-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 3

قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال

الفصل الثالث

 

حِرباء بدأت الحرب



كانت تجلس واجمه الوجه بينما والدتها ونوران تحملان الحقائب للخارج حتى يسهل حملها من قبل ابني عمها كما قالت امها، لا تعلم سبب حماسه نوران ولا حتى جرائه زو جها الذي يجلس بينما الأخرين يعملو، نهضت بغضب لتتجه تحمل بدلاً من والدتها الحقائب، ذلك الوقح هو السبب في انتقالهم بعدما رفض مساعدتهم .


دق الباب لتتحرك امها تفتحه بهدوء ووصلهم صوتها وهي تتحدث بترحيب:

_ ادخلو متقلقوش كلهم مستورين 


نظر الأخين لبعضهم قبل ان يخطوا للداخل و يردفا بصوت مرتفع نسبياً:

_ يارب يا ساتر 


مع صوتهم تحركت نوران و زو جها سريعًا من غرفه المعيشة علي عكس جميلة التي لم تتأثر، ابتسمت فتحيه وهي تخبرهم بصوت هادئ :

_ دي نوران بنتي الكبيره ودا عزت جو زها، جميلة تعالي 


هتفت بصوت عالي حينما لم تجد ابنتها الأخري، أتت من الغرفه بهدوء دون ملامح علي وجهها تقف بجوار والدتها التي اكملت بهدوء :

_ دي جميلة الصغيره، ودول غريب ومعتصم ولاد عمكم


حركت رأسها بهدوء بينما ابتسمت نوران بأتساع وهي تتحدث بهدوء :

_ نورتونا 


كان عزت متسع العين بصدمه وكأنة بحلم حينما تعرف علي الواقفين امامه، حتى هتف وابتسامه كبيره تشق وجهه حينما استفاق من ذهوله:

_ وهو في حد ميعرفش ولاد المعلم محمد الشنديري، دا انا قولت تشابه الأسماء صدفه، يالف اهلاً بيكم


_ اهلاً بيك، الشنط فين عشان منأخركمش


حمل الثلاثه الحقائب وهبطت النساء خلفهم، كانت توجد سياره نصف نقل ليوضع بها الحقائب وركب بها غريب رفقه السائق، اشار معتصم للبقيه ان يركبو سيارته صعدت الثلاث نساء بالخلف بينما عزت بجوار معتصم .


كانت جميلة تجلس بالمنتصف، كانت تشعر بنظرات معتصم التي تحاصرها بينما تشعر هي بالإختناق، فكره ذهابهم لذلك المنزل تزعجها، ذهابهم محتاجين للسكن يزعجها وتذكرها لكل ما قصته عليها والدتها عن الماضي يجعلها تشتعل اكثر، بعد زو اج نوران كانت اوقات فراغهم اكثر لذا والدتها تحدثت بأريحيه اكثر .


زفرت نفسها بضيق وهي تنظر لوالدتها لتمسك ك ـفـها ، كانت تدعمها فهي مدركه لشدة ارهاق والدتها وأن الأمر يزعجها أكثر منها لكنها مضطره .


كان معتصم مراقبًا لها، لاَنت نظرته وهو يراها تمسك بي ـد والدتها بأعين هادئة، هل هي خائفه! ام انها تدعم والدتها، كان يوزع نظراته بينها وبين الطريق ليسُب بداخلة ويركز علي الطريق امامه ويحيد بعينه عنها. 


وصل اسفل البنايه ليوقف السيارة وقبل صعودهم كان يلتف لفتحيه التي هبطت وهو يستأذنها بأحترام:

_ معلش يا ست فتحيه هحتاج المفتاح بتاع البيت القديم ابعتة لمندور 


_ طبعاً يابني 

وافقت واخرجته سريعًا، كان غريب قد وصل قبلهم وكذلك محمد الذي رفض الذهاب لعمله اليوم ليحد اي شئ قد يحدث .


اقترب محمد ملقيًا التحيه علي الجميع قبل ان يقف امام فتحيه وهو يطلب منها بأحترام مشيراً ب ـيده ناحية المنزل:

 _ اتفضلي يا ست فتحيه 


تحرك وصعدت خلفه هي والفتيات وخلفهم الثلاث رجال والسائق يحملون الحقائب، ولجو للداخل ليضع الفتيه الحقائب ويعاودوا الهبوط مجددًا والعوده بالحقائب الباقيه. 


كان محمد واقفًا بجوار فتحيه بعد دقائق واستقرار كل شئ، التفت لينظر لمعتصم ويخبره بهدوء مجهزاً ذاته :

_ اطلع اندههم يا معتصم يجو يسلمو علي الجماعه


فهم معتصم قصد والده ليتحرك ملبيًا ما يريده، كانت جميلة تقف جوار فتحيه ممسكه ك ـفها بقوة تدعمها مدركة صعوبة الموقف، ان كانت والدتها بالسابق تعرضت لكل ذلك لكنها لم تكن وحيده ف والدها شاركها واليوم هي ايضًا ليست وحيده بوجودهم.

 

جلسو جميعاً بغرفه المعيشه حتى يأتي معتصم، كان غريب يراقب جميلة، بالتأكيد تلك لم يقابلها معتصم بينما الأخري هي الهوجاء التي قال عنها فمن امامه، كانت هادئة ناعمه ومليئه بالرقه ابتسم بهدوء وهو يراقبها كيف تمسك بك ـف والدتها، تلك تشبه الهررة الصغيرة خائفه وخجله وهو مستمتع بمراقبه كل حركة صغيرة لها .


عاد معتصم ليطرق الباب بينما خلفه والدته وعمته، كان يعد ذاته لسماع الصيحات والغضب بعد دقائق والدته قد تلتزم الصمت فلا ضير لها لكن عمته لا ابدًا هي ستجن حينما تراهن.


ولج هو وغريب الذي فتح لهم متقدمين الأخرتين حتى غرفه المعيشه وكل منهم يحاول السيطرة علي ضحكاته بذلك الموقف، بمجرد ان ولجو كانت عبير تبتعد عن الفتيه بأبتسامه قُتلت قبل ان ترسم وهي تري فتحيه غريمتها تجلس علي الأريكة جوارها فتاتين بينما محمد يشغل الكرسي بجوارها مقابله رجل غريب .


_ دي بتعمل ايه هنا يا محمد 


نطقت بجمود محاولة السيطره علي اعصابها التي تلفت من مجرد رؤيتها، ابتسم محمد بهدوء متعمد وهو يجيبها فقد اكتفي من افعالها مع فتحيه والتي تجرعوا منها الكثير في القدم:

_ هتعيش هنا في بيت منتصر 


نظرت فتحيه له غير مستوعبه كيف البيت لمنتصر زو جها ورفيق الضرب وانعقد حاجبيها بأستغراب ، وكذلك كانت عبير غير مستوعبه لكنها لم تكتم تسائلها كثيرًا او تعبر عنها بنظرة بل هتفت بحده :

_ بيت منتصر ازاي يعني ؟


_ انا باني شقه لكل واحد فينا ودي شقه منتصر، مفيش احق من مراته وبناته يقعد فيها 


_ انتَ هترجع تدخلنا دي في حياتنا تاني، دي .......


قاطعتها جميلة بأنزعاج خصوصًا ان والدتها صامته احترامًا لذكري والدها لكنها لن تسامح من يخطئ بوالدتها ولا أن يهانوا بهكذا موقف :

_ ايه هو الي دي دي دي، ماما ليها اسم فتحيه تقريباً تعرفي تنطقيه، حج محمد احنا جاين هنا مع حضرتك والمفروض انتَ الي تمنع اي حد يتكلم بالأسلوب دا عشان احنا عاملين احترام لوجودك.


سيطرت علي انفعالها مجرد ان امسكت والدتها قدمها لتقوم بالنظر لها قبل الألتفاف بكلماتها لتجعل محمد داخل الموضوع، كان معتصم ينظر لها مبتسمًا بسخريه وهو يهمس بصدمه من سرعتها في التمثيل :

_ لا يا بت هاديه وبتعملي احترام لحد اوي 


بينما بجواره غريب كان يراقب انفعالها اللطيف بالنسبه له فهي لم ترفع صوتها ولا تغير معالمها هي فقط دافعت عن ذاتها وذلك اعجبه، مال بهدوء علي شقيقه وهو يهمس بأذنه بحالمية وعينه لم تغادرها:

_ شايف الرقه والجمال 


نظر له معتصم ثم للناحيه التي ينظر بها ليجدها جميلة، حاول كتم ضحكه ساخرة منه فهي ذات مظهر خداع فعلاً لكن لم يظن أن غريب أبله حتى تخدعه .


بعد كلمات جميلة ابتسم محمد بسخريه متعمده وهو يخبر شقيقته بحده بينما يشير بي ـده للاخري:

_ شايفه عيلة صغيره عارفه تعملي احترام وانتِ لاء ؟ 


اشتعلت اعصابها غضبًا واحمرت عينها بأمرات الحقد قبل ان تتحرك للمغادره وهي تهتف بسخط وقد اكتفت مما يفعله محمد :

_ بكرا هتشرب الي هتعمله تاني، اول مره جيتلك عشان تمنع اخوك ووقعت في خيبته وتاني مره جايبها بنفسك لحد هنا .


قالت كلماتها الشبه غامضه علي بعضهم لتثير الحذر بنفس محمد الذي لم يتوقع قولها لذلك ابتسمت هناء زو جه محمد بمجاملة بعد حديث عبير، وهي تردف بصوت هادئ مجامل:

_ نورتو البيت يا ست فتحيه 


_ منور بأهله 


_ هستأذنكم انا اطلع عشان سايبه الأكل علي النار وبأذن الله هنتقابل تاني


_ اذنك معاكي 


نطقت فتحيه بهدوء بينما هربت هناء بسرعة من رؤية فتحيه وزو ـجها، نظرت فتحيه لمحمد المراقب لزو ـجته، ثوان وسرعان ما ابعدت عينها عنه لتنظر لأبنتها التي كانت تفهم كل كلمه لكنها غير مهتمه الأن وهي تتحدث بجديه لوضع حدود:

_ حج محمد 


انتبه لها مبعداً عينه عن ظل هناء ليتحدث بحزم حنون وقد لاحظ صيغتها في الحديث معه:

_ انا عمك يا جميلة حتى لو دا مش عاجبك، بعد كدا تقوليلي عمي 


شعرت بقليل من الأحراج منه وطريقته اللينه رغم حزمها قبل ان تحرك رأسها بطواعية، تنهدت وهي تكمل حديثها :

 _حاضر، المهم انا يعني حابه اقول لحضرتك حاجه 


_ اتفضلي يا بنتي 


_ احنا مش هينفع نعيش هنا مع الي حصل دا، انا مش هسيب ماما ترجع لكل المشاكل دي تاني واكيد انتَ فاهمني، الي راح من عمركم مش قد الي جي ومحدش عايز وجع دماغ .....



_ ايه الي انتِ بتقوليه دا يا جميلة عيب 

كان عزت هو من تحدث قاطعًا حديثها وهو يراها تلقيهم خارج أسوار المال والجاه، المنطقه جميعها تعلم ان هذا منزل لعائله شنديري فقط ف اي فرد يرتاد علي تلك البنايه وايضًا يناسبهم سوف يحظي بالأحترام وهو لا يرغب بخساره ذلك، رمقته الأخري بغضب وهي تخبره بحده:

_ لا مش عيب يا عزت، بص يا عمي انا مش بقولك هنمشي دلوقتي احترام لتعبك وعرضك علينا، لكن مجرد ما امي تتعب هناخد بعضنا ونمشي، دا ميزعلش حد صح! 


_ لا يا بنتي ميزعلش حد، كمان انا مش هسيب حد يزعلها متقلقيش 


كلماته الأخيرة جعلتها تلقيه بنظره متوجسة فهمها هو الاخر لكن لم يبالي بها كثيراً ، نهضت بهدوء مستأذنه ليتحدث محمد بجديه :

_ خدها يا معتصم وريها الأوض جوة 


_ خليك انتَ انا هروح 

قالها غريب وهو ينهض مع ابتسامه قتلها محمد وهو يلقيه بنظرات منزعجه ويخبره بجديه :

_ انا قولت معتصم انتَ خد من اخوك المفتاح ووديه لمندور وقوله ان الشقه محدش هياخدها، يلا 



تناول غريب المفتاح بأنزعاج وهو يتحرك حتى توقف امام جميلة وهو يودعها بأبتسامه مؤكدًا ببحة هادئه :

_ لو احتجتي اي حاجه قوليلي متتكسفيش 


شعرت بالخجل من طريقه حديثه واسلوبه لتحرك رأسها بهدوء مبتسمه، تحرك معتصم امامها حاملاً الحقيبه التي اخبرته بها بينما تلحق به هي في هدوء غريب، كان يري تعاملها الهادئ وهي تدور بالشقه ونظراتها الناعمه لكل شئ هل تمثل الأن! ضحك بسخريه داخله علي محاولاتها الغبيه في خداعة.


فتح احدي الغرف مبتعداً قليلاً عن الباب لتلقي نظرة ويبدو انها اعجبتها لتخبره بهدوء بينما تتحرك رفقته لداخلها:

_ ممكن تسيب الشنطه هنا 


أقترب منها ليضع الحقيبه بينمها ويقف معتدلاً، ابتسمت علي نيه لشكره لتجده يبتسم بينما ينطق بسخريه وعينه البنيه تلتحم مع خاصتها :

_ عامله فيها هاديه ورقيقه، المفروض نصدقك كدا! 


_ افندم؟ 


_ عامله عاقله وهاديه في كلامك لا وبتتشرطي علي ابويا! انتِ فاكره ان الي بتعمليه دا هيخدعنا! حقيقتك ظهرت وانتِ واقفه لمندور تردي عليه ولا همك شارع ولا حد، ف بلاشه التمثيل دا 


ابتسمت بهدوء بعدما الجمتها الصدمه راقبت تصرفه وكيف اندفع بحكم مسبق ، الهي حتى حركاته مليئة بالثقة الحمقاء وهو يشعر أنه استطاع حل لغز مجهول !كانت تفكر لثانيه واحدة ان تبرر له حادث مندور لكنها تراجعت مبتسمه ببرود وخبث، دارت حول الحقيبة مسببه استدارته هو أيضا ليصبح مواجهاً لها دون أي فواصل، الفرق بينهم ليس بالكبير للغاية حيث تمتاز هي ايضاً أيضا بالطول لذا لم ترفع رأسها كثيراً لتبتسم جاعله ملامحها تشرق أكثر وهي تخبره بنبرة أسف مصطنعه:


_ اوبس انتَ كشفت خطتي الرهيبه في التمثيل والسيطره علي اهلك عشان اخد منهم فلوس كتير، الا قولي يا …


صمتت تحرك اصبعها علي ذقنها بدقات متتاليه بتفكير مصطنع متعمده التظاهر بنسيان اسمه، اتسعت شفتها بأبتسامه مجدداً وهي تنطق مكملة :

_اه صح معتصم انتو معاكم فلوس قد ايه؟ 


_ انتِ بتقولي ايه؟


نطق بذهول من ذلك التبجح الذي ظهر بثانيه أمامه ولم يتوقعه، راقبها تبتسم لثوان في جمود قبل أن  تخفي بسمتها وتشير للباب، رفعت ي ـدها ناحية الباب وتخبره بثقة:

_ بقول ان بقالك كتير واقف كدا ودا ميصحش يلا اطلع لوالدك، و أه متنساش تقولة عن شري الرهيب عشان يصدقك 


_ انتِ بتكرشيني 


نطق بذهول قبل أن يضحك بقوة يخبرها بينما ابتسامته لم تختفي ويظهر بها الغضب الكامن بداخله :

_ واضح انك مش عرفاني فعلا، وللأسف غلطي بعملتك وانا بقا هربي الحته الي اهلك سابوها لو كانو ربو فيكي حاجه 


تركها مشتعله بغضب وتحرك للخارج، كيف يجرء ويذكر تربيه والديها! علي الأقل فعلو ما بيدهم عكس عائلته المليئه بالحقد وعدم الأخلاق الواضح به . 


❈-❈-❈


كانت هناء قد صعدت لتهرب من ذلك التجمع لتري عبير تقف علي باب شقتها وقبل ان تسألها عن الأمر كانت الأخري تخبرها بجديه:

_ خلينا نتكلم جوه احسن 


تنهدت هناء وهي تشعر ان القادم لن يعجبها من سموم ستقولها عبير، هي تدرك تلك السموم جيدًا تدرك عين زو جها التي كانت تلمع بماضي، ماضٍ عاشت سنوات عمرها تحاول محوه من ذاكرتها وذاكرته .


ولجت للداخل منهكه كأن روحها عادت للتذكر كل كلمه كل شعور بتلك الفتره التي قضوها بعذاب جميًعا، جلست علي احدي الأرائك وكذلك عبير التي لم تتوان لثانيه عن قول كلماتها :

_ رجعها تاني، ما صدقنا خلصنا منها رجعها وفاكر اني هبله وهصدق انه عمل كدا عشان ايه عيال اخوة، دا مرجعها عشانه هو و...


_ خلي بالك يا عبير في كلامك الله، محمد مش بيكدب وانتِ عارفه اخوكي هو مرجعها فعلا عشان المرحوم 



_ انا عشان عارفه اخويا بقول كدا، سواء هو او منتصر الله يرحمه فهما يعملو اي حاجه عشانها، دي زي الي بتغسل عقلهم انتِ مش فاهمه، ولا عمرك فهمتي عشان تفضل مسيطره عليه كل دا وانتِ هنا قاعده بتدافعي عنه، بكرا تلاقيها خطفته منك وترجعي تقولي ياريت الي جري ما كان 


لم تعلم باقي حديثها والذي طال لوقت لا بأس به حتى تأخرت هي عن اعداد طعام الغداء، هل من المعقول ان يركض محمد خلفها مجدداً، بالماضي ما منعه قليلاً هو منتصر بعدما فاجئهم بزو اجه منها ذلك جعل محمد مجبرًا علي اخفاض عينه بعيدًا عنها، لكن الأن لا وجود لمنتصر بحياتهم تلك .


ظل ذهنها شارد ولم يفيقها الا قـ بله غريب علي جبهتها، انتفضت بمكانها شاهقه لتبتلع لعابها بهدوء وهي تربت علي كتفه بينما يسألها بقلق :

_ خير يا امي انتِ كويسه! 


_ اه يا حبيبي سرحت شويه بس


رحب بها معتصم وكذلك محمد، لم تكن من عادته تـ قبيل  هامتها حين يعود لكنه فعل ذلك مقدرًا لما تشعر به اليوم، ابتسمت لهم حينما جلسو امامها ليتحدث غريب بأبتسامه:

_ بس شكل مرات عمي وبناتها هادين خصوصاً الصغيرة دي 



قلب معتصم عينه بسخريه من شقيقه، ليوجه له محمد نظره حارقه وهو يخبره بجديه وحده بسيطه محذرة:

_ خلي في بالك بس كلمه بنات عمي 


توتر غريب من كلمات ونظره والده لينطق بسرعه محاولاً تغير الحديث الذي لن ينتهي علي خير وهو لا يقصد ما تفهمه والده :

_ اه طبعاً با حج انتَ بتقول ايه، عامله اكل ايه يا ماما 


_ معملتش انهارده والله يا غريب هشوفلك اي حاجه في التلاجه 


اخبرته بأسف ليجعد وجهه بأنزعاج وهو يخبرها بضيق طفيف واضعاً 

ي ـده علي معدته :

_ دا انا ميت من الجوع وانتِ معملتيش 


_ مراتي حره تعمل متعملش براحتها 

قالها محمد بمشاغبة بينما ينهض متحركاً ناحيتها، مد ي ـده بأبتسامه لها يخبرها بصوت هادئ:

_ تعالي عايزك في كلمتين 



انصاعت له دون اعتراض وبمجرد اختفائهم، نظر غريب بسرعه لشقيقه وهو يخبره باستغراب وفضول قوي:

_امك وابوك فيهم حاجه غريبه انهارده 


_ يا سيدي وانتَ مالك، قوم بس بصلنا في اكل فالتلاجه ولا هننزل نجيب 


_ علي رأيك الأكل اهم 

تحرك غريب تاركاً معتصم بمكانه وعقلة يكاد ينفجر من الغضب والحيرة، كانت كالحرباء بثانية تغير لونها ورغبتها لم يتوقع كم التبجح و الجرائه التي لديها بينما تسخر منه!! ربما لعدم معرفتها به وبكم هو عنيد ومُعتد بذاته، لكنه لا يمانع أن يريها من هو كانت حرباء بدأت الحرب الان هو وهي ولنري من سيفوز.


❈-❈-❈


تحرك محمد وهو يسحب هناء من ي ـدها للداخل، بمجرد ولوجهم للغرفة حاولت التصرف بطبيعية وهي تتحرك بألية الي المرحاض لكنه ام.سك 

ي ـدها يمنعها من التحرك، توقفت وهي تلتفت له وتسأله بهدوء محاولة الثبات عليه: 

_ في حاجه نقصاك يا محمد؟ 


حرك رأسه رفضًا بينما يتجه للفراش ويس.حبها معه يخبرها بنبرة حنونه:

 _ مش حاجه، حابب اتكلم معاكي شويه 


جلست بجواره وهي تحيد ببصرها عنه خوفًا ان تفضح عينها ما تكنه بصدرها وخوفاً مما يوشك علي قولة:

_ خير ان شاء الله 


_ خير، انتِ اضايقتي اني جبت مرات منتصر وبنته ؟ 


كان حريصًا ألا يلفظ اسمها لعده أسباب أهماها مشاعر الجالسه أمامه وكأنه يخبرها بطريقه غير مباشرة أنه لا يفكر بالأخرى أنها وحدها من تملكته ، نظرت له بهدوء وكادت العبرات ان تتجمع بعينها، هي لم تكن حُب محمد الاول ابداً وربما حتى لم تكن له اي حب ولكنه كان اول وأخر رجل تسقط عينها عليه لذا تشعر بذلك الضيق يرتفع بحلقها، تنفست ببطئ تجيبه بتلاعب حتى لا تفشي عن مكنوناتها: 

_ المفروض دي حاجه تزعلني 


ابتسم بهدوء وهو يخبرها بجديه بينما عيناه لا تسمح لها بالتهرب والنظر بعيداً عنه: 

_بالنسبه ليا انا لاء لأن دي مرات اخويا وبنتها وانا بس فوقت متأخر وبحميهم، بس مش معني كدا انك لازم متضايقيش! لو الي حصل زعلك عرفيني



لا تعلم كم من العمر تحتاج كي يتوقف قلبها عن الدقه بسرعه حينما يخبرها بكلماته الموزونة والمراعية لها هي فقط، لم تكن تدوب من كلماته المعسولة بقدر تلك الكلمات الهادئه التي يعززها بها، هل هي تكبر الأمور كل ما حدث بسبب كلمات عبير التي بثت بداخلها خوف كانت قد نسته، لكنها ستحاول تجاهله ومحاربه تلك المشاعر التي تجعلها ترغب بالهبوط للأخري تتصارع معها وتُريها انها المنتصره بقلب محمد في النهايه :

_ انا مش زعلانه طول ما انتَ جمبي


قطعت افكارها وهي تنطق لتريحه هو الأخر، ابتسم لها بثقه وكأنه كان يتوقع ذلك فهذه هي هناء، زوجته الطيبه التي لا تخيب أملة يومًا، مال علي رأسها يقبلها بهدوء قبل ان يخبرها برقه :

_ قومي حضري الحمام يلا


❈-❈-❈


كانت جميلة تجلس بالشرفه الموجودة داخل احدي الغرف التي قررت المكوث بها، وجهها حزين وهي شارده بالطريق بينما جلست فتحيه علي الفراش وهي تراقبها، قررت نوران وزو جها البقاء لديهم بضعه ايام حتى يعتادون البيت فتنازلت فتحيه عن الغرفه لهم.


تنهدت وهي تقف متجهه ناحيه جميلة وقفت الي جوارها وهي تحيط كتفيها بحنان، انتبهت جميلة لها لتريح رأسها علي ص ـدر والدتها دون حديث، لدقائق ظلو هكذا حتى تحدثت جميلة دون النظر لها :

_ انتِ عارفه اني مش فارق معايا اي حاجه غيرك، لو المكان دا حد فيه جه عليكي انا هاخدك ونمشي نروح اي حته، ماشي 


_ ماشي يا نور عيني 

قالتها بأبتسامه بينما تنخفض لت ـقـبل هامتها بحب وبادلتها جميلة الأبتسامه، كان غريب ومعتصم بشرفه الأخير التي تطل بزاويه مميزه علي المشهد اسفلهم، تنهد غريب بحالميه وهو ينطق لأخيه بينما يسرح بالنظر لهم بمرح:

_ شايف الجمال والرقه لما يتجمعو سوي، بقولك ايه ما تنقل اوضتي الا هنا الهوا بحري اوي


رمقه معتصم بسخريه وهو يخبره بجديه وعينه تنتقل من المشهد لشقيقه بتقزز:

_ رقه ايه! دي الي كانت بتتعارك مع مندور 


اتسعت اعين غريب بذهول حقيقي لثوان قبل ان يلتفت لاخيه يخبره بجديه وثقه وابتسامه كسوله تزين وجهه:

_ شكلك محتاج نضارة، قال بتتعارك مع مندور قال 


ثم تركه وترجل للداخل، كان معتصم ينظر في اعقاب اخيه مصدومًا قبل ان يعيد بصره لأتجاهه السابق بينما يهمس لذاته بصدمه وهو يشرد بهم :

_ دا مصدقنيش! حقيقي المظاهر خداعه 


❈-❈-❈


نظرت نوران لزو جها المستريح فوق الفراش بأنزعاج، لم يتوقف الأخير عن امتداح عائله محمد وكأنه يعرفهم منذ الأذل بشكل مزعج، تنهدت بملل بينما تسمعه يتحدث مجدداً:

_ بس الواحد مش مصدق انكم من عيله محمد شنديري دا، اصل دا راجل كبير اوي ومحترم وليه مكانته كدا 



كان يتحدث بشرود دون تركيز بكلمته بينما يحدق بالسقف، انعقد حاجبيها بأنزعاج، هي الاخري مع عائلتها كانوا يعرفون كبار المنطقه ولم تتوقع ان يكونوا هم عائلة والدها لكن طريقه حديثه تثير بنفسها الضيق، استدارت له من فوق كرسيها حتى تصبح مقابله له وهي تهتف بحده وغضب: 

_ قصدك ايه بكلامك دا يعني! نكونش اقل منهم ولا ايه، وبعدين صحيح مش كنت رافض امي تجيلنا عشان مش هتعرف تقعد براحتك! ايه الي حصل راحتك بقت موجوده كدا 


_ مقصدش حاجه يا نوران الله بحكي عادي، وبعدين الحق عليا يعني! دا انا قاعد علي عيني بس عشان امك واختك ودول رجاله وشباب برضك اخاف عليهم 


نطق يدافع عن ذاته محاولاً التهرب من الموقف بسرعه، فالأن لا يرغب بغضب نوران ابدًا حتى يستطيع اقناعها علي طلب الأرث من عمها، بالتأكيد لن تفعل هي ذلك بشكل مباشر ولكنها ستزرع البذره بعقل والدتها كما سيفعل هو مع عقلها. 


❈-❈-❈


صباح اليوم التالي كانت جميلة عقدت عزمها علي البحث عن عمل بعد أرق دام طويلاً لتنتقل هي ووالدتها قريبًا من هنا، ارتدت ثيابها بعد الاستحمام لوقت لا بأس به حتى يريح جسدها وتحركت للمغادرة غير ملاحظه لعزت الذي استيقظ اثر حركتها وغادر غرفته.


تحرك عزت بأعين ناعسه ينطر حوله لمعرفه سبب الضوضاء التي ادت لأستيقاظه، انعقد حاجبيه بأستغراب وهو يري طيف جميلة التي تغادر المنزل بهدوء! 



تحرك خلفها سريًعا وقد كان الوقت مبكراً ليهتف بحده بينما يتحرك علي الدرج خلفها سريعاً:

_ جميلة رايحه فين! 


التفتت وتوقفت عن حركتها وهي تراه يهبط درجتين خلفها، عقدت حاجبها بحده رغم استغرابها، كانت الضيق منه مزال مسيطراً عليها بتنطق بسخريه:

_ وانت مالك يا عزت، بعدين جي ورايا كدا ليه من امتي الكلام دا؟ 


كانت تتحدث بغضب وحده بينما تقف مقابل زو ج شقيقتها الذي اشعلت كلماتها غضبه، اقترب يمس ـكها من كت ـفها بقوة وهو يضغط عليه بينما يدفعها للأعلي :

_ من دلوقتي ياختي، واطلعي بقا اما أخلي أمك تشوفك نازلة بتتسحبي علي فين لاسمح الله 


_ نعم نعم 

ارتفع صوتها بغضب وهي تدفعه بعيدًا عنها تماماً حينما وصلها مقصده ، التفت ناويه اغراقه بكلاماتها اللاذعه حتى اوقفها صوت خطوات سريعه يرافقه تسأل مصدوم:

_ ايه الي بيحصل هنا


التفت جميلة لمصدر الصوت لتري معتصم وغريب القادمين شبه راكضين من السلم خلفهم،كانا يهبطان حينما وصلهم صوت مرتفع ليركضا و يتسائل معتصم ، نظر عزت لهما لينطق بتلاعب ونبرة يتصنع بها الجديه بينما يلقي ببصره لجميلة:

_ لا ولا حاجه هي بس جميلة الي بتحب تكبر المواضيع 


_ مين دي الي بتكبر المواضيع يا عزت ان.....

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة