-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 16

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السادس عشر



بسيمه وقفت قدام همام شويه، وهو مسح عيونه وبص بعيد، وبعدها اتقدمت عليه وسألته لو عاوز شي تعملهوله، متجاهله دموعه وحالته، وهو بمنتهى الوجع والقهر رد عليها:

له معاوزشي حاجه، معاوزشي منيكي حاجه واصل. وبص على باب الأوضه وزعق بعلوا حسه:

اماااااه.. سعوووده.. روايح.. انتوا ياللي بررره تعالوا.. امااااه.

التلاته جم عالأوضه يجروا ودخلوا على همام، وحتى ابوه سمع حسه وجاله يجري من الدكانه بخوف ودخل عليه الأوضه، ووقف قصاده يسأله بخوف عن سبب زعيقه وعصبيته؟ وزاد خوفه وهو واعي عيونه مطعونين بالحمار ومليانين دموع، وبعد كل الأسئله بتاعتهم لهمام عن سبب حالته، اخيرا همام خد نفس قوي وقالهم:


وحده فيكم انتوا التلاته تاجي تساعدني اقضي حاجتي، والأولى بيا امي، ومن إهنه وطالع انتوا المسئولين عن كل حاجه تخصني، وكلي وشربي ورعايتي، خلاص متتكلوشي على حد، حدش دايملي غيركم، واني شيلتكم وتتحملوني برضاكم او غصب عنكم.. خلاص من اليوم جحا اولى بلحم توره. 

وكتر خير الناس الغريبه لحد إهنه عاللي اتحملته وصبرت عليه.

خلاص كلامه وبص لأمه وزعق فيها:

همممي ساعديني ولا مستنيه لما اعملها علي روحي، وانتوا اطلعوا بره، كلوا يطلع من الاوضه معاوزش غير امي معاي، وانتي ياسعوده هاتيلي لقمه اكلها يلا، يلااا.

خلص كلامه وبص لبسيمه نظره ذات مغذي، وبسيمه الموقف كله ولا نطقت فيه كلمه، ومن سكات خدت بعضها وطلعت اول وحده فيهم، وهملته يقاسي إحساس قاتل بالخوف والخذلان وكسرة النفس،وكسرة القلب كمان، وهو متوكد إنه مليهش اي حق فيهم، ولا هي عمرها ادتله امل عشان يحس عليه الاحاسيس داي، لكن القلب وماينسج.

❈-❈-❈


في جنينة بيت المقاول

ابو دراع:

ايه اللي عتقوليه ديه ياستي، وأشمعنا اني اللي جايه تشيليني الشيله الواعره داي؟ 

عديله:

جايبه الشيله للي كدها ياابو دراع واللي يقدر يحافظ عليها. وعلى رأي المثل رايحه فين ياأمانه، رايحه للي يصوني.. وإنت سيد من يصون الامانه. مد يدك ياولدى إتلافى مني وشيل عني، العمر ولى واني خايفه عالمسكينه وبتها اللي ليهمش حبيب وصاحب في البيت ديه بعد مني. 

مد يده ابو دراع وخد صرة الدهب والفلوس وهو عيتلفت حواليه، ودخل بيهم البيت قوام وقفل الباب وراه، وقعد على السرير يتلفت حواليه فى الأوضه محتار يدسهم فين، ومن وسط حيرته حط الصره جاره عالسرير، وفتحها عشان يفصل الدهب عن الفلوس ويدس كل حاجه لحالها، وبمجرد مافتحهم وبص للدهب ومسكه فيده عقله وداه لشي لو غفل عنه يروح في ستين داهيه، وحتى شام كمان تروح معاه، الدهب ديه دهب شام، وهي قبل سابق قالت انها عطته لابوها، ودلوك لو حد لقى الدهب بتاعها حداه مليهش غير تفسير واحد، إنها عطتله الدهب ليه هو مش لأبوها، والوحده متهاديش بالدهب غير عشيقها، فلم الصره قوام على الدهبات وصرها، وحطها فجيبه، وقام دس القرشينات في صندوق خلجاته لغاية مايندلى البندر يشتري بيهم دهب ويعينه مع باقي الدهب، لان الدهب قيمته هتزيد مع الايام، بعكس الفلوس اللي كل ماتقعد قيمتها تقل ماتزيدش، وخد بعضه وطلع قوام من البيت وهو حاطط يده على جيبه اللي فيه الدهبات، وحاطط يده على قلبه من خوفه احسن يتعكش بيهم،، ولغاية ماوصل حدا المعمل بتاع حكيم، والخوف رفيق خطواته، ومن حسن حظه إنه لما دخل لقى حكيم قاعد في المعمل النهارده وعيحسب في الحسابات، فقرب عليه ورمي السلام، وحكيم رد السلام بأحسن منه ودعاه للقعاد،

 وقعد ابو دراع، وبص لحكيم ودخل في الموضوع بدون مقدمات، وطلع صرة الدهب من جيبه وحطهم قدامه وقاله دي امانه ناخيك تشيلهالي عندك، وعشان حكيم ابو النخوه وسيد من يلبي وافق من غير اي اعتراض، ومن غير حتي مايعرف ايه اللي فى الصره، ورد عليه وهو عيمد يده ياخدها من عالمكتب:

أمانتك في الحفظ والصون ياابو دراع لغاية ماتطلبها. 

اتشكره ابو دراع بعد ماحس إن هم كبير انزاح من فوق كتافه، وهم عشان يقوم، لكن حكيم وقفه وهو عيقوله:

ايه ايه، خيرك ياراجل على وين، بقي جاي تشتمني فموطرحي وتمشي يعني، كيف عايز تمشي من غير ماتاخد واجبك وانت حليت علي حكيم في موطرحه ضيف؟ 

خلص كلامه وماانتظرش ابو دراع يرد او يعترض، وفوراً وصاله على شاي ولنفسه كمان، وبعدها التفت لابو دراع وقاله:


غير واجب الضيافه المفروغ منيه، عايز كمان اسألك كام سؤال إكده بخصوص بت عم عبصمد، عايز اطمن عليها واعرف اخبارها، قولي المسكينه عامل ايه الزمان فيها؟ 

أبو دراع خد نفس ورد عليه بشفقه على حالها:

هيكون عامل ايه الزمن فيها يعني، عامل كيف ماعيعمل في المظلوم اللي مليهش حد، بس اهي عايشه وعتقادش، صوح تعبانه بس حدش عيموت من تعب جسمه.. واهو كرار اتجوز والتهى عنيها وهي التهت ببتها واتصبرت بيها، وعجلة الدنيا عتدور وايام العمر عتنقضى كيف ماكان. 

حكيم هز دماغه بأسي ورد على ابو دراع:

صدقني كل مااسمع إن المخلوقه داي تعبانه فعيشتها احس بالذنب، وبأن الحكم اللي حكمه ابوي عليها بعد ماعطيته رأيي حكم جاير وتم بسببي. 

ابو دراع بإعتراض:

بالعكس داانت بحكمك حييت روح وبفضلك روح جديده خلقت في الدنيا بسببك، وبعدت عار عن راجل غلبان وبناته وسترتهم، وبعدين العذاب والتعب ربنا مقسمه عالمخاليق نوايب، وكل واحد ونايبه اللي مقسمهوله ربنا. 

وان كان على شام هو ديه نايبها، سو انت حكمت عليها او محكمتش، كله مسطر عالجبين يابو عمو، واللي مكتوب عالجبين لازمن تشوفه العين. 

حكيم اتنهد، وبص للعامل اللي جالهم بالشاي، وخده منيه حطه قدام ابو دراع، وابتدا في سره يدعي لكرار بالهدايه وصلاح الحال، ويدعي لشام بالصبر والراحه. 

شرب ابو دراع شايه مع حكيم، وقام مشى وعاود على البيت، وهناك خد الفلوس واندلى عالبندر وقال خير البر عاجله، عشان يشتري دهب بيهم هما كمان، ويروح يوديه لحكيم يحطه عالامانه، وبكده يوبقي كل الهم انزاح عن قلبه، ويعاود تاني خالي البال بعد مالامانه عرفت طريق اللي هيصونها صوح. 


اما حكيم فبعد مامشي ابو دراع، حط الصره في الخزنه، وقفلها وخد بعضه وطلع قاصد بيت همام، عشان يشوفه ويطمن عليه ويعوده، 

الا من ساعة ماطلع من المستشفي مازارهوش غير تلات اربع نوبات بس، ونوبتين منهم لما كان رايح يديه شهريته، اللي بسيمه فكل مره تنشف ريقه لولا ماترضى تاخدهم منه او تخلي همام ياخدهم. 

وصل حكيم قدام البيت، وحود على حمدون في الدكان سلم عليه، وطلب منه يدخل يفضيله طريق عشان يدخل لهمام يقعد جاره هبابه، وبالفعل دخل حكيم لهمام، ومن أول مابص عليه وشاف ملامحه الدبلانه، عرف ان فيه حاجه حاصله ومنكداه، وهمس لروحه إن مفيش حاجه تخليه في الحاله داي، غير وتكون متعلقه ببسيمه وعشقه ليها، واتوكد من إكده لما بسيمه هي كمان جات سلمت عليه، وبصت لهمام، وهو لأول مره يشوفه عيهروب من البصه عليها على غير عادته. 


طلعت بسيمه تعمل شاي لحكيم، وحكيم بص لهمام وقاله:

ليه عيون العاشق تمتنع عن البصه للحبيب وتهروب منيه إكده! 

رد عليه همام بوجع:

عشان يتعودوا علي قلة شوفته، عقلل الشوف عشان لما يتفطموا بالبعاد ميتعبوش من الاشتياق ويدوروا لما يتعبوا. 

حكيم:

ومين جاب سيرة البعاد، بسيمه قالتلك إنها هتبعد عنك دلوك؟ 

همام:

دلوك. ولا بعدين هتفرق إيه، ماهو حاصل حاصل، وبعدين ياريت البعاد يتم قوام قوام، عشان كيف ماعيقولوا وقوع البلا ولا انتظاره. 

حكيم رد عليه بشفقه وقاله:

ومين عارف يمكن ربك يُحدث امراً تنقلب بيه كل الموازين ويتعدل الحال. 

همام ابتسم وهز دماغه بيأس ورد على حكيم:

امر ايه بس ياحكيم، مالجواب باين من عنوانه وخابرين اللي جوه الظرف زين.. مفيش موازين هتتقلب، عشان هي اصلاً مقلوبه لحالها. 

حكيم: اوعاك تقنط من رحمة ربك ياحزين، وبعدين إنت جاهل بشي لو عيملته وواظبت عليه ربك هيحققلك كل اللي عتتمناه، كنز ياهمام حداك وإنت معارفشي قيمته ولا خابر هو فين، الكنز ديه في لسانك، الكنز ديه هو دعواتك وتضرعك لله والحاحك عليه بطلبك حتى لو كان مستحيل، اسأله يوريك عجائب قدرته في الاستجابه وشوف بعدها ربك عيعمل ايه. 


همام بص لحكيم بصة أمل وحكيم هزله دماغه بتأكيد ورجع قاله:

اطلبها من ربك ولح فطلبها، اذكره ليل نهار واستغفره لعله يشيل أو يخفف اللي فقلبها من تلاك ويهديها عليك، ومش بعيده عليه يزرع محبتك في قلبها، كله بالدعا والقرب من ربنا يسير ياهمام. 

خد قعدته حكيم، وقام مشى، ودخلت بسيمه الأوضه من بعده، ودخلت فرشتها تناملها هبابه وتريح جتتها، وبرضوا متكلمتش مع همام حرف واحد، غمضت عينها وشويه وفتحتهم على همام وهو عيزعق بعلوا حسه: اممه امااااه، امممه تعالي..سعوده، رواااايح

مره وتنين وتلاته همام نده على امه وخواته، لكن مفيش وحده فيهم ردت عليه، مع إنه سامع حسهم بره، وسكت بعدها متكلمش وهو حاسس بخذلان كبير قوي، وغمض عيونه بألم، لكنه فتحهم على لمسه منها وهي عترفع راسه بيد وماسكه فيدها التانيه القله، كيف ماتكون خابره هو عايز ايه من غير مايقول. 

ثواني فضل باصصلها بصة وجع ممزوجه بعتب ولوم ورجاء، وكل ديه بسيمه قابلته ببصه بارده، وأكتفت بإنها تثبت عيونها علي رقبته والجرح اللي فيها؛ عشان تقوله من غير كلام إنها عمرها ماهتنسى اللي عيمله وإنه ملهش حق لا فعتب ولا لوم، ولا المفروض يكون لقلبه عين يحبها من اساسه ولا يطالبها بأي محبه ليه. 


وهمام اول ماشاف عيونها على جرحه نزل عيونه للأرض بخزي، وفوراً رفع يده حطها فوق جرح رقبته يخفيه عن عيونها، وهي لما طالت وقفتها حطت القله جاره وعاودت لفرشتها وقطعت الحديث الصامت اللي بيناتهم، واللي همام مليهش اي حق فيه من وجهة نظرها. 

اما همام فبعد مابعدت من قدامه بصلها بحزن، ومسك االقله وبكل القهر اللي فيه رماها عالأرض كسرها، وبسيمه رد فعلها عاللي عيمله مكانش اكتر من انها غمضت عنيها وخدت وضع نومتها المعتاده وراحت في النوم ولا كإن فيه حد معاها في الاوضه عيتحرق حرق بسببها. 

❈-❈-❈


أما أبو دراع

فراح علي البندر بفلوس سته عديله ونزل على صايغ واشترى بيهم كلهم دهب، لكن فضل مبلغ قليل كان يادوبه جايب جرام، فرجع بيه وفطريقه شاف واحد عيبيع غنمه عجبته قوي، فوقف وفاصل فيها وطلع حقها بنفس المبلغ اللي فجيبه اللي اتبقى لشام، فأشتراها على اسمها، وقال لحاله اهي ماسكه حقها وتزيد ولما تعمل حق حتتة دهب يبيعها ويجبهالها بحقها، ولو ماتت او جرتلها حاجه هو يتحمل بحقها.. وحود عالبيت نزل الغنمه وسط غنماته ومكانش محتاح يعلمها بعلامه كيف غنمات سلام؛ لانها كانت متعلمه رباني وشكلها مختلف؛ والوانها كيف ماتكون مرسومه رسم. 

وبعدها راح بالدهب على المعمل حدا حكيم، وعطاه باقي الدهب وقاله يحطه ع الأمانه، وحكيم عيمل إكده من غير برضوا مايسأله ولا يقوله نص كلمه، ورجع بعدها ابو دراع البيت، ونده على سته عديله وقالها عاللي عيمله، وعديله فرحت قوي لانها فعلا عطت الامانه لحمالها. 


وعاودت لشام وقالتلها إن دهبها عند ابو دراع امانه، ونبهت عليها متاخدهوش منيه غير للشديد القوي، ولسبب يكون قوي، ولعازه شديده. 

ومكتفتش بالكلام، داي خلت شام وعدتها كمان بديه. 

❈-❈-❈


أما حدا حوريه فى اوضتها 

فضلت صاحيه بالليل ورايحه وجايه، وعشان أوضتها بالظبط فوق أوضة كرار، صوت رجليها اللي كان يخلي السقف يعمل صرير بسيط كان واضح لشوقيه وضوح الشمس، شوقيه اللي بقى يجافيها النوم من الفكر، من ساعة ماعرفت إن عديله كشفت المستور، وعتفكر بكل جديه إنها لازمن تتصرف ناحية عديله تصرف يخرسها خالص، ويخلي السر يندفن جواها، ايه هو التصرف وكيف، مقدرتش تقرر، بس اهي عتفكر وعارفه انها هتهتدي لحاجه في النهايه، ومن بعد عديله الدور ياجي عالدايه. 

لكنها وقفت التفكير بعد صوت خطوات حوريه، وفضلت متابعه خطواتها بودانها وعيونها اللي كانت تمشى ورا صوت الخطوات عالسقف.. وفجأة الخطوات وقفت، ودقايق وعاودت تاني، فقررت شوقيه تقوم تروح على حوريه وتشوف ايه اللي قالقها،

 وحجتها لو سألتها عن سبب طلوعها إنها حاسه بمغص وتسألها تعمل ايه، 

وبالفعل قامت تتسحب، وطلعت لفوق، للنص التاني من البيت اللي متعرفشى اصحابه ايه عيدور معاهم أو حداهم ايه اسرار تفيدها؟! بس الاكيد ان الكتير من الاسرار هتكتشفها تحت جنح الليل. 


وبمجرد ماوصلت فوق، ابتدت تتنقل من اوضه لأوضه، وكل أوضه تحط عليها ودنها وتحاول تسمع اللي وراها صاحيين ولا نايمين، ملقتش غير صفوت وورده بس هما اللي صاحيين وعيتودودو، هملتهم ولسه هتروح علي أوضة حوريه، شافت بابها عيتفتح بالهداوه، فقوام اتخبت فزاويه بحيث حوريه متشوفهاش، وبصت بنص عين عليها، وشافتها طالعه بكلوب تتسحب، بعد ماردت الباب بالهداوه من غير صوت كيف مافتحته بنفس الهداوه. 

وطلعت حوريه وحده وحده عالسطح بعد مااتلفتت حواليها واتوكدت ان محدش صاحي ولا حد شايفها، ومتعرفش إن القاصد غالب. 

وطلعت السلالم لفوق وهي عتهمس لروحها:

الارض واتقسمت والمعدات وغارت، واللي كنت عخططله كله ضاع، ودلوك الفلوس متنفعشي طمرتها، خلاص دلوك كل واحد معاه عذره لو بانت عليه فلوس؛ هيقول من شقايا وكدى، واني لازمن احط الفلوس داي فشي مفيد، شي يكون ليا اني وينفعني، وخصوصي بعد ماشفت اللي جرا لعديله من بعد رجالتها ماراحو واللي قاعد مليهش عازه، وكيف بقت تستجدي القرش، واني حوريه اللي لا ينفع تمد يدها ولا تستجدي من حد. وخصوصي إن عيالي مفيش فيهم حد بنص محنة عيال عديله وكلهم قلوبهم. جافيه عليا وخيرهم من دلوك صب في حجور حريمهم. 

خلصت كلامها وكانت وصلت السطوح، فراحت علي صومعة الغله اللي عليها العين والنيه، وابتدت تفتح فيها بالهداوه برضك، 

وكل ديه شوقيه مراقباه من بعيد والعجب والفضول هيموتوها عشان تعرف حوريه عتعمل ايه، وبس حوريه بعبشت في الصومعه وطلعت بالصره، شوقيه فهمت اللي فيها، وعرفت القصه كلها، لأن كرار كان حاكيلها قبل سابق عن الفلوس الكتيره اللي اتسرقت منهم ومعرفوش مين سراقها وراحت وضاع الحق. 


، بس هي دلوك عرفت الحرامي، وهي الوحيده اللي شافت القرد وين كان داسس ولده، وحلفت بكل عزيز وغالي إن الفلوس داي كلها ماتكون لحد غيرها، وانه رزق وجالها من السما، وإن البيت ديه مليان كنوز بس للي يفتح عيونه. 


واتخبت للمره التانيه وهي واعيه حوريه نازله تتسحب، وبس نزلت تبعتها لتحت، وبمجرد ماحوريه قفلت باب أوضتها عليها، قوام شوقيه راحت وقفت وراه ورشقت عينها من خرم الباب وقلبها كان هيوقف من كتر الصدمه والفرحه وهي شايفه حوريه فاتحه لفة الفلوس عالسرير وشافتهم كد ايه، وكيف حوريه عتتطلع عليهم بعيون عتلمع من الفرحه والطمع، وبعدها قامت خبتهم، وبعدها نزلت شوقيه على تحت وهي مطمنه على ثروتها الجديده وعارفه موطرحها. 

❈-❈-❈


أما حدا بيت عبد الصمد

اتحدد ميعاد فرح بشاير والسيد، وعدت الايام وخلاص بعد بكره الفرح، والاستعدادت قايمه من دهب وعبد الصمد، وديه اول فرح لعبد الصمد يكون فرحان فيه لبته وبيها وهو واعي فرحتها، وحتي دهب مرته كمان كان واعيها فرحانه وهي عتتطلع لبتها والضحكه اللي علي وشها،

 والتنين عيجيبوا ويحطوا ليها من فرحتهم، وجهزوها جهاز عروستين. 

أما السيد فكان طاير من الفرحه، وجهز اوضته وخشبها، وزينها بيده ولونها وحتى صب ارضيتها صبه وداي حاجه كانت جديده ومحدش كتير عملها، بس قال الزين يدوس عالزين، 

وخلاها اوضة احلام اي عروسه، وخد اجازه من المعمل، وحكيم صرفله مكافئه بمناسبة جوازه، اندلى البندر وجاب بيها كلها لبشاير هدوم على عجب عينه، حاجات تزغلل العين، وكله حطهولها في الدولاب عشان تاجي تلاقيه وتفرح بيه، وعمل حنه كبيره عزم فيها اغلب اهل البلد، ودبح الدبايح، ودقت الفرحه بيبان قلبه، وخلاص عيعد الساعات والدقايق علي جية منية الروح لبيته ولاحضانه. 



أما همام فكان سامع حس الطبل والزمر اللي حدا السيد، وعماله تطلع منيه تنهيده ورا التانيه، وهو حاسس إن الكل عايش حياته طبيعي، وكله فرحان، وهو بس اللي خد عقاب العمله اللي عيملوها فشام لحاله، لكنه رجع وفكر روحه إنه يستاهله ويستحقه، لأن هو اللي بدا، ولولاه مكانش حد منيهم عيمل حاجه، وإن البادي دايماً هو الاظلم. 

واتلفت حواليه وشاف موطرحها الخالي، وضرب على رجليه بقهر وهو مفتقدها من ساعة ماراحت لبيت ابوها، واستغل إنه مش حاسس وفش غليله في الضرب على رجليه، كيف مايكون ماسك حد غيره وعيضروب فيه ويعاقبه على الشوق اللي فقلبه وع الحسره وعلى الندم وعلى كل شي. أو كيف مايكون عيحاسبهم على كل خطوه خطوها فطريق الغلط والحرام، واهم اتحرموا من الإحساس بسببها. 


❈-❈-❈


حدا بيت عبد الصمد 

سهرانه بسيمه مع اختها فليلة الحنه وعتجهزها تجهيزة العرايس، وطول الوكت بشاير تسألها عن حاجات خاصه بالليله اللي مستنياها بكره، علي اساس إن بسيمه سبقلها الجواز وحداها خبره، وبسيمه معارفاشي ترد عليها، ولاقادره تقولها إنها زيها زيها لا اتجوزت ولا شافت جواز، لكنها خافت تنقل الكره اللي جواها لاختها لو سألتها عن السبب، وتخليها تحس بنفس إحساسها وتاخد نفس الموقف من جوزها، وخصوصي وهي واعيه فرحتها بيها، وسمعت كلام امها وابوها عنه، والتنين اكدولها إن السيد غير عن همام وكرار، 

فهملت اختها على عماها عشان تعيش، وفهمتها إن اللي جرا لشام نصيب، وإن جوزها تاب واصلح وغلطه واتنست، عشان تطلع اي ذرة تردد من جواها ناحيته،

 وقالت خليها تعيش، مش هنبقوا احنا التلاته اموات بالحيا.. وبالنسبه لأسئلة بشاير، بسيمه قالتهم كلهم لأمها وخلتها هي اللي تجاوبها عليهم، وحتى بسيمه كانت قاعده عتسمع بإنتباه، ولكنها عتمثل انشغالها فترتيب حاجة اختها، بس الودن وسطيهم قاعده. 

وخلصت الحنه، وجه يوم الفرح، واتزوقت بشاير بألوان الفرحه، وطلعت احلى عروسه تشوفها العين، وبرز جمالها واتغيرت ملامحها وكبرت عن سنها ياجي سنتين تلاته، وبس بصت لروحها في المرايه ضحكت بفرحه وهي عتتخيل رد فعل السيد لما يشوفها، وحتى بسيمه هي كمان خلت البلانه زوقتها على نفسها اللي طلبت الزواق، 

ولبست فستان اسود بخيوط دهبي عريضه لماعه، وطلعت فيه كيف البدر المنور، والعصبه أم خرز الوان فوق راسها وعليها الطرحه، خلت كل العين اللي تبص عليها تبرق من الجمال، ولأول مره بسيمه تقف قدام المرايه وتبص لروحها وتتطلع لجمالها اللي اتحكم عليه بالدفنه، وتتحسر على شبابها، وغمضت عنيها وهي عتتخيل روحها موطرح بشاير ولابسه فستان الفرح، وعتتزف لحبيب مستنيها عشان تنور حياته وتعيش معاه ويعيشها السعاده. 


لكنها فتحت عيونها وفكرت حالها إن الحلم ديه مش بتاعها، وإن النصيب اتكتب، وخلاص لا فيه عريس هيستنى، ولا سعادة هتتعاش،ويمكن مفيش غير بس همام وعجزه، وأيام كيف بعضها تتعاش من غير اي جديد.

شويه وجه حكيم بطرومبيل خده من واحد صاحبه يجامل بيه عبد الصمد واهل بيته، وخد بشاير ومعاها بسيمه وأمهم دهب، وقام بيهم على البلد اللي خدت بنات عبد الصمد التلاته كيف النداهه، 


وطول الطريق بشاير ماسكه يد بسيمه وعتضغط عليها من شدة التوتر، وبسيمه تطبطب على يدها وتهديها، ولغاية ماوصلوا على مشارف البلد والتوتر زاد ماقلش، وبمجرد ماوصلوا أول البلد، وقف حكيم الطرومبيل وهو واعي فأول البلد جمل بارك بهودج متزين، والسيد واقف وماسك لجام الجمل، وعرفوا كلهم إن ديه هودج الزفه اللي جايبه السيد لبشاير عشان دخلتها البلد يكون ليها هيبه. 


فركن حكيم الطرومبيل علي جنب وراح على باب الطرومبيل فتحه، ونزلت دهب من باب ووراها بسيمه، ولسه هيلفوا عشان ينزلوا بشاير، لقوا السيد سبقهم ليها، وفتح الباب ونزلها، وشالها وسط الكل ووداها عالهودج وهي ميته من كسوفها، وعتحمد ربها على الطرحه اللي مداريه وشها من الناس؛ والا كان الكل شاف كسوفها، 

وبمجرد مانزلها ركبت الهودج قوام، والسيد قوم الجمل، وابتدت خطاوي الجمل ببشاير ناحية بيت السيد، ومع كل خطوه تقربه وتقربها من البيت، يعلى صوت قلبه بالطبل وتزيد رعشة الفرحه فكامل جسمه، لدرجة إنه بقي حاسس إن رجليه مش شايلينه. 


أما دهب وبسيمه فكانوا ماشيين ورا الهودج وشايفين اهل البلد والزفه الحلوه وفرحة ام السيد وصوت زغاريتها وزغاريت الحريم اللي عتجاملها، وغصب عنهم الفرحه دخلت قلوبهم، واتمنوا لبشاير إن الفرح يفضل ملازمها لباقي عمرها، وإن السيد يكون ليها نعم العون والسند. 

ووصلوا حدا بيت السيد، وبرك الجمل، وخطف السيد عروسته واتحرك بيها ناحية البيت، لكن الكل وقفوه، وخلوه ينزلها ويقعدها هبابه وسط الناس اللي جايه ومتعنيه من اخر الدنيا عشان تشوف العروسه الغريبه، 

وغصب أمه حكمت عليه يشيل الطرحه بتاعتها ويكشف عن وشها للناس، وهو مكانش راضي، وبعد الحاح وافق، وبمجرد مارفع طرحتها وشاف وشها وجمالها نزل الطرحه عليها تاني قوام. 

لكن امه جبرته ورفعتهالها هي، وهو حس بإنه قعد على كوم جمر من لحظة ماوشها اتكشف والعيون كلت وشربت فجمالها، وفضل يشتم في سره على امه لما ودالها مقطف شتايم. 

ومش بس هي اللي الناس كلتها بعيونهم، له دول كمان فصصوا بشاير تفصيص وحتي دهب امهم مسلمتش من عيون الناس، وكأنهم ببياضهم وحلاهم كيف مايكونوا ٣ قوالب سكر نبات وسط اكوام فحم. 

وبالعافيه صبر السيد حوالي ساعه على الوضع ده،وبعدها خطف بشاير خطف من وسط الناس وجرى بيها على البيت، ودخلت وراهم دهب البيت تستنى البياض كعادة اهل الصعيد،


 وأما بسيمه فعاودت على بيتها وهي خابره ومتوكده إنها هتلاقي همام علي آخره من غيابها، حتي لو مثل عكس ديه، وبالفعل اللي حسبته لقته، وبمجرد مادخلت البيت وراحت على اوضتها وفتحت عليه الباب التفت عليها قوام بلهفه، ووشه قوام انطعن بالسواد من الغضب اول ماعينه جات عليها، وبعلوا حسه زعق:

ايه اللي عاملاه فروحك ديه؟ وكيف مشيتي وسط الرجاله باللي فوشك واللي لابساه ديه، خلاص ابتديتي تتصرفي على إنك من غير راجل، ولا عايزه تزغللي العيون وتجمعيلك عريس فلاول؟ 

بسيمه سمعت كلامه وبرقت عنيها بصدمه وهي مش مستوعبه اللي قاله: وفوراً اتقدمت عليه ومسكته من خلجاته، وفى اللحظه داي لا شفعله عندها مرضه ولا عجزه، ونست كل حاجه الا الكلام اللي طلع من لسانه واتهامه ليها الصريح بأنها بلا اخلاق. 


❈-❈-❈


أما في بيت المقاول 

نزلت حوريه المطبخ كالعادة، والنهارده أول يوم شغل بُنا فبيت نعيم الجيد، والحريم كلهم ملهين مابين عميل شاي للشغاله، لتجهيز الوكل للغدا، وكل وحده بلا استثناء حاطه يدها فحاجه، وحوريه من وكت للتاني تبص لعدويه ونفسها تقولها كلام كتير، وتسكت متقولوش، لكنها في النهايه مقدرتش وقالتلها:

والله وهتوبقي ببيت لحالك ياعدويه وهتوبقي سته، بس اوعك تفكري إنك هتحكمي علي بناتي ولا تعملي عليهم حما هناك وتستفردي بيهم، حطي فبالك إن زي ماليا حداكي بتين ليكي حدايا بتين واللي يجرا علي بناتي هيجرا علي بناتك واكتر. 

ردت عليها عدويه وهي عتسك الحطب جوا الكانون:

يختي لو عالوعاره كان اتواعرت من زمان وحكمت ورسمت، ماني طول عمري فايتالك الحكم والرسم، وبعدين بناتي ايه اللي هخاف عليهم، هتعملي فيهم ايه اكتر من إكده، اذا كان مسخراهم هما وامهم، ايه هتعمليلهم ساقيتين وتربطي كل واحده فساقيه؟ اعمليها وعيب عيب اللي يقولك عتعملي ايه، اهم فبيتك وتحت يدك وليهم رب.. وبناتك اللي خايفه عليهم مني اني احن عليهم منك لعلمك، وبعدين اني قاعدالك اهنه مماشياشي، يادوبك الديك ييدن تلاقيني فوق راسك، دا ان مبيتش فأوضتي ومهملتهاش. 

حوريه بصتلها ومردتش عليها، لكنها بصت لباقي الحريم وزعقت فيهم بعلوا حسها:

همي منك ليها وكل وحده تشهل، عتشتغلوا كيف المشلولين جاكم وحط فيكم. 

خلصت زعيق ونقلت عيونها مابينهم، واتحسرت بينها وبين روحها علي حبات السبحه اللي هيتفرطوا من بين اديها، وبناتها اللي هيبعدوا عن عينها، وعالبيت اللي ابتدا يفضى من سكانه وحده وحده، وعلى جيشها واسطولها وسلطته اللي عتزول بالهبابه. 

عدت الساعات، وخلصوا الغدا، وطلعت حوريه ترتاح في اوضتها شويه وتفرد ضهرها بعد ماادتهم التعليمات اللي يمشوا عليها وينفذوها، وبمجرد مافتحت باب اوضتها وشافت صندوقها منبوش وخلجاتها عالارض، جرت عليه وفتشت عالفلوس ولما ملقتهمش كتمت صرخه جواها، وندبت علي راسها وخدودها ورجليها، وبعدها وقعت جار الصندوق مغمي عليها من غير ماحسها يطلع ولا حد يحس بيها..


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة