رواية جديدة رحلة لدخول الإسلام (مسيرة ياباني) لندا عمرو وشهد أحمد- الفصل 3
رواية من روايات وقصص الكاتبة ندا عمرو وشهد أحمد
رواية رحلة لدخول الإسلام
(مسيرة ياباني)
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
من قصص و روايات
الكاتبة ندا عمرو وشهد أحمد
الفصل الثالث
أنت كل تلك الاحداث التي وضع بها "لويد" دون ارادة منه تروق له، فهو كان يعيش الوحده بكل اشكالها و انواعها و الآن أصبح يعيش في حيات تلك الفتاة دون حتى أن تراه.
كان يشعر بتعجب من كون الجميع لا يرونه أو يسمعونه، شك أنه لربما قد مات و هذه الحياة الآخرة نسبة إلى معتقداتهم.....تعامل مع الأمر على هذا النحو أنه ميت و يعيش حياة بمقياس أخر.
خرجت "فاطمة" من المرحاض و هي تضع منشفة على شعرها و أخرى حول جسدها و تدندن قائلا:-المياه تروي العطشان و طفي نار الجر....
قطع غنائها السيء بتلك الاغنية الشعبية القذرة صوت "لويد" و هو يقول بلهجة مصرية ضعيفة:- أنا غيرت راي بكي شعرك أصبح جميل.
فتحت "فاطمة" فمها في صدمه و هي تنظر حولها يمينا و يساراً بحثاً عن مصدر الصوت، و لكنها لم ترى شيء.
ضحك "لويد" و هو يرى على ملامحها تلك النظرات الفزعة، اقترب منها من جديد:- و تصميم المرحاض لطيف.
صرخت بقوة و هي تدلف إلى غرفتها، بينما هو كان يضحك.
ركضت "سماح" والدتها إليها و هي تقول في فزع:-في ايه يا بت يا فاطمة...... افتحي يا بت الباب......
:-يا ماما في جن كان معيا في الحمام.
شهقت الأم بطريقة مصطنعة قائلا:-بجد أنا اعرف ان الجن مكانهم في اوض النوم، افتحي يا بت الموكوسة، بقى انا اوقع حلة الشوربة عشان اشوف و اجي ليكي اسمع معلومة فظيعة زي دي.
وقفت "فاطمة" خلف الباب و هي تقول:-يا ماما بالله عليكي خلاص، ده هو قالي كدا قالي اني الحمام تصميموا حلو، معنى كدا انه كان معيا في الحمام و انا بستحمى.
خرجت "سماح" زفير و قالت في هدوء:-طيب يا بطوط ينفع تلبسي و تطلعي ليا.
:-حاضر يا ماما.
بعد وقت كانت ارتدت "فاطمة" ثياب للخروج و تجلس أمام والدتها، تسالت الأم قائلا:-أنتِ نزله؟ .
:- ايوه هنزل اعمل لقاء مع الكاتب /أحمد خالد توفيق عشان انزله على المدونة بتاعي.
ابتسمت "سماح":- ربنا يوفقك..... بصي يا فاطمة أنتِ من ساعة ما صحيتي من النوم و أنتِ بتقولي أنك سامعة صوت، أنتِ مسلمة بتصلي و بتقولي اذكارك يعني مفيش جن أو أنس ممكن يمسك بسوء إلا أنشاء ربنا..... مفكرتيش أن الاصوات دي من عقلك أنتِ، أنتِ كاتبة عندك مليون شخصية و تفكير في دماغك يعني وارد جداً يحصل خلل بسيط في عقلك بسبب الجهد الكبير اللي بتبذليه عادي مش مشكلة كبيرة.
هزت" فاطمة"رأسها قائلا بقتناع:- فعلا أنا سمعت أن الاجهاد النفسي و الجسدي بيبقى ليه تاثير سلبي على تصرفات الانسان و أنا بقالي فترة بحاول احدد معاد مع الكاتب اللي بحبه.
ابتسمت لها الأم في فخر قائلا:-ربنا يوفقك يا حبيبتي قولي ورايا بقى بسم الله و الحمد لله عوذه بكلمات الله التامت من شر ما خلق.
:-عوذه بكلمات الله التامت من شر ما خلق.
أمسكت الام يد ابنتها و قالت بابتسامة:- منين ما تحسي أنك موسوسة تقولي كدا او تقولي "أعوذه بالله من كل شيطانة رجيم و من شر العين"، و خدي كلام ربنا ديما حرز ليكي.
في الجهة المقابلة منهم و بينهم بالوصف الدقيق يقف" لويد"يستمع إلى حديثهم في استغراب، تلك الكلمات لم تمر على سمعه و لو مرة، و رغم ذلك دق قلبه بشكل قوي، و شعر أن قوة ضخ الدم قد زادت بداخل صدره.
قالت "فاطمة" و هي تتجه نحو باب الشقة:-يلا أنا نزله بقى.
قالت الأم:- في رعاية الله.
ما أن وصلت"فاطمة"إلى أسفل البناية رأت أمامها " منال" كادت أن تتخطى وجودها الذي يدل على أنها سوف تصعد لها؛ أمسكت "منال" يد "فاطمة" قائلا:- متقيش قماصة كدا كنت بهزر و الله، معرفش الموضوع معاكي جد كدا.
لم تجيب عليها "فاطمة" و نظرت إلى الارض في صمت، ضمتها إليها و هي تقول:- و حيات اللي بنا ما أنتِ زعلانه.
بعدتها "فاطمة" سريعا عن حضنها و هي تقول:- و أحنا أيه اللي بنا يا بت.... بلاش خليني سكته أحسن.
ضحكت "منال"و هي تقول:- بتفكري بطريقة وحشه اوي مش قصدي نيتك الهباب دي، متزعليش بقى.
ابتسمت" فاطمة"و هي تقول:- مش زعلانه امال مين اللي هيصور اللقاء بالكاميرة بتاعته.
ضحكت "منال" قائلا:- بتاعت مصلحتك.
بعد وقت بسيط كانت "فاطمة" و "منال" و بتأكيد "لويد" في أحد المناطق المطلة على البحر في الاسكندرية و قفت "فاطمة" أمام "منال" قائلا:- منال شكلي مظبوط.
هزت "منال" رأسها و هي تتقدم نحو المقهى، أوقفتها "فاطمة" من جديد و هي تقول:- منال أنا خايفه أوي.
نظرت لها "منال" بابتسامة و ضمتها قائلا:- خايفه من ايه يا بت ها؟، أنتِ حلوه و طريقة كلام كويسه أوي، ده أول لقاء ليكي و أنا وثقة أنك أد القاء ده.
دلف الاثنان إلى الداخل و جلست "فاطمة" أمام د/أحمد خالد توفيق بعد أن طلبت من الجلوس و بعد الترحاب و هذه المقدمة التي لا تنفعكم في شيء قالت:- أنا كنت عايزه أقول حاجه أبل ما أفتح الكاميرة، أولاً أنا من أشد المعجبين بكتابات حضرتك الشخصيات إلى موجوده في كل قصة ليك مختلفه و ليها طبعها الخاص، و ده اللي خلاني يبقى عندي وسع ادراك للامور بسبب الخيال و الواقعية اللي في قصص حضرتك.
ابتسم لها د. أحمد قائلاً:- أنتِ كاتبة؟.
هزت رأسها مع ابتسامة قائلا:- أنا كاتبة صغيرة على قدي خالص، و بدرس اعلام و دي أول خطوة ليا مع حضرتك بتدمج بين حاجه بحبها و حاجه بدرسها.
تمنى لها "د. أحمد" التوفيق، و أشعلت "منال" الكاميرا و قالت "فاطمة" بابتسامة و هي تنظر إلى عين ألة التصوير:- مرحباً بكم في برنامج _قراء مع الكاتب _ أنا "فاطمة إسماعيل" مقدمة البرنامج و دي أول حلقة ليا معاكم، و اللي شرفني جداً بموفقته على ظهوره في البرنامج الصغير بتاعي الدكتور أحمد خالد توفيق.
نظرت له و هي تقول:-أزي حضرتك يا دكتور.
ابتسم لها قائلاً:- الحمدالله.
نظرت له و اكملت قائلا:- بدأت تكتب للشباب من امتى؟.
قال:- بكتب لهم من سنة 1993بظبط.
ابتسمت قائلا:- طب أيه هو نوع الروايات اللي بتحاول تقدمها دائماً للشباب؟.
:- بصي القصص اللي بقدمها بتجمع ما بين محاولة لتقديم المغامرة و المغامرة أصلاً للشباب اساسا و لكن بحاول أني أنا أحط فيها صيغة آدبيه أكتر.
قالت "فاطمة" مع ابتسامة:- ليه بتكره القاهرة؟.
ضحك قائلاً:- أنا بس برتاب بسبب الزحام و كدا أنا مش عارف هما عايشين فيها ازاي؛ 90٪ من حياتهم بيحاولوا يوصلوا لبيتهم أنا مش متخيل أني أقدر أعيش تالت شهور في القاهرة.
قالت "فاطمة" في فضول:- رغم أنك كاتب مشهور و ليك معجبين طبعا و لكن قليل اوي لما بتظهر في برنامج أو في لقاء صحفي ، و ده يخليني اطرح عليك سؤال بديهي و هو أنت بتكره النجمية بتكره الاضواء؟.
قال في هدوء و قناعة:- أنا بطبيعتي مبحبش الاضواء أنا بكتب شخصية رفعت إسماعيل دي اضيت فترة طويلة اوي مظهرش يعني لدرجو أن اللي هو اللي كان بيرد على القراء، طول عمري بنبهر باللي بيقف في الضل، يعني انبهر بالمخرج عن الممثل، انبهر بالملحن عن المغني دي طبيعة فيا.
قالت "فاطمة" و هي تطتلع إلى أستماع إجابة ترضي قلبها،:- أيه هي محطات الفشل في حياتك؟.
اجاب بابتسامة و هو يقول:- ربنا ما يجيب فشل، أنا وجهت فشل في الطب، كان في صدمات و كدا، كان بيجيلي مخارج ظريفة من كل صدمه. في البداية كانوت شايفين أني النوع من الروايات مش ممكن تستمر.
تسألت "فاطمة" قائلا:- عشان ننجح محتاجين شخص يؤمن بينا؟
قال:-طبعاً... لازم الزقة الأولى.
ابتسمت له "فاطمة" قائلا:- شكراً جداً أنك سمحت ليا أخد من وقت حضرتك و أتمنى مكنش ضيقت حضرتك في أي سؤال.
هز رأسه قائلاً:- بالعكس.
نظرت "فاطمة" إلى ألة التصوير قائلا:- و أنتهت حلقتنا الاولى من برنامج _قراء مع الكاتب _ و القائكم في حلقة قادمة.
ثم نظرت له من جديد و قالت:- كنت بتخاف من الاشباح قولت كدا في لقاء و ده السبب الي خلاك تكتب عن الاشباح صح.
ابتسم لها قائلاً:- شكلك فضولية اوي، بصي يا "فاطمة" اللي بتخافي منه لازم تهجميه بانك تكتبي عنه، كل حاجه أنتِ خايفه منها لما بتكتبي عنها خوفك بيقل و ده اللي انا عملته لما لقيت نفسي بخاف و أنا صغير من الاشباح.
سألت قائلا:- بتؤمن بالجن؟.
قال:- طبعاً الجن مذكور في القرآن.
بدات "فاطمة" و "منال" في توديع د. أحمد خالد توفيق و ذهبت كل واحده إلى منزلها.
بينما "لويد" كان يحاول التركيز و فهم كل حديثهم، لم يكن الأمر صعب و هذا بسبب تعلمه اللغة العربية من قبل، و أنه به عرق عربي؛ لكن "لويد" كان يوجد سؤال وحيد في عقله ما هو ذلك _القرآن _، لم تذكر أمامه تلك الكلمة من قبل و رغم بحثة في كثير عن الاشياء لم يراها و لم يستمع عنها قد.
كان "لويد" مشوش بعض الشيء هذا ما جعله لا يفعل مشاغبة مع "فاطمة" و بينما هو كذلك كانت "فاطمة" تستعد للنوم بعد أن تناولت الطعام و ينام بجانبها "لويد" لا يشعر بشيء سوء أنا عيناه تغلق وحدها.
❈-❈-❈
هو مين رفعت ده؟
_ده خالي اللي سافر العراق من زمان و مرجعش
_سافر سنة كام
_2003
_وشه كان وش سعد
ضربها بخفة على عنقها من الخلف قائلًا
_أتلمي يا حيوانة
تحسست "ملك" عنقها قائلة
_ولا انت مستخف أيدك؟
و قبل ان يجيبها لاحظ صوت والدته المختنق تقول
_كان ماله هو و مال الكلام ده
مريم بسخرية لاذعة: و هو الشعب العراقي كان ماله بردة يا خالتو
_بت أحنا مش عايزين كلام في السياسة هنا احنا لينا في اخونا اللي منعرفش حصله ايه
هكذا اجابت "صفية" بصوت حاد و وجهة عابس يدل على استياءها لتقول "مريم"
_افضلوا خافوا من السياسة و بصوا ليها من بعيد لبعيد عشان تعيشوا او تمثلوا انكم عايشن ما اصل الشعب اللي ميقدرش يقول رأيه و يفضل يدور على أكله و شربه بأسم انه حر و عايش في امان يبقى بيخدع نفسه، الأمان مش بيتوجد إلا لما تكلم بحرية و لما متبقاش حر و خايف كله هينهب على مزاجه لحد ما متلاقيش تأكل ولا تشرب و تتحول حياتك لخناقة على أكل يسد جوعك
انهت "مريم" كلماتها ليتبعها صوت تصفيق من "ملك" مُصاحبًا معه صوت صفير "زين" مما جعل "مريم" تنهض و تنحني و كأنها على خشبة مسرح و لكن ذلك لم يستمر طويلًا حيث كان الخف الخاص بوالدتها يُلقى عليها بينما تقول "صفية"
_المحاضرة دي أديها لحد غيري يا بت فاهمة، و بعدين يأختي شوفي كام حد حاول يغير و كام حد أتكلم و كام نظام اتغير أستفادنا أيه؟ من حال سيئ لأسوء و كل اللي اتكلم اما مات او تم أعتقاله من ايام احمد عرابي و احنا نفس الحال، قولي كدا ايه اتغير غير ان الشعب عمال يتحسر على الظالم اللي كان حاكمه لأن اللي حاكمه دلوقتي أظلم و الطحن في الغلابة عمال يزيد
عدل "سيد" نظارته بينما يقول
_يعيال احنا مش بنحطم أحلامكم ولا قاصدين ندايقكم بس الشعب مش محتاج شعارات او اقلها الغلابة مش محتاجين شعارات الشعب ده عايز حياة كريمة حتى مش مرفهة لا كريمة عايز ينام و هو مطمن انه الصبح هيعرف يأكل ولاده و بعدين يفكر في السياسة و الحرية و كل ده
صمت الثلاثة شباب لعدم وجود رد مناسب فمهما كان كلام أهلهم سلبي و صعب فهو حقيقي، مما جعل "ملك" تقول
_اي نعم يا بابا هو مش محتاج شعارات بس…
قطع كلامها صوت رنين جرس الباب ليقول "زين"
_انا هقوم اشوف مين
ثم نهض متجهة لفتح الباب ليجد شاب ذو هيئة وقورة يقول
_السلام عليكم منزل الٱنسة ملك؟
رفع "زين" حاجبة و فصح الشاب بنظرة غريبة فتلك الطريقة المهذبة افتقدها منذ زمن و قال و هو يستند على الباب
_لا بس هي موجودة هنا، اي خدمة؟
_طب ممكن تناديها
نظر "زين" في ساعته بطريقة وقحة بعض الشيئ ثم قال
_ايوة يعني اي خدمة؟ اصل ده وقت فطار و محدش يطب على حد كدا
نظر الشاب لساعة الهاتف بحرج شديد ثم قال
_متأسف جدًا بس هي مدياني ميعاد
حينها جاءت "ملك" تقول
_مين يبني؟
ثم نظرت للباب لتقول
_إسلام ازيك عامل ايه؟
_الحمد لله، اسف لو جيت في وقت مش مناسب
_لا يا رجل بتقول كدا ليه، ده العزومة دي جات على غفلة و نسيت اقولك و اللهِ
_لا ولا يهمك، المهم اتفضلي الأوراق
تناولت الأوراق منه و هي تقول
_طب استنى تشرب حاجة
نظر "لزين" نظرة جانبية ثم قال
_معلش مرة ثانية، و اسف كمان مرة
زين بإستفزاز: لا يا معلم على ايه ده حتى الساعة 7 و ربع
نظرت له "ملك" بغضب ثم قالت و هي تتظاهر بالضحك
_هو كدا زين على طول دبش بس دمه خفيف، شكرًا لتعبك بجد يا إسلام
إسلام: لا واضح، محتاجة شيئ ثاني
ملك: طب و اللهِ ما ينفع تيجي و تفضل على الباب كدا حتى ارتاح من الطريق
اسلام بضحك: طريق ايه يا بنتي ده انا الفرق بيني و بينك شارعين، يلا بقى عشان متأخر
ابتسمت له و هي تقول
_جزاك الله خيرًا
ثم أغلقت الباب و هي تقول "لزين" بغضب
_انت مستفز يلا
_مين ده أصلًا
_ده زميلي بيعمل دراسات عليا في الكلية و معروف انه بيساعد اي حد فطلبت منه بحث بسيط عشان مكنتش فاضية
_و عمو سيد عارف؟
_يعني هيجي لحد بيتي و ابويا مش عارف ده ايه البجاحة دي
ثم تركته و دلفت للصالة لتسألها والدتها عن الطارق لتجيب انه زميلها الذي احضر لها بعض الأوراق لتقل "مريم"
_طب بعد أذنكم يا جماعة عشان انا و ملك عندنا كام حاجة كدا
لينهض الفتاتين نحو الأستوديو و يتبعهم "زين" بعد ان احضر العصير و بعض التسالي
في الأستوديو
زين: بتعملوا ايه؟
ملك: رفعنا الحلقة بتاعت الكاتب الياباني و بنجهز لحلقة بكرة
زين: طب مش استني اترجمهالك؟
مريم: مش مهم المهم اترجمت ياباني
ملك: ساعات بحس اني مش طيقاكِ ليل نهار شغل و مذاكرة يا ستي ارتاحي شوية طيب
ضحكت مريم ضحكة عالية بعض الشيئ و هي مستمرة في عملها دون ان تلاحظ ذلك الذي سُحر بضحكتها و سحب مع صوتها على عكس "ملك" التي كان من السهل عليها الملاحظة فتلك ليست المرة الاولى
الجميع يعلم ان "زين" يهيم عشقًا "بمريم" التي رفضت حبه بلباقة، جلس "زين" على المقعد بينما يسحب من "ملك" الأوراق قائلًا
_الورق ده عن ايه؟
مريم: ده ورق إسلام؟
ملك: اه، عن اختفاء النكتة بجد شغله جميل جدًا اللهم بارك
زين بعدم إستيعاب: اختفاء النكتة؟
ملك: ايوة مريم قررت تتكلم عن اختفاء النكتة في المجتمع و الخطورة من اختفاءها
زين: هو مش المفروض النكت للضحك و بس؟
مريم: مكانش الرئيس جمال عبد الناصر خلى مصطفى أمين يجمع كل النكت حتى اللي بتتقال عليه هو شخصيًا
زين: و هو هيستفاد أيه من كدا؟
ملك: حاجة بيقيس بيها نبض الشارع
زين: صحيح ده انا سمعت ان عادل حمودة قال ان جمال عبد الناصر عمل جهاز الإستعلامات سنة 53 و كانت كل مهمته انه يرفع كل النكت اللي بتتقال عليه و على الضباط الأحرار، بس بردة مش فاهم ايه اهميتها
مريم: الشعب المصري مش بيجي عليه فترة و مش بيقدر يتكلم او حتى يعارض فبيلجأ للنكتة عشان ينفس عن غضبه
"ملك" و هي تتابع حديث "مريم"
_و ده راجع لأن النكتة مش معروف صاحبها ولا مين اللي قالها
زين بتذكر: صحيح كنت سمعت خطاب لجمال عبد الناصر قال مش كل حاجة تسمعوها تنكتوا عليها
ملك: و ده عكس الرئيس محمد أنور السادات اللي كان بيحب النكت و كان بيخلي أنيس منصور و فايز حلاوة يقولوا له اخر نكتة و حمادة سلطان كان بيقول ان الرياسة أستدعته اكثر من مرة عشان يقول نكت للريس
زين: طب طالما النكت خطيرة و عبد الناصر كان بيكرهها ايه يخلي السادات يحبها؟
حينها ضحكت "ملك" من دون سبب لينظر لها الأثنين بأستغراب لتقول هي بينما تمسك ورق "إسلام"
_اصل إسلام كاتب كام نكتة كا أمثلة و كدا و في منهم واحدة بتكلم عن الرئيس محمد انور السادات لما كان بيقول كل سنة دي سنة الحسم
و جاه في اواخر 72 و قال احنا مش هنقدر نحارب بسبب الوضع الضبابي الراجع للحرب الباكستانية الهندية كا تمويه و كدا بس احنا بردة ملناش دعوة بالكلام ده
قام طلع نكتة بتقول ان كان في عربجي واقف في نص الطريق و عطل الدنيا
فالظابط قاله"واقف ليه؟ " قام رد و قايل"بسبب الضباب" راح الظابط قال "و هو فين الضباب ده؟" راح العربجي قال "معرفش أسأل الحمار"
ضحكت "مريم" ضحكة خفيفة على النكتة على عكس "زين" الذي قال
_انا كنت بقول ايه؟
مريم: صح انا كنت لسه هجاوبك، النكت على قد ما هي مستفزة و ممكن تدايق بعض الشخصيات و لكنها بتقدر تنفس عن الشعب و اي نعم وجودها يدل على وجود حاجة غلط و لكن إختفاءها مؤشر على كارثة و ده اللي قاله د. "عمار علي حسن" في مقاله سنة 2009 و قال كمان "ان اختفاء النكتة معناه ان الناس ركبها الهم و على وشك الإنفجار و بيحضروا مفاجئة للنظام" و ده اللي حصل فعلًا في 2011، فهمت؟
زين: اهه فهمت، انا كنت سمعت من فترة موقف للشيخ "عبد الحميد كشك" مش نكتة يعني بس ضحكتني بيقولك ان "الشيخ عبد الحميد كشك" كان بيقول
"الصف الثاني و الثالث و الرابع و الخامس يستقيموا"
راحت الناس قالت طب و الأول يا مولانا
قالهم لا دول مخبرين كدا كدا مش نافع لهم صلاة
ضحك الفتاتين ليأتي صوت "صفية" مقاطعًا و هي تقول
_يا عيال كفاية شغل و تعالوا نقعد مع بعض شوية
ليبتسم ثلاثتهم و يتركن ما في أيديهم و يذهبن للجلوس مع اسرتهم
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبةندا عمرو وشهد أحمد من رواية حارس للمقبرة لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية