-->

الفصل الخامس عشر والأخير من رواية خداع - إيمي عبده


قراءة رواية خداع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى







رواية خداع

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الخامس عشر 

والأخير



بحث ليث فى المكان الذي رأى شهد به، ولكنه لم يجدها، ولا أحد هناك يعلم عنها شىء، ولكنه لم ييأس فى حين كانت "ساره" كمن تصب الوقود على اللهب، فحين رأت المقال الذي إتهم "شهد" لم تستطع إخفاء تشفيها.

فأرسلت إلى زو جها نسخة من الجريده، وهى تخبره بأنها أفضل ممن أرادها، واتضح أنها فاسقه، واخبرت كل من رأته عن المقال، ولم تنصت إلى تحذير زو جة عمها بأنها لا يجب أن تثرثر في هذا الأمر، كما أنها مما سمعته فلا تعتقد أن تلك الشهد سيئة هكذا!

أزعج "ساره" أن لا أحد صدق المقال، ولا حتى والدتها التي أخبرتها أن من واقع معرفتها بشهد فلا يمكن أن تفعل هذا، ولا بجب أن تتحدث بالأمر لكى لا تثير "ليث" ضدها، ويطردها من هذا القصر الذي بدأت تعتاد على رفاهيته، مما جعل "ساره" تضع لسانها فى حلقها, وتصمت مرغمه.

كما أن والدها تعافى تقريباً، وقد أحضره أخاه إلى القصر؛ لقضاء فترة نقاهته، والتي قد تنتهى فى أى لحظة، ويقرر طبيبه أنه بخير تماماً، فيصبح لا حجة لديهم للجلوس هنا، ونعم ستعود إلى زو جها، ولكن لن تجد الخدم، والدلال التي تنعم بهما هنا. 

❈-❈-❈






تم نشر تكذيب عن هذا المقال بعد عدة أيام من نشره، وتم نشر صورة كاتب هذا المقال، وقد تم عقابه؛ لإفشاء خبراً كاذباً كاد أن يتسبب فى وفاة "والدة شهد" مما جعل "ليث" يكاد يجن، فهى تعانى، وهو هنا يستمع لتذمرات "ساره" المزعجه.

فقد أصبح حتى الخدم ساخطين؛ بسببها، فهى تتعالى عليهم، ولا يعجبها شىء، كما أنها لا تكف عن إزعاج طف*ليها، والثرثرة بكل شىء حتى ولو لم تكن تفقه به شىء.

❈-❈-❈

تتبع "ليث" مسار المقال حيث قيل أن محامى السي*د "عز" هو من يهتم بالقضية، وذكر المقال إسم المحامي، وقد كان ذو صيت كبير، فعرفه "ليث" وذهب للقاؤه ولأنه على علاقة طيبة بهذا المحامي، وأخبره عن سبب رغبته فى معرفة مكان "شعد".

فوافقه المحامي خاصة وأن "شهد" فى حالة نفسية أكثر من سيئه، وتحتاجه بشده.

تفاجأت "شهد" بليث أمامها عي*ناه ترسل لها مواساة صامتة كانت بأشد حاجة إليها.

كادت أن تقفز إلى ذرا عيه لكنها تذكرت أمر من تظنها إب*نته فأنكست رأسها بخزي مما جعله يجلس إلى جوارها صامتاً، لقد أتى بوقت جيد بالفعل، فوالدتها بالداخل يُجرى لها جراحة دقيقة.

حاولت "شهد" أن تتماسك ولكن لم تستطع فدموعها أغرقت وج*هها، وقد فاجئها "ليث" بإمساكه لي*دها مما زاد من نحيبها فضغطت على ي*ده بقوة وأجهشت في البكاء فجذبها بلطف نحوها فدفنت رأسها في كت*فه تنتحب.

❈-❈-❈

لقد نجحت عملية والدة شهد الجراحية، ولكنها دخلت في طور غيبوبة.

وأرجئ الطبيب الأمر لأسباب نفسية؛ مما زاد من بؤس شهد، وجعلها بحالة نفسية أكثر من سيئة، وقد نصحهم الطبيب بأن يتحدثوا كثيراً بأمور إيجابيه بجانب المريضة، فهناك إحتمال كبير أن يساعد هذا في شفائها التام.

❈-❈-❈

أصبح ليث يأتي كل يوم إلى المشفى وشهد لا تتحدث إليه، فقط تكتفي بالنظر نحوه من حين لآخر بعينان معاتبة فهي تظنه متزوج من أخرى، لماذا إذا أتى إليها، هل الشفقة أم تأنيب الضمير؟  لكنها لن تسأله.

❈-❈-❈

تحدث ليث مع عز واستطاعا تبرئة ساحة شهد من تلك الأقوال السيئة، فقد إدعى البعض أن الصحفي قد عوقب غدراً؛ لإثبات خلاف أقواله، وتم الحكم على الشباب وقد حاولت عوائلهم الصلح مع شهد وطلب منها أن تتنازل؛ لأنهم بوجود الليث لن يستطيعوا إجبارها على التنازل، لكنهم لم يفلحوا بهذا فحالة والدة شهد جعلتها غير مبالية بمصير من كانوا السبب في كونها كادت تموت.

 ❈-❈-❈




ضجر "زياد" من تلك الحياة وهجر "ساره" نهائياً هذه المرة، أصبح يرسل لها راتباً شهرياً تنفق منه على نفسها وطف*ليها، وبعد وقت ليس طويل تزو ج من أخرى، فأصبحت ساره بحالة سخط عارمة، تنفث حقدها برأس ول*ديهما.

مما جعل "زياد" يضطر لحرمانها من الطف*لين؛ علها تتعقل، فطلبت منه الطلاق، فطلقها بطيب خاطر، لكن ذلك زادها حقداً، فقررت أن تتزو ج من هو أفضل منه من وجهة نظرها، فأصبح هدفها فقط البحث عن زو*ج وما ساعدها هو تواجدها بمنزل ليث حيث بإمكانها إصطياد أحد الأثرياء بسهولة، كما أن ليث منشغل بشأن شهد لم ينتبه لتصرفاتها حتى أخطرته والدته بأنها تتصرف بطريقة ملفتة للنظر في وجود أصدقاؤه حيث أصبحت ثيا*بها أكثر وقاحة، واصبحت مصدر احراج لهم ولا تنصت لنصح أي أحد حتى إقترح على والده أنه قد آن الأوان أن تعود أسرة عمه إلى منزلهم وذلك بحضور عمه الذي وافقه فزو جته وأب*نته بدأتا تعتادا رغد العيش والتواقح على الخدم، فمن الأفضل أن يفيقا من دلالهما المزري هذا.

❈-❈-❈

نزل الخبر كصاعقة مدوية فوق رأس "ساره" ووالدتها ولكن تذللهما للمكوث اكثر لم يجدي نفعاً، وغادر ثلاثتهم يصحبوا الصغيرين، تاركين فوضى مؤلمة خلفهم، فالصغيرين كانا بهجة المنزل الذي أظلم بمغادرتهما، لكن ما لم يكن بالحسبان أن أحد رواد النادي الإجتماعي الذي تتوافد عليه سيدات المجتمع الراقي وإعتادته ساره بالأوانة الأخيرة كان قد تعرف عليها وأعجبته، وقد لاحظ إختفائها فبحث عنها وعلم عنها كل شيء، وتفاجئت به يطلب خط*بتها، فتصنعت الدلال والتمنع -خاصة- وأنها لم تكن قد لاحظته قبلاً ولكن سيارته وثيا"به يؤكدان ثرائه الفا*حش.

كان يدعى "باسم" ولم تبالي بمصير صغيريها، فأخذهما زياد لكن زو جته كانت تنفر منهما لأنهما إبنا غريمتها، وأرادت زياد لنفسها ولطفلها القادم فتدخل ليث لينتشل الطفلين من صومعة البؤس هذه، وقد ساعده نفور زو جة زياد وتأثيرها الكبير على زياد، بأخذ تعهد منه بأنه يوافق على رعاية ليث للصغيرين متنازلاً عن حقه بهما، كذلك فعلت ساره، فهى لا تريد إزعاج زو جها الجديد الذي بعد أن نالت سعادة مزيفة  معه لأيام قليلة، تلاشى ضباب النشوة ولم تهنأ يوماً معه بعدها، فقد كان قاسي الطباع، شحيح اليد ليحجم مصروفاتها، يسجنها بالمنزل رافضاً خروجها؛ لأنه لا يثق بها، ورفض تماماً أن تنجب منه.

فقد تركت طف*ليها فيما سبق، وهو لا يريد أن يعيد نفس خطأ غيره، ولم يقبل أن يدفع فلساً واحداً لأجل والدتها التي كانت لا تكف عن الشكوى من ضيق ذات اليد، بل تركها تقتات خبزها من معاش زو جها، لذا إكتفت مرغمه بالقليل مع زو جها.

❈-❈-❈

كانت "شهد" شبه مغيبه عما حولها، تدور أفكارها فى الأسى الذي يملأ قلبها لحال والدتها التي لم ينفع معها حديث أي منهم، فكر عز بأن يجعل شهد تستعيد نشاطها بالعمل مجدداً علها تتحسن لتصمد في مواجهة مرض والدتها، لكنها كانت دوماً شاردة، يائسة، تتسبب في فساد عملها دون أن تنتبه مما أجبره على جعلها تتوقف عن العمل وأسلم الأمر كلياً إلى ليث لعله يجترح معجزة ما، بينما كل ما فعله هو تواجده الدائم الصامت، وقد أتت عائلته لزيارة شهد والإطمئنان عليها، لكن منذ سمعت إب*نة ساره بإسم شهد وهى تشعر بالغضب فتحدث إليها ليث.

- عزيزتي شهد لم تكن يوماً سبباً في جدال والديكِ.

- هذا مستحيل.

- ألا تثقين بي؟

- أثق بك، ولكن كيف هذا وأمي لا تنفك تغلي وتزبد كلما سمعت إسمها وتتشاجر مع والدي؟

- نعم هذا صحيح لكن والدتك غيوره تغار من كل الفت*تيات، لم تؤذيها شهد يوماً بل على العكس تماماً والدتك من آذتها دوماً رغم حسن معاملة شهد لها وأنتِ بنفسك أخبرتيني ما قالته لكِ جدتك، كما أن غضبك من شهد لن يعيد إصلاح زو اج والديكِ فكلاهما لا يستطيعان تحمل كلا منهما الآخر كما أنهما قد إختارا حياتين متباعدتين ولن يعودا سويا مهما حدث.   

أنكست الفت*اة رأسها بخزي فهو محق ولا داعي لمحاولاتها البائسة فسألته بحقيقة ما يقلقها.

- هل سوف تأخذك تلك الشهد مني؟

حينها أدرك ما يشغل بال تلك الصغيرة فإبتسم لها بود: صغير تي العزيزة لن يأخذني أي إن كان منكِ، انتِ واخاكِ أصبحتما ولدي ولتعلمي فأنا أح*ب شهد كثيراً منذ زمن بعيد وأرغب بأن تعطيها فرصة لتحبيها فسوف تكون والدتك.

- ولكن..

- تعاملي معها أولاً ومن ثم إحكمي بعد هذا.

بدأت الف*تاة تراقب شهد عن قرب ثم تدريجياً أح*ست بالشفقة على حالها ولم ترى بها خبث كما كانت تقول والدتها دوماً فتقربت منها وذلك أضفى فرحة طفيفة في حياة شهد المتألمة.

لم تستفيق والدة شهد وها قد مر شهر كامل مما جعل شهد تيأس تماماً، ولا شيء يجعلها تشعر بتحسن حتى بعد أن علمت سوء ظنها بما يخص ليث وأن الطفلين هما إب*نا ساره وليسا إب*نا ليث لم تتأثر كثيراً حتى حين طلب "ليث" منها الزواج لم يثيرها هذا! بل زاد من يأسها، وحزنها، مما جعله لا يحاول مجدداً، وظلا في نزاع دائم بلا معنى، حتى كادا أن يفترقا، حينها فقط إنتبها لغبائهما، فهى حزينة، يائسة، لا تحسن التفكير الآن، وهو متلهف للأمر دون إعتبار لحالها، ولولا عز وليلى لما انتبها لهذا، فقرر كلا منهما التروي ومحاولة تجنب الآخر قليلاً علهما يهدئان.

شرد ليث يذكر آخر لقاء لهما معا بالمطار حين فاجئته باللحقاء به في المطار وطلب الزو اج منه لتتخلص من زيج*تها من زياد ولم يصدقها وسخر منها واخبرها أن تبحث على لعبة أخرى لتعبث بها معه.

- ماذا تعني؟!

- اعني أنني كففت تصديق ألعابك الحمقاء فلتبحثي عن لعبة أخرى.

حينها كانت كالغريق تريد أي طوق نجاة مهما كان فأقسمت له بأنها بريئة مما يظن بها لكنه بدى غير مهتم فصرخت به غاضبة.

- أيها الفظ الوقح لقد تحملتك كثيراً في حين أن المذنب هنا، تلاعبت بي والآن لا تهتم بمصيري ولكن اتعلم؟ أنت محق أنا المخطئة هنا؛ لأني ظننت هناك أمل في إنسا*نيتك الغير موجودة.

ثم تركته وغادرت راكضة وشيء في صدره يؤلمه بشدة، هاجس يخبره بغباء فعلته لكنه عاند ذاك الشع*ور وأصر بعناد ألا يلحق بها أو حتى يحاول معرفة الحقيقة وسافر إلى المجهول لتظل صورتها تلك تنخر رأسه وتنغص أحلامه طوال كل هذه الأعوام.

أفاقهمن شروده صوت أبن ساره الباكي فأخذ يلاعبه حتى هدأ.

بعد أن كان قد يأس الجميع قرر ليث أنيفضي بضيقه لأحدهم ولكن من يسمعه دون أن يزعجه بأسئلة لا جواب لها عنده، ومن ينصت إليه دون عتاب، حين كاد ييأس تذكر والدة شهد الغائبة عن الحياة، وحده من لم يتحدث إليه؛ لظنه أنه لا داعي لهذا؛ ظناً منه أنها لن تتذكره وحتى لو تذكرته فلن تهتم.

تسلل خفية ودخل غرفتها وجلس بجوارها يقضب جبينه بإنزعاج، يسأل نفسه عما يفعله هنا ولكنه يريد التحدث.

إستنشق الهواء ببطأ ثم زفره دفعة واحدة، نظر إلى ي*دها يتأمل تجاعيدها التي حفرها الدهر بظهر ي*دها.

- هل تعلمين ان إب*نتك حفرت عش*قها بقلبي كما هي حال تجاعيد يد ك بجلدك، كلاهما لا ينفصلان، لقد أصبحت شهد نبض قلبي بدونه يتوقف عن العمل، مهما ابتعدت أو إقتربت فعش*قها يرافقني، يدفعني لكي أستمر بالحياة.

تنهد مختنقاً ثم تابع بوهن: لقد سئمت كل شيء بدونها ولم أعد أرى نور الأمل، ما إن علمت أنه لازال لدي فرصة معها وأنها لم تصبح ملكاً لر جل آخر وأنا أحيا من جديد، لكنها غارقة بحزنها من أجلك فلا تعطيني فرصة مطلقاً.

لم يرى رجفة يد ها أو حركة جفنيها الضعيفة وتابع متذمراً.

- لا أفهم بأي عقلٍ صدقتي كذب هؤلاء الوضيعين، أنا من كنت أظنها تخدعني لم أصدق هذا وقد كنت محقاً وأثبت برائتها بالفعل، لقد كاد يؤذيها هؤلاء المخمورين مستغلين وجودها بخارج المطعم وحدها لدقائق قليلة، لكن الحمد الله أنقذها عز ورجا ل المطعم، وهذا لحسن حظ هؤلاء الشباب فلو كنت أنا لفصلت رؤوسهم عن أجسا دهم، فمن يتجرأ على لم*سها قد حفر إسمه على قبره ولن أرحمه مطلقاً.

رفع رأسه ليتابع بسخط رفضه لكل ما يحدث فتفاجئ بها تنظر له بعي*نان مغرورقتان بالدموع فإتسعت عي*ناه بذهول.

- هل أنتِ حقتً مستيقظة ام هذا يأسي ما يخيل لي هذا.

بسمة ضعيفة جداً إرتسمت على محياها جعلته يتيقن أن الأمر حقيقي فانتفض واقفاً وخرج راكضاً يصرخ بحماس أجفل تلك النائمة على كرسيها وأثار ضجة بالمشفى وهو يجثو أمام شهد التي تحاول إستيعاب أين هى؟ وما الذي يحدث معه جعله بهذا الهيا ج المفاجئ؟

- إنها والدتكِ شهد! لقد إستيقظت!

قبضت على ك*فيه بقوة دبت بروحها فجاءة، تسأله بعدم تصديق.

- أحقا ما تقول؟!

- بلى، لقد فتحت عي*ناها وإبتسمت لي!

دفعته سريعاً ونهضت تركض نحو غرفة والدتها يتبعها بو جه مذهول من تحولها الصادم من تلك البائسة بلا قوة إلى الحماسية القوية.






توقفت أمام الباب للحظة خائفة أن يكون مجرد حلم لا أكثر حتى وضع ليث كفه على كتفها، يشجعها فدخلت لتجد والدتها حقا تنظر إليها، حتى ولو كانت وهماً تريد أن تحياه فقد إشتا قتها كثيراً، ولكنها وجدتها تنظر إليها مبتسمه تشجعه على الإقتراب فانطلقت نحوها سريعاً، كادت أن تقفز فوقها لولا أن حذرها ليث ألا تندفع حتى لا تؤذيها دون أن تدرك، توقفت قليلاً ومالت نحوها بحذر تمسك بي*دها، تقبلها باكيه، تغرق دموع شهد ي*د والدتها التي تربت بضعف بي*دها الأخرى على رأ سها، وقد أتى الطبيب والممرضة؛ لرؤيتها والجميع في ذهول عن سر تحول حالة المر يضة بهذه السرعه، فسأل الطبيب عما حدث، ومما قيل اكتشف أن الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه إيقاظها أو أن تنصت إليه، وتهتم كان هو ليث؛ لأنها كانت تُكن له مقدرة من المحبة والإحترام والتصديق منذ زمن ولم تصدق أبداً ما قيل عنه أو ما إدعته تلك الساره عنه بتلك الأونه، وكانت تتمناه هو زو ج لإب*نتها لهذا حين لاحظت أن شهد تحاول التخلص من زياد، وافقتها ولم تضغط عليها كما لاحظت خبث ونظرات تشفي سوزان وغيظ ساره نحو شهد؛ لذا كفت عن الإلحاح على إتمام تلك الزي*جة دون أن تخبر شهد أنها بلحظة ضعف ويأس صدقت فيها تلك التهمة البشعة، وبعد كل هذا كانت تنتظر شهد أن يعود ليث يوماً؛ لأنها رفضت كل الرجا ل، ولكن بعد تلك الحادثة التي شوهت صورتها، توقعت ألا تتز وج شهد مطلقاً، ليس لأن شهد مذنبه، بل لأن هذه الحادثه سيصدقها الجميع، فأن يعود ليث الآن، مصدقاً ببراءتها وهو من يقوم على تبرئاتها ثم يطلب ي*ديها من جديد، فهذا هو ما أعاد إليها الحياة وأعاد لشهد أيضا، فبعد أن تحسن وضع والدتها ببطء وصبر وهكذا قرر ليث أن يبتعد؛ لأنه لاحظ أن شهد لا تهتم به مطلقاً أو حتى تنظر إليه على سبيل الود وخشي أن يكون فقد حبها منذ زمن، قرر التراجع لكن والدتها فاجئته وسألته إن كان لا زال يرغب في إب*نتها أم لا؟ فأكد لها رغبته الكبيةه في الزو اج من شهد، ولكنه يخشى أن ترفضه شهد لكن شهد وافقت بخجل وقررت أن تستعيد حياتها من جديد معه، وها هما يقيمان عر سهما، وها هي الحياة تنير بالأمل في نفسيهما، لقد كون أسرة صغيرة جميلة وجعلا اب*نا ساره ولديهما وقررت شهد أن تستعيد حلمها القديم في قريتها الصغيرة القديمة، فعادت لتعيد لنفسها كرامتها وكرامة والديها التي أهدرت بسبب غيرة إحداهن، وهناك رحب بها الجميع -خاصة- بوجود ليث، وحين علم زياد بعودتها أتى نادماً، حزيناً، يطلب الصفح منها؛ لأنه أساء التصرف رغم أنه كان يفعل هذا بدافع الحب، لقد علمت شهد أنه تزو ج من أخرى تشبهه نوعاً ما، وتريحه نوعاً ما، ولكنها أرحم كثيراً من ساره، لكنها لن تكون كشهد يوماً، فهي طيبه تحتاج من هو مثلها، وقد تقبل أمر كونها ليست له فإستعاض عن هذا بصداقته معها حتى يكون قريباً إب*نيه اللذين يستحقان أباً غيره وأماً غير ساره وقد وجداهما، أما سوزان فقد تزو جت من رجل يشبهها، خبيث، سيء الطباع، كريه، أذاقها ما فعلته بشهد أضعافاً مضاعفه، ولم تستطع التخلص منه، فهو يعلم كل أسرارها الق*ذرة؛ لذا أصبحت جاري*ته الطيعه رغماً عنها وقد أتت تطلب الصفح من شهد؛ عل شهد يرحمها قليلاً أو يجعلها تستطيع أن تحيا هنيئة قليلاً، فيكفيها عذاب البد*ن والنفس لتضع فوقهما عذاب الضمير، ولم تضمر شهد لها أي صدغينة بل سامحتها بطيب خاطر فقد إنتهى الأمر منذ زمن.

 ومن ثم إستعادت "شهد" شغفها، وأرادت تنفيذ حلمها القديم حول إنشاء مطعم لها، وقد أعجب "ليث" بأفكارها، فعاونها فى الأمر، وقد حققت نجاحاً باهراً، مما جعلها تنشىء فرعاً صغيراً فى القرية المجاوره بأسعار بسيطة تناسب الجميع، ورغم خوفها من النتيجه، لكنها تابعت المخاطره، وقد أحب الجميع أكلاتها، ومع تشجيع ليث بدأت في التفكير بالتوسع نحو المدينة.

 إستطاعا أخيراً "ليث وشهد" أن يكونا سويا، ويكونا معاً أسرة صغيرة سعيدة بأب*ني ساره، وبالمولود القدم في الطريق، أغلب الظن أنها فتاة، تنتظرها كذلك إب*نة ساره بحماس؛ لتلاعبها، والآن تحيا شهد بسلام دون سخرية أحد منها أو ذكر والدها بصورة ساخرة.

تمت