-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 7

 

قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل السابع



_ جميلة جهزتي! 


نطقت فتحيه بينما تفتح باب الغرفة لتلقي نظرة علي ابنتها، كانت جميله بالفعل مستعدة ترتدي بنطال ازرق بدرجه فاتحه فوقه تيشرت ابيض اللون ذو قياس واسع ونصف اكمام، ابتسمت لوالدتها وهي ترفع خصلاتها بذيل حصان تجيبها بينما تنهض متحركة ناحيتها وقليل من الترجي ملئ وجهها بينما تنطق بأعين حاولت لألأتها: 

_ هو ضروري اوي نطلع، بصراحه انا لا بطيقها ولا هطيق ولادها؟ 


قلبت فتحيه عينها وهي تعطيها ظ.هرها وتغادر دون اجابه لتصرخ جميلة من خلفها بترجي:

_ يا ماما عشان خطري 


لم تستمع لأجابه لتلقي رأسها بين كفيها بيأس، كان معتصم سبب اخر لرفضها حضور ذلك التجمع العائلي المقام بمناسبه عوده ابناء عبير، ذلك الح ـقير مزالت تتذكر اخر لقاء لهما كانه كان منذ دقائق .



كانت تصعد الدرجات بهدوء وابتسامه منتصره تزين  شف ـتها  لكن سرعان ما انطلقت شهقه الم من  ف ـمها ، كان معتصم قد  ام ـسك  

بي دها  وهو  يدف ـعها   ناحية الحائط  بق.وة، اتسعت عينها ذعراً وصدمة وهي تطالع وجهه القريب منها، ابتسم معتصم بخفه امام نظرتها المصدومة قبل أن ينطق ببطئ وهو يمرر عينه علي وجهها

_ قولتلك بلاش تقفي في وشي انا


_ انتَ اتجننت 


هتفت تد ـفعه بذ راعها بعيداً عنها، لم تملك تلك القوة حتى تحركه بعيداً وحركتها جعلت ابتسامته تتسع قبل ان يم ـسكها مكبلاً ي.ديها بخاصتة، حرك رأسه للجانبين بسخرية ارتسمت علي وجهه بينما ينطق :

_ تؤ تؤ يا جميلة مش كدا ممكن تتعوري، اسمعي يا.. يا بنت عمي حركاتك الي عمالة تعمليها من ساعة ما شوفتك دي تنسيها خالص عشان تعرفي تعيشي معانا واهم حاجه يا جميلة، اياكي تقفي في وشي 


كانت كلماته تخرج ببطئ وثقل كأنه يملك الوقت بأكمله، كان يقاوم تمرير ي.دة علي وجهها وحفر تلك المعالم علي كفة، تركها مبتعداً عنها للخلف قليلاً راسماً بسمه ساخره ليمنع ك.فة من الحركة ناحيتها، كان ينتظر رؤيه التوتر او الريبه بعينها ليثبتوا عدم تحديها له مجدداً .


حركت رأسها للجانبين بأستهزاء وهي توجه عينها له رغم تلك الشعله المحذره بعينه، كانت تتحداه بنظراتها التي مزالت متمردة وشرسة تلك اللمعه الغاضبة والواثقة كم كرهها بتلك اللحظة، سقطت بسمته وارتفعت خاصتها بقوة قبل ان تطلق قهقه خفيضة وهي تقترب الخطوة التي تراجعها، اختفت كل المشاعر من وجهها ليقابله الجمود بينما تنطق اسفل انفاسها :

_ مكنتش فكراك عيل اوي كدا يا معتصم! بس مش مهم اديني عرفت انك خايف مني عشان عارف قد ايه انتَ... امم صغير، دلوقتي هقولك حاجه ياريت متنسهاش خالص، اي.دك دي لو لم.ستني تاني هخليك تندم ندم عمرك، ويلا يا شاطر دورلك علي حاجه تخوفني بيها، اه ياريت المره دي تبقا حاجه الرجالة الي بتعملها مش العيال! 


كان الشرار يتطاير من عينه وكانه يود قتلها، نظراته كانت ترسل القشعريرة لج.سدها حتى تتراجع لكنها قاومت بكل ما تملكه حتى ظلت ثابته امامه مُخفيه كل ذلك اسفل ثقتها وجمودها، التف مغادرًا لتظل ثوان قبل ان تطلق نفس مرتعش، ابتلعت ولم تكن تشعر انها تحبس انفاسها حتى استنشقت بعمق:

_ لا واضح ان احساسي صح اوي 


مع كلماتها الساخرة صعدت مجددًا لمنزلها، كانت خائفة متوترة لكن ليق.تلها إن أظهرت ذلك له او لغيرة بحياتها كلها.


منذ ذلك اليوم حرصت علي عدم مقابلة معتصم بالتحجج انها اصابت بنزله معوية، ساعدتها والدتها وشقيقتها بالامر دون السؤال عن السبب بينما هي احتاجت وقت دون لقائة لتجمع شتات ذاتها قبل لقائة.


ارتفعت رأسها وقد انتفضت بج.سدها قليلاً للخلف بفزع، كانت انفاسها تتلاحق وي.دها وضعت علي قلبها تهتف بنوران بخضه:

_ فزعتيني يا نوران 


انعقد حاجبي نوران وهي تطالع شقيقتها بأستغراب، جميلة لم تكن من ذلك النوع الذي يشرد حتى لا يشعر بما حولة هكذا، لقد قالت اسمها لعده مرات لتخبرها بالذهاب للأعلي مع والدتهم لكنها لم تجب مما اضطرها لهزها بقوة جعلتها تفزع، تسألت بقلق وشك:

_ انتِ كويسه يا جميلة! حد عملك حاجه هنا؟


لم تتصالح هي وشقيقتها بعد ذلك النقاش الحاد حول عزت من يومان، ابتلعت لعابها تستعيد توازنها بينما تسألها بجدية هي الاخري:

_ اه، اشمعنا بتقولي كدا؟


_ حكايه تعبك وانتِ سليمه دا وبعده تسرحي! انتي مش بتسرحي كدا؟ 


بررت نوران بصوت مهتم هما شقيقتين بعيد عن أي أمر اخر، أبتسمت جميله بطمأنينة تخبرها بينما تسحبها للخروج من الغرفة بعدما وصلهم صوت عزت وفتحيه المستعجلين:

_ اه متقلقيش اختك زي الفل


_ يارب ديماً

توقفت الفتاتان عن الحديث بمجرد وصولهم بجوار فتحيه وعزت، كان يرمق جميلة بغيظ بادلته اياه ببسمه متعمدة، لم يحل النزاع بينهم تلك الليله لكن هل تهتم لعزت من الاساس؟ ابداً.


❈-❈-❈


صعدوا السلم حيث منزل محمد الذي لم يزروه قط، تنفست جميله بالخلف محاولة بس الثبات داخلها حين تلتقي الاعين البندقيه كما قررت الاطلاق عليهم ليس كمكسرات بل كسل.اح، سلاح رأت خطورته فقط حينما حاصرها ضد الجدار محاولاً اخافتها 


افاقت علي صوت فتح الباب حيث كان محمد يقف جوار هناء زوجته، نظرت لها جميلة من مكانها بتركيز دون شعور احد بها وهي استغلت ذلك، حجاب اسود يحيط رأسها وجه ابيض مستدير واعين بنيه واسعه اهداب طويله وتجعيدات العمر تزين وجهها ذو الش.فاه الصغيره وانف مستقيم


تنهدت  وهي تتحرك حينما وجدتهم بدؤ بالدخول، كانت هي اخرهم وقفت امام محمد ببسمه وهي تسلم عليه ثم علي زوجته، اغلق الباب واشار لهم محمد بتتبعه 

سارو عده خطوات ليست بالكثيره قبل ان ينحرفوا يسارًا حيث كان يوجد غريب يقف علي الجدار ثم معتصم يجلس علي الكرسي يمسك هاتفه دون اهتمام وعبير تجلس بين شاب وفتاة تبتسم معهم .


_ دي نور ودا هيثم ولاد عمتكم

قال محمد مشيراً للشاب والفتاة الذان تحركا للوقوف حينما عرفهم محمد علي فتحيه وعائلتها، سلام يشبه الإمأه وابتسامه تكاد تكون مغزوه بالسم هذا ما رأته جميلة في ملامح الفتاة التي يقدر القول انها تملك حسن ظاهر، عينها السوداء رموشها البنيه التي تشابه خصلاتها الفاتحه التي ترفعها ذيل حصان شف.تين متفخه وانف مستقيم 


لم ترتح للفتاة ولا تظن ان ذلك خاطئ فهي تعطي انطباع كأخيها طويل القامه وذات لون الخصلات اعينه اضيق لحيته ناميه وجسده نحيل، والذي اعطاها إبتسامه شعرتها إغو.ائيه! 


تنفست تمنع افكارها ان تستولي علي عقلها وهي تتحرك دون أهتمام تجلس، لم يلقي عليها غريب التحيه او يغازلها كعادته لكنها لم تهتم ، كانت ووالدتها علي اريكه معهم نوران ثم عزت علي احدي الكراسي.


لا تعلم إن كانت اليوم فقط تفرط في التفكير والتركيز ام انها كانت فرصه رائعة لتطالعهم بتركيز دون شعورهم، وطبعا بدأت بغريب كان طوله مميز ذو ج.سد عريض عضلي رغم الشعور بأمتلائة اعينه العسليه تشابه والده ووجه المنحوت منه ايضاً، انف مستقيم وش.فاه متوسطة الحجم بينما يملك لحيه كثيفه وخصلات قصيره بنيه 


انتقلت عينها لمعتصم جلسته لا توضح طوله علي عكس الامتداد الكبير لقدمه المفرودة لكنها كانت مدركه مقدار طولة الذي قد يزداد عن غريب بأنشين فقط، جسد اقل سمنه واكثر صلابه بشرته قمحيه كغريب حاجبين كثيفين منعقدان اهداب طويله تخفي عينه البنيه الغامقه خصلات قصيره سوداء لحيه ملساء وش.فاه مرسومه برجوله وانف مميز بأنحناء يكاد لا يري 


لم تعلم السبب لكن شئ جعلها تطيل النظر لمعتصم متعجبه كيف يملك تلك المظاهر التي تجعله يبدوا كشخص شديد الوعي بينما هو احمق غفل عن حقيقتها، ابتسمت بأستمتاع وهي تتمتم بصوت خافت:

_ او انا الي شاطره اوي 


_ ايه بتقولي ايه! 


الفتت نوران لها بأنتباه ظناً ان جميلة تحادثها وكانت نوران ذات طبيعه مسالمه واجتماعيه اكثر واشتركت في احاديث من المتجاذبه بين محمد والبقيه، ابتسمت بخفوت وهي تخبرها بهدوء:

_ لا ولا حاجه


اعادت بصرها لمكانه السابق لتجد معتصم ينظر لها، مرت بين عينه ذات الشعله التي رأتها حين حاصرها بالجدار، خطيرة ومحذره وهي لثاني مره ترمي بتحذير عينه عرض الحائط تبتسم بش.فاه متسعه تغمز عينها له بتحدي بينما تضع قدم فوق الاخري.


ابتلع معتصم لعابه وهو ينظر لكتله ال..الوقاحه إن اسعفه القول! كيف تجلس امامه بتلك الثقه والتبجح وهو من يومان فقط كان علي بُعد شعرة من قتلها، هو بالتأكيد لا يملك أي اعجاب لشخصيتها تلك بل شعور احمق بداخله يرغب بكسر ثقتها وقوتها..


_ ايه دا بقت شغاله معاك يا عمو! 

صوت انثوي مدهوش رغم الاصطناع الواضح هوما لفت انظارهم عن ق.تل بعضهم بالنظرات، كانت نور تتحدث وعينها مثبته علي جميلة التي انتبهت ان الحديث عنها! 

لم تجيب او تتحدث تاركه محمد يؤكد لنور بنظراته التي اصبحت جاده :

_ اه يا نور، بس لسه هتبداء بكرا ولا ايه يا جميلة! 


انهي حديثه ملتفتاً لها، هل تخبره بحاجتها لبعض الوقت هذه المره دون حجج لتتهرب من معتصم! ليق.تلها احد إن فكرت باظهار ذلك لذا بسمه متسعه ظهرت وهي تخبره بهدوء:

_ اكيد طبعاً يا عمو


_ وهتروحي الكليه امتي تخلصي حاجتك! 

تسائلت نوران وهي تلتفت لها، جميلة اخبرتها بأنها ترغب في تأجيل تلك السنه حتى تتفرغ للعمل والذهاب من بيت عمهم، رغم انها تعترض علي تعسف قرار جميله ناحية عمهم اللطيف لكنها تدعم شقيقتها ووالدتها مهما حدث 


ودت جميلة لو تستطيع ضرب جبهتها الان وسط الجميع، ارسلت نظرات مشتعله لنوران التي رفعت كتفيها كانها تقول "ماذا لم اقل شئ" ارتفع حاجب جميلة بسخريه قبل ان تتدخل والدتها وتجعلها تبتلع جفاف حلقها! :

_ تخلصي حاجه ايه من الكليه ! 


_ اممم شويه ورق 


قالتها سريعًا وهي تشعر بالراحة، لكنها لم تدم وهي تسمع عمها بقترح ببسمتة البشوشه:

_ خلاص لو كده معتصم يوديكي تخلصي ورقك وترجعي معاه علي الشغل، عايزك تعملي حسابك ان اي تقصير في الدراسه هقعدك من الشغل ودا طبعاً بعد موافقه فتحيه


_ اكيد طبعاً، انا قيلالها مفيش شغل لو محافظتش علي دراستها


اكدت والدتها مما جعل جميلة تطلق نظرات كالرصاص ناحيه نوران التي تراجعت بمقعدها وابتسامه صغيره معتذرة علي ثغرها، انفلتت ضحكه من ش.فاه معتصم علي حرب الاختين مما جعل جميلة تستدير له بحده، رفع حاجبه لها بسخريه منتظراً ان تتحدث لكنها فضلت النظر ليدها مجدداً 


ولجت انسام للغرفه بخجل بعدما تركتها خالتها وذهبت للضيوف، مجرد ان انتبهت هناء لها اتسعت ابتسامتها وهي تتحدث بتشجيع:

_ تعالي يا انسام، دي انسام بنت اختي الله يرحمها


انتقلت اعين الجميع لها تلقائياً ورحبت بها فتحيه والفتيات، كان غريب يطالعها بملامح ثابته وعين تمر للتأكد آن حجابها يخفي خصلاتها البنيه المتمرده، ازدادت وجنتها احمراراً بخجل وانخفضت اعينها وهي تلقي التحيه 


ابتسم هيثم بوسع وهو ينطق بنبره دراميه مازحه:

_ انسام مش معقولة! انا كل ما غيب ارجع الاقي حلاوتك زادت !! 


ابتسامه خجله انتشرت في ف.مها ولو كان يمكنها الاحمرار اكثر لفعلت، كانت محرجه مما قاله برغم مزاح هيثم المعتاد والذي جعل بعض القهقهات تغادر فمهم بأعتياديه عدا شخص واحد نظرت له، 

كان غريب واقفاً ينظر لها ولو كان هناك فرصه للموت من نظره لكانت الان قت.يله! لكن ما ذنبها من الاساس، دون شعور رفعت احدي حاجبيها له بحده وتحدي ان يتحدث


تصلبت ملامحه بصدمه وهو ينظر كيف ارتفع حاجبها، وقف معتدلاً وقبل التحرك ناحيتها وجذبها للحديث خارجاً كانت هي الاسرع في محادثه والدته للهرب :

_ معلش يا خالتي تعالي عيزاكي 


_مش عايزه تقعدي معانا ولا ايه؟ 

سالها هيثم بمزاح وقد كانوا قبل سفرهم معتادين جميعهم علي بعضهم لتنطق بهدوء وابتسامه وهناء تنهض:

_ والله ابداً يا هيثم بس بعد الغدا بقا وبالمره تحكولي عملتوا ايه 


برغم تحذيرات غريب لها عن حقيقه هيثم لكنها تراه لطيف ويحاول جعلها تعتاد علي العائلة.


مر الغداء علي خير وكانت بعض الاحديث جُذبت بها جميلة وراقت لها انسام الهادئة والمتردده! حملت معهم الاطباق هي ونوران واصرت رفقه شقيقتها وانسام علي تنظيم المطبخ مما جعل هناء تنسحب ببسمه وقد استلطفت الفتيات قليلاً.


استطاعت عبير رؤيه بسمه هناء وهي تترك الفتيات لتقترب منها سريعاً وبهمس حاقد ينافي الابتسامه التي ترسم علي شفتها بدأت بزرع سُمها :

_ ايه عجبوكي البنات! ما زيهم زي أمهم افاعي، خليكي كدا ومش شايفه جوزك الي قاعد جمب فتحيه يكلمها! 


رفعت هناء عينها لتجد بالفعل زوجها يحادث فتحيه مما جعل وساوس عقلها التي دفنتها تظهر للطليعه، ابتلعت لعابها بانزعاج وسارت مبتعده عن عبير حتى تاخذ جلستها رفقه الجميع بغرفه المعيشه.

❈-❈-❈


_ بس واضح عليكي انك تعرفيهم من زمان صح؟ 


تسألت نوران وهي تلقي نظره جانبيه علي انسام التي تضع بقايا الطعام في الثلاجه بينما جميله تغسل الاطباق ونوران تعد المشروبات الساخنه، ابتسمت انسام وتوقف لثوان وهي تنظر لنوران :

_ طبعاً، من قبل ما ماما تتوفي وهي وخالتي هناء قريبين من بعض اوي وبعد ما ماتت خالتي وجوزها وعيالها خلوني بنت تانيه ليهم، وغريب ومعتصم بيعاملوني حلو اوي


_ وهو دا بيعرف يتعامل حلو! 


تحدثت جميلة دون شعور  وعقدت انسام حاجبيها تسألها بتركيز:

_ مين دا؟ 


قبل ان تجيب كان غريب ومعتصم يقفان امامهم، نظرت الفتيات لهم باستغراب سرعان ما اخفضت انسام عينها تهرب منه وتركز علي ما تفعله، راقبها غريب ببسمه ساخره ! تعلم بخطئها وتكابر.


القي معتصم نظره علي جميلة قبل ان يدير رأسه لنوران ويخبرها ببسمه مجامله:

_ عزت عايزك 


_ تمام، جميله خلي بالك من السخن معلش 


حركت رأسها بقبول وهي تنظر لها لثانيه قبل ان تنطلق مغادره، نظر غريب لانسام وهو يخبرها بهدوء:

_ تعالي عايزك ثواني يا انسام 


_ انا ليه! 

سالت سريعاً بتوتر القي عليها نظره بحاجب مرتفع وهو يربع ذرا.عيه امام ج.سده ، زفرت بهدوء وهي تحرك رأسها موافقه وتتحرك تتبعه 


ظنت جميلة ان جميعهم رحلوا لتزفر بهدوء وراحه، كانت احدي خصلاتها تزعجها، حاولت ابعاد الشعره عن طريق معصمها لكن كل محاولاتها فاشلة، لم تكن مدركه بوجود معتصم الذي يراقب حركاتها بهدوء تحرك سالكاً الطريق ناحيتها.


التفتت بصدمه حينما شعرت بيد تبعد خصلتها خلف اذنها ازدادت صدمتها وهي تراه معتصم امامها؟ حاولت اخفاء اضطرابها من قربه ووجوده ورفعت طرف شف.تها بسخريه! 

كان يراقب يدها التي اهتزت بينما تمسكن الصحن وحلقها الذي تحرك مبتلعاً لعابها، ابتسامه صغيره رسمت علي محياه بينما يهمس لها بهدوء:

_ مش متأخره اوي الجرائة دي؟ 


_ نعم! 

سالته مبتعده عن ي.ده التي اوشك علي تركها فوق وجنتها، حرك رأسه بقبول وهو يجيبها بذات النبره الهادئه والتي تحمل بعض العنجهيه :

_ هفهمك عشان شكلك بتحتاجي شرح، مش متاخر اوي انك تقفي في وشي كأنك مش قلقانه من حاجه لا وبقالك يومين مستخبيه اصلا ولا فكرتي حوار التعب دا هيخيل عليا؟ 


تحدث بينما يتحرك حتى وقف امامها حينما استدارت له، وضع ي.ديه علي الطاوله الرخاميه خلفها حيث تستند بظهرها، حركته جذبت نظره سخريه منها وهي تخبره بهدوء:

 _ لا هو انا فعلا مكنتش تعبانه ولا كنت مستخبيه منك، انا بس كنت قاعده بفكر انتَ ممكن تكون زباله لأنهي درجه 


_ لمي نفسك 

نطق بينما يقلص المسافه بينهم بتهديد، ابتلعت لعابها وبسمتها تزداد مكراً وبثانيه رفعت ق.دمها تض.ربه بواسطه ركبتها، تراجع معتصم متأوهاً بأنكتام بينما ينحني بجسده للأمام، ابتعدت عنه وهي تهتف به بسخريه :

_ اما تهدد خليك قد تهديدك يا.. ابن عمي


نطقت وهي تغادر المطبخ تاركه معتصم يَسُب بخفه من خلفها وضحكه سعيدة زينت وجهها.


❈-❈-❈


تحركت فتحيه بهدوء تجاه هناء التي كانت تجلس وترمقها بنظرات باغضه، ابتسمت لها بأحترام وعي تخبرها بنبره هادئة :

_ ممكن نتكلم يا ست هناء! 


رفعت لها الاخري عينها بأنتباه ولم تتوقع ان ترغب بمحادثتها، نظرت بطرف عينها لمحمد لتجده منشغل بالحديث مع عزت..

تنهدت وهي تومأ لها قبل ان تتحرك بهدوء وتترك مقعدها، تحركت تقود فتحيه معها لشرفه بالحجره المجاوره والتي تعتبر غرفه معيشه لهم، ابتسمت هناء وهي تشير لأحدي المقاعد وتخبرها بهدوء:

_ اتفضلي يا فتحيه 


_ يزيد فضلك


جلست الامرأتان مقابل بعضهم البعض؛ كل منهم تطالع ماضيها بوجه الاخرى، مررت فتحيه نظرتها علي هناء والتي كانت منقذة لها بالماضي رغم علمها بكون هناء لم تكن تحاول انقاذها قط ولكنها كانت منجي لها


مررت هناء عينها علي فتحيه، كانت فتحيه بالنسبه لها هي ماضي زوجها وليس ماضيها، كانت شباب وحب محمد كيف تنسي كل ما حدث سواء روي لها او حضرته، ابتلعت لعابها تبعد عينها عن فتحيه حين ذلك وصلها صوت فتحيه الهادئ:

_ عامله ايه ياهناء؟


_ الحمد لله يا فتحيه وانتِ 


_ بخير، بصي يا هناء انا حباكي تفهمي كلامي قبل ما تردي عليا او تحكمي 


انتبهت حواسها لنبره فتحيه الجادة، جلست باعتدال وركزت انظارها للاخرى؛ نظرت لها فتحيه للحظات قبل ان تكمل بصوت هادئ وجاد:

_ زمان انتِ مكنتيش بتحبيني وكان ليكي سببك وحقك وعمري ما لومتك علي دا؛ يشهد ربنا حتى جميلة الي وصلها عنك كل خير، انا مش مبسوطة اني رجعت يا هناء انتِ عارفه كل الي حصلي وعارفه ان رجوعي دا عمره ما هيبقا فرحه ليا، انا اتحطيت قصاد اختار راحه جميلة ولا راحتي واكيد لو مكاني هتختاري بنتك


صمتت حتى تأخذ الكلمات حقها في الوضوح لهناء التي لم تتحدث مجيبه او قاطعه الصمت، كانت هناء ذكيه وشخص صبور هادئ غير متسرع لذا تركتها تأخد راحتها حتى تكمل وتفهم غرضها 

تنفست فتحيه بقوة قبل ان تتحدث لتقطع ذلك الصمت مجددًا :

_ عارفه ان رجوعي مش شرط يضايقك بس مش هتحبيه، الي حابه اقوله في قعدتي معاكي دي اني زي زمان؛ أنا منتصر بيجري في دمي حتى لو مات، انا لو اتغيرت فهيبقا في كل حاجه الا حبي لمنتصر، عبير عامله زي الحيه وانا اكتر واحده اخدت من سمها، انا حبيت اعرفك نيتي بالرجوع ايه، انا همشي انا وجميلة بس لما اقدر اوفرلها حمايه ببيت بعيد عن تحكم حد غيري، انا متاكده ان عبير هتحاول تبخ سمها في ودانك لكن عيزاكي تعرفي ان كل الي هتقوله دا في دماغها هي وبس، انا مش هاممني دلوقتي الا جميله بنتي، بعرفك يا هناء عشان تبقي عارفه انا نيتي ايه وإن الي قبلت ارجع للنار عشانها هحرق الدنيا برضوا لو حد قربلها 


كانت اخر جملة مليئه بالتهديد ليس بغضاً او قوة ولكن خوف، خوف أم علي طفلتها والذي تفهمته هناء تماماً فهي تملك شابين يكاد كل منهم ان يسد عين الشمس، يملكون كل شئ يقدرهم من حماية ذاتهم لكنها تتحول حينما يفكر احد بالاقتراب منهم، كلماته فتحيه عبثت بعقل هناء التي شعرت ببعض الضيق داخلها 


ذلك الضيق الذي ينبع من كون فتحيه محقه! كم تكره تلك الفكره التي لا تختفي بأي وقت تتواجد به فتحيه؛ عن كيف هي بريئة، حتى هي تدرك كيف سقط كل من منتصر ومحمد لفتحيه ذات القلب الطيب والعيون البريئة.


مذلت تتذكر نعيمه حماتها وكلماتها عن فتحيه، بالرغم انتشار سرقه فتحيه لمنتصر وكيف اغوته بعيداً عن احضان عائلتة، كانت نعيمه تحبها وتقدرها ولو غلفت ذلك بقناع قسوة يتشقق ويسقط ثم تعيده مجدداً.


رفعت عينها تنظر لفتحيه وكيف خط الزمن وقته علي وجهها وتجاعيد وجهها التي تدل علي كونها قاست بالحياة لكن عاشتها، كانت كلمات نعيمه تكرر بذهنها بينما عينها تمر فوق ملامح غريمتها 

"فتحيه كانت زي النور الابيض الي بيشد النظر ليه اختلافهم إن كتر البص للنور يعميك وكتر النظر لفتحيه ينورك زيها، مش معني كدا انها احسن من حد لكنها كانت هي وبس عشان كدا بتقدر تشد حته منك حتى لو انكرت دا وخفيته"


وكانت حقيقه، كيف ان حتى هي تملك ذلك الجزء بداخلها الذي احب فتحيه واشفق علي ما عانته وسط عائلتها وعائلتهم، حتى حماها الذي كان يساعد علي كل مكروه يصيب فتحيه شاهدت بعينه الحزن علي فتحيه بيوم من الايام.

___________


_ انتِ نسيتي كلامي ليكي عن هيثم ولا ايه؟ 


تحدث غريب بحده وغضب مجرد وقوفهم بالطرقه اليمني للمنزل حيث يوجد المطبخ وغرف النوم وغرفه معيشه صغيره، كادت انسام تقلب عينها بملل منه، فهو جذبها لناحيه منعزله عن العائلة وتكاد تكون فارغه إلا من جميلة بالمطبخ بعيداً عنهم بخطوات وبدلاً ان يعترف بحبه يعن.فها بضيق.


ارتفع حاجبه علي صمتها وملامح السخط التي زينت وجهها، تحركت ي.ده تلقائياً يجذبها من معصمها قريباً منه وهو يهسهس بغضب:

_ ايه عاجبك هيثم فمش عايزه كلام عليه!  


_ غريب خلي بالك من كلامك 

مهما حاولت ان تجعل نبرتها قاسيه وغاضبه كانت فقط تعاندها من اجله وتخرج ناعمه بريئة، ذلك جذب نظرة لينه من عينه قبل ان يفلت ذراعها وهو يؤكد بضيق:

_ ما انتِ الي تصرفاتك مستفزه! 



_ وانا كنت عملت ايه، هيثم زي اخويا وزيكم كلكم، وبعدين ما هو الي بيعاكسني بتزعقلي انا ليه روحله! 


رمت عباراتها بنبره ناقمه ضعيفه كمن غُلِب علي امره، اكتفت كلماته وحدته الغير مبرره فهناك معتصم لا يتحدث ولا يعنفها، التحمت ي.ده بمعصمها بينما يجذبها ملصقاً ظهرها للجدار ثم بسط كلا كفيه علي جانبيها يحاصرها، ذلك القرب القا.تل منه يجعلها تبتلع لعابها بتوتر وعقلها بصعوبه يجمع كلماته :

_ اروحله ها! ما مش هو الي وشه احمر كأنه ما صدق ومبسوط! 


_ قولتلك خلي بالك 


كانت تهمس بذلك بينما ينظر لعينها وهو يقسم علي رؤيه نظره بهم غريبه لكن آبي لسانها التنازل لأتهامه، كانت تقتله تلك الانفعالات التي يحصل عليها هيثم منها علي عكسه تضغط قلبه بخوف لا يجد له مبرر، كانت بنيتها تحدقان به لمعه خالصه تخرج منهم؛ كان انعكاس المصباح فوق رأسهم ولكن عقله لم يري سوي لمعه تخرج له! وكأن حباله الصوتيه تخلت عنه ليسألها بلين :

_ انتِ معجبه بيه؟ 


كان الاستنكار ظاهر لكن رغم ذلك عينه كانت تتحدث، كانت تتوق لأجابه محدده نظرتة تخبرها أن النجاه بحروف ستغادر ثغرها:

_ لاء


بثانيه كان كل ما رأته يختفي ويعود غريب خاصتها ذو الثبات واتخذ خطوتين يفسح لها الطريق، لكنها تكاد تجزم علي تنفسه وكأنه يحبس انفاسه فقط رهن جوابها، وبحركه اعتادت ان يفعلها لكما اظهر انفعال يوترها ويقلب عالمها كان يحك خضلاته خلف عنقه وهو يخبرها بنبره جديه متوتره:

_كويس انا بطمن بس عشان انتِ زي اختي وهيثم لعبي و....


_ طيب 

قاطعته وهي منهكه غير راغبه بالمزيد تعطيه ظهرها وتغادر، ينهكها حينما يجعلها تحلق بنظره ويهدمها بنظرة.


❈-❈-❈


ووجه المنحوت منه ايضاً، انف مستقيم وش.فاه متوسطة الحجم بينما يملك لحيه كثيفه وخصلات قصيره بنيه 

انتقلت عينها لمعتصم جلسته لا توضح طوله علي عكس الامتداد الكبير لقدمه المفرودة لكنها كانت مدركه مقدار طولة الذي قد يزداد عن غريب بأنشين فقط، جسد اقل سمنه واكثر صلابه بشرته قمحيه كغريب حاجبين كثيفين منعقدان اهداب طويله تخفي عينه البنيه الغامقه خصلات قصيره سوداء لحيه ملساء وش.فاه مرسومه برجوله وانف مميز بأنحناء يكاد لا يري 

لم تعلم السبب لكن شئ جعلها تطيل النظر لمعتصم متعجبه كيف يملك تلك المظاهر التي تجعله يبدوا كشخص شديد الوعي بينما هو احمق غفل عن حقيقتها، ابتسمت بأستمتاع وهي تتمتم بصوت خافت:
_ او انا الي شاطره اوي 

_ ايه بتقولي ايه! 

الفتت نوران لها بأنتباه ظناً ان جميلة تحادثها وكانت نوران ذات طبيعه مسالمه واجتماعيه اكثر واشتركت في احاديث من المتجاذبه بين محمد والبقيه، ابتسمت بخفوت وهي تخبرها بهدوء:
_ لا ولا حاجه

اعادت بصرها لمكانه السابق لتجد معتصم ينظر لها، مرت بين عينه ذات الشعله التي رأتها حين حاصرها بالجدار، خطيرة ومحذره وهي لثاني مره ترمي بتحذير عينه عرض الحائط تبتسم بش.فاه متسعه تغمز عينها له بتحدي بينما تضع قدم فوق الاخري.

ابتلع معتصم لعابه وهو ينظر لكتله ال..الوقاحه إن اسعفه القول! كيف تجلس امامه بتلك الثقه والتبجح وهو من يومان فقط كان علي بُعد شعرة من قتلها، هو بالتأكيد لا يملك أي اعجاب لشخصيتها تلك بل شعور احمق بداخله يرغب بكسر ثقتها وقوتها..

_ ايه دا بقت شغاله معاك يا عمو! 
صوت انثوي مدهوش رغم الاصطناع الواضح هوما لفت انظارهم عن ق.تل بعضهم بالنظرات، كانت نور تتحدث وعينها مثبته علي جميلة التي انتبهت ان الحديث عنها! 
لم تجيب او تتحدث تاركه محمد يؤكد لنور بنظراته التي اصبحت جاده :
_ اه يا نور، بس لسه هتبداء بكرا ولا ايه يا جميلة! 

انهي حديثه ملتفتاً لها، هل تخبره بحاجتها لبعض الوقت هذه المره دون حجج لتتهرب من معتصم! ليق.تلها احد إن فكرت باظهار ذلك لذا بسمه متسعه ظهرت وهي تخبره بهدوء:
_ اكيد طبعاً يا عمو

_ وهتروحي الكليه امتي تخلصي حاجتك! 
تسائلت نوران وهي تلتفت لها، جميلة اخبرتها بأنها ترغب في تأجيل تلك السنه حتى تتفرغ للعمل والذهاب من بيت عمهم، رغم انها تعترض علي تعسف قرار جميله ناحية عمهم اللطيف لكنها تدعم شقيقتها ووالدتها مهما حدث 

ودت جميلة لو تستطيع ضرب جبهتها الان وسط الجميع، ارسلت نظرات مشتعله لنوران التي رفعت كتفيها كانها تقول "ماذا لم اقل شئ" ارتفع حاجب جميلة بسخريه قبل ان تتدخل والدتها وتجعلها تبتلع جفاف حلقها! :
_ تخلصي حاجه ايه من الكليه ! 

_ اممم شويه ورق 

قالتها سريعًا وهي تشعر بالراحة، لكنها لم تدم وهي تسمع عمها بقترح ببسمتة البشوشه:
_ خلاص لو كده معتصم يوديكي تخلصي ورقك وترجعي معاه علي الشغل، عايزك تعملي حسابك ان اي تقصير في الدراسه هقعدك من الشغل ودا طبعاً بعد موافقه فتحيه

_ اكيد طبعاً، انا قيلالها مفيش شغل لو محافظتش علي دراستها

اكدت والدتها مما جعل جميلة تطلق نظرات كالرصاص ناحيه نوران التي تراجعت بمقعدها وابتسامه صغيره معتذرة علي ثغرها، انفلتت ضحكه من ش.فاه معتصم علي حرب الاختين مما جعل جميلة تستدير له بحده، رفع حاجبه لها بسخريه منتظراً ان تتحدث لكنها فضلت النظر ليدها مجدداً 

ولجت انسام للغرفه بخجل بعدما تركتها خالتها وذهبت للضيوف، مجرد ان انتبهت هناء لها اتسعت ابتسامتها وهي تتحدث بتشجيع:
_ تعالي يا انسام، دي انسام بنت اختي الله يرحمها

انتقلت اعين الجميع لها تلقائياً ورحبت بها فتحيه والفتيات، كان غريب يطالعها بملامح ثابته وعين تمر للتأكد آن حجابها يخفي خصلاتها البنيه المتمرده، ازدادت وجنتها احمراراً بخجل وانخفضت اعينها وهي تلقي التحيه 

ابتسم هيثم بوسع وهو ينطق بنبره دراميه مازحه:
_ انسام مش معقولة! انا كل ما غيب ارجع الاقي حلاوتك زادت !! 

ابتسامه خجله انتشرت في ف.مها ولو كان يمكنها الاحمرار اكثر لفعلت، كانت محرجه مما قاله برغم مزاح هيثم المعتاد والذي جعل بعض القهقهات تغادر فمهم بأعتياديه عدا شخص واحد نظرت له، 
كان غريب واقفاً ينظر لها ولو كان هناك فرصه للموت من نظره لكانت الان قت.يله! لكن ما ذنبها من الاساس، دون شعور رفعت احدي حاجبيها له بحده وتحدي ان يتحدث

تصلبت ملامحه بصدمه وهو ينظر كيف ارتفع حاجبها، وقف معتدلاً وقبل التحرك ناحيتها وجذبها للحديث خارجاً كانت هي الاسرع في محادثه والدته للهرب :
_ معلش يا خالتي تعالي عيزاكي 

_مش عايزه تقعدي معانا ولا ايه؟ 
سالها هيثم بمزاح وقد كانوا قبل سفرهم معتادين جميعهم علي بعضهم لتنطق بهدوء وابتسامه وهناء تنهض:
_ والله ابداً يا هيثم بس بعد الغدا بقا وبالمره تحكولي عملتوا ايه 

برغم تحذيرات غريب لها عن حقيقه هيثم لكنها تراه لطيف ويحاول جعلها تعتاد علي العائلة.

مر الغداء علي خير وكانت بعض الاحديث جُذبت بها جميلة وراقت لها انسام الهادئة والمتردده! حملت معهم الاطباق هي ونوران واصرت رفقه شقيقتها وانسام علي تنظيم المطبخ مما جعل هناء تنسحب ببسمه وقد استلطفت الفتيات قليلاً.

استطاعت عبير رؤيه بسمه هناء وهي تترك الفتيات لتقترب منها سريعاً وبهمس حاقد ينافي الابتسامه التي ترسم علي شفتها بدأت بزرع سُمها :
_ ايه عجبوكي البنات! ما زيهم زي أمهم افاعي، خليكي كدا ومش شايفه جوزك الي قاعد جمب فتحيه يكلمها! 

رفعت هناء عينها لتجد بالفعل زوجها يحادث فتحيه مما جعل وساوس عقلها التي دفنتها تظهر للطليعه، ابتلعت لعابها بانزعاج وسارت مبتعده عن عبير حتى تاخذ جلستها رفقه الجميع بغرفه المعيشه.


❈-❈-❈


_ بس واضح عليكي انك تعرفيهم من زمان صح؟ 

تسألت نوران وهي تلقي نظره جانبيه علي انسام التي تضع بقايا الطعام في الثلاجه بينما جميله تغسل الاطباق ونوران تعد المشروبات الساخنه، ابتسمت انسام وتوقف لثوان وهي تنظر لنوران :
_ طبعاً، من قبل ما ماما تتوفي وهي وخالتي هناء قريبين من بعض اوي وبعد ما ماتت خالتي وجوزها وعيالها خلوني بنت تانيه ليهم، وغريب ومعتصم بيعاملوني حلو اوي

_ وهو دا بيعرف يتعامل حلو! 

تحدثت جميلة دون شعور  وعقدت انسام حاجبيها تسألها بتركيز:
_ مين دا؟ 

قبل ان تجيب كان غريب ومعتصم يقفان امامهم، نظرت الفتيات لهم باستغراب سرعان ما اخفضت انسام عينها تهرب منه وتركز علي ما تفعله، راقبها غريب ببسمه ساخره ! تعلم بخطئها وتكابر.

القي معتصم نظره علي جميلة قبل ان يدير رأسه لنوران ويخبرها ببسمه مجامله:
_ عزت عايزك 

_ تمام، جميله خلي بالك من السخن معلش 

حركت رأسها بقبول وهي تنظر لها لثانيه قبل ان تنطلق مغادره، نظر غريب لانسام وهو يخبرها بهدوء:
_ تعالي عايزك ثواني يا انسام 

_ انا ليه! 
سالت سريعاً بتوتر القي عليها نظره بحاجب مرتفع وهو يربع ذرا.عيه امام ج.سده ، زفرت بهدوء وهي تحرك رأسها موافقه وتتحرك تتبعه 

ظنت جميلة ان جميعهم رحلوا لتزفر بهدوء وراحه، كانت احدي خصلاتها تزعجها، حاولت ابعاد الشعره عن طريق معصمها لكن كل محاولاتها فاشلة، لم تكن مدركه بوجود معتصم الذي يراقب حركاتها بهدوء تحرك سالكاً الطريق ناحيتها.

التفتت بصدمه حينما شعرت بيد تبعد خصلتها خلف اذنها ازدادت صدمتها وهي تراه معتصم امامها؟ حاولت اخفاء اضطرابها من قربه ووجوده ورفعت طرف شف.تها بسخريه! 
كان يراقب يدها التي اهتزت بينما تمسكن الصحن وحلقها الذي تحرك مبتلعاً لعابها، ابتسامه صغيره رسمت علي محياه بينما يهمس لها بهدوء:
_ مش متأخره اوي الجرائة دي؟ 

_ نعم! 
سالته مبتعده عن ي.ده التي اوشك علي تركها فوق وجنتها، حرك رأسه بقبول وهو يجيبها بذات النبره الهادئه والتي تحمل بعض العنجهيه :
_ هفهمك عشان شكلك بتحتاجي شرح، مش متاخر اوي انك تقفي في وشي كأنك مش قلقانه من حاجه لا وبقالك يومين مستخبيه اصلا ولا فكرتي حوار التعب دا هيخيل عليا؟ 

تحدث بينما يتحرك حتى وقف امامها حينما استدارت له، وضع ي.ديه علي الطاوله الرخاميه خلفها حيث تستند بظهرها، حركته جذبت نظره سخريه منها وهي تخبره بهدوء:
 _ لا هو انا فعلا مكنتش تعبانه ولا كنت مستخبيه منك، انا بس كنت قاعده بفكر انتَ ممكن تكون زباله لأنهي درجه 

_ لمي نفسك 
نطق بينما يقلص المسافه بينهم بتهديد، ابتلعت لعابها وبسمتها تزداد مكراً وبثانيه رفعت ق.دمها تض.ربه بواسطه ركبتها، تراجع معتصم متأوهاً بأنكتام بينما ينحني بجسده للأمام، ابتعدت عنه وهي تهتف به بسخريه :
_ اما تهدد خليك قد تهديدك يا.. ابن عمي

نطقت وهي تغادر المطبخ تاركه معتصم يَسُب بخفه من خلفها وضحكه سعيدة زينت وجهها.


❈-❈-❈


تحركت فتحيه بهدوء تجاه هناء التي كانت تجلس وترمقها بنظرات باغضه، ابتسمت لها بأحترام وعي تخبرها بنبره هادئة :
_ ممكن نتكلم يا ست هناء! 

رفعت لها الاخري عينها بأنتباه ولم تتوقع ان ترغب بمحادثتها، نظرت بطرف عينها لمحمد لتجده منشغل بالحديث مع عزت..
تنهدت وهي تومأ لها قبل ان تتحرك بهدوء وتترك مقعدها، تحركت تقود فتحيه معها لشرفه بالحجره المجاوره والتي تعتبر غرفه معيشه لهم، ابتسمت هناء وهي تشير لأحدي المقاعد وتخبرها بهدوء:
_ اتفضلي يا فتحيه 

_ يزيد فضلك

جلست الامرأتان مقابل بعضهم البعض؛ كل منهم تطالع ماضيها بوجه الاخرى، مررت فتحيه نظرتها علي هناء والتي كانت منقذة لها بالماضي رغم علمها بكون هناء لم تكن تحاول انقاذها قط ولكنها كانت منجي لها

مررت هناء عينها علي فتحيه، كانت فتحيه بالنسبه لها هي ماضي زوجها وليس ماضيها، كانت شباب وحب محمد كيف تنسي كل ما حدث سواء روي لها او حضرته، ابتلعت لعابها تبعد عينها عن فتحيه حين ذلك وصلها صوت فتحيه الهادئ:
_ عامله ايه ياهناء؟

_ الحمد لله يا فتحيه وانتِ 

_ بخير، بصي يا هناء انا حباكي تفهمي كلامي قبل ما تردي عليا او تحكمي 

انتبهت حواسها لنبره فتحيه الجادة، جلست باعتدال وركزت انظارها للاخرى؛ نظرت لها فتحيه للحظات قبل ان تكمل بصوت هادئ وجاد:
_ زمان انتِ مكنتيش بتحبيني وكان ليكي سببك وحقك وعمري ما لومتك علي دا؛ يشهد ربنا حتى جميلة الي وصلها عنك كل خير، انا مش مبسوطة اني رجعت يا هناء انتِ عارفه كل الي حصلي وعارفه ان رجوعي دا عمره ما هيبقا فرحه ليا، انا اتحطيت قصاد اختار راحه جميلة ولا راحتي واكيد لو مكاني هتختاري بنتك

صمتت حتى تأخذ الكلمات حقها في الوضوح لهناء التي لم تتحدث مجيبه او قاطعه الصمت، كانت هناء ذكيه وشخص صبور هادئ غير متسرع لذا تركتها تأخد راحتها حتى تكمل وتفهم غرضها 
تنفست فتحيه بقوة قبل ان تتحدث لتقطع ذلك الصمت مجددًا :
_ عارفه ان رجوعي مش شرط يضايقك بس مش هتحبيه، الي حابه اقوله في قعدتي معاكي دي اني زي زمان؛ أنا منتصر بيجري في دمي حتى لو مات، انا لو اتغيرت فهيبقا في كل حاجه الا حبي لمنتصر، عبير عامله زي الحيه وانا اكتر واحده اخدت من سمها، انا حبيت اعرفك نيتي بالرجوع ايه، انا همشي انا وجميلة بس لما اقدر اوفرلها حمايه ببيت بعيد عن تحكم حد غيري، انا متاكده ان عبير هتحاول تبخ سمها في ودانك لكن عيزاكي تعرفي ان كل الي هتقوله دا في دماغها هي وبس، انا مش هاممني دلوقتي الا جميله بنتي، بعرفك يا هناء عشان تبقي عارفه انا نيتي ايه وإن الي قبلت ارجع للنار عشانها هحرق الدنيا برضوا لو حد قربلها 

كانت اخر جملة مليئه بالتهديد ليس بغضاً او قوة ولكن خوف، خوف أم علي طفلتها والذي تفهمته هناء تماماً فهي تملك شابين يكاد كل منهم ان يسد عين الشمس، يملكون كل شئ يقدرهم من حماية ذاتهم لكنها تتحول حينما يفكر احد بالاقتراب منهم، كلماته فتحيه عبثت بعقل هناء التي شعرت ببعض الضيق داخلها 

ذلك الضيق الذي ينبع من كون فتحيه محقه! كم تكره تلك الفكره التي لا تختفي بأي وقت تتواجد به فتحيه؛ عن كيف هي بريئة، حتى هي تدرك كيف سقط كل من منتصر ومحمد لفتحيه ذات القلب الطيب والعيون البريئة.

مذلت تتذكر نعيمه حماتها وكلماتها عن فتحيه، بالرغم انتشار سرقه فتحيه لمنتصر وكيف اغوته بعيداً عن احضان عائلتة، كانت نعيمه تحبها وتقدرها ولو غلفت ذلك بقناع قسوة يتشقق ويسقط ثم تعيده مجدداً.

رفعت عينها تنظر لفتحيه وكيف خط الزمن وقته علي وجهها وتجاعيد وجهها التي تدل علي كونها قاست بالحياة لكن عاشتها، كانت كلمات نعيمه تكرر بذهنها بينما عينها تمر فوق ملامح غريمتها 
"فتحيه كانت زي النور الابيض الي بيشد النظر ليه اختلافهم إن كتر البص للنور يعميك وكتر النظر لفتحيه ينورك زيها، مش معني كدا انها احسن من حد لكنها كانت هي وبس عشان كدا بتقدر تشد حته منك حتى لو انكرت دا وخفيته"

وكانت حقيقه، كيف ان حتى هي تملك ذلك الجزء بداخلها الذي احب فتحيه واشفق علي ما عانته وسط عائلتها وعائلتهم، حتى حماها الذي كان يساعد علي كل مكروه يصيب فتحيه شاهدت بعينه الحزن علي فتحيه بيوم من الايام.

❈-❈-❈

_ انتِ نسيتي كلامي ليكي عن هيثم ولا ايه؟ 

تحدث غريب بحده وغضب مجرد وقوفهم بالطرقه اليمني للمنزل حيث يوجد المطبخ وغرف النوم وغرفه معيشه صغيره، كادت انسام تقلب عينها بملل منه، فهو جذبها لناحيه منعزله عن العائلة وتكاد تكون فارغه إلا من جميلة بالمطبخ بعيداً عنهم بخطوات وبدلاً ان يعترف بحبه يعن.فها بضيق.

ارتفع حاجبه علي صمتها وملامح السخط التي زينت وجهها، تحركت ي.ده تلقائياً يجذبها من معصمها قريباً منه وهو يهسهس بغضب:
_ ايه عاجبك هيثم فمش عايزه كلام عليه!  

_ غريب خلي بالك من كلامك 
مهما حاولت ان تجعل نبرتها قاسيه وغاضبه كانت فقط تعاندها من اجله وتخرج ناعمه بريئة، ذلك جذب نظرة لينه من عينه قبل ان يفلت ذراعها وهو يؤكد بضيق:
_ ما انتِ الي تصرفاتك مستفزه! 


_ وانا كنت عملت ايه، هيثم زي اخويا وزيكم كلكم، وبعدين ما هو الي بيعاكسني بتزعقلي انا ليه روحله! 

رمت عباراتها بنبره ناقمه ضعيفه كمن غُلِب علي امره، اكتفت كلماته وحدته الغير مبرره فهناك معتصم لا يتحدث ولا يعنفها، التحمت ي.ده بمعصمها بينما يجذبها ملصقاً ظهرها للجدار ثم بسط كلا كفيه علي جانبيها يحاصرها، ذلك القرب القا.تل منه يجعلها تبتلع لعابها بتوتر وعقلها بصعوبه يجمع كلماته :
_ اروحله ها! ما مش هو الي وشه احمر كأنه ما صدق ومبسوط! 

_ قولتلك خلي بالك 

كانت تهمس بذلك بينما ينظر لعينها وهو يقسم علي رؤيه نظره بهم غريبه لكن آبي لسانها التنازل لأتهامه، كانت تقتله تلك الانفعالات التي يحصل عليها هيثم منها علي عكسه تضغط قلبه بخوف لا يجد له مبرر، كانت بنيتها تحدقان به لمعه خالصه تخرج منهم؛ كان انعكاس المصباح فوق رأسهم ولكن عقله لم يري سوي لمعه تخرج له! وكأن حباله الصوتيه تخلت عنه ليسألها بلين :
_ انتِ معجبه بيه؟ 

كان الاستنكار ظاهر لكن رغم ذلك عينه كانت تتحدث، كانت تتوق لأجابه محدده نظرتة تخبرها أن النجاه بحروف ستغادر ثغرها:
_ لاء

بثانيه كان كل ما رأته يختفي ويعود غريب خاصتها ذو الثبات واتخذ خطوتين يفسح لها الطريق، لكنها تكاد تجزم علي تنفسه وكأنه يحبس انفاسه فقط رهن جوابها، وبحركه اعتادت ان يفعلها لكما اظهر انفعال يوترها ويقلب عالمها كان يحك خضلاته خلف عنقه وهو يخبرها بنبره جديه متوتره:
_كويس انا بطمن بس عشان انتِ زي اختي وهيثم لعبي و....

_ طيب 
قاطعته وهي منهكه غير راغبه بالمزيد تعطيه ظهرها وتغادر، ينهكها حينما يجعلها تحلق بنظره ويهدمها بنظرة.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة