رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 17
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نفق الجحيم
الجزء الثاني
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل السابع عشر
طولت غيبة حوريه، وساعة غدا الشغاله جات، وشوقيه من ساعة ماشافت حوريه طالعه على اوضتها وهي مستنيه تسمع اي رد فعل منها، ومع انها كانت متوقعه ان حوريه مكانتش هتقدر تتكلم، الا انها كانت حاطه فبالها احتمال ان حوريه تخلقلها سبب وهمي وتثور عليه، وتطلع غضبها من خلاله.
طولت غيبتها لدرجة ان حريم البيت استغيبوها وعدويه قالت لبدور تطلع تشوفها، وبدور طلعت بالفعل وفضلت تخبط على باب خالتها حوريه، لكنها خبطت كتير وملقتش رد!
فقلقت وابتدت تنده عليها بحس عالي وتخبط بقوة اكتر، ولما برضوا ملقتش رد منها راحت على السلم ووقفت علي اوله وابتدت تنادى علي اهل البيت وتقولهم:
الحقوا مرت عمي، والكل فثواني كانوا طالعين عالسلم، وابتدوا البنات يكسروا في الباب، ومع بعض قدروا، واول وحده دخلت عليها هي عدويه اللي جرت عليها ورفعت دماغها علي رجلها وهي عتبكي وتقولها:
قومي ياختي، قومي متزعليش والله اني لا عايزه ابقي ببيت ولا عايزه اتحكم فحد، وخلاص عايزاش بيوت اني هقولهم يبطلوا بُنا وهتقعدوا كيف مااحنا في البيت إهنه، مش هنبعدوا عن بعض واصل بس قومي، َزعقت في البنات اللي كلهم قاعدين حوالين حوريه وعيصحوا فيها ويبكوا بحسهم العالي وقالتلهم:
قوموا وبطلوا نواح وحده فيكم تجيب بصله ووحده تجيب بوق مايه قوام، ووحده تجيب كالونيا من بتاعة جوزها،
وأول وحده ابتدت تنفذ بدور اللي نزلت تجيب بصله من الموطبخ، واول مانزلت شافت ستها عديله واقفه علي أول السلم مستنيه حد ينزل منهم تسأله فيه ايه، واول ماشافت بدور سألتها بلهفه:
هاه ماتت؟
بدور ردت عليها وهي عتجري تجيب البصله:
لسه محدش يعرف، هنشمموها البصله ونشوفوها هتقوم ولا له، بس هي يعني محطاش منطق ولا عتسك ولا ترفص.
ردت عديله بهمس: ويارب ماتسك ولا ترفص، خليها تروح وتريح.
أما شام فكانت واقفه جار ستها عديله وشايله بتها، وواقفه محتاره عايزه تطلع تشوف فيه ايه وخايفه يحرجوها بكلمه وخصوصي بدور، فوقفت تتفرج من بعيد لبعيد.
اما شوقيه فبمجرد ماسمعت حس بدور وهي عتزعق اترجفت وخافت، وقوام راحت عالفلوس طلعتهم، ولبست الملس بتاعها وحطت الفلوس تحت باطها وطلعت بيهم، وقررت إنها تتخلص منهم وتحطهم حدا امها لغاية ماتعوزهم، عشان لو قعدوا في البيت حوريه مهتسكتش غير لما تعتر فيهم، ديه لو قامت منها بس.
طلعت شوقيه من اوضتها متلغفنه، وعديله شافتها، وشافت تحت باطها المعبعب، فراحت عليها قوام ووقفت قدامها وسألتها بحزم:
ايه اللي حاطاه تحت باطك ديه ورايحه بيه فين؟
وكيف طالعه تتسحبي وحماتك بين الحيا والموت، ومطلعتيش حتي تتطمني عليها؟
شوقيه وقفت وبلعت ريقها وجات تتكلم اتلجلجت في الكلام ومعرفتش ترد، ولما ادركت ان الوكت عيفوت وممكن حوريه تفوق وتقفشها، او ممكن الرجاله يعاودوا من بره وكرار يشوف اللي معاها وياخده ليه،
مره وحده زاحت عديله من قدامها وطلعت على بره تجري بالفلوس، وقالت لنفسها إن عديله سهل تلاقيلها مخرج بعدين.
وقوام عبرت الجنينه وطلعت من البوابه بتاعة البيت، وبمجرد ماخطت رجلها الشارع حست انها بقت في امان، فكملت مشي عادي علي بيت ابوها ولا كان حاصل معاها شي ولا باين عليها اي خوف.
أما عديله فوقفت ورا شوقيه مراقباها وهي ماشيه، وربطت اللي عتعمله باللي حوصول لحوريه، وفهمت الفوله، وهمست لروحها بقهر:
ااااخ ياحورية الكلب، استخسرتي الفلوس فولاد اختك وكنتي عايزه تحوزيها ليكي ولعيالك وبس، واديكي لا طولتيها انتي ولا عيالك، وخدتها الحدايه اللي حطت على عشك وخربته ونقرتك بمنقارها فنص قلبك، يلا تستاهلي اهو ربنا بعتلك الاقوى منك واللي هتخلص القديم والجديد وذنوب الناس كلها هتخلص منك والطاق طاقين.
❈-❈-❈
أما حدا همام
بسيمه بكل غضب الدنيا:
انت عتقول ايه ياعديم الربايه انت وعتتهمني بايه، من ميته بت عبصمد ديه تفكيرها ولا مشيها بطال، فوق لروحك وشوف انت عتتكلم مع مين، أنيي بسيمه اللي عمرك ماكنت تحلم إنك تقرب منيها، آني بسيمه اللي لو الظروف غير الظروف لو كنت عديت جارها مكنتش عملتك خلجه تمسح بيك مناخيرها ولا حتي تمسح بيك نعل جزمتها، بقيت مرتك صوح وحكم النصيب، بس ديه عمره مايديك الحق تقل ادبك ولا تتعدا حدودك معاي، ايه اللي ليك حداي إنت عشان تتحدت بسببه معاي إكده؟
احترام.. انت خابر إنه مليكش حداي منه ولا هبابه، محبه؟ انت خابر إنها ابعد من نجوم السما علي قلبي، عشره ومعاشره؟ انت خابر وانا خابره إن عشرتنا غصب ومحصولش بينا اللي ربنا ينزل عليه حتي هبابة موده ورحمه مابينا، يوبقي لسانك ديه تلمه من تلاي، ولو متلمش وعاز القطع اني قطاعته.. لم روحك ياهمام عشان مالمكش بطريقتي.
خلصت كلامها وسابت همام من الارتفاع اللي كانت رافعهوله خلته نزل بعنف علي المخده، وهو كل ديه سمعه وهو ساكت،
وبعدها اتحركت بسيمه من قدامه، وراحت علي الصندوق بتاعها طلعتلها غيار، وغيرت خلجاتها ورا الستاره اللي عاملاها في الأوضه، وبعدها طلعت جابت عشا وحطت لهمام عشاه جاره، وهي خدت عشاها وقعدت عالارض تاكل لحالها، ومن وكتها عينها مااترفعت علي همام، اللي فضل يسب ويلعن فروحه علي غلطته اللي غلطها فحقها، وعلى كلامه اللي كيف الدبش، وعلى غيرته اللي خلت عقله طار ومفكرش في الكلمه قبل ماينطوقها.
فضل باصصلها وهي عتاكل، وبعد شويه جلى حسه وبهمس مسموع قالها:
حقك على راسي يابسيمه اني محقوقلك متزعليش.
بسيمه ردت عليه بلا مبالاه:
لا حق ولامحقش، اصلا اني مهعملش لكلام واحد زيك باعت، عشان العيب لو طلع من اهل العيب ميوبقاش عيب، وأنت اكتر واحد أهل للعيب وللنجاسه والنكران وقلة الاصل ياهمام، وديه خلاك ماعليك عتب ولا لوم.
همام بكسره:
حقك تقولي إكده واكتر هبابه كمان، واني مهردش، عشان اللي باقي لينا مع بعض مش كتير اني خابر، خلى اليومين الفاضلين يعدوا زينين يابسيمه ونفتكروا بعض بالخير لما القلوب تشتاق..وقبل ماتنطوقي الكلام ديه ليا اني مش ليكي، عشان خابر زين إنك بعد ماتبعدي لا هتحني ولا تشتاقي، ولا فيه مابينا اللي تحنيله اصلا.
انتي هتتجوزي وتخلفي وتعيشي حياتك وتعملي بيت، وياخدك واحد محظوظ امه داعياله عشان هيتصبح بوشك كل يوم، هياكل من يدك، ويرتاح ففرشتك وينام على دفوا انفاسك.
واني بس اللي هعيش على طيفك، وهتهز بدني هبة الشوق اللي هتهب علي قلبي من وكت للتاني، والنصيبه إن الشوق مليهش دوا يابسيمه، مليهش غير الصبر وياعالم وكتها هيكون عندي منيه ولا له.
كان يتحدت وهو باصصلها، والحسره باينه فكلامه وفبصته ليها وحتى فتنهيدة الوجع اللي كانت تطلع منيه من وكت للتاني وسط الكلام.
لكن بسيمه حالته وتنهيداته وحتي وجع قلبه وحسرته ولا هموها، لأن داي مشكلته هو مش مشكلتها، هي لا عشمت ولا خضعت بقول او بفعل تلوم حالها عليه وقت تتطلع لهمام وتشوف حالته.
❈-❈-❈
أما في بيت المقاول
حوريه بعد عدة محاولات ابتدت تفوق،واول حاجه عملتها بعد مافتحت عنيها إنها بصت للصندوق، وبضعف زحفت وراحت عليه وابتدت تفتش فيه مره تانيه وهي عتبكي بحسها العالي، والكل مافاهمينش فيه ايه ولا عتعمل إكده ليه، وبعد ماخلصت تفتيش واتوكدت زين إن الفلوس مقاعداش، قعدت على حيلها وابتدت تضروب علي رجليها وتأن بصوت مكتوم وتهز في دماغها بقهر، وشويه وتعض فأديها، وكل ديه ولا حد خابر هي عتعمل إكده ليه!
ومفيش غير عدويه بس اختها قاعده قبالها تبكي وتقولها سامحيني، وكل فكرها إن اختها اتقهرت منها عشان هتبعد عنها وتسكن فبيت لحالها، وحست بالندم والذنب عشان خلتها تحس الاحساس ديه.
شويه وحوريه سكتت عن النوح ومسحت دموعها وابتدت تفكر بعقلها وتسأل السؤال اللي لازمن يتسأل في الحاله داي.. ياترى مين اللي خد الفلوس؟ ياترى مين اللي كشف السر؟ وبعد التفكير اهتدت للي سبق وهددتها وهي الوحيده اللي عارفه اللي فيها، فقامت ونزلت جري على تحت، ودخلت أوضة عديله كيف الإعصار، ودقايق كانت قالباها فوقاني تحتاني مخلتش فيها شبر غير ونبشته، وكل ديه والكل واقف ومستغرب، ومفيش غير عديله هي الوحيده اللي واقفه وعماله تضحك بشماته وهي شايفه حوريه وحالتها، وبعد ماخلصت حوريه تفتيش وقعدت علي حيلها بتعب لما ملقتش حاجه، قربت منيها، وميلت عليها وبشويش قالتلها:
اللي عتدوري عليه مش إهنه ياحزينه، ولا اني اللي خدته، وحد الله بيني وبين الحرام وانتي خابره، اللي طمرتيه وخدتيه من غير حق جات الحيه اللي دخلتيها بيتك وبلعته فكرشها، ولو فكرتي تقربي لمها هتطبق فيكي بانيابها وتبخ سمها كله فيكي، وتفرفطي وتموتي من غير مايطلعلك حس كيف ماعامله دلوك.
بصتلها حوريه وفهمت هي عترمي على ايه، وقامت بنارها وشرارها وراحت على اوضة شوقيه، فتحت الباب بعنف ودخلت، واتلفتت في الأوضه على شوقيه ملقتهاش، فبصت لعديله اللي كانت باصالها بعيون عتلمع من الشماته، قربت عليها حوريه وسألتها وهي جازه علي سنانها:
راحت وين؟
ردت عليها عديله بخبث:
راحت تدس اللي خدته من مغارة علي بابا قبل مالحرميه يعاودوا... هيهيهيييه والله وجاتلك اللي تقهرك ياحوريه ياحراميه.
خلصت كلامها ودخلت حوريه اوضة شوقيه، وعملت فيها كيف ماعملت فاوضة عديله، وبرضوا ملقتش حاجه، وأول ماخلصت طلعت عالحوش وقعدت، ولما سألوها بناتها وحريم ولادها عن سبب اللي عتعمله، وشافت انهم لازمن يسمعوا سبب عشان يبطل العجب، قالتلهم إنها كان معاها لبه دهب واتسرقت منها، واللي شاكه فيهم فتشت مطارحهم، واللي هما شام وشوقيه، وديه عشان هما بس الجداد عالبيت واللي الشك فيهم وارد.
وانطلت الحجه عالجميع، والكل قعد يفكر ياتري مين اللي خد اللبه وكيف خدها وميته، ولما متوصلوش لحاجه هملوا حوريه لنواحها وقاموا يحطوا الغدا للشغاله، واللي جه سلام خده ولما سأل عن حال مرت عمه واتحكاله السبب،
وقف في نص البيت وفضل يزعق ويقول إن البيت فيه حرامي، ولازم يتكشف، وإن كانوا سكتوله فأول مره مش هيسكتوله النوبادي، واهل البيت ومطارحهم لازمن تتفتش بالهبابه، وبس يرجعوا الرجاله هما اللي هيعملوا الحكايه داي بنفسهم.
خلص كلامه وطلع بالوكل للشغاله، وطبعاً كانت المتهمه الوحيده في نظره ونظر الكل، وكل اصابع الاتهام موجهه ليها هي شام؛ اللي عمر ماسرقه حصلت في البيت غير بعد ماجات، وكانت أول واكبر سرقه، واللي الكل دفع تمنها من شقاه وتعبه وسهر الليالي، وبس تتثبت عليها السرقه الكل هيخلص منيها القديم والجديد.
❈-❈-❈
حدا السيد في بيته
فتحت بشاير عيونها الصبح وشافت روحها نايمه على صدر السيد، ورفعت دماغها لقته صاحي ومفتح وعيونه عليها، وبمجرد ماعيونهم اتلاقت ابتسملها بمحبه وهمسلها بحس دايب:
إصباح الخير ياوش الخير، إصباح الخير ياحته سقطت من القمر على قلبي وبيتي، إصباح الخير ياحظي الحلو، إصباح الخير يابشاير الفرحه.صباحيه إمباركه يانبض القلب.
اتبسمت بشاير واتعدلت وابتدت تلم فشعرها وعيونها باصين بعيد عن السيد، وهو بحركه سريعه مسك اديها وقالها:
ليه ليه، همليه مفرود وزايد من حلاكي.
قالها وشد يدها وجذبها عليه، وباس جبينها بحنيه، وهم ينزل على خدها ببوسه، لكن قاطع نواياه الخبط عالباب، وحس امه وهي عتصحيهم عشان الصباحيه والناس اللي على وصول، وكمان أبو بشاير وأمها اللي هياجوا يجيبوا الصباحيه، فقام السيد واجل اللي كان ناوي عليه لبعد الصباحيه.
وفطروا العرسان سوا بالوكل اللي كان فاضل من عشيه واللي سخنتهولهم أم السيد على مادهب تاجيلهم بفطور العرايس،
وطلع بعدها السيد من البيت يقعد مع الشباب، لغاية مالحريم تاخد قعدتها وتمشي.
وجهزت بشاير نفسها ولبست واتزوقت، وطلعت قعدت وسط الناس، وشويه وقامت ناطه وهي واعيه أمها داخله عليها، وقربت منها بعد مانزلت اللي كانت داخله شايلاه، وبس بقت قدامها خدتها فحضنها وطبطبت عليها وهمستلها فودنها بحنيه:
ربنا يديم عليكي الفرحه اللي واعياها فعيونك وعلى وشك داي يابنيتي، ربنا يعوضنا بيكي وفيكي عن اللي اتحرمنا منيه، واشيل عيالك على يدي واربيهم فحجري واشوف اعز الولد بسببك.
اتبسمتلها بشاير بخجل، وخدتها امها وراحت بيها على اوضتها تتحدت معاها شويه، مع انها مطمنه عليها من بالليل، لكنها برضوا حابه تطمن قلبها من ناحيتها اكتر.. وقضوا مع بعض شوية وكت زينين،
وبعدها طلعت دهب وبعتت على عبد الصمد جوزها من جار الرجاله بره، ودخل عبد الصمد وسلم على بته اللي أجل سلامه عليها لبين مايفضى البيت من الحريم، ومد يده فجيبه وطلعلها نقطتها، وضمها لصدره وباس جبينها ودعالها إن ربنا يسعدها، وبعدها خد دهب مرته وراحوا علي بيت همام يطلوا عليه ويشوفوا ليه بسيمه مجاتش صباحية اختها، متمنيين إن المانع يكون خير.
وبالفعل راحوا، ودخلوا وشافوا همام وسلموا عليه وقعدوا جاره، ولما سألوا بسيمه عن عدم مرواحها الصباحيه، قالت إنها مقدرتش تهمل همام لحاله بسبب إن امه واخته النهارده راحوا البندر ومفيش حد يراعيه فغيابها.
والعذر ديه غفرلها عدم مرواحها، وخلاها كمان كبرت في عين ابوها اكتر واكتر ودعالها إن ربنا يجبر بخاطرها كيف ما من يومها عتجبر فخواطر كل اللي حواليها، كانها أم الكل ومسئوله عنهم،
خدوا قعدتهم معاهم وعاودوا علي بلدهم، وبمجرد مادخلوا بيتهم اتلفتوا فأركانه، ودورت عيونهم على اللي كانوا ماليينه عليهم بهجه وفرحه، وكيف إنه أصبح بين يوم وليله فاضي وخاوى والسكوت عليف فأرجائه، وغصب عن دهب عيونها دمعت، وعبد الصمد حاوطها بدراعه وخدها على اوضتهم وهو عيقولها:
البنته موطرحها خالي يادهب، ومن يوم ماعتتولد البنيه عنبقوا خابرين إنه حتما ولابد هياجي اليوم اللي هتفارقنا فيه وتتقلع جدورها من بيوتنا ووتغرز فبيت تاني، ادعيلهم بالراحه وصلاح الحال، وهوني علي روحك، ولو ياستي عتبكي عشان الخدمه هتكون تقيله عليكي من إهنه وطالع اني هجيبلك اللي تساعدك ولا تزعلي.
ردت عليه دهب بإستنكار:
ايه هتجيبلي خدامه اياك؟
عبد الصمد بضحكه:
له يابوي خدامة ايه، اني قصدي اتجوز واجيبلك مره تانيه تساعدك.
دهب برقت عنيها وبعدت عنه. وبصتله، وهو ضحك بعلو صوته وضمها تاني بدراعه قوام. وصلح غلطته قبل ماتفلت الامور من اديه ودهب تتهور وقالها قوام:
عضحك معاكي والله، وبعدين هو اني الاقي ضافرك ياام البنات لو لفيت السند والهند علي كعوب رجليا؟ والله مالاقي ولا الدنيا فيها غير دهب وحده بس.
وقوام دهب بس سمعت الكلمتين اتبسمت، وبصت لعبد الصمد بنظرة محبه وهو قابلها بنظرة عرفان، والتنين دخلوا اوضتهم وناموا فحضن بعض ورموا حمولهم على الله،واودعوه بناتهم التلاته يحفظهم بعينه اللي لا عتغفل ولا
❈-❈-❈
أما حدا بيت المقاول
كل الرجاله واهل البيت متجمعين بعد مافتشوا البيت لتاني مره شبر شبر، وبرضك ملقوشي حاجه، وكل ديه وحوريه ساكته، وأخيراً جات شوقيه من بيت ابوها، واللي استقبلها كرار وهو عيسألها:
رحتي ليه علي بيت ابوكي ياشوقيه، ورايحه فوكت مينفعش تطلعي فيه من البيت وأمي كانت بالحاله داي وبين الحيا والموت، برضك داى اصول يابت الاصول؟
ردت عليه شوقيه وهي عتقعد على الدكه بتعب وتمثل الالم:
هتعذرني لو قلتلك عذري ياكرار، اني اول مابدور صرخت جفلت وجسمي اترعش وحسيت بخوف، وديه خلى المغص مسك فيا في الحال وبطني اتقطعت من الوجع، اتلفتت حواليا على وحده من الحريم تساعدني ولا تقولى اعمل ايه ملقتهمش، كلهم طلعوا لأمي حوريه فوق، فلبست ملسى وجريت على بيت ابويا العمممده، وهناك قلت لامي عاللي واجعني وهي شيعتلي عالدايه وكشفت عليا وطمنتني عالعيل، وخلتني نمت على ضهري شويه، وقالتلي تتحركيش كتير مش زين عالعيل، وقالتلي كمان نبهي عاللي ساكنه فبيتهم يراعوا حبلك وميفزعوكيش كل هبابه احسن تسقطى المره الجايه.
كانت تتحدت وعينها على حوريه اللي باصالها ووشها صاير جمرة نار من كتر القهر والغيظ اللي كان جواها، وعشان شوقيه متوكده إن ديه اخرها فإظهار غضبها، كملت كدبها وهي مرتاحه، وبينها وبين حوريه عتبصلها بتحدي، كيف ماتكون كل وحده عتقول للتانيه كشفتك.
كرار راح عليها وفعد جارها ومسك يدها بخوف وقالها:
معلهش حقك عليا اني، سلامتك ياغاليه ياام الغالي.. قومي تعالى ارتاحي ففرشتك ومتقوميشي منها لو سمعتي الدنيا عتتطربق براها.
خلص كلامه وقوم شوقيه دخلها أوضتها، وهي أول ماشافت منظر الأوضه شهقت من الكركبه اللي فيها، وكرار بسرعه قالها:
كله هيتلم والأوضه هتوبقي زي الفل، بس انتي ريحي وليكيش دعوه بحاجه.
وفعلا شوقيه نامت على السرير، وكرار عطى حس لاخواته التنين عشان ياجوا يعملوا أوضة شوقيه، مع إن أوضهم هما كمان انيل منيها، لكن كرار عطى امر وهما ماعليهم غير السمع والطاعه، كيف ماعيعملوا مع كل رجالة البيت، وكلمة اي حد فيهم سيف يسير على رقاب كل الحريم، سواء اخ أو واد عم.
اما عديله فكانت طول الوكت وهما عيفتشوا تحمد ربها؛ عشان ودت الدهب حدا ابو دراع في الوكت المناسب، والا كان زمانهم لقيينه دلوك ومفضوح امرها وامر شام.
❈-❈-❈
بعد مرور عام ونصف بالتمام والكمال.
بشاير:
يلا ياعزيز روح لستك دهب هروح اتلقى ابوك جه هو وسيدك من الغيط وانزل معاهم البرسيم بعد مالافيهم بوق ميه ساقعه من الزير.
خلصت كلامها ولافت ولدها صاحب الاربع شهور لأمها، اللي حطته فحجرها وابتدت تناغي فيه، وبشاير راحت تعمل كيف ماقالت، وزي كل يوم استقبلت جوزها وابوها بالحنيه والضحكه البشوشه، والسيد يتطلعلها بحب، ويحط يده علي قلبه وهو عيحس فكل يوم يعاود فيه للبيت بعد نهار الشغل، إنه عاود لنفس اليوم اللي شاف فيه بشاير أول نوبه، ونفس دقة القلب ورفة العين يعاودوله، ويقع في حبها من أول وجديد.
أبو دراع:
بعد، بعد عنيها ياواد الفرطوس إنت وهو، اللي هيمد يده منكم علي ربيعه انتوا خابرين هعمل فيه ايه، هقلعه خلجاته واعلقه في السجره اللي فيها عش الزنان.
وزي كل يوم خوف العيال وخلاهم يبعدوا عنها، عدنان واد صفوت، وعامر واد سلام، اللي بس يستغيبوا ممدوح يمسكوا ربيعه ويضربوها، كيف مايكونوا ماصدقوا لقوا عليها الفرصه، مفيش غير ابو دراع اللي عيقدر يحوشهم منها، دا لو العركه في الجنينه.
كرار دخل من باب البيت، وراح على ولده اللي على رجل شوقيه، وخطفه منيها وضمه لحضنه بشوق ولهفه، وشمه وهو عيهمسله فودنه:
وحشت ابوك ياقلب ابوك، كيفك ياعمران يابوي، رايق ياولدي وزين، حد ضربك واني مقاعدشي؟
خلص كلامه وبص لشوقيه اللي كانت قاعده وباصه لكرار ومحبته لولده، ولهفته عليه، وابتسامتها واصله من الودن للودن، وبالذات وهي شايفه حسرة شام وهي باصالهم، وخصوصي إن كرار ماعيبصش لربيعه بتها بص حتي، ولا مخليها تقوله يابوي، ولا هو معترف انها بته من الاساس.
❈-❈-❈
أما حوريه فمن ساعة سرقة الفلوس منها، وعرفت ان شوقيه اللي سرقتهم واتوكدت من إكده، والفلوس داي كانت سبب في اسر ولدها لشوقيه، ومش بس هو دا عزت هو كمان الفلوس داي دمرتله حياته، وهي كل يوم في تعب وصحتها في النازل، والقهر حارق روحها حرق؛ لأن اللي خدته بدون وجه حق، اصبح نعل فرجل شوقيه عفصت بيه فبطونهم كلهم وعلى وشوشهم.
❈-❈-❈
بسيمه دخلت من باب البيت، ونزلت اللي على دماغها، وراحت على همام، رمت عليه السلام، ومسكت القله سقته، وبعدها غيرت خلجاتها وقعدت بخلجات البيت،
وراحت تعمل لهمام غدا، وهو من أول مادخلت، لغاية ماطلعت وفضلت رايحه جايه قدامه ببطنها اللي ابتدت تكبر، وهو حاسس بفرحه مابعدها فرحه، وفكل مره يبص فيها لبطنها ميوبقاش مصدق إنها حبله فعيله، وإنها هتجيله واد من صلبه ينفعه فى كبره، وخلاص قررت إنها ترتبط بيه وتقعد معاه للأبد، برغم كل الناس اللي ثارت واعترضت على ربطة نفسها بيه، الا انها خالفت الكل وفضلت معاه، وخصوصي بعد اللي جرا لأهل بيت همام.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية