رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 5
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نفق الجحيم
الجزء الثاني
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الخامس
❈-❈-❈
عدت ساعات اليوم، وكرار خد عمه وصفوت اخوه وراحوا للعمده، وتم كل اللي اتفق عليه كرار وامه مع العمده، وعطى العمده الفلوس لكرار قدام اخوه وعمه نعيم ، وكان عيتصرف على إنه عيعمل فيهم جميله، ورافع مناخيره في السما عليهم،
نعيم بعتب:
-بس ياعمده يعني مكنتش قادر تصبر الشهرين دول بعد سانوية المرحوم عشان نعملوا فرح كبير يليق ببتك وولدنا ونعرفوا نفرحوا بيهم؟
العمده:
-مايلزمش افراح كبيره يانعيم الفرحه في القلب وخير البر عاجله، اني عايز استر بتي واطمن عليها فبيت جوزها قبل مااموت، العمر متضمنش والنفر مننا نفس، لو طلع ممكن ميدخلش تاني، وداي بتي الوحيده وعايز افرح بيها على حياة عيني.
واظن الكلام ديه ميزعلش ياابو سلام وانت سيد العارفين ان الحي ابقي من الميت ولا ايه؟
نعيم:
-والله ماماتت غير الاصول ياعمده، علي العموم اللي يريحك، بس يكون فمعلومك احنا هندبحو ونعشو بس لاهنجيبوا طبل ولا زمر، ولا فيه زفه غير بالطرومبيل بتاعنا من داركم لدارنا عالسكيتي.
العمده:
-واني لا طلبت طبل ولا زمر، اني قلتلك الفرح في القلب يانعيم وبس..وكتب الكتاب بعد بكره والفرح الخميس، جهزو حالكم ودبروا اموركم.
خلصت القعده وانفض المجلس، وروح نعيم مع صفوت وكرار، وبمجرد ماروحوا نعيم وصفوت، زغاريت الفرحه ملت بيت العمده، واتنصبت الافراح وبدأت الاستعدادات للفرح.
❈-❈-❈
أما في المستشفى
السيد بمجرد ماشاف بشاير اتصنم فموطرحه، والكل لاحظ عليه، ومااتحركش غير وأبوه شاده ومقعده بالعافيه، اما بشاير فبصتله ومشافتش فيه غير صورة شام وهي راجعه فى الليله اياها، لا شافتله ملامح ولا حتى شكل، كل اللي كانت شايفاه فوشه ملامح شام المتألمه وكسرة ابوها. وطول القعده من بعد النظره الاولي مارفعت عينها عليه ولا بصتله، أما هو فكان ياكل فملامحها وطولها بعنيه وكل.
خدوا قعدتهم السيد وابوه، وهما كمان اندمجوا مع عبد الصمد وحمدون في الكلام عن الارض والزرع والمحصول والشقا، وبعدها استأذنوا وقاموا، السيد يعاود للمعمل، وابوه يعاود للغيط،
وبعدهم طوالي حكيم خبط ودخل عليهم عشان ياخد عبد الصمد وجماعته ويروحهم،
وقفوا كلهم وودعوا بسيمه وهمام وابوه واخوه واستعدوا للرجوع، بس قبلها عبد الصمد خد بته بسيمه على جنب ودس فيدها مبلغ من الفلوس، وبنظره منه مسمحلهاش تعترض بحرف واحد واخدتهم من سكات، وشكرت ابوها وحضنته.
عبد الصمد وهو عيمسد على دماغها بمحبه:
متعتليش هم يابنيتي واي شي تحتاجيه من إهنه ورايح اني موجود ورهن إشارتك، واللي جرا ديه يابنيتي جايز يكون رحمه من ربنا بيكي، وفرصه تانيه عطهالك عشان لو فارقتي محدش يلومك ولا يعتب عليكي.. بس الكلام ديه لبعدين يابسيمه مش دلوك خالص.
بسيمه ردت علي ابوها وهي لساها فحضنه:
عارفه يابوي وفاهمه زين، وربنا مش عيعمل حاجه غير لحكمه، واني خابره زين انه ليه حكمه فاللي جرا لهمام، وإن حكمته مسيرها هتبين مهما طالت الايام.
بعدها عبد الصمد عن حضنه، وخد مرته دهب وبته بالعافيه بعد ماشبكوا بعض هما التلاته وقالوا يابكا،
وطلعوا من المستشفي هما وحكيم، وقبل مايركبوا العربيه الأجره وقفت دهب وبصت لحكيم وقالتله بترجى:
-أمانه عليك ياولدي خدني لشام يمكن جوزها ربنا يهديه ويخلينا نشوفوها ونطمنوا عليها، إنت ليك قيمتك ويمكن يختشى منك وميردش طلبك النوبادي.
عبد الصمد بإعتراض:
-بس يادهب بلاها قلة قيمه، جوزها معندهوش ادب ولا حيا وعيهين من غير مايفكر، متخليناش نجيبوا الإهانه للوليد الطيب ديه، همي بينا نعاودوا وشام فرعاية ربها وهو عليها أحن وأرحم.
نزلت دهب عيونها ونزلت منهم دموع القهر اللي مهانتش على حكيم واصل، وبص لعبد الصمد وقاله:
-معلهش ياعمي خلينا نحاولوا النوبادي، ولعل وعسى يكون ربنا هاديه في الوكت ديه، ويخليه يوافق إنكم تشوفوها.
بصله عبد الصمد، ومع إنه خابر زين إن اللي زي كرار معيتهديشي واصل، وإن مخه وقلبه قافلين عالشر، لكنه هو كمان شوقه لبته خلاه يحط كرامته علي كفه ويوافق عالمحاوله، حتي لو فيها إهانه ليه، لكن يكفي قلبه شرف المحاوله، وميقفش حاسس بالتقصير قصاد اشتياقه لبته بعدين لأنه محاولش.
وخدهم حكيم وراحوا كلهم قاصدين رحمة من لا يرحم؛ عشان يحن عليهم النوبادي، مع إن الجواب باين من قبل مايحاولوا حتي وكلهم عارفينه زين، لكن في قانون الشوق والمحبه غير مُعترف باليأس.
وصلوا حدا البيت ونزلوا كلهم، وكان كرار قاعد في المندره، وبمجرد ماشافهم نازلين من العربيه قام منتور، وجري عليهم، وبحسه العالي قالهم:
هوي هوي، وقف عندك منك ليه ليه ليها رايحين وين إنتوا؟ وكيف رجلكم تعتب إهنه من بعد مانبهت عليكم بالذوق وبالعافيه وبالإهانه كمان، إنتوا جنسكم إيه يابوي، مفيش حداكم دم واصل إكده؟
حكيم اتعصب وكان هيرد عليه، لكنه بلع غضبه كرمال مايضيعكش الفرصه اللي عبد الصمد ومرته عيتمنوها بلقى بتهم، ورد على كرار بمنتهي الهدوء:
-جايينلك وطمعانين فكرمك واصلك ياواد الاصول، جايين واقعين فعرض رحمتك لأب وأم أضناهم الشوق لبتهم وحرق روحهم وطالبين منك يشوفوها ويطلوا عليها طله وحده بس.
كرار بعصبيه اكتر:
-عتتمقلت علي ياواد الشيخ وجاي تحكيلي عالاصل والكرم والرحمه؟! طيب إيه قولتك اني لا عندي اصل ولا كرم ولا رحمه ولا هخلي حد منهم عينه تنضرها، ولا هي عينها تنضرهم، ايه رأيك بقي.
عبد الصمد بقلة حيله:
-ورأيه هيفيد بأيه بعد كلامك ديه ياولدي.. لله الامر من قبل ومن بعد.. يلا يادهب اظون سمعتي بودنك وشفتي بعينك اللي قلتلك إنه هيطلع من جوز بتك.
خلص كلامه وهم يركب العربيه، لكن دهب زعقت بعلوا حسها فكرار بكل قهرها وقالتله:
-يااخي إنت أيه ياخي، شوطان ربنا طالقه بين الناس يأذيهم ويعذبهم، دا حتي الشوطان عيخاف من ربه ويتحرق وكت ذكره، إنت ايه اللي يخوفك وايه اللي تهابه لو حتي من ربنا وحسابه مش عتهاب ولا تعمله حساب قولنا؟
كرار بعصبيه:
- اقفلي خاشمك يامره انتي بدال مااسكتك بمعرفتي.
وانتوا يلا خدوا بعضكم وخدوا حريمكم قليلة الحيا داي وغورا مناقصينكمش احنا ولا وقفتكم قدام بابنا تشرفنا.
خلص كلامه وحكيم عند إهنه متحملش وهجم عليه ومسكه من قب جلابيته، وكرار كمان مسكه من خلاجته، واتعالت اصواتهم بالشتايم، وعلى حسهم طلع ابو دراع من الجنينه يجري ووراه عزت ونعيم وسلام، وشافوا كرار وحكيم ماسكين في بعض والكل سارع يفرق ويحوش، وأبو دراع مسك كرار من وسطه وبعده بحركه وحده سريعه وقاله وهو عيجز على سنانه:
-ضيفك ياقليل النخوه والرجوله، ضيفك وعلى عتبة دارك ياقليل الاصل.
كرار:
-الضيف اللي اهل البيت كارهينه ومش مرحبين بيه يغور فداهيه ومليهش واجب ولا ليه معامله بالاصل والاصول، قولي بعد ماطردتهم وحلفت عليهم ايه اللي جايبهم تاني بوشهم البارد ديه هااا؟
أبو دراع رد عليه وهو عيزيح فيه بعصبيه ويرجع فيه لورا:
-جايين ليهم ٢٤ ضلعه جوا بيتك وبرضاك او غصب عنك فيه بينهم وبينها دم مش هيتقطع لاخر العمر، وبعدين ياخي اكيد سمعوا ان بتهم ولدت وجايين يطمنوا عليها وعلى بتها، وإنت لو حداك قلب ولا رحمه تقدر لهفتهم علي ضناهم، لكن للأسف إنت لا حداك قلب ولا احساس.
الكل سمع إن شام ولدت، وقلوبهم رجفت وكذا احساس مختلطين ببعض ضربوا اوصالهم، مابين فرحه، لصدمه، لشفقه، لحزن، وكل ديه عملهم حالة ذهول، وخصوصي دهب اللي كانت عتحسبلها باليوم وخابره زين ان ديه مش معاد ولادتها واصل!
اتقدمت دهب على ابو دراع وهي عتزيح كل اللي قدامها، لغاية ماوقفت قدامه وقالتله بصوت باكي:
-إنت عتتحدت صوح ياولدي ولا عتضحك بالله عليك قولي، يعني شام بتي ولدت؟ بتي ضنت وبقت أم؟
بتي اتوجعت وخاضت وولدت لحالها واني بعيده عنها؟
مين لما اتوجعت خدها فباطه وضمها لقلبه، ولا مين لما كانت تصرخ وتقول الاه كان يقولها بيا ولا بيكي، مين اللى اتلقى بتها علي اديه اول مانزلت مين.
أمانه عليك ياولدي تخليني اشوف بتي، انت باين عليك طيب وقلبك اوبيض، أمانه اطل على بتي واشيل بتها بين اديا شاله يسترك دنيا وآخره.
قالتها وقربت من ابو دراع ومسكت طرف جلابيته وميلت حبته، والحركه داي خلت قلبه انفطر عليها وهي عتتوسل وتترجى اللي من دور عيالها؛ عشان يحنوا عليها،
وناقص توطي تحب علي رجليهم كمان.
بص لكرار ولساه هينطوق، لكن كرار سبقه وهو عيرفع صباعه قدام وشه بتحذير يقطع بيه اي قرار من ابو دراع:
- اسمع يابو دراع واسمعو كلكم، اني عند الموضوع ديه ومعنديش لا شفقه ولا رحمه ولا عندي غير اللي قولته، ويمين عظيم تاني، وعليا الطلاق بالتلاته لو شام شافت اهلها ولا هما شافوها لتكون طالقه بالتلاته وماتلزمني لا هي ولا بتها وياخدوهم فيدهم وهما ماشيين ومحدش يلفلف حواليا منهم تاني.
اني قولت اللي عندي واللي حداه رأي تاني يقوله ويعمل بيه ويتحمل نتايجه.
نكست دهب وشها للأرض بعد ماسمعت حديت كرار، واتحركت بكسرة خاطر، ووصلت العربيه وهمت عشان تدخلها وهي عتدعى علي كرار يدوق من اللي مدوقهولهم، لكن وقفها حس ابو دراع وهو عيقولها:
-استني يمايه.. استنى ياعم.. دلوك هو حلف على مرته يمين طلاق بس محلفش على بتها، ودلوك اني داخل اجيبلكم البت الصغيره تشوفوها، وعايزه يفتح خشمه ويتكلم نص كلمه؛ عشان امرضغه دلوك في الارض قدامكم كلكم واخليه مايسواش فسوق الرجاله بصله واني كدها وهو خابر.
خلص كلامه واتحرك علي جوه البيت وهو خابر إن كرار مهيقدرش يعترض ولا يفتح خاشمه، خصوصي بعد النظره اللي كان باصصله بيها وهو عيتحدت، كأنه عيقوله لو راجل اعترض علي كلامي ولا امنعني.
وبعد ما. دخل ابو دراع وكرار بصلهم بنظرة احتقار، عاود للمندره وقعد قبالهم، وفضل باصصلهم بغل كيف مايكون عايز يولع فيهم كلهم مره وحده.
أبو دراع وصل لعند باب البيت ونده بحسه العالي:
جده عديله، يااااجده،، جده عديله.
عديله سمعت حسه من جوه الاوضه وقامت ترد عليه وهي مستغربه:
- ديه حس أبو دراع ياتري عاوز ايه مني ممعودشي؟!
وفتحت الباب وطلعت، لكن حوريه سبقتها لابو دراع ووقفت قدامه وسألته بفضول:
-عايز ايه يابو دراع؟
رد عليها من غير نفس ومن تحت ضرسه:
- هو انتي بقى اسمك جده عديله دلوك ولا ايه؟
حوريه: له ياخفيف مسميش عديله، بس جايه اشوفك عايز ايه من عديله.
ابو دراع كان هيرد عليها لكن عديله وصلت عنده وسألته بقلق:
-خيرك ياولدي فيه ايه حوصول ايه؟
ابو دراع: هدي ياجده متتفزعيش إكده مفيشي حاجه، اني بس جاي اخد بت كرار لستها وجدها يشوفوها واقفين عالبوابه وكرار مراضيشي يدخلهم.
حوريه سمعت إكده واتحركت من جارهم وهي عتقول:
عاملينك جاي بخبر مهم اتاريك كيف الفروج معتجبش فرجليك حاجه زينه واصل.
بصلها ابو دراع بغيظ، وعديله قالتله:
-هملك منها عايبه والعايب معياخدوش عليه، المهم دلوك خليني اروح افرح شام داي هتطير من الفرحه واخليها تطلع ببتها وتشوف اهلها وتفرحهم.
ابو دراع رد عليها قوام:
-له ياستي شام مهينفعشي تشوفهم ولا هما يشوفوها، جوزها حلف عليها يمين طلاق لو اتقابلت هي وناسها تكون طالقه وياخدوها هي وبتها معاهم.
عديله بقهر:
الله يقطع حوريه اللي خلفته يارب ويولع فيها ويجحمها موطرح ماقاعده وموطرح ماهتروح.
خلصت كلامها ودخلت لشام اللي كانت عترضع بتها:
- شامه اديني ربيعه
شام بإستغراب:
- ليه ياجده هتاخديها فين؟
عديله:
-هاخدها اقعد بيها في الشمش هبابه وافرد لفتها خلي جسمها يشرب من الشمش ويتقوى وتتشد.
شام بإستغراب اكبر:
- بت كام يوم تقعدي بيها في الشمس الحاميه دي ياستي؟
عديله:
- هاتي البت ياشام وبلاش كتر حديت انتي هتعرفي اكتر مني يعني؟ خلصت كلامها ومدت يدها خدت البت من حجر شام بعد ماسمت عليها، وطلعت بيها تحت انظار شام اللي مصدقتش ولا حرف من كلام ستها عديله، وقامت وراحت وراها وهي حاسه بإحساس غريب، وقلبها عيدق بلهفه متعرفش ايه سببها ولا هي لمين من الاساس.
وصلت عديله عند ابو دراع وقالته:
-يلا ياولدي بينا عوقنا عالناس، منه لله اللي موقف ضيوف بيت المقاول عالباب كيف الشحاتين وهما اصحاب حق وواجب.
خلصت كلامها واتحركت، لكن ابو دراع فضل ثابت فمكانه وهو شايف شام واقفه ورا عديله، ورفعت ايدها حطتها على صدرها اللي ابتدا يعلا ويهبط بقوة وعيونها لمعوا بالدموع وهمست لأبو دراع بحس يادوبك مسموع تسأله:
- أبوي وأمي صوح؟
أبو دراع كان هينكر لكن حالها عيقول إنه مهما انكر مهتصدقش، فهزلها دماغه بتأييد لكلامها، وهي بمجرد ماشافت حركته داي اتحركت علي بره بالخطوه السريعه، لكن حس ابو دراع الصارم وقفها:
استني عندك ولا خطوه زيادة.
وقفت شام وبصتله ولسه هتسأله جاوبها وهو عيمد يده ياخد البت من أيد سته عديله:
- انتي محلوف عليكي يمين طلاق متشوفي ناسك ولا هما يشوفوكي، اني هوريهم البت بس وديه اللي قدرت امشي كلمتي علي كرار فيه، أما انتي فالسه ربنا مآنش للحيين بالتلاقي، عاودي ياخيتي جوا البيت واقصري الشرور احسن ليكي وليهم.
شام بإعتراض وقهر:
-ياناس حرام عليكم ياناااس، فشرع مين ديه بس قولولي فشرع ميين، ليه الظلم ديه بس ليييه، منك لله ياكرار، منك لله، ربنا ينتقم منك ويلعنك عدد مااتمايل جريد النخل مع الهوا.
خلصت كلامها ودفنت وشها بين اديها وابتدت تبكي، وعديله راحتلها وخدتها فباطها، وابو دراع طلع بالبت وهو ساخط على كرار وعلي قلبه اللي صاير كيف حجر الرحايا، قاسي وعيطحن في الخواطر طحن.
قرب ابو دراع من البوابه، وبمجرد ماتاق وهو شايل البت، جريو عليه دهب وبشاير، وخطفت منه دهب البت وقربتها علي وشها وشمتها، وبعدتها واتطلعت فيها ودموعها عينزلو عشرات عشرات، وبحس مخنوق من البكا همستلها:
ياكل الهلا بيكي يااعز الولد يارويحة الحبايب، ياتباشير الفرحه، نورتي الدنيا يابت الغاليه، يابوووي على نسل الحبايب قدا ايه غالي وشوفته ترد الروح.
قالت كلامها ورجعت شمت البت مره تانيه ودفنت وشها فيها ونهنهت بالبكا بوجع، موقفهاش عنه غير بشاير وهي عتاخد منيها البت وتقولها:
بكفياكي يادهب هملي لغيرك ضمه وشمه وشوفه.
وبمجرد ماخدت البت وطلت فوشها شهقت بفرحه وهي عتقول:
شام.. شام بس علي صغير، ياااابوي عالحلا ديه كله. خلصت كلامها وضمت البت وابتدت حبحيب فخدودها لغاية ماشبعت، ومن بعدها عبد الصمد مد اديه ياخد البت منها، وياخد دوره في السلام علي ضيفة الدنيا الجديده، وبت بت قلبه.
وبمجرد ماشالها هو كمان وبص فيها اتبسم وهو واعي شام التانيه بين اديه، ورجع بيه الزمن ليوم ولادة شام، ولأول مره يشيلها بين اديه، ونفس الاحساس اختلج قلبه ونفس الفرحه اتسللت لروحه، ورفع البت وكبر فودانها ونطق الشهاده كيف ماعيمل مع شام، وبعدها ضمها لصدره وغمض عنيه وهو عياخد نفس قوي وينفخه بقلة حيله، وبعدها واداها لدهب عشان تشبع منها، وهو واعي عيونها عليها، كيف عيون البسه اللي مترقبه لصيدتها.
وبص لابو دراع ورفع يده مسد بيها على دراعه وقاله:
روح ياولدي ربنا يروي قلبك من الرضا ويروي بدنك من الصحه وروحك من الفرحه زي مارويت قلوبنا من عطش الشوق بشوفة بت بتنا.
إبتسمله أبو دراع، وخد نفس براحه وهو واعي الفرحه والسرور اللي دخلوا قلوب الغلابه دول بشوفة بت بتهم، واتعهد لروحه إنه هيعلم كرار الادب من اول وجديد علي قساوة قلبه، وان مكانش هيلين هيكسرهوله علي ميت شقفه.
عدي وكت كتير، حوالي ساعه والبت عتتنقل من ايد لايد، لغاية ماابتدت تتجدمر وتبكي، ووكتها بس دهب سمحت لابو دراع ياخدها ويعاودها لامها، بس علي عينها سابتهاله، لكنه قبل مايعاودها وقفه عبد الصمد بيها، وطلع من جيبه كل الفلوس اللي معاه، وحطهم في اللفه بتاعة بت شام وقال لأبو دراع:
قول لشام ابوكي عيقولك حمداله عالسلامه ياقلب عبصمد، وقولها الفلوس دول من ابوكي نقطتك ونقطة بتك ياحبيبة قلب ابوكي وحمداله على سلامتك ياروح عبد الصمد واول فرحته.. ولو كنت خابر انها ولدت كنت جبتلها زياره كد الدنيا.
خلص كلامه واتقدم حكيم هو كمان ودس يده فجيبه وطلع فلوس حطها للبت وسمى وصلى عالنبي على حسنها وجمالها، وبعد عنها وساب مجال لما حس ان دهب فخشمها كلام لابو دراع، وفعلا اتقدمت وبصت لابو دراع وقالتله:
-روح ياولدي الهي يوقفلك ولاد الحلال واللي قلوبهم تشبه قلبك في الطيبه والحنيه ويراضيك لما تشبع قادر ياكريم.
ابتسملها أبو دراع، ودخل من البوابه، وشام كانت واقفه في الجنينه، وبمجرد مادخل ابو دراع بالبت وعرفت ان اهلها خلاص هيشدوا الرحال وماشيين من غير ماتشوفهم، غلبها حنينها وجريت عالبوابه، وابو دراع لما وعيها جايه عليه جري.. قوام قفل الباب وصك ترباسه عليها، ووقف وسند ضهره عليه، وهي وصلت الباب وابتدت تخبط عليه وتزعق بحسها العالي ونبرة صوتها المقهوره:
ياااابووووي، يمااااا،، يادهببب، ياعبصممممد اتوحشتتتتكم قوي، سمعني حسك يابووووي مشتاقه لقولة يابتتي.. يممممه حضنك وحشني يممممه هموووت على ضممممه.. يابشااااير،، ياااابسيممممه وييينكم هموت علي شوفتكم... اااااخ ياناااااس حسووو بالشوق وخلووو العيووون تتلاقى منكم لرب الشوووق يسقيكم منيه كد ماشربهولنا اني وهماااا يااارب.رحمتك يااارب..
منككك لله ياكرار يابعييد.. منكم لله ياللي كنتوا السبب فاللي عيجرالي ديه، صوح الابدان تتلاقى بس الحسوس والقلوب مفيش حد يقدر يمنعها وااااصل.. سامع ياكرررار ساااامع.
كانت تتكلم بحس عالي شق السكوت، لدرجة إن فيه يمامه معشعشه فوق البوابه طارت من فوق عشها من كتر ماخافت من حس شام العالي.
أما عبد الصمد ودهب وبشاير، فالتلاته جريو عالبوابه ووقفو وراها وفضلوا يتلمسوا خشبها كنهم عيترجوه يدوب ويسقط لحاله ويكشف عن اللي وراه مأسوره، واللي حسها وصل على قلوبهم كأنه سهام مسمومه قضت على القلوب اللي كانت عتفرفط وتتخبط في الصدور من شدة الشوق والحنين.
والموقف خلى حتى حكيم قلبه اتوجع، واتمنى لو فيده حكم كرار كان زمانه دلوك عيقتص منيه بحجم القهر اللي وعيه وسمعه من ساعة ماجه إهنه مع اهل شام، ، لكن ماباليد حيله.
دهب ردت علي شام بقهر:
-بسك يابنيتي بطلي زعيق انتي نفسه يانن عيني، هدي روحك ياحبة القلب القلوب اتلاقت وشمينا ريحتك فبتك، وادينا سمعنا حسك وسمعتي حسنا.. كلمها ياعبصمد وسمعها حسك، قولها تبطل بكا هي عتحبك وعتسمع كلامك.
حب ينطق عبد الصمد، لكن أول كلمه مطلعتش من جوفه واتخنقت بالوجع، لكنه جلى حسه وبلع غصته ونادى عليها بنبرته الحنونه:
-ياشامتي الحلوه، يابنية قلبي، يانن عين عبصمد، كفكفي دموعك ياغاليه واستعيني بالصبر، وإن كان عالشوق طار نصه اهه بالقرب وسماع الحس، وادينا اطمنا عليكي، مبارك ماجالك ياحبيبة ابوكي تتربى فحنانك وحنان ابوها وفعزكم انتو التنين وعقبال ماتشوفيها عروسه تسر العين والخاطر كيف امها إكده. افرحي ببتك ياشامه واطمني علينا احنا بخير يابنيتي.
بشاير ببكا:
كيفك يختي وكيف صحتك، عتاكلي زين ياشامه ولا عتهملي فنفسك، كلي ياحبيبه واتغزي عشانك وعشان بتك، مين عينفسك ياحبيبة اختك ومين قاعد جارك وواخد باله منك.
شام كانت عتسمع حديتهم ونفسها ترد عليهم، لكن من بعد الزعيقات اللي زعقتهم حسها اختفى ومرضيش يطلع، وبس الشهقات تتوالى والعيون عتمطر دمع، والروح رهقانه، وابو دراع لما شاف حالتها إكده زعق بعلوا حسه:
خد الجماعه واتوكلوا علي الله ياعم بزياده علي إكده، بتك كل ماهتطولوا قبالها هتتعب، وهي نفسه والتعب مش زين عليها.
خلص كلامه وعبد الصمد رد عليه:
حاضر ياولدي حاضر، يلا بينا يادهب، يلا يابشاير، إحنا مشينا ياشام يابتي، شدي حياك واتعافي عالدنيا يابوي عايز يكون بالي مطمن عليكي، اوعك اسمع عنك غير كل خير ياشامتي.. وابعدي عن الشر وغنيله يانن عين ابوكي وانتي طبعاً عارفه زين الشر فمين.
خلص كلامه وشد دهب وبشاير اللي حسهم على بالبكا، ومشوا بخطاوي مفارقه، لكنهم هملوا قلوبهم لشام تدعيلها وترفرف حواليها.
أما شام فلما اتوكدت انهم مشوا بعدت عن البوابه وراحت عالبيت بخطوات بطيئة ونفس مكسوره، واتلقتها عديله تدخلها موطرحها، وحتى بتها هملتها لابو دراع مخدتهاش منيه لانها حاسه إن لارجليها شايلينها ولا اديها هيقدروا يشيلوا بتها، وهتوقع بيها بعد كام خطوه.
أما أبو دراع فكان مراقب شام وهي عتجر فخيبة املها، واكتافها اللي انحنوا من كسرتها، واتنهد وبص للبت اللي فيده، واتبسم وهو واعى الغمازات اللي ظهروا بس بدأت تبكي، ووشها اللي اتحول للون المبمبي، وهمسلها بحنيه وهو عيهزها عشان متبكيش:
مشاالله يابت شام، خدتي حسن امك بس يارب ماتاخدي من حظها شي.
ورفعها وقربها من وشه، وقال يجرب إحساس اللي شموها حسوا بأيه، وبمجرد ماشمها شمه قويه، غمض عيونه وهو حاسس احساس ميتوصفش، ومقدرش يفسره ولا يترجمه، هل هو شوق للابوه، ولا فرحه بطفله فيها من البراءه اللي خلاه يحس ان الدنيا فيها حاجات حلوه، ولا إيه بس سبب الاحساس المريح ديه!!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية