رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 14
قراءة رواية خداع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خداع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الرابع عشر
تلك الحمقاء لم تفهم هذا الإنذار بل نهضت تعنفه بشدة على إهانتها أمام أصدقائها هكذا، فنظر حوله حينها رأى و جوه لا يعلم من بينهم أحد، لكنها جميعاً تشبه تلك البلهاء الطامعه، فصرخ بهم جميعاً بأن يرحلوا من منزله.
إنتشرت همهمات منزعجة من هذه الإهانة، فإقتربت منه بدلال مثير للغثيان؛ لكي تخفي حرجها، لكنه إبتعد عنها، فعنفته لأن تلك الحفلة هي حفلة خطب*تها، وهو يدمر فرحتها هكذا، حينها دار برأسه ينظر إلى "ليلى" التي بدت مذهولة، مرتبكه.
مد ي*ده وأمسك بي*دها، ثم جذبها بلطف نحوه، وأحاط كت*فيها بذر اعه، ثم نظر إلى الأخرى التي تنظر لليلى بعدم إستيعاب، تسأله من هذه؟! فأجابها بنظرة تحدي.
-إنها زو جتي المستقبلية، وقد تمت خطب*تنا بالفعل، فكيف سوف أقدم على خطب*تك اليوم، وهي معي، أخبرينى؟!
شحب وج*هها أمام ذلك الإحراج الذي لم تتوقعه مطلقاً، وقهقهت بلا مرح، ثم أخبرته أنها كانت تقوم بخدعة ضاحكة معه، ومع زو جته، لكنها تعتبره صديق لا أكثر.
لم يبادل ضحكتها المزعجه، بل ظل عابس الو جه، وهو يؤكد عليها، وعلى رفاقها، أن يذهبوا بلا عوده، مما جعلها تسرع الخطى لتسبقهم كي لا تتعرض للتوبيخ منهم، بينما جميعهم أبدوا إستيائهم من تصرفها الأهوج.
دفئ أنفاس "عز" الصافعه لجبهة "ليلى" جعلتها تحيا على غيمات الأحلام، بينما قربها منه بهذا الشكل جعل قلبه يتلهف لإتمام زيج*تهما، هذا المنظر الشاعرى جعل "شهد " تبتلع غصتها بصعوبه فرؤيتهما أعادت إلى ذهنها ذكرياتها مع "ليث".
وإفتقارها لدفئ صوته، ونظراته حتى وهو غاضب منها، كانت بنظراته، شئ ما يجبرها على محبته، أخرجها من شرودها بذكرياتها صوت "إب*نة عز" التي تحمحم بصوت صغير، والمرح يرسم ملامحها، وهي تغمز بعي*نها لوالدها، فحذرها بعي*ناه.
بينما أحست "ليلى" بالخجل، وإبتعدت مرتبكه، حينها تدخلت "شهد " بمرح، تسأل "عز" متى سيضيفهما، فلا كأس عصير واحد قد ظهر لأى منهم، فإبتسم، وأشار لهما بالجلوس، ولحظات وقد وجدتا العصائر والمقبلات، وبعض أنواع من الكعك المحلى.
إلتقفت "ليلى" أنفاسها لاهثة من هذا المشهد، إنها من عشاق تلك الاشياء الصغيرة اللذيذة، ولا يمكنها مقاومتها، ليس إن تناولت طعام العشاء فى مطعم فاخر فقط، بل لو تناولت المطعم بستائره أيضاً، ثم قضبت جبينها، تنظر نحو "عز" متعجبه.
-لماذا دعوتنا إلى مطعم آخر، لما لم نتناول الطعام فى مطعمك؟!
-هذا لأنكما تعملان به، ولا أريد نشر القيل، والقال بين العاملين، أو أن يتسببوا في إزعاجكما لاحقاً.
-لقد رأونا نركب معك، وهذا سيجعلهم يتحدثون!
-نعم رأوننى، ولكن إيصالي لكما فى وقت متأخر شىء لن يلفت إنتباههم، فأنتما فت*اتين تسكنان فى مكان بعيد عن المطعم، وقد تاخر الوقت بكما، ولا يجوز أن أتركما هكذا وحدكما.
-ولما كل هذا؟! هل تخجل من معرفة الناس بعلاقتك بي؟!
-كفاكِ هذياً أحمق، لو كنت هكذا لما أخبرت الجميع منذ لحظات بشأن زوا جنا، ليلى إستمعي إلي، أنا فقط أردت حمايتكِ، فلو لم تتم زيج*تنا لإعتراض عائلتكِ، أو اعتراض إب*نتي، فلا أريد لكِ أن يزعجك أحد بأي تعليق فظ.
إبتسمت خجلة، فقهقتا "شهد وإب*نة عز" فقد تابعتا جدال "ليلى وعز" المسلي بالنسبة لهما، مما أزعج الخطي*بان الجديدان.
كانت ليلة أكثر من رائعة قضوها بين النكات، والمقبلات، ثم وضع "عز" قرصاً فى جهاز الكمبيوتر، واستمتعوا بمشاهدة فيلماً سينمائياً ضاحك، وظلت السهرة بينهم حتى غفيت "إب*نة عز" فحم*لها أباها إلى فراشها، ودثرها جيداً.
حينها نهضت "شهد" تحث "ليلى" على المغادرة، ولكن "ليلى" كانت متكاسلة ترغب فى المكوث، فعنفتها "شهد".
- بما تهذين أنتِ الآن؟! إنه ليس منزلكِ بعد! ولا يجوز أن تبيتى هنا! كما أنه لابد وأن والدتينا قلقتان الآن، لقد أخبرناهما بدعوة الس*يد "عز" إلى تناول العشاء بالخارج، لكن الأمر طال كثيراً، كما يجب أن تكونى أكثر رزانة، لا يعنى أنه يحبكِ، وأن إب*نته وافقت أن تلقى بنفسكِ هكذا عليه!
أحست "ليلى" بالخزى، فشهد محقه، فنهضت تعتذر منها، وتحمل حقيبتها، فحركت "شهد" رأسها لكلا الجانبين يائسة من "ليلى" وسذاجتها، وعبست بخصلات شعرها بطريقة طفوليه أزعجت "ليلى" وأعادتها إلى مرحها.
❈-❈-❈
حين نزل "عز" من الطابق العلوي، كانتا تهمان بالخروج، فإستوقفهما، واصر أن يأخذهما إلى منزلهما بنفسه، فالوقت قد تأخر كثيراً، وبالطريق طلب من "شهد" مساعدته؛ لتمهيد السبيل مع "والدة ليلى" بشأن تقدمه لخط*بة "ليلى" وقد رحبت "شهد" كثيراً بتلك المساعده.
بينما توردت "ليلى" خجلة، وهى تسترق النظرات إلى "عز" وقد إلتقط تلك النظرات ببسمة حنونه، وظلا يتبادلا نظرات حالمه، لاحظتها " شهد" فإستعادت ذكرياتها الحالمه مع "ليث" حتى أفاقت حين توقفت سيارة "عز" أمام منزلها.
فترجلت سريعاً، تريد تركهما سويا، ولكن الوقت متأخر، ولم يُرد "عز" جعل أى احد يخوض فى سمعة "ليلى" فحثها على اللحاق بشهد.
بينما عاد "عز" إلى المنزل يشعر بسعادة لم يختبرها من قبل، فى حين تحدثت "شهد" مع "والدة ليلى" وقد ظنتها ستغضب، أو تعترض، لكنها بدت هادئة، مستريحه، فعز رجل عاقل، متزن، سيستطيع إحتواء إب*نتها.
وقد رأت حبه لإب*نتها بعي*ناه، وخوفه عليها كما رأت حزمه مع إب*نها، وهذا هو ما يحتاجانه إب*نيها، وهى ترى أنها بتلك الز يجة، ستطمئن ليس على "ليلى" وحدها، بل على أخاها أيضا، لذا وافقت بسعادة.
ولم تبالى كونه متز وج سابقاً، ولديه إب*نة، فإب*نته أكثر من رائعه، والجميع يحبها، ومن يريد الإعتراض، فليعترض! لا أحد له الحق فى إبداء رأيه مطلقاً.
❈-❈-❈
باليوم التالي أخطرت "شهد" السي*د "عز" برأي والدة "ليلى" ولكنها لم تخبر "ليلى" نفسها بعد، فقد تركت الأمر له، فليتفقا! ويأخذ موعداً مناسباً منها؛ للقاء والدتها.
كما أنه يجب أن يصبح كل ما ينتويانه قيد النقاش بينهما بلا وسيط، فهي لن تظل بينهما طويلاً، لابد وان يتعلما مناقشة كل ما يرغبانه سوياً؛ لتخف حدة الخجل، والإرتباك بينهما.
❈-❈-❈
فى المساء أتى مجموعه من الشباب الطائشين؛ لتناول الطعام فى المطعم، وأزعجوا رواده، كما أساءوا إلى عماله، وحين وصل الخبر إلى "عز" أمر الأمن بطردهم، فخرجوا منزعجين، وجلسوا بسياراتهم على مقربه من المطعم، يعاقرون الخمر.
ولسوء حظ "شهد" أنها خرجت تلقى بعض المهملات بحاوية النفايات خلف المطعم، وقد رآها أحدهم، وقبل أن تنتبه له كانوا يحاوطونها بضحكاتهم المخيفه.
أصابتها الصدمه، ووقفت جامده بلا حراك، لا تقوى على الصراخ، وطلب النجده، ولم يشعر بها أحد، لكن بالمصادفة كان "عز" فى سبيله إلى الخارج حين لاحظها، فأسرع إليها.
حيث وجدها شاحبة الو جه، جاحظة العي*نين، تقف مرتجفة بين حفنة من الذئاب البشريه، لم يهتموا لأحد، وقد مزق أحدهم مقدمة ثو بها، ويمسك الآخر بخصلات شع*رها، وأنفا سهم الكريهه تخنقها، وبلحظه لم يعد "عز" كما هو.
ولا يعلم أى من هؤلاء الحمقى، كيف قفز "عز" بينهم كالليث الغاضب، يفتك بكل ما تطاله مخالبه، وتأوهاتهم المتألمه هى من أنبهت عاملي المطعم بوجود شجار بالخارج، فانضموا إلى "عز" وعملوا جاهدين فى القبض على هؤلاء السكارى.
❈-❈-❈
تم إبلاغ الشرطة بشأنهم، ولكن المشكلة كانت تقبع بليلى التى حين رأت صديقتها بتلك الهيئة، وعلمت ما حدث معها، تحولت إلى لبوة مخيفة، تدافع عن صغارها، وأصبحت أشرس من "عز" وأصبحت المعضلة فى إيقافها.
بعد أن تم تقييد هؤلاء المخمورين، فأمسك بها "عز" مقيداً جس*دها بذرا عيه؛ ليمنعها من إرتكاب كارثة ما، وقد أرهقته، وهى تحاول الخلاص منه، أكثر من إرهاقه فى مقاتلة المخمورين.
❈-❈-❈
بعد أن هدأت "ليلى" واخذت الشرطة المعتدين، رافق عز وليلي شهد إلى قسم الشرطة؛ ليتم تحرير محضراً بما حدث، وقد حاول "عز" جاهداً أن يخفف عن "شهد" ما حدث، ولكن بلا فائدة ترتجى، فهى شاردة منذ تهجم عليها هؤلاء الحمقى.
بينما كانت "ليلى" منشغلة بسب، ولعن هؤلاء المشاغبين، حتى أنها غفلت عن ألم صديقتها، واحتياجها لها بهذا الوقت، إحتياجها للإحتواء، وليس الثورة، والغضب، لكن "ليلى" عقلها يختفى دوماً فى الوقت الخاطىء.
❈-❈-❈
بعد ليلة سيئة بالمخفر، غادروا مجهدين، مختنقين، غاضبين، لقد كانت التحقيقات مزعجة بالنسبة إليهم جميعاً ، وبالأخص إلى "شهد" ولم يرأف بحالتها أحد، وقد أحضر أولائك الحمقى محامين كُثُر.
وقد أنهكوا قوى "شهد" وهى تجاهد؛ لتثبت أنها لا تدعي كذباً ما حدث فعلياً، كما تحاول بيأس الدفاع عن نفسها بأنها لم تكن تعرفهم سابقاً، ولا تنتقم من أى منهم لأى سبب كان.
❈-❈-❈
كان "عز" قد هاتف "والدة ليلى" واخبرها بما حدث، واكد عليها ألا تخبر "والدة شهد" لكي لا تصاب بأزمة جديدة، فهى مريضة لن تحتمل خبر كهذا، وقد إقترح عليها أن تخبرها بأن سبب عدم عودتهم اليوم حتى هذا الوقت المتأخر هو العمل المكثف، ولهم مكافئات على هذا.
إذا كان الأمر مر بهدوء نوعاً ما، فقد أحدث صدعاً مؤلماً فى نفس "شهد" لكنها تمالكت نفسها؛ لأجل والدتها، ولكنها لم تحتاط لما سوف يحدث لاحقاً، فقد كانت والدتها معتادة على قراءة الصحف بالصباح، وهى عادة إكتسبتها من زو جها الراحل.
والصحافة تضع للموضوع رأساً، وأذيال، واذ رع شتى؛ لكى تثير حماسة القارىء، وقد وصفوا "شهد" بالف*تاة اللع*وب التي أغوت الشبا ب، ومن ثم أغرقتهم فى إتهامات باطلة.
❈-❈-❈
ذاك الصحفي المرتشي الذي تقاضي من عوائل هؤلاء المخمورين؛ ليشوه صورة "شهد" وهو حتى لا يعرفها! فقط؛ لأجل حفنة أموال قذره، لم يفكر للحظة بردة فعل الف*تاة، وعائلتها، أو كم المصائب التي ستمطر رأسها بكذبته تلك؟!
وانه قد يتسبب فى جعل من لا يعرفها يتكالب عليها، وكل هذا؛ لتضطر إلى التنازل عن المحضر، وإخراج هؤلاء الشبا ب من قفص الإتهام، وكل هذه الأشياء الخفية لم تكن في المقال، لقد كان فقط عن وصف "شهد" بالف*تاة سيئة التصرفات، وتأليف قصة سيئة عنها، لا تمت إلى واقعها بأى صلة مطلقاً.
وكل كلمة كانت مطرقة تضرب رأس والدتها، فهذا هو زيها الذي غادرت به بالأمس بالفعل، ولم تعد به، فقد أخذها "عز" إلى متجر ملابس، وإشترى لها غيره، وحين عادت أخبرت والدتها كاذبة أن إناء طعام سقط على ثوبها.
وأن الس*يد "عز" قد تبرع لها بشراء واحد آخر جديد -يا الهي- إن كل الأدلة تؤكد أن هناك شىء ما من الحقيقة بهذا المقال، ولكن أى حقيقة تلك؟! هذا مستحيل!
دق ناقوس الخطر حين صرخت بإسم إب*نتها التي كانت على وشك إنهاء إرتداء ثيابها؛ لتذهب إلى عملها حيث أسرعت بإرتداؤه على عجل، وخرجت راكضة؛ لترى ما الذى حدث مع والدتها، والرعب يدب أوصالها؛ لظنها أنها تتألم إثر المرض.
لكنها صُعِقَت حين وجدت والدتها تشير إلى الصحيفة بي*د مرتجفة، تسألها ما هذا؟! هل هناك أى من هذا حقيقى؟! هل هذا سبب رفضها لكل شا ب كان قد تقدم لخط*بتها؟! هل فشلت فى تربيتها، أم ماذا؟!
حاولت "شهد" تهدئتها، واخبارها الحقيقة، لكن سبق السيف العزل، فإنفعال والدتها بهذا الشكل، جعل والدتها تقبض على صد رها فجأة، ثم سقطت مغشي عليها، فصرخت "شهد" بإسمها، وحاولت مساعدتها.
لكن وج*هها الشاحب حد الإصفرار، وجس*دها المتراخى، جعل "شهد" تركض إلى خارج مسكنها، تطرق باب جيرانها، وهى تصرخ بأن يغيثوها، فخرج كل من يسكن هذا العقار راكضين إليها.
وعلى رأسهم "ليلى" ووالدتها، واخاها الذي إختفت كل معالم المزاح من وج*هه، وتحول إلى طف*ل يبكي خوفاً من هيئة "شهد" ووالدتها، ويسأل عما يحدث.
❈-❈-❈
تم نقل "والدة شهد" بمساعدة رجال منطقتها الكرام إلى المشفى، وهناك أخبرهم الطبيب أنه سبق وأن حذر من نوبة كهذه، ولكن ما بالي*د حيلة، ولابد لها من إجراء جراحة عاجله، ولكن تلك الجراحة ستكلف الكثير، وشهد لا تملك من ثمنها فلساً.
❈-❈-❈
تأخر "شهد وليلى" عن موعد العمل جعل "عز" يشعر بالقلق خاصة بعد ما تعرضت له "شهد" بالأمس، وما نشرته الصحف اليوم، وقد أرسل إلى محاميه؛ ليقاضي هذا الصحفي دون إستشارة "شهد".
فحتى لو رفضت "شهد" لن يترك هو حقها، فقد إعتبرها أختاً له، ولن يرحم من يؤذيها، كما أنها ف*تاة وحيدة، يتيمة، كيف سمح ضمير هذا الصحفي بإتهامها بهذا الشكل دون برهان هكذا؟! وبعد أن تأكد أن القضية تسير فى الإتجاه الصحيح.
فحتى إدعاءات الصحافة لن تساعد المتهمين؛ لأنه تم إثبات أنهم كانوا مخمورين بالفعل، وحين حدث المواجهة أقر أحدهم فى نوبة خوف أصابته؛ لأن "عز" ذكرهم أن لهم عوائل بها أخوات، وامهات، وزو جات، وب*نات، وحتما سترد لهم، حينها إرتجف أحدهم، وأقر بالجرم الذي إقترفوه.
لكنه حين إستفاق من خموره، وادرك ما قاله تراجع عنه، لكن تراجع لا معنى له؛ لأن الأدلة جميعها ضدهم، فهناك كاميرات المطعم قد سجلت كل ما حدث لذا فكل ما يفعلونه بلا جدوى، لكنه فقط يتسبب فى إزعاج مضني، ونشر شائعات سيئة عن "شهد" قد تضر بسمعتها.
❈-❈-❈
هاتف "ليلى" ليطمئن عليها، لكنها لم تجيبه، فإزداد قلقه خاصة وأن "شهد" أيضا لا تجيبه، ولا حتى "والدة ليلى" وبعد أن يأس، وقرر الذهاب إلى منزل "ليلى" ليرى ما الذي يحدث هناك، ولكن أثناء قيادته لسيارته دق جرس هاتفه الجوال، وإذا بها "ليلى" تصرخ بأن يساعدها.
فوقف السيارة إلى جانب الطريق سريعاً، وسألها عما يحدث معها؟! فأخبرته سريعاً بكل ما حدث، وان حالة "والدة شهد" أكثر من سيئة، فسألها عن عنوان المشفى، وأعطته إياه، فوصل بأسرع ما إستطاع، وهناك علم من الطبيب بقصة العملية الجراحية.
فطلب من الطبيب إجرائها، وهو من سيقوم بدفع ثمنها كاملاً، ولكن هذا دون معرفة أحد،
لكن ما لديه من سيولة مادية لا تكفى، ولهذا قرر إقتراض باقي المبلغ من البنك بضمان مطعمه، وما إن تم ذلك، وكانت قد علمت "شهد" والبقية بالأمر، ورغم ضيقهم من إضطراره لفعل هذا، ولكن لا مفر آخر.
❈-❈-❈
لم تكن "والدة شهد" وحدها في ذلك اليوم من قرأت هذا المقال، فقد إطلع عليه "ليث" أيضاً، وأذهله ما قرأه؛ لأنه يعلم "شهد" جيداً، ويعلم أنها لا يمكنها مطلقاً أن تقوم بعملاً كهذا، كما أدرك أن هناك إحتمال أنها ليست متزو جه.
فالمقال لم يذكر زو جها مطلقاً، كما قيل أنها ف*تاة، وليست سي*دة، ولكن من كان معها حين رأها؟ لا يهم، قد يكون أى أحد، وهذا يعنى أن هناك أمل، ولو ضئيل لذا قرر البحث عنها، ولكنه كان كمن يبحث عن شوكة فى جبل من القش.
يتبع