رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 14 - 2
قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تعويذة العشق الأبدي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سمر إبراهيم
الفصل الرابع عشر
الجزء الثاني
بعد مرور ثلاثة أسابيع
تستعد لمغادرة المشفى بعد مكوثها بها لشهر كامل تحسنت به صحتها إلى حد كبير فقد التأمت الجروح التي كانت بها وبدأ شعرها في الإنبات مرة أخرى لتبدأ هيئتها في العودة إلى ماكانت عليه شيئًا فشيئًا، كما أنها واظبت على جلسات الطبيب النفسي طوال الأسابيع الماضية لتشعر بتحسن طفيف ولكنها لازالت تشعر بالذنب مما حدث وإلى الآن لا تستطيع النظر في عيني كل من شقيقتها ووالدتها الذان بالرغم من محاولتهما إظهار نسيانهما لما فعلته إلا أن نظرات اللوم لا تفارقهما كلما التقت أعينهما معها فآثرت تجنب النظر إليهما فلهما كل الحق في ذلك فهي لا تستطيع مسامحة نفسها فكيف ستطلب منهما أن يسامحاها فلقد بات ذلك درب من دروب الخيال بالنسبة إليها.
أفاقت من شرودها على يــ د عهد التي تربت على كتفها لتسألها بابتسامة ودودة:
- خلصتي يا حبيبتي عشان نمشي.
أماءت برأسها موافقة لتأخذ بيدها متجهتان إلى باب الغرفة ومن ورائهما رهف تحمل حقيبة ملابسهما ولكنهما تفاجآ عند فتح الباب بيونس يحاول الطرق على الباب ليتفاجأ بخروجهن فابتسم ابتسامته العذبة وهو ينظر لعهد متسائلًا:
- كنتوا هتمشوا من غيرنا ولا ايه؟
أجابته باحراج وهي تتجاهل النظر لعيناه:
- محبيناش نزعجكم أكتر من كدا.
لمحة من الضيق ظهرت على وجهه ولكنه حاول إخفاء ذلك قدر استطاعته فعقب على على حديثها وهو يحاول رسم ابتسامة على وجهه:
- تزعجونا؟! ماشي يا ستي هعديهالك المرادي بس عشان خاطر وعد غير كدا مكونتش عديتها.
ابتسمت وعد بخجل ونظرت أرضًا وهي تتحدث معه:
- متشكرة جدا يا أستاذ يونس انت وأستاذ مروان أنا حقيقي مديونالكم بحياتي.
أنهت جملتها وهي تنظر لمروان نظرة عابرة لم تتعدى الجزء من الثانية ليبادلها نظرتها بأخرى متعجبة فكيف لفتاة خجولة لهذه الدرجة أن تفعل ما فعلته ولكنه لم يعقب بشيء ليتجهوا جميعا إلى خارج المشفى ولكن عهد أبت أن يقوما بإيصالهن حتى لا يثيروا القيل والقال في ذلك الحي الشعبي الذي يقطنان به وبعد إصرارها أذعن يونس لها ليركبا في سيارة رهف منطلقة بهما إلى المنزل.
❈-❈-❈
أنهت عملها بالمشفى لتستعد للذهاب لجلب أطفالها من المدرسة ولكنها تفاجأت برنين هاتفها ليزداد تعجبها عندما وجدت شاشة الهاتف تنير باسم مديرة المدرسة فعدت حاجبيها ونظرت في ساعة يــ دها لتتأكد من أنها لم تتأخر لتجد أنه لازال هناك بعض الوقت على موعد خروج طفليها فأجابت بقلق:
- ألو، أهلا يا ميس ليلى خير؟ الاولاد كويسين؟
حمحمت الأخرى بتردد قبل أن تجيبها:
- والله يا دكتورة ضحى انا مش عارفة أقولك ايه؟
ازداد قلقها وشعرت بقبضة تعتصر قلبها فمن الواضح أن هناك أخبار ليست جيدة بالمرة ليرسم عقلها أكثر من سيناريو مرعب لما يمكن أن يكون قد حدث لطفليها فتحدثت بلهفة وبصوت مرتفع:
- مش عارفة تقوليلي إيه يعني إيه؟ الولاد جرالهم حاجة؟
صمتت لبضع ثواني لتحتر ق الأخرى في انتظار ردها لتجيبها في النهاية بأسف:
- اللي حصل إن سليم وقع من على سلم المدرسة وهو نازل واحنا دلوقتي في مستشفى ***
انخلع قلبها وشعرت بتوقف الزمن من حولها وحاولت استيعاب ما سمعته من هذه المرأة لتصرخ بها دون شعور منها:
- إيه اللي انتي بتقوليه ده؟ وابني حصله إيه؟
حاولت طمأنتها قدر استطاعتها:
- متقلقيش هو كويس صدقيني الدكتور طمنا عليه ولما هتيجي هتتأكدي بنفسك.
أغلقت الهاتف دون أن تعقب على حديثها وركبت سيارتها لتقود بأقصى سرعة ممكنة حتى تصل إلى المشفى، عيناها لا تتوقف عن زرف الدموع ويكاد قلبها أن يتوقف من كثرة خوفها لينسج عقلها أسوأ التوقعات وتخيلت أنها قد فقدت صغيرها فحاولت طرد هذه الأفكار وأخدت تتضرع لربها طوال الطريق أن ينجيه.
وصلت إلى المشفى بصعوبة شديدة لا تكاد ترى أمامها وكادت أن تفقد حياتها أكثر من مرة أثناء قدومها وفور دخولها هرولت لمكتب الاستقبال للسؤال عن مكان تواجد طفلها وتحدثت بصوت متقطع من بين بكاءها ولهاثها الشديدين:
- لو سمحت فيه طفل صغير جه واقع على سلم المدرسة اسمه سليم أحمد النويشي هو فين.
أماء لها الرجل ونظر إلى جهاز الحاسوب الذي أمامه ثم أعاد نظره إليها مرة أخرى وأجابها بعملية:
- أيوة يا فندم موجود في غرقة الأشعة اتفضلي حضرتك آخر الكوريدور يمين.
هرولت إلى حيث أشار لها لتجد مديرة المدرسة واثنان من المشرفين يقفون أمام الغرفة فاندفعت إلى المديرة لتسألها بلهفة ممزوجة بغضب ليخرج صوتها أشبه بالصراخ:
- ابني فين؟ وإيه اللي حصله؟
حاولت المر أة طمأنتها حتى لا تثير فضيحة داخل المشفى تضر بسمعة المدرسة:
- اهدي يا دكتورة سليم بخير صدقيني كل الحكاية شوية كدمات وإن شاء الله هتخف في ظرف يومين
لم تصدق ما قالته هذه المر أة لتصرخ بها مرة أخرى:
- ولما هو كويس بيعمل إيه في غرفة الأشعة ؟ ولا انتي بتقوليلي كدا عشان تخلي مسؤوليتك عن اللي حصل؟ بس اعملي حسابك وديني وما أعبد لو ابني جراله حاجة لهوديكم في داهية وهقفلكم المدرسة دي.
تعلم تمام اليقين بأنها على حق ولولا ذلك لما صمتت أمام هذه الإهانة التي وجهتها لها فحدثتها بهدوء ينافي ذلك البركان الثائر بداخلها والتي ودت لو استطاعت الرد عليها بما تستحق:
- لو سمحتي يا دكتورة من غير تجاوزات في الكلام احنا مقصرناس مع ابنك وأظن اللي حصل وارد جدًا إنه يحصل لطفل في سنه ولو مش في المدرسة ممكن على سلم العمارة أو في الشارع وأكيد مش هنعين حارس لكل طفل واحنا مأهملناش في الولد بعد اللي حصل وزي ما انتي شايفة جيبناه أحسن مستشفى وأنا بنفسي موجودة معاه ومش همشي إلا لما أطمن عليه أعتقد احنا كد مش مقصرين معاه في حاجة وتقدري تسأليه بنفسك ولو قالك إننا قصرنا في حاجة وقتها من حقك تاخدي الإجراء اللي يعجبك.
لم تعير لما قالته أي اهتمام بل حدثتها بحدة وبصوت مرتفع:
- أنا ميهمنيش كل الكلام اللي حضرتك قولتيه دلوقتي ده انا اللي يهمني إن ابني يكون كويس وسواء فيه تقصير أو لا ف ابني كان في أمانتكم ومفيش قدامي حد غيركم أحاسبه لو بعد الشر جراله حاجة.
كادت ليلى أن تعقب على حديثها لولا انفتاح باب غرقة الأشعة لتندفع ضحى للداخل فور رؤية ذلك ولكنها توقفت عندما رأت طفلها يخرج من الغرفة بصحبة إحدى الممرضات جالسًا على كرسي متحرك ويوجد ضمادات على كلًا من جبهته وركبتيه وبعض الخدوش بوجهه كما أن زراعه الأيمن موضوع في حامل طبي فأقبلت عليه بدموع منهمرة وأمطرته بسيل من القبلا ت وحدثته وهي تكور وجهه بين يديها:
- انت كويس يا حبيبي حاسس بوجع؟
هز رأسه لأعلى ولأسفل ليزداد بكائها وهي تحتضنه ثم نظرت اليه وحدثته من بين شهقاتها:
- إيه اللي حصل؟
أجابها بصوت ضعيف وهو ينظر أرضًا خجلًا مما فعل:
- كنت بلعب أنا وزياد وبنسابق بعض عالسلم اتزحلقت ووقعت ومحستش بنفسي إلا هنا في المستشفى
عقبت على حديثه بعتاب ممتزج ببكاءها:
- ينفع كدا يا سليم مش أنا منبهة عليك تخلي بالك وانت طالع أو نازل من على السلالم ومتهزرش مع حد في الوقت ده.
هز رأسه لأعلى ولأسفل بخجل وحدثها وهو ينظر أرضًا:
- sorry مامي
لتقلب الممرضة عينيها وحدثتها بامتعاض:
- مهو كويس وزي الفل قدامك أهه يا مدام انتي كدا بتخضيه عالفاضي المفروض تطمنيه مش تخوفيه وتلومي عليه بالشكل ده.
بالرغم من طريقتها اللاذعة إلا أنها محقة فيما تقوله فيجب عليها طمأنته واحتوائه بدلًا من تقريعه بهذا الشكل ولكنها فعلت ذلك رغمًا عنها فخوفها عليه هو ما دفعها لذلك فحاولت تهدئة نفسها واستقامت وهي تسألها بتوسل:
- يعني هو كويس بجد؟
أجابتها باقتضاب:
- أيوة كويس.
- أومال كان بيعمل أشعة ليه؟ وليه مقعدينه على كرسي متحرك؟
- دي أوامر الدكتور عشان يطمن إن مفيش كسر في دراعه وعملناله أشعة مقطعية عالمخ عشان ممكن إصابة دماغه تكون عملتله ارتجاج في المخ بس الحمد لله مطلعش فيه حاجة ومقعدينه عالكرسي عشان ميتعبش من المشي وخصوصًا أن رجليه الاتنين متعورين واتفضلي معايا والدكتور هيقولك على كل حاجة.
ذهبوا به إلى غرفة بالمشفى ثم ذهبت الممرضة لاستدعاء الطبيب لتحدث مديرة المدرسة ضحى بجدية بعد تنفسها الصعداء عندما استمعت لحديث الممرضة وتبينها من أن الطفل بخير:
- أظن كدا اطمنتي إن سليم بخير يا دكتورة أنا همشي دلوقتي ولو فيه حاجة رقمي مع حضرتك.
أماءت لها موافقة دون أن تنطق بشيء تعرف أنها تحدثت معها بطريقة فظة ولكنها معها عذرها فخوفها على صغيرها هو ما حركها لفعل ذلك فهي نفسها إن وضعت في نفس مكانها وتعرض أحد أبنائها للخطر فلسوف تتصرف مثلها إن لم يكن أكثر.
انصرفت المديرة بصمت ليعقب خروجها دخول الطبيب الذي أتى على فور وقام بفحص الأشعة لينظر إلى سليم بابتسامة وحدثه بمرح عله يزيل عنه ذلك الخوف البادي بسخاء على ملامحه:
- سيدي يا سيدي دا أنت طلعت supper here وانا مش عارف.
ابتسم إليه سليم دون أن يتكلم لينتبه الطبيب على صوت أنثوي يتحدث بلهفة:
- بجد يا دكتور هو كويس؟
التفت إليها ليطمئنها ولكنه صمت قليلًا عندما تبين ملامحها وعلم من هي ومن الواضح أمامه أنها لا تتذكره فتحدث إليها بابتسامته المرحة وهو يمد يــ ده لمصافحتها:
- دكتورة ضحى ازيك عاملة إيه؟
مدت يــ دها لتصافحه وهي تضيق عينيها وتنظر إليه بتركيز علها تتذكر أين رأت هذا الوجه المألوف قبل ذلك ليعلم بأنها لا تتذكره فابتسم لها باتساع وهو يذكرها بنفسه فحدثها بنبرته المرحة:
- واضح انك مش فاكراني للمرة التانية على التوالي، انا مراد، مراد مهران، حادثة العربية من شهر، ها افتكرتي ولا لسة.
بادلته الإبتسامة بعد أن تذكرت من هو وحدثته بحرج من عدم تذكرها إياه للمرة الثانية:
- أهلًا بحضرتك يا دكتور، معلش خوفي على سليم خلاني مش مركزة.
قالت ذلك وهي تسحب يدها بعد أن أدركت أنها قد أطالت الوقت في مصافحته أكثر من اللازم ليحك أسفل رأسه بحرج ثم تحدث وهو يشير نحو سليم:
- هو البطل يبقى ابن حضرتك.
أماءت إليه بالموافقة وهي تنظر بابتسامة نحو طفلها وبعينين مملوءتان بالدموع ثم أعادت النظر إليه وتحدثت باهتمام:
- أرجوك قولي بصراحة هو كويس بجد ولا فيه حاجة.
ابتسم لها وتحدث بصدق:
- لا كويس جدًا ما شاء الله اطمني كل الحكاية غرزتين في جبهته وكدمه في دراعه وخدوش في ركبه الاتنين من أثر الواقعة والحمد لله الأشعة كويسة مفيش ارتجاج في المخ أو شرخ في الدراع ولا حاجة.
ابتسمت باتساع وتحدثت وهي تنظر لطفلها:
- يعني أقدر آخده وأمشي دلوقتي.
حدثها بعملية:
- هو يُفَضل طبعًا لو فضل ٢٤ ساعة تحت الملاحظة بس لو انتي مصممة ولو هتقدري تاخدي بالك منه ممكن يخرج على مسؤوليتك.
أماءت له بتفهم وتحدثت بود:
- ياريت نخرج أحسن وأنا هاخد بالي منه متقلقش.
- مفيش مشكلة هكتبلك الأدوية اللي تديهاله وان شاء الله هنفك الغرز كمان أسبوع تقدري تجيبيه هنا عشان نفكله الغرز او تجيلي العيادة اللي يريحك.
قال ذلك وقام بإخراج محفظة نقوده وأخرج منها بطاقة التعريف الخاصة به وقام بتدوين رقم ما خلفها ثم أعطاها إليها وهو يبتسم:
- دا الكارت بتاعي وكتبتلك كمان رقمي الخاص لو حصل أي مضاعفات لا قدر الله تقدري تكلميني في أي وقت.
أخذته منه ووضعته داخل حقيبتها كما أخذت منه روشتة بالأدوية اللازمة لتحدثه بامتنان:
- متشكرة جدا يا دكتور.
- مفيش شكر ولا حاجة دا شغلي وبعدين أنا والبطل بقينا أصحاب خلاص ولا إيه يا بطل؟
قال ذلك وهو يقترب منه مدا عبًا شعره وهو يبتسم له بحب ليتحدث سليم وهو يبادله الابتسام:
- كدا يا دكتور.
- أهو شوفتي.
رفعت يديها باستسلام وهي تبتسم:
- اطلع منها أنا يعني ماشي يا أستاذ سليم.
ضحك ثلاثتهم ليتملك الغيظ من تلك الواقفة تستمع لحديثهم من البداية لتتعجب من طريقته معها فقلما يتحدث مع أحد بهذه الأريحية حتى زميلاته في العمل لا يتحدث معهن هكذا أما عنها فلقد حاولت لفت أنظاره إليها بكل الطرق سواء في حياة زو جته أو بعد وفاتها ولكنه لم يعيرها أي اهتمام وكأنه لا يراها لتذهب جميع محاولاتها أدراج الرياح فمن تكون هذه المرأة إذن ومن أين يعرفها ليتباسط معها في الحديث هي وطفلها هكذا لتلوي شفتيها وتحدثت من بين أسنانها بصوت غير مسموع:
- ما أنت بتعرف تضحك وتهزر أهه أومال مصدرلنا احنا الوش الخشب علطول ليه ولا منشبهش.
- هو انا جيت في وقت مش مناسب ولا ايه؟
التفتوا على ذلك الصوت لتتبدل ضحكتها إلى وجوم عند رؤيتها لصاحب الصوت وقبل أن يعقب مراد استمع لصوت سليم وهو يتحدث:
- بابي.
ليعلم بأنه زوجها ولكن ما تعجب إليه هو ذلك الوجوم الذي سيطر عليها فور رؤيته والذي ظهر بسخاء على وجهها ولم تنطق بشيء.
❈-❈-❈
دخل الغرفة وهو يسلط نظره عليها يحاول أن يسيطر على ذلك الغضب الغير مبرر الذي تملكه منذ أن رآها وهي تضحك مع ذلك الطبيب ليتمنى لو كانت لاتزال زوجته الآن لكي يذيقها ما تستحق من عقا ب.
لم يحيد بنظره عنها يحاول رسم ملامح الاهتمام على وجهه ليقف أمامها مبتسما ابتسامته الجذابة التي لطالما خدعتها قديمًا وحدثها بود مصطنع:
- خير يا حبيبتي سليم ماله حصله إيه؟
تكاد تجزم بأنها أسنانها قد تأذت من كثرة ضغطها عليها تمنع نفسها بصعوبة من الصراخ في وجهه لا تصدق ما يفعله أو ما تفوه به هل ما استمعت إليه صحيح؟ هل نعتها بحبيبته منذ لحظات أم أنه يخيل لها ذلك؟ ثم أنه منذ متى يهتم ويحضر عندما يحدث شيء لها أو لأحد أطفالها؟ وهنا خطر السؤال الأهم على ذهنها كيف علم بما حدث هل يراقبها أم ماذا؟ وعند هنا لم تستطع تصنع الهدوء أكثر من هذا فسألته بنبرة مستنكرة وهي تضيق عينيها:
- هو انت مين اللي قالك اللي حصل.
أجابها من بين أسنانه محاولا تمرير سؤالها المبطن بالإهانة من وجهة نظره خاصة أنه جاء أمام اثنين من الغرباء:
- طنط قالتلي أيسل روحت منهارة من المدرسة وحكتلها اللي حصل وهي اتصلت بالمدرسة وعرفت عنوان المستشفى وكلمتك أكتر من مرة مرديتيش فكلمتني وقالتلي.
نعم لقد استمعت لرنين الهاتف أكثر من مرة ولكنها كانت في حالة لا تسمح لها بالرد على أحد وهنا تذكرت أيسل لتتساءل كيف وصلت إلى المنزل فهي من تقوم بإيصال أطفالها فلم تعره اهتمام ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه فقامت بإخراج هاتفها من حقيبتها بلهفة وأسرعت بمهاتفة والدتها وهي تخرج من الغرفة ليأتيها الرد في الحال:
- ألو أيوة يا ضحى طمنيني على سليم حصله إيه؟
- بخير الحمد لله يا ماما جت سليمة الحمد لله طمنيني على أيسل عاملة إيه دلوقتي؟ وجت إزاي من المدرسة؟
- جت في باص المدرسة لقيت المشرفة جايباها وحكتلي اللي حصل ومن ساعة ما جت وهي مبطلتش عياط.
- طب هاتي أكلمها.
انتظرت على الهاتف لبضع لحظات حتى استمعت لصوت طفلتها المتقطع من كثرة البكاء:
- أيوة يا ماما، سليم فين؟
- سليم بخير يا حبيبتي متخافيش عليه وبطلي عياط احنا ساعة بالكتير وهنكون في البيت.
عقبت من بين نشيجها:
- بجد يا ماما يعني هو كويس؟
- أيوة والله كويس ممكن متعيطيش بقى احنا خلاص هنخرج دلوقتي وجايين علطول.
- حاضر يا ماما بس متتأخروش.
- حاضر يا حبيبتي مش هنتأخر يلا اديني تيتا.
انتظرت رد والدتها لتحدثها بصوت منخفض:
- أيوة يا ماما تقدري تقوليلي ايه اللي خلاكي تقولي لأحمد اللي حصل وتخليه يجي.
- يوه يا ضحى كنتي عايزاني اعمل إيه يعني وأنا برن عليكي مبترديش وكنت هموت من القلق على الولد مكانش قدامي حل غير إني أكلمه حصل إيه يعني؟
تعرف أنها هاتفته عن عمد فلقد كانت تستطيع مهاتفة أحد أشقائها فلم تعقب على ما قالته واكتفت بإنهاء المكالمة معها فلا وقت للجدال معها الآن:
- ماشي يا ماما انا هقفل دلوقتي سلام.
ولجت لداخل الغرفه دون أن تعيره انتباهًا بل وجهت حديثها إلى مراد مباشرةً:
- متشكرة مرة تانية با دكتور وان شاء الله هتواصل معاك عشان فك الغرز نقدر نمشي دلوقتي ولا فيه إجراءات تانية؟
نفى برأسه معقبا:
- لا مفيش تقدروا تمشوا.
استشاط غضبًا من تجاهلها إياه ولكنه حاول عدم إظهار ذلك واكتفى بالذهاب لمساعدتها وقام بحمل الطفل ليذهبا به الى المنزل.
❈-❈-❈
وصلن أمام العقار لتودعهما رهف عند الباب قائلة:
- معلش يا بنات انا مضطرة أمشي دلوقتي عشان ميعاد الشغل.
حدثتها عهد بحزم:
- إيه يا بنتي الكلام اللي بتقوليه ده لا طبعا مينفعش تمشي من عالباب كدا اطلعي اقعدي معانا شوية.
- غصب عني يا دودو صدقيني رئيس التحرير اتغير والجديد ماسكلنا عالواحدة انتي عارفة الغربال الجديد ليه شدة.
أماءت برأسها بتفهم لتقبلهما ثم ذهبت فولجتا إلى الداخل وقبل أن يصعدا على السلم وجدتا باب الشقة التي أسفلهما تفتح وتخرج منها جارتهما المتطفلة والتي ابتسمت بسخف فور رؤيتها لهما وتحدثت بخبث:
- يوه هو انتوا اللي طالعين حمدلله عالسلامة.
عقبت عهد باقتضاب وهي تبتسم لها ابتسامة لم تلامس عيناهها:
- الله يسلمك.
نظرت لوعد نظرات ذات مغزى وتحدثت وهي تمضخ العلكة التي بفمها بطريقة مستفزة:
- إيه يا وعد كنتي فين الايام اللي فاتت دي كلها مشوفتكيش من يوم ما أبوكي ضر بك وشالوكي مرابعة.
تجهمت ملامح وعد وانعقد لسانها فبادرت عهد بالحديث وهي تنظر لها باشمئزاز:
- هو انتي محدش قالك قبل كدا يا سعاد إن من تدخل فيما لا يعنيه سمع وشاف مالا يرضيه؟
لم تفهم ما تعنيه فعقدت حاجبيها وتحدثت باستفهام:
- معناته ايه اللي بتقوليه ده يا ســ ت عهد متآخذنيش يختي أصلي فهمي على قدي.
عقبت بصوت مرتفع نسبيًا
- معناه خليكي في حالك ومتدخلش في اللي مالكيش فيه عشان متسمعيش مني اللي يزعلك.
تحدثت وهي تشهق وتضر ب على صد رها مشتقة من كلماتها:
- تزعليني؟ أما إنك بت ناقصة رباية صحيح انتي تزعليني أنا، دا لا عاش ولا كان اللي يزعلني يا حبيبتي.
قالت جملتها الأخيرة وهي تشير إليها بازدراء من أعلى لأسفل لتستشيط عهد غضبًا وعقبت على حديثها بصياح:
- لا، دا عاش، وعاش أوي كمان ولو زودتي في الكلام شوية كمان مش هزعلك وبس لأ دنا هضــ ربك باللي في رجلي كمان.
أنهت حديثها وهي تمسك بحذاءها لتجذبها وعد وتصعد بها السلم عنوة قبل أن يتفاقم الموقف أكثر من ذلك فهي تعرف شقيقتها جيدًا لن تهدأ إلا بعد تلقينها درسًا لن تنساه كعادتها فهي ليست المرة الأولى لها معها:
- كفاية يا عهد يلا نطلع متنزليش بمستواكي للاشكال دي.
- أشكال مين يا بت انتي وهي هو عشان اتعلمتولكم كلمتين في المدارس هتعملوهم عليا لا يختي انتي وهي دنا سعاد لو متعرفوش مين هي سعاد اسألوا أمكم تقولكم.
تركاها تثرثر وصعدتا السلم دون أن يعيروها اهتمام وطرقا الباب لتستقبلهما سميحة بفرحة عارمة فقامت باحتضان وعد وهي تتحدث بسعادة غامرة:
- حمدلله على سلامتك يا حبيبتي.
عقبت عليها بصوت مرهق:
- الله يسلمك يا ماما.
ربتت على ظهــ رها بحنان أمومي وحدثتها بعطف:
- ادخلي أوضتك وارتاحي يا حبيبتي على ما أحضرلك الأكل وأعملك عصير يقويكي شوية.
قالت ذلك وهي تمسك بيدها تحثها على الولوج إلى غرفتها فاستجابت لها وعد وعقبت أثناء ذهابها:
- شكرا يا ماما متتعبيش نفسك انا ماليش نفس للأكل.
عقدت حاجبيها وحدثتها بغضب:
- مالكيش نفس إزاي؟ انتي مش شايفة شكلك بقى عامل ازاي دا انتي بقيتي جلد على عضم ووشك بقى قد اللقمة وعنيكي نجيبها بملقاط من كتر ما دخلت لجوة اعملي حسابك إني هحط الأكل وهتاكليه كله دلع المستشفى دا خلص خلاص ولا إيه يا عهد ما تكلميها يا بنتي ولا عاجبك حالها ده؟
أنهت حديثها وهي تنظر تجاه عهد لتومئ لها وعقبت على حديثها وهي تتنهد بتعب:
- ماشي يا ماما هاتي انتي الأكل بس وأنا هأكلها متقلقيش.
كادت أن تذهب إلى المطبخ ولكنها تجمدت مكانها عندما وصل إلى أذنيها صوت زوجها الغاضب وهو يصيح موجها حديثه لوعد:
- إيه اللي جاب البت دي هنا هو أنا مش قولت إنها متدخلش البيت دا تاني؟
صدمن من حديثه لتشهق سميحة ووضعت يــ دها فوق فمها خاصة عندما رأت عهد تقف أمامه وتصيح بصوت أعلى من صوته:
- بت مين اللي ماتجيش هنا تاني وبتاع ايه أصلًا تقول الكلام ده لو حد المفروض يمشي من البيت ده انت عارف يبقى مين كويس.
لم يصدق ما سمعته أذنيه فجحظت عيناه وهمّ ليفتك بها لولا وقوف سميحه أمامه لتمنعه من الوصول إليها ولكنه اوقعها أرضًا وهو يصيح حتى نفرت عروقه:
- انتي إزاي تكلميني كدا يا بنت الكــ لب انتي، هي حصلت عايزة تطرديني من بيتي أو دا اللي كان ناقص.
قال ذلك وهَمّ ليلطــ مها على وجهها لتصدمه بجسارتها المعتادة فلم تتأثر قيد أنملة رغم انهيار من حولها من البكاء ليجدها تقف مكتوفة الأيــ دي رافعة إحدى حاجبيها فتعلقت يده في الهواء وهو يسمعها تتحدث ببرود وهي تنظر إليه باشمئزاز:
- الشويتين االي بتعملهم دول ممكن يخيلوا على ماما ووعد إنما مش عليا وإيــ دك اللي عايز ترفعها عليا دي أنا هكــ سرهالك قبل ما تمدها عليا وانت وانا عارفين أنا ممكن أعمل ايه كويس.
صدمتا من حديثها وما صدمهما أكثر هو ارتداده للخلف عقب حديثها هذا معه، هما يعلما جيدًا أنها هي الوحيدة القادرة على الوقوف أمامه ولا يعلما السبب وراء ذلك ففي كل مواجهة كانت تحدث بينهما كانت وعد تسألها نفس السؤال:
- أمو ت وأعرف اشمعنى انتي بالذات اللي مبيقدرش يعمل معاكي حاجة زي ما تكوني ماسكة عليه ذلة.
وكانت دائمًا ما تحصل على نفس الرد بتلك النبرة المترددة وكأن حديثها قد لمس الحقيقة:
- ذلة إيه؟ وكلام فارغ إيه؟ مفيش حاجة من دي كل الحكاية إن أبوكي ده من النوع اللي يخاف ميختشيش طول ما انتي ضعيفة بيسوق فيها إنما لو لقاكي واقفة قدامه بيقلب بطة بلدي.
نفس الرد الذي حصلت عليه لسنوات دون أن يتغير حتى ملت من السؤال وعزفت عنه بمرور الوقت فلقد اعتادت على وقوف شقيقتها أمامه وتقهقره هو أمامها.
لو كانت النظرات تقــ تل لوقعت عهد صر يعة الآن فلقد كان يحدجها بنظرات قا تلة مليئة بالغضب والكره الشديدين، ولكنه كعادته ففي كل مرة ينهزم أمامها كان يصب جام غضــ به على الأخرتين فنظر إليها بتردد وتحدث ليحفظ ماء وجهه:
- حسابك تقل معايا اوي يا بنت سميحة بس معلش الصبر طيب.
قال ذلك ثم وجه نظره لوعد قائلًا بتوعد:
- وانتي اعملي حسابك إن كتب كتابك الخميس الجاي ودا آخر كلام عندي لو مش عاجبك مالكيش قعاد هنا تلمي هدومك وتغوري واللي مش عاجبه يغور معاكي.
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لعهد التي بادلته النظرات وحدثته باحتقار:
- انت فاكر انك تقدر تجو زها غصب عنها؟ لا والله ما يحصل ولو على جثــ تي ولو على بيتك عادي نسيبه متطربق على دماغك وابقى ورينا هتصرف عليه إزاي بقى.
- انتي بتتحديني يا بنت الكــ لب طب عليا الطلاق بالتلاتة لو كلامي متنفذش لأكون رميكم انتوا التلاتة في الشارع ومن الصبح أكون جايب عروسة جديدة.
كادت أن ترد عليه ولكن صوت شقيقتها ألجم لسانها عندما استمعت إليها تقول:
- انا موافقة.
نظرت إليها بغضب لما تفوهت به لتصيح بها بتعــ نيف:
- انتي اتجننتي ولا إيه؟ وموافقة على إيه بالظبط؟ موافقة تتجو زي الاسبوع الجاي زي ما قال؟!
لم تحصل منها سوى على إماءة من رأسها تدل على موافقتها كما رأت دموعها تنهمر من عينيها بلا توقف ليزداد غضبها فلكذتها في كتفها وهي تحدثها بزجر:
- انتي فاهمة انتي بتقولي إيه؟ طب انتي عارفة انتي وافقتي على الجو از من مين؟ ولا انتي بتقولي موافقة كدا وخلاص؟
أعطتها ظهرها وهي تتحدث باقتضاب.
- مش مهم.
جذبتها لتقف أمامها مرة أخرى لتنظر في عينيها وهي تصيح:
- يعني ايه مش مهم؟ دا عايز يجو زك عزب الميكانيكي يا بني آدمة عارفة يعني ايه تتجو زي عزب.
جحظت عينها عندما استمعت لحديث شقيقتها فلم تتخيل أن يحدث ذلك في أسوأ كوابيسها ولكنها ادعت الثبات وحاولت رسم اللامبالاة على وجهها ف فيما يبدو أن ذلك سيكون عقابها على ما فعلت فلتتحمل بشجاعة جراء فعلتها للنهاية:
- مش هتفرق عزب من غيره انا موافقة.
كادت عهد أن تتحدث ليقاطعها صوته الكريه:
- أيوة كدا عين العقل بس اعملي حسابك لو اللي في دماغي طلع صح وفضحتينا قدام الرا جل أنا هد بحك واشرب من د مك ومعلييش لوم ساعتها.
لم تعره انتباهًا ولم تعقب على ما تفوه به ودخلت غرفتها بصمت لتلحق بها شقيقتها وهى تنظر إليه باذدراء وأغلقت باب الغرفة بوجهه.
❈-❈-❈
يجلس على كرسي الحكم بهيبته المعهودة عندما دخل عليه أحد الحراس منحنيًا أمامه:
- مولاي، قائد الحرس بالخارج يطلب الإذن بالدخول.
تعجب من ذلك ولكنه أشار إليه بيده أن يسمح له بالدخول فانحنى الحارس مرة أخرى وخرج وهو على هذه الحالة دون أن يستدير ليتبع خروجه دخول حابي إلى قاعة العرش ليقوم بتحية الملك باحترام:
- طاب مساؤك مولاي.
- طاب مساؤك يا قائد الحرس، هل أمور القصر تسير على ما يرام؟
أماء برأسه لأعلى ولأسفل وهو يحدثه باحترام:
- نعم كل شيء بخير يا مولاي.
- ما هو السبب لمجيئك الآن إذن؟
حمحم بتردد فهو لا يدري هل اتخذ القرار الصائب أم لا فكل ما يدركه الآن إن عليه التعامل مع الأمر بشجاعة فلقد اكتفى من الهروب ومقابلتها سرًا وهو لم يعتاد ذلك فطوال حياته اعتاد على المواجهة مهما كانت العواقب.
نظر إلى الملك فوجده يبادله النظر بترقب مضيقًا عيناه فزفر بضيق وأجابه قائلًا:
- حسنًا مولاي الملك لقد جئت في طلب منك أتمنى لو توافق عليه.
حدثه وهو يشير بيده أن يكمل حديثه:
- وما هو هذا الطلب يا كبير الحرس.
- حسنًا، إنني أريد أن اتزوج وأريد منك أن تمنحني مباركتك لهذا الزواج.
هز رأسه بلامبالاة معقبًا:
- مباركٌ لك ولكن ما شأني أنا في ذلك الأمر؟
ها قد جاءت اللحظة الحاسمة والتي من خلالها سيتحدد قدره فتنهد بعمق قبل أن يجيبه وهو ينظر أرضًا:
- إن العروس تقطن هنا في القصر.
أماء برأسه متفهمًا وهو يفكر:
- هل هي إحدى وصيفات القصر؟
نفى برأسه ليتعجب الملك فأردف باستفهام:
- ومن تكون إذن؟
أجابه بتردد وهو يتصبب عرقًا متضرعًا للآلهة أن يمر الأمر بسلام ويوافق على طلبه:
- إنها، إنها تكون، إنها.
تعجب من رؤيته له بهذه الحالة فحدثه بنفاذ صبر:
- ما هذا التردد يا كبير الحرس لم أعهدك هكذا من قبل من تكون العروس إذن التي جعلتك تتردد هكذا.
- إنني اتقدم وأطلب منك أن تسمح لي بالزواج من الأميرة إيزادورا.
نهض الملك عن مقعده بعد أن اسمع لكلمات حابي فنفرت عروقه من شدة الغــ ضب وتحدث وهو يشير بسبابته نحوه:
- هل تمزح معي أيها المصري أم انك قد فقدت عقلك.
نظر إليه حابي بعد أن استجمع شجاعته فلقد قالها وقضي الأمر فليواجه مصيره بشجاعة إذن:
- انا لم افقد عقلي مولاي الملك وبالطبع لا أجرؤ على المزاح مع جلالتك.
ازداد غضبه فور تأكيده لحديثه وتطاوله عليه بهذا الطلب الغريب فكيف يجرؤ ويتحدث معه هكذا هل فقد هيبته أم أن هذا المصري هو من فقد عقله:
- فقدانك لعقلك أهون عندي مما تحدثت به أمامي فكيف تجرؤ وتطلب ذلك الطلب دون أن تفكر في عواقب ذلك أقسم بزيوس وجميع آلهة الأولمب أن أجعلك عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتطاول عليّ أو على أحد من أفراد أسرتي.
أنهى حديثه وقام باستدعاء الحراس الذين أتوا مهرولين فور سماعهم لصوته الغاضب فوجه إليهم حديثه قائلا بغضب:
- اقبضوا على ذلك المصري وألقوا به في غياهب السجن.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سمر إبراهيم من رواية تعويذة العشق الأبدي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية