رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 4
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الرابع
اين انتِ ذاهبه
_ جميلة رايحه فين!
التفتت وتوقفت عن حركتها وهي تراه يهبط درجتين خلفها، عقدت حاجبها بحده رغم استغرابها، كانت الضيق منه مزال مسيطراً عليها بتنطق بسخريه:
_ وانت مالك يا عزت، بعدين جي ورايا كدا ليه من امتي الكلام دا؟
كانت تتحدث بغضب وحده بينما تقف مقابل زو ج شقيقتها الذي اشعلت كلماتها غضبه، اقترب يمس ـكها من كت ـفها بقوة وهو يضغط عليه بينما يدفعها للأعلي :
_ من دلوقتي ياختي، واطلعي بقا اما أخلي أمك تشوفك نازلة بتتسحبي علي فين لاسمح الله
_ نعم نعم
ارتفع صوتها بغضب وهي تدفعه بعيدًا عنها تماماً حينما وصلها مقصده ، التفت ناويه اغراقه بكلاماتها اللاذعه حتى اوقفها صوت خطوات سريعه يرافقه تسأل مصدوم:
_ ايه الي بيحصل هنا
التفت جميلة لمصدر الصوت لتري معتصم وغريب القادمين شبه راكضين من السلم خلفهم،كانا يهبطان حينما وصلهم صوت مرتفع ليركضا و يتسائل معتصم ، نظر عزت لهما لينطق بتلاعب ونبرة يتصنع بها الجديه بينما يلقي ببصره لجميلة:
_ لا ولا حاجه هي بس جميلة الي بتحب تكبر المواضيع
_ مين دي الي بتكبر المواضيع يا عزت ان.....
قاطعها عزت ضاغطاً علي ك ـتفها بقوة وهو يصرخ بها بحده بينما
ي ـدفعها للأعلي :
_ اسكتي بقا انتِ محدش عجبك ولا ايه ؟ خلينا نطلع لأمك تشوف بنتها كانت رايحه فين علي الصبح كدا!
كلماته استفزت معتصم وغريب الذي اندفع من خلف شقيقه وهو ي ـمسك ي ـد عزت الممسكه بجميله ويبعدها بينما يهتف به بسخط وقد جعل
ج ـسدها خلفه :
_ انتَ مفكر نفسك مين عشان تتعامل معاها كدا ولا تكلمها بالاسلوب دا؟ اي ـدك دي متفكرش تمدها عليها عشان مزعلكش، فاهم!
_ تزعل مين ؟ انتَ هتيجي تعمل راجلها وانتو لسه شايفينهم و....
_ لا يا عزت خلي بالك من كلامك انا مش محتاجه راجل واحفظ مقامك
تدخلت هي بحده وقد فاض بها الكيل من حديث عزت الغير مهتم وبداخلها قد اضاف وجود غريب امامها بعد الطمأنينه، قبل ان يصرخ بهم معتصم للصمت كان صوت عبير المرتفع يقاطعهم وهي تقترب من طرف السلم هاتفه بسخريه متعمده:
_ من اول يوم مصايب وزعيق وشوف هي كانت رايحه فين علي الصبح بقا
القت عبير بكلماتها بسخريه شامته وهي تنظر عن طريق الدرجات لهم؛ كانت غادرت منزلها لتلحق بأخبار معتصم أن يجلب لها شئ قبل ذهابه لعمله لكنها وقفت تستمع لهم حتى تدخلت،الاصوات المرتفعه جذبت انتباه فتحيه لتفتح باب منزلها وتري ما الذي يحدث امامه ، اشتعلت اودجه جميله غضباً وفارت الدماء بداخل اوردتها وهي تتحرك للأعلي علي نيه الرد لكن اوقفتها ي ـد والدتها التي التفت علي فمها وجذبتها داخل المنزل بنفاذ صبر وترك الباب حتى لحق كل من عزت ومعتصم وغريب بهم.
اغلقت فتحيه باب المنزل بعدهم وقت تركت جميله قبل ان تلتفت لها، كانت جميلة تنظر لها بغضب علي منها من الرد، استغربت فتحيه الموقف لتهتف بها بأستغراب وحزم:
_ حصل ايه
تنهدت جميله وهي تنظر لوالدتها وما إن أوشكت علي الشرح انتبهت لوقوف الجميع حول والدتها، مررت نظرها عليهم جميعاً قبل ان تلقي نظره اشمئزاز، تنهدت وهي تنظر لأمها بيأس فهي لن تشرح امامهم سبب ذهابها حتى، فلا دخل لأي منهم بسببها للخروج حركت رأسها لكلا الجانبين بنفاذ صبر وهي تهتف بها بجديه وحنق:
_ انا داخله جوه
قالتها وانطلقت من امامهم بسرعة وغضب، لحقتها عين فتحيه ورغبتها ان تلحق ابنتها ارتفعت لكن اوقفت ذاها مستديره للثلاث رجال تخاطبهم بسخط وغضب:
_ حصل ايه علي الصبح حد يفهمني
_ منعرفش يا حجه كل الي شوفناه عزت وهو بيتعارك معاها
قال معتصم فهم بالفعل لم يفهمو ما يحدث ، نظر عزت لها وهو يحول وجهه لتعابير حانقه ويخبرها بصوت لئيم :
_ الكلام دا بينا وبين بعض يا حماتي عشان مينفعش قدام حد غريب
كانت كلماته وأسلوبه يثير الدماء الحانقة باوردة غريب الذي تطلع له بحده، ارتفع حاجب فتحيه وهي تنظر له لم تكن حمقاء كي لا تدرك معني كلماته وتلك النبرة المتعمدة لكنها لا تتهاون بحق ابنتها ابداً لذا نطقت بجديه لتلفت نظره حول عدم خوفها من كلماته :
_ اولا مفيش حد غريب يا عزت دول ولاد عمها، ثانياً بنتي مش بتعمل حاجه غلط عشان يبقا موضوع مداري فانطق
نظر لها عزت بانزعاج ف فتحيه كانت و ماتزال دائمًا امرأة هادئة رقيقه يمكنه السيطرة عليها، عدا عند الاقتراب من بناتها ربما حتى تتحول أكثر عند الاقتراب من جميلة صغيرتها البغيضه بنظرة ، تنهد وهو يضرب كفين سوياً بعدم رضا واضح قبل أن ينطق مجبراً وهو يحاول تكبير الحادثه وجعل ذاته خائفاً عليها:
_ انا كنت خارج من الأوضه لقيتها ماشية بتتسحب بره الشقة وربنا يستر علي وليانا يعني قلقت عليها دي اختي و...
_ اخرس قطع لسانك قبل ما تفكر ترمي كلام زي دا علي بنتي؛ تاني مره مسمعكش تفكر ولا تقول عن جميلة كدا، بنتي ضوفرها برقبتك يا عزت انتَ فاهم!
كانت تتحدث بغضب وحده من جرائته عن رمي اتهام كهذا علي جميلة، كيف ذلك الحقير يحاول تشويه سمعه صغيرتها امام ابناء عمها بشكل متعمد ، انطلق عزت غاضبًا من حديثها معه امامهم وهو يتجه لغرفته بعد أن اخبرها بصوت حاد ونظرات غاضبه :
_ في ايه يا ست فتحيه انا بعتبر جميلة زي اختي عشان كدا خوفت عليها لكن لو ده زعلك مش هعمله تاني، عن اذنكم
_ راجل يفور الدم
نطق غريب بانزعاج ودون شعور منه وقد اثار الاخر به رغبه ضربه، تلقي ضربه ضعيفه من معتصم لكتفه ليصمت عن تطاوله فهذا زوج ابنتها بعد كل شئ ولا يعلموا طبيعه علاقتهم بالعائلة هذه ، التفت له غريب يرفع كتفيه وحاجبيه مستغرباً فهو لم يفعل شئ بنظرة سوي التعبير عما يراه ، ضحكت فتحيه بخفه وقد لاحظت ما حدث بينهم لتشير لهم علي الاريكه وتخبره بهدوء مجيبه حديثه:
_ اقعدو حبه، هو فعلا عزت يفور الدم اغلب الوقت
_ ربنا يعينك، احنا هنستأذن معلش
نطق معتصم بسرعه ليمنع غريب من الحديث وزياده تدخله ، شقيقه غريب يعشق الحديث والنقاشات الطويله او كما يطلق عليه" حديث النساء"؛ لذا قاطعه معتصم ليمنع غريب من تلبيه رغبته والجلوس وتبادل الاحاديث التي قد ينتهي غريب بها بمعرفه حياتهم بأكملها.
كانت فتحيه تستطيع ادراك تيبس معتصم علي عكس غريب اللين لهذا ضحكت وهي تخبره بجديه تحثه بها علي الجلوس وهي تقدر رغبته بالرحيل وعدم التدخل بهم:
_ اقعدو انا عيزاكم دقيقتين بس
انصاع الاثنين لها وكان غريب سعيداً وهو يعتقد ان بتلك الجلسه سيفتح احاديثه شيقه بالنسبه له تعرفه مداخل تلك الصغيرة التي اثارت نظره، شعر بنغزة صغيره داخل صدره تذكر بفتاة معينه دون غيرة وكم أنه أحمق ألان لحاول اقناع ذاته لمعرفة شئ عن جميلة، لم يهتم بعقلة وقلبه وهو يبتسم لفتحيه ، نظرت لهم فتحيه بهدوء قبل ان تنطق بجديه:
_ انا ست دوغري طول عمري وماشيه صح؛ ربيت بناتي زي يعملو الصح وخلاص، جميلة الوحيده الي طول ما بتعمل الصح مش بيهمها كلام الناس زي ابوها الله يرحمه عشان كدا انا حبيت اعرفكم ان كلام عزت كله تخريف، عارفه ان انتو ممكن محدش فيكم يكون اقتنع بكلامه اصلا بس العيار الي ميصبش يدوش وانا محبش حد يتبني عنده فكره وحشه عن بناتي.
تبادل الشبان النظرات وادركو جديه تلك المرأة حول بناتها وخوصاً تلك النظرة الحاده التي اعتلت عينها كأنها تخبرهم من صدق ذلك سوف اقتله، ليبتسم الاثنان مطمئنين لها ولم يكن اي منهم مرتاح لذلك العزت من الأساس ونطق غريب بجديه:
_ يا ست فتحيه انتي وبناتك فوق راسنا وقعدتك معانا دي عشان تفهمينا غاليه اه بس تزعل، احنا ولاد عمهم حتى لو بعاد طول العمر بس الي يفكر يقول كلمه عليهم نق ـطعله لسانه مش نشك فيهم! ف مش عايزك تقلقي من النحيه دي خالص
كان غريب يتحدث بعقل لتبتسم فتحيه وتخبرهم بهدوء وقد اعجبتها كلماته :
_ ربنا يخليك يابني، اعملكم شاي ولا قهوه
ابتسم معتصم ناهضًا وهو يخبرها بهدوء بينما يسحب شقيقه:
_ ربنا يخليكي يا ست فتحيه بس احنا يادوبك هننزل نجيب الفطار عشان الجماعه فوق، يلا سلام عليكم
غادر الاثنان بهدوء لتتحرك فتحيه بعدما اغلقت الباب ذاهبه الي غرفه جميله ، برغم أن معتصم التزم الصمت أمام تلك المرأة المتمسكة بالدفاع عن عائلتها لم يقدر عقلة عن منع سؤال" إلي أين كانت ذاهبة" ياتري هل لها حبيب سري ترغب أن تلقاة؟ أم شئ يسئ لعائلتة؟
❈-❈-❈
استيقظت نوران علي اندفاع زوجها الغاضب داخل الغرفه والذي لم تفهم سببه حتى الان وهي تتابعه يكاد يخترق الارض بخطواته ، كانت تفرك عينها بنعاس وهي تسأله بقلق من عدم رده عليها :
_ ما تقولي يا عزت ايه الي حصل بدل ما انتَ مش راضي تريحني كدا؟
_ امك غلطت فيا قدام عيال عمك! كل دا عشان اختك الست هانم كانت خارجه تتسحب من البيت علي الصبح ويعالم رايحه فين ولا بتعمل ايه
كلماته ازعجت نوران التي جلست بأنتباه وهي تتحدث بجديه دون حده وقد أزعجها لكن لم ترغب بجرحه بعد حديثه عن غلط والدتها الذي لم تفهمه:
_ ما تخلي بالك من كلامك يا عزت في ايه؟
نظر لها بانزعاج وهو يشعر أن وجودهم وسط تلك العائلة لن يجعله متحكماً بهم كالسابق، ففتحيه لأول مره تهاجمه بتلك الطريقة صحيح انها تحتد عندما يزعج جميلة ولكن لم يتطاول هو او هي علي بعضهم كما حدث مسبقاً، بينما جميلة معتاده علي عصيانه واظهار رفضها له ثم ها هي نوران ولأول مره يشعر بسيطرته عليها تهتز
لكن ذلك لن يطول فهي فترة فقط سيمرر بها كل شئ حتى يأخذون ورثهم ويحول نصيب نوران له ثم يعيد تربيه كل فرد منهم علي اذيته:
_ في ايه يا نوران انتِ عارفه اني بعتبر جميله اختي! فقلقت عليها ولا دا مش عاجب كمان
قال كلماته بملامح حزينه مستعطفه ليلين قلبها وبداخله تمني لو ذهب وهشم رأس جميلة تلك، تنهدت وهي تنهض من مكانها وتتحرك ناحيته
ت ـضمه بهدوء وتخبره بحنيه غير راغبه بأزعاجه :
_ انا اسفه يا حبيبي بس كلامك يعصب، المهم متقلقش انا هفهم ماما وهقولها تخلي بالها بعد كدا، دا انتَ راجلنا وسندنا ومحدش فينا يقدر يقولك كلمه
ضحك داخلياً علي حماقه نوران وكم تعجبه فهي بالتأكيد ستسهل كل شئ عليه ببلاهتها تلك، ربت علي معصمها المحيط به لتنطق بنبره ظهرت لينه :
_ انا هروح استحمي واجهزلك الفطار
_ لا انا هنزل افطر تحت متتعبيش نفسك
ابتسمت وهو ي ـقبل هامتها ويرحل، تنهدت براحه وحب فعزت رغم وقاحته التي تظهر بكثير من الاحيان كان اول واخر رجل تحبه، عشقته منذ كانت صغيره بروحه الخفيفه وجماله الظاهري ولم يستوعب العالم بأكمله ساعدتها حينما بداء يلاحظها كامرأة وطلبها للزو اج، تنهيده حاره غادرت جوفها وهي تتذكر مغازلته المتنوعه لها قبل خطبتهم حتى وهو يراها تمر فيمتدح في جمالها، ذلك العشق الكبير بداخلها هو الوحيد الذي اقنع والدتها بالموافقه علي عزت.
❈-❈-❈
جلست فتحيه علي الفراش بجوار جميله المنزعجه والتي تحاول تجاهل كل ما حدث منذ الصباح، مدت ي ـدها تجذبها من ذرا ـعها لأحض ـانها وهي تخبرها بنبرة ممازحة لتغير مزاجها العكر:
_ هزقتهولك قدام ولاد عمك عشان يحفظ مقامه بعد كدا
_ احسن، عايز يعمل راجل عليا، اصلا مش فاهمه بنتك ازاي بتحبه
اجابتها جميله وهي تحيط خ ـصر والدتها بي ـدها، ضحكت فتحيه علي عبارات ابنتها وهي تخبرها بهدوء ومزاح وتزيد من قوة ض ـمها :
_ ياختي اه اختك مش بس عاميه دي شكلها مجنونه، بس غليانه
ضحكت جميله بهدوء وهي تحرك رأسها بتأكيد فنوران كانت شديده الطيبه ، دار الصمت بينهم للحظات حتى نطقت جميلة بجديه تشرح لوالدتها ما كانت ترغب به وهي واثقة انها لن تسألها:
_ انا كنت هنزل اشوف شغل عشان القعدة كدا مش عجباني ولا هحبها ومترفضيش عشان خطري، انا قولت افهمك عشان عزت و.....
_ اسكتي يا هبله، انا هصدق عزت مثلا؟ انا عارفه بناتي خصوصاً انتِ، ومش هقولك لاء علي الشغل انا كمان هشوف حاجه عشان نمشي من هنا وتبقي مستريحه، ماشي
نطقت فتحيه بجديه تقاطعها، ابتعدت جميله عن احض ـان والدتها وابتسامه متسعه ترتسم علي شفتها وهي تخبرها ببسمه سعيدة بقبولها دون نقاش:
_ ايوه ماشي
❈-❈-❈
جلست عبير بغرفة المعيشة تم ـسك هاتفها وهي تحرك قدمها بأنزعاج وعينها تتحرك حولها بشدة وهي تضغط ب ـيدها علي الهاتف ،متوتره وغاضبة بشدة، دقائق ووصلها صوت ابنتها الهادئ والناعس من الناحيه الاخري بهدوء:
_ صباح الخير يا ماما
_ صباح الخير! انتِ واخوكي فين من امبارح وانا قالبه الدنيا عليكم؟
صرخت كلماتها بغضب، كادت تجن البارحة وهي تهاتفها هي وشقيقها لكنها لم تحصل علي أجابه من كلاهما، كانت من الاساس تجن من ابنائها الغير مهتمين بمستقبلهم بينما هي تتعب للحفاظ عليه ! فنور كانت توافق علي خطه والدتها بإيقاع أحدي ابناء عمها لتحصل علي المال لكنها بالمقابل كانت تتسكع براحتها وتضيع بين المتاع المتاحه لها لدرجه قد تأخذ منها تلك الفرصه.
تنهيده نور الملولة وصلتها قبل أن تجيبها أبنتها بعذر أحمق ومصطنع :
_ كنتَ نايمه، حصل حاجه ولا ايه؟
اغمضت عبير عينها محاولة ان تتمالك الاعصار الداخلي لأفكارها ومشاعرها المبعثره، لكنها حاولت ولا يوجد حتميه لتلك المحاوله أن تثبت علي الهدوء لذا صرخت بغضب ودون اكتراث بكلماتها :
_ نايمة وانا عيله صغيرة بقا عشان اصدق الهبل دا وانتِ دلوقتي صحيتي من أول رنه، انا مش هاممني القرف الي انتِ عايشة فيه وبتعمليه يا نور؛ لكن وقت ما اتصل تردي عليا، واه ياختي حصل مصيبه فوق دماغك انتِ والصايع التاني
كانت نور تملك ملامح مصدومة بينما تجلس بهيئة مستقيمه علي الفراش، لا تزال اثار الصداع مما فعلته البارحة مدوياً برأسها لكن انفجار والدتها صدمها بقوة اكثر ، لم تكن والدتها من النوع الحنون او حتى المحافظ وغرز الامر تلقائياً بها وبشقيقها واصبحت علاقتهم سوياً مليئه بالجفاء ، لكن أمها دائمًا تسيطر علي انفعالها وغضبها عدا عند تذكر الماضي لذا الأمر اثار الريبه وهي تتحدث بهدوء قلق:
_ حصل ايه
تلك النبرة الهادئة التي غادرت شف ـتيها لم تغضب عبير، علي العكس هدئت من نيرانها حيث علمت أن الاخر فهمت خطئها، زفرت بهدوء لتستعيد صبرها واتزانها بينما تخبرها بجدية وأنزعاج:
_ عمك أتجنن راح جاب فتحيه تعيش في العمارة معانا، فتحيه مش هماني اوي اه عمك مش هيخلي حد يجي جمبها بس مش هيقدر يقفلها اوي عشان هناء وعشان مفيش حاجه تربطهم.
كانت نور قد وصلت للمطبخ واشعلت النيران لصنع قهوة كي تفيق وهي تتحدث محاولة انهاء المكالمه لتجنب الصداع الذي تسببه والدتها لها وهي لا تملك اي مشاعر لعداوة والدتها الشخصيه ناحيه فتحيه:
_ امال المشكله في ايه؟
_ جايه معاها بنتين وشاب، مش عارفه ابنها ولا واحده من البنات متجوزة، انتِ واخوكي لازم ترجعو دلوقتي عشان مش هقف اتفرج عليهم بيخطفو الفلوس!
_ تمام هشوف هيثم وارد عليكي
_ مفيش رد يا نور، انتو هتنزلو فاهمة!
_ حاضر
نطقت نور بغرض تهدئة والدتها واغلقت الهاتف لتتخلص منها حتى تفيق هي وتستوعب ما حدث، سافرت هي وشقيقها لتكمل دراستها بأحدي الجامعات خارج مصر وتلك كانت حجه رائعة لها كي تعيش ما ترغبه من مغامرات، حملت كوب القهوه وتحركت لغرفه المعيشه تلقي بج ـسدها علي الاريكة .
هيثم لم يعد منذ البارحة وذلك أفضل، علي الرغم أن هيثم لم يكن يمتلك صفات الرجولة والغيرة بتاتًا بل علي العكس هو متفتح لدرجة كبيره للغايه " لكن ليست بشعة بنظرها" كانت تملك وعائلتها مخطط مشترك مهما تنوعت حياتهم.
" الاستيلاء علي أموال الشنديري" خطة مدروسه أن يلتفوا حول عمهم محمد لسحب كل المال منه ولكن قررو التسكع قليلاً، بمجئ ز وجه عمهم يجب أن يبدأوا بتنفيذ الخطة، بالرغم من كون عمهم لم يحتقر لقب الشنديري عليه هو و ولديه فقط ولا حتى المال والعمل؛ هو ضم جميع افراد العائلة عن أتساع معة وتحت سلطان لقبة وتفرع ضمه حتى كان يصل لكل من ينتمي له ولو بصلة قرابه هشه.
اصبح محمد الشنديري محبوب الجميع والاقرب لقلب كل تلك العائلات، رجل خير وطيب يحب الجميع وخيره موجود بكل منزل، كان يمتلك رجال للعمل معه من خارج نطاق الشنديري والجميع مستعد للتضحيه بحياته من أجلهم، لكن هل أكتفت والدتها؟ الأجابه لا؛ بل صبت سمها بأذنها هي وهيثم حتى اصبحو لا يكتفوا من أي شئ يقدمه عمهم.
❈-❈-❈
_ هنقوله ولا نسكت!
نبث غريب بأذن معتصم، كان والدهم لم يعلم عما حدث قبل قليل وتلك الكلمات المسمومه التي القتها عمتهم علي جميلة، تطلع معتصم لوالده ووالدته الذان يتحدثان بهدوء وبسمه وديه، هو ايضاً لا يعلم ما التصرف الصحيح لكن يشعر أن شئ كهذا لا يجب تخبأته علي والده .
كان غريب يجلس مفكراً بما حدث وتلك التصرفات لز وج شقيقتها، الان يفكر كيف كانت حياتهم بدون عائلة او حماية! هل كان ز واج تلك الفتاة بدافع البحث عن رجل يحميهم؟ بينما هم هنا بذات المنطقه وتركوهم للتعرض لكل هذا
_ خلينا نقوله وخلاص
انتبه لشقيقه الذي همس له مع إبتسامه مصطنعه يخفي بها عن والديه حقيقة حديثهم، زفر غريب وهو يحرك رأسه بقبول عن تفكير شقيقه ليتحدث وهو يصوب عينه علي والده :
_ بقولك يا حج ...
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية