رواية جديدة تمر د عا شق لسيلا وليد - الفصل 33 - 2
قراءة رواية تمر د عا شق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثالث والثلاثون
الجزء الثاني
في القاهرة
استيقظ جواد قُبيل الفجر
فتح عيناه ببطئ كان شـ عرها يغطي وجهه بالكامل... ازا حه بهدوء رافعا رأ سها من على صـ دره جـ اذبا إياها لذر اعيه... ابتسم عندما تذكر ليلته المجنونة مع عاشقة رو حه
أقترب من أنفا سها التي تمثل له نعيم الحياة.. ظل يملي عينه من جمالها الخارق لقلبه... تسـ حره بكل ذرة بكيانه... نعم لقد فُزت بجنة الدنيا أيها الرجل... هذا مااردف به لنفسه
ابتسامة غزت محياه مما أشـ عرته بتضخم دقات قلبه داخل صـ دره لأمتلاكه لها
ألتقـ ط ثغـ رها المكتظ حتى يشـ عر بجمال صباحه.. فتحت عيناها ولكنها اطبقتهما مرة آخرى عندما شـ عرت بإرهاق جـ سدها... ذهبت لنومها مرة آخري وهي تهمهم باسمه بين شـ فتيها
مـ ست كيانه وتغلغت روحه بابتسامة مشرقه مجرد سماعه لإسمه من بين شـ فتيها
د فن أنفا سه في عـ نقها وتحدث بصوتا مبحوحا.. مفعم بالمشا عر
- حبيب قلبي قومي وحشتيني... رفع رأسه ليرى تفاصيل وجهها عندما تستقيظ
صوّرها بقلبه كلوحة فنان مبدع... رمـ شت بأهد ابها تحاول فتح عينيها
- جود الساعة كام... رجع لوضعيته مرة آخرى وأردف حتى لفـ حت أنفا سه الحارة عنـ قها... ويـ ديه تتحرك بحريه على جـ سدها اللين تحت الغطاء ا لناعم
- الساعة أربعة... لسة ساعة وشوية على الفجر... "صوته... لمـ ساته.. أنفا سه الحارة زلـ ز لت كيـ انها مما جعلها تشـ عر بكهرباء تسـ ري بعمودها الفقري... شـ عرت بلـ ذة خفيفة بجـ سدها... جعلها تفتح رمديتها بالكامل... رافعة أنا ملها بشـ عره الناعم الغزير
- إيه دا إحنا منمناش غير ساعتين بس
اعتدل برأ سه حتى اختـ لطت انفا سهما.. أقترب اكثر ملـ تقطا شـ فتيها... وكانت أكثر من مر حبة بقبّـ لته التي لم يفصلها سوى احتياجهما للهواء
دا عب وجهها بأ نفه
- شوفتي عملتي في جو زك ايه... قولتلك بلاش الأكل دا
رفعت يـ ديها على وجهه تتحـ سـ. سه.. ثم أردفت بصوتا هامـ س جعله متيما لعشقها الأبدي
- جو زي مش محتاج أكلة ولاغيره... لامـ ست شفـ تيه وأكملت
حبيبي حبه اللي بيحركه... ناظرته برماديتها
- مش حبك ليا اللي بيحرك مشا عرنا... قالتها وهي مازالت تتلمـ س وجهه
أغمض عيـ ناه تحت يـ ديها وهو يذ وب كجليد في فصل الصيف... وتحدث وهو مازال مغلق عيناه
-حبيبك بيندم على كل لحظة بعد عنك فيها... حبيبك لأول مرة يتمنى يرجع للعشر ينات عشان يقدر يستـ متع بحبه أكتر وقت
جـ ذب خـ صرها مما اختـ رق قانون عشق المسافات بينهما
فتح عيناه ونا ظرها
- بحبك حب مش طبيعي... حب مخليني عايش في الجنة ولو وزعت فلوسي كلها علشان أحمده على النعمة دي مش هتكفي
ألقت بنفسها عليه
- وانا بعشقك وبعشق كل لحظة قرّبنا فيها من بعض وبكره كل لحظة بعدنا فيها عن بعض... دفـ نت رأسها في عنـ قه... مما اشعـ لت جـ سديهما بالكامل ليشـ عر بأن جـ سديهما لم يتقابلا منذ أيام بل شهور وماهي إلا منذ ساعتين فقط... جـ ذبها بقوة حتى أصبحت فو قه بالكامل... ليغوص بفن عشقهما للمرة التي لا يعلمون عددها كطائر النورس فوق البحار...
بعد فترة اتجه بها إلى حمام الغرفة وأنزلها بهدوء لبانيو الاستحمام عندما وجد علامات الإرهاق على جـ سدها بالكامل... دلف هو الآخر لداخل البانيو... جلس خلفها
حتى ألقت ثقل جـ سدها بالكامل عليه لعدم قدرتها على الحركة
بعد فترة كانت تجلس بجواره بعد انتهائهما من صلاتهما
جلس يرتل بعض آيات الذكر الحكيم.. بينما هي كانت تقوم بالتسّبيح على أنامله
ثم اتجهت لقراءة أذكار الصباح مع بعض الدعوات... إنتهت من أذكارها... ألقت برأ سها على سا قيه
تستمع لصوته العذب في تلاوته للقرآن لسورة البقرة... انتهى بعد قليل من تلاوته
ولكنه رجع لسورة الفاتحة.. قرأها بتمهل
قطبت مابين جبينها واعتدلت جالسة بعد انتهائه
- ليه قرأت الفاتحة مرتين... ابتسم لها ثم جـ ذب رأ سها لأحـ ضـانه
مش عيب تبقى كبيرة كدا وتسألي ومتعرفيش أهمية المثاني السبع
ضيقت عيناها وتسائلت المثاني السبع؟
ارجع بجـ سده للحائط جـ اذبا جـ سدها معه
كان عندي اتناشر سنة وقت ماعرفت وتيقنت من أهميتها... ناظرها وأردف متسائلا
ليه قراءة الفاتحه شرط أساسي في الصلاة.. دا مش أساسي لا بدونها الصلاة باطلة
وضعت رأ سها على كـ تفه
- مرا تك زيرو في المعلومات الدينية آخرها تصلي، تصوم، تقول أذكار، دعوة حلوة وقت المطر... ابتسم بوجهها
- مرا تي أحسن واحدة في الدنيا بس عايزة تقتحم عالمها الديني
بصي ياستي الفاتحة سميت بالمثاني لأنها تثنى في الصلاة... يعني لازم نقرأها في كل ركعه.. حيث قال رسولنا الحبيب
"من صلى صلاة لم يقرأ فيها ام الكتاب فصلاته ناقصة.".. وخلي بالك دا حديث موثوق من ابو هريرة
ثم أكتمل حديثه
وسميت بالفاتحة وأم الكتاب
لانها تبدأ في بداية المصاحف.. ومن شرفها وعظمتها للمؤمن والمسلم
إنها بين ربنا وبين عبده
رفعت رأ سها وتسائلت: بمعنى؟
- أجابها: لأنها قسمت بين العبد وبين ربه.. اتجه بجـ سده وأعدل جلستها... بصي يازوزو:
- إيه اللي بين الإسلام و بين الأديان التانية؟
-الصلاة حبيبي... هم ممكن يكون لهم صلاواتهم بس غيرنا طبعا، يعني إحنا ربنا ميزنا بالفاتحة أو السبع المثاني أو أم الكتاب أي أسم يعجبك ازاي بقى
-يعني وإحنا بنقرأ الفاتحه
" الحمد لله رب العالمين "
ربنا بيرد عليه ويقول "حمدني عبدي..."
- نكمل" بالرحمن الرحيم "
قال الله عزوجل: "أثنى عليّ عبدي"
إذا أكمل وقال:
- "مالك يوم الدين..."
قال الله عزوجل... "مجدّني عبدي"
وإذا قال: "اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم"
يقول الله عزوجل: "هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل"
استطرد مفسراً:
- يعني مجمله إن ربنا يهدينا الصراط اللي هننجو من نا ر جهـ نم وبئس المصير... ربنا يعفو عنا وينجينا من نا ر جهـ نم يارب العالمين
ومتنسيش كمان إن الفاتحة دي فيها شفائين
"شفاء القلوب، وشفاء الأبدان "
يعني لما بنقولها بيقين لو عندك هم ربنا يز يحه ويشفي قلبك من الحزن وكمان بتقرأيها للأمو ات بتكون دعاء لهم
أما شفاء الابدان
- زي الرقية الشرعية اللي بتنـ جينا من السـ حر والحـ سد... ربنا يبعد عن كل حا سد ومنافقا ياقلبي
ابتمست بوجه تحمد ربها على نعمه وفضله عليها
ناظرته بعيونها الجميلة وابتسامهتا:
- تعرف من كتر ماحصلي كنت مفكرة أنا اتعس بنت في الدنيا... بس ربنا فعلا رحمته واسعة أوي... إحنا منعرفش إن كل ابتلاء فيه خير... بس نقول إيه معندناش صبر على الابتلاء
قـ بّل جـ بينها ودعى
- ربنا يرزقنا الصبر على ابتلائه دايما... عايز إيمانك بربنا قوي... مفيش حاجة تهز دينك
حتى لو ابتلا كي بأكبر وأعظم حاجة بتحبيها:
ألقت نفسها بأحـ ضانه
- ربنا رحيم بيا وان شاء مفيش وجـ ع لقلبي بعد كدا... إنت أكبر نعمة عندي بدعي ربنا ليل نهار يباركلي فيك ويدلك طول العمر... جواد أنا قوية علشان إنت جنبي حبيبي
بتمنى من ربنا تفضل السعادة لقلوبنا
حمـ لها بين يـ ديه حتى وصل لفراشهما... ثم قام بخـ لع اسدالها
- تعالي نكمل نومنا عندنا سفر... وكل "مايصبينا إلا ماكتبه الله لنا "
يعني ربك هو الحافظ وهو المدبر لأمره
ألقت بنفسها في حـ ضـنه كأنها ستفتقده... همـ س لها وهي مازالت بأحضـ انه
-على فكرة حضـ ن كمان وهشيلك على البانيو وإنت عارفة إيه اللي هيحصل بعدها... احنا لسة في الشتا ياقلبي وكتر الحموم بيكـ سر العضم... رغم أنه أردف بها كي يخر جها من حالتها ولكنها تعلقت به أكثر... بسط جـ سدها بهدوء على الفراش
وتمدد بجانبها... مطوقا خـ صرها وهو يهمـ س لها بكلمات الاطمئنان
❈-❈-❈
هي كنزه الثمين الذي لايرى شيئا في الكون أثمن منه...
رفع شـ عرها على جنبا وجـ ذبها
مُقبـ لا شفـ تيها قُبـ لات سطحية حتى ذهب في سُبات عميق
بعد عدة ساعات بالسيارة
تجلس تستند على كتـ فه تطوقه
- ليه بابا أصّر يكتب كتاب سيف في الفيوم
رفع حا جبه متزامنا مع شـ فته العلوية
- حسين دا عليه أفكار جُهنمية... حاولت أفهم منه كل اللي قاله
"البلد وحشتني والأهل واحد ليه لأ"
حاولت ادعاء الثبات أمامه..
- فعلا البلد وحشتنا كلنا...كان نفسي اقولك ياريت نرجع زي زمان
، بس دا مستحيل... جـ ذب رأ سها لأحـ ضانه.. واردف مبتسم كي يخرجها من حالتها
وحشتيني على فكرة... كل ماافتكر الحمام والكوارع وأنا بحـ س إنها مأخد تش حقها
رفع ذ قنها وزع نظره بينها وبين الطريق أمامه... كنتِ مجنونة ياقلبي
تو ردت وجنـ تيها بد ماء الخـ جل وهي تطرق أنظارها أرضا هاربة من مغـ ذى كلماته... فقدت قدرتها على الكلام وإرتبكت في جلستها وبدأت تنظر من النافذة... جـ ذبها مرة آخري عندما ابتعدت بعض الشئ
ابتسم بهدوء وهو ير ميها بعيونه الصقرية ليتفحص جمال وجهها وخـ جلها... قهقه عليها عندما تقابلت بنظراته.. وضعت يـ ديها على وجهها
- بس بقى ياجواد بُص قدامك بدل مانعمل حادثة
قبـ ّل رأ سها:
- دا مكانك إياكي تبعدي مرة تانية... وضعت رأسها على كتـ فه مرة أخرى وقامت بتشغيل الكاسيت
"انا بعشقك أنا.. أنا كلي لك "
ظلت تدندن مع الأغنية
دنا من أذ نها "أنا بعشقك أنا، أنا كلي لك"
رجـ فة لـ ذ يذة أصابت جـ سدها من أنفـ ا سه التي ضـ ربتها اغمضت عيناها تستـ مـ تع بصوته وهو يغني لها
اعتدلت تنظر له
- وعدتني تغنيلي قبل كدا فاكر... ابتسم ونظر لوجهها ذو اللوحة الفنية الخـ لابة التي تثـ ير قلبه بل جـ سده بالكامل
- أوعدك الليلة كلها هتكون بتعتك... تحت أمرك.. مش هغنيلك بس هنسهر ونحاكي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا مع بعض...
وعاملك مفاجأة هتعجبك أوي.. قبل ماتبدأي في الماجيستير
تغلغلت رو حها بابتسامة مغرمة به مجرد ماستمعت كلماته فأصبحت كفراشة جـ ذابة الألوان تتحرك بخفة فوق الازهار
لمـ ست جانب وجهه:
- ووعد مني هعملك مفاجأة هطّير عقلك.. أنا كمان هشوف مين مفاجأته احسن
ضـ رب على المقود وهو يضحك بصوته الر جولي
- وحياة ربنا مو تي هيكون على ايـ دك ياجنيتي
نامت على كتـ فه
- مش مهم المهم هنمـ وت مع بعض... لا إنت تعاني من بعدي... ولا أنا أعاني من بعد... اعتدلت سريعا
- لا مش هتكون معناة أد ماهيكون مو ت حقيقي بس بالروح
مـ سح دمو عها التي تساقطت فجأة
- حبيبتي إحنا بنهزر.. ليه قلبتيها حزن كدا
هزت رأ سها وعادت لمو ضعها
- أنا مش عايزة أتخيل ياجواد... بلاش وحياتي عندك، تهزر في المو ت... كفاية وجع لحد كدا... ضـ مت نفسها بالكامل لداخل أحـ ضانه مماجعله فقد السيطرة على القيادة
هدئ من سرعة السيارة ووقف بجانب الطريق
استدار بجـ سده لها ... تشبـ ست بقميصه ودمو عها تسبق كلماتها... بكت بقـ هر يتيمة عندما تخيلت فكرة فقـ دانه
بدأ الخوف يلتـ هم قلبه عليها كما تلـ تهم النـ ار سنابل القمح المحترقة... شــ عر باحتر اق صـ دره عندما وجد حالتها هكذا
دمو عها تكـ وي قلبه.. نعم هو يخاف أكثر منها
نزل من السيارة وطلب من زاهر قيادة سيارته عندما فقد السيطرة على نفسه من حالتها
- سوق بينا يازاهر وخلي حد من الأمن يركب عربيتك
استدار وجـ ذبها للخلف... جلس وأجلسها بأحـ ضـانه... شـ عور طفلة ضا ئعه مشتته عندما فقدت والديها... هذا كل ماشـ عرته عندما تحدث بكلماته المازحة
نامت بأحـ ضـانه على موضع نبض قلبه وهو يتمتم لها ببعض الكلمات الهادئة
- أوعدك عمري ماأسيبك ياقلبي.. دا عب وجهها بأنـ فه
- انتِ متعرفيش انتِ بالنسبالي إيه... إحنا بنهزر... وبعدين فين إيمانك بربنا يازوزو... دا إيمانك بربنا... أخيرا هدأت وذهبت في سبات
❈-❈-❈
وصلا بعد قليل الى الفيوم
نصب عوده وهو يمد يـ ده لها ليساعدها على النهوض من السيارة... وضعت يـ ديها بيـ ديه ونزلت من السيارة
اتجه سيف إليهما وهو يقوم بالتصفير
- والله خايف على نفسي ليفكروكم العرسان...
رفع حا جبه متحدثا بسخرية
- احنا أحسن من العرسان نفسهم يالا..
وقفت بجانب سيف
- الف مبروك ياسيفو وعقبال الليلة الكبيرة
جـ ذبها من يـ ديها
- هتفضلي ترغي تعالي ندخل نشوف بيعملوا إيه من غيرنا ... اتجه بنظره إلى سيف
- كله تمام... اومأ له برأسه بنعم... قبـ.ّ ل يـ ديها.. حبيبتي إدخلي لماما وطنط حسناء عندي مشوار مهم لازم اعمله
قطبيت جبينها:
- مشوار إيه دا ياجواد؟
ربت على كتـ فها... مردفا
- لما أرجع هقولك... قاطعهم دخول أمل ووالدتها الذين وصلوا للتوا
- إزيك ياجواد... قالتها أمل وهي تنظر له بإشتياق... إرتدى نظارته الشمسية وحيّاها بهدوء
- إزيك ياأمل.. أنا كويس... أعاد نظراته لغزل
- ادخلي ياله عايز أمشي... أومأت برأسها ودخلت.. وقفت أشجان أمامه
- فيه موضوع مهم ياجواد عايزين نتكلم فيه... تحرك مغادرا للسيارة
- "ان شاء الله "
وصل بعد قليل لمقبرة جاسر وأمجد
وقف أمام المقبرة ينظر بشرود وأحداث الماضي كلها أمامه كشريط سينمائي
أغمض عيناه بحزن وتحدث
-عامل إيه ياصاحبي وحشتني... تنهد بأ لم كاد أن يذ بح صـ دره...كان يقف يبـ كي على مأ ساة الفراق من أعز الأصدقاء بل كان كالاخ..شـ عر بأ لم بقلبا مفطور ملئ بالثقوب الحزينة كلما تذكره.... اتجه وجلس أمام المقبرة وبدأ يحدث نفسه
كيف نخبر الجميع إننا بخير وقلوبنا تشتهي ضـ م أشخاص فار قت الحياة...
لا يعلموا أن البقاء على قيد الحياة أشد أ لما من المو ت نفسه... ياله من فراق دائم يبعث للقلب الآلام وآهات صا رخة ... حتى لو أشـ عرنا بما حولنا إننا بخير
تنهد بحزن من أعماق صـ دره
- وحشتني أوي.. الفراق آه لو تعرف فراقك عمل إيه؟
أمـ سك حفنة من الاتربة بجوار المقبرة
- شوفت ياجاسر اتخلقنا منه وهنرجعله.. انسدلت دمـ عة شريدة من عينيه
رغم السعادة االي عايش فيها بس ناقصني انت... ايوة ياصاحبي
- فيّا حاجة ناقصة رغم وجود صهيب وحازم بس إنت غيرهم... اهة صا رخة خرجت من جو فه
- كان نفسي تشوف السعادة اللي أنا وغزل عايشنها... استكمل حديثه المـ ؤلم
كان عندك حق ياحبيبي.... مفيش أجمل من إنك تنام مرتاح وحبيبك في حـ ضـنك
تنهد وحاول أخذ نفسا يملأ رئتيه بهدوء ثم طرده
- خايف، تخيل.. جواد خايف من بكرة... خايف السعادة دي تتسرق مني.. خايف على غزل أوي... خايف على أخواتي.. أول مرة احـ س اني خايف أوي كدا... بقيت أنام زي الاسد مفتح عين ومغمض عين... بقينا نمشي أمن جوا وأمن برة.. زفر واكمل مستطردا
- أنا مش خايف على نفسي أد ماأنا خايف على غزل لو حصلي حاجة... تعرف إننا مبنعرفش نتنفس بعيد عن بعض
ابتسم بو جع
- اختك بقت مجنونة أوي..ضحك،هي طول عمرها مجنونة الصراحة... بس بعشق جنانها كبرت أوي مش بالسن بس ... كبرت بمواقفها بقت بتعرف تمتـ ص غضـ بي.. وكمان بقت بتعرف إزاي تكون حنينة وفي نفس الوقت قطة شـ رسة... تقول إيه بقى جنيتي تربيتي ... تذكر شهيناز
وقف ولمـ س المقبرة
- اخدتلك حقك وحق عمو ماجد ياحبيبي... عايزك تنام وترتاح مع إنها جت متأخر بس جت ... لسة حق د مك مكملش.. وقعتهم لسة واحد بس وحياتك عندي لأجيبه.. بدل عرفت هو مين متاخفش حتى لو فيها مو تي خلال شهر هعلقه على حبل المشـ نقة زيه زي غيره...
- دفـ نتلك شهيناز بأيـ دي دي تحت الارض
هخلّص منها القديم كله
هنا ذهب بذاكرته لذلك اليوم
بعد رجوع غزل... باليوم التالي ذهب إليها حيث المكان الذي وضعها به عثمان
وقف عثمان عندما وجده
- زي ماطلبت حضرتك ياباشا... بس حضرة الضابط باسم رافض كل اللي بنعمله
- ملكش دعوة بباسم أنا هتصرف معه.. هي صاحية
اومأ عثمان برأسه:
- كانت بتصر خ من شوية... فتح جواد الباب ودخل إلى غرفة تحت الأرض
دلف للداخل وجدها تجلس على الأرض وهي تبـ كي ومظـ هرها مز ري للغاية
جلس أمامها على المقعد:
- شاهي، شاهي.. قولي ياست الحسن والدلال أعمل فيكي إيه...إختاري موتة تليق
وقفت واتجهت له
- تعرف أكتر واحد كر هته في حياتي إنت
قهقه بصوتا مرتفع: القلوب عند بعضها يامدام شاهي.. أخفض رأ سه وتحدث
- تعرفي لو ينفع أغنيها وأنزلها ألبوم ماأتأخرش
فجأة جـ ذبها من خـ صلاتها
- الحق عليا... أنا اللي غلطت لما عرفت إنك قذ رة ورغم كدا سبتك
كان المفروض ارميكي رمي الكـ لاب يوم ماسقـ طي ابن ماجد... كان المفروض احبسك يوم ماعرفت إنك بتغتلسي من الشركة... كان المفروض امو تك او أدفنك بالحياة يوم ماعرفت إنك قذ رة وبتجري ورا جاسر وبتحاولي تفر قي بينه وبين مليكة... شهـ قت شهقة فارغة الو جع تحاول الثبات أمامه قدر المستطاع ولكنه
رطم رأ سها بالحائط وبدأ يتحدث بغـ ضب
وخرج عن السيطرة
- كان المفروض ما سبكيش عايشة يوم واحد بعد مارحتي واتفقتي مع بثينة بقتل أختي واغتـ صاب غزل...دفـ عها بكل قوته
إنسال الد ماء من أنـ فها وهي تبـ كي وتهز رأ سها بلا
همت أن ترد عليه لكنه استوقفها بسـ باته محذرا
- إياكي أسمع صوتك سمعتي... أقترب بخُطى سُلحفية وأثنى بجـ. سده
- وياريت تتهـ دي بعد دا كله، لا رايحة تخـ طفي مر ات جواد الالفي... دار حولها حتى بث الر عب بها.. وجـ ف حلقها وار تعدت مفا صلها
نظر لها بنظرات قاتمة ووجهه يغمره الغضـ ب تمنى ان يخـ نقها ولكنه اتجه
وجلس مرة آخرى على المقعد ووضع سا قا فوق الأخرى
- سمعيني كدا كنتِ عايزة تعملي إيه
: ايوة ايوة افتكرت..
- عايزة تجيبي أخويا وتصوّريه مع مر اتي... هنا وقف كالوحش المفترس وانقض عليها لم يرى أمامه سوى زو جته وهي تصر خ باسمه ور عبها مما خُطط لهما
دخل عثمان سريعا عندما استمع لصرخاتها
- جواد انت بتعمل إيه،؟
هتمـ وت في إيـ دك... ظل ير كلها بكل جـ سدها لم يرى، لم يسمع شيئا... دفـ عه عثمان بكل قوته
- لو سمحت يافندم فوق دي ما تت
بصق عليها
- المو ت رحمة للي زيها... عايزها تشوف العذاب ألوان... افصلي كل الكهربا دي
أنا عايز الاوضة دي مقبـ رتها سمعتني ولا لا
نزل بجـ سده جالسا على عقبيه أمامها
إحمدي ربنا إنك واحدة ست... أقسم بالله لا أخليكي تتمني المو ت ماطلهوش
وقفت تستند على الحائط من شدة الآمها
- جواد وحياة رحمة جاسر تسامحني... امـ سكت بيـ ديه
وحياة غزل عندك تسامحني وتسجني ودّيني السجن بلاش تسبني هنا
دفـ عها بقوة حتى سقـ طت على الأرض
اسمي حضرة الظابط يا بت متنسيش نفسك...نظر لها بإحتقار ثم تحرك مغادرا وهو يصر خ بعثمان
- البت دي ممنوع تشوف نور ربنا لحد ماتمـ وت... استدار لها وتحدث
-البقاء لله ياشهيناز... نسيت أقولك عاصم ما ت من يومين عقبالك
❈-❈-❈
خرج من شروده عندما شـ عر بأحدهما يضع يـ ديه على كـ تفه
- لما إنت جاي هنا ماقولتليش ليه
جـ ذبها وأجلسها بجواره مطوقا خـ صرها
- زاهر معاكي برة... أومأت برأسها
اتجهت للمقبرة
- وحشتوني أوي... ناظرت زو جها الذي يجلس بجانبها
- شوف ياجسورة مين عندك
غزالتك وحبيبها.. بس المرادي مش حبيبها بس لا جو زها وكل حياتها... ومش جاية تشتكي منه، ابداً
ابتسمت وهي تناظره بعشقها
- جاية أفرحك حبيبي زي مافرحتني... جاية أقولك انك أجمل وأحن أخ في الدنيا
اتجهت بنظرها للمقبرة
- جاية أقولك لو فضلت أدعي ربنا ليل نهار على رحمته بيا...مش هتكفي...جاية اقولك حبيبي ضحـ يت بنفسك علشان أختك تعيش...أستكملت مسترسلة
حبيت تد فن نفسك علشان تبسطني...حتى وإنت تحت التر اب فكرت بأختك...أنا أسعد واحدة بالعالم دا ياحبيبي...عايزك تطمن على أختك...استدرات له مرة أخرى
- وكمان إطمن على صاحبك وقدوتك في ايـ د أمينة...ضحكت بصوت هادي
- أنا اخيرا عرفت ليه جواد قدوتك...بجد انتوا الاتنين أغلى ماأملك...إنت بذكرياتك وهديتك اللي مهما أعمل علشان أجازيك عليها مقدرش...وهو بحبه وسعادته ليا
وضعت رأ سها في حـ ضنه
- وحشني أوي ياجواد نفسي أضـ مه وأشم ريحته...فعلا الاخ ميتعوضش أبدا...ومش أي أخ...دا جاسر
قبّـ ل جبهتها...
ربنا يرحمه حبيبتي... ضيق عيناه ليخرجها من حالتها
- إزاي صاحبه في إيـ. د أمينة يابت ... دا أنا ضعت... فعلا أنا كنت بقوله اني في إيـ ـد
كنت لسة بقوله ياروحي.. لكـ مته بجنبه
- وسع كدا أنا مخصماك علشان مقولتليش إنك جاي هنا... على فكرة أنا جاية صدفة مع خالتوا حسناء جت تزور عمو حسن فقولت هروح معاكي... هي هناك عند المقبرة
وضع جبـ ينه فوق جبـ ينها
- بتهربي يازوزو علشان معاقبكيش إنك خرجتي من غير ماأعرف
وقف وجـ ذبها معه... بس هتتعاقبي ياقلبي
وقدام اخوكي وأبوكي اهو لازم جو زك يعا قبك.. ألقت نفسها بأحـ ضانه وبكـ ت لقد خلـ عت قناع الصمود
- ياريتهم يردوا عليك ياجواد... أنا موافقة إني اتعاقب منك.. بس اسمع حد فيهم وهو بيقولك اكـ سرلها عضمها حتى ... أنا موافقة تعملوا فيا اللي انتوا عايزينوه
ضـ مها بكل قوة لديه
- عرفتي ليه ماردتش أقولك اني جاي هنا... علشان دمو عك دي بتمو تني... يرضيكي تمو تيني يازوزو... مـ سحت دمو عه مُقـ بّله خـ ديه
- بعد الشر عليك يار وح غزل
-
مساءا
كان يجلس الجميع بالحديقة المزينة بالانوار...
توضع منضده متزينة بوسط الحديقة يجلس عليها كلا من..
هاشم والد العروس..بجانبه حازم... وعلى الجانب الآخر يجلس حسين بجانبه سيف وجواد... ويوجد المأذون في المنتصف
بعد فترة انتهى مر اسم عقد القران
اتجه حازم لأخته التي تجلس بجوار حسناء ونجاة..
- الف مبروك ياقلبي.. يارب دايما السعادة لقلبك وحياتك ثم قبـّ ل جبهتها
ثم اتجه بها حيث والده وسيف
ضـ مها هاشم لحـ ضنه:
-ألف مبروك بنتي الحلوة... ربنا يسعدك حبيبتي
قبّـ لها فوق جبينها
اتجهت لحسين
- قبـّ ل حسين رأ سها
- ألف مبروك يابنتي ربنا يسعدكم يارب
اتجه صهيب وجواد لسيف مهنئين بعقد قرا نه... وقف سيف أمام والده الذي تظهر سعادته اليوم لا توصف فاليوم مـ سك الختام لأولاده فلـ ذة كبده آخر العنقود والحبيب والأقرب إلي قلوبهم
قـ بّل يـ د والده الذي قام بتقـ بيل جبـ هته
- ألف مبروك ياحبيبي ربنا يسعدك ودايما السعادة لحياتك
تحرك اخيرا لعروسه المنتظرة مباركتها
وضع وجهها بين راحتيه مُقـ بّلا جبـ هتها
- مبروك ياأميرة قلبي... وفجأة طوق خـ صرها وظل يدور بها
مع التصفيق والتصفير من الجميع الذين يحضرون
بدأت الحفل بالموسيقى الهادئة ورقص العروسين
وقف صهيب وبسط يـ ديه لزو جته
- تسمحيلي بالرقصة دي ام عتريس
وقفت وتشابكت الأيـ دي
ظل يتراقص بها وسط جموع الحضور وبجانبهما أمل وصديق سيف وهي تنظر لجواد الذي يجلس بجانب غزل متشابكين الأيا دي وينظرون لبعضهما بعشق ويتحدثون كأنهم يعيشون أيام المر اهقة
خرجت نهى من أحـ ضان صهيب
- تعالى نقعد أنا تعبت... جـ ذبها
- تمام تعالي أقعدي هروح اجبلك فواكه... أومأت بر أسها
بعد قليل انتهت الرقصة مع دوران سيف بعروسه
ضحك صهيب عليه
- وادي سيف اللي عاملي عاقل أهو لسة مدخلش عش الزو جية واتجـ نن
لكـ مته نهى التي جلست تأكل حبات من الفراولة
- زي ماإنت اتجـ ننت كدا ياحبيبي
استند على المنضدة متشابك الـ يدين.. مسلط عيناه على شـ فتيها وفـ مها الذي يلو ك الفراولة باستمتاع.. د نى منها
- بطلي تاكلي قدامي فراولة... أنا بنبه مرة واحدة
رفعت حاجبها وتحدثت بسخرية
- ولو منبهتش ياروحي هتعمل إيه
"هكتب كتابي " أردف بها بهدوء وهو يشاكسها كالاطفال
- ياعيني عليك ياصهيب اتجـ ننت ياحبيبي بدري بدري
وقف فجأة
- معلش ياماما نهى بطنها بتو جعها هتطلع تر تاح شوية وأنا هوصلها
نظـ ر له جواد نظـ رة أر عبته
- أقعد يالا هتسيب أخوك وتروح فين... نظر لنهى وهي ترفع حا جبها بشقاوة
ربتت على كتـ فه بسخرية
- اقعد ياحبيبي.. أنا كويسة قال إيه بطني بتو جعني... جتك ضر بة في بطنك ياصهيب... بتنق عليا
ضحكت غزل عليهما ومـ صمـ صت شـ فتاها وهي تنظر لصهيب بسخرية
- ألف سلامة ياصهيبوتي تعيش وتاخد غيرها
لكـ زها جواد هامـ سا
- إحترمي نفسك حر مي المصون... بطلي ضحك، كفاية فستانك دا اللي مش طايقه عليكي
رفعت أنا ملها وأغلقت زر قميصه
- وانت لم نفسك ياحبي مش هفضل أقفل زراير قميصك كل شوية... إيه حد قال عضـ لاتك حلوة
كان يتابعهما بجلسته وهو ينفـ ث دخان من إذ نيه ولكنه ابتسم
- جدعة يابت يازوزو بتعرفي تاخدي حقك... قوليله ليه فاتح زراير قميصه والجو برد يعني مش حر... ياترى ليه
استرسل إكتمالا لحديثه وجواد يناظره بغـ ضب
أمـ سك عنباية ووضعها بفـ مه وهو ينظر لجواد بشقاوة
- علشان الحفلة مليانة مـ زز شوفتي صحبات ميرنا بيرقصوا إزاي على واحدة ونص وعينهم على حضرة الضابط تقوليش،مفيش غيره بالحفلة ... أنا نفسي أقوم أطبلهم... أهو يمكن يحـ. سو بوجود حد تاني
ضغط على شـ فتيه السُفلية
- قوم ياحضرة الطبّال الهُمام...وريني مواهبك.. والله هبقشش عليك... لم ترى نظراتهم المتحدية
توجهت بنظراتها إلى البنات اللاتي يترا قصون على الموسيقى الشعبية واخيرا جلسن ووقفت أمل بمنتصفهن
وبدأت تتما يل بجـ سدها الأنثوي التي كانت تظ،هر معالمه بسخاء من فستانها الأخضر الذي يصل لركـ بتيها...
كانت أمل نظراتها تحاصره... استدارت غزل إليه وبدأت نيـ ران الغيرة تتأكل دواخلها ولكن اطمئنت عندما وجدته يتحدث مع صهيب... فجأة جـ ذب سيف..جواد وصهيب وحازم للاستيج واشتـ عل الاستيج بالاغاني الشعبية... مع رقصات البنات
وقفت وهي تنظر له بغـ ضب عندما وقفت أمل تتما يل بجـ سدها عليه...وهو ينظر لها بغموض هادئ... مطت شـ فتاها كالاطفال فجأة ابتسمت واتخذت قرارها...
خطت بكعبها العالي وفستانها السماوي الجـ. ذاب الذي يرسم جـ سدها رغم وسعه بعض الشئ إلى حيث وقوفهم جـ ذبتها مليكة التي كانت تجلس بجوار نجاة تتابعهم ... وقفت أمام غزل عندما وجدت نظراتها إليهما
- بت ياغزل ناوية على إيه... جواد بعيد عنها هي اللي بترمي نفسها... زوزو إنتِ دكتورة دلوقتي، حافظي على مركزك ومركز جو زك... إياكي تعملي اللي بتفكري فيه
ضحكت بصوتا وهمـ ست لها
- دلوقتي هتشوفي وكمان حضرة الضابط الأمور...
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية