كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية البريئة والوحش
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أميرة عمار
الفصل الثاني
في صباح يوم جديد
تحديداً الساعه الثامنة صباحاََ
نجد بطلتنا تتقلب علي السرير ك الثعبان وهي تضع الوسادة علي رأسها لكي تبعد صوت المنبه الذي يصدح في البيت بأكمله
لم تجدي الوسادة نفعاً فصوت المنبه يصم الأذآن وهي أكره ما علي قلبها الإستيقاظ مبكراً
ولكن مجبرة أن تقوم الآن فالإستيقاظ مبكراً أفضل من أن يتم رفدها قبل أن يتم تعينها من الأساس
رمت الوسادة علي الأرض بغضب
وهتفت وهي تقوم من علي السرير بضيق:
-أنا اللي جبته لنفسي
ثم ذهبت للمنبه واغلقته بعنف وقالت بحنق كأنها تكلم إنسان ليس جماد أصم لا ينطق:
-إنتَ إيه يا أخي نازل زن زن زن متتهد شويه فيه أي ينعل أبو شكلك
شتمت نفسها بصوت منخفض وقالت:
-إيه اللي أنا بعمله ده أنا إتجننت ولا إيه... أما أدخل أخد شاور يفوقني من الجنان ده
دخلت الحمام لكي تستحم وبعد عده دقائق خرجت
اتجهت الي الدولاب الصغير الموجود بالغرفة واخذت منه ملابسها
ارتدتهم سريعا ووقفت امام المرآه تلف طرحتها
وبعد معاناه قد انتهت
اخذت شنطتها وهاتفها الموجود علي التربيزه بعجله ونظرت الي الساعه الموجوده على الحائط
وجدتها التاسعه الا ربع
قالت بزعر: يلهوووي هتأخر
خرجت من المنزل ونزلت علي السلم جريا
وقفت امام البنايه عده دقائق تنتظر تاكسي يمر
وها قد وجدت واحد أتي، أشارت له وركبته وأخبرت السائق عنوان الشركه وطلبت منه السواقه بسرعة
فللاسف تاخرت وفاتها موعد القطر فلا بد ان تأخذ تاكسي
كأن الله يعاقبها علي تأخيرها فبسبب تأخيرها هذا ستدفع العديد من الاموال لصاحب التاكسي اللعين
❈-❈-❈
في قصر الهواري
وبالاخص في غرفه فارس وسارة
خناقة كالعادة ولكن اليوم خناقة مختلفه
وصوت فارس الذي صم الأذان وهو يقول:
-انا يبنت ال....تروحي تشتكيني لأبويا إيه فكراني عيل صغير لسه ولا إيه
الرعب كل ما كانت تشعر به الآن وفي هذه اللحظه الرعب
ففارس عندما يصل لاقصي مراحل غضبه لا يري أمامه ويتحول لذلك الشيطان
دعت ربها بسرها أن ينجيها من براثينه
وندمت ألف مره علي تهورها واتصالها بعمها لكي تشتكي فارس له
خرج صوتها مهزوز من الرعب فمنظر فارس كافي لقتلها:
-أنا قولت أقوله يمكن يحللنا مشاكلنا ويحسن الوضع بينا
جذبها من شعرها بغضب شديد وقال:
-مشاكل إيه ووضع ايه ده اللي بينا يا روح أمك.... إنتِ ناسية يا بت أنا متجوزك ليه؟
لو كنتي ناسيه أفكرك ولو كنتي فاكرة إن أنا ناسي تبقي هبلة
أخذت تصرخ وتقول له بألم:
-حرام عليك سيب شعري هيطلع في إيدك
نظر لها فارس باستخفاف وقال بفحيح افعي:
-إنتِ لسه شوفتي حاجة
ترك شعرها وإتجه إلي غرفه الملابس
تنهدت براحة وحمدت ربها أنها نفدت من بين يديه بأعجوبه
ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
دقيقه وكان يقف أمامها ويمسك حز.امه الجلدي بشر
وقع قلبها والزعر تملك منها
أردفت ببكاء:
-عشان خاطري لاء....بلاش عشان خاطري عشان خاطر مالك بلاااششش
إبتسم فارس لها إبتسامة مخيفة وقال بهدوء سام:
-بقالي كتير معملتهاش بس اإنتِ غلطي وغلطتك كبيرة المرادي
ثم أكمل كلامه بصوت عالي:
- أنا هندمك علي اللحظه اللي دماغك وزتك فيها ورحتي تكلمي أبويا
أنهي كلامه من هنا وكان الحزام يهوي علي جسدها ....كان يضربها بدون رحمة ولا شفقة
صوت صرا.خها كان يدوي بالقصر بأكمله
كان يتلذذ بدموعها وصوت صرا.خها يشفيه من الداخل يكر.هها يكره كل شئ فيها لا يطيق النظر إليها حتي ...كل ما رفعت صوت بكائها أكثر ينزل الحزا.م عليها أكثر فأكثر
فاق من جنونه علي صوت الباب الذي كان يرتج بشده وصوت جده الغاضب الذي يأمره بفتح الباب وإلا يكسره
ألقي نظره علي سارة وجدها تبكي بشده وهي تحتضن نفسها
ألقي الحزا.م علي الأرض بضيق من نفسه على ما فعله بها وتخللت إليه ذره ندم ولكنه محاها سريعا
أخذ متعلقاته الشخصية وخرج من الغرفة
وجد أمامه جده وأخيه وإبنه مالك يبكي من صراخ والدته
جاء ليتخطاهم ويرحل وجد جده يهتف بغضب شديد:
-إنتَ لو فاكر إن محدش هيقفلك تبقي غلطان إنتَ مش جايبها من الشارع عشان تعمل فيها كده ومش بنت الهواري اللي تتبهدل بالشكل ده
ربط فارس علي كتف جده وأردف بإستهزاء:
-طب بلاش ونبي يا جدي إحنا دفنينوا سوا
ثم تركه ورحل إلي الشركة
❈-❈-❈
كان عمال الشركة يعملون علي قدم وساق
كانوا يدورون في الشركه مثل النحل
فمديرهم في الداخل من ربع ساعه وحتي الآن طرد ٥ عمال غير الذي خصم منهم شهر من مرتبهم
فهم يعلمون جميعا أنه لا يرحم أحد وبالذات اليوم لانه يبدو كمن قُت.ل له قت.يل
ولكن أكثر ما كان يشغل بالهم نغممم
تلك السكرتيرة الجديدة التي لم تأتي حتي الأن ياتري ما العقاب الذي سيعده لها مديرهم
فهو كل دقيقه تقريبا يسأل ان اتت ام لا
فهذه البريئه لم يتم تعينها حتي يتم رفضها
فبالتأكيد لن يرحمها اليوم
وكأن خيالهم تجسد لهم في الحقيقه عندما رأوها تخرج من الاسانسير
عند بطلتنا نجدها تتنهد بارتياح عندما خرجت من الاسانسير
ولكن ما اخافها عيون الموظفين التي لم تتزحزح عنها منهم عيون شفقه ومنهم حزن ومنهم شماته لا تعلم ماذا حصل
هتفت لنفسها باستغراب:
-هو في إيه هو طردني ولا ايه
لم تعير نظراتهم اي اهتمام وذهبت إلى مكتب المدير بخطوات سريعه فهي تأخرجت ربع ساعة ينبغي ان تعتذر له بالاضافه انها حتي الآن لا تعلم اين مكتبها
اطرقت الباب بهدوء حتي سمعت صوته الغاضب وهو يقول بصوت عالي:
-ادخل
فتحت الباب بحذر ودخلت وهي تبطئ في خطواتها فصوته وهو يأمرها بدخول يدل علي غضبه الشديد
رفع فارس نظره من علي الاوراق الموجوده علي مكتبه ورمقها بنظرات مخيفه اسفه بل مرعبه
اردف بسخريه غاضبه:
-الهانم شرفت اخيرا والله نورتي
لم يعجبها نبره السخريه بطريقه كلامه ولكنها صمتت حتي لا ينفجر بها فهي تقسم ان هذا الشخص الذي امامها اول مره تراه ومن المستحيل ان يكون ذالك اللبق المحترم التي رأته امس
فارس بغضب وهو يقوم من على كرسيه ويتجه لها:
-احنا هنا في شركه محترمه الدخول بمواعيد والخروج منها بمواعيد مش كباريه تدخليه وقت م تحبي وشغل الدلع ده انا مبحبوش فاهمه
أدمعت عيون نغم من صراخه عليها فهي اول مره توضع في موقف محرج هكذا والاكثر احراجا لها ان تقريبا جميع الشركه سمعت كلماته المهينه لها
اردفت ببكاء يمزق القلب اشلاء:
-أنا أسفه
فكل ما كان يدور في مخها هو كيف تجعله يسامحها حتي لا تفقد هذه الوظيفه
أما هو وقف صامت أمام دموعها لعده دقائق لا يعرف ماذا يفعل فدموعها نزلت كمياه نار علي قلبه
تمالك نفسه بصعوبه حتي لا يسحبها الي صدره يكسر عظامها بعناق ساحق
عندما راي دموعها احس بنغزات في قلبه مؤلمه اغمض عينه بضيق من بكائها الذي لم ينتهي بعد
اتجه الي مكتبه وسحب من علبة المناديل الموجوده عليه عده مناديل
ثم تقدم لها مره اخري وقف قبالتها وقال بهدوء:
-خلاص بطلي عياط انا اسف حقك عليا...انا متعصب شويه وتقريبا طلعت عصبيتي عليكي
ثم مد يده بالمناديل لها وقال:
-خدي المناديل امسحي دموعك وبطلي عياط
اكمل بمزاح عكس شخصيته الجاده:
-ايه مسوره واتفتحت في وشي
ضحكت في وسط بكائها وجففت دموعها بعدما اخذت منه المناديل
اردفت بصوت مبحوح من اثر البكاء:
-انا اسفه والله بس انا مبحبش اصحي بدري بس صحيت والله بس لقيت القطر مشي فاضطريت اني اركب تاكسي والطريق كان زحمه يعني مش ذنبي
ابتسم فارس علي طريقه كلامها الطفوليه وقال بلطف:
-خلاص يستي مش ذنبك ده ذنبي انا
ثم اكمل وقال بمراوغه:
-ولو عاوزه اغير مواعيد الشركه علي ميعاد صحيان السنيوريتا من النوم انا هعمل كده من غير تفكير
ابتسمت نغم علي مزاحه وقالت بامتنان:
- شكراً انك مرفدتنيش
أردف فارس بابتسامه بسيطه وهو يتجه الي كرسي مكتبه مره اخري :
-لو في حد لازم نشكره فهيكون عياطك لاني قبل م تعيطي كنت هرفدك بس بعد معيطي كل حاجه انتهت
ضغط علي زر بجانبه ثانيه وكانت رانيا تدق الباب وتدخل
نظر لها فارس وقال بعمليه:
-خدي نغم يا رانيا ووريها مكتبها وفهميها نظام شغلنا
ردت عليه رانيا باخترام وخي تنظر الي الأرض
-حاضر يا فندم
ثم نظرت لنغم وقالت:
-تعالي ورايا يا نغم
خرجت من الغرفه وخلفها نغم تتبعها
بينما هو وقف يتطلع في اثرها بشرود
فكان قبل ان تأتي ثور هائج لا يرحم من يخطأ امامه ولكن عندما جاءت نسي نفسه ونسي مشاكله وضربه لسارة
كان يتعامل معها بطريقه جديده عليه
فساره كانت تبكي وتصرخ عندما كان يضربها ولكنه كان يتلذذ بدموعها
اما هي من اول دمعه نزلت من عيناها هدأ والمصيبه انه اعتذر منها!!! قال لها اسف
و للذهول حاول ان يضحكها قبل ان تخرج
ما بك يا فارس؟! ماذا فعلت بك تلك الفتاه
قلت لها اسف في اول يوم عمل فبعد اسبوع ستركع تحت ارجلها؟! عد الي رشدك ليست طفله من تتحكم بك
اردف لنفسه بتلك الكلمات ولكنه برر لنفسه انه يعطف عليها فهو علم انها تعيش منذ الصغر بمفردها ولا يوجد لديها احد
❈-❈-❈
في مكتب نغم
تجلس رانيا علي الكرسي المقابل لنغم وتشرح لها طبيعه العمل
وبعد اكثر من ساعتين انتهتوا اخيرا
ارتمت نغم علي الاريكه واردفت يتعب:
-انا فرهدت وحاسه ان المعلومات اتلغبطت في دماغي
ابتسمت لها رانيا ابتسامة مطمئنه وقالت بها:
متخفيش هو الشغل في اوله كده بس بعد متخدي عليه هتحبيه جدا
ثم اكملت بجديه وهي تضع عده ملفات امامها:
-وبالنسبه إن المعلومات اتلغبطت في دماغك دي ملهاش غير حل واحد بس وهو انك تدربي علي ملفات كتير...وانا جيبالك ٥ ملفات شوفيهم وتطلعي الاخطاء اللي فيهم ووقت متخلصيهم ادخلي لفارس بيه عشان يشوف طريقه شغلك
هزت نغم رأسها وقالت لها بحماس:
- إن شاء الله ربنا هيوفقني ومش هيبقي فيهم اي اخطأ
وجهت لها ابتسامه بسيطه وقالت بود
-اتمني....انا دلوقتي هسيبك وأروح مكتبي وطبعا لو احتجتي اي حاجه اسألي اي حد علي مكتبي وهو هيدلك عليه
نظرت لها نغم بامتنان واردفت:
-شكرا ليكي انا عارفه اني تعبتك معايا
قالت رانيا وهي تتوجه للخارج :
ده شغلي يا نغم...عن اذنك
وخرجت من المكتب وتركت نغم عائمه في كل هذه الملفااات
نظرت نغم للملفات بتوتر وقالت لنفسها:
-قدها إنتِ قدها يا نغم وهتثبتي نجاحك يلا يبطل ربنا معاكي
❈-❈-❈
بمكتب فارس
خبط فارس بقبضه يده علي المكتب وهو يردف بعصبيه بالغه:
-بقي بنت ال.... دي ترن علي ابويا وتشتكيله مني ليه شيفاني لسه عيل
نظر له زين بلوم وقال بجديه:
-مهما حصل مكنش ينفع تمد ايدك عليها يا فارس من امتي وانت بتضرب حريم
قام فارس من علي كرسيه بغضب فهو يعلم انه تمادي معها بضربه لها ولكنها هي من اخرجت اسوأ ما فيه فلتتحمل
حذرها مئه مره ان لا تدخل أحد بحياتهم مهما كان ولكنها ضربت بكلامه عرض الحائط فلتشرب
توجه فارس للمقعد المقابل لزين وقال بجديه:
-سيبك من الموضوع ده انا هحله بطريقتي المهم دلوقتي عملت ايه في الصفقه الاخيره
اردف زين بثقه:
-خدناها طبعا بس لازم تسافر مرسي مطروح تحضر افتتاح الفندق الجديد لانك شريك فيه بالنص
امأ فارس رأسه وقال بتعب يظهر في صوته:
-انا محتاج السفر ده جدا عاوز أبعد شويه عن البيت....امتي المعاد؟
رد عليه زين وقال :
-بعد ٣ ايام
ثم اكمل بتساؤل:
-هتاخد المزه معاك؟
عقد فارس حاجبيه بعدم فهم وقال:
-مزه؟مزه مين
أردف زين بخبث وهو يغمز له:
السكرتيره الجديده اللي منوره المكتب بره دي
نظر له فارس بضيق وقال بنبره لا تتحمل النقاش:
-زين نغم اتعينت هنا يعني بقت من موظفيني فبلاش تتكلم عنها او عن اي حد بالطريقه دي
لوي زين فمه وقال بضيق:
-خلاص يا عم انت اتقمصت ليه....قولي صحيح انا سمعت انك طردت خمس موظفين النهارده من غير اي سبب
لما سمعت الاخبار دي قولت اكيد نغم واحده منهم اذا مكنتش أولهم بس أستغربت لما لقيتها مستلمه شغلها مع ان رانيا قيلالي انها جت متأخره جدا
ثم غمزله بمكر وقال:
-هو ايه الحوار يا صاحبي
قام فارس من علي الكرس ووقف امام الحاجز الزجاجي الموجود بالمكتب حيث يظهر امامه كل المدينه
أغمض عينه بهدوء وقال:
-هحكيلك بس من غير تريقه
قص عليه كل شيء منذ دخول نغم من باب المكتب الي ان جاءت رانيا واخذتها لتدريبها على العمل
وصل فاه إياد إلي الارض من كثره الصدمه وعدم استعابه للحديث
نظر فارس لهيئته وقال له بسخريه:
-في ايه يبني انت فقدت النطق ولا ايه؟
نطق زين اخيرا وهو يقول له بهدوء ابله:
-انت قولت انك اعتذرت منها ولا انا بيتهيألي
ضرب فارس قبضه يده على الحائط وقال بغضب:
-هي دي المشكله انا مش فاهم ازاي نطقت الكلمه دي ازاي؟ هي عيطت من هنا وبقيت واحد تاني واتحولت بليتشو عشان تضحك
ثانيه اثنين وكان زين يقع من علي الكرسي من كثره الضحك
اردف زين من وسط ضحكه بصوت يملئه الضحك:
-انت انت شكلك اتجننت متخيل شكلك وانت عمال تصالحها
ثم اكمل بثقه:
-البت دي نهايتك علي اديها اقسم بالله ده من اول مقابله واعتذرتلها طب في التالته هتعمل ايه؟ هتبوس رجليها
اشار فارس علي باب المكتب ونظر لزين وقال بهدوء:
-شايف الباب ده
نظر زين خلفه اتجاه الباب ثم اعاد نظره لفارس مره اخري وقال :
-اه شايفه جميل اووي
اكمل فارس بهدوء مبالغ فيه:
-تخرج منه حالا والا هخرجك علي نقاله
قام فارس من علي الكرسي وقال بخوف مصطنع:
-لا وعلي ايه الطيب احسن
ثانيه وكان خارج غرفه المكتب
❈-❈-❈
في نفس الوقت تقريبا كانت نغم طرقت باب المكتب ودخلت
أردف فارس بعصبيه وصوت عالي:
-هو انا مش قولتلك مشوفش وشك يا بن ال...
تسمرت نغم علي الباب من اللفظ البذيئ الذي قاله
فمنظره لا يوحي ابدا انه يكون من هذه النوعيه
فوجهها تحول الي طماطميه من سماعها لهذا اللفذ ومنه هو بالذات!!
اما هو لعن نفسه بصوت واطي علي تسرعه
الذي وضعه في هذا الموقف المحرج
فشتم زين في سره فهو السبب بهذا الموقف
جلس ع كرسي المكتب مره اخري واردف بتحشرج:
-تعالي يا نغم ومعلش علي اللي حصل كنت بحسبك زين
وقفت نغم امام مكتبه ووضعت الملفات التي عملت عليها علي طربيزه المكتب وقالت بخجل:
-دي الملفات اللي رانيا سلمتهملي عشان اشتغل عليهم وقالتلي بعد مخلصهم اجي لحضرتك عشان تشوفهم
اخذ فارس ملف من الموجودين على المكتب امامه واردف لها بأمر:
-اقعدي يا نغم
جلست سريعا علي الكرسي فور اعطائه لها الاذن ف رانيا اخبرتها انها لا يجب ان تجلس الا اذا سمح لها وهي تتبع كلامها بالحرف لكي لا تفقد وظيفتها
بعد عدة دقائق انتهي من الملفات
حاولت نغم فيهم قراءه اي تعبير علي وجهه ولكن لا يوجد مما وترها اكثر
رفع فارس وجه اليها وقال بجديه:
-الملفات مظبوطه والغلطات فيها لا تذكر براڤو عليكي انك من اول مره تطلعي الملفات بالشكل ده واكيد مع التدريب الكتير هتعرفي معلومات اكتر فبالتالي هتطلعي الشغل احسن
هزت نغم راسها بتفهم وقالت:
-ان شاء الله
قام فارس من علي كرسي مكتبه وذهب وجلس على الكرسي المقابل لنغم
واردف بحسم وترقب لمعالم وجهها:
- جهزي نفسك عشان هنسافر مرسي مطروح بعد ٣ ايام هنقعد هناك اسبوع عشان عندنا افتتاح فندق
نظرت له كأن علي راسه تنين فماذا يقول هذا الابله!! من هذه التي ستسافر
وما اثار غضبها اكثر طريقه اخبارها فهو يخبرها لا يسألها او يعطيها خيار للرفض
توترت نغم قليلا ولكن أردفت بوء
-انا اسفه بس مينفعش
نظر لها فارس نظره ثاقبه واردف باستغراب:
-هو ايه اللي مينفعش
قالت له نغم بتوضيح لمعني كلامها:
-مينفعش اني اسافر مع حضرتك
أردف فارس بلهجه هادئه واثقه:
-بصي يا نغم انتي السكرتيره بتاعتي يعني لازم ترفقيني في اي حته والكلام ده كله المفروض معاكي في ورقه الاستعلامات اللي استلمتيها اول مدخلتي الشركه دي
وانا شخصياً مش فاهم سبب رفضك ايه انا علي حد علمي عارف انك عايشه لوحدك يعني مفيش حد عندك هيرفض سفرك
ردت نغم بحده جديده عليها فجملته كانت كلدغه العرقب لها:
-يعني هو عشان معنديش اهل اسافر مع اي حد
استفزها واخرج اسوأ ما فيها فهو يري الان امامه فتاه شرسه ليست نغم البريئه الهادئه
فوجهها كانت ترتسم عليه امارات الغضب بشكل واضح ممكا جعل غصبه يصل الي مبتغاه فمن هي لكي تحدثه بهذه النبره!!
أردف فارس بصوت جهوري:
-صوتك وانتي قاعده قدامي توطيه خالص دي اول حاجه
تاني حاجه انا مش وخدك احب فيكي
احنا هنروح فندق مليان ناس كل واحد في اوضه مش هنتقابل غير لما نبقي خرجين
تالت حاجه بقي ودي الاهم انا مش عارف انا بفسرلك ليه بس عاوز اقولك وعلي بلاطه ان في حالة رفضك هتبقي بره الشركه الاختيار ليكي
التشتت كانت كل ما تشعر به هو التشتت فهي اذا وافقت فماذا سيقول عليها اهل حيها
وماذا ستقول لهم عن فتره غيابها لاسبوع
فاذا اخبرتهم بالحقيقه سيحدث كارثه فهم دقه قديمه بمعني اصح وسيذهب تفكيرهم الي اتجاه اخر
واذا رفضت من المستحيل ان تعمل في شركه مثل هذه الشركه واخرها ستعمل بمحل ملابس تبتاع فيه الهدوم
والاهم انها في حاجه الى الفلوس ف قبضها في هذه الشركه سيكون كبير جدا اكبر من تخيلتها فهي تتذكر عندما اخبرتها رانيا
والصدمه التي احتلتها وقتها
تنهدت نغم بتعب واردفت بنبره يملؤها الخزن:
-انا ساكنه في حي والناس فيه مبيسكتوش وحضرتك عارف اني عايشه لوحدي تقدر تقولي هفسرلهم ب ايه سبب غيابي لأسبوع
قام فارس من علي الكرسي وقال بحده:
- محدش قالك اني مصلح اجتماعي انا مش فارق معايا جيتي او لاء اظن حضرتك كنتي شايفه كميه الناس اللي كانت مقدمه علي الوظيفه دي وانا اخترتك من وسطهم اكراما لاخويا مش اكتر
يحاول ان يقسي عليها ويعاملها باسلوبه المعروف عنه فهو تساهل معها كثيرا
وفكره انه يعاملها باسلوب خاص تغضبه بشده
اغرورقت الدموع بعيون نغم من طريقته الحادة في الكلام فهي لأول مره في حياتها شخص يكلمها بهذه الطريقة القاسيه
نظرت له بانكسار وقالت:
-انا آسفة لو كنت ضايقت حضرتك بس انا مش هسافر في مكان واعتبر النهارده اخر يوم ليا هنا عن اذنك
وخرجت من المكتب سريعا وهي تبكي بشده
وقف يتطلع الي طيفها بهدوء مبالغ فيه
ثم اتجه الي مكتبه مره اخري يتابع عمله بهدوء كأن لم يحدث شيء
❈-❈-❈
خرجت نغم وهي تبكي بشده من المكتب واصطدمت برانيا
أردفت رانيا بقلق وهي تنظر لوجه نغم الملئ بالدموع:
-فيه اي يا نغم انتي كويسه؟
لم تجيبها نغم وذهبت الي مكتبها لكي تأخذ اغراضها وتغادر
ذهبت خلفها رانيا سريعا واردفت بجديه:
-انا بكلمك يا نغم فيه ايه
ردت عليها نغم بصوت مهزوز اثر البكاء :
-أنا إطردت
جعدت رانيا حاجبيها وقالت بتعجب:
-اطردتي؟اطردتي ليه ايه اللي حصل
جلست نغم علي الكرسي واردفت ببكاء شديد:
-عشان مردتش اسافر معاه
جلست رانيا بجانبها وقالت بهدوء:
-طب اهدي كده علشان اعرف افهم... تسافري معاه فين
حاولت السيطره علي بكائها واردفت ببحه:
-مرسي مطروح
هزت رأسها بتذكر واردفت:
-اه افتتاح الفندق اللي في مرسي مطروح
ثم اردفت باستغراب:
-طب وفين المشكله انك موافقتيش فارس بيه اصلا بيحب دايما يسافر لوحده
هزن نغم رأسها بالرفض وقالت بحزن:
-هو كان مُصر اني اجي معاه بس هو قالي لو رفضتي يبقي اخر يوم ليكي ف الشركه
وضعت رانيا يدها علي كتفها وقالت بمواساه:
-طب خلاص اهدي ربنا ان شاء الله هيوفقك ويرزقك بشغل احسن من ده...ويلا لأن الدوام انتهي
❈-❈-❈
في فيلا الهواري
في غرفه فارس وساره
قالت مها( صديقه سارة) بإستعلام:
- إنتِ مش قولتيلي ان اخوه قالك بلاش تدخلي ابوهم مسمعتيش كلامه ليه
نظرت لها بندم وقالت:
-يارتني كنت سمعت كلامه كان زماني سليمه دلوقتي ....انا جسمي كله متكسر وبيصرخ عليا
بالرغم من أن مها صديقة سارة المقربة ولكن حتي الأن لا تفهم ما هو السبب الذي يدفع صديقتها للتكمله مع فارس فهي منذ زواجهم وهي تشتكي منه فقط
اردفت لها بغضب وضيق من سلبيه صديقتها :
-انتي ازاي اصلا تسمحيله يعمل فيكي كده يبنتي اطلبي الطلاق دي مش عيشه
انتفضت ساره من مكانها وقالت بصوت عالي:
-إنتِ اتجننتي طلاق ايه؟انا مصدقت بقيت مرات فارس الهواري اروح انا اطلب الطلاق
ردت عليها مها بعصبيه فهي خائفه عليها ونفسها ان تجد صديقتها سعيدة س
يوما ولكن مع الاسف السعاده و فارس لا يجتمعوا معاََ ابداََ:
-ما إنتِ بتقولي إنه بيعاملك وحش وعلي طول بيهينك، إيه اللي مصبرك علي الغم ده
نظرت لها سارة بهيام وقالت بحب:
-اوقات بيبقي حنين وبيعاملني حلو وساعات بيتحول بس انا بحبه فارس راجل اوي يا سارة واي واحده في الدنيا تتمناه
رفضت مها كلام صديقتها الغير مقنع بالمره واردفت:
-لاء يا ساره انتي مش بتحبيه انتي بتحبي فلوسه ومركزه واحترام الناس ليكي لانك مراته اما هو معملكيش حاجه حلوة عشان تحبيه أصلا
تهربت ساره من الموضوع وقالت بحسم :
-بحبه او مبحبوش انا عمري مهسيبه وهفضل علي طول مراته
أردفت مها بتساؤل لسارة:
- طب انا عاوزه افهم حاجه ليه هو سايبك ع ذمته لحد دلوقتي بدل مهو مش بيحبك
أخذت ساره تفاحه من الطبق الموضوع امامها وقالت لها بلا مبالاه وهي تقضمها:
-عادي فض خانة وخلاص لان فارس مش بتاع حب ولا مشاعر
❈-❈-❈
خرج فارس من الشركه وركب سيارته وخلفه أسطور الحراسه الخاصة به
لمح فارس وهو يقود سيارته نغم تمشي علي قدميها وخلفها شاب يضايقها
اوقف السيارة بسرعة علي جانب الطريق الخالي ونزل منها واتجه لهم علي الرصيف
لمحته نغم ولكنها عملت نفسها لم تراه واكملت سيرها
أما فارس إعترض طريق الشاب وقال بحده:
-في حاجة؟
نظر له الشاب بخوف شديد فهو يبدوا من طريقه لبسه والاسطور الذي نزل عقب نزوله من العربية احدي الشخصيات الهامه
فاردف بتوتر للهروب من المكان:
-لا يا باشا مفيش د أنا كنت بسال الأنسه علي شارع
ربط فارس علي كتفه بشده وقال:
-طب يلا يا حبيبي من هنا
هز الشاب رأسه وانطلق بعيداََ عنه بسرعه بالغة
اسرع فارس خطاه لكي يلحق بنغم التي اطلقت العنان لقدميها وفي ثانيه كان يقف امامها
أردف فارس بتعجب وهو ينظر لها بشمول:
-ايه عامله نفسك مش شيفاني
نظرت للجهه الثانيه وأردفت بلا مبالاه:
شيفاك او مش شيفاك هتفرق في حاجه؟
رفع فارس حاجبه الايسر بتهكم واردف:
:لا مش هتفرق في حاجه
ثم اكمل بجديه:
-تعالي معايا هوصلك
قالت له نغم من بين اسنانها :
-شكرا ولو سمعت وسع من قدامي عشان امشي
نظر لها فارس بحده واردف قائلا لها:
-احنا واقفين في الشارع متخلنيش اعلي صوتي اتفضلي من غير رغي كتير اركبي العربيه هوصلك وعاوز اتكلم معاكي في موضوع
تخيلت نغم انه سيعتذر عن طرده لها وسيعيدها مره اخري الي العمل فبالطبع لن تتكبر اكثر من ذلك فهي حقا بحاجه للوظيفه
فقررت الذهاب معه لانها تتمني ان تعود مره اخري ولكن كرامتها لم تسمح
وسببا اخر والصراحة حدته في الكلام معها اخافتها كثيرا
ركبت ف الكرسي المجاور له واخبرته عنوان بيتها
وبعد خمس دقائق من الصمت المميت
قطعت نغم هذا الصمت بسؤالها
-هو ايه الموضوع اللي حضرتك عاوزني فيه
لم يعيرها فارس اي نظره وقال ببرود:
:مفيش موضوع انا قولت كده عشان تركبي
نظرت له نغم باستنكار وحده خرجت غصباً عنها:
-يعني مش عشان ترجعني الشغل
لحظه
وأدركت ما تفوهت به يا لها من حمقاء
وضعت يدها علي فمها بصدمه فهي حقا غبيه
فكيف ستنظر لعينيه بعد الآن!!
اما هو ابتسم علي طفولتها فهو يعلم انها ظنت انه سيعيدها للعمل مره اخري عند موافقتها على الركوب معه وللحق عجبه اللعب معها كثيرََ
القي فارس عليها نظره خاطفه ثم اعاد نظره للطريق مره اخري وقال بلؤم:
- عاوزه ترجعي الشغل
هزت نغم رأسها بنفي وقالت بكذب:
-لا مش عاوزه ارجع ومش هرجع مهما عملت ومهما اتحيلت عليا مش هرجع برضو
ضحك فارس بدهشه وقال:
-اتحيلت عليا؟!؟انا هتحايل عليكي انتي
نظرت له نغم وقالت بطريقه جديده عليه:
-ومتتحايلش عليا ليه انا واحده ممتازه وشاطره في الشغل وتتشرف اصلا اني ابقي سكرتيرتك
رفع فارس حاجبه بذهول وقال:
-وايه كمان
لم ترد عليه ولفت راسها الي شباك السياره المجاور لها تتابع الطريق
نظر لها فارس لثواني ثم قال بعد تفكير:
-خلاص يا ست نغم انا فكرت وعرفت ان الشركه من غيرك ممكن تدمر فعشان كده انا بستسمحك ترجعي الشغل تاني
لفت نغم رأسها اليه سريعا وقالت بسعاده:
-بجد؟
انفجر فارس من الضحك علي رد فعلها الغير متوقع وقال بمزاح:
-اديني فرصه اتحايل عليكي طيب
ثم اوقف السياره وقال:
-يلا وصلتي
نظرت له نغم بتساؤل تتمني ان تكون الاجابة عليه هي نعم:
-هو انا كده رجعت الشغل تاني
هز فارس رأسه دليل على موافقته
شكرته نغم بسعاده ونزلت من السياره ولكن وقف امامها حائط بشري عاق عنها الرؤيه رفعت رأسها قليلا وجدته ايمن جارها السئيل الذي لم يمل من طلب الزواج منها ولم يزهق من رفضها المتكرر فعلمت ان كارثه ستقوم الآن
واحقاقاََ للحق لم يتوصي أيمن فعقب نزولها
اردف ايمن بصوت عالي لكي يجمع سكان الحاره:
-والله عال يا هانم جايه بعربيه بشيء وشويات مع واحد وداخله الحاره كده بقلب جامد ايه مفيش حَيا ....وانا اقول مش راضيه بيا ليه اتاريكي مدورها مع الناس اللي فوق
ثانيه وكانت لكمه قويه تنزل علي وجهه وتبعتها العديد من اللكمات
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة عمار من رواية البريئة والوحش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية