رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 10
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل العاشر
❈-❈-❈
ذات مره اخبرتها والدتها ألا تنفر من الاشخاص فبعض الاشخاص قد يكونوا الفرص الذهبيه.. لم تفهم الأمر وقتها لكن الأن كان احمد هو فرصة ذهبيه لامعة أتت لها كمفاجئة، كان كمصباح سحري حقق أمنيه ترغبها لكن لا تعلم لها طريق..
برغم ذلك كانت تنظر له بهدوء عينها تمر عليه بالكامل، كان يوجد لمعه بعينة مميزة؛ ليست حب أو أعجاب حتى بل تلمع كأنها فرصة، تُري هل عينها تلمع مثله الان!
كانت تفكر طول اليوم بطريقة لرد الصفعه علي وجه معتصم وقد أزعجها بالفترة الاخيرة كثيرًا خصوصًا بالغد، والآن ؟
ابتسمت بنعومه نجحت في اصطناعها وبصعوبه سيطرت علي حاجبها الذي يود الارتفاع دهاءً :
_ موافقه
كلمه هادئة وناعمه طربت أذنه سعادة، كان يشعر بفرحة تكاد تأخذه وترتفع لعنان السماء! ليس لرغبته بجميلة رغم أنها تملك من الحسن ما يدير رأسه لكنه يري بها سيطرته وطمعه علي أموال الشنديري؟ لم يكن الكثير لكنه يستطيع ازاحه كل ما يزعجة والأستيلاء علي كل شئ إن رغب بذلك كما استطاع الضحك علي تلك الحمقاء، أبتسم بإتساع ولمعت عينه وهو يقترب منها مم ـسكًا ك ـفيها بتمثيل يحاول أتقانه، سحبت ك ـفها سريعًا بخجل ؛ لو كان الطمع لا يعميه الأن لسقط إعجابًا بخجلها منه!
لم يتوقع أنة قد أثر بجميلة عاطفيًا وهي صلبه بكل تصرفاتها معه، وتلميحات معتصم الدائمه الحماية لها جعلت يعتقد أنهم يملكون بعض المشاعر المتبادله، لكنها تبادله أعجابة الوهمي:
_ هقول للحج محمد انهارده موافقه؟؟
_ موافقة، ويلا بقا مش هنبداء!
كانت تراقب حماقته السعيدة والتي تدري مغزاها ولو قليلاً، ترى الحقد والطمع يلتمعان بعينه حول كل ما يخص محمد وولديه؛ ترى غيرته من معتصم الذي يماثله العمر، لكنه أحمق يظن التلاعب بها سهلًا وهي قد أرضعتها الحياة حيلها وفطمتها بالخداع والغدر حتى تحصنت منهم واتقنعتهم....لتبداء لعبتها الحقيقية مع معتصم ويرى من يستطيع خنق الأخر بأصفاده أكثر.
❈-❈-❈
حملت كوب الشاي الساخن تتحرك للجلوس جوار والدتها، كانت فتحيه تحمل بعض الخضروات تقطع بها بهدوء وبين كل حين تتابع ما يعرض علي التلفاز
لم تشأ في خلق حديث رفقه والدتها وقد كانت العلاقة متوتره بينهم بالفترة الاخيرة، لذا بصمت استندت علي ذراع الاريكة وهي تفكر بالورطة التي سقطت بداخلها، أغمضت عينها وهي تحتسي محتوي الكوب الساخن دون إهتمام للالم الذي ضرب لسانها، عزت وضعها بين ضروس الحيرة والتفكير
مذالت تذكر كلماته المعسولة ببطء ونعومة كدس السُم بالعسل :
_ انتو ليكم حق يا قلب عزت!
بتلك اللحظه ارتفعت قليلًا تستند بك ـفها علي صدرها وهي تناظره بنعاس، عينها ذابلة وقد كان العشق يُسكرها :
_ حق ايه يا حبيبي
رفع ي ـده يمرره علي وجنتها وكهره تحب المداعبه مالت أكثر لك ـفه، أبتسم بخفوت وقد شعر بتغلغلة داخل اوردتها والسيطرة علي عقلها كساحر متمرس :
_ ورث ابوكي طبعًا
انعقد حاجبيها وكادت تفيق من عالمها المخمور؛ لكنه لاحظ ذلك ليسارع ويلثمها بحب، أبتسمت بعشق وخمول حينما إبتعد عنها كانت تعبث بأصابعها علي ص ـدره العاري وهو ينظر لها يداعب خصلاتها بحب :
_ ورث ابوكي مينفعش تسبوه لعمك كدا، انتِ لازم توعي امك عشان انتِ عارفة جميلة بتاخدها الكرامه والجلاله حتى في حقها وانا عايزك تبقي واعية وتاخدي حقك وأنا في ضهرك
كادت تتحدث لكنه ساحر يعلم متي يفيقها ومتي ينعسها، لذا خطفها لص ـدره مجددًا دافعًا أصابعه عميقًا بين خصلاتها ليعبث برأسها بينما يردد بصوت هامس :
_ نامي دلوقتي يا قلب وحب عمر عزت كله
وبالفعل كالمسحوره اتبعت كلماته، لكن الأن وهي بكامل صحوتها وحرقه المشروب توزع الألم علي فمها كانت تتذكر كل كلمه وكل حرف، لم تكن منغمسه بنعاسها ولا تتذكر أو تفقه ما قالة وهو لم يرد ذلك!
كانت تعي الكلمات التي قيلت وقد شغلتها منذ الصباح يدور عقلها بصحتها وكم جميلة أنانية حيث تختار كبريائها دونًا عن حقهم!!
❈-❈-❈
ضغط مكابح السيارة يوقفها بملامح وجه معكره، الصبر فقط هو الملاذ يا عزت لذا فلتهدء قليلًا ، شعر بالرجل جواره يترجل من السياره المحمله باللحوم والتي يكون هو سائقها والاخر المسؤل عن تسليم تلك البضاعه لأصحابها
اشغل سيجاره لتشغله حتى ينتهي الاخر، كان مجرد سائق فقط لكن يمكنه الشعور بالمال والسلطة القربين جدًا منه؛ قد زرع أول بذرتٍ منهم البارحة وهي بين ذراعه، أسقاها شرابه المعسول بالكلمات والنعومه بينما مدسوسه سُم وعلقم، كان متمرس بها وبطباعها يعلم كيف يتلاعب بعقلها الصغير
لم يرغبها غائبة عن وعيها تمامًا حيث تنسي حديثه، بل رغبها كما حدث لا تستطيع الحديث والنقاش من فرط نعاسها و سُكرتها ولكن تستمع جيدًا ويخزن عقلها الكلمات :
_ والله وهتهون يا واد يا عزت، ساعتها بقا هتبقا قاعد في المكتب باشا زي ولاد الشنديري الي بصحيح
همس بجشع كان يلمع بعينه لكن صوت الرجل الذي احتل المقعد المجاور مجددًا وأد احلامه مؤقتًا وهو يهتف ببعض الخشونه :
_ يلا ياسطا كمل طريقك عشان منتأخرش
دفع رغبته العميقه في ضرب رأسه بالمقود بعيدًا وهو ينطلق بطريقة في صمت دون حرف يذكر.
❈-❈-❈
_ طب ما تكلميه كدا يا خالتي نعرف فينه دا مجاش يفطر؟
تحدثت انسام ببعض التوتر وهي تُلح للمره المئة علي هناء، ضحكت الاخرى تضرب كت ـفها بخفه وهي تحدثها بمزاح :
_ يا بت اتقلي بلاش القلبه دي
_ ان.. انا مش عارفه قصدك ايه يا خالتي، أنا بس قلقت!
تحدثت بتوتر وهي تعود بج ـسدها لمقعد مجددًا، إبتسامه صغيرة صدرت من هناء وهي ترى ذلك العشق المُنير بوجه انسام؛ زفرت وهي تجذب هاتفها وتهتف بضحكه :
_ ماشي يا ست قلقانه وبس، هتصل بيه اهو
اتصلت بغريب وهي تفتح مُكبر الصوت حتى تستمع الاخرى، بينما انسام جلست متحفزه تدفع مقدمه ج ـسدها ناحيه الهاتف كأن ذلك سيوصل الصوت أسرع
_ ست الكل بترن عليا؟ مش مصدق عيني :
_ يا واد بطل بكشك دا، وبعدين انتَ فين من الصبح!
_ عادي يا حجه نزلت قولت أغير وأفطر بره وبعدين انتِ عارفة البت انسام دي مش بتعمل الفول حلو
كان صوته مازح جعل الدماء تتقافز برأس أنسام التي سارعت تجذب الهاتف من يد هناء وهي تهتف بحدة :
_ انا بعمله وحشه يابن خالتي؟؟
ض ـربت هناء جبهتها بضيق ويأس؛ كل صراعاتهم وحوراتهم كانت تدور حول الأكل بشكل يثير حنقها، قررت إراحة ذاتها من تلك المشادات الحمقاء ونهضت تترك لها الغرفة بأكملها :
_ انتِ اخدتي التلفون من أمي ؟
كانت نبرته مستنكره ساخرة، كان شبه متأكد أنها ستكون جوار والدته لذا اراد اغضابها، أغلقت هي المكبر ووضعت الهاتف علي أذنها تجيبه بحنق :
_ والله
لم يتحدث وكانت هي الأخرى تمر بثواني صامته، هدئت ثورتها الغاضبة واشتعلت دواخلها حزنًا وهي تهمس بنبرة تجلي بها الضيق :
_ انا كنت عامله كل حاجه بتحب تفطر بيها ...وانتَ ...
لم تكمل حديثها وهي تشعر بغصه تعتلي حلقها، لم يكن الأمر متعلق بالطعام أو جودته؛ كان شئ أعمق أصعب ويتهرب كلاهما منه
حزنها الذي تجلي عبث بقلقه، نبرتها المهتزه وارتعاش كلماتها دفع عقلة بعيدًا وهو يتحدث بلين محاولًا ابعاد ضيقها منه :
_ انا اسف حصل مشكله مع واحد معرفتي وكان لازم اروحله
_ ماشي
_ زعلانه؟
سالها بلين وهو يستشف بقاء نبرتها ساكنه، عبثت بخصلتها وهي تريح ظهرها علي الكرسي وتجيبه بصدق وعينها زائغه بتوتر :
_ شويه بس مش مهم و....
_ لا مهم؛ مهم اوي يا انسام
يمكنها الشعور بصوت انفاسه الثائرة؛ خشونه صوته وهو يؤكد أهميه حزنها، تدافعت الدقات الثائرة داخل ص ـدرها ارتعشت ي ـدها الممسكة بالهاتف كما حدث لأنفاسها، حمدت ربها أنه ليس هنا ألان وإلا لا تعلم كيف كانت لتصمد دون الصراخ بحبها :
_ ينفع متزعليش مني وانا بليل هجيب حاجه تراضيكي !
كان جاد وصوته صلبًا واثق جعلها تبتسم بخجل وهي تجيبه ببعض الدلال :
_ لو الحاجه الي جبتها كنت بحبها هسامحك يا غريب
ضحكته تجلجلت عبر السماعه تزلزل ارضها وتميد بها الواقع، امسكت الهاتف أقوي خوفًا من وقوعه وهي تسمعه يتحدث بهدوء :
_ ماشي يا ستي، يلا بقا روحي هكمل شغلي
_ ماشي سلام
اغلقت الهاتف معه وهي تعض أصابعها حماسًا، لقد عاملها بطريقه مميزه لم تتلقاها منه مسبقًا وذلك جعل جسدها ينتفض فرِحًا؛ تركت الطاقه ت ـدفعها سريعًا للنهوض والركض للخارج ستعثر علي خالتها بالشقه ثم تجلسها وتعترف بعشقها وتجعلها تعطيها خبرتها في إيقاع غريب
كانت خطتها تعاد بعقلها في كل خطوه راكضة لكنها توقفت بانفاس مرتفعه وهي تري نور التي تلج وخلفها هناء، انعقد حاجبيها قليلًا بأستغراب لم تلاحظة نور وهي تهتف بهدوء :
_ ازيك يا انسام
_ كويسه يا نور، انتِ عامله ايه؟
_ الحمد لله، انا هدخل اعمل الحاجه يا مرات عمي بقا
ختمت حديثها تلتفت لهناء، ابتسمت الاخرى تربت علي كتفها وهي تخبرها بهدوء :
_ ادخلي يا بنتي دا بيتك
رحلت نور بهدوء وخطوات متلاعبة ناحيه المطبخ امام نظرات انسام، شعر بالبغض والغيرة من المتراقصه أمامها واستدارت نحو خالتها بأندفاع :
_ هي هتعمل ايه يا خالتي؟
_ قالتلي انها اتعلمت حلو جديد عايزه تعمله عشان نجربه
كانت هناء تتابع تعبيرات انسام التي اهتزت بقلق، ابتسمت بنعومه علي انسام الرقيقه والشفافه! لتضحك بخفه وهي ت ـربت علي ذر ـاعها وتخبرها بنبره ذات مغزي :
_ مش كل الاكل بيحرك القلب يا انسام؛ ميحركش القلب إلا الأي ـد الي عاملة، يلا يا بنتي هدخل آنا أريح ج ـسمي حبه
تركتها بدوامه افكارها ورحلت، وكان غريب كالبحر بالنسبه لها؛ بثانيه يكون هادئ ممتع يُسر النظر ويريح القلب وبأخرى يتقلب بعنف يقبض القلوب وخيف العين .... وأي انسام قد تثير مياهه وتقلبها سواها هي فقط..!
————————-
تحرك محمد صاعدًا الدرجات برويه، توقفت قدمه دون شعور أمام منزل فتحية قلبه ارتجف بشوق يعجز عن ردعه؛ تنهيدة مشتاقه صدرت منه ، استفاق علي كلمات عزت المستغربه:
_ حج محمد خير في حاجه ولا ايه؟
اجابه بهدوء مصطنع وبعض الخجل:
_ لا ابدًا يابني انا بس كنت بريح حبه، السن بقا
حرك الاخر رأسه وهو يخبره ببعض التملق الواضح:
_ طب اتفضل ريح حبه؟
_ لا ربنا يخليك انا هطلع
وقف عزت يتابعه وهو يتحرك بهدوء للأعلى، صبرًا يا محمد وسأجور انا عليك كما يفعل العمر طرق الباب بأبتسامته الواسعه:
_ وانا اقول قلبي بيدق جامد كدا ليه أتاري نورانتي هي الي هتفتح!
ضحكت بخجل وهي تحرك رأسها بيأس:
_ طب ادخل يا ابو لسان حلو انتَ
استردت وهي تعقد حاجبيها بينما هو يغلق الباب :
_ امال جميلة فين؛ مجتش معاك؟
_ روحتلها قالتلي عندها شغل يا ستي ، عملالي غدا ايه؟
_ ملوخيه هتاكل صوابعك وراها
❈-❈-❈
_ السلام عليكم
هتف محمد مجرد ولوجه للمنزل احترمًا لانسام لكن قابله وجه نور التي اقتربت منه ترحب به :
_ وعليكم السلام يا عمي
أبتسم يحيط كت ـفها وهو يلج للداخل متسائلًا
_ امال فين انسام وهناء؟
_ طنط في الاوضه كانت بتريح وانسام راحت أوضتها من حبه
_ طيب انا هروح لمرات عمك وانتِ البيت بيتك طبعًا
قبل جبهتها وهو يتحرك ناحية غرفته بينما عادت هي لغرفه المعيشه، ولج للغرفه ليجد هناء نهضت الفراش وهي تتحرك ناحيته تهتف بترحاب وشوق:
_ حمد لله علي سلامتك يا حج، احضرلك الحمام
ناظرها بذنب غمر ص ـدره علي ما اختلج ص ـدره لأخرى، ابتسامه صغيرة زين بها محياه:
_ لا يا هناء
اقترب محيطًا وجهها وهو يهتف بصدق:
_ انا بحبك يا هنايا
احمرت خجلًا لا يفارقها وهي تضع ي ـدها علي ص ـدره:
_ وانا بموت فيك يا روح هنا، وبعدين ايه الرومانسيه دي!
_ دا الي تستاهليه وتستاهلي اكتر مني، عارفه يا هنا انا بدعي من ربنا بما اموت ابقي في حض ـنك واي ـدك تطبطب علي دماغي زي العادة
قاطعته بلهفه انارت عينها كما وجهها
_ بعد الشر عليك يا حج، اخس عليك بعد ما تقولي كلمتين تطيرني بيهم ترجع تجيب سيرة الموت!! ربنا يجعل يومي قبل يومك يا رب
ضحكه قصيرة غادرت جوفه علي خوفها وهو يض ـمها لص ـدره دافنًا وجهه بخصلاتها يذكر ذاته انه ملك لهناء فقط :
_ ربنا يطول في عمرك ويديمك سند ليا يا هنايا
❈-❈-❈
طرقات بنغمه متتابعة علي الباب جعلتها تنهض من غرفتها بلهفه، سريعًا تأكدت من حجابها وتهذيبه قبل ان تخرج تسابق الأرض لتفتح له وتري وجهه البديع
توقفت قدمها وذابت سعادتها ولهفتها وهي ترى نور قد سبقتها وفتحت له، وقفت من بعيد تراقب بهدوء ما يحدث من تدلل زائد؛ كانت واقفه تراقب أنثي أخرى تتدلل عليه دون قدره علي نتف خصلاتها ومن السبب؟.. غريب بالتأكيد فإن كان قد تزوجها كانت لتفعل ما تشاء دفاعًا عن زوجها العزيز :
_ واخيراً جيت يا غريب
هتفت نور بدلال وعينها تلمع بينما تنظر لوجه غريب، لم تدري عن الأنثي المشتعلة خلفها؛ علي عكس غريب الذي ابتسم بتعمد:
_ اتأخرت ولا ايه؟
تخطاها قليلًا للداخل لكنها تبعته وخطتها تتحكم بها، مدت ي ـدها تضعها علي يـده الممسكة بحقائب بلاستيكية وهي تهتف به :
_ هاتها عنك يا سي غريب
ضحك بتفاجؤ من جمله"سي" التي سبقت اسمه بها لاول مره:
_ سي غريب؟؟ من امتي بتقوليلي سي يا نور!! وبعدين لا متقلقيش سبيها انا عايزهم دول
ابتسمت ورقت نظراتها أكثر وسمحت لي ـدها ان تستقر علي كتـ فه وهي تجيبه بولاه مصطنع:
_ طبعًا سي غريب دا انتَ سيد الرجالة كلها
أبعد كت ـفه عن لمستها بأنزعاج وهو يجيبها بمجامله:
_ ربنا يخليكي يا نور بس انا مش سي غريب وخطوطًا ليكي انتِ، المهم بابا وماما وانسام فين؟
رفعت حاجب بأنزعاج، يرفضها ويسأل عن أخرى وهي من يتهافت الرجال لنظرتها!! لكن صبرًا يا غريب فإما أنت أو شقيقك سيزين خاتمكم أصبعي:
_ عمو وطنط في أوضتهم وأنسام معرفش، انا هروح اجهز الغدا
_ تكوني عملتي خير
كان يقصد رحيلها عنه لكنها ابتسمت بسخريه وهي ترحل غريب قد يكون أكبر مثال حي أن أسرع طريق للرجل معدته
رفع عينه لأنسام وهو يخبرها بأبتسامة:
_ ايه مش هتيجي تاخدي حاجتك!
كان يعرف برؤيتها لهم! تُرى هل رأى الغيرة والنيران التي تشعل بها أم لم يرى إلا دلال نور:
_ قولت استناك تفضي وأجي اخدهم
ابتسم بهدوء قامعًا ضحكه مجلجلة عن مغادرة ثغرة، يخشي أن تذوب من شده اشتعالها، حمحم بخفوت وهو يقترب منها ببسمته:
_ خير ما عملتي... قصدي اهي الحاجه يا ستي صافي يا لبن؟
أجابته بتهديد وهي تسحب الأكياس:
_ مش لما أعرف جبت الحاجه صح ولا لاء؟
_ شويبس لمون نعناع، شيبسي، شكولاته، وكاندي عشان متقتلنيش
كان يردد ما جلبه جاعلًا قلبها يرفرف كأنها طفله صغيرة يصالحها والدها، تذكره لكل ما تحب وترغب يجعلها تكاد تطير من محلها، محت بسمتها وهي ترسم بعض الجديه في تفحص ما جلبه حتى رفعت عُلبه حلوى مسماه" الكاندي "فحصتها بعينها ولم تكد أحد الأنواع التي تعشقها لتهتف بحزن:
_ بس دي مفيهاش الفرولايه؟
تحدث سريعًا بجديه وهو يبرر لها:
_ اسف والله لفيت كذا محل وكلهم معندهمش الفراوله؛ بس متقلقيش أن أخدت رقم واحد هيجيبها بكرا وهروح اجيبلك
ابتسمت بخفه علي جديته ثم رفعت اصبعها في وجهه بحزم:
_ خلاص يبقا لما تجيب الفرولايه الزعل هيروح خالص
_ والله ما في فرولايه غيرك
نطق دون شعور منه، اتسعت عينها واشتغل الخجل بوجنتها؛ ص ـدرها انتفض من دقاتها المنفجرة، رمشت بذهول قبل أن تسمح لقدمها بالركض عائدة لغرفتها دون نسيان مقتنياتها الذهبيه!
حك خصلاتة بضحكة متوتره، لم يشاء قول ذلك لكن رباط لسانه أنفك وهو يراها امامه كطفله صغيرة بوجه مستدير ممتلئ، احمرارها الخجل يؤكد كلماته! هي قابلة للأكل بالفعل وبالتأكيد شهيه كما الفراولة..
❈-❈-❈
_ شكرًا
نبست بينما تدفع النقود بي ـد الشاب الذي اوصل لها الطعام، الوقت تأخر وعدتها كانت تصرخ وتأن من الجوع
اثناء عودتها لمحت عبد المنصف؛ كان يجلس علي الاريكة مرخيًا جسده حرفيًا حتى كاد يسقط عنها وفمه يخرج اللعاب، ضحكت بخفه وهي تحمل احد السندوتشات وتتحرك له :
_ عبد المنصف
لم يجبها لت ـمد قدمها وهي تحرك قدمه:
_ يا عبد المنصف ما تصحي
انتفض من نومه يمرر ي ـده علي فمه وهو يهتف بجزع:
_ ايه حصل ايه، حد اتعارك حد مات المكان ولع ح....
_ لاا يا عبد المنصف، ايه لازم كارثه تحصل!
هتفت به ببعض الضيق، ضيق عينه عليها قليلًا وهو يخبرها بضيق من إيقاظه :
_ لا مش لازم كارثه، بس محدش هيصحيني كدا الا لو في مصيبه
_ خلاص اسفه مش لازم تبصلي كدا، وبعدين انا مصحياك اديك تاكل!!
تنهد قبل ان يبتسم لها بلطفه المعتاد
_ تسلم اي ـدك يا ست جميلة بس انا اكلت، انتِ خلصتي شغل ولا لاء؟
_ لا لسه كام حاجه، كله مشي صح المفروض اخد الحاجه اخلصها في البيت!
كانت محرجه من بقائها وحدها معه بالمكتب وصله مقصدها ليهتف بأبتسامه :
_ لا متقلقيش خلصي براحتك استاذ معتصم لسه جوه؟
ابتسم تعبث علي نومه:
_مخرجش وانتَ نايم
ضحك بهدوء وهو يخبرها بجديه:
_ لا لو خرج هيصحيني اقفل، ويلا بقا روحي كملي شغلك عشان انام
لم تجبه او تتحرك حتى وكان القى رأسه للخلف وغرق بنومه مجددًا، اتسعت عينها بصدمه وهي تردد اسمه بشك:
_ عبد المنصف... عبد المنصف انتَ لحقت تنام!!
ضحكت بهدوء وهي تعود أدراجها بعيدًا عن عبد المنصف، توقفت تتطلع من الباب المفتوح لمكتب محمد؛ حيث قابلها مظهر معتصم الذي يجلس علي الطاولة مدققًا النظر للملف، رفعت الحقيبه البلاستيكيه التي تحتوي الطعام تطالعها قليلًا :
_ ليه لاء
تحدثت ببعض التردد وضميرها يصرخ أن تعرض عليه وقد يكون مثلها لم يتناول غدائه للأن!
حسمت قرارها بالتحرك وإرضاء ضميرها، طرقه خفيفه علي الباب لفتت نظرة من الملف وكأنت كإذن لها كي تلج للداخل
كانت تشعر بالتوتر كما لم يسبق لها، قلبها نبض بعنف دون سبب جعلها تستغفر بصوت هامس؛ لما ذلك الشعور الغريب الذي اقتحم ص ـدرها فجأة أهو ندم لقبول الخطبه من أحمد عندا به أم مجرد اِنقباض دون سبب؟
عقد حاجبيه بأستغراب من صمتها ليتحدث جاذبًا انتباهها:
_ في حاجه يا جميلة!
_ هاه! لاء انا بس جبت أكل وعرفت من عبد المنصف إنك لسه هنا فقولت أشوفك لو تاكل
كانت تتحدث بتيه حتى استعادت سيطرتها، نظر لها بقليل من الاستغراب قبل أن يرسم بسمه لطيفة تراها لأول مره؛ كما زاد دهشتها بنبرته المرحه التي رافقت كلماته:
_ اكل طبعًا، ربنا يسترك كنت هموت من الجوع وقولت اكيد عبد المنصف راح في غيبوبته دلوقتي استغربت انه كلمك
ضحكت بخفه وهي تتحرك ناحيه المكتب :
_ لا هو فعلًا في غيبوبه انا صحيته
حرك رأسه بهدوء وهو يفرغ الطاولة من الأوراق حفاظًا علي نظافتهم، وضعت الحقيبه أمامه ثم باشرت بفتحه ليهمهم بجوع وسعاده:
_ اهه كبدة! دا انتِ جيالي من السما دلوقتي اكيد
_ ربنا بعتني اخد ثواب فيك اكيد
مازحته بأبتسامه صادقه وتلقت ردها بضحكته وهو يسحب الطعام يتناوله بتلذذ؛ ثارت معدتها طلبًا للطعام لتنصاع لطلبها وتبداء هي الاخرى بالأكل في صمت.. هل كان ليتناول معها الطعام بذات الهدوء لو كانت لم تؤجل طلب احمد للزو اج؟...
❈-❈-❈
تحرك هيثم بخطوات مترنحه وأعين شبه مفتوحة، كان يحاول الوصول لغرفته دون أن يشعر به أحد؛ أثقل بأشتمام المخدرات رفقه أصدقائة، لم يكن يمتلك حريه التوقف وقد كان احتفالًا بعودتة لمجموعته؛ لذا مجبرًا تناول ما قدموه من مخدرات وكحول حتى لم يعد يرى شئ
القي ج ـسده فوق الفراش وعينه غامت شبه مفتوحة بالسقف، ابتسامه حزينه رُسمت علي محياة؛ لم يشعر به أحد!!
لم يكن الوقت متأخرًا حيث الجميع نائم، رأى غرفة والدته المضائه أثناء سيرة لكن هل تتكرم وتتأكد من عاد! او تطمئن حتى علي اولادها ؟؟ بالتأكيد لاء
كان الحزن والأفكار المظلمه تتدافع لعقله حين شعر بذاته تغيب عن الواقع ويسقط بالأحلام، يمكنه شُكر سكرته وأنتشائة علي انتشاله من غمره الضيق والحزن...
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية