-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 9

 

قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل التاسع



ابتعد معتصم خطوتين للخلف بتوتر كان يتجلي بوضوح، ليس من شئ سوي أن هيثم يجيد فهم كل شئ بشكل خاطئ لذا اخبره بهدوء مصطنع:

_ مفيش كنت بتكلم مع جميلة في حاجه 


_ اه قولتلي، طب لو خلصتوا كلام نطلع 


كانت تطالع معتصم، لم تخفض عينها عنه أو توجهها لثوان ناحية هيثم؛ تنفست بهدوء وهي تتركهم وتصعد سريعاً غير منتظرة أن يلحق بها أي منهم..


صعد هيثم خلفها مع معتصم وابتسامه ساخرة كانت هي ما يميز محياه علي عكس معتصم القاطب لحاجبيه، كان غاضباً وحانقاً منها ومن رؤية هيثم لهم بذلك الوضع 



القت جميلة ج ـسدها علي الفراش جوار والدتها، كل منهما صامته كانت جميلة شاردة بمعتصم وفعلته! تتذكر حينما تأخرت كثيراً بالعودة فعل والدها مثلة؛ ليس تماماً لكنه نزل للطريق بحثاً عنها ومجرد أن عثر عليها احاط

 ي ـدها بأصابعه الحازمة وسحبها للمنزل، واخبرها كم هي مهمله لجعل القلق يثير رعبه وأنها لا يجب أن تفعلها مجددًا إن كانت تلك طريقة تفرغ من حزنها وغضبها فلا يجب أن تطيل حتى يصيبهم ترعبهم! 


زفرت كل ما بص ـدرها تطرد ذلك الهاجس من داخلها، ليست حمقاء لتفكر بجعل أمانها بي ـد شخص أخر وأن تترك قلبها و دواخلها لتبحث عن الاهتمام والحمايه.. 


تحركت جميلة تدفع ذاتها داخل أح ـضان فتحيه، فتحت عينها تلقي نظرة عليها تستشف إن كانت ستتحدث لكن لم يحدث لذا لفت ذر اعها حولها تدفئها بقربها وحنينها..

❈-❈-❈


_ اهلاً وسهلًا بالباشا، لسه فاكر ترجع البيت؟ انتَ واختك شكلكم ناسين سبب رجعكوا مصر ! 


هتفت عبير بضيق مجرد أن لمحت هيثم الذي يسير وعلي ف ـمه ابتسامة عابثة، اقترن حاجبيه بأستغراب ذال حينما وجد نور التي  تجلس بملل جوار والدته وعلم أن الوقت حان، زفر كل ما بداخله وهو يتحرك ناحيتهم :

_ دا واضح أن الملايكة سهرانه تفكر! 


السخرية كانت تقطر من فمه بكل حرف وكأنه يتعمد أفهامهم، لم تهتم أي منهما كما توقع لذا جلس وهو لم يتخلي عن العبث الذي بوجهه وسالها بسخرية:

_ ها الكلام علي ايه! 


_ الكلام أنك وأختك زي قلتكوا ومحدش فيكم عمل حاجه لحد دلوقتي؟ 


_ أنا ونور الي مكملناش كام يوم هنا !! 


نظرت له وقد تحول وجهه للجديه، لم تكن هي او نور تعيان عدم ربط هيثم لنور به ابداً ! لا يربطها كشقيقه بل يطلق أسمهما فقط.. :

_ بصي يا ماما أنتِ عايزه حاجه معينه وربتينا من صغرنا علي أن الحاجه دي لازم تبقي لينا! وأحنا كمان عايزينها عشان كدا؟ اخرجي منا خالص اشتغلي بطريقتك ومن نحيتك بس وسبيني انا ونور كل واحد بدماغه وطريقته و هنوصل خليكي بس براها ...


لم ينتظر ردها وكأنه لا ينتظر منها أن توافق او ترفض حتى هو نهض بهدوء يرسل لها قب ـله هوائية ويعيد العبث لوجهه وهو يتجه للداخل وقد أمسك علي معتصم طريق ليثير حنقه به بالأضافه لأنتشائة السابق رفقة اصدقائة والذي لن يضيعه بالتفكير حول عائلته  ..


نهضت نور خلفه تربت علي ك ـتف والدتها وهي تنطق بسخرية:

_ ريحي نفسك بقا يا ماما، تصبحي علي خير 


خطت للداخل ناحية فراشها تلقي بج ـسدها فوقة، كانت تعبث بخصلاتها وهي تنظر للسقف متذكرة ما حدث رفقتها صباحًا.......

كانت تتجول بين الازقة عينها تمر فوق المحلات التجارية بحثاً عما ترغبة، وقع بصرها علي محل المستلزمات النسائية حيث يحتوي علي ادوات تجميل وثياب وعطور، بمجرد دخولها كان يصل لأذنها صوت فتَي وشاب :

_ تمام كدا الحاسب ١٥٠ يا انسه 


تابعتهم بينما تدفع الفتاة اموالها وتغادر، كانت هي بتلك الاثناء تمرر عينها عليه بجرائه فقد كان يملك هيئة ووجه يجذبان الأنظار، كان يلقي عليها نظرات متابعة ابتسمت بتعمد وهي ترفع حاجبها بتلاعب بينما تتحرك بين الارفف تجذب منها بعض الاشياء التي لم تركز لماهيتها كثيراً وهي تحقق رغبتها بلفت انظاره أكثر، مجرد أن تفرغ أسرع ناحيتها وهو يسألها ببسمه مغازلة:

_ محتاجه حاجة معينة! 


_ تؤ أنا بختار


كانت تتحدث بدلع متعمد جعله يبتسم؛ طريقتها جعلته يستمر بحديثه معها وهو يسالها بهدوء:

_ انتِ من المنطقه هنا 


_ اه 


_ اول مره اشوفك؟ منين! 


جذبت ما اخذته وتحركت ناحية الطاولة التي كان يقف خلفها سابقًا وتحرك هو خلفها يحتل مكانه مجددًا، استندت بي ـدها علي الطاولة وهي تجيب بهدوء:

 _ انا من عيلة الشنديري بس كنت مسافره 


_ احسن ناس، محتاجه حاجه كمان


_ اه عايزه برفان تكون ريحته حلوه وتشد 

تعمدت النطق البطيئ والمتلكع وكان هو بخبرته يدرك تمامًا تعمدها الذي جعله يبتسم بعقلة بسخرية، لكن هل هو أحمق ليرفض فتاة مثلها خصوصًا وإن أتت علي طبق من ذهب دون عناء؟ 

القي نظره وقحه ومتعمده علي ج ـسدها وكما توقع لم تنفر من ذلك او تخجل بل قامت بالتدلل وهي تبتعد قليلًا تظهر ج ـسدها اكثر لعينه وهي تسترد حديثها :

_ عندك حاجه حلوه ليا؟


_ اكيد 

اجابها مستديراً يجذب زجاجة عطر ويتناول ي ـدها ناثراً محتوي الزجاجه عليها، جذبت ي ـدها من ك ـفه تشتم دون ابعاد عينها عنه:

_ عجبتك ؟


_ اه، انتَ اي رأيك حلوه! 

لم يتردد في جذب ذات الي ـد ويقترب بوجهه مدعياً اشتمام ما نثرة وهو يخبرها بهدوء بعدما استقام:

_ حلوه عشان علي الاي ـد الحلوه 


ابتسمت وحاسبته علي ما اخذت وهي ترحل متدللة من امامه وتسمعه يهتف من خلفها بعبث:

_ خلينا نشوفك تاني يا جميل 


ضحكت بهدوء وهي تعود للواقع من ذكرياتها لذلك اليوم المشوق، قد وجدته ما يسليها أثناء إيقاع حمقي عمها...


❈-❈-❈


كان يتحرك غريب بغرفته معدلاً هنادمة بهدوء أمام المرآة، وقف يطالع بنطاله الاسود ممزق من ركبته وفوقه قميصًا اسود وعنقه مزين بقلادة فضيه رفيعة للغاية؛ هذب خصلاته للخلف بهدوء ثم رش من عطرة وتحرك مغادراً الغرفة للخارج.


إستطاعت رائحة الطعام أن تتسلل لقلبه ومعدته معًا، أختفت ملامح الجذابه والواثقة وحل محلها ابتسامة بلهاء وهو يدير يده فوق معدتة ويتحرك ناحية المطبخ وهو يهتف بصخب:

_ يا روايحك الحلوة علي الصبح يا ست مام....


تبعثرت الأحرف من لسانه وهو يجد انسام أمامه، كان ترتدي عبائة منزليه فضفاضة وترتدي حجابها؛ تستند بيد علي الحاجز الرخامي بجوار البوتجاز والاخرى تضعها بخص ـرها وتناظرة بأنتصار..


ضيق عينه بضيق وهو يدرك أنها تتلاعب به ألان من نقاط ضعفة وأكثرهم هشاشه؟ حركه خبيثة لم يتوقعها منها، حاول التعديل من موقفه وهو يتعدل معيداً ملامحة للجدية وبعض الاستنكار بينما يحدثها :

_احم هي فين ماما


_ طنط بتصحي عموا 


_ امم هي الي عامله الفطار يعني 


كان سعيدًا وكأن انتصارها واهي بعدما ظن أمه من أعدته، ابتسمت انسام وقد أدركت ما يفكر به من اللحظة الأولي؛ رسمت بسمتها وهي تجيبه بهدوء بينما تقلب بي ـدها البطاطس التي تحمرها:

_ لا انا الي عملت كل حاجه


_ بقا كدا؟ 

نبس بضيق وهو يضيق عينه عليها ورفعت له حاجبيها بتلاعب دون أجابه شافية، لم يتمالك ذاتة ممررًا عينه عله يجد ثغرة فيما اعدته لينطق بسرعة:

_ مفيش مخلل


_ جهزته وطلعته علي السفرة


_ مفيش بتنجان


_قليته وهقلي الفلفل بعد البطاطس 


_ الفول من غير خلطه 


_ عملت طبق بالخلطه وطبق عادي


_ مفيش فلافل 


_ معتصم تحت بيجيبها 


كان غريب قد اندفع ناحيتها وهي المثل حيث بقيا بالمنتصف واقفين بوجه بعضهم بأنتصاب، استنفرت حواسهم كالمحاربين هو يلقي بعينه حوله وسريعًا ينطق بالمفقود بينما تواجهه هي ببساله وقوة تجيبه وتذكر ما لم يلاحظة بعد، لهثا أنفاسهم بسرعة وحده وكانت الكلمات تندفع بأقل من الثانية رفعت حاجب منتصر وهي تعود جزعها العلوي للخلف وتخبره بنبرة واثقة:

_ كل حاجه كاملة والجولة دي انا كسبتها


مرر نظرة عليها وعلي تلك الابتسامه الممتازة، ملامحها المثالية ولمعة عرق خفيضه علي وجهها نتيجه الوقوف أمام النيران، رغبة حمقاء انبثقت في 

ص ـدرة علي رؤيتها بمنزله دومًا تعد الطعام له؛ أن تلتمع بشرتها دائمًا بتلك الطريقة عن رضاها لتسعده بطعام يحبه ! 


تراجع سريعًا بملامح ونظرات مبهمه، من أين اندفعت تلك الافكار لعقلة تدفع ثباته أمامها للاهتزاز حتى يكاد يتشقق! غادر المطبخ بأكمله معلنًا الانسحاب.. أمامها وأمام ذاته....


لم تدري انسام عن تلك الحرب التي دارت داخله وعن سبب نظراته المستغربة، بهدوء عادت تزيل الطعام قبل أن يحترق وهي تفكر بما حدث له! كل ذلك لفوزها بحرب تافهه لم تعلم متى ومن أطلق أول نيرانها؟ همست بسخريه ذاتيه:

_ يعني كان لازم أحب واحد مجنون وقماص كدا؟ 


لم تكن تعلم أن أول طل ـقة بارود كانت من بنيه عينها وأن حركه أهدابها ضغطت الزناد، لم تعلم كيف اخترقت نظراتها قلبة مسببة تناثر الد ماء واختلال النبضات؛ كانت جاهلة تمامًا أنها من بداء الحرب واشعل النيران تتركة يتهرب من ضرباتها حتى اصبح كل ج ـسدة مصاب ومدمي دون أن تتوقف او يستسلم هو.......

❈-❈-❈



استيقظت جميلة بعد نومه غير هانئة بتاتًا، ج ـسدها منهك وروحها كذلك تشعر بداخلها ينزف دمًا ولم تكمل الشهرين بذلك المنزل؟ 

فركت جبينها بألم وهي تأن بتذمر من ذلك الصداع الذي يضرب كل خلية داخل رأسها، تكاد تنفجر من سخطها علي عزت ومعتصم.


لو فقط تستطيع ضرب الاثنين ببعضهم والتخلص منهم لتحسنت حياتها؛ وكأن التفكير بالاشياء السيئة يجلبها فقد ولج عزت برفقه نوران للغرفة حيث تجلس هي علي الأريكة، لم تتحدث او تلقي التحية حتى ولم تنسي بعد ما سببه لها ذُل عزت من كلمات مسمومة! 


_ ايه يا جميلة مش هتقولي صباح الخير حتى! 

وجهه لها كلمته المستفزة  لحواسها، رفعت رأسها غير عابئة بالألم المندفع لحركتها السريعه والمفاجئة، كانت تنوي سَم بدنة بكلماتها علها تعبث بعقلة ليلًا وترد له ذلك الآلم المنغرس في ص ـدرها، لكن ولوج والدتها ونظرتها المستعطفة جعلتها تجيبة بضيق:

_ انتَ الي داخل مش انا، وبعدين محستش بيكم 


_ اهي القهوه يا حبيبتي، ربنا يهديكي ويخليكي ليا 

نطقت فتحية تمنع عزت من الحديث وهي تجلس جوار ابنتها تختم كلماتها بتربيته علي فخ ـذ الاخرى، لم تتحدث جميلة وهي تحرك رأسها بصمت وتتناول الكوب سريعًا لأرتشاف محتواه 



تابعها عزت ببسمه مستمتعه من غضبها، كم يسعد حينما يعاند تلك الصغيرة الوقحه التي لا تتواني او تتراجع حينما تهبط عليها بس ـوط لسانها؟ 


أسرعت جميلة في إنهاء تجرع قهوتها حتى تستطيع الهرب من عزت وانفاسه التى تشابه السُم بخنقتها، وضعت الكوب ونهضت سريعًا تقب ـل هامة والدتها تودعها، وقبل أن تستدير كان عزت يهتف بهدوء ونبرة سمجه:

_ استني يا جميلة أنا كمان هنزل 


كانت غاضبه تنفست تحاول السيطره علي غضبها وهي تجيب بحده:

_ انا مش رايحه الشغل دلوقتي روح لوحدك، يلا سلام 


غادرت بخطوات تشابه الركض، ابتسم عزت وشعر بالانتصار من اغضابها نظر لنوران التي تمنحه عتابًا صامت بين حدقتيها؛ ابتلع غصه حلقه وهو ينخفض مق ـبلًا وجنتها ويرحل هو الاخر.

❈-❈-❈


كانت تدفع قدمها بخطوات بطيئة لتشعر بالهواء النقي يتدافع داخلها يخمد لهيبها، كم تصبح الحياة عابثه برفقتها مجرد أن تستقر يهدم ذلك السقف فوق رأسها؟ 

لكنها لا تعترض كثيرًا وبداخلها توقن أن نهاية المطاف راحة بالتأكيد، كانت وصلت أسفل المكتب ليذهب سلامها الذاتي مهب الريح وهي تتذكر معتصم..


كم كانت ترغب أن تنتقم منه، أن تزرع أسواء مخاوفه أمامه لتنموا علي ملتقى من نظره، طرقت الباب ولم تأتها إجابة محمد لتظل واقفه ثوان فقط قبل أن تنطلق ناحية عبد المنصف :

_ صباح الخير 


_ صباح الخير 

اجابها بنبرة تحمل الخمول وعينه بالكاد مفتوحة، لم يكن آتى كل العمال لكن عبد المنصف كان المسؤل عن فتح المكتب:

_ الحج محمد جه ؟ 


_ لا لسه محدش منهم وصل


حركت رأسها بتفهم بينما تشكره وتبتعد، ظلت لدقائق بحيرة من أمرها حول الدخول لمكتبه حتى يأتي؟ 



_ صباحك فل يا ابو الانصاف 

تغني معتصم بتلاعب وهو يتحرك داخل المكتب، تصلبت قدمه ثبت بعد خطوتين حينما رآها، كانت تقف أمام مكتب والده تربع يديها اسفل ص ـدرها وهي تعقد حاجبيها بتركيز.


هل تنوي أن تشتكيه! بالتأكيد ألان هي تفكر بخطة وكلمات لتصوغها علي مسامع والده ليغضب منه بسببها، ابتسم بسخرية وهو يتحرك ناحيتها يحاول إخراس صوت الضمير برأسه:

_ أيه بتفكر هتقوليله ايه تولعي بيه الدنيا؟ 


تحدث قريبًا منها ودون تمهيد جاعلًا من جميلة تنتفض بوقفتها صدمه، انعقد حاجبيها وهي تضع ي ـدها علي قلبها وتخبرة بنبرة حاده:

_ مش بتعرف تكح انتَ قبل ما تتكلم! 


فتح الباب متجهًا للداخل وهو يجيبها بابتسامة ساخرة:

_ علي اساس الي زيك بيتخض؟


_ مش كل الناس معدومه الاحساس زيك علي فكره 


لم تهتم كثيرًا بوجوده وهي تتحرك لتجلس علي الأريكة، هي بالفعل كانت قد حسمت آمرها بالدخول؛ نظر معتصم لها وهو يريح ظهره علي الكرسي حتى مرت دقائق وهتف بها بأستغراب:

_ انتِ هتفضلي قاعدة كدا يعني!!


إمأه غير مهتمه صدرت منها، كان يكافح إبتسامه مدهوشة ومستمتعة منها!! كيف تصبح بتلك الصلابة سريعًا بعد كل صدمه؟ 

مزال يتذكر كيف عينها صرخت ألمًا البارحة كيف مر شئ غريب بين نظراتها، كانت غريبة ومميزة؛ لكنها تستمر بتحديه والوقوف بوجهه حتى أصبح كسر تلك النظرات الواثقة والقوية هو رغبتة الدفينة.


كانت تشعر بنظراته المسلطة عليها لكنها فضلت تجاهله بملامحة غير عابئة ونظرات موجهه لهاتفها الذي تعبث به دون وجه تحديد حتى تذكرت جامعتها، قد فوتت الكثير من المحاضرات بالفعل ويجب عليها تعويض ذلك دخلت لتطبيق التواصل بينما تبحث بعقلها عن شخص تطلب منه المساعدة، فتحت الانترنت بهاتفها وبعد ثوان كانت الرسائل تتوالي عليها .


كانت جميع الرسائل من مجموعات الجماعة عدا عن محادثه واحده كانت من رقم مجهول، انعقد حاجبيها قليلًا قبل أن تلج لها وتجد اربعه رسائل

"_جميلة عامله ايه! انا حازم اسف لو ازعجتك

_ انا جمعتلك المحضرات الي فيتاكي كلها لما تفتحي نتواصل عشان اديهملك

_ هو انا ضايقتك بدخولي وكلامي ليكِ؟ 

_ انا مش عارف سبب عدم فتحك كل دا، انا بجمعلك المحضرات كلها واتمني لما تفتحي تطمنيني "


ابتسمت بخفه وهي تتذكره كيف لا وهو الشاب الوحيد الذي سمحت له بالتعامل معها؟ كيف يمكنه مساعدتها بتلك البساطه وفعل ما تفكر به كم هو لطيف! 

ضغطت رز التسجيل بالمحادثه وهي تتحدث بهدوء:

_ حازم عامل ايه؟ لا مضايقتنيش ولا حاجه وشكرًا بجد علي مساعدتك دي بأذن الله هظبط معاد واقولك نتقابل فيه


ارسلت التسجيل ثم اغلقت النت، لم تكن تشعر بنظرات معتصم المنصبة عليها بتركيز أكثر وهو يحاول أن يستشف من هو ذلك الحازم ولما ستقابله! شعر بالغضب وقبل أن يسألها عن الأمر كان عبد المنصف يلج من الباب المتروك مفتوحًا وهو يخبره بجدية:

_ معتصم بيه في اتنين بره عيزينك 


_ دخلهم يا عبده 


جلس بهدوء معتدلاً وانتصبت هي بجلستها لكنه اشار له بأصابعه ان تنهض وتقترب، كانت ترغب بتحديه او الرفض لكن و لوج ثلاثه رجال المكتب جعلها تصمت وتنهض:

_ السلام عليكم يا معلم معتصم 


_ وعليكم السلام يا حج بديع، حج سمير اخبارك ايه اتفضلوا


نهض يرحب بهم بهدوء مشيراً علي الاريكه بينما كانت هي اقتربت منه، امسك معتصم معص ـمها جاعلًا من جميلة ترفع عينها له نظر لثوان عديده داخل ثم همس بها بخفه :

_ اقعدي علي كرسي الحج 


رمشت تستوعب بعدما ترك ي ـدها و تحرك ناحية الرجال، استوعبت مقصده وتحركت تجلس بمقعده السابق وجلس معهم امامها؛ كان مستقيم الصُلب رافعًا لذقنة بشموخ.


كانت المره الأولى التي ترى بها تلك الهيبة التي تغلفه، افاقت من شرودها به علي كلمات أحد الرجال:

_ بص يا معلم معتصم انا جي هنا شاهد وساعي في الخير وبس، دلوقتي الحج سمير عنده مشكله مع الحج رجب


_ خير ان شاء الله؟ 

تحدث يمرر عينه علي الرجال المعنين بالحديث، استكمل الاول مجددً وأثر الاثنين صمتهم:

_ رجب قصد سمير في مبلغ كدا علي معاد سداد الشهر دا؛ بس السوق نايم والحال واقفة فاستسمح الحج سمير إنه ياخد جزء الشهر دا و هيسدد الباقي لما السوق يمشي حاله


_ وايه المشكله في كدا؟


انعقد حاجبيه وهو يركز عينه علي سمير الذي لم يجبه وترك الامر للوكيل الذي وافق عليه الطرفين:

_ المشكلة ان الحج سمير معجبهوش الكلام اوي وقال ناخد رأي حد من الكبار ولو حكم بنفس الكلام هو هيبقا راضي والحج رجب وافق فجينلك


_ كتر خيرك يا حج سمير، انا شايف الحل الي قاله رجب افضل حاجه كلنا بنقع في زنقات وولاد سوق ومنطقه واحده لما نقع في زنقه وندوس أحنا علي بعض الغريب هيعمل فينا ايه؟ أصبر علية حبه يا حج سمير ولو السوق حاله أتحسن وفلوسك مرجعتش تعلالي انا، مرضي! 


_ مرضي يا معلم معتصم 

حرك معتصم رأسه بقبول ونهض الرجال للرحيل عرض عليهم البقاء قليلًا كتصرف لبق ولكنهم أصروا علي الرحيل، نهض معتصم ليصافحهم بهدوء جاهلًا تلك التي تتابعه بأهتمام!


كيف وثق رجال بضعف عمره علي حكمه؟ وكيف كان يمتلك تلك الهيبه والثقل الذي يجعله محاط بهالة غريبة وقورة لم تلاحظها من قبل! 


عاد معتصم لمكتب والده مجددًا ووجدها تجلس علي الكُرسي كما هي بصرها مثبت علي نقطة بالجدار دون أن تهتز، يمكنها أن تصبح بذلك الصفاء مجرد أن تغلق فمها؟ كلماتها كانت تشبه الحبر الاسود؛ حينما ينفتح دون تحكم يلوث كل نقاء ..


ثوان مرت كل منهم يفكر بالاخر دون معرفة المعنى حتى ولج احمد للمكتب، أنعقد حاجبيه بأستغراب من عدم شعور أي من جميلة أو معتصم به؟ 

صفق ي ـديه بصخب ليلفت نظرهم، رمش معتصم مستديرًا له وانتفضت هي بقلق من الفزع للصوت المفاجئ؛ أنعقد حاجبي معتصم وهو يهتف به بأنزعاج:

_ ايه الي بتعمله دا؟ 


_ أعمل إيه يعني عمال أكلم فيكم وانتو شبه المسحورين ولا كأني موجود


أجابه احمد بسخرية وهو يلقي عليه نظرة ذات مغزي، زفر معتصم بغضب وتحرك ناحيتها، هي السبب بوجود احمد هنا وتسبيبه الازعاج له :

_ قومي روحي مع المدرس الحيلة بتاعك 


_ اتكلم معايا عدل ومتأمرنيش 

دفعت الكرسي للخلف وهي تتحرك خارج الغرفة ولحق بها احمد سريعًا، نظر معتصم للباب لثوان قبل أن يسُب وهو يهمس بتوعد:

_ اما ربيتك وكرشت النملة الي زرعتيهولي هنا دا مبقاش معتصم 


❈-❈-❈

ولجت للغرفة التي يدربها بها أحمد، كانت تجلس علي المقعد بضيق؛ لما جلست تشاركه ذات الغرفة وكان بإمكانها القدوم لهنا؟ 

زفرت أنفاسها تبعد تفكيرها عنه تمامًا وهي ترى اقتراب أحمد حاملًا كوبين من القهوة، ناولها خاصتها وجلس أمامها 


كان يناظرها بتوتر جعلها تعقد حاجبيها بأستغراب، نظرت له تحاول تجاهل ذلك التوتر؛ لكن طال صمته دون حتى ان يبداء شرحة لتتنهد وهي تفصح أخيرًا بأستغراب :

_ احمد انتَ كويس! لو مش تمام نأجل الدرس بعدين 


_ جميلة تتجوزيني؟؟!


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة