رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 12
قراءة رواية خداع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خداع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الثاني عشر
أسعد "ليث" حقا أن مساعدته بدأت تحيى من جديد، ووجدت من يحبها بصدق، ويهتم لأمرها حقيقة، وسيسعده أيضا أن تتعقل إبنة عمه المزعجه، وزوجها، لكن هو متى ستعود السعادة الحقيقية إلى قلبه.
فشهد حتماً أصبحت زو*جة لأحدهم، وأم لعدد من الأطفال، وهو لا يستطيع نزعها من قلبه، فما العمل؟!
تغير لون إشارة المرور، فتحرك بسيارته، وقرر أن تظل أمانيه لنفسه فقط، فالأحلام المستحيلة لا تتحقق، ولكنه يريد بشده أن يجدها، أن يراها، فهل هناك أدنى فرصة لذلك؟
❈-❈-❈
فى ذلك الوقت كانت "شهد" تجاهد لكى لا تفقد شجاعتها أمام "عز" لتساعد صديقتها، وغلبتها الظنون بأن فعلتها تلك المحاولة قد تتسبب فى طردهما معاً من العمل، وتجمد "عز" وهو ينظر لها بغموض لا تفهمه، جعلها أكثر إرتباكاً.
وللحظة مجنونه قررت الركض بعيداً، وترك هذا الأمر، لكنه فاجئها بصوت هادىء جداً، يوحي بأنه على وشك الإنفجار على أقل سبب متسائلاً.
-هل تقولين أن ليلى تحبنى؟!
-أنا لم أعني هذا، لقد عنيت، ماذا تعتقد أنت بشأنها؟
-وما الفارق؟!
-الفارق أن تصرفاتك تجعل قلبها ينبض لك، وأنا لا أرغب فى أن تتعلق هى بالأوهام التي لا أساس لها، ليلى ف*تاة بسيطة، محبة للحياة لا أريد لقلبها أن يتحطم.
-وما الذي سيجعله يتحطم؟!
-أنها تحب من لا يحبها.
نبض متكرر بفكه أكد لها أنه يصر أسنانه؛ ليكبح نفسه من فعل شىء ما، وإمساكه بقلمه، وهو يضغط عليه بقسوة، يكاد يحطمه جعلها تقلق، فعلى ما يبدو أنها تمادت، فهل سيضربها، أم ماذا؟!
تراجعت خطوة للخلف، وبدت مرتعبة، فسألها عما حل بها، فأخبرته أنها ستقول لصديقتها أن تنسى هذا الجنون، وركضت نحو الباب، فإستوقفها صوته القوى.
-شهد! توقفى!
إستدارت تنظر إليه، ووجهه لم يعد جامداً، بل لان تماماً، وصوته الذى أوقفها غاضباً، تحول إلى صوت مرتجف، ودار حول مكتبه، ووقف أمامها، يسألها إن كانت "ليلى" قد تقبل به زوجاً لها وهو متزوج سابقاً، ولديه طفلة؟
فإتسعت عيناها بعدم إستيعاب، حينها أمسك بيدها، وقادها حتى أجلسها على أول كرسي أمامه، واعاد سؤاله عليها بهدوء، حسنا، هى الآن تشعر بالحيرة، ولا تعلم ما تقوله، لكنها سألته.
-ما الذي تعنيه؟!
-أعني أننى أريدها زو*جة لي.
-لما؟!
-لأنني أحبها!
أجابها مذهولاً من سؤالها الأبله، وتوقع أن تفهم، لكنها فقط وقفت تنظر إليه بلا إستيعاب، فأومأ لها مؤكداً، فبدأ وجهها يبدي سعادة طفلة حصلت على لعبتها المفضلة كجائزة لتفوقها الدراسي، ونسيت تماماً أنه رئيسها الوقور بالعمل.
فقفزت تصرخ بحماس مما جعله يسرع بغلق باب مكتبه، ويحاول تهدئة حماستها، فبأفعالها تلك سوف تتسبب بإحراجه هكذا، وطلب منها مساعدته، فبعد هذا الحماس تيقن من أن "ليلى" تشعر تجاهه بنفس مشاعره، وبصعوبة بالغه سيطر على رغبته فى الركض إلى ليلى، واحت*ضانها.
حين أجابته "شهد" بأن "ليلى" سوف توافق بالتأكيد على طلبه للزو*اج منها؛ لأنها بالفعل معجبة به، لكنه أخبرها أن تتأنى، فتراجع حماسها، وهدأت وهى تنظر إليه بإرتياب، فأخبرها ألا تسىء الظن به.
فهو يرغب بالزواج من "ليلى" اليوم قبل الغد، ولكن لديه إبنة لا يمكنه تخطي رأيها، ويعلم أنها تحب "ليلى" ولكن كصديقة لذا يحتاج عون "شهد" يريد أن يجعل إب*نته تتقبل "ليلى" كوالدة لها، ولا تقبلها مجبرة.
كما يريد أن يتأكد أن "ليلى" لن تنزعج فيما بعد؛ بسبب كونه كان متزوجاً سابقاً، ولديه إبنة الآن حتى ولو كانت تحبها فهل سوف تتقبل كلا منهما أن تشاركه مع الأخرى؟
حينها قضبت "شهد" جبينها، فالأمر ليس بتلك السهوله، فليلى بالفعل شابة لم يسبق لها الزواج، وحتى لو تقبلت الأمر، فهل ستوافق عائلتها أن تتزوج من رجل معه طفلته؟
كما الحال مع "إبنة عز" هل سوف تتقبل الأمر؟ وأصبحت المعضلة الآن بين يدي "إبنة عز، وليلى" لذا إقترحت "شهد" عليه أن تسعى جاهدة فى التقريب بينهما حتى تصبحان متقبلتان للأمر، فإبتسم "عز" بإرتياح، وتشعب الأمل إلى صدره -خاصة- وأنه أصبح له حليفة قوية.
❈-❈-❈
تعجبت "ليلى" لإختفاء "شهد" هكذا!
وبدأت بالبحث عنها، وحين يأست، وكادت تظنها غادرت من دونها، ولكن لماذا؟! إتسعت عيناها حين ظنت أن "والدة شهد" لربما مرضت فجأة!
وحينها مرت بغرفة مكتب "عز" فوجدته يفتح الباب، ويخرج وعلى وجهه إبتسامة مشرقه، تتبعه "شهد" ببسمة ودودة، وبسمتيهما طعنتا قلب "ليلى" بمنتهى القسوة، وبدى بوضوح الألم على وجهها، حينما رفعت "شهد" ورأتها.
تجمدت "شهد" بأرضها حين قرأت إتهام عينا "ليلى" لها بالغدر، ولاحظ "عز" تجهم وجه "شهد" فتتبع نظراتها، ليصطدم بنظرات "ليلى" وادرك فوراً ما تفكر به، وقبل أن يقول أى شىء، وجدها تركض كالبلهاء باكية إلى حيث لا يدري.
فلم يفكر، بل لحق بها سريعاً حتى خرج من المطعم، ولم يجدها، فنظر هنا وهناك، لكنها لم تكن متواجدة بأى إتجاه، فظنها غادرت إلى منزلها، فعاد إلى الداخل منزعجاً، ولم يرى "شهد" أيضاً، فبحث عنها، حينها سمع شهقات متقطعة لصوت مكتوم آت من مخزن أدوات النظافة.
فدخل حيث وجد ليلى متكومة على الأرض تبكي، وقد أغرقت الدموع عينيها، وتحول لون وجهها إلى اللون الأحمر القاتم، وتبدو بحالة مزريه، فلم يتحمل "عز" رؤيتها هكذا.
أغلق الباب خلفه سريعاً، وأسرع يحتضنها بقوة، بينما هى حينما وجدت نفسها بين ذراعيه لم تبالي بكرامتها، ولا ما تظنه عن علاقة بينه، وبين صديقتها، فقد أحست بالأمان الذى تحتاجه الآن بشده، ولم تبالي أنه سبب ألمها.
فهى تضع له ألف عذر، فهو لم يقول أى شىء يخبرها به عن أى إعجاب يُكنه نحوها، بكت كثيراً، وهى تنتفض حزناً حارقاً حتى هدأت فى الأخير، وحاولت أن تبتعد قليلاً، ولكنه لم يتركها حتى سمعها تطمئنه عليها بهدوء، ونظرت له بعيون تقطر حزناً، وسمعته وهو يهمس لها قائلاً.
-هل أصبحتِ بخير الآن؟
أومأت له بخجل، لكنه لم يتركها، بل أمسك بذقنها الصغير بين أصابعه الكبيرة القوية، ونسى حذره، ومحاولته الإنتظار؛ لتهيئة الوضع بينها وبين إبنته، أو إنتظار مساعدة "شهد" له، فنظر إليها هائماً فى جمالها، يسألها بصوتٍ هامس لو تقبل طلبه للزو*اج منها.
إتسعت عيناها، وهى تتمتم بصدمه: ما ماذا؟!
أعاد سؤاله بقلق: هل تتزو*جيننى؟
ظنت أنه يفعل ذلك من باب الشفقة، فإقتضب جبينها بحزن، وهى تجيبه بضيق.
-أشكرك سيد عز، لم أصل إلى تلك النقطة السوداء من اليأس؛ لكى تتزو*ج منى على سبيل الشفقة.
قبل أن ينفى لها ظنها، دفعته بإنزعاج، ونهضت تنفض ثيابها، وتنظر إليه بكبرياء، ترفض أن تنصاع خلف نظراته تلك، كما أتى برأسها ظن بأنه يعرض عليها زوا*جاً سرياً، مما جعل وجهها، يتجعد بتقزز من الأمر، فنهض ينظر إليها متعجباً، يسألها عما بها.
حاول أن يوضح لها سوء ظنها، لكنها لم تنصت له، وحاولت الإبتعاد، فأمسك بها، وجذبها نحوه فإرتطمت بصدره، فضمها إليه أكثر، وتلاحمت نظراتهما، فسألها هامساً عما يزعجها؟ ولما لا تنصت إليه؟
وقبل أن تجيبه سمعا صوت "شهد" تنادي بإسمها، وتطرق الباب، وصوت مقبض الباب يلتف، فدفعته عنها، ووقفت ترتجف، وكأنها تقف بثياب صيفية فى منتصف يوم شتاءٍ بارد.
فتأفف وهو يبتعد عنها، ثم توجه إلى غرفة مكتبه، وهو فى قمة غضبه، تلك الحمقاء! إنها تظنه يشفق عليها، ولا ترى عيناه التى تشتاق لرؤياها كل لحظة، بينما وقفت هى تلهث، لا تصدق ماحدث، لقد كادت تكشف نفسها، وتخبره بعشقها له.
فخيم الحزن على قلبها مجدداً، فهو فقط يشفق عليها، فتنهدت بحزن، ويأس.
تأملتها "شهد" بقلق، وهى تسألها لما إختفت هكذا؟! وحين رأت تلك النظرة مجدداً بعينا "ليلى" تراجعت إلى الخلف خطوة، وعيناها متسعة، وكأنها تلقت طعنة فى صد*رها للتو، وحركت رأسها نافية لكلا الجانبين، وتشكلت غصة مؤلمة فى حلقها، وسألتها والمرارة تغشى وجهها.
-هل تظنين حقا أننى بتلك الوضاعة لأختطف منكِ حبيبكِ.
فصرخت بها بإنفعال أكثر مما يجب: هو ليس حبيبى! هل تفهمين؟! لقد ظننتكِ بريئة، ولكنى أعلم الآن مدى خبثك، كانت صديقتكِ ساره تلك محقة بالحذر منكِ، ونشر الشائعات لتتخلص منكِ.
لم تعلم "ليلى" كيف تفوهت بتلك الكلمات، ولكن ما إن تجمدت ملامح وجه "شهد" للحظه، ثم أومأت لها برزانة، وبرود، أدركت "ليلى" فداحة فعلتها، فحتى لو كان هناك أى مشاعر بين "شهد وعز" فلا حق لها مطلقاً، لإطلاق تلك الكلمات اللاذعة بحق صديقتها، ولكن قبل أن تعتذر منها، تراجعت "شهد" بوجه جامد.
-أعتقد أننا تأخرنا كثيراً، لابد أن نغادر.
أومأت لها "ليلى" بصمت، وتبعتها إلى الخارج، لقد كان يوماً طويلاً، مرهقاً، فقد كان هناك حفل أقيم فى المطعم لذكرى زو*اج أحدهم، ولهذا تأخرتا عن موعد المغادرة إلى المنزل الذي من المفترض أنه كان منذ ساعة ونصف مضت.
ظلت "شهد" طوال الطريق صامتة، لا تتفوه بكلمه، و"ليلى" تشعر بالإنزعاج لكنها أيضا فضلت الصمت حتى وصلتا إلى منطقة سكنهما، وكادت "شهد" أن تتوجه إلى مسكنها، فأمسكت "ليلى" سريعاً بر*سغها، ترجو منها أن تعذر حماقتها.
فهى تعلم أن لا حق لها لتغار على "عز" أو تتهمه، وكأنه وعدها فيما سبق، وغدر بها الآن، فتوقفت شهد تنظر لها بهدوء قليلاً، نعم هى متألمة مما قالته صديقتها، وهنا فقط أحست أن تلك العاطفة القوية التى جمعتهما كصديقتين بدأت تتلاشى، ولكن "شهد" لن تنسى فضل "ليلى" عليها.
لكن لن تستطيع أيضاً أن تتلافى ذلك التحطم الذي حدث لتوه فى علاقتهما، وبكل أسف لو ظلت صامتة الآن، ستظل ظنون "ليلى" برأسها تتفاقم، وستدمر قلبها بنفسها، ورغم رغبة "شهد" القوية فى إلتزام الصمت، لكنها قاومتها، ونظرت بهدوء إلى "ليلى".
-لقد أسأت الظن بالفعل، فقد كنت أرغب بمساعدتكِ، أردت أن أعلم إذا كان السيد عز يبادلكِ نفس المشاعر أم لا؟
بدى على وجه "ليلى" التفاجؤ مما آلم "شهد" أكثر، ألا تثق بها مطلقاً؟! ولكن لما؟! لم تغدر بها يوماً، أو تؤذيها منذ عرفتها، حسنا لم يعد يهم، فالجميع يأتى يوماً ويرحلون، إما عنها، أو عن العالم ككل، ثم تابعت بجمود.
-لقد أخبرني أنه يحبكِ، ويرغب بالزواج منكِ، لكنه يخشى الرفض، إما منكِ؛ لأنكِ لم يسبق الزواج لكِ، وهو أرمل، ولديه طفله، أو قد تكون عائلتكِ من ترفضه؛ لهذا السبب، واما من إب*نته، نعم هى تحبكِ، ولكن كصديقة، وليس كأم.
بدى الذهول يرسم ملامح مضحكة على وجه "ليلى" جعلها تبدو بلهاء بالفعل، فتمتمت "شهد" بإنزعاج لها، بأن تغلق فاهها الفاغر هذا قبل أن تدخل إليه ذبابة عابره، فكتمت "ليلى" سريعاً فمها بكلا يديها.
فحركت "شهد" رأسها لكلا الجانبين بيأس من تلك الف*تاة حتى لو إنزعجت منها لا تستطيع كرهها، فهى عفوية، بسيطة، مرحه.
لحظه، إثنتين، واطلقت "ليلى" صرخة حماس غير مصدقة، ما قالته "شهد" فحذرتها "شهد" سريعاً، ولكن بعد ماذا، فقد لفتت صرخة "ليلى" إنتباه كل من كان مستيقظاً بهذا الوقت، حتى الكلاب، والقطط الضاله، ولعل الفئران أطلت برؤوسها من جحورها، ومخابئها؛ لترى ماذا يحدث هنا؟!
جذبتها "شهد" إلى داخل المنزل، ووقفت بها أسفل الدرج، تعنفها على حماقتها، وتخبرها أنها تطوعت للتقريب بينها، وبين "إبنة عز" أو بمعنى آخر مصادقتها، ومحاولة إقناعها بأن "ليلى" ستكون زوجة أبيها.
فقضبت "ليلى" جبينها منزعجة، فزوجة الأب دوماً ما قرأت فى القصص عنها المساوىء، فضربتها "شهد" على رأسها بخفة؛ لتعيد إليها عقلها التائه، حسنا تلك الفتاة لا يمكنها مطلقاً أن تتجبنها، أو حتى تزيلها من حياتها، إنها رغم كل شىء، بريئة تحبها بصدق.
ولكنها لازالت منزعجة من سوء ظنها بها، وسترد لها هذا فيما بعد، لكن الآن يجب أن توضح لها كل ماحدث، وهذا بالفعل ما فعلته، حيث جلستا على الدرج تتحدثان بصدد هذا الأمر.
واخذتهم الثرثرة حتى لم تنتبها إلى الوقت إلا حين أطل "أخ ليلى" برأسه من أعلى الدرج، يوبخهما على جلستهما هنا بهذا الوقت.
- أزعجتما الفئران! هيا إصعدا.
خلعت "ليلى "نعلها، وألقته به، ولكن لحظها العاثر إرتطم بحافة الدرج، وإرتد إلى وجهها، تبع ذلك صرخة قوية منها، جعلت الخفافيش تختبأ بكهوفها، بينما سقطت شهد على ظهرها من كثرت الضحك، لما حدث.
و"أخ ليلى" يصدر أصواتاً، ويفتعل حركات لإغاظتها، وهى توبخه تاره، وتصرخ بوجهها الذي بدأ بالتورم تارة أخرى.
رغم ألم وجنتها لكن عدوى الضحك أصابتها منهما، فإنخرطت في نوبة ضحك، حيث ظلت تصحك حتى أعمتها الدموع، ثم نهضت مع "شهد" تتكئان على بعضهما حتى صعدتا كلا منهما إلى مسكنها.
❈-❈-❈
لقد إنتهى يوماً قد بدأ مزعجاً أنهته الضحكات، بينما إنتهى يوم "ليث" مزعجاً كما بدأه تماماً، فحين عاد إلى المنزل، وجد الحزن يلف المكان، كشبح أسود، غليظ الفؤاد، فتوجه إلى غرفته، لكن في سبيله سمع صوت بكاء مكتوم!
فتتبع الصوت، ليجد "إب*نة ساره" متكومة أسفل الدرج غارقة فى البؤس، والنحيب، فإقترب منها بحذر، حينها رفعت رأسها، تنظر نحوه بتشوش، فهمس منادياً بإسمها، حينها قفزت من مكانها إليه، تضمه إليها بخوف، وتسأله لما سوف يتركها؟ هى لم تفعل ما يزعجه، لما يكرهها؟
فأبعدها عنه بصعوبة، وجلس أمامها يسألها ما بها؟ وما الذي تعنيه، بأنه سوف يتركها؟ فأجابته من بين شهقاتها، أنه بعد مغادرته إلى عمله في الصباح، تشاجر والديها، وغادر والدها مجدداً، فظلت والدتها غاضبة، ثائرة، تبحث عن أي أحد تنفث به غيظها.
تمتم بغيظ، يسب "ساره وزياد" في سره، إنهما غبيان لن يتعلما أبداً، لكنه أهمل التفكير بهما؛ ليرى ما سر كلماتها تلك؟! حيث تابعت بصوت مختنق من أثر البكاء، تخبره بأن والدتها منذ غادر والدها، وهى تصرخ بها بلا سبب.
وبالأخير أخبرتها أنها وجه النحس بحياتها، أنها بلا قيمة مطلقاً، فحتى والدها لا يحبها، وأكبر دليل أنه غادر دون أن ينظر وراؤه حتى، فتحدتها الفتاة بأن "ليث" يحبها، فإزداد غيظ "ساره" وأخبرتها بأن "ليث" يكرهها، ولا يريدها هنا، لولا أنها إبنتها، لما تقبلها مطلقا.
كما أخبرتها بأنه يريد ترك المنزل، ويختفي طوال اليوم متذرعاً بعمله لكى لا يراها، وعليه فهو سوف يهرب منها عما قريب كما فعل والدها.
يتبع