رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 23
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل الثالث والعشرون
اختلط الأمر على الجدة "كولان" تذكرت شيء قديم موجود داخل إحدى غرف عرش السلافادور، أخذت "والتر" و"ليزا" و"مارتي" حتى عرض عليهم شيء هام، ألا وهو عبارة عن صخرة دائرية منحوتة بنمط معين، منحوت عليها صور لخمسة فتية، تتقدمهم فتاة تشبه ليزا تمامًا، بينما الجهة الأخرى تحمل نحت لمجموعة جنود رجال وقائدتهم إمرأة تشبه "كاترين" تماماً، تعجبوا جميعًا مما رأوا، سألتها "ليزا" قالت:
❈-❈-❈
- ما هذا؟ إنهم يشبهوننا تمامًا.
أجابتها الجدة "كولان"، قالت:
- هذا ما كنت أقصد قوله منذ البداية.
تسائل "والتر" قائلاً:
- من قام بنحت هذه الصخرة، وبهذه البراعة؟
رد "مارتي":
- ليس من بيننا نحاتون... ولكن منذ متى وهذه الصخرة موجودة لدينا يا جدة؟!
أجابت الجدة "كولان" قالت:
- منذ أن نشأ الأقزام على الجزيرة، توارثناها من جيل لآخر، ولا نعرف لها مصدر.
اندهشت "ليزا" و"والتر" مما قالته الجدة "كولان"، تسائلت "ليزا":
- لكن يا جدة ما معنى هذه الرسوم الموجودة على هذه الصخرة، ولما تبدو البوصلة واضحة جدًا، ما دلالة هذا النحت؟
ردت الجدة "كولان"، قالت:
- كل ما أعرفه أن هذه هى الصخرة رقم ستة، وأن عددهم سبعة صخور، منحوت عليهم رموز وصور لأشخاص مثلكم.
سأل "والتر":
- أين نجد هذه الصخور؟ حتى نعرف إلى ما تقودنا، قد نجد حل ونتخلص من لعنة الجزيرة.
❈-❈-❈
صمتت الجدة "كولان" بعض الوقت، وقالت:
- هذه الصخور بالفعل بها الحل لإنهاء لعنة الجزيرة، وهي موجودة بأحد الأنفاق، يصعب العثور عليها.
تسائل "مارتي":
- هل تقصدين نفق الجنيات؟ مؤكد هو.
ردت الجدة كولان:
- لم أطلب من أحد الدخول إلى هذا النفق... هو من الأساس نفق غير آمن.
حديث الجدة كولان ومارتي أثار دهشة وفضول "ليزا" و"والتر"، مما دفعهم لمعرفة المذيد حول الأمر، تسائلت "ليزا" قالت:
- أين هذا النفق يا جدة، أرجوك أخبريني المذيد عنه.
حاولت الجدة "كولان" تغيير الموضوع، قالت:
- أعتقد من الأفضل أن تذهبوا مرة أخرى إلى ذلك المكان الذي تحفر فيه "كاترين" وفريقها.
قالت "ليزا":
- أرجوكِ أيها الجدة "كولان" أخبريني كل ما تعرفيه حول هذا النفق، لعلنا نستطيع القضاء على هذه اللعنة، أو نعرف متى وكيف تنتهي اللعنة.
ترددت الجدة "كولان" في البداية، ثم قالت:
- أخشى أن يصيبكم أذى، الجزيرة بها أنفاق متعددة، قد تكون هذه الأنفاق آمنة، إلا نفق واحد هو ذلك النفق، لم يدخله أحد من قبل ويستطيع العودة، كل من دخل هذا النفق لم يرجع حتى الآن.
تعجب "والتر" و"ليزا"، سألتها "ليزا"، قالت:
- أين هذا النفق أيتها الجدة "كولان"؟ لا تنسي أنا أملك الصولجان، وهذا سوف يساعدني كثيراً، يمكنني الدخول إلى هذا النفق والعودة مجددًا.
مازالت الجدة "كولان" تنصح "كاترين" بعدم البحث عن هذا المنحدر، ولكن بالنهاية، قالت الجدة:
- يكفي ما حدث لكِ يا "ليزا" أنتِ ورفاقك، والأفضل أن ترجعون إلى المدينة، هناك حياة أفضل بالنسبة لكم.
تابعت الجدة "كولان" حديثها قالت:
- الكهف عند الشاطئ الذي رست عليه سُفنكم.
تذكرهُ "والتر"، وقال:
- أتقصدين ذلك الكهف الذي دخل إليه الجد "ماكس" ولم يرجع بعد.
- أجل هو.
قالت "ليزا":
- هيا لنتوجه إلى ذلك الكهف.
سألها "والتر":
- هل أنتِ جادة؟ هي تقول أنه لا أحد دخل إلى هذا الكهف وخرج منه مجددًا، ومثال على ذلك الجد "ماكس".
أيضًا تردد "مارتي"، وقال:
- لا يمكننا الذهاب كما قالت الجدة، المكان غير آمن.
قالت "ليزا":
- من أراد أن يرافقني، فليأتي معي.
خرجت "ليزا" وبيدها الصولجان متجة نحو ذلك الكهف الذي حدثتها عنه الجدة "كولان"، لحقها "والتر" ثم "مارتي".
بينما "كاترين" وفريقها مازالوا عالقين، تمكن منهم اليأس والإحباط، فجأة أخذت "كاترين" تقفز دخل الصندوق، فزع منها الجميع، قالوا لها أن تتوقف... قال لها "استيفن" وهو بداخل القفص، يشعر بالغضب حيال ما تفعله:
- ماذا تفعلين أنتِ؟ هكذا سوف يهوي بنا القفص إلى الماء، ونهلك جميعًا.
أجابته قالت:
- نحن هلكنا منذ أن جئنا إلى هنا، وأنا لن أنتظر الموت يأتيني.
أخذت تقفز قفزات متتالية حتى اقترب منها "استيفن" ليجعلها تتوقف، ومع حركته اختل القفص، وسقط يهوي إلى الماء، لم تكن المسافة بعيدة، القفص بدأ بالنزول إلى الماء، شعروا بالموت يهمس بآذانهم، تنفسوا بعمق للمرة الأخيرة، بعضهم من أغمض عيناه حتى لا يرى من سيفارق الحياة أولاً، جميعهم شعر بالندم، يتمنون لو يُعاد القدر مرة أخرى، لما أختاروا أن يبحروا إلى الجزيرة، الجميع يتلقفون الأنفاس الأخيرة، هوى القفص إلى الماء.
لكن دافع حب الحياة جعلهم، يصارعون الموت للمرة الأخيرة، يحاولون فتح ذلك القفص، بكل الأساليب، حاولوا أن يسبحوا جميعًا إلى الأعلى وهم بداخل القفص.
كل محاولاتهم بلا فائدة، أوشكوا على الغق، ولكن رد فعل "برات" كان ذكي جدًا، ولكن تأخر بعض الوقت، البعض منهم أُصيب بالإغماء، قام "برات" بدفع باب القفص بقدميه إلى الخارج بقوة، ولحُسن حظه فُتح باب القفص، وخرج هو أول واحد يسبح مرتفعًا إلى القاع، ثم لحقه الباقين، ولأنه ماهر بالسباحة نزل ليحاول إنقاذ الباقين، أما "استيفن" سبح مع "كاترين" إلى الأعلى، ولأن ذراعها مُصاب، كان الأمر صعب عليها جداً، ساعدها "استيفن" لتقترب من ضفاف الجزيرة، جعلها تتشبث ببعض النباتات القوية على الضفاف، نزل "استيفن" إلى الماء ليساعد الباقين من الجنود، الجميع يتنفس الخوف لقد مر الموت أمام أعينهم دون أن يتذوقوه، ترك بداخلهم رعب وإحباط، فقط أصبحوا يتمنون الموت لينتهي كل شيء.
وبالطبع لم يمُر الحادث دون ضحايا، لقد غرق ثلاثة من الحراس، وأيضًا غرق أحد رفاق "كريس"، سبحوا جميعًا ناحية ضفاف الجزيرة، في زاوية مستوية، استطاعوا من خلالها الخروج من الماء، ولأن الأرض طينية، ساروا عليها، فمنهم من إنزلق وسقط بالبحر مرة أخرى، "كاترين" تنظر إلى فريقها بإحباط وحزن، تمشي على الأرض اللينة بمساعدة استيفن، ساروا حتى استوت هي وفريقها على اليابسة، استلقوا جميعهم على الأرض، منهم من يتألم لكثرة إصابته، لم ينطق أي منهم بكلمة.
بينما في عرش السلافادور طلبت الجدة "كولان" من "ديفيد" و"أرورا"، والقزمة "لوسي"، وقالت:
- عليكم أنتم الثلاثة أن تذهبوا إلى "كاترين" وفريقها، وتتقربوا إليهم، حتى نعرف فيما يخططون، وهل قاموا بفتح التابوت أم لا؟
سألها "ديفيد" قال:
-هل استطاعوا العثور على أي من الكنوز؟
ردت "الجدة" قالت:
- لا أعرف، لذا طلبت منكم الذهاب إلى هناك.
تدخلت "أرورا" قالت:
- أود العودة إلى أديليد، لا أريد البقاء هنا مجددًا.
تنهدت الجدة وقالت:
- أعلم أنكِ حزينة لموت "أريك"، ولكن الأمر يتعلق بحياتنا جميعًا، الأمر يتعلق بحيات الأقزام والبشر.
سألها "ديفيد":
- أرجوا أن توضحي لنا الأمر، حتى نعرف ما علينا فعله.
أجابته الجدة "كولان":
- اذهبوا إلى هناك، تقربوا "لكاترين" واطلبوا منها أن تساعدكم في أمر العودة إلى المدينة بسلام، وأصطحبوا "داني" معكم.
وافق "ديفيد" وقال:
- حسنًا سنذهب على الفور.
ذهب "ديفيد" بصحبة أخته "أرورا" و"داني" والقزمة "لوسي" إلى ذلك النفق بالقرب من شجرة الحياة، تقودهم "لوسي" لأنها تعرف المكان، ولما وصلوا وجدوا كل شيء كما هو التابوت، والحفرة، والكتب، والأشجار المتساقطة، تصدُعات الأرض، الرمال الحمراء... كل شيء كما هو، أخذوا يشاهدون المنظر دون لمس أي شيء، إلى أن سمعوا صوت جهاز اللاسلكي الخاص "بكاترين" الذي سقط منها، سمعوه يستقبل إشارة.
أسرع "ديفيد" نحوه ليُجيب، قائلاً:
- هل من أحد يسمعني، هل من مُجيب.
رد السيد "كيفن" قائلاً:
- "كاترين" هل تسمعينني؟ هل أنتِ بخير؟
رد "ديفيد" وقال:
- لقد اختفت "كاترين" وفريقها منذ الأمس في ظروف غامضة، وسقط جهازها هنا.
شعر السيد "كيفن" بالصدمة، قال:
- "ديفيد" هل أنت صادق فيما تقول؟! هل مات الجميع، لكن ماذا عنك أنت و"أرورا"؟!
رد "ديفيد" قائلاً:
- أنا و"أرورا" و"ليزا" و"والتر" و"داني" بخير... حتى الآن بخير، لكن "كاترين" وفريقها تغيبوا منذ الأمس في ظروف غامضة، ولا نعرف أين اختفوا بعد أن استخرجوا هذا التابوت الضخم.
فرح السيد "كيفن"، لما سمع بأمر التابوت، ظنًا منه أن التابوت يحتوي على كنوز وجواهر، قال "لديفيد":
-ماذا يوجد داخل هذا التابوت؟
- لا أعرف، لأنه مُقفل، ولم يستطع أحد فتحه بعد.
فكر السيد "كيفن" بأن يُرسل سفينة حراس أخرى لتجلب له هذا التابوت، قال "لديفيد":
- أنا لا أعلم إن كنت ستلتقي "بكاترين" مرة أخرى أم لا، لكن أبقي الجهاز معك، وسأجعل أباك يتصل بك.
قرر السيد "كيفن" أن ينتظر بعض الوقت، حتى تظهر "كاترين"، وأيضًا حتى يعرف ماذا يوجد بداخل التابوت، وهل يستحق أن يرسل سفية حراس لإحضار هذا التابوت أم لا، حتى أنه يفكر أن يذهب بنفسه على رأس سفينة الحراس الثانية.
بينما "كاترين" وفريقها مازالوا مستلقون على ضفاف الجزيرة، نهضوا واحد تلو الآخر بحثًا عن أي شيء لأكله، جميعهم مرهقون من شدة التعب وقلة النوم، أما "استيفن" قام بنزع كِمّ قميصه، حتى يُضمد ذراع "كاترين" ليخفف آلامها، الجميع يشعر بالحزن، لم يعُد لديهم رغبة في البقاء، نهضت "كاترين" عن الأرض وذهبت إلى "برات" وهي تتظاهر بالقوة، قالت:
- أود أن أشكر، رغم كل شيء، أنت تستحق الشكر.
أماء "برات" برأسه، وهو يشعر بالإمتنان، قال بحماس:
- لا يجب أن ندع ما حدث يؤثر على خطتنا، لقد استخرجنا من باطن الأرض تابوت ضخم، ماذا لو فتحناه ووجدنا بداخله كل ما نحلم به؟!
ما قاله "برات" رفع الروح المعنوية لدى "كاترين" أعاد إليها التفاؤل من جديد، قالت:
- حسنًا، ولكن جميعًا نحتاج لأخذ قسط من النوم... الجميع مُنهكين، سوف نواصل لاحقًا.
بعد كل هذه الصعاب والمشاق الذي تعرض لها فريق كاترين، جلسوا ليتناولون ما وجدوه من طعام، ثم ناموا لبعض الوقت.
بينما "ليزا" و"والتر" و"مارتي" دخلوا إلى ذلك الكهف، الكهف مظلم من الداخل تحديدًا عند بداية المنحنى، تردد و"والتر" وقال:
- "ليزا" أرجوكِ هيا لنرجع، يكفي كل ما حدث، هيا لنرجع إلى "أديليد".
ردت "ليزا" قالت:
- لقد رافقتني منذ أن جئنا إلى هنا، ان أردت الرحيل ارحل، وأنا سوف أتابع وحدي.
- بالطبع لن أتركك ولكن أخشى أن يصيبك مكروه.
- لا تخف، أنسيت أنني أحمل الصولجان؟ اتبعني ولا تقلق.
تابعوا السير داخل الكهف المظلم ومعهم "مارتي"، استخدمت "ليزا" شعاع ضوء الزمردة الزرقاء، التي تشع بالضوء الأزرق، لاحظوا وجود رسوم ورموز غريبة على جدران الكهف، قال "والتر":
- يا "ليزا" رجاءًا وجهي الضوء ناحية هذه الرموز.
ولما وجهت "ليزا" الضوء قالت:
- هل تتذكره؟ إنه يشبهه تمامًا!
رد "والتر" قائلاً:
- بالفعل هذه الرموز مطابقة لتلك التي كانت مدونة على جدران المدينة الغارقة من الداخل.
- أجل، هذا ما أقصده، ولكن ما علاقة المدينة الغارقة بهذا الكهف؟
تدخل "مارتي" وقال:
- أستطيع فهم علما تدل هذه الطلاسم.
قالا "والتر" و"ليزا" معًا بنفس الوقت:
- إذًا أخبرنا علما تدل؟
أشار "مارتي" ناحية إحدى الرموز وقال:
- هذه تعني أن أردت مدخل المدينة الغارقة اسلك النفق رقم واحد، وهذه تعني ان مدخل غرفة الخبايا والطلاسم بنفق رقم اثنين، أما مدينة الجنيات تتبع نفق رقم ثلاثة.
تابع "مارتي" حديثه قائلاً:
- وبالنهاية مدون ملحوظة، كن حذرًا مكررة عدة مرات.
اندهش "والتر" و"ليزا" مما قاله "مارتي"، سألته
"ليزا":
- وهل جميع الأقزام يمكنهم فهم هذه الطلاسم؟
- لا أنا و"لوسي" فقط، لا يجب أن يتعلم جميع الأقزام فهم هذه الطلاسم.
تابع و"التر" و"ليزا" و"مارتي" السير داخل الكهف المظلم، بينما "كاترين" وفريقها نهضوا بعد أن استعادوا قواهم، وقرروا الذهاب إلى تلك الحفرة ومحاولة فتح التابوت.
ذهبت "كاترين" وفريقها إلى الحفرة عند شجرة الحياة، وجدوا كل شيء كما هو، كما تركوه من قبل، قالت "كاترين":
- هيا نقوم بفتح هذا التابوت.
سألها "كريس":
كيف سنفتحه؟ لا نعرف من أي جهة يمكننا فتحه، حتى أنه لا يوجد عليه قفل.
قالت "كاترين":
- إذًا لنقوم بكسره، أي طريقة فقط نحن نُريد ما بداخله.
أخذوا معداتهم وإنقضوا على التابوت، أخذوا يحطمون زواياه، يحطمون بقوة، حتى بدأ يتكسر، قاموا بتكسير إحدى جوانبه بالكامل، متحمسين للحصول على الجواهر الكنوز الذي بداخله، يحلمون بالعودة إلى المدينة وبين أيديهم جواهر تغنيهم إلى الأبد.
فجأة إنزلقت من داخله جثة مُغلفة بقطن الكتان، جثة لبشري طويل تشبه جثث المومياوات.
تفاجئ الجميع مما رأوا، ثم قاموا بقلب التابوت يمينًا ويسارًا، لم يجدوا بداخله سوى الكثير من قطن الكتان... خاب أملهم ظنوا أنهم عثروا على شيء قيم، ضاع جهدهم وتعبهم، جلسوا جميعهم على إحدى الأشجار المتساقطة، ينظرون إلى تلك الجثة التي وجدوها بداخل التابوت.
فجأة تبث الحياة بتلك الجثة، لتبدأ تتحرك أمامهم، فُزع الجميع، قال أحد الحراس:
- انظروا لتلك الجثة، إنها تتحرك.
قال حارس آخر:
- هل أطلق النار أيها القائدة؟
ردت "كاترين":
- لا، بل هيا لنجري بعيدًا.
بدأوا بالجري قاصدين الشاطئ خوفًا أن يتعرضوا لأي شيء غير متوقع كما حدث معهم من قبل، أسرعوا بالركض وفجأة وجدوا تلك المومياء تقف أمامه لتمنعهم من التقدم، توقفوا وبدأوا بالرجوع إلى الوراء، تحدثت المومياء بصوت رجُل، وقال:
- توقفوا... أنتم من حررتم جسدي وأعدتموني إلى الحياة بفتحكم لهذا التابوت، ومن الآن فصاعدًا، لن تتعرض لكم لعنة الجزيرة مجددًا.
الجميع يشعرون بالخوف، ليس لديهم ثقة بهذه المومياء، ولم يصدقوا ما سمعوا، بل ظنوا أنه فخ جديد.
تابع ذلك الرجل المومياء حديثه، قائلاً:
- سأُعرفكم بنفسي، أنا "الساحر بوبار القاري"، أنا من ألقيت اللعنة على الجزيرة، لكي أتمكن من السيطرة عليها، ولحماية نفسي، ومنع أي دُخلاء من الإقتراب من جزيرتي، قام الساحر "تروبار" بنفيِ إلى هنا بسبب خلاف بيننا، وأنا من علمت الأقزام السحر قديمًا، حتى أتباعي من البشر قتلهم "تروبار"، لكني تفوقت عليه في السحر، لم يستطع فك اللعنة عن الجزيرة، ومات هو وها أنا قد عُدت إلى الحياة مرة أخرى، بفضلكم أنتم.
ثم كشف عن وجهه، حيث قام بتمزيق الكتان القطن عن رأسه، وظهر لهم وجهه، وجدوه ذو بشرة تميل للون الأزرق، عظام وجهه بارزة، وله أذنان طويلان، وليس لديه أي شعر برأسه.
تفاجئوا جميعًا، كانوا يظنون أنه بشري، لم ينطق أحدهم بكلمة، وقفوا في دهشة، ينظرون إليه.
يُتبع..