رواية جديدة حمقاء ولكن لإيمي عبده - الفصل 15 والأخير
قراءة رواية حمقاء ولكن كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حمقاء ولكن
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الخامس عشر والأخير
مرت الدقائق تلتها الساعات ببطئ مخيف، أعينهم معلقة بباب غرفة الجراحة ينتظرون بقلق بالغ حتى خرج الطبيب مزيحاً لثامه الطبي يكشف عن وج*هه المرهق ببسمة مطمئنة جعلتهم يهرعون نحوه والأمل يتصدر ملامحهم
- الحمد لله العمليه تمت بنجاح
تنهدات الإرتياح انتشرت وضحكات سعيدة أزاحت صوت الصمت من بينهم وتهللت وجو*ههم العابسة وارادوا رؤية رأفت لكن الطبيب لم يسمح بذلك فيجب أن ينتظروا فلازال هناك وقت حتى يفيق
❈-❈-❈
بعد ان يأس والد فهد أن يصل إلى ولديه أو اخاه سأل الجيران وعلم منهم أين هم واخذ عنوان المشفى وذهب إلى هناك يحمل الكثير من الغضب بداخله إلى تلك الأسرة التي خدعت اب*نه وسرقت ماله من وجهة نظره
حين دخل إلى المشفى كان الغضب يُعمي عقله والطمع يُعمي قلبه، حيث توجه إلى فهد وجذبه بحدة من بينهم دون حتى إلقاء السلام على اخاه الذي لم يره منذ سنوات
- انت اتجننت ازاي تدي فلوسك للناس دي
- انا حر يابابا دي فلوسي وتعبي انا مأخدتش منك حاجه
- متقوليش يابابا انت مش ابني لو انت ابني مكنتش عملت العمله السوده دى زهقت من الفلوس ادهالي انا مش لشوية....
اوقف متابعته لاهانة اسرة فرح كلمات فرح الصارخه: كفايه
نظر الجميع نحوها بتفاجؤ فلم يروها تقترب منه فكل انتباههم كان مصوبا نحو فهد ووالده
- عيب يا فرح
حاولت مها ان تهدئها فزادت ثورتها: ومش عيب عليه اللى بيقوله ده!
ثم عادت توجه كلماتها الى والد فهد: اسمع يا بيه احنا مطلبناش من اب*نك حاجه هو اللى اتبرع من نفسه وفلوسه دين ف رقبتنا هنسدده بس بابا يقوم بالسلامه ولا الحوجه ليكم
تدخل فهد: انا مش عيل يا فرح والفلوس دي محدش اجبرني ادفعها وبابا ملوش ادنى حق يتدخل ف طريقة صرفي ليها
ثار الاب اكثر: مليش حق يعني ايه
- يعني دي فلوسي وشقايا انا مش انت، انت عمرك ما صرفت عليا مليم واحد عشان تطالبني بيه الاتنين اللي جبت اجلهم هما اللى فلوسهم عملت مني راجل اللي خلفتني واللي ربتني لكن انت ولا كنت موجود ولا هتبقى، عندك مراتك شبهك وتستاهلها صحيح ابعد عن طريقي بالادب اذا كنت ساكت فبمزاجي مش خوف منك وحازم مش هسيبهولكم تدمروه ويبقى زيكم
انهى كلماته فدوت صفعة قوية على وجهه جعلت الجميع يحبس أنفاسه وفهد جامد كالحجر فاسرع حازم ورشدي للتدخل ولكن فرح كانت اسرع منهما حيث دفعت الرجل بكل قوتها بعيداً عن فهد فاختل توازنه وكاد ان يقع لكنه تماسك سريعاً وحاول ان يضربها ففاجئته بركلة قوية في منتصف سا قه جعلته يجثو متألماً بينما تصرخ به
- يا جبان يا واطي بتضربه ليه
لنقل ان أحداً لم يتدخل فالجميع في ذهول ولكنهم سعداء وحاولت ان تتدخل مها لكن رشدي منعها
- سيبيها انا معرفتش اربيه بعد ابويا خليها تربيه
- ميصحش يا استاذ رشدي مهما كان دا ف سن والدها وكمان ابو فهد اللي ساعدنا
- وانا اخوه الكبير وبقولك سيبيها
صمتت مرغمة لكنها تشعر بالحرج من تصرفات اب*نتها الهوجاء في حين تدخل فهد بهدوء يسحب فرح بعيداً عن والده
- اهدي مفيش داعي لكل ده
- يعني يضربك واسكتله؟!
حاول اخفاء بسمته بفشل فمال نحوها هامساً: متقلقيش انا كبير واعرف احوش عن نفسي
اقترابه منها بهذا الشكل الغير متوقع وهمسته التي اخترقت بأنفاسه أذ نها لتسبب رجفة غريبة وتورد وج*هها الذي جعل الجميع يتخيل أشياء أخرى قالها لها خلاف الحقيقة فكادت مها أن تدخل لكن والد فهد سبقها
- حتة بت متسواش حاجه زي دي تخدعك وتسرق فلوسك
اعتدل فهد سريعاً: من فضلك راعي لسا نك شويه والا صدقني هنسى ان اسمك ورا اسمي ف البطاقه وهعرفك اللي زيك يتعاملوا معاه ازاي
- انت بتقول ايه يا حيو ان انا ابوك
- مش معنى انك صاحب الحيو ان المنوي انك أب، بنك الحيوانات المنويه مليان فهل دول كلهم ابهات، قولي تعرف ايه عني غير موضوع الفلوس دي، شاركت ف ايه ف حياتي غير ف اذلالي وسمحت لواحده لا تصلح زو جه انها تتحكم وقضيت على الطيبه طبعا ما القذر بيميلش غير للاقذر منه
كاد يصفعه مجدداً لكن فهد امسك قب ضته بصورة مفاجئه ودفعها عنه
- انا اللى ساكت بمزاجي مش لانك اقوى لا دا لان امي ربتني صح ف حين انك انت لا تفقه شيء عن التربيه والا كنت عرفت تربي اب*نك اللي كان هيضيع بسبب استهتارك وتهاونك مع الشيء اللي اسمها مراتك
نظر إلى اخاه بغضب:قومت الواد عليا يا رشدي
لكن من اجابه كان فهد: عمي مش محتاج يعمل كده تصرفاتك انت والمدام كافيه ووافيه
- انت مالك بيها طول عمرها بتتجنبك
- بأمارة ما تدخلت ف كل امور حياتي واخرها مجيي هنا
- دا كان خوفاً عليك
عقب ساخراً: خوف برضو تعرف انا هسيبك مغفل كده لانك تستحق فعلا
سأله بقلق: قصدك ايه
اشاح بوج هه عنه تاركا اياه يكاد يجن، يصرخ به بان يفسر له مقصده حتى امسك به يهزه بقوة لكن فهد ظل صامتاً مما زاد غضب اباه الذي ظل يصرخ رافضا ما يحاول ان يوحي له به فاتى اثر صراخه رجال الامن واخذوه دون التأثر بتهديداته وكم احس فهد بالسخط والاذلال مما حدث فنظر الى فرح بترقب لكنها فاجئته بأن اخت ضنت ذر اعه بود ناظرة اليه وكانها تخبره بانها يوف تظل الى جواره مهما حدث فتخلص من ذر اعيها وجذبها الى يض مها الى صد ره غير مبالا بصراخ مها المعترضة التي هرولت نحوه تنتزعها من بين يد يه فخافت فرح واختبأت خلفه
- بعد اذن حضرتك مفيش داعي للانفعال
تدخل رشدي قبل ان تمسك برقبة فهد: اعقلى يا مها
قبل أن تجيبه اسرع فهد قائلا بتهور: عارف ان الوقت والمكان مش مناسبين بس انا عاوز اتجوز فرح
تدخلت نور: انت قولتها بنفسك اهوه مش وقته ولا مكانه اما رافت يقوم بالسلامه كلمه وهو اللي هيحدد بس دا بعد ما نوضحله سوء الظن اللي حصل
ثم نظرت الى اختها: روقي بقى يا مها سرعتي العيال وشويه والامن هييجي يطردنا احنا كمان
ثم وجهت حديثها إلى فرح: بلاش لعب عيال يا فرح واترزعي بعيد عنه الساعه دي بدل ما امك تولع فينا
ابتعدت فرح بحرج عن فهد وجلست بجوار اخويها الجالسين بجوار نوال يجاهدوا في كتم ضحكاتهم بينما ابتعد حازم مخذيا مما حدث وما قيل عن والدته فلحق به فهد يربت على كت*فه يخبره ان بعيدا عن كل شيء سوف يظل أخاه الصغير ومادام يرغب في ان يتعلم ويصبح افضل مما جعلته امه عليه فهو سوف يظل سندا له فإحتضنه حازم باكيا حتى هدأ واصبح كل ما يدور في خلدهم جميعا هو الر غبة في شفاء رافت
❈-❈-❈
بصباح اليوم التالي سمح الطبيب لهم برؤية رافت فهرولت مها نحو غرفته لكنهم منعوها فتهورها ولهفتها قد تزيد مرضه لذا دخلت اليه نور بعينان تغشيهما الدمع تُقبل يده وتخبرته الا يمرض مجددا ابدا وانها لن تثني له امرا مجددا ققط على ان يكون بخير ابتسم بتعب وربت على راسها بحنان ثم سالها عن باقي افراد قطيعه البُلهاء ابتسمت واخبرته انهم جميعا ينتظرون رؤيته بشغف كذلك مها التي تشعر بالندم
- ندمانه ليه؟!
- لانها طلعت غبيه ومشيت ورا كلام عيله غياره
- مش فاهم!
- محصلش أي حاجه من اللى حكتهولك ووقعك الوقعه المقندله دي
قضب جبينه يتذكر ثم نظر اليها متسع العي*نين فاومات له بثقة وسريعا وبايجاز اخبرته ما حدث وكيف تم اكتشاف تلك الخدعة الدنيئة وانه لم يعلم بتلك القصة احد من الجيران لذا فقد تم حل القضية كذلك اخبرته بما فعله معهم فهد وكيف كان درعا يستندون عليه حين يأسوا من ايجاد المال اللازم لعمليته الجراحيه وتعجب رافت انها ام تأتي على ذكر فارس مطلقا فسألها لما لم تلجا اليه فاجابته بخزي
- جري ايه يا رافت هو احنا هنكدب الكدبه ونصدقها، دي خطوبه لعبه وحتى لو جد ازاى اطلب منه مبلغ زي ده
قبل أن يجيبها وجد مها تدفع الباب وتركض نحوه باكيه لكن نور منعتها من الاقتراب لكي لاتؤذيه
- كده يا رافت مش عاوزني اشوفك
- انا تعبان مش ناقص ندب بطلي ولوله ولا زعلانه اني مموتش
تجمدت بارضها، تنظر إليه بذهول: ايه! بقى انا هزعل لانك بخير؟!
- جايز (وجه حديثه إلى نور) سيبينا دلوقتي يا نور
- حاضر
غادرت فسالها رافت زو*جته بهدوء: بنتك وصدقتي عنها الكلام الوحش ف حين انك عرفاها كويس وعارفه العيله الزباله اللى جتلك تألف عليكي واختك سيبتيها على عماها مع انك عارفه ان فارس بيحبها وخاطبها بجد سيبتيها هتتجنن ومهياش عارفه حاجه ممكن افهم كل ده ليه
- كنت ملهيه ف عياك
- ومين السبب ف عيايا
- قصدك ايه
- قصدي اني دلعتلك لما كنتي هتجيبي خبري وان غباوتك زادت واتفضلي اخرجي وابعتيلي عيالي اهي حاجه تفرحني
غادرت حزينه تلاحقها عيناه المشتاقة ولكن لابد من ان يكون حازما علها تتعقل قليلاً وتكف عن التهور في تصرفاتها والتسرع في ظنونها
دخل ابناؤه وفرح تنظر اليه بقلق ففتح ذراعيه لها ببسمة حنونه جعلتها تتشجع وتقترب منه بلهفة تحت*ضنه بشوق كبير
توالت الزيارات واعجبه فهد فقد وجد به الشخص الذي يأتمن ابنته عليه واخذ منه وعدا بان يدعمها حتى تنتهي من دراستها وتم الاتفاق على خطبة لكن سيتم تأجيلها حتى تمام شفاءه
حين طلب حازم رؤيته وافق بهدوء وقد رأى ندمه وانصت الى اعتذاره الباكي بصبر حتى انتهى وسامحه إكراماً لأخاه كذلك لكي يشجعه على التحسين من نفسه
❈-❈-❈
ذهبت نور الى عملها تشعر بارتياح اختلج نفسها ما ان اطمأنت ان رافت بخير وقررت ترك العمل، سوف تعمل بجد ولكن ليس هنا، لا داعي لتحمل اذلال لا فائدة منه
❈-❈-❈
تفاجئ بها فارس تقف أمامه بوجه خال من التعابير تضع محبس خطبتهما أمامه وتخبره أنها تريد إنهاء تلك المهزلة فلم تعد ترغب بهذا
اطال النظر الى المحبس بوجه عابس حتى بدات تتململ بوقفتها قلقاً حتى تحدث أخيراً بهدوء يوحي بالخطر
- تعالي
وجدت نفسها تطيعه كالمغيبة وتقترب حتى وقفت إلى جواره فاستدار بكرسيه يواجهها
- ممكن افهم ايه اللي حصل
- محصلش حاجه بس الحياه فرص والغبى بس اللى ميستغلاش
- قصدك ايه؟
- قصدي ان جالي عريس احسن وخساره اضيعه عشان لعبه هبله ودي فرصه متتعوضش
- وهو انا كنت مجرد لعبه ولا فرصه بالنسبه ليكى؟!
رفعت عيناها عن وجهه تنظر للاشيء تبدي لا مبالاه ظاهرية بينما أوردتها تتمزق من الألم
- انت فرصه سهله وجاتلى على طبق فضه وفكرت اني استغلها بس معرفتش قولت ارفضها!
قبض على ذرا عها بقوه وجذبها اليه بحده: انتى كدابه
حاولت تخليص ذرا عها من قبضته: مش عاوز تصدق انت حر
دفعها بغضب: وانا اللي كنت فاكرك بريئه، للدرجه دى كنت اعمى!
اجابته بجمود: ايوه
لكن رجفة خفيفة بعي*ناها فضحت كذبها مما جعله يسترخى على كرسيه ويضع كاحله على ركبته
- امم وياترى ايه اللى صحى ضميرك
- ومال ضميري بالموضوع دي صفقه كانت بينا وبفضها ثم أنا قولتلك لقيت فرصه اكبر
- ومنتش خايفه لابلغه
- لا اطمن هو عارف من الاول وموافق
- ياسلام هايل
قضمت شفتها السفليه بغضب حين استمر بروده المفاجئ بعد ثورته العارمه وسألته بإنزعاج
- انت مش فارق معاك
ابتسم ساخراً: انتى صغيره اوي
قضبت جبينها بعدم فهم: قصدك ايه؟!
- فاكره انك تفرقي معايا، ولا اني لنت شويه فاعتقدتي اني حبيتك
اعقب حديثه بضحكه ملأت صداها ارجاء المكان: يا مسكينه انتى كنتى مجرد تغيير مش اكتر
- ايه!
رسم تأثر مصطنع على وج*هه: اوووه معقول عقلك الصغير هيألك انك فاتنه للدرجه دى وهتقدرى تغوينى انا هه يا شاطره انا عرفت ستات حقيقيه متتعدش وكلهم كانوا يتمنوا نظره وكلهم جمالهم كان مغرى جدا، انتى بالنسبه ليهم ولا حاجه اننى كده زى الحرنكش جنب اللوز
صرخت بغضب يغلفه الالم: اه ياحيوااان انت زباله بعد كل اللى شوفته واستحملته من تحت راسك وراس اهلك اللى اللى...
صمتت فجاءه حين انتبهت لما تتفوه به، فحتى لو كانت ستغادر لا تريد ان تضع رأفت بموضع حرج بسبب تلك العائله، فقد يتم عقابها من خلاله فتجمدت الدماء باوردتها وتابعت بجمود
- عندك حق كانت تجربه مختلفه اشكرك عليها عن اذنك
ماحدث توا اكد له ظنونه، هناك من يقف خلف كل هذا وهو ليس بأحمق لكى لا يعلم من يكون ولحمايتها مما لا يعرفه امسك جانبى كرسيه بحده ليمنع نفسه من الركض خلفها واحتض*انها
❈-❈-❈
بعد اقل من ساعه ارسل لها يخبرها انه سوف يفض خطبتهما فلم يعد لها معنى لانه اصبح على وفاق مع سوزان وسوف يخطبها فبدى بوضوح المها على وج*هها مما اكد له كل ما يظنه
- ومن هنا وجاي مفيش داعي تتشاكلي معاها
- وانا مالي بيكم النهارده اخر يوم ليا هنا
- مين قال كده
- قصدك ايه
- قصدي انك شغاله هنا عادي تمشي ليه
- ازاى تقبل تشغلنى عندك بعد اللى جرى
- دى ملهاش دعوه بدى
- ازاى يعنى عاوزنى افضل هنا واشوفك ف الداخله والطالعه انت و و .... انا مش موافقه
- بينا عقد شغل
صرخت بغضب: ولع فيه
- لو منفذتيش فى قضاء
تهدج صوتها بحسره: عاوز تحبسنى
- آه
برق الغضب بعي*ناها وصرخت به بقوه: دا انا كنت اكلك بسنانى عاوزهم يتشردوا مش كفايه اللى جرالنا من تحت راسك
فسالها سريعاً: وهو ايه اللى جرالكم
تراجعت بخوف: هه وو ولا اى حاجه عن اذنك
خرجت تضرب الأرض غضبا فتابعها حتى خرجت ثم تمتم بتحدى: اما خليتك تقولى حقى بر قبتى ميبقاش انا
التقف هاتفه واجرى اتصال بأحدهم: عاوز كل حاجه عن نور وايه الازمه اللى بتواجهها دلوقتى
❈-❈-❈
بنهاية اليوم أتاه الاتصال الذي كان ينتظره فانصت له بو جه يبدي شراسة تؤكد ان هناك من سيدفع الثمن ثم أومأ بهدوء
- كده طيب
ارسل فى طلب المدير وباغته بسؤال لم يتوقعه: فين رافت؟
- هه اه دا ف اجازه سعادتك
- نوعها ايه؟
- هيا ايه دي؟!
- اجازته
- هاه نوعها ايه ازاى؟!
- يعنى مأجز ليه؟
- انا وانا ايش عرفنى يمكن بيصيف
زوى جانب ف"مه ساخراً: بيصيف ف الشتا!
- هاه قصدى بيشتى
- دا شكلها بتشتى ف دماغك
- هاه
- اجازة رافت مرضيه
- هاه
- انت بتشتغل عندي ولا عند مين بالظبط؟
- عند سعادتك
- يبقى ازاى تسمع لأي حد تمشى تحت ادارته غيري
- يافندم اا انا انا
- انت مرفود
- يا بيه هددونى بقطع عيشى
- واديه اتقطع
- بس يابيه وانا ذنبى ايه
- ذنبك انك اتسترت عليهم، مكنش رأفت ده صاحبك وعشرة عمر اوام بيعته، لو هو كان ضحى بالشغل عشانك، يا اخى اتكسف على دمك وافتكر انه رفض الترقيه ورشحك بداله عشان يزود مهيتك عشان جهاز بنتك، ضحى برزقه ليك وانت بعت روحه للى غدروا بيه
انكس راسه بخزي فتابع فارس بإذراء: اتفضل على بره انا مستحيل اامن ليك تانى
تم طرده ونور لم تفهم لما ولكنها تفاجأت بفارس يقف امامها حين ارادت الانصراف يأمرها بان تلحق به وو*جهه جعلها تخشى حتى ان تسأله ماذا هناك او ترفض امره وظلت صامتة تختلس النظر اليه من حين لآخر حتى تفاجأت بانها امام المشفى وقبل ان تتفوه بحرف كان قد سبقها فلحقت به راكضة وحين وصل الى غر فة رافت دخل واغلق الباب خلفه واجبرتها نظرته المحذرة على عدم محاولة اللحاق به
فسالتها فرح عما يحدث فاجابتها بقلق وعي*ناها معلقة بالباب المغلق: وربنا ما اعرف بس مش مرتاحه
- سيبيها عالله ان شاء الله خير
- يارب
❈-❈-❈
اعتذر فارس لتاخره عن المجيء من قبل وعاتب نفسه لجهله بما كان يدور من خلف ظهره ورافت ينصت له بصمت حتى ساله كيف علم بمرضه فقص له سريعا بايجاز كل ما حدث وقد قرر ان يخبر نور بكل شيء وسوف يعاقب من كانا السبب في هذا
- شوف هما ولاد خالتك اه بس عاوزين حرقهم الصراحه
- اطمن انا عارف هو لع فيهم ازاي من غير ما اتحرك من مكاني بس اصبر
- ناوي على ايه
- هتعرف بعدين
مر وقت ليس بهين وهما يتسامران حتى استأذن فارس وغادر دون ان ينظر إلى نور حتى فاسرعت الى رافت تسأله عما دار بينهما لكنه لم يجيبهت بشيء يريح نفسها فقط أنهما ثرثرا بذكريات قديمة وانهى حديثه بمفاجئتها بأنها يجب ان تتابع العمل لدى فارس مؤقتاً وحين تذمرت حذرها بانها قالت انها لم تُثني له أمراً فوافقت بوجه طفولي متذمر اثار ضحكه
❈-❈-❈
حين عاد فارس الى منزله طلب من والدته محادثتها واخبرها بكل ما حدث
- انا كنت ببلع قرفهم غشانك لكن لحد هنا وكفايه
- وانا بصراحه جبت اخري منهم، انا بتقي الله فيهم عشان صلة الدم لكن هما معندهمش دم وميستاهلوش، اعمل ما بدالك
- تمام اوي
هاتف احدهم يخبره ان يرفع يده عن دعم تلك الاسره فمال فارس ما كان يغرقهم في الرفاهية ولكنهم استخدموه لإيذائه ولحظهم الرائع كان موعد ارسال الراتب الذي يغنيهم بالغد لذا سريعاً انتشر القلق وهاتفته خالته تسأله مازحة انه يتهاون مع موظفيه فقد اهملوا هذا الامر الجلل لكنه فاجئها بانه من امر بذلك
- عيالك مش صغيرين ومعاهم شهادات، بدل الفضى اللى مجننهم خليهم يشتغلوا ويصرفوا على روحهم، وانتي كده كده عندك معاش جوزك يكفيكي
- ايه! انت اتجننت
- لا وانتي الصادقه قرفت، واي ان كان اللي هتعملوه ممنوش فايده وياريت حتى الزياره لينا تخف مش عاوزين ازعاج
انهى المكالمة قبل ان تجيبه بينما هى على الجانب الآخر تصرخ ساخطة وقد ركض نحوها ابنيها وتعجبا من الامر واشار عليها ابنها ان تهاتف اختها، وقد كانت توبخها لان فارس تطاول عليها لكنها لم تحاول ان تعتذر ككل مره بل اخبرتها ببرود ان هذا مال فارس وهو الادرى بتصريفه ولا دخل لها كما أنه محق بالفعل ابنيها اصبحا ناضجين لما لازالت تتسول من مال غيرها وانهت المكالمة فسقطت الاخرى على الارض تنظر بذهول حولها للحظات ثم صرخت في ابنيها بأن يجدا عملاً فوراً فلن تعود للفقر بعد رغد العيش هذا
كانا مذهولين منها يظنوناها تهذي به ولكنها اجبرتهما على العمل والحد من الرفاهية الزائدة والحفلات التي لا معنى لها وقد اخبرت سوزان اصدقائها انها تعمل فقط لتغيير الروتين، ووافقت بإنزعاج على خطبة احدهم لها لا لانها احبت فارس بل لأن فارس أكثر ثراءاً منه وتركت العمل وهي تخبره ان ذلك لأجله لا لأنها ضمنت امواله، واغرقها بالنعيم لأيام قليلة حتى اكتشف الحقيقة من صديقاتها الساخرات فرد كيدها بالحد من الترف وقد كانت والدتها متلهفة على تلك الزيجة قبل ان يعلم بحقيقة وضعهم الحالي فعقدت قرا نهما سريعاً وهو لا يبالي هو يريد سوزان بالفعل ولكنه اراد اذلالها لانها استغلته واستهانت به وتزو جته طمعا به وعاد الامر لما كان عليه هى فقد تاخذ ما يعطيها فعادت تبحث عن عمل لكنه رفض واجبرها ان تحيا بالقدر القليل بينما اكتفت والدتها مرغمة بمعاش زو جها المتوفى لان راتب ابنها بالكاد يكفيه
❈-❈-❈
تحسنت حالة رأفت الصحية وعاد الى منزله وعمله واقيمت حفلة خط*بة صغيرة لفهد وفرح وظلت نور تعمل بجد وضيق لان فارس يعاملها ببرود ولاحظت ان سوزان لم تأتي حتى ولو لمره واحده لزيارته لا هي ولا اخاها ولم تسأل عن الامر حتى فاجئها بدعوة على الغداء مع والدته بمنزله فوافقت باقتضاب بعد ان استأذنت من رأفت
بالطريق وجدت نفسها تسأله: ليه مأخرين الخطوبه لحد دلوقت ولا ناويين جواز على طول
قضب جبينه متسائلاً: بتتكلمي عن مين؟!
- انت وسوزان؟
- لا انا وسوزان مش لبعض
قفزت بكرسيها: ليه هاه؟!
كاد يضحك لكنه تماسك واجاب بهدوء ليعلم الى أي مدى تشعر نحوه: عادي يا نور مبحبهاش
- بس انت قولتلي غير كده
- كنت بغيظك اصلك كنتي مستفزه اوي ساعتها
اعتدلت بجلستها بأريحيه: وتغيظني ليه وانا مالي
لحظات والبسمة شقت طريقها إلى وج*هها ثم نظرت إليه تسأله بو جه طفولي ترجوه
- هو ينفع اطلع راسي من فتحة السقف
- وصرخي لو عاوزه
ابتسمت بسعادة واخرجت نصف جسدها العلوي فاردة ذرا عيها تتنعم بالهواء القوي الذي يلفح بشر تها الناعمة ثم بدات تصرخ بحماس وهو يتابعها بنظرات مختطفة ووجهه يشرح ارتياحه لسعادتها حتى صرخت بأعلى صوت لديها
- بحبك
حينها اختل توازن الحركة وبدات السيارة تهدأ سرعتها بصورة مفاجئة جعلتها تمسك بالسيارة بخوف حتى توقفت السياره وقبل ان تنزل بهدوء من موقعها وجدته يجذ بها من خصرها لتسقط بين ذراعيه يباغتها بسؤاله الخائف
- هو مين؟!
- هه هو هو ايه
- اللى بتحبيه
رغم خوفها من ملامحه تلك لكنها اغمضت عينيها وقررت ان تبوح له الحقيقة علها ترتاح حتى لو لم يكن يحبها فسوف تكون على يقين بدلا من تلك الهواجس المميته سوف تحاول حتى يهنأ بالها اما بالامل او الخذلان بدلا من هذا التشتت فهمست من بين شف*تيها
- انت
سألها بعدم تصديق: انا ايه؟!
- بحبك
لم تتمكن حتى من فتح عي*نيها فقد فاجئها بعنا ق قوي جعلها حتى لا تستطيع التنفس من المفاجئه ثم ابعدها عنه وهو ينظر اليها بعينان تشعان فرحا
- اخيرا يا نور
- قصدك ايه بأخيرا؟!
- اخيرا قلبك قرر يرحمني
- مش فاهمه!
- بحبك
قبضت على ملابسه بقوه تجذ به نحوها وعي*ناها تسأله قبل لسانها
- بتقول ايه؟!
- بموت فيكي يا مجنونه
حينها صرخت بأعلى صوت بفرح ونعم لقد فقد سمعه تقريبا بعد تلك الصرخة البلهاء التي لا معنى لها سوى انها سعيدة، سيعاني من بلاهتها ولكنه يعشق بلاهتها تلك اكثر من كونها حكيمة كئيبة
فلينعما بالسعادة سويا، ولينعم بها كل زو جين
يتبع