رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 11
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الحادي عشر
_ يعني ايه يا بابا عايز يجيلك مفهمتش!
نطق بجمود والكلمات لا تلج لعقله منذ الصباح، زفر غريب بملل وهو ينهض واقفًا يسأله بهدوء:
_ انتَ بتحبها يا معتصم يعني؟
انكمش وجهه بأشمئزاز من الفكرة وكادت تنفلت منه سَبه أمام والده، زفر انفاسه مستغفرًا وهو يجلس مجددًا ويتحدث بجديه:
_ دا مش هزار يا غريب، انا مش فاهم هيجي ليه؛ قصدي ان ليه مرفضتهوش من بره برة!
طالعة محمد بتركيز والهدوء يتخلل محياه لا يستوعب مقدار رفض معتصم لاحمد؛ هل ذلك متعلق بجميلة بالفعل!! لكن أي من تصرفاته لم يظهر عليها الأهتمام حتى، تنفس بهدوء وهو يجيبه بجدية:
_ يابني انا مش صاحب الشأن عشان ارفض أو أوافق؛ أحنا قولنا لفتحية وجميلة ووفقوا إن أحمد يجي ويقعدوا معاهم أحنا مالنا بقا!!
_ والله يا حج عين العقل، وانتَ يا واد يا معتصم من أمتي بتبقا شايل من حد ورافضه كدا! لو في حاجه فنيتك نحيه بنت عمك قول ونشوفها راضية ولا لاء لكن ميصحش تقعد تتكلم علي الراجل كدا
تدخلت هناء بصفاء ولين جعل محمد يبتسم، امسك ك ـفها يرفعه مقبلًا ظاهرة وهو يهتف بصدق:
_ ربنا يخليكي ليا يا ست الكل يا حنينه انتِ
سحبت ي ـدها تتحدث بخجل:
_ محمد عيب العيال قاعدة
ضحك غريب ملئ فمه وهو يتدخل بين والديه بغمزه :
_ عيال ايه بقا يا حجه، الحج شكله افتكر الرومانسيه علي كبر
_ كبر مين يا وا انتَ دا انا فيا صحه جبال
ضحك غريب ضاربًا بي ـده معتصم بينما انفجر وجه هناء احمرارًا، بينما هو لم يكن هنا بل كان عقلة شاردًا كمن طُعن بمنتصف صدره؟ الم غريب لا يفهمه غزا روحهه بينما يتذكر اليومين الفائتين
كانت تعاملة بهدوء تلقي عليه ابتسامات صادقة، حظوا بمحدثات ناعمة لينة بينما هي تخطط للخطبه من أحمد عدوة!
تُري هل كانت تعلم مسبقًا أم علمها اقتصر علي اليوم!! كانت رغبتة في الاجابة تجرح ص ـدره كالمخالب القاسية، اندفع سريعًا ولم يجد قدرة علي الانتظار أكثر سيعلم منها الحقيقة الأن..
انعقد حاجبي غريب وهو يراه يرحل بسرعة من أمامهم استدار ينظر لمحمد بهدوء
_ أبنك شكله وقع علي جدور رقبته يا حج!
_ يابني هو العاشق لما يبص لحبيبه النار تطلع من عينه؟ اخوك كل ما يبصلها بحسه رايد يقتلها؟
كان يخبر ذاته كما غريب يحاول فهم تصرفات معتصم التي اصبحت مختلفه منذ أن طلت عليهم جميلة، هل قد يكون يحبها ويتهرب كما يفعل غريب مع انسام؟؟
كانت الأفكار تدور بعقلهم كعواصف وكل منهم بمركب مختلفه
❈-❈-❈
_ اديها هتتخطب والتانيه متجوزة يعني نزلتينا علي الفاضي يا ماما
هتفت نور بسخرية بينما تعدل وضع زينتها كي تظهر وجهها اكثر جرائة، مصمصت عبير شفتها بسخرية وهي تضرب ك ـفيها فوق بعضهم:
_ اه ياختي ما انا شايفه الخيبه والحال المايل يا بت ما تتحركي انتِ او اخوكي كدا بدل خيبتكم دي! هو يعني عيال فتحيه هيفرق معاهم اذا كان في راجل فحياتهم ولا لاء بلا خيبه
كانت نور تراقبها وهي ترحل وابتسامتها الساخره لم تتزحزح، نظرت للحمره الفاقعه اللون التي تزين شفتها؛ تُرى لو كانت امها مختلفه هل كانت لتسألها لم تضع لون كهذا؟ هل كانت لتطمئن عليها وتنصحها!!
ام جميع الأمهات يفعلن كما فعلت والدتها الأن!
ارتفع رنين الهاتف مخرجها من افكارها المزدحمه لترى اسم علي يزينه، ابتلعت لعابها ودفنت بقايا الطفله داخلها وهي تجيبه بدلال:
_ ايه وحشتك!
_ وحشتيني دي قليلة علي الي حسه نحيتك، انتِ فين؟
_ انا في البيت بخلص...
_ بتخلصي ايه بس يا نور كل دا انتِ مش محتاجه حاجه؛ المهم خلصي بسرعة عشان الواد هيفضيلي الشقه ساعه ونص بس ومش عايزين نتأخر
أصدرت ضحكه مرتفعه عابثه جعلته يهتف بها بتوتر :
_ وطي صوتك يخربيتك ضحكتك لوحدها تجيب البوليس
_ طب روح بقا يا علي عشان اخلص وانزل، سلام
اغلقت الهاتف تدفعه داخل حقيبتها وهي تتاكد من مظهرها، كانت بكامل فتنتها ولم تتأخر في إضافة بعض رشات العطر لتزيد زاتها أغراءً
كانت تحتاج لشئ يذكرها بسحرها الذي يحبطة غريب بصده لها، بدأت تفكر أن تلتف علي معتصم بدلاً منه! دفعت خطتها بعيدًا وهي تتحرك مغادرة المنزل
❈-❈-❈
وقف مربعًا ذراعيه وهو ينتظرها أن تطُل عليه علي السُلم كما اخبرها برسالته علي الهاتف، كان يستعد لطرق الباب بأي لحظه إن تأخرت زياده عن الحد لكن الباب فُتح أمامه وخرجت هي سريعًا
اتسعت عينه بصدمه قبل أن تنكمش ملامحة بأشمئزاز واستغراب؛ خصلاتها هائشة ومُبعثر تحمل غبار هائش بنطال واسع ترفعه عن قدمها التي تلوثها بعض المياة وترتدي تيشرت اسود واس وطويل يحمل بعض الغبار، غادرت الكلمات فمه بدون شعوره حينما هبطت ناحيتة:
_ ايه الي انتِ فيه دا انتوا عايشين في مغاره ولا ايه؟
رمشت لثوان قبل أن تلقي نظره علي بعثرتها وبعض الاحراج تدافع بداخلها:
_ ايه الهبل دا لاء طبعًا، انا الي ببقا مبهدله زيادة ديمًا في الحاجات دي...اا.. اكيد دا مش موضوعنا يعني؟؟
استجمعت ذاتها أمامه كانت تري نظرة غريبة بعينه حاولت إبعاد انظارها عنه؛ اصبحت تشعر بالضغط في قلبها كلما تراه ذلك الخوف الذي بثه بها حينما هاجمها هنا علي الدرجات!!
_ ايه الي بيحصل دا؟
نطق بهدوء دون أظهار الرجفه الغريبة بج ***سدة، يتمني لو تلك المرة الا يصدق حدثه وأن تكون علمت بما يريده احمد اليوم:
_ ايه بيحصل مش فاهمه
زفر انفاسه بصعوبه واعصابه بالكاد يسيطر عليها:
_ انتِ تعرفي من أمتي إن أحمد هيتقدملك؟
_ أعرف من تلت ايام
كانت تبتسم وهي تخبرة عينها تلمع بحده وغضب؛ رغم الشعور بالذنب الغريب المتولد داخلها، كانت ملامحة مبهمه لكن عيناه تموج بكل بغيض لها ولشيطانها، كانت تمثل تتلاعب به! تعامله بلطف وطرق ظنها حقيقه وصدق لكنه تلاعب حتى تضع عدوه بين اسوار عائله الشنديري
امسك كت ـفيها يدفعها ضد الجدار واقفًا بوجهها بغضب شديد وهو يهسهس بنبرة خرجت مجروحه لسبب يجهله:
_ انتِ حقيرة اوي يا جميلة، بني ادمه استغلاليه ورخيصة الفلوس سيدك والكَبر ابوكي
ضحكت رغم الم ي ـديها وظهرها وهي تطالع عينه بمهاجمه:
_ هقول ايه علي ابن ابوه الي مولود بمعلقه دهب في بؤة، عايز الحقيقه يا معتصم! انا موافقه علي احمد عشان اغيظك انتَ واحرق دمك لما تلاقي اكتر حد بتكرهه بقا شايل اسم الشنديري ايه رأيك
انكمشت ملامحة بصدمه وتقزز، نفضها من ي ـده ودواخلها السوداء تقرفه؛ لم يدم صمته وهو يضحك ساخرًا:
_ لا انا اكتر حد بكره كدا كدا شايل اسم الشنديري؛ انتِ يا جميلة، واضح ان عمتي معاها حق وان كل الي يجي من طرف امك اسود زيها
ختم كلماته وغادر سريعًا كي يمنع شياطينه من تحطيم رأسها، كانت تقف بمحلها مصدومة تكاد الدماء تغادر ج ـسدها؛ قلبها يتألم انها السبب في قولة تلك الكلمات علي والدتها؟؟
تنفست بهدوء وهي تعود أدراجها مجددًا للمنزل كي لا تشعر والدتها
_ بيحبها؟؟
همس هيثم بأستغراب وصدمه لنور الي تقف بجواره متصلبه هي الأخرى، كانت تهبط السُلم وأوقفها هيثم حيث ليسترقا السمع علي معتصم وجميلة
_ لا لو بيحبها مش هيسيبها تتخطب اكيد!
ابتسم بسخريه وهو يجيبها بتفكير:
_ ولو مش بيحبها هيتضايق ليه انها هتتخطب
_ انتَ لازم تشد البت دي ليك
قالت بحزم وهي تعدل ثيابها وعينها تطالعه بحده، مرر نظره علي ما ترتدية وتضعه:
_ سيبيها علي الله، انتِ بقا رايحة فين بشكلك دا؟
نظرت له بسخرية وهي ترى احمرار عينه من تعاطيه واجابته بتهكم:
_ رايحة مكان ما رايحه يا هيثم انتَ مالك؟ ولا الحشيش طللب معاك بتدخل؛ خلي بالك بس تبقا فايق بليل عشان لو حصلت قرايه فاتحة عمك هينزلنا
وضع ي ـده بجيبه وشملها بتقزز وانزعاج، نور لن تتغير وإن طبقت السماء علي الأرض:
_ لا يا حبيبة امك بقولك عشان احنا هنا مش في باريس الطلوع والدخول هنا بحساب، وانتِ عايزه توقعيهم في حبك مش يشكوا في تربيتك واخلاقك!
_ طب عن اذنك يا ابو اخلاق عشان محدش يشوفني
دفعته من ك ـتفه وهي تتخطاة متهاديه في مشيتها لتثير حنقه؛ لكن هيثم لم يتأثر وهو يراها تغادر وقد اعتاد فجورها وقباحتها
❈-❈-❈
_ وانا ايه يخليني اتجوز تاجر مخدرات؟
صاحت انسام بزهول وعينها تكاد تنخلع عن رأسه من شده اتساعهم، كان والدها يجلس علي الأريكة بملامسة الداخله وبي ـده سجارة محشوة وهو يجيبها ببسمه سمجه:
_عشان مزاجي وكيفي يبقوا ببلاش! ولا انتِ فاكره هتفضلي طول عمرك قاعده علي قلبي كدا؟
ارتعشت ي ـدها واجتمعت الدموع بعينها، قلبها يأن بكل عزاب! ظلت تنظر له بصمت وهي تشعر بالألم يجرح بداخلها دون رحمه، كيف يكون هذا والدها رغم كل الكراهيه التي تقطر منه:
_ قاعده علي قلبك ليه وانا كنتَ عملتلك ايه؟
رفع عينه لها بغضب وهو يهتف بصبر نافذ:
_ انسام انا قولت الي عندي، متضيعيش بقا الكيف من دماغي
ازداد غضبها من استهتاره، هو يرغب بتزويجها من عجوز يتاجر بالمخدرات لرغبته؛ وفوق ذلك يتبجح بعدم رغبته في الأنزعاج، تركت الغضب يدفعها للحديث بصوت مرتفع:
_ لا مفيش حاجه اسمها قولت الي عندي وبعدين كيف ايه الي هتبعني عشان انتَ ايه مش بتحس ومعندكش دم؛ مش راجل وعندك نخوة ولا انتَ ايه!
بَح صوتها كطير جريح بينما الأخر ابتسم بخفوت يرفع عينه لها بينما ينهض من مكانه ببطئ وقد اضاعت تأثير السيجارة:
_ لو علي كده يا حبيبه ابوكي تعالي بقا اوريكي راجل وعندي دم ولا لاء؟
أنقض عليها مكيلًا لها الضربات بكل مكان بينما يسقطها أرضًا، كانت تنتفض صارخه بينما عبراتها اغرقت وجهها؛ كانت مجروحه القلب ومتألمة من ضرباته الوحشية ضدها
لم تعلم علام تصرخ هل قسوة ضرباته أم سُبابه اللاذع الذي يلقيه وكأنها ليست أبنته وشرفه، هل تصرخ لقلبها الذي أرهق مما يحدث معاها أم تصرخ لطلب ملاذ يحيطها بدفئة
توقف اخيرًا عن ضربها ولم تتوقف عبراتها وهي تحاول الأستناد علي ك ـفيها لتصلب ذاتها وتنهض تحتمي بغرفتها، لم يترك لها فرصة النهوض وهو يسحبها من معصمها بحده:
_ انتِ كنت عند خالتك واكيد ادوكي فلوس وانتِ ماشية فينهم! انطـقي يا بت فينهم
صرخ بها لتشير بي ـد مرتعشه لحقيبتها؛ القاها أرضًا مجددًا وتحرك سريعًا يجذب الحقيبه ويفتحها مخرجًا المال:
_ أهي دي أخره تخريبك لكيفي، فقرية زي أمك هروح أشتري سجارة بدل الي ضيعتيها من دماغي؛ وبطلي عياط ونحنحه ياختي وتجهزي الغدا، علي الله يا انسام أجي والاقيكي مش في الشقة
غادر مغلقًا الباب خلفه بحده، بصعوبة ساندت نفسها حتى وصلت لغرفتها جالسة علي الفراش، جذبت اطار يحمل صورة والدتها وضمته لص ـدرها وبكائها يزداد قهرًا .......
❈-❈-❈
كانت تتجهز بشرود غائبة عنهم وقلبها يزداد حزنًا وحقدًا كلما تذكرت كلماته المشينه لوالدتها، لا يهمها ما يقولة عنها وهي من قررت بدء طريق العند والتحدي معه لكن أن يطل ذلك والدتها لن تسامح به
_ خلصي يا جميلة الناس علي وصول!
هتفت نوران وهي تلج للحجره، تبسمت بفرحة وهي تقترب منها سريعًا:
_ قمر يا حبيبتي ماشاء الله عليكي متخيلتش تبقي بالحلاوة دي كلها؟
افاقت من شرودها لتضحك بكذب علي نوران، انعقد حاجبيا الاخرى وشعرت بتغيرها :
_ جميلة انتِ كويسة!
_ اه يا حبيبتي مصدعه شوية بس
أجابت بأختصار وأنقذها ولوج والدتها التي اخبرتهم بنبرة سعيدة:
_ يلا يا بنات عمكم بره تعالوا نقعد معاه
نهضت جميلة بينما نوران ذهبت للخارج؛ أقتربت فتحية منها تمرر ي ـدها علي خصلاتها وهي تخبرها بشجن:
_ جميلة زي أسمك بالظبط، ابوكي هو الي اختار أسمك يومها قولتلة افرض مطلعتش جميلة اوي يا منتصر؛ رد عليا وهو شايلك في حضنه وباصصلك كأنك أغلي من روحه وقالي انا مش بتكلم علي جمال الشكل يا فتحية مع انها هطلع قمر شبهك؛ انا بتكلم عن قلبها وروحها يا فتحية ومتأكد أنها هتورث منك كل الصفات الجميلة وهنربيها عليها لحد ما تبقا بتسحر القلوب كلها، ابوكي صدق يا جميلة وانتِ فعلاً حتة منه
انفلتت دموعها البسيطة علي بكاء والدتها قبل أن تح ـتضنها :
_ انا بحبك اوي يا ماما واسفه لو اتقال اي حاجه وحشه عنكم بسببي
ضحكت فتحيه بخفه وهي تض ـربها علي رأسها بينما تتركها في أحضانها:
_ قطع لسان الي يقول اي حاجه عنك دا انا أكله كدا، ومتأكده أنك كمان هتموتيه
_ طبعًا يا ست الكل دا انا بنت منتصر وفتحيه
أجابتها بمشاكسة لتسحبها فتحيه بعيدًا عن أحضانها وتزيل العبرات عن وجهها وهي تردد بحزم:
_ مش عايزه اشوف دموع علي خدك انتِ اتولدتي للضحك والفرحه بس يا جميلتي
_يبقا متعيطيش انتِ قدامي وبعدين خلينا نخرج لعمي بقا
اجابت وهي تحتضن ك ـتفي والدتها وتدفعها للخارج، وجود والدتها ودعمها دائمًا ما يخلق القوة بداخلها حتى ولو دفنت، لذا لتستمتع بفوزها و اغاظته ألان ثم لتربيه علي خطأه في والدتها العزيزه..
كان الجميع بالخارج محمد وأسرته وهي وأسرتها في أنتظار العريس، ابتسمت وهي تحي الجميع قبل أن تدور بينهم الأحاديث والتي تعمدت المشاركه بها وأظهار سعادتها أمام معتصم الواجم الوجه
اقترب غريب منه وهو يلكزه هامسًا بخفه :
_ ما تتكلم ولا تعمل ايه حاجه تداري بيها شكلك البايخ دا؟ انتَ كأنك دايب فيها
ازداد حنقه أكثر فلا يكفية غضبة منها وأن فتاة مثلها استطاعت التلاعب به والشعور الغريب الذي يضيق صدر بل يأتي غريب ويزيد حنقه بكلامه:
_ الله يعزك يا غريب انا مش ناقصك انتَ وهزارك، وياسيدي عشان الكلمتين الي بتقولهم من الصبح دول انا اصلا ولا بطيقها ولا عايزها تتنفس جمبي من اساسه! عشان كدا حل عن دماغي
نهض واقفًا قبل أن يجيبه غريب وهو يهتف بتساؤل:
_معلش يا حجه عايز ادخل الحمام اشطف وشي ثواني
_ مالك !
سالته هناء بقلق وهي ترى تغيرة منذ الصباح ليضحك وهو يجيبها بتهرب:
_ مليش يا ست الكل حبه صداع بس مقريفني وبعدين انتِ عارفة في الأجازة ببقا مش طايق نفسي
تنهدت هناء براحة بينما تدخلت فتحيه بأبتسامتها الطيبه:
_ دلوقتي هخلي جميلة تعملك فنجان قهوه يظبط دماغك؛ قومي وريه الحمام فين واعمليها
تدخل سريعًا يحاول اثناء والدتها عن عرضها؛ وبداخله انزعج من ذاته علي إسائته لها:
_ بلاش تتعبيها ان...
_ ولا تعب ولا حاجه يا معتصم اتفضل
نهضت تقوده بهدوء دون الأبتسام حتى ولحقها هو بصمت محاولًا عدم جذب الأنظار أكثر، وصلت للمرحاض وقفت بجواره حينما مر منها نبث بشكر خفيض لكنها لم تهتم حينما سمعته؛ بل ربعت ذراعيها وعينها تطلق عليه سهام حادة:
_ مره تانية اسمعك بتجيب فيها سيرة امي هزعلك يا معتصم واديك اهو عرفت اني بعرف ازعل كويس اوي عشان كدا عيزاك تخلي بالك أن حوارك معايا انا وإن لسانك ميجبش سيرة اهلي
أولته ظهرها وغادرت دون ان يجيب وهو لم يكن سيتحدث فهو يلوم ذاته بالفعل علي كلماته ناحية فتحية زوجة عمه..
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية