-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 8

 قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الثامن


استعدت جميلة بارتداء بنطال جينز ازرق داكن وفوقه تيشرت بنصف اكمام يتميز بالوسع الشديد، جمعت خصلاتها بكعكه مبعثرة وحقيبه صغيرة تحيط كتفها.


لا مزيد من الاختباء منه، إن كان يظن بفعلته ستختفي فستكون مسروره للغاية بتحطيم ذلك فوق رأسه فتحت الباب بهدوء بعدما ودعت والدتها دون تناول طعام


بمجرد اغلاق الباب وقبل ان تخطو خطوتين وصلها صوت شبه لاهث :

_ جميلة


التفتت للخلف بنصف ج ـسدها؛ اول ما قابلها كان هيثم الذي يقف خلفها راسماً ابتسامة تشق وجهه، بادلته بأخري غير صريحه وهي تردف بتردد واضح:

_ صباح الخير!


كان الاستغراب متجلي بين كلماتها، ما سبب حديثه معها منذ الصباح والذي يبدو قد ركض قليلاً ليلحق بها! ابتسم هيثم يقطع الدرجات حتى وقف الي جوارها وهو يجيب تلك التساؤلات التي ظهرت علي وجهها :

_ صباح النور، معلش لو خضيتك حبه انا بس كنت نازل وسمعت الباب قولت الحق اشوف لو انتِ ورايحة الشغل اوصلك علي سكتي، هو مش عمي قال انك نازلة انهاردة صح؟ 


ختم حديثه وهو يظهر عقدة بين حاجبيه، رغم استغرابها من تركيزه حول حديثها البارحة وذهابها للعمل حركت رأسها بإيمأة ضعيفه والابتسامه بالكاد ترتسم، لم يهتم هيثم بملامحها الغير متقبلة وهو يسير أمامها بينما يتحدث بهدوء:

_ يلا عشان مأخركيش


_يلا 

انطلقت خلفه وهي محافظة علي صمتها، بينما هو لم يكن كذلك حينما قال بأبتسامه صغيرة محرجه :

_ انا مش عارف اقولهالك ازاي؛ هنروح مشي عشان لسه هستلم العربيه بليل


ضحكت بخفه علي ملامح الاحراج القوية علي وجهه، حركت رأسها للجانبين وهي تخبره بينما تسير لجواره مجرد أن غادروا البنايه:

_ ولا يهمك محصلش مشكلة كدا كدا المكتب قريب


اجابته بينما تركز أمامها، يمكنها تفهم احتياج محمد للسيارة لكبر سنه لكن معتصم وغريب!! ربما بعض الغرور خصوصاً لقرب المسافه!


_ انتِ بتدرسي ايه! 


بعد ثوان صمت سألها وهو ينظر ناحيتها سائرين لطريق مكتب عمهم :

_ اه تجارة 


_ اه طب حلو اوي عشان كدا روحتي للحسبات مع عمي


_ اها 


_ بس أنا مكنتش أعرف إن عمي منتصر بناته بالحلاوة دي


نبرتة لم تكُن ذاتها، كانت مليئة بالخبث وتلك الغمزه التي انفلتت من عينه؛ برغم محاولتة بأظهار أن حديثه طبيعي ودون نيه اخرى و لكنها تستطيع ملاحظة ذلك.


لم تجب وهو لم يعلق، كانت تتمني ان ينتهي الطريق سريعاً لتتخلص منه وشعور بعدم الراحة لزمها لوجودة وأصبح مُضاعف.


وصلوا اخيراً للمكتب ونفس هادئ غادر صدرها لانها ستفترق عنه واخيراً، إبتسامه سعيدة ارتفعت علي شفتيها مجرد أن رأت غريب ومعتصم يقفان أمام مكتب والدهم لم تتمالك ذاتها وهي تُسرع من خطواتها بعيداً عن هيثم .


أنتبه الشابين لهم ولخطوات جميلة السريعة مع نظرتها المضطربة، كانت المره الاولي لرؤية تعبير كذلك علي وجهها مما جعل الاستغراب يساورهم؛ بالخصوص معتصم الذي لم يجد منها هكذا تعبير برغم إزعاجه وتهديده الدائم

تحدث غريب بلباقه واستغراب محركاً عينه عليهما:

\_ صباح الخير، انتو جيتوا سوي! 


_ اه قابلت جميلة وهي جاية فجينا سوي، عمي جوة؟


أجابه هيثم ثم تسائل عن عمه، يرغب بأخذ مفاتيح سيارته والذهاب لأستلامها حتى تبداء حريته هنا،مرر عينه علي غريب حتى اومأ الاخر له ليتحرك هيثم طارقاً الباب 


أتاهم أذن محمد بالدخول، كانت ترغب أن تتراجع وتبتعد لكن غريب أشار لها وهو يخبرها بنبرة هادئة وابتسامته اللطيفة:

_ أدخلي أحمد جوة بابا بيشرحله شغلة معاكي


حركت رأسها طواعيه وولجت للمكتب، كان أحمد يجلس أمام محمد ومجرد أن رآها وقف مرحباً بأبتسامة؛ صافحت جميلة يده الممدودة وبطرف عينها رأت معتصم الذي يضغط فكيه سوياً 


اللعبه معه تصبح ممتعة اكثر مما تخيلت


تحدث محمد اخيراً بعدما جلس هيثم بالمقعد المقابل لأحمد وهي رفقه الشابين علي أحدى الأرائك:

_ خلاص يا احمد اخرج انتَ لعبد المنصف برة قوله يوديك المكتب الي هتشرح فيه لجميلة انا مفهمة الدنيا


أومأ له أحمد ونهض مغادرًا، بمجر أغلاق الباب كان هيثم أول من تحدث دون ترك فرصة :

_ معلش يا عمي هتعبك بس أخد مفاتيح العربية عشان أروح أستلمها 


_ طبعاً يابني 

نهض محمد ليجلب المفاتيح أمام نظرهم، كانت جميلة تجلس متابعة بهدوء وطاقة هيثم بالمكان تثير حذرها دون سبب معروف، تتمني فقط أن يغادر لتستطيع التنفس براحة 


استلم الأخر مفاتيحة ونهض واقفًا، التفت رأسه ناحية شمس وأبتسم رافعاً ما بيده قليلاً وهو يتحدث مشيراً للسيارة:

_ كدا  أوصلك بجد المره الي جاية


كانت عبارته مازحة لكنها بصعوبه رسمت بسمة صغيرة تحرك رأسها، كان محمد قد تلقي مكالمة هاتفيه أتاحت الفرصة لغريب الذي استدار لها، كان يعلم هيثم جيداً ويحمل تجاه تصرفات جميلة اليوم بعض القلق الذي جعله  يسألها بتقطيبه حاجب بسيطة:

_ هو هيثم ضايقك في حاجه! 


_لا عادي بس مستريحتلوش اوي 


أجابته بصدق ممتنة لتلك النبرة الدفاعية التي غادرت ثغرة، صدرت ضحكه ساخرة من معتصم الذي علق بينما ينظر لها:

_ وأنتِ في حد بتستريحيله؟


_ غيرك أنتَ وهيثم اه في كتير 


حاول غريب كتم سخريته، معتصم كان لا يحب هيثم ومقارنته به كانت ضربة جيدة ، لم تعطه جميلة فرصه وهي تنهض متحرك ناحية محمد حينما وجدتك ينهي مكالمتة والذي تحدث بهدوء:

_ روحي لاحمد انا فهمتة هيشرحلك ايه وواحده واحده كل خطوة يمشيها معاكي هيعرفني  وهديلك شغل علي اساسها


_ تمام 


غادرت من أمامهم ليتحدث محمد للشابين بجدية:

_ معتصم عايزك تتابع مشروع المطاعم وتفضل فوق راسهم فيه، وانتَ يا غريب روح هات إيراد أنهاردة من سليم وبعدين تطلع علي بنت خالتك تجيبوا الحاجات ألي أمك عيزاها وتروح بيها علي البيت عشان هتبات معانا يومين 


_ أوامرك يا حج 


❈-❈-❈


التفت معتصم لغريب مجرد خروجهم من مكتب والدهم والذي تحدث بضيق

_ ليه أنتَ تاخد صفقة المطاعم وأنا أتدبس في المشاوير دي


أرتفع حاجب معتصم بسخريه وهو يستند علي الجدار هاتفاً به بضحكة خبيثة:

_ بس مقولتليش صح! يعني من ساعه ما بنت عمك جت وأنت عمال تبدي أعجابك بها بس مشوفتكش ممشيها معيطه عشان هزرت مع هيثم؛ مبتغرش عليها ولا ايه يا اخويا؟



كان يلمح لحالة انسام البارحة هو من أوصلها لمنزلها ليلاً وكانت تبكي وحينما شدد رغبته ليعلم السبب أخبرته أن غريب وبخها لحديث هيثم، كان يعتبر انسام شقيقه له ولكن يفضل عدم التدخل بشؤنها هي وغريب كل ما فعله هو التهوين عليها ،فهم غريب تلميحاته ليلك.مه بكتفه بضيق:

_ خليك في حالك


قالها ورحل من أمامه ليضحك معتصم من الخلف ملئ صوته، تنهد يضع يديه بجيب بنطاله وهو يحرك رأسه بسخرية من تهرب شقيقة، تحرك بهدوء ناحيه عبد المنصف يميل علية وهو يتحدث بابتسامة :

_ بقولك ايه يا عبدة 


_ قول 

أجابه ضاحكاً عبد المنصف يعمل معهم منذ مدة طويلة مَكنته من معرفة كل فرد منهم، يمكنه الأجزام أن حديث معتصم سيتعلق بأحمد؛ لم يطل معتصم وهو يخبره ببسمة صغيرة:

_ صاحبنا مش عايز أوصيك متقدملهوش حاجة ،صحيح هما في انهي اوضة؟


_ دي 

أخبره مشيراً للغرفة جوارهم ليحرك رأسة ويتحرك ناحيتها، وقف علي الباب المفتوح يراقب ما يحدث داخلاً حيث ما قابله كانت جميلة التي تمسك ورقة وقلم تجرب شئ ما بينما الأخر يريح ظهره للخلف متابعها بعينة بنظرة لم تعجب معتصم، لا يعلم لما تحرك للداخل مصدراً صوتاً جذب نظر الأثنان لم تتحدث جميلة او أحمد


أبتسم بهدوء وهو يقف مظهراً جسدة أمام أحمد واخبره بأبتسامة سمجة مدافعه:

_ عايزك تتوصي بيها يا أحمد بقا دي بنت عمي وزي اختى وانتَ فاهم بقا



❈-❈-❈


_ انتَ متأكد يا عزت ؟ 


سألت نوران بهدوء وهي تسير خلف عزت، قد أتخذ خطوته الأول وطلب من محمد أن يعمل رفقته وقد قبل الأخر وأخبرة أن يذهب له:

_ متقلقيش يا نوران ما انا كلمته أساساً هروح كدا يقولي أية الشغل 


أنطلق بطريقه مغادراً لتتحرك هي ناحية والدتها التي تقف مراقبه بصمت، نظرت فتحيه لأبنتها غير المبالية بفعله زوـجها وهي تهتف مخبره أياها بنبرة حاده:

_ انتِ ازاي سامحة لجو زك يعمل كدا؟ 


_ وهو هيعمل ايه يعني يا ماما، دا شغل عادي


أجابت بهدوء وابتسامة صغيرة، بداخلها تعلم أن فعلة زوجها تقلل منهم لكنها فقط لا يمكنها الوقوف بوجهه أو حتى الأعتراف لوالدتها :

_ هيعمل ايه!! اقولك ايه بس يا نوران ربنا يعديها علي خير


❈-❈-❈


كانت جميلة تجلس رفقة احمد بعد زيارة معتصم القصيرة والغريبة، فهمت تهديده المبطن لأحمد والذي قد لاحظت هي الأخرى نظراته وتجاهلتها كما تحاول تجاهل ذلك الشعور المنبثق داخلها لفعلته الدفاعية، زفرت تنتهي مما أخبرها به أحمد والأن يتبقي العمل الذي سيكلفها به عمها 


_جميلة انتِ سمعاني! 

نظرت بأنتباه لأحمد وقد كانت شردت عن كلماته قليلاً، ابتسمت بخفوت وهي تخبره بأعتذار :

_ معلش سرحت، كنتَ بتقول ايه!


_ كنتَ عايز رقمك يعني عشان لو احتجتي لحاجه نعرف نوصل لبعض


قال كلماته ببطئ كأنه متردداً في خروج الأحرف لكنها بالفعل كانت تنوي الحصول علي رقمه حتى إذا تعطلت بشئ، أبتسم بذفر وهي تتناول هاتفة لتدوين رقمها كان الأن ولأول مرة يشعر أن الحياة تسير لصالحة



غادر أحمد وتحركت هي للذهاب كي تحصل علي الأعمال من محمد؛ طرقت الباب وولجت للداخل ببسمتها اللطيفه دون أن تشغل بالاً لمعتصم الذي يجلس علي الأريكة يحمل حاسوبه، عملة اليوم مقتصراً علي المكتب فقط 


❈-❈-❈


_ يماما كفايه خلينا نطلع البيت بقا


همست نور بصوت خفيض لوالدتها التي غزت بيت عمهم منذ الصباح، كانت تجعلها تتقرب من هناء كي تأخذها لاحدى أولادها، تفكير والدتها كان منحصر في أن من ترغبه الأم يأخذه الولد لكن هي لا؛ هي ترغب بأغ ـواء أحدهم ليقع في شباكها وبذلك يجبر عائلته بالقبول :

_ ماشي ياختي خلينا نقوم، احسن كفايه كدا عشان متزهقش منك 


قلبت عينها علي كلمات والدتها، مجرد أن غادروا منزل عمها التفتت لوالدتها تخبرها بجدية ودون إهتمام :

_ أنا هروح أشتري حاجات مش هتأخر، يلا سلام 


طالعتها عبير بحنق لكنها تعلم أن بذرتها في الطمع قد طرحت لذا لم تخشي علي أبنتها أبداً.


❈-❈-❈


ترجل غريب من السيارة أسفل بناية انسام ليقف منتظرها، كان قد أخبرها قبل مجيئه لتهبط ولذا وقف متلبساً وجهه الصلب لم تمر ثانيتان وهو يراها تتحرك ناحيته.


كانت ترتدي عبائة سوداء بسيطه واسعة عليها وتعلوها بحجاب ذات اللون، عينها ثبتت عليه بهدوء وهي تحمل حقيبه صغيره بيدها بالتأكيد بها ثيابها؛ قطع الخطوتين بينهم ناحيتها وهو ينظر بعينها مباشرة، لم يتحدث وكذلك هي انحني انشين وهو يمسك الحقيبة؛ تلامست يديهما سوياً وهو ينظر بصلب عينها غير سامحاً لها بأبعاد نظرتها والتهرب من حصاره


حُبست الأنفاس داخل صدرها وارتجف قلبها لقربة، ظلت مسلوبة حتى بعدما استقام وهو يمسك بالحقيبة، لم تشعر حينما تركتها له وكأن جسدها كان تحت سلطانة هو وبثانية كان قد استدار دون حديث لسيارتة


تنفست كل ما حبسته بداخل صدرها وتحركت خلفه وهي تسُب ذاتها داخليًا، ركبت السيارة خلفة دون أن تتحدث وودت لو تضربه علي صمته المزعج، تحرك بالسيارة ناحية البقالات يتسوقان ما طلبته والدته هي تختار الأشياء وهو يحاسب ويحمل الاشياء 


اخيراً وصلا للمنزل ليصعد هو أمامها وهي خلفه تتمتم بغيظ:

_ اتخرس علي حظي


كانت همستها مسموعه له ليعقد حاجبيه بأبتسامه خفيفه علي وجهه، فتح الباب وولج يهتف بصوت مرتفع :

_ ماما ..ماما 


_ تعال يا غريب انسام معاك! 


_ ايوه 


اشار لها لتلج وكل منهما ينظران للمنزل غير المرتب وبعض الأثاث ليس بأماكنه، تحركت هناء لهم وهي تهتف بسعادة:

_ كويس انكم جيتوا تساعدوني بسرعة قبل ما ابوك ومعتصم ما يجوا، ادخل جوه زيح الصالون لانسام عشان تكنسه وانا اخلص هنا 


قلب عينه بملل وتحرك يضع الأشياء التي يحملها بالمطبخ وتحركا للغرفة ليجد انسام بالداخل ليهتف بسخريه:

_ نورتي 


رفعت حاجبها بأنزعاج وهي تتخصر بضيق:

_ طبعاً، وبعدين هو انا الي قولتلها تروق! 


_ لا ما هي اقدام 


_ انتَ عايز ايه مني، مش بتطقني ليه !


كانت تحركت ناحيته بأنفعال ووقفت امامه صدرها يتحرك بسرعة بأنفعال سريع وغريب، نظر لها بهدوء كانت عينها مشتعله كنيران تسحبه داخلها ليذوب بداخلها، ابتلع لعابه بتوتر جعله يخفض عينه وتحرك سريعاً من امامها وهو يهتف بسخرية للتهرب:

_ انتِ هتتلككي يلا ياختي عشان نروق


❈-❈-❈


_ يا ماما يعني ايه اسكت واعدي الموضوع انتِ مش ملاحظة الي بيعمله 


صرخت جميلة ملئ صوتها وهي تقف أمام والدتها وشقيقتها، كانت والدتها صامتة تخفض عينها وهي الأخرى كانت محرجه من فعله عزت بينما نوران وقفت أمامها وهي تجيبها بأنزعاج وغضب:

_ جري ايه يا جميلة هو عزت جه جمبك ولا انتِ وقفاله علي الواحده ليه 


تنفست محاولة ان تسيطر علي ذلك الغضب الذي يتحرك بين اوردتها، تلك الحمقاء الساذجة تترك عزت يتحكم بها دون حتى ان تبدي ولو سوه اعتراض، نظرت لوالدتها وهي تبتسم بسخرية تخبرها بجدية:

_ انا مش هستحمل نتيجة جنان بنتك دا، عقليها يا ماما عشان احنا الي هنشيل كل دا في الاخر، انا نازله 



هتفت اخر جملة وهي تركض للخارج لحقت فتحيه بها سريعاً تمسك ي.دها وهي تسألها بجدية:

_ رايحة فين دلوقتى


_ متقلقيش يا ماما هتمشي شويه وارجع 


تنهدت فتحيه وهي تشعر أن هناك شئ خفي يزعج أبنتها لكنها لا تخبرها، فمن عادات جميلة السير حينما يشتد حنقها تركتها في النهاية وهي ترحل أمامها.


❈-❈-❈


جلس غريب مراقباً انسام بأعين صقر وهو يتابع أدق حركاتها بينما تشاهد التلفاز رفقته هو وعائلتة، كانت كل حركه منها هادئة وناعمه سواء من ضحكتها حين تشاهد شئ ممتعه أو لمعه عينها حينما ينظر البطل بعشق للبطلة؛ ي ـدها بحركه ناعمة و روتينيه تمتد مسافة محفوظة لطبق الفشار تتناول البعض دون أزاحه عينها عن التلفاز،كأنها تخشي تفويت مشهد قد يعجبها


أنتفض من شروده حينما اصطدم معتصم بقدمة ليهتف بحنق من ذاته يفرغه بأخية:

_ مش تخلي بالك وانتَ ماشي يا معتصم 


أرتفع حاجب معتصم وكان مستعداً للوقوف والمجادلة معه عن موضع قدمة هو ولكنة لم يجيبه وهو يهتف لوالده بشبة استعجال:

_ معلش يا حج هنزل اتمشي انا حبه


_ماشي وخلي بالك يابني 


حرك رأسة بطاعه وانطلق، لم يكن يعلم لذاته وجهه كل ما يعلمة أنها تأخرت كثيراً، شاهدها وهي تغادر منزلها منذ فترة ولكنها لم تعد ليشعر بالقلق عن حالها فهي أبنه عمة وعرضة!


❈-❈-❈


كانت تسير عائدة بطريقها بعدما أفرغت طاقتها الغاضبة والحزينه، لم تنسي ما حدث صباحاً بعد؛ بدايه من وجود عزت وتعين محمد له سائقاً لكلمات معتصم التي ترن بأذنها للأن " لا واضح فعلاً أن العيلة كلها داخله علي طمع"


كلمات همسها لها بخبث حينما كانت تغادر المكتب، اللهي كم تتمني لو تستيقط من كل ذلك ليصبح حلماً كل ما حدث، كان الواقع يواجهها بقبضة معتصم التي التفت علي ي ـدها، اتسعت عينها بوجل وصد رها كان ثائراً وكأنه يعلن حرباً عليها .. هل يقلق عليها؟ 


لم تتحدث كونهم كانوا بالطريق وقبضته المفاجئة جذبت بعض الأعين لهم بالفعل، سحبها خلفه بطريقة قاسيه همجية للبناية والتي مجرد أن ولج بها وصعدوا درجتين كان يلطم ظهرها مجدداً بالحائط، ما مشكلته مع ظهرها بجدية! 


تنفست بلهاث لخطواته السريعة وارتطامها القاسي، قبل أن تعنفة كان هو من تحدث بغضب وضيق وعينه تُناظرها بصلابه:

_ ممكن افهم كنتِ فين وبتعملي أيه لحد دلوقتي؛ انتِ ايه مش شاغلك حد ولا حاجه خالص، مفكرتيش أمك هتقلق عليكي قد ايه و....


_ بس بقا، انتَ بتتكلم علي اساس ايه أصلًا؟ ماما عارفة أني نازلة ورايحة فين وبعدين وأنتَ مالك! 


_ أنا أبن عمك وحقي أقلق وأخاف عليكي


أرتعشت عينها كما فعل قلبها خوفاً من نبرته الصادقة، تلك النيرة الخائفة التي أختفت مع وفاة والدهم

" واضح فعلاً أن العيلة كلها داخله علي طمع"

كلماته صدمت عقلها كأنها تخبرها أن تستفيق من تعطشها للأمان، أبتسمت بسخريه بألم لا تعلم ما الذي رآه ببسمتها لكنها كانت صادقه وهي تخبرة بنبرة حاده:

_ دلوقتي أبن عمي ومن حقك تقلق؟ يا تري يا معتصم قبل ما نجيلكم كنت بتفكر بقلق يا تري أيه الي حاصل مع بنات عمي!! 


أنعقد حاجبيه، أنزعاجاً من سخريتها ومن صدقها، اتخذ خطوة ناحيتها بغضب وقبل أن يتحدث ربما يعنفها أو يبرر لها قاطعهم صوت مستغرب ساخر بمغزي:

_ بتعملوا ايه... علي السلم!!


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة