رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 8
قراءة رواية لأنني أحببت
الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثامن
جنون
ما أن انتهى من فحصها دلف للخارج فأبصر كل من والدها ووالدتها ترتسم فوق وجهيهما ملامح الحزن والخوف فسأله والدها باهتمام جارف: ها يا دكتور مالها صَبا إيه اللي حصل لها وليه كانت درجة حرارتها عالية كده؟
قاطعه الطبيب بعملية ممزوجة بجدية: ما تقلقوش يا جماعة دي مجرد نزلة برد بس هي جمدة شوية والسخونية علت كده لأنها ما اتلحقتش في الأول الظاهر أنها كانت عليه من بالليل بس عموما ما تقلقوش فكرة ان حضرتك عملت لها كمادات بدري كده هدت الدنيا شوية وأنا حكتب لها على شوية أدوية يا ريت تاخدها بانتظام وكمان يا ريت تتغذى كويس لأنها ضعيفة جدا وكمان وشهه أصفر.
هتفت والدتها بلهفة: يعني البنت كويسة يا دكتور؟
أجابها بابتسامة صغيرة: والله العظيم كويسة مجرد نزلة برد مش أكتر.
وجه حديثه لوالدها وهو يناوله ورقة هاتفا: العلاج أهو يا حاج يا ريت تجيبوه لها بسرعة وتديه لها بس ما تنسوش انها تاكل كويس استأذن أنا.
رافقه والدها للخارج ثم منحه بعض النقود وهو يشكره بشدة.
بينما في الداخل ولجت الحاجة سعاد كي تطمئن على ابنتها وبداخلها شعور كبير بالحزن والخوف معا ففتاتها عانت الكثير والكثير والأدهى من ذلك أنها ما زالت تعاني وربما ستعاني للأبد.
❈-❈-❈
شعور بالصدمة اجتاحه عندما تحدث عمار بتلك الكلمات الغريبة بالنسبة للذي يقبع أمامه فكيف لزوج أن يزوج زوجته هذا دربا من الجنون بل ربما كان هو الجنون بذاته لكنه سرعان ما تذكر بأن عمار فاقدا للذاكرة فغمغم بتلعثم: يا باشمهندس عمار أصل الموضوع يعني...
قاطعه بحزم: إيه رجعت في كلامك يا كامل ما بقتش عايز تتجوز صَبا أنت مش بتقول أنك بتحبها؟
أجابه باندفاع: طبعا بحبها بس للأسف...
قاطعه عمار بإصرار عجيب: للأسف إيه. إيه اللي منعك انت بسم الله ما شاء الله مش محتاج تكون نفسك يعني خصوصا ان والدك الله يرحمه سايب لك كتير أنت وأخواتك يعني تقدر تجهز نفسك وبسرعة كمان.
وعلى الرغم من أن حديث عمار راق لكامل كثيرا إلا أنه لا يفهم شيئا مما يحدث فلا بد أن هناك حلقة مفقودة وعليه أن يعرفها لكن ماذا سيفعل في تلك المعضلة فإن تحدث بشيء خاطئ ربما يؤذي عمار.
فصمت قليلا يستجمع أفكاره ثم هتف بهدوء: عموما يا عمار أنا صَبا بنت خالك بتعنيلي كتير قوي وأتمنى أني اتجوزها النهاردة قبل بكرة بس لازم اسمع موافقتها بودني الأول ولا إيه رأيك؟
أجابه عمار بثقة مبالغ فيها: ما تقلقش هتسمع موافقتها بودنك بس دلوقتي أنا عايز منك ميعاد تيجي فيه أنت والحاجة والدتك تقابله عمتي سعاد وجوزها.
قاطعه بدهشة: طيب ليه الاستعجال يا باشمهندس؟
أجابه بغضب مستتر: خير البر عاجله يا كامل.
أومأ له بالموافقة: طيب أسيبك أنا بقى عشان عندي شوية مشاغل كده وأوعدك أني في أقرب وقت هجيب الحاجة وهانيجي لجوز عمتك.
بادله عمار السلام ثم غمغمة وهو يربط فوق يده بيده الأخرى: واحنا مش هنلاقي حد أحسن منك لبنتنا يا كامل.
منحه كامل ابتسامة مهزوزة ولم يعقب فهو عزم على التحدث مع الحاج سعد كي يجد له حلا في تلك المصيبة التي ستحل على تلك العائلة بأكملها.
❈-❈-❈
استيقظ وهو يشعر بألم شديد في رأسه
جلس بصعوبة فوق الفراش وراحا يتمطى بذراعيه يمينا ويسارا وهو يشعر بأن جسـ ده بالكامل يؤلمه فغمغم بصوت أجش من أثر النعاس: هي الساعة كم دلوقتي غريبة ليه الزفت ده ماجاش صحاني زي عادته المنيلة بنيله.
وقبل أن ينهي جملته شعر بالباب يفتح ويليه ولوج ذلك الرجل الذي ينغص عليه حياته هاتفا بفظاظة: واه واه واه لساتك نايم كام مرة هجول لك تصحى بدري وتروح تشوف شغلك أباي عليك ده أنت شخص كسول يا أخي.
هز رأسه بمعنى لا فائدة ثم هب واقفا متناسيا ألمه مغمغما بغضب: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم طيب أنا صحيت أهو دلوقتي بقى أتفضل عشان آخد دش خليني أفوق جسـ مي كله بيوجعني.
رفع كلا حاجبيه بدهشة مغمغما بسخرية: وجسـ مك عيوجعك من ايه أكيد من الزفت اللي بتشربه يوماتي عموما تستاهل خمس دجايج وألاجيك ورايا وإلا هتتحرم من الفطور فهمت.
رمقه بغضب حارق حتى اختفى من أمامه ثم غمغم بعدم تصديق: يا نهار أسود! ده أنا عمري ما حد كلمني بالطريقة دي لا والأدهى من كده ان هما بيتحكموا فية في بيتي وكأنهم احتلوه لا أنا لازم أشوف لي حل في المصيبة دي وبسرعة بس أشوف حل ازاي وهما ناطين لي في كل حاجة بعملها حتى النفس اللي بتنفسه.
حاول نفض تلك الأفكار من رأسه واتجه إلى المرحاض عازما على أخذ حماما دافئ وبعدها لكل حادث حديث.
❈-❈-❈
عند منتصف النهار ارتدت ثيابها على عجالة كي تذهب إلى الطبيب الذي تتعلق عليه جميع خططها القادمة فلو رفض ستبوء كل خططها بالفشل لذا عليها إقناعه مهما كان الثمن فقد أخبرت عمار بأنها تود الذهاب من أجل شراء بعض الأغراض والذي بدوره لم يمنعها أبدا فهو يريد الجلوس بمفرده فما يحدث مع صَبا يجعله يشعر بالجنون لا يعرف لماذا ربما غيرته على عائلته أو ربما شيئا آخر هو يجهل ماهيتة لا يعرف لكن ما يحدث يجعله غاضبا وفي مزاج سيئ طوال الوقت.
وبعد وقت ليس قصير ذهبت إلى المشفى واتجهت مباشرة إلى مكتب ذلك الطبيب بعد أن أخبرتها عاملة الاستقبال بأنه هناك
وها هي ذي تجلس أمامه رمقها بنظرات متفحصة ثم منحها ابتسامة مغتـ صبة هاتفا بجدية: نورتيني يا مدام زينة كويس ان حضرتك جيتي لي النهاردة أنا كنت هكلمك.
ابتهج قلبها من سماع ذلك الحديث فيبدو من ابتسامته بأنه لديه شيء سيسعدها فسألته بلهفة: بجد يا دكتور طيب إيه الموضوع اللي حضرتك عايزني فيه؟
أجابها وهو يزيل نظارته ويضعها فوق المكتب ثم اخرج علبة دواء من درج مكتبه: هتعرفي دلوقتي حالا.
ثواني ومنحها علبة الدواء هاتفا بابتسامة: أنا سألت الدكتور الألماني ووافق أن عمار ما يرجعلهوش الذاكرة لكن لازم تدي له الدوا ده في ميعاده وخليكي فكرة ان أي غلطة هيحصل فيها مضاعفات كتير وأنا هكتب لك على مواعيده دلوقتي ولازم تحفظيها زي اسمك بالظبط.
التقطت منه علبة الدواء وقلبها يتراقص فرحا بداخل قفصها الصدري فالآن فقط ارتاحت. ارتاحت للأبد.
لكن هل يا ترى ستكون هي النهاية يا زينة أم أن للقدر رأي آخر؟
هذا ما سنعرفه خلال الأحداث
❈-❈-❈
كده برضو يا صَبا تخضينا عليكي.
تلك الكلمات هتفت بها السيدة صباح التي أتت هي وزوجها الحاج سعد من أجل الاطمئنان على صَبا بعدما أخبرتهما والدتها بما حدث.
ردت بإعياء شديد: والله ما كان قصدي يا طنطا أنا بس خدت حمام سخن وبعدين قعدت في البلكونة شوية بس كان الجو برد الظاهر ان الهوا مع المية السخنة هما اللي عملوا لي السخونية الجامدة دي.
ما أن أنهت حديثها حتى سعلت بقوة
فغمغم الحاج سعد في حزن: ألف سلامة عليك يا بنتي ربنا يشفيكي ويعافيكي يا رب.
ثم وجه حديثه للبقية: دلوقتي بقى يا ريت تسيبوني مع بنتي الحلوة شوية عيزها في موضوع.
غمغمة الحاجة سعاد بمزاح: عايز بنتي في إيه يا حاج سعد أنا مش منقولة من هنا غير لما اعرف.
جذبها زوجها برفق هاتفا بهدوء: ما تخلي عندك دم الراجل عايز مرات ابنه يكلمها في موضوع بلاش تكوني حشرية. .
وبالفعل دلفوا جميعا للخارج تاركين الحاج سعد وصبا فسألته باهتمام بصوت يكاد يخرج: خالي فيه حاجة حصلت عند الدكتور؟
أومأ لها بهدوء لكن سرعان ما تحول الهدوء إلى غضب عندما تذكر قول الطب عما اقترفته زينة في حقها فهتف دون مقدمات: الحرباية زينة راحت للدكتور وقالت له كلام مش حقيقي عن الحادثة وعنك وكانت عيزاه يشوف لها حل عشان عمار ما يرجعلهوش الذاكرة.
ضربت صَبا فوق صدرها بقوة هاتفة بعدم تصديق: معقول اللي بتقوله ده يا خالي هي للدرجة دي زينة عايزة تئزي عمار!
طيب والدكتور قال إيه؟
الدكتور في الأول صدقها بس لما أنا رحت واتكلمت معاه من شوية عن حالة عمار حكى لي كل حاجة والحمد لله أنه حكى لي وإلا كانت هتقع الفاس في الراس وكان احتمال يساعدها على ان عمار ما ترجعلهوش الذاكرة بس أنا اتفقت معاه على حاجة كده وحبيت أنك تكوني شريكة معايا في اللي هيحصل أنا عملت كده بس عشان أعلمها درس عمرها ما حتنساه أبدا وبما إن أنا وأنتي شركة في كل حاجة من الأول فلازم تكوني معايا في الخطوة دي كمان لازم زينة تعرف إن الله حق.
منحته صَبا كامل تركيزها وسألته باهتمام قول يا خالي أنا سمعاك.
❈-❈-❈
شعر بخيبة الأمل والإحباط عندما لم يراها اليوم فقد انتظرها في الصباح لكنها لم تأتي والآن هذا هو موعد مجيئها من الجامعة وايضا لم تأتي
راحا ينظر إلى ساعته التي تزين معصمه الأيسر فلربما الوقت لن يحن لكن ما أن رفع بصره مرة أخرى حتى أبصرها تقف أمامه وابتسامة جميلة تزين وجهها البريء.
بادلها الابتسام ثم مد يده ليصافحها لأول مرة لكنها هزت رأسها نفيا مغمغمة باعتذار: آسفة يا دكتور ما بسلمش ولو عايز تعتبرها من ضمن الوقاحة اعتبرها آه أصل الحرام يعني ما فيهوش لا مؤاخذة...
قاطعها وهو يرفع كفه في وجهها باستسلام: بس بس خلاص إيه البوتاجاز اللي اتفتح في وشي ده خلاص يا ستي عرفنا أنك ما بتسلميش ودي لا بجاحة ولا حاجة بالعكس دي حاجة حلوة.
اتسعت ابتسامتها مغمغمة بفرحة لم تستطع إخفائها: بجد حاجة حلوة دي أول مرة تقول حاجة كويسة في حقي.
رمقها بدهشة هاتفا: لا يا شيخة والكلام الحلو اللي قلته في حقك امبارح في المكتب إيه ىحقتي تنسيه ما هو أنتم كده يا ستات تكلوا وتنكروا زي القطط بالظبط.
تنهدت بحالمية عندما تذكرت ما حدث بينهما في المكتب بالأمس لكنها سرعان ما استعادت رباط أجاشها هاتفة بمكر: واقف كده ليه يا دكتور أوعى تكون مستنيني ولا حاجة.
أطلق ضحكة مجلجلة فيبدو أن تلك الصغيرة ترد له الصاع صاعين فهي استخدمت نفس الكلمات التي خاطبها بها بالأمس لكنه قرر ملاعبتها فهتف بتأكيد: أيوة يا ستي مستنيكي ما تنسيش ان في كلام بينا ما خلصش ولا إيه؟
أومأت له بالموافقة.
فهتف بلهفة: يبقى إيه رأيك نروح نتغدى سوى في مكان؟
ترددت قليلا لكنها حسمت أمرها في آخر الأمر هاتفة بجدية: ما ينفعش اخرج معاك من غير ما أبلغ ماما استأذنها الأول خصوصا اننا هنتقابل في مكان عام مع أني بصراحة مش عارفة استأذنها وأقول لها إيه أو بالأحرى أقول لها هخرج معاك بصفتك إيه؟
أجابها باندفاع: قولي لها عريس وحابب يتعرف عليا فيها حاجة دي
على الرغم من السعادة التي اجتاحت قلبها في ذلك الوقت إلا أنها لم تستطع الصمود أمام نظراته المعجبة ففرت سريعا من أمامه وابتسامة كبيرة تزين محياها.
بينما هو فقد بقى مكانه يتابعها ولا يصدق ما تفوه به للتو حقا هو يريد الزواج بتلك الصغيرة لكن كيف ومتى كيف سيتزوج بفتاة في مثل عمرها ومتى أعجبته من الأساس وماذا عن صَبا هل نسيها بالفعل؟
تلك الأسئلة راحت تدور في خلد وليد الذي بات مشتتا لكن هل يا ترى سيبقى وليد بين أطلال الماضي أم أنه سيتخطى كل ما حدث ويبدأ صفحة جديدة مع تلك المشاكسة الصغيرة.
❈-❈-❈
بمفاتيحه الخاصة فتح الباب ثم ولج باحثا عنها بعينيه قطب حاجبيه عندما لم يجدها فصاح بصوت مرتفع: بيرو يا بربوري أنت فين؟
استمع إلى صوتها الغاضب يأتي من المطبخ: جاك نيله في دلعك المقرف اللي زيك في واحد يدلع مراته ويقول لها يا بربوري.
قهقها بمرح وهو يتجه إلى حيث تكون ثم دنا منها مطوقا خصـ رها بيديه هاتفا أمام وجهها: وحشتيني قوي يا بيرو وبعدين خليكي رومانسية شوية يعني أنا واحد جاي من شغلي قابليني بحضن ببوسة كده يعني زي ما الستات بتعمل مش تطلعي فيا زي البابور كده.
لفت يديها حول عنقه وراحت تداعـ ب انفها بأنفه مغمغمة بابتسامة: وحشني قوي يا فوفة.
قطبا حاجبيه بانزعاج مغمغما وهو يبتعد عنها: فوفة أنت بتدلعي خالتك يا عبير تصدقي بالله أنا غلطان اني ما استخدمتش معاكي أسلوب الراجل الشرقي من الأول خمس دقايق وألاقي الغدى قدامي فهمتي؟
ضحكت بمرح مغمغمة من بين ضحكاتها: عيوني يا فوفة خمس دقايق والغدى هيكون عندك.
❈-❈-❈
مساءا طلب من الصبي الذي يعمل معه أن يغلق المحل وما أن استدار ليذهب حتى تفاجأ به يقف أمامه ملقيا تحية المساء وعلى الرغم من الغضب الذي يكنه لوالده الراحل إلا أنه رأى أن الشاب ليس له ذنب فليس من العدل أن يؤخذ الشاب بما اقترفه والده الذي لا يجوز عليه إلا الرحمة الآن.
رد عليه تحية المساء هاتفا بترحاب: أهلا يا كامل يا ابني في حاجة؟
اومأ له عدة مرات بالموافقة مغمغما بجدية قلقت الحاج سعد كثيرا: في حاجة حصلت مهمة لازم تعرفها يا حاج سعد ومش هينفع الكلام وأحنا واقفين كده يا ريت تشرفني نشرب حاجة في القهوة مع بعض ونتكلم.
وافق الحاج سعد على طلبه وبالفعل اتجه معه إلى مكان القهوة وجلس سويا.
تنهد كامل بثقل ثم راح يقص على الحاجة سعد ما دارا بينه وبين عمار ابنه في الصباح غافلا عن وجه الحاج سعد الذي احتقن بلون الدماء مما يستمع إليه فما يقوله ذلك الشاب الآن يدل على أن هناك مصيبة ستحدث في تلك العائلة
فهتف الحاج سعد بجزع: طيب وقلت له إيه يا كامل يا ابني؟
اطرق كامل رأسه أرضا ثم رفعها بثقة: ما تقلقش يا حاج سعد أنا عارف اللي بيمر به عمار كويس كل اللي قلته أني حسألهم في البيت وبعدين أحدد معاد لمقابلة عمي كامل والد صَبا بس كان لازم أحطك في الصورة لأن أنا عارف ان صَبا وعمار لسه متجوزين.
صك الحاج سعد على أسنانه بغضب حارق فيبدو أن لتلك اللعينة زينة لها يد في كل ما يحدث معه فهتف بثقة: طيب سيب لي أنا الموضوع ده يا ابني وأنا حتصرف بس -من فضلك- مش عايز حد يعرف حاجة عن اللي دار بينك وبين عمار أو اللي دار بينك وبيني دلوقتي.
❈-❈-❈
كبتت ضحكاتها بصعوبة فيبدو أن زوجها ما زال غاضبا منها منذ ذلك الوقت فدنت منه وجلست فوق سا قيه مطوقة عنقه بكلتا يديها هاتفة بدليل: أنت هتفضل لاوي بوزك كده والله كنت بهزر مش أنت بتقول لي يا بربوري فأنا قلت لك يا فوفة يعني برادها لك يعني.
قرصها من فخـ ذها بقوة آلمتها كثيرا هاتفا وهو يشير بسبابته أمام وجهها: ما تدلعنيش الدلع الزفت ده تاني أقول لك ما تدلعينيش أصلا ماشي؟
ضمت رأسه إلى صـ درها وراحت تتلاعب بخصلاته القصيرة مغمغمة بابتسامة حانية: حاضر حاضر مش هادلعك بالدلع ده تاني بس أنت كمان ما تقوليش يا بربوري.
ابتسم بقوة مغمغما بمشاكسه: حاضر يا بربوري أوعدك أني مش هقول لك يا بربوري تاني يا بريوري.
كادت أن تعنفه لكن منعها صوت قرع الجرس فنهضت من فوق سا قيه كي تفتح الباب لكنه استوقفها بإشارة من يده: خليكي أنتي يا قلبي وأنا هشوف مين وبعدين عايزة تطلعي تفتحي الباب يلبسك ده أزاي يعني شيفاني سوسن؟
قهقهت بمرح: لا شيفاك فوفة.
رمقها بغضب وهو يتوعد لها ثم انطلق إلى الخارج كي يرى هوية الطارق الذي يزورهم في ذلك الوقت المتأخر.
ما انفتح الباب حتى طلت والدته من خلفه ملقية تحية المساء وعلى الرغم من شعوره بالدهشة من زيارة والدته في ذلك الوقت إلا أن صدمته جعلته يتناسى آداب الضياغة والذوق
فهتفت بحزن مصطنع: إيه يا رؤوف حتسيب أمك واقفة على الباب كده مش هتقول لي اتفضلي.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية