رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 5
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الخامس
ارني كيف اخسر/ عرض عمل
جلس عزت بإحدي المقاهي الشعبيه التي أعتاد دائماً أن يرتادها، عزت يعمل بأحدي مراكز صيانه السيارات ما يقال عنه"ميكانيكي" .
هو لا يملك عمل اليوم خصوصًا بعدما اخذ اجازة ليومين، كان ينوي ان يبقي بهما جوار ز وجته وعائلتها علة يحصل علي عمل رفقتهم لكن تلك اللعينه جميلة، كم يمقت تحدياتها و وقوفها بوجهه الدائم كانها لا تملك اي شئ يمنعها عن الاندفاع كانت كل خلية به غاضبه وبرغم عنه ارتسمت بسمه علي وجهه وهو يتذكر الاموال التي سيحصل عليها منهم.
رمش بأنتفاضه نتيجه الصوت المرتفع رفع عينه ليجده ابراهيم صديقة، كان الاخر يضحك بينما يجلس وهو يخبره بنبرة مازحة :
_ سلامتك من الخضه
_ دمك مش خفيف خد بالك
نبذه بخفه لم يهتم ابراهيم وهو يطلب كوب من القهوة بصوت مرتفع، مد ي ده بجيب بنطاله يلتقط احدي لفافات التبغ التي ادمنها وهو يشعلها وهو يتحدث بنبرة حانقه:
_ ألا أيه المصلحة الي جمعاك مع عيله الشنديري !
ضحك عزت علي نبرة الغضب بصوت صديقه وهو يسخر منه :
_ مالك مضايق ولا كأنك مراتي
القي عليه ابراهيم نظرة باغضة ونهض ناويًا الرحيل، امسك عزت بي ده يعيده للجلوس مره اخري وهو يحمحم متخذاً مظهر جاد:
_ خلاص متبقاش عيل اقعد هحكيلك، المصلحة الي معاهم هي مراتي الي طلعت بنت اخو المعلم الكبير محمد
كان ينطق بزهو وتفاخر وكأنه يذكره بتلك المرات التي كان يرغب منه بها ان يتزو ج فتاة اخري، هو يحب نوران برغم ذلك طمعه بالمال اكبر، انتبه لابراهيم الذي نطق بصدمه واستغراب:
_ يعني كده انتَ بقيت واحد من عيله الشنديري
_ يعتبر ولسه هقرب منهم واشتغل معاهم غير ورث مراتي
كان يتحدث بأعين لامعه بطمع لم تختلف عن الجالس بجوارة والذي كان يشعر بالطمع والحقد، القي نظرة جانبيه علي عزت وهو يهتف بسخرية:
_ ما هي حظوظ
❈-❈-❈
كانت تطالعه بهدوء، جالس بأعين حازمة وحاجبين معقودين، لم تراه هكذا ابداً كان دائمًا ما يتقبل الاحداث دون اظهار ذلك الوجه الحازم الذي قابلها به لأول مره! تنهدت وهي تنطق بكلمات يشوبها بعض القلق خوفاً من حدوث امر سئ:
_ ايه الي حصل ؟
مرر عينه علي وجهها الذي برغم مرور العمر لم يتغير سوي من تجاعيد كثيرة غمرته، مزالت كلماتها المسمومة تلتف علي الجميع كما سابق عهدها وكأنه يسمعها تقولها الان، لكنه لم يعد كالسابق ابداً لذا نطق بحده وصوت صلب مكتفياً من افعالها:
_ أسمعي يا عبير، الي حصل زمان خلاص عدي لكن دلوقتي يا عبير أنا مش هسكتلك زي زمان، بنات منتصر ملكيش دعوة بيهم ولا حتى فتحيه تقربي منها ..
_ انتَ طالع ت ـهدد اختك يا محمد؟
نطقت بينما ت ـضرب ص ـدرها. بحركه انفعالية مفتعلة رغم تلك الصدمه الحقيقه التي تشعر بها ، لم تصمت حتى وهي تكمل بصوت تتجلي به الصدمة والحقد:
_ اه ما طلامة فتحيه في الموضوع لازم اتوقع منك كدا، مش عايزني اخاف منها وهي مكملتش يومين وقلبتك علي اختك؛ اختك يا محمد
لم يبدي أي تأثر وهو يتابع انفعالها المتجلي أمامه، إحمرار عينها وانتفاخ أوردتها كان يلتمع أمام عينه المتابعة لها كان ساخر بالنسبه له فقد كان يعلم ان كل ذلك مجرد تمثيل؛ او بالأحرى هي صدمة حقيقيه كونه لم يعد كالسابق في الانصياع لها، أستمر علي هدوئه وهو ينطق بجديه ووجه صلب:
_ خلصتي الشغل بتاعك دا؟ مبقاش يفرق معايا كل حركاتك دي
_ حركات !!
لم يبلي إهتمام لكلمتها المستنكرة وهي تحاول قطع حديثه، أكمل بح.ده تمنعها من الاعتراض والتدخل مجددًا :
_ اه يا عبير، أنا مش به.ددك بس بعرفك ان مرات منتصر وولاده ليهم الي يقف في وشك فخلي بالك معاهم، يلا هستأذن وامشي أنا.
نهض دون أنتظار جوابها كانت عبير تجلس مبهوته وهي تشاهد مغادرتة ، تلك الكلمات التي اخبره بها غريب جعلت الدماء تتدافع داخل رأسه لينهض مقررًا الصعود لها وليس الانتظار حتى تعيد ماضيها بصب السموم، زفر انفاسه بهدوء بعدما اغلق الباب وتحركت قدمه مقرراً الذهاب لمنزل فتحيه ليري ما بها جميله.
❈-❈-❈
غادرت نوران حجرتها بعدما أنطلق عزت مغادرًا المنزل، تحركت ناحية الخارج حيث كانت جميلة وفتحيه تجلسان أمام التلفاز بهدوء لتجلس بجوارهم بينما تهتف بهدوء:
_ فطرتو ولا لاء
_ لا مستنينك تصحي
قالت فتحية بهدوء وهي تنظر لها لتلقي نوران نظره علي جميلة قبل أن تسألهم بنبره جديه :
_ حصل ايه الصبح انا مفهمتش حاجه من عزت!
ارتفعت جميلة بجلستها وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظة بينما ضر.بت فتحيه جبهتها بضيق، التفت جميله لشقيقتها وهي تهتف بها بنبرة غاضبة منزعجه من طريقه شقيقتها بجلب الحديث:
_ طب كويس بقا انك أكلمتى، بصي يا نوران انا مقولتش حاجه علي ندالة ج ـوزك واستناقصه معانا وحطيت جزمه في بؤي وسكت انه قاعد معانا، لكن بقا جو رايحة فين وجاية منين دا مش عليا أنا، فهميه كدا بالعقل ميجيش علي سكتي انا احسنله
كانت نوران مبهوته وهي تري الطريقة الجافه التي تلقي بها جميلة كلماتها عن عزيزها عزت!! لذا لم تصمت وهي تهتف بها بحده وانتفضت واقفه بج سدها من وقاحه جميلة:
_ جري ايه يا جميلة انتِ بتتكلمي كدا ليه! وبعدين ايه ساكته انه قاعد هنا عزت يقعد براحتة
_ لا والله علي انهي اساس! لا يكون ج ـوزك فتحلنا بيته مثلاً دا هو السبب في الرمية السودة دي؟
قابلتها جميلة بحده بينما تقف هي الاخري بوجهها، انزعجت فتحيه من صوتهم المرتفع والطريقة التي يتبادلون بها الحديث لتهتف بهما بجديه وحزم:
_ جرا ايه انتِ وهي مبقتش مالية عنكم وبتحترموني! من امتي تعلية الصوت وانا موجوده دي
_ ما انتِ مش سامعة جميلة بتقول ايه ولا بتتكلم ازاي عن عزت؟ عيزاني اسكتلها انا كمان زي ما انتِ سكتالها يا ماما؟
القت نوران كلماتها الحانقة وغضبها يعميها، هي تعلم كم أن عائلتها ليسوا معجبين او مرحبين بعزت حتى خصوصًا جميلة التي دائماً ما تعامله بح.ده وضيق ، هي غضبت منه علي موقفه مع عائلتها لكنها سامحته ، لم تهتم جميلة بكلمات شقيقتها كثيراً وهي تتحرك حتى تقف أمامها؛ رأسًا برأس وتخبرها ببسمه متهكمه وساخرة:
_ اتكلم براحتى طول ما انا مش غلطانه يا نوران، انتِ عايزة ماما تعارضني في الحق! وبعدين انا مش بتدخل في حياتكم وكل الي عليا اني بنصحك بس عشان أختي لكن هو بقا يتدخل فيا دا علي جثتي انتِ فاهمه !
وقفت فتحية بينهم وهي ت ـدفع جميلة بعيداً عن شقيقتها وتصرخ بهما بح.ده وقد اشتد الوضع :
_ لا انتو مش عاجبكم حد فعلاً، جميلة عيب تتكلمي كدا علي ج ـوز اختك وانتِ يا نوران ج ـوزك غلطان من ساسه لراسه والكلام الي قاله علي اختك دا انا مش هعديه.
كادت نوران تتحدث حتى قطعهم صوت طرقات الباب.
❈-❈-❈
كان محمد يهبط لمنزل فتحيه حينما وجد فتياه واقفين جوار الباب كل منهم يلقي بأذنة وكأن صوت صرخاتهم بالداخل يحتاج للتصنت وكانت الكلمات واضحه، حاول عدم اصدار صوت حتى اصبح علي بعد درجة واحدة منهم ليميل نحو الامام مربتًا علي ك ـتف غريب وهو يسأله بصوت حاول جعله فضولياً:
_ ايه سبب الزعيق دا فكرك!
_ مش عارف يابني ما انا نازل معاك، بس واضح ان الي اسمه عزت دا السبب، مش قولتلك راجل سمج؟
ختم حديثه بفخر وهو يستدير ناحيه مصدر السؤال وكان يظنه معتصم، انطفأ فخرة حول نباهته في معرفه ان عزت سمج حينما وجد والده يقف امامة بصلب مفرود واستوعب أن معتصم بالجهه الاخري ليس تلك، ابتلع لعابه ببسمه مضطربه.
كان معتصم مركزاً أذنه لسماع صوتها هي والذي كان يتستطيع تميزة جيداً داخل تلك الشقه، كان بصوتها بعض الاختناق برغم من تعبيرها عما تريده لشقيقتها كما استنتج، رغم بغضه منها وكل تصرفاتها كان يشعر بشئ من الاعجاب نحو تلك الهَامة التي ترفض اسقاطها وتلك الجر.ائة في الدفاع عن شخصها .
كان غريب ومحمد قد يأسوا من شعور معتصم بهم دون حديث، نكزه محمد بك ـتفه بح.ده ليستدير الاخر بوجه منزعج مشوب بالضيق حتى انبسطت تعبيراته تماماً وهو يجده والده وليس غريب، مرر محمد عينه علي الاثنين وهو ينطق بصوت منخفض حاد:
_ حسابي معاكم انتو الاتنين بعدين
وقبل ان ينطقا كان هو يطرق الباب مانعهم من التبرير وموقف الشجار بالداخل
❈-❈-❈
كان محمد يهبط لمنزل فتحيه حينما وجد فتياه واقفين جوار الباب كل منهم يلقي بأذنة وكأن صوت صرخاتهم بالداخل يحتاج للتصنت وكانت الكلمات واضحه، حاول عدم اصدار صوت حتى اصبح علي بعد درجة واحدة منهم ليميل نحو الامام مربتًا علي ك ـتف غريب وهو يسأله بصوت حاول جعله فضولياً:
_ ايه سبب الزعيق دا فكرك!
_ مش عارف يابني ما انا نازل معاك، بس واضح ان الي اسمه عزت دا السبب، مش قولتلك راجل سمج؟
ختم حديثه بفخر وهو يستدير ناحيه مصدر السؤال وكان يظنه معتصم، انطفأ فخرة حول نباهته في معرفه ان عزت سمج حينما وجد والده يقف امامة بصلب مفرود واستوعب أن معتصم بالجهه الاخري ليس تلك، ابتلع لعابه ببسمه مضطربه.
كان معتصم مركزاً أذنه لسماع صوتها هي والذي كان يتستطيع تميزة جيداً داخل تلك الشقه، كان بصوتها بعض الاختناق برغم من تعبيرها عما تريده لشقيقتها كما استنتج، رغم بغضه منها وكل تصرفاتها كان يشعر بشئ من الاعجاب نحو تلك الهَامة التي ترفض اسقاطها وتلك الجر.ائة في الدفاع عن شخصها .
كان غريب ومحمد قد يأسوا من شعور معتصم بهم دون حديث، نكزه محمد بك ـتفه بح.ده ليستدير الاخر بوجه منزعج مشوب بالضيق حتى انبسطت تعبيراته تماماً وهو يجده والده وليس غريب، مرر محمد عينه علي الاثنين وهو ينطق بصوت منخفض حاد:
_ حسابي معاكم انتو الاتنين بعدين
وقبل ان ينطقا كان هو يطرق الباب مانعهم من التبرير وموقف الشجار بالداخل
❈-❈-❈
قامت فتحيه بترك الفتاتان خلفها واتجهت للباب ويمكنها الشعور بهما علي وشك الانقضاض فوق بعضهم، نوران كانت حمقاء دائماً فيما يخص
ز وجها ليس ذلك وكأنها انقلبت علي شقيقتها نهائيًا ولكنها تعرف رفضهم لعزت كزو ج لذا تحاول منع باب تدخلهم من الانفتاح.
بينما جميلة كانت شخصيتها اكثر عقلانيه من نوران وربما كانت اقرب لها حيث علمت بأشياء لا تعلمها نوران كما ان جميلة كانت ذات شخصيه قويه وواثقة ومندفعه لذا لا تحب فتحيه ان تتواجه الفتاتان.
شعرت بقلبها يسقط داخل امعائها وهي تري محمد وابنيه امامها، هالتها فكرة استماعهم لتلك المشادة بين الفتاتين لكن اسرعت بنكران ذالك داخلياً وهي تهتف بهم بهدوء وابتسامه متوتره صغيرة:
_ ازيك يا حج
_ الحمد لله يا ست فتحيه، تسمحيلنا ندخل ؟
نطق بجديه وهو ينظر بصلب عينها مرسلاً رعشات غير ارادية لج ـسدها الذي ابتعد عن الباب، تنفست بعمق تمحي اثر الماضي عنها وهي تهتف بصوت مرتفع نسبياً حتى يصل للداخل:
_ عمكم داخل يا بنات ، اتفضلوا
انخفض صوتها تدريجيًا وهي تشير لهم بالولوج، كان باب المنزل موجود بطرقه طويله ذات اتجاهين؛ حيث عن اليمين يمكنك الاتجاه للغرف والمرحاض والمطبخ وعن اليسار توجد غرفه الاستقبال والطعام .
تحرك محمد وتبعه الشابين للداخل وخلفهم فتحيه، كانت الفتاتين ابتعدوا عن بعضهم وحاولو رسم ابتسامة مصطنعة.
بعد جلوس محمد لبعض الوقت عادت فتحيه وجميلة بالشاي بينما كانت نوران تجلس مرحبه بهدوء بعمها، جلست فتحيه امامهم وبجوارها جميلة ليبداء محمد حديثة دون انتظار:
_ انا سمعت إن في مشكله حصلت الصبح؟
بمجرد ان ولجت الكلمات لأذن جميلة كانت تلقي نظرات نارية ناحيه معتصم، من غيرة قد يشي بما حدث ليثير لها الفوضي!!!!
_ دا كان سوء تفاهم بسيط يا حج محمد متق......
كانت فتحيه تحاول تفسير الامر لكنه قاطعها وهو يهتف بصوت رخيم جاد
_ انا مش بتكلم دلوقتي علي الي حصل من جو ز بنتك وجميلة دا موضوع تاني هنتكلم فيه، دلوقتي الي بتكلم فيه ازاي متجيش تقوليلي علي الي حصل من عبير! انتِ فكراني هقبل بحاجه زي كدا؟
_ ماما محبتش تعمل اي مشاكل بينكم عشان كدا قررت تسكت و تطنشها
اجابت جميلة بهدوء وهي تبعد عينها عن معتصم بغير اهتمام، كانت نظراته بها شئ من الصدمه حينما طالعته بأتهام لكنها لم تشغل ذاتها.
زفر محمد وهو يمرر عينه عليهم جميعًا قبل أن يتحدث بجديه وهو لا يبعد عينه عن فتحيه:
_ قوم يا غريب روح الشغل انتَ وفي ورق هيجيلك عن الاسهم الي هنشارك بيها في سلسلة المطاعم الجديدة تابعها كويس، وانتَ يا معتصم خليك هنا عشان عايزك معايا لما اخلص، وبعد اذنك يا فتحيه عايزك في كلمتين علي إنفراد
نظرت جميلة لوالدتها بقلق، لا تحب فكرة تركها وحدها مع محمد لكن لا يوجد امامها أي بديل، نهضت وكذلك البقيه وقبل أن ترحل كانت فتحيه تمسك يدها وهي تج.ذبها نحوها بينما تهمس لها بهدوء:
_ متسبيش أبن عمك قاعد لوحده ماشي!
_ حاضر يا ماما
نطقت بملل رغم الاعتراض الذي يظهر علي وجهها وعينها ، تحركت تتبعهم حيث اوصلو غريب للباب ليرحل وتركتهم نوران مستأذنة لتتجه لغرفتها واشارت جميلة لمعتصم علي الغرفة الاخري.
كان معتصم جالساً علي أحد الكراسي دون أن يحيد بعينه عنها حتى قلبت جميلة عينها للخلف بملل وهي تنطق بتبجح:
_ هتفضل باصص كدا لبكرا ولا ايه؟
انعقد حاجبي معتصم بغضب من ذلك التبجح الغريب بها، زفر انفاسه وهو يرسم ابتسامه ساخرة كبيره:
_ وهو انتِ حد يبصلك فترة طويلة!
نطق وهو يمرر عينه عليها بنظرة تقيميه متعمدة، هو ليس مقتنع بتلك الكلمات التي تغادر فمه وهي تمامًا عكس ما يراه بالحقيقة من جمال انثوي جذاب لكنه بالتأكيد لن يخبرها بذلك!
_ اللهم صبرك يا روحي، وبعدين انتَ ليك عين تتكلم وتبجح وانتَ طلعت تجري تحكي لابوك الي حصل؟
ختمت حديثها بحاجب مرتفع وابتسامة غاضبة ليجيبها معتصم بنبره جافه
_ اولاً غريب الي حكاله مش انا، ثانياً عمل كدا عشان يشوف حل في عمتي مش فيكي انتِ
_ مستحيل يكون غريب
قالت بدفاع تلقائي عن ذلك البشوش واللطيف كما يظهر عليه كما انها لم ترغب ان يتملص معتصم من فعلته ويلقيها علي الاخر.
تقاطع حاجبي معتصم من تعليقها المدافع وهو يراقبها بعدما جلست في حالة صمت! هل من الممكن ان تكون معجبه بغريب؟
❈-❈-❈
كانت فتحيه تطالع محمد الذي استمر علي صمته لدقائق لا تعلم عددها، زفرت انفاسها وهي تشعر بالتوتر من وجوده امامها تكاد الذكريات حول لقائهم الأول تتدافع داخل عقلها؛ لكن يستحيل ان تسمح لذلك أن يحدث وربما ساعدها محمد حينما تحدث بأبتسامه خفيضة مختطفها من عقلها
_ بصي يا فتحيه، احنا عيشنا الماضي كله وكل دقيقة فية فمحدش فينا يقدر ينكر او يغير في الي حصل زمان
توقف يستنشق الهواء وهو يتأكد بعينه انه قد جذب انتباهها ليجدها بالفعل تركز معه ليكمل بجدية
_ انا كنتَ عيل ومش قادر اعمل حاجه واي كلمه من عبير بتخليني اهد المعبد علي الكل، لكن انهارده كل دا اتغير يا فتحية انا مبقتش محمد بتاع زمان وانا مش بطلب منك تثقي في كلامي من غير تجربه لاء دا حقك بس عندي نقطه اتمني تفهميها، بنات منتصر اخويا مش هسمح إن حد يقرب منهم او يقول عليهم كلمه عشان كدا اي مشكله تحصل للبنات عيزك تبقي واثقة اني هحلها ماشي؟
ابتلعت لعابها وهي تنظر له، كان يخبرها انه تغير وكانها لم تلاحظ ذلك فمحمد القديم كان سريع الانفعال ويمكنك ان تلاحظ مجرد رؤيته سطحيته في الحكم علي الامور و وجهه الذي كان مشرقاً بحماس غريب لكن الان هو يمتاز بملامح هادئة و وقوره لا يتحدث قبل أن يتاكد من حديثه، اجابته بهدوء بينما تبعد عينها عنه غير راغبه
_ باذن الله يا حج
❈-❈-❈
_ غريبه انك شايفه غريب مستحيل يعمل كدا وانتِ متكلمتيش معاه قبل كدا اصلا!
نطق غير قادراً علي ترك الكلمات بجوفه اكثر من ذلك، رفعت عينها له بانتباه وارتسمت ابتسامة صغيره علي فمها قبل ان تنطق بتعمد تظهره بلا مبالاه
_ عادي يعني شكله باين عليه راجل
انتظر لثوان ان تكمل كلماتها بما يبعد الغضب عنه لكنها كانت تتعمد ترك الكلمات بالهواء تعبث به، شعر بالغضب وهو يقف بسرعة عن كرسية وستحرك ناحيتها خطوتين، عينه لا تبتعد عن وجهها الذي يبتسم بمكر حتى وهي تقف تقابلة ببرود حينما نطق بغضب
_ انتِ قصدك ايه يا بت انتِ
ضحكه صغيرة ساخرة لم تخلو من الغضب انفلتت من بين شف تيها الممتلئة دون اراده منه سقطت نظراته علي شف تيها وهي تطلق صوت تأتأة ضعيف وناعم رغم سخريته ليتابع بشرود حركه ف مها وهي تحركه مخرجه الكلمات بهدوء
_ مش معقولة معتصم ابن الحسب والنسب يقول بت! وبعدين ايه نسيت اسمي؛ لو نسيه هفكرك انا اسمي جميلة يعني لما تعوز تكلمني تقولة مش بت والجو دا، وبعدين ما قصدي واضح ولا انت كمان مش بتفهم !!
هل والدها كان يعلم كم هي ساحرة حينما اطلق عليه جميلة! كيف تشابة اسمها بتلك الدرجه حاول اخراج ذاته من تلك الدوامه التي سحبته وهو يرفع عينه ليقابل مقلتيها المتحديتان! ليتحدث بغضب
_ صدقيني مش هتكسبي حاجه بمعديتك ليا كله هيبقا بخسارة عليكي، فبلاش انا
ضحكت دون مرح لثوان قبل ان يتحول وجهها تمامًا للغضب وهي تقترب منه خطوة حتى اصبح الفرق بين وجهيهما بقدر اصبع، نطقت بسخرية متحديه
_ وانا عايزة اشوف هتخسرني ازاي؟
_ ايه الي بيحصل هنا؟
نطقت فتحية باستغراب وهي تري ذلك القرب بينهما، لولا ان ج سديهما كان متشنج وحركاتهم متيبسه لقالت انهم بموقف عاطفي حيث يعترفان بالحب!
ابتعد معتصم وجميلة عن بعضهم و لازمه بعض الخجل من ذلك القرب والذي اثار بنفسه الاعجاب بمظهرها علي عكس جميلة تمامًا والتي حتى لم تهتم بقربهم وهي تشعر بالحقد تجاهة، قلبت جميلة عينها بملل وهي تخبر والدتها بهدوء وهي تتحرك ناحيتها
_ ولا حاجه كنا بنتكلم بس
حركت فتحيه راسها دون اقتناع وتحركت معهم عائدين حيث كان محمد جالسًا بالغرفة كما هو، كان معتصم يلحق بهم بينما عقلة مشغول بتلك التي تتحول بين ثانيه والاخري وكيف تملك يمكن لعينها ورده فعلها ان تتغير في اقل من ثانيه متخذة وضع هجومي!
❈-❈-❈
_حجزت التذاكر!
تسائلت نور وهي تحمل اطباق للطعام تضعها علي الطاولة امام شقيقها الذي عاد متأخراً، نظر لها هيثم بملل وهو يخبرها بنبرة غير مهتمه
_ هحجزهم بكرا
_ هيثم متكبرش دماغك عشان الموضوع المره دي علي حلم حياتنا، لو عيلة عمك الي طلعت من تحت الارض دي قربو من عمو محمد هنروح في داهيه
قالت بينما تجلس بجوارة وهي تتناول طعامها بهدوء وتحذره بجدية، القي عليها هيثم نظرة باردة قبل ان تزحف ابتسامه بطيئه علي شفتية وهو يخبرها بجدية
_ نور انتَ عرفاني وقت ما بيجي الموضوع للفلوس باخد كل حاجه بالجد ف متقلقيش
حركت رأسها بقبول دون ان تردف اي شئ اخر وتكمل تناول الطعام معه وسط صمت.
جلست جميلة بجوار والدتها بينما تحرك معتصم ليقف بجانب محمد دون رغبه منه للجلوس واطالة الحديث، لكن محمد لم يهتم ببقاء معتصم واقفًا ونطق ببسمه خفيضة ناحيه جميلة التي مزالت تظهر العدائية نحو الجميع
_ بصي يا جميلة يا بنتِ، انا مقدر إن الي انتِ عرفاه عن زمان يخليكي متثقيش فيا وكمان تكرهينا كلنا، لكن الماضي دا كان نقطه سوده اوي في حياتنا كلنا وكنا لسه مش واعين اوي للصح والغلط، عيزك تعرفي اني ندمان علي كل حاجه حصلت زمان واني بدعي ربنا يسامحني علي الي عملته، عشان كدا انا اتغيرت وخصوصًا بعد ما شوفتكم قدامي كبار من غير اخويا الله يرحمة
صمت يلتقط انفاسه وهو يمرر عينه علي وجهها عله يجد اي رده فعل تخبره عن مشاعرها ولكن لا يوجد سوي وجه ثابت، كان معتصم يطالع والده ثم جميلة باستغراب فهو لا يعرف عن ماضي والده سوي كلمات عمه المسمومه والغامضة عن كيف تكون فتحيه هي التي دمرته؟ هل تلك المرأة كذبت علي بناتها وقرر والده مساعدتها!
نظر لفتحيه التي تخفض رأسها بعين مليئة بالغضب والكراهيه كونها عبثت بمظهر والده، وتلك الاخري بوجهها الصلب والثابت لكن عينها كانت بها نظرة لا يستطيع فهمها.
_ انتِ حقك متصدقنيش لكن انا قلبت الدنيا ادور عليكم، فبيت اهل امك وفي كل حته لكن مجاش علي بالي تكونو هنا! المهم قصر الكلام انك دلوقتي زي بنتي الي مش هسمح لحد يدخل في حياتها ولا يضايقها عشان كدا اي مشكله تحصلك تعليلي وانا اتصرفت مع عبير خلاص ومش هتتعرضلكم تاني
كانت ترغب بإحراجه أو سمه بكلماتها، الماضي لم يجرح والدتها فقط بل ترك ندوب عميقة داخل صدرها كيف لا وهن فقط نساء لم يجدن رجلا يحميهم من بطش أقرانه! تنفست بهدوء وهي تحاول إلقاء أفكارها السامة بعيداً وألا تفكر بشيء أمام عرضه المهذب.
وكما وعدت والدتها حتى تتركها تعمل رسمت بسمة خفيضة علي وجهها وهي تنطق بجمود
_ اكيد طبعاً يا عمي
❈-❈-❈
كانت جميلة تظن أن يومها لن يسوء أكثر من أحداثة منذ الصباح لكن تحطمت أمالها تلك وهي تستمع لوالدتها تهتف بنبره هادئة
_ صحيح يا حج متعرفش اي شغلانه لجميلة! مصممة تشتغل وانا قولت مفيش أحسن منك يشوفلنا الموضوع دا
التفت رأس جميلة بحدة ناحية والدتها حتى شعرت بألم في عنقها نتيجه الحركة القوية والمفاجئة لعظامها، لم تهتم بذلك الالم علي قدر اهتمامها بأطلاق نظرات نارية مستنكرة ناحية والدتها التي كانت تتجنب الالتفاف لها، لم يفت علي محمد تلك النظرة التي القتها جميلة وكأنها تصرخ بوالدتها رغبة في تفسير، لكنه قرر مجراه فتحيه وهو يبتسم ويجيب بترحاب
_ دا عنيا مفيش اسهل من كدا! هي بتدرس ايه
_ تجارة يا حج
_ طب حلو اوي انا محتاج محاسب ليا، انتِ تنزلي معايا وهجيب حد يدربك علي كل حاجه فكري وقوليلي رأيك!
نطق بتوضيح ولم يترك لها المهله لتعترض وهو ينهض ليستأذن ويرحل تاركاً القرار بي دها، لحق معتصم بوالده مصدوماً فهم لا ينقصهم اي محاسبين وتلك الفتاة قد أعترفت له اول يوم عن طمعها!!!
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية