-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 4


قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الرابع


إتحركت عديله من قدام باب أوضة حوريه قوام، وخلاص هتنزل السلم، لقت ممدوح واد صفوت فوشها ععيقولها بالحس العالي:

جده عديله تعالي كلمى شام مرت عمي عاوزاكي تشوفي ربيعه بتها عتبكي وهي معارفاشي مالها ومعارفاشي تسكتها. 


وإهنه حوريه سمعت ممدوح وعرفت إن عديله طالعه لسبب قوي ؛ عشان مش من عوايدها واصل تطلع الدور الفوقاني غير للشديد القوي، ومفيش دلوك أقوى من إنها شاكه فحاجه غلط من كلام بدور وطلعت عشان تتأكد. 

اما عديله فنزلت قوام من خوفها ان حوريه تعرف بأنها فوق، وتحس بأنها عرفت حاجه، واتمنت إن حس ممدوح ميكونش وصلها،

 ونزلت تحت قوام، ودخلت الاوضه قبل ماحد ياخد باله إنها كانت فوق ويقول لحوريه، ومن وسط شكها ضميرها قالها بإن الفلوس اللي شافتها فيد حوريه داي ممكن تكون فلوسها هي محوشاها من ورا توفيق، وإنها لو اتهمتها بالسرقه تكون عتظلمها، وتقف حوريه قدامها يوم القيامه وهي طالباها فمظلمه،لكن رجع عقلها قالها إن المبلغ اللي شافته فيد حوريه كبير، اكبر من مبلغ تحويش.


أما حوريه فبمجرد مانزلت عديله، طلعت عالسطوح قوام، وخدت الفلوس من البلاص، ولفتهم زين بشاشه من بتوع مواجير اللبن وحطتهم فى شكارة سماد نايلون فاضيه، وبعدها حطتهم فصومعة الغله المقفوله، واللي لسه مش هياجي الدور على فتحتها دلوك، ودفنتهم زين فقلب الغله ونزلتهم لتحت بحيث إن حتى اللي يقلب فوش الغله او حتى يوصل لنص الغله ميقدرش يوصلهم، وغطت الصومعه زين وليستها من تاني، ونزلت لأوضتها، لمت الفلوس فى قمطة راس، ونزلت بيها وسط خلجاتها اللي محتاجين غسيل، ملكلكاهم بحيث ماحدش يقدر يشوفهم. 

وبمجرد مانزلت راحت بيهم على اوضة كرار تدسهم فيها، لكنها خافت تجرا حاجه ويلقوهم فأوضته، فغيرت خطتها وراحت بيهم عالموطبخ، وحطت الخلجات على جنب عشان اللي تغسل تغسلهم معاها، ودست القمطه تحت حله فخار مكفيه مش عيستخدموها، وطلعت بعدها قعدت في الحوش عادي. 

وطول قعدتها عينها على عديله وعتحاول تستنتج من بصاتها وحركاتها ياتري شكها وصلها لفين، وهل كشف المستور هيكون علي يدها هي ولا ايه؟ 

وبعدها استبعدت إنها تكون عارفه حاجه، لانها لو كانت عرفت كانت فضحتها في التو واللحظه وفضحت سترها، فبدأت تتصرف عادى، وطردت الخوف من جواها، وابتدت تمارس سلطتها عاللى في البيت بشكل طبيعي وتدى أوامرها لدي ودي وتقسم المهام. 


طلعت عديله من الأوضه بتاعتها بعد ماحوريه غابت عن نظرها، وشافتها عتتمشى في البيت بمنتهى الاريحيه ولا كأنها عامله عمله، 

فمقدرتش تتمالك حالها، وبلؤم إتكلمت كأنها متقصدهاش بالحديت:

- واد ياممدوح، اني شفتك وإنت عتاخد الحلاوه بتاعة اخوك بدري من وراه، ولما سألك قولتله مشوفتهاش، إنت إكده بقيت حرامي ياستي، والحرامى عتحصله حاجتين، يتفضح في الدنيا، ويروح جهنم في الآخره، اوعاك تمد يدك على حاجه مش بتاعتك ياولدي وتستحل مال غيرك، ولا هو العرق دساس ولا ايه؟ قالت كلمتها وبصت لحوريه بنظره ذات مغذى. 


وحوريه لما سمعتها قلبها وقع فرجليها و قربت منها وسألتها بعد مابلعت ريقها واتمنت ان الحديت يكون صدفه مش اكتر:

-قصدك ايه يامرت عمي بحديتك ديه، مين فينا حرامي عشان يطلع واد صفوت زيه ويوبقي العرق دساس؟ 

عديله بسخريه:

-والله اللي على راسه بطحه يامرت ولدي دايما تلاقي يده عليها عتحسس. 

حوريه حاولت تبان طبيعيه وتتغدى بمرت عمها وتطبق عليها مثل خدوهم بالصوت:


-عقولك ايه، لمي لسانك ياعدويه واهمدى عشان مقلبش عليكي وانتي خابره قلبتي زين، بطلي لؤمك ديه إنتي وليه كبيره ورجلك والقبر، واني دلوك مهتحملش منك اللي كنت متحملاه زمان، واللي كنتي متحاميه فيه وكان قاطع لساني وممخلينيش اخد منك حق ولا باطل راح، ومن إهنه ورايح الحرف يطلع من خاشمك بحساب، ومش بس إنتي، له دا كل مره في البيت ديه لازمن تعرف مقامها زين، وتعرف إن حوريه هي كبيرة البيت وسته. 


عديله:

-ايوه ياحوريه فيعي فيها واتحكمي واتجبري ماردادك مات ومسك القرد مفتاح الكرار. 


حوريه:

-افيع ونص وتلات تربع.. وانتي أول وحده هفيع عليها.. داني مغلوله منك غل الزمان.. ومن إهنه ورايح أسمع حسك يبرطم بكلمه ولا يعلي بشتمه مهتشوفيش أي طيب. 


عديله:

-إقربي لمي بس انتي واني اقول علي كل حاجه واقول مين اللي سرق القرشينات وطمرهم وين، واخليكي تتداسي بالبلغ القديمه. 


حوريه بلعت ريقها بخوف بعد مااتوكدت إن عديله عرفت إنها هي اللي خدت الفلوس وقالتلها:


-إعملي اللي تعمليه وقولي اللي تقوليه ولا حد هيصدقك. 


عديله:

-اني مهقولش قول اني حداي البينه.. والبينه علي اللي عيدعى يالطاشه ياام يد طويله ياحراميه.


خلصت حديتها وشافت الخوف بان علي ملامح حوريه، ووشها غدا اوصفر كيف اللمونه وعرفت إنها ضربتها فمكتل، وإن هي اللي سرقت القرشينات صوح، وإن الشك اللي كان جواها بإن الفلوس اللي شافتها معاها جايز تكون فلوسها هي محوشاها من ورا توفيق اتلاشى نهائي، وحل مكانه اليقين بإن حوريه هي الحراميه، وحلفت لتفضحها قدام الكل.. بس في الوكت المناسب مش دلوك.. بعد متلاعبها هبابه، لكنها متعرفش إنها بكده غلطت غلطة عمرها، وخلت حوريه تاخد حذرها.  


دقايق عدت وكانت عديله لساها واقفه هي وحوريه، واقفين قصاد بعض كيف الديوك، كل وحده عايزه تهجم عالتانيه تخلص عليها، لكن قطع لحظة المواجهه كرار اللى دخل البيت، وبمجرد دخوله أمه خدته على أوضته، وقفلت عليهم الباب وقالتله بلهوجه ولهفه، إنها طلعتله تحويشة عمرها كله عشان يتجوز بيها، وقالتله كمان.. إن اخواته لو عرفوا بأمرها هيقاسموه فيها وخصوصي إن عزت هو كمان عايز يتجوز بدور ويلم حاله، والسنويه بتاعة ابوه خلاص كلها شهرين وتتعمل ومهيوبقاش فيه موانع للجواز. 

وإنها لو رفضت تديهم هيزعلوا منها ومش بعيد يقاطعوها. 

وقالته عشان نتفادوا كل ديه الحل فيد نسايبك. 

تاخد الفلوس دلوك وتجري تديها للعمده وتحكيله اللي قولتهولك، وتقوله هاجيلك انى وعمي نحددوا المعاد رسمي كأنه هو  المتعجل عالجواز، وانه يعطيك القرشينات فيدك قدام عمك سلف عشان تكمل الجوازه وتعمل الفرح على اساس انهم دين لما ظروفك تتحسن تردهوله. 


كرار ضحك بفرحه لما سمع كلام امه وبعدها كشر وسألها:

- إيوه بس العمده هيرضى باللف والدوران ديه ويكدب عشاننا؟ 

حوريه:

-هيرضى وهيوافق متقلقش، ولو مرضيش اني بنفسي هروحله وافهمه.. ولا اقولك اني هاجي معاك عشان احنا التنين نفهموه زين، واني اعرف مااخليه يرضى ويقول اللي إحنا طالبينه منه.. يلا يلا مفيش وكت هم بينا. 

خلصت كلامها وراحت عالموطبخ جابت صرة الفلوس بالعجل وهي عتتلفت احسن حد يشوفها، وادتهم لكرار اللي مسكهم وقلبه رقص من الفرحه وهو مش مصدق إنه خلاص ماسك فيده تمن سعادته، وإنه خلاص فاضل عالفرحه تكه.

لبست حوريه ملسها، وطلعت هي وكرار اللي حط الفلوس فسيالة الجلابيه وطلع بيهم من البيت عادي وحتى عديله مخدتش بالها للفلوس، وراحوا قاصدين بيت العمده، وهناك قابلوا العمده واتفقوا علي كل حاجه، والعمده اول ماشاف الفلوس انجعص وحط رجل على رجل وطلب شبكه لبته، وطلبلها مهر مبلغ محترم، وخدهم من الفلوس، وحوريه وكرار مقدروش يفتحوا حنكهم ولا ينطقوا بحرف واحد، ويادوب خلى لكرار من الفلوس حق الخشب اللي هيشتريه وحق الفرح والدبيحه وبس. 

وعاود كرار وأمه وهما صاكين على سنانهم من عملة العمده اللي بينتلهم قد ايه عنده طمع وخسه 

❈-❈-❈

عاودت حوريه للبيت وكرار راح عالمندره وقعد فيها لانه من ساعة مااتولدت بت شام وهو مش طايق البيت ولا طايق يسمع حسها فيه. 

وبمجرد مادخلت البيت وقفت قصاد أوضة عديله وابتسمتلها بإنتصار، وعديله من البصه والابتسامه فهمت إن الحيه عرفت تفلت من بين إيديها وترجع لجحرها وتأمن نفسها. 

وبناء عليه، قررت إنها تاخد بالها منها مليح، لأنها دلوك عتجهز روحها وتستحضر سمها عشان تلدغها اكيد بعد ما اتوكدت إنها عرفت سرها..ولامت روحها على غلطتها اللي كانت غلطة الشاطر. 

❈-❈-❈

عاودو الرجاله من شغلهم، وقعدوا كلهم في الحوش بتاع البيت ينتظروا الغدا يتحط، وحتى كرار لما شافهم رجعوا، جه معاهم عالبيت يتغدا ويشوف إيه اخر اخبار الشغل، وعيشتغلوا فين طول اليومين اللي فاتوا، وكمان يقولهم ويقول لعمه علي ميعاد جوازه اللي اتقدم، وياخده للعمده عشان يحصل اللي اتفقوا عليه هو وامه، ويتم التمام على خير والبعيد يقرب. 


الوحيد اللي اتخلف عنهم ومعاودش معاهم هو عزت، اللي قالهم هيروح البندر يشترى حاجه ضروريه ويعاود. 


قعدوا الرجاله واتغدوا كلهم سوا وبعدها كرار قال لعمه واخواته عالقرار، ومقبلش من حد فيهم نص كلمه ولا ذرة عتب ولا سمح لحد فيهم يعترض، وقالهم إن الامر منتهي، وهما قصاد اللي شافوه منه من تصميم وإصرار وعند وافقوا مغلوبين على امرهم. 

وعمه قاله إنه هيروح معاه، بس العتب عالعمده على العمله الخسيسه داي مش هيسقط واصل. 

وخصوصي إنه عشان يكمل الجوازه هو اللي هيدفع فلوسها كلها من جيبه ويداين عريس بته عشان يتجوازها، وداي لا حوصلت قبل سابق ولا عتحصل فعرفهم. 


وبعد ماخلصوا غدا وكلام وحديت، كل واحد قام يشوف اللي هيعمله، اللي دخل يرتاح دخل واللي طلع عالجنينه يشوط عليها وع الارض طلع، واللي عاود للمندره عاود. وفضى الحوش من الرجاله ومفضلوش غير الحريم يجروا كيف النمل في البيت بناء على اوامر حوريه. 

وبدور طلعت لأوضتها بعد نص يوم شغل وخدت معاها الخرفشه والليفه وزيت الزيتون والفازلين والجاز وطلعت تعمل روتينها اليومي اللي عتستعد بيه لجوازها من عزت اللي مفاضلش عليه غير شهرين وكام يوم. 

❈-❈-❈

عاود عزت من البندر، ودخل الجنينه وهو شايل شنطه سوده داسسها تحت باطه وعيتلفت حواليه كيف الحرامي، ودخل علي البيت وكمان اتلفت شمال ويمين واطمن لما ملقاش حد واصل فى الحوش، واتقدم بخطوات سريعه ناحية أوضة سته عديله، ووقف قدامها متسمر وعيونه كانوا هيطلعوا من موطرحهم، وخشمه اتفتح على آخره، وهو شايف شام غفلانه وعترضع بتها وباب الأوضه مفتوح ومساتراش حالها. 

دقيقتين يمكن أو اقل وقفهم عزت قبل ماشام تنتبه لوجوده، لكنهم كانوا كفيلين يخربطوا احواله ويخلوه يضيع عقله،  وانتبه لما شام لملمت حالها وبزعيق قالتله:

- عزت! واقف حداك عتعمل ايه، وايه اللي موقفك إكده من الاساس؟

خلصت شام كلامها وعديله التفتت لعزت، وقامت عشان تشوفه عايز إيه وواقف ليه على باب الأوضه؟ 

وهو كل ديه عيونه متثبته على شام وعيتطلعلها ويتطلع للبت اللي شايلاها على حجرها بتمنى، وعيقول في سره لو كانت داي مرتي اني ومخلفالي بتي، قسما باللي صورها فاحسن صوره كان زماني قاعد تحت رجليها اخدم فيها. 

وصلت قدامه سته عديله، وضربته على خده بقلم خفيف عشان تفوقه من التوهان اللي هو فيه، وسألته بحزم:

-مالك ياواد حوريه واقف إكده ومتسمر  ليه، عاوز ايه؟ 

عزت وهو عيجلي صوته وينتبه لروحه:

احمم، معاوزش حاجه ياستي هعوز ايه يعني؟ اني بس جايب الحاجات داي لبت كرار اخوي، قولت حرام خليها تفرح. 

خلص حديته ومد الشنطه لسته وهو عينه على شام، ولما سته ممدتش ايدها، ولا شام اتكلمت، دخل هو بالشنطه للأوضه وحطها عالسرير جار شام وفتحها وابتدا يطلع منها. 

خلجات صغار للبت، وبزازه، ولهايه، وغيارات داخليه للبت، وبودرة تلج، وشخليله، وطواقي.. وطلع كمان جلابيتين حريمي حلوين، وعصبتين بخبايب صوف ملونه، وجزمه قطيفه حمره انجليزي خلت عيون شام لمعوا من جمالها لما طلعها من الشنطه، وكل دول حطهم قدام شام وقالها:

حمدلله على السلامه ياشام، تتربى فحنانك وفعز ابوها. 

خلص جملته وبص لربيعه اللي على حجر شام، واتبسم وهو شايفها كأنها حته من شام سقطت علي حجرها، برغم انها كد الكف، بس ملامح شام وحلاها كله فيها، ومد اديه عليها وقال لشام بترجى:

ينفع اشيلها هبابه؟ 

بصت شام لعديله، وعديله بصت لعزت، ولما شافته باصص للبت ومتبسم، هزت دماغها لشام بالموافقه، وشام شالت البت وحطتها بين اديه وهو سمى، وميل عليها وحبها وشم ريحتها شمه قويه، وبعدها عنه، واتملى فيها شويه، وبعدها مدها لامها تاني وطلع من غير ولا كلمه،


 ومعارفشي إيه الاحساس الحلو والراحه اللي حس بيها لما شال بت شام، وشاف الرضى فعيون شام وهي شايفه الحاجه، حتي لو منطقتش بحرف. 

طلع من الاوضه وهو مبتسم، وراحت الابتسامه وهو واعي بدور واقفه قدام باب الأوضه وحاطه اديها فوسطها والغضب كاسي ملامحها، وبمجرد ماقرب عليها عزت بنبرة عتب قويه قالتله:

- اني زعلانه منك قوي ياعزت. 

رد عليها عزت بدون مبالاه وهو عيزيحها من قدامه:

- طب ماتزعلي حد حايشك؟ 

بدور كملت كلام وهي عتمشي وراه وهو ماشي ومش مستني:

- ياللي مافيوم دخلت عليا من بره بحاجه، لا بعصبه ولا جلابيه ولا حتى بجزمه كيف اللي جبتها لشام! 

عزت وهو عيقعد عالدكه:

اجيبلك بمناسبة ايه، طب شام والده، انتي ولدتي قبل سابق واني مجبتلكيش؟ 

وبعدين اصبري عليا بس اتجوزك وهتشبعي جزم. 

بدور بفرحه:

صوح ياعزت؟ 

عزت بقرف: وحياة ريحة الجاز اللي كتمت نفسي داي لكل يوم ليكي مني جزمتين تلاته لغاية ماتقولي حقى برقبتي بزياداني جزم..ودلوك روحي هاتيلي لقمه اتغدا وحطيلي بصايه وطلعي الجوزه واغسليها وجهزيها. 

بدور ضربت علي صدرها بصدمه وقالتله:

يامري إنت عاودت لشرب الجوزه تاني ياعزت؟ مش كنت بطلتها لما عمي حرج عليك منها ونسيتها من زمان؟! 

عزت: ايوه بس دلوك لازمن ارجعلها؛ عشان داخل علي مرار طافح ومفيش غيرها هي اللي هنفس فيها غضبي وغيظي. 

روحي اعملي اللي عقولك عليه ومتجادليش، وبعدي من قدامي عشان كل ماعيهب الهوا عيجيب ريحتك لمناخيري وعيخليني عايز استفرغ..غوري يابدور الله يسامح حظي المنيل اللي ربطك فرقبتي روحي. 

لوت بدور وشها بعدم رضى واتحركت من قدامه وهي عتبرطم مع نفسها:

- دايما كاسر نفسي ياعزت دايما.. ورجعت ابتسمت وردت على روحها.. بس يابت ديه عينكشك من محبته فيكي، راجل تقيل مش خفيف ومدلوق وبتاع دهلسه ومحلسه، واد عمك ومها عيمل تتحمليه جاكي ضربه. 

وإبتدت تجهزله الوكل وهي عتغنى وتدندن بفرحه ومتأمله فعزت كل الخير بعد جوازها منه. 

❈-❈-❈

أما في بلد عبد الصمد

دهب ضربت علي صدرها وشهقت بصدمه وقالت:

يامرررك يادهب، ياحظك فبناتك يادهب، ياحزنك وحزن بناتك المفرع ومغطيهم ومغطيكي يادهب.. انت متوكد من الحديت ديه ياعبصمد، يعني جوز بسيمه اتشل والبت خلاص اتعست كيف اختها شام؟ 

له كيف اختها ايه داي اتعست تعسه اكبر من تعسة اختها بقنطارين تلاته. 

عبد الصمد قعد على الدكه بضعف من كتر ماهبط حيله من الخبر اللي بلغهوله حكيم واد الشيخ جاهين وبقهر رد عليها:

-بناتي كيف مايكونوا خدوا قلة البخت اللي فى الدنيا كلها لحسابهم يادهب، اني مبقتش خابر هما عيوحصول معاهم إكده ليه؟ 

إيه الذنب اللي عيملوه وعيكفروا عنه، ولا ايه الذنب اللي عميلته اني ولا انتي وعيخلص من بناتنا، دااحنا يشهد الله عايشينها نتمنوا رضا ربنا وعنقولوا ياستر دارينا. 

دهب: 

-وبعدين ياعبد الصمد، يعني إيه، يعني إحنا خلفنا وربينا وتعبنا ورمينا بناتنا للقهر والمر بالساهل إكده؟ 

مفيش ليهم منفد، مش كفايه شام وحرقة قلبي عليها، كمان بسيمه حصلتها، لطفك ياااارب. 

عبد الصمد:

- هملينا من الولوله ممنهاش فايده دلوك، المكتوب وقع، واللي جرا جرا، جهزيلي حالك انتي وبتك بكره من الصبح هنروحوا ناخدوا بخاطر الناس ونشوفوا بتك وحالها، مع اني خابر بسيمه قويه وجبل مايهزها ريح، بس برضك قلبي قاد نار عليها، واعملي زياره زينه يادهب الناس تلاقي بيتهم اتنفض من الفلوس تنفيض ومبقاش حداهم يجيبوا قوت يومهم حتى. 

خلى بشاير تعمل اللازم انتي مهتقدريش فحالتك داي تعملي حاجه اني خابر. 

خلص كلامه وقام دخل اوضته واتمدد ففرشته وهو حاسس إن نفسه داق من كتر ماحاسس بالقهر على بناته وحظهم.

 

❈-❈-❈

عدى النهار، وجه الليل وعدى هو كمان، والناس المهمومه كل واحد بايت سهران  يفكر فهمه ويتدبر احواله. 

ومع زقزقة العصافير في الصبح بدري وسعيها على قوتها وقوت عيالها، الكل قام على سعيه، وبمجرد ماالنور شقشق قامت بشاير تجهز وتحضر في الزياره،

 وبرغم انها زعلانه عاللي جرا لجوز اختها، وإن اختها اكيد مقهوره دلوك لانها هتشرب المر في الشيل والحط والمداريه، لكنها فنفس الوكت فرحانه إنها هتشوفها وتاخدها فحضنها وتكحل عيونها بشوفتها، واتمنت لو الحظ يغير طبعه الردي معاهم النوبادي ويسمحلهم جوز شام انهم يشوفوها هي كمان، بكده تكون كل الاماني اتحققت والشوق يموت مقتول على يد الوصال. 


جه حكيم في الميعاد اللي قالهم عليه، وخدهم بعربيه اجره كراها وحطوا الزياره فيها وطلعوا قاصدين بلد الحبايب. 

ووصلوا اخيراً عند المستشفى، وطلع معاهم سلم اول واحد على همام واطمن عليه ونزل كمل بالعربيه على بيت همام ينزل الزياره اللي جايبينها نسايبه هناك ويحود عالمعمل يستنى فيه لغاية ماعبد الصمد ومرته وبته ياخدوا قعدتهم مع بتهم براحتهم، ويعاودلهم عشان ياخدهم عالبلد. 

أما بسيمه فبمجرد ماشافت أمها شهقت وجرت عليها اترمت فحضنها وسالت دموعها اللي الكل افتكرها دموع زعل عاللي جرا لجوزها، لكن الوحيد اللي كان خابر إنها دموع شوق ليهم مش اكتر، هو همام، اللي كل دمعه كانت تنزل من عنيها كانت تكوي قلبه كوي. 

بعدت بسيمه اخيراً عن امها وحضنت اختها بشوق لايامهم الحلوه سوا، ايام راحة القلب وخلو البال والفكر، وكملت على كتفها باقي الدموع المخزونه، وبعدها مسحت دموعها وراحت على ابوها واترمت فحضنه وضمته وشدت عليه واتبسمت، كأنها عتقوله عندك إنت ومينفعش الضعف، عندك انت وعشانك إنت بس، كل شي في الدنيا يوبقي هين حتى الضعف.

وهو كمان ضمها على قلبه واتنهد بقلة حيله، كيف مايكون عيرد عليها وعلى كلامها اللي مقالتهوش ويقولها على عيني حالك يابنيتي، وعلى قلبي والله. 


بعدت عنه اخيراً، وفتحتلهم المجال عشان يدخلوا لهمام، ودخلوا عنده وواسوه بكل الكلام اللي عيتقال في المواقف المشابهه للموقف اللي هو فيه، مع إن كل كلام الدنيا في حالة همام لا ينفع يصبر أو يواسي، المصيبه كبيره وربنا وحده اللي قادر يخففها عليه. 

ومن بعد همام سلموا على ابوه واخوه، وقعدوا كلهم مع بعض قعدة ناس طيبه مفيش مابينهم واحد قلبه مشحون من التاني، فبالتالي القبول كان متبادل، والقعده كانت جميله برغم الظرف اللي مجتمعين فيه..وعبد الصمد انشرح قلبه وهو طول الوكت سامع حمدون ابو همام يشكر فبسيمه واصلها ويقوله تسلم ربايتك ويسلم اصلك الطيب، وكان باصص لبسيمه بفخر وشكرها بعيونه وبقلبه الف شكر علي رفعتها لراسه بين الناس، وهي ردت على شكره بإبتسامه حنونه وبوسه على يده كفت ووفت عن كل الكلام. 

أما لواحظ فكانت أسعد وحده فيهم مع انها كانت في البيت مقاعداش وسطهم، لكن سعادتها اتمثلت ففرحتها بالحاجات اللي جابهالها حكيم وقالها إنهم من نسايبها واتملى بيتها بالخيرات اللي نستها ولدها العيان، وحتى العلقه اللي خدتها على يد بسيمه هي وبناتها نسيتها وهي شايله وزتين تحت كل دراع وزه وعماله تلاعب فيهم بفرحه. 



أما في المستشفى فأثناء ماالكل قاعدين، دخل عليهم اتنين راجل وولده، وبمجرد مادخلوا عبد الصمد عرفهم قوام، أيوه ديه السيد وأبوه، اللي المفروض هيتجوز بشاير بعد كام شهر. 

وأبو السيد كمان عرفه هو وولده، وبعد مالسيد وابوه سلموا على همام واطمنوا على صحته، راحوا على عبد الصمد واهل بيته يسلموا عليهم ويعملوا الواجب، وبعد السلام علي عبد الصمد ودهب مرته، وصل ابو السيد بالسلام لصبيه كانت متخبيه ورا امها مش باينه منها غير بس طرف توبها، وسلم عليها وصلى على النبي وسأل عبد الصمد:

بتك التالته داي ياعبد الصمد؟ 

عبد الصمد هزله دماغه بموافقه، وابو السيد كمل.. يعني داي عروسة السيد؟ 

عبد الصمد كمان هزله دماغه بموافقه، ورد عليه ابو السيد.. زينه والله ياسيد ياولدي يابختك بيها. 

وإهنه الفضول هز بدن السيد وخلاه إتحرك خطوه من ورا ابوه ناحية بشاير، ونفس الفضول خلاها هي كمان ترفع عيونها من الارض في إتجاهه، وبمجرد مااتلاقت العيون والسيد شافهم طاح قلبه فى الارض طيحه مابعدها طيحه. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة