رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - اقتباس الفصل 11
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
اقتباس الفصل الحادي عشر
❈-❈-❈
لمسات حانية صغيرة ناعمة، كانت تدور بعشوائية على ملامح وجهها حتى أصبحت تستمتع بها، مفضلة عدم الأستيقاظ كي لا تنحرم منها، ظنًا منها انها تحلم، زادت اللمسات مع همهات طفولية وضحكات مكتومة، جعلتها تتيقن انه واقع.
لتفتح جفنيها وتصعق برؤية الوجه الصغير وابتسامة شقية، بمعنى ان، لقد انكشفنا
- ظافر.
قالتها وانتفضت لتعتدل بجذعها عن الفراش، لتخطفه داخل احضانها، فتقبله بفرح وعشق، حتى انتبهت على زهرة الجالسة في الناحية الأخرى من الفراش، متربعة القدمين تتأملهم بابتسامة رائقة، لتصيح بها :
- كدة برضوا يا زهرة، قاعدة انتي مكانك وسايبة العفريت ده شلفطلي ملامح وشي .
- قولنا نعمل فيكي مقلب، والاستاذ ظافر استغل الوضع على اكمل ما يكون، واكنه مدرب ع الحركات دي بقالوا سنين.
قالتها زهرة لتنطلق الأخرى في تقبيل الطفل ومداعبته، وهي تصرخ بتهديد ووعيد:
- بقى هو كدة، دا انت نهارك النهاردة مش معدي .
قالتها لتدغده بمرح وشر وهو يجلجل مقهقهًا، وظلت زهرة تتأمل اشراق وجهها بصمت، سعيدة بأنها قد تمكنت ولو بشيء بسيط، من رفع الحزن عنها.
- جيبتي جوز المتخلفين معاكي ولا لأ؟
سألتها نور، لتناظرها قليلًا باستفهام قبل ان تستوعب سريعًا لتجيبها:
- لا يا ستي الحمد لله، عامر الريان النهاردة اتكفل بيهم، وخدهم معاه على مزرعة الخيل، يراقبوا اخوهم وهو بيتدرب:
- مجد باشا.
قالتها نور وهي تتوقف قليلًا عن اللعب للتتابع:
- اهو دا بقى اللي وحشني بجد، كان نفسي اشوفه، لكن انتي جيتي من امتى؟ وازاي وصلتي لغرفتي هنا اساسًا... يا نهار أبيض...
توقفت لتكمل الحديث بهمس:
- هي طنت بهيرة مشفتكيش؟
ضحكت زهرة تنفي بهز رأسها وهي تجيبها بنفس الهمس:
- لا الحمد لله مشفتنيش ولا انا شوفتها، بس حتى لو حصل يعني، انا اساسًا دخلت بصحبة مصطفي باشا عزام يعني حماية..
خبئت ابتسامة الأخرى لتعقب بأسى:
- يعني هو اللي اتصل بيكي يا زهرة، عشان تجيبي الولد، وتخففي عني، كالعادة برضوا، بيفتكر يفرحني وينسى نفسه
قالت زهرة في محاولة انكار مكشوفة منها:
- وانتي مين قالك بقى ان هو زعلان؟ دا الراجل قالي بنفسه، حصل خلفة او محصلش، انا متمسك بنور، ومش عايز اولاد من واحدة غيرها، افهمي بقى يا مجنونة.
تبسمت لها الأخيرة بضعف، لتطبع قلبة على وجنة الصغير، ثم قالت بغصة مسننة تؤلمها:
- ودا اللي مزعلني، بيجي على نفسه عشان ميجرحنيش، انا عارفة ان العيب فيا، وهو نفسه كمان عارف، مش عايز ليه بقى يتجوز ويريحني؟....
- يريح مين يا ست انتي؟
هتفت بها زهرة تقاطعها بعبوس عقد ملامح وجهها، لتتابع بعدم تصديق:
- في إيه يا نور؟ هو انتي ليه مُصرة ان العيب فيكي؟ إذا كان الدكاترة نفسهم، برا وجوا، مصرين وأجانب، كلهم أكدوا انك سليمة زيك زيه، ليه بقى الإصرار على إن العيب فيكي؟
ابتعلت وهربت بعينيها من النظر بخاصتي الأخرى، لا تجد من الكلمات ولا الحجة التي تمكنها من الإقناع، هي متأكدة من شيء تعلم حقيقته، وتخجل من البوح به، أو بمعنى أصح، لا تريد النبش في جراح ماضي، هو السبب الرئيسي لما تواجهه الاَن، فخرج صوتها بتحشرج:
- كل واحد وعارف بنفسه يا زهرة، وانا تعبت من شيل الذنب، يعني لما اطلب من مصطفى انه يتجوز، مش عشانه وبس، لا دا عشاني انا كمان ارتاح.
همت زهرة ان تتكلم ولكن الأخرى قاطعتها قبل ان تبدأ:
- حتى لو الدكاترة أكدو اني سليمة في الخارج، انا عارفة اني معطوبة في الداخل.
طالعتها زهرة بعدم فهم، لتضيف الأخرى بقناعة:
- عارفة انك مش مصدقة زيه، بس انا محدش هيعرفني قدي، خليه بقى يريحني....
بشبه ابتسامة ليس لها معنى ردت زهرة بتأكيد هي الأخرى:
- جوزك مكدبش لما انك محتاجة دكتور يا نور
تغضن وجه الأخرى وانتفضت لتنهض من الفراش، حاملة الطفل على ذراعها، لتقول بغضب:
- انتي كمان يا زهرة هتقولي زيه؟ هي الرغبة في الأطفال بقت مرض يعني؟
تنهدت زهرة بثقل تنهض خلفها لتقارعها وهي تقف أمامها:
- مش الرغبة نفسها يا نور، احنا بنتكلم عن انفعالك ده، والعصبية الزيادة على شيء في علم الغيب، الخلفة دي رزق من عند ربنا، ومحدش ابدًا يقدر يمنع رزق ربنا ساعة ما يريد بيقول كن فيكون، دا لو انتي اصلًا فيكي عيب زي ما بتقولي
- وإذا كان المنع من عند ربنا نفسه.
غمغمت بها داخلها قبل ترسم ابتسامة مغتــ صبة على شفتــ يها، تردد:
- ونعم بالله.
- بتعملي إيه يا صبا؟
سألها لتجيبه بعدم تركيز وانظارها مثبتة على شاشة الحاسوب التي تعمل عليها أمامها:
- بشوف الأسئلة اللي بتوصل ع البريد الإلكتروني عشان اجمعهم واجيبهم لحضرتك، بس انا ملاحظة ان تقريبًا معظم الأسئلة زي بعضها......
ناظرها بتساؤل، فتابعت بلهفة:
- دول بيسألوا عن حفلة عمر دياب، معقول الفندق هنا هيجيب الهضبة....
قالت الأخيرة بأعين متوسعة من الإنبهار، لتزرع ابتسامة على وجهه، مرددًا خلفها:
- اه يا صبا هيجيب الهضبة، بتحبي اغانيه على كدة؟
تبسمت بحرج تجيبه وانظاراها هبطت تبحث في الملفات بعدم تركيز:
- يعني مش حكاية احب اغانيه ولا اكرها، بس دا الهضبة، يعني اشهر من النار ع العلم.....
ترك شادي ما كان يعمل به، ليمارس هوايته المعتادة في تأملها، يُشبع انظاره منها ومن خجلها الذي يغلب طبعها مهما ادعت من القوة والجرأة، فقال يناكفها:
- شكلك كدة مش طالعة لوالدك، ولا بتحبي الفن الأصيل، دا الراجل ليلاتي يشغل الست في البلكونة جمبي، ويردد وراها
هذه المرة ابتسمت بملأ فمها، تحاول ان تسيطر على حرجها في الرد عليه:
- هو صوت ابويا بيوصلك؟
تبسم بتأكيد يجيبها:
-ودخان الشيشية اللي بيكركر فيها، انا تقريبًا بقيت ادخن سلبي وراه، زي ما حفظت كمان الاغاني معاه.
كتمت بكفها على فمها حتى لا تصدر ضحكتها صوتًا، لتقول:
- معلش بجى اتحمل، جارك راجل رايق وميحبش السهر بعيد عن بيته، لا على جهوة ولا مع أصحاب، نصيبك كدة.
احلى نصيب
ود ان ينطق بها، مع انه شيء في علم الغيب، ويقارب المستحيل، ولكنها اخطات مرة أخرى وذلف لسانها بكلمات الجنوب، والتي لم يعلم انها بهذا الجمال سوى الاَن، بعد ان سمعها منها .
- صباح الخير يا شادي.
أجفل بها لينتفض عن محله فور رأى صاحب الصوت متفاجئًا بحضوره يقف أمامه بهيئته الراقية والنظارة السوداء تغطي على اللون الأخضر في عينيه، ليتمتم بالتحية ردًا عليه ومعه صبا هي الأخرى والتي وقفت احترامًا لحضوره، رغم احتقانها من هيئته المغرورة وتخايل خطواته وكأنه الطاوس.
- عملت إيه في ترتيبات الحفل؟
سأل بها شادي، والذي رد يجيبه رغم دهشته:
- حضرتك انا مجهز البيانات، وكنت هجيبهالك على اخر اليوم
اومأ عدي برأسهِ، وعينيه المختفية تحت اللون القاتم للنظارة، تتابعها في الناحية الأخرى، تقف بتململ، وكأنها غير عابئة به ولا بحضوره، وهو الذي اجبرته قدميه ليأتي كي يراها.
فقال شادي والذي كان مرتابًا من حضوره الغريب:
- حضرتك لو عايز تشوف البيانات، انا ممكن اديهالك دلوقتي تشوفها.
رد عدي بعد ان يأس منها ومن لا مبالاتها:
- خليها اخر اليوم بقى زي ما قولت، انا اساسًا مش فاضي.
قالها وتحرك مغادرًا بخطواته السريعة، وعاد الاثنان لأماكنهم، فغمغم شادي بشعور غير مريح:
- عجيبة يعني، جاي بنفسه يسألني ع التقارير
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية