-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 7

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السابع



قامت بشاير ودخلت اوضتها بعد ماقلعت الحجل وخدته فيدها هو والقماشه الحمره اللي كان مسرور فيها، وكمان الخلجات اللي لقتهم عالدكه بعد ماامها وابوها دخلوا يناموا، ودخلتهم اوضتها حطتهم علي السرير، واتمددت عالسرير جارهم وهي عتتأمل فيهم، وبعد شويه غمضت وراحت في النوم وهي عتدعى ربها يقويها عاللي جاي ويكتبلها الخير ويبعد عنها الشر..ويكون ربنا شايلها ايام حلوه

❈-❈-❈


قاعد همام على على سريره في المستشفي، مهموم ومدايق وحاسس إن الهوا اللي حواليه اختفى مع روحتها، ومش عارف يتنفس، وكل شويه يزعق فعزام بسبب ومن غير سبب:

-عزام يازفت تعالا اعدلي المخده ورايا مش عارف ارجع دماغي لورا، وضهرى وجعنى. 

عزام:

-مااني توي عادلهالك ياهمام؟ 

همام بعصبيه:

- اتزحلقت ياخي،مش مريحاني ياسيدي، عايزه تتعدل تاني، هيجرالك ايه يعني لما تخف نفسك وتاجي تعدلها؟ خلاص عدلة المخده بقت متعبه وقومتك بقت صعبه؟ خلاص بديت اكون تقيل عليك وتتأفف عليا وتمل من خدمتي؟ 

إيوه ماني من أهنه ورايح هكون شيله الكل يفر منها ويهروب. 

عزام قام جري عليه وهو عيتعجب من كلامه وقرب يعدله المخده مره رابعه وهو عيقوله:

-ليه عتقول إكده ياخوي، اخص عليك ياهمام برضك اني اكل منك فيوم من الايام واهرب واشوفك شيله؟ 

همام بكسره:

-هي دي الحقيقه ياعزام ليه مستغرب، ايوه اني بقيت شيله، وبقيت واحد عاجز لا حول ليه ولا قوه، والكل ماهيصدق يهروب من جاري، واهي بسيمه اول وحده مشت وماصدقت تهروب من جاري وشكلها مجاياشي تاني. 

عزام رد عليه بعجب اكبر:

تهروب ايه بس وماجياشي تاني ايه! ياولد ابوي المخلوقه روحت تتسبح وتغير خلجاتها وتعملنا لقمه ناكلوها بدال الوكل النواشف اللي عناكلوه بقالنا كذا يوم وبطننا نشفت منيه، وأمك واخواتك البنات مافاكرينش فينا بفتيته حاف حتى، ولا كأن ليهم حد مرمي فى المشتشفى. 

همام رد عليه بحس مخنوق من كتر الخوف والوجع:

- ديه الكلام اللي قالته عشان تمشي ياعزام، بس هي مش هتاجي تاني، والدليل على حديتي شوف بقالها كد ايه ماشيه ولحد دلوك مجاتش. 

عزام رد بشفقه على حال اخوه:

-وحد الله ياهمام ياخوي البنيه مليهاشي حاجه ماشيه، ميته لحقت اتسبحت وميته لحقت طبخت وميته لحقت عملت ايوتها حاجه؟طول بالك وهي هبابه وهتلاقيها داخله علينا، بسيمه بت اصول ومش هي اللي تسيبك فوكت كيف ديه وتتخلى عنك. 

همام بعصبيه وحس هز الموطرح هز:

يابوي متطبخش محدش عاوز يطفح، اني معاوزش اطفح وهي لقمتها كيف لقمة الزرزور معتاكلش كتير، وعتغمسها بأي حاجه وتحمد ربها لو قدامها اصناف الدنيا كلها، يوبقي مفيش غيرك، وانت لو عليك تغور تاكل في البيت وتعاود. 

عزام ضحك ومردش على همام، وضحكته نرفزت همام اكتر، ولسه هيزعق فيه تاني لكنه سكت وهو واعي حكيم واقف عيخبط على باب الأوضه، وبعد ماشاف إن مفيش غير عزام وهمام فيها دخل من غير ماحد يأذنله وبص لهمام وسأله:

- مالك ياقزين حسك جايب لاخر المستشفي ليه، عاوز ايه؟ 

همام رد عليه بخجل:

-له ولا حاجه سلامتك ياشيخ حكيم، بس اني عزعق في الواد الغشيم ديه عشان عقله على كده ومعيفهمش وتاعبني. 

عزام بضحكه:

- والله كداب ياشيخ ديه اتهوس لما مرته روحت وهملته ومن الصبح ماسكني شتيمه وإهانه وفش غلب لما طلع روحي وحسسني إن اني اللي مشيت مرته من جاره وعيحاسب فيا. 


ضحك حكيم وهو عيقعد جار همام وقاله:

-متهدا وتجمد ياهمام مش إكده ياراجل أمال، يقول عليك ايه اخوك الصغير دلوك؟ 


عزام بضحكه: هقول عشقان ومكفى على بوزه هقول ايه يعني؟ 

همام مردش وخد نفس ونفخه بوجع وقلة حيله، وحكيم لما عيمل إكده قاله:

وه، هتحرقنا ياخى قدامك مش إكده، مش للدرجادى يعني! 

همام: كيف مش للدرجادي كيف، اسكت ياشيخ اصل اللي ميعرفش يقول عدس، ماانت لو تشوف قلبي دلوك وحاله عامل كيف متقولش إكده، ولا التيس اللي هناك ديه يضحك على حالي، الا تحزنوا عليا والله العظيم. 

خلص كلامه وبص بعيد واتنهد وعيونه لمعت بدمعة ضعف حكيم استغربها تكون فعيون راجل اصلا، ومن ايه من العشق؟! 


فقعد جاره هبابه يواسيه ويصبره، ويحاول يخليه ميحسش بالوكت اللي كان يحسبه بالثانيه، وهو متابع خط الشمس اللي عالحيطه بعيونه وهو عيتحرك ويتغير موطرحه، وكل مايتحرك والوكت يفوت ملامح همام تتعقص اكتر، لغاية ماتاقت من عالباب اللي بمجرد توقتها همام شهق وغمض عيونه وهو عياخد نفس جامد، كأن روحه كانت مفارقاه وردتله تاني، وابتسامته بقت من الودن للودن وهو واعيها عتدخل من الباب بهداوه وشايله فيدها سبت واضح انه تقيل عليها، ومن غير وعي زعق فهمام اخوه:

متروح تشيل عنها يابجم مواعيهاش بالعافيه ماشيه باللي فيدها! 

خلص جملته وعزام جرى علي بسيمه وهو عيضحك شال عنها السبت، وحكيم هو كمان اتبسم على حالة همام، وعلى لمعة الحزن والخوف اللي كانت لسه من مفيش كاسيه عيونه، وفلحظه اتبدلت اللمعه للمعة فرحه واضحه للأعمي. 

ووقف حكيم واستأذن عشان يمشي ويهمل همام يشبع من شوفة مرته اللي من لحظة مادخلت وعيونه التنين حاضنينها وماراضينش يحيدوا عنها، لكن بسيمه رفضت انه يمشي، وحلفت إنه لازمن يقعد يتغدا معاهم، وهو قصاد اصرارها وافق، وقعد عالارض ياكل مع عزام، وبسيمه خدت وكلها ووكل همام وراحت قعدت جاره وابتدت توكله وتاكل معاه، وحكيم مراقبهم ومبتسم عاللي بقى عامل كيف العيل الصغير فحضرة حبيبته وناسي كل اللي حواليه وناسي الدنيا باللي فيها، 

وسأل نفسه:

-معقوله الحب طلع يقدر  يعمل اللي متقدرش الجبابره تعمله في الواحد؟ معقوله الحب طلع يقدر يهذب النفس ويهدى العاصي ويهد القوى ويسودن العاقل؟ معقوله الحب ليه كل السلطه داي عالقلوب والعقول وهو مجرد إحساس لا حول ليه ولاقوة؟ 

سأل كل الأسئله داي لحاله بعجب وهو ميعرفش اللي متشاله فى الغيب، واللي لو كان يعرفه مكانش حس بذرة عجب وكان عرف إنه اكتر واحد هيعرف ويدوق ويجرب قوة الحب وسلطته ممكن توصل لحد فين. 

خلصوا وكل وحكيم استأذن ومشى، وعزام طلع بره الاوضه وراح يشربله كباية شاي، ومفضلش فى الأوضه غير همام وبسيمه، اللي لساها قاعده توكل فيه وهو عيمضغ على اقل من مهله؛ عشان قعدتها جاره تطول، ويشبع من ملامحها وقربها كيف ماهيشبع من الوكل من يدها. 


شويه ودخل عليهم حمدون ابو همام واللي كان جاى عليهم مباشرة من بعد ماخلص شغله في الغيط، وبمجرد دخوله وشوفته لبسيمه وهي قاعده جار همام وعتوكله بحنيه، اتبسم ودخل ورمى عليهم السلام، واطمن على همام وقعد جاره بعد مابسيمه قامت بالوكل، وراحت جابتله يتغدى هو كمان لما قالت لنفسها اكيد جعان ومكلش حاجه من الصبح. 


حمدون وهو عيمد يده ياخد الوكل من بسيمه ويحطه جاره:

-تسلم يدك يابنيتي، تسلمي يابت الاصول ياطيبه. 

بسيمه:

- يسلم عمرك ياعمي.. قالتها ومدت يدها على طرف طرحتها ومسكته وكان مربوط عليه حاجه، وابتدت تفك فيها، ولما فكتها كانت فلوس، عدت منها مبلغ رجعته لطرف طرحتها تاني، والمبلغ الفاضل مدته لابو همام. 

حمدون بإستغراب:

إيه دول يابتي؟ 

بسيمه:

دول باقي حق العنزه الحمره العُشر ياعمي اني بعتها. 

حمدون بصدمه:

ياحزن الحزن بعتيها كيف، داي عنزة لواحظ وغاليه عليها قوي مربياها على يدها من وهي صغيره وعتحبها اكتر من عيالها، كيف بعتيها وميته وليه؟ 

بسيمه: ماهي عشان عنزتها وغاليه عليها اني بعتها، وميته وكيف وليه كل دول هقولهملك بس امسك منى دول فلاول واني هحكيلك كل حاجه،وبعد مامد يده حمدون وخد الفلوس بسيمه ابتدت تحكيله اللي حوصول كله من ساعة ماروحت عالبيت وكل اللي جرا. 

❈-❈-❈


أما فبيت همام

لواحظ قاعده عالدكه رابطه راسها وعماله تخبط علي رجليها بقهر وتبكي وتقول:


عنزززتااااااي... يابتااااااي.. موتتك السفاحه كتالة الكتله داي..يابووووي قهرتني قهررررتناااااي. 

قربت منها روايح بتها وبخوف وحذر قالتلها:

-العيب عليكي يمه والغلط كله منك انتي؛ عشان خابره زين انها شرانيه ورايحه تعيلي بيها. 

له وتاخدى من فلوسها من وراها كمان كمان، قولتلك له اني واختي، ونبهنا عليكي، وقلنالك هتديكي كتله وتكتلنا معاكي وانتي راسك والف سيف الا هاخد ومش هتعرف مين اللي خد وهتسكت. 

ردت عليها سعوده اختها:

-أمك مش هتجيبها البر مع البت داي ياروايح، همليها، اهي كادتها وخسرتها اللي كد الفلوس اللى خدتها مرتين، قال مش هتعرف مين خدهم قال، وقال ايه بيتنا مفتوح والحريم داخله وطالعه، حريم ايه يمه اللي داخله وطالعه علينا احنا بيتنا حد عيعتبه غير للشديد القوي؟ 


يلا اديكي اتلبعتي لبعه زينه، بس الحمد لله انها جات في العنزه مجاتش فينا اني واختي، الا جتتنا لسه طايبه من كتلة ديك النهار اللي عطتهالنا الفقريه داي. 

لواحظ بغلب وقهر:

- ياريتها كانت ضربتكم وعطتكم الف كتله ولا خدت عنزتي وموتتها، ياريتها قطعت فرطكم خالص وكانت هملتلي معزتي يااااريييت. 

روايح وسعودة بصوا لبعض ومتكلموش، ولا حتى استغربوا لأنهم خابرين زين إن عنزة امهم عندها اغلى منهم واهم. 

داي حاجه معروفه من زمان، وياما نومتها على رجلها ومسدت على شعرها وغنتلها وادتها حنان معطتهوش لوحده فيهم ولا لحد من اخواتهم الصبيان حتى، وبسيمه عرفت كيف تضروبها فمكتل صوح النوبادي. 


روايح:

-طيب عقولك ايه يمه ماتطلعي تبرمي في البلد يمكن تعرفي ان المخفيه داي باعت العنزه لحد وترجعيها منيه، وتدفعيله حقها، يمكن مموتتهاشي وعتضحك عليكي. 

لواحظ: 

-موتتها، 

طول ماقالت موتتها يوبقى موتتها، داي مفتريه ومعتستحرمش.منها لله البعيده. 

❈-❈-❈


في المستشفى 

بسيمه ابتدت تحكي لحماها اللي حوصول وبدأته من اول مادخلت البيت ولقت لواحظ وبناتها قالبين وشهم عليها فدخلت ومكلمتش حد فيهم، 

وراحت طوالى على أوضتها تجيبلها غيار عشان تدخل تتسبح قوام، وبعدها تعمل لقمه لهمام وعزام اللي بقالهم يومين محدش فاكر فيهم بطبخه من البيت ولا حتى لهمام العيان امه طيبتله حتتة لحمه وشوية سليقه ولا حتى جابولهم من زيارة اهلها اي حاجه، وهو عياخد علاج ومهبطه. 


فراحت عالصندوق فتحته وابتدت تطلعلها غيار، لكنها لاحظت إن صرة الفلوس بتاعتها اللي في الصندوق ربطتها مختلفه عن الربطه اللي عتربطها هي، فرمت الغيار من يدها، ومسكت الصره وفتحتها وعدت اللي فيها، ولقتهم ناقصين ٢جنيه، فطلعت قوام للحوش ووقفت قدام لواحظ وبناتها التنين وقالتلهم:

-مين اللي مدت يدها الطويله علي قرشيناتي وخدت منهم؟ 

روايح وسعوده بنات لواحظ بصوا لبعض وفحس واحد نطقوا هما التنين:

-والله ماشفتهم.. ومن الخوف اللي كان باين فعيونهم عرفت انهم صوح مش هما اللي خدوهم، فبصت للواحظ اللي كانت عتشرب فكباية شاي ولا كأن بسيمه عتقول حاجه، وعرفت من برودها انها هي اللي خدت الفلوس.

واتلفتت حواليها عشان تشوف كيف هتخلص تارها منها النوبادي وتقهرها، وملقتش قدامها غير العنزه بتاعة لواحظ اللي عتعزها اكتر من عنيها، فتبسمت بسيمه بخباثه ودخلت الاوضه وقفلت الباب عليها، ودست الفلوس الفاضله فعامود السرير النحاس، وطلعت بعدها وبحركه سريعه مسكت العنزه من ودنها وجرتها على بره، وقوام قفلت باب البيت عليهم من بره بالغلق، وهملت لواحظ تزعق وتصرخ عايزاها تعاودلها عنزتها وبسيمه ولا عبرتها. 

وفضلت ماشيه بيها في البلد وكل نيتها انها تبعد بيها على كد ماتقدر وتسيبها في الزرع وتعاود بلاها، لكنها قابلت عالطريق غنام ماشي، فوقفته وهي عتقوله:

-عتشتري وتبيع ولا عتبيع بس ياعم؟ 

رد عليها الراجل وهو عينه عالعنزه عيقلب فيها من قبل حتي مابسيمه تقوله اشتريها:

-التنين يامليحه، عشتري وابيع. 

بسيمه:

-طيب شوفي العنزه داي تسوا كام. 

الراجل:

-عُشر اللي فيها ولا كرش؟ 

بسيمه:

-ولو قلتلك عُشر وهي وكل هتاخدها على كلامي يعني؟ 

انت تاجر وعتقلب بضاعتك بنفسك وتحطلها السعر اللي تستحقه، فمد يدك وبلاها كتر حديت مليهش عازه. 

الغنام رد على بسيمه وهو متبسم من جراءتها وقعد جار العنزه يقلبها:

وه، مالك إكده يابوي حديتك يوقع الحيطان؟ 

بسيمه:

-هاه تسوا كام؟ 

الغنام: شوفي هي تسوا ٤ جنيه مفيش غيرهم. 

بسيمه بإستنكار:

٤جنيه دول حقها هي ولا حق اللي فبطنها بس؟ له يفتح الله يابوي خد غنماتك وروح ربنا معاك

الغنام:

-عقولك ايه يامليحه، انتي باين عليكي واعره وعارفه قيمة بضاعتك ومهينفعشي معاكي فصال.. خدي خمسه جنيه اهم وهاتي العنزه، ويكون فمعلومك مهتجيبش فوقهم قرش مكسب بس اني هاخدها من وشك انتي بركه واستفتاح حلو. 

خلص جملته ومد يده فسيالته وعد الخمسه جنيه من جذدانه واداهملها، وهي خدتهم ولافتله العنزه، وعاودت بالفلوس للبيت،

 وصرتهم على طرف طرحتها، وحلفت لتقهر قلب لواحظ وتعلمها الادب، وقرش من الفلوس اللي هتفضل من حق عنزتها متشوفه. 

وبمجرد مادخلت البيت، لواحظ جات جري عليها ومسكت فقبها وبعلوا صوتها سألتها:

وديتي فين العنزه انطوقي؟

بسيمه وهي عتشيل ادين لواحظ من خلجاتها وتبص فعيونها بتركيز:

رميتها في الترعه، بس قبل ماارميها خنقتها بأديا التنين دول، مهملتهاش غير وهي مطلعه الروح وبعدها زحتها في الميه، ولو حابه تتوكدي بنفسك روحي هتلاقيها عايمه عالوش منزلتش لسه. 

لواحظ سمعت إكده وصرخت بعلو حسها فيها وقالتلها:

-ياجباره تكتلي بهيمه خرسه ليه عيملتلك ايه، وايه ذنبها؟ ربنا ياخد روحك كيف ماموتيها من غير ذنب. 

ردت عليها بسيمه بسخريه:

عادي يعني، ماهي دايماً فيه ناس إكده تغلط وتجني والارواح البريه هي اللي عتحاسب عالمشاريب وتروح فداوى. ودلوك شيلي اديكي مني بدال مااكسرهملك وانتي عايزاهم نافعينك.

ويكون فمعلومك من اهنه ورايح القرش اللي هيغيب مني هاخد بداله قرشين وهبيع فحاجتك واغراض البيت، ولو وصل الامر لخلجاتك هبيعهم واخليكي تقعدي من غير خلجات.. وخدي يالواحظ مني فلوس تاني، اني اتمناكي تمدي يدك كل هبابه وتاخدي. 


خلصت كلامها ونترت ادين لواحظ من خلجاتها واتحركت من قدامها، ولواحظ فضلت تولول بقلة حيله على عنزتها اللي  راحت منها فلمح البصر.. واللي بسيمه قهرتها بيها قهره معدله. 

❈-❈-❈


اما فى المعمل حدا حكيم 

قاعد يكتب في الحسابات ويدون، وعينه كل شويه تروح على السيد اللي كان فدنيا تانيه، وابتسامته ممفارقاشي وشه، وكذا مره يمسك حاجه وتقع من يده، فحكيم شاورله والسيد راحله وسأله حكيم بفضول:

- ايه ياسيد فيك ايه النهارده مش على بعضك ومضيع عقلك عالاخر؟ 

السيد ضحك وبخجل رد على حكيم:

-معلهش اعذرني ياشيخ، اصلى زرت خطيبتي عشيه ومن وكتها واني مفياشى اي عقله، كنى هملته اهناك وجيت بلاه ههههههه. 


حكيم ضحك علي ضحكته وهز دماغه بقلة حيله وشاورله يعاود لشغله، ورجع لحساباته وهو عيسأل حاله:

- ياترى لو فيوم من الايام حب، هل ياترى هيتسودن ويضيع عقله كيف همام والسيد؟ ولا دول عشان لساهم عيال صغيره ممتحكمينش فحالهم؟!


❈-❈-❈



اما في بيت المقاول

عديله واقفه عالباب بتاع البيت واول ماتاق أبو دراع من الجنينه ندهت عليه:


-أبو دراع، خد ياولدى عايزاك فحاجه. 


أبو دراع جالها طوالي ووقف قبالها وقالها:

نعم ياستي عايزه ايه أؤمريني. 

عديله:

-عايزاك تروح حدا العطار وتجيبلي بجنيه تشكيلة حلاوة وسداني وتجيب غربال مزوق للبت النهارده السبوع بتاعها وعايزه افرح امها الغلبانه. خد جنيه ونص اهم هات بيهم. 

أبو دراع بإبتسامه:

-من عيوني التنين ياستي، وحاجة السبوع عليا اني كمان، عاودى قرشيناتك لسيالتك، داي بت كرار برضك. 

عديله: شاله تسلم وتعيش يارب ياغالي، يقعدلك ويبقالك ويتردلك من ربنا اضعاف مضاعفه قادر ياكريم. 

ابو دراع:

- آمين يارب، ويعطيكي الصحه وطولة العمر يااحسن حاجه في البيت ديه من بعد المقاول الله يرحمه. 

خلص حديته وهيتحرك من قدام سته عديله، لكنه بمجرد مالف وقف موطرحه وهو واعي صفوت داخل من البوابه وشايل فيده غربال سبوع، وفيده التانيه قرطاس ورق كبير، وداخل بيهم مبتسم، 

وعديله أول ماشافته استغربت إنه عارف إن النهارده سبوع شام وجابلها الحاجات دى من نفسه؟! 

وصل قبالهم عزت ومد الغربال لسته وقالها:

خدى ياستي دول لسبوع بت اخوي، والحلاوه والسداني ديه كمان، اعطي منيه للكل والباقي خليه فوق راس شام تتسلى فيهم لما تكون سهرانه مع بتها بالليل. 


مدت يدها عديله خدت منه الحاجه وبصتله وقالتله بحزم:

-هات ياعزت كتر خيرك، بس ياولدي نصيحه لوجه الله، بطل تصرف فلوسك عالفاضي، عشان اللي فبالك مهتطولهوشي لو صرفت مال قارون، وقعدت تتحنجل لباقي عمرك. 

عزت:

-والله مافبالى حاجه، بس انتي دايما تفكري فيا السو ، ودايما ظالماني. 

عديله:

-اني لا عفكر ولا عظلم، اني عقولك الحق، ومتشكرين عالحاجات نردهملك يوم عوضك انت وبدور يارب. 

هي قالت الكلمه داي، وابو دراع وعزت التنين اتخنقوا بالضيق، واحد لأن بدور مبقتش من نصيبه، والتاني إن بدور بقت من نصيبه، وسبحان الله لو البني آدم عيختار نصيبه كان كل واحد خد اللي عيتمناه وعاش مرتاح!


دخلت عديله بالحاجه وفرحت بيهم شام، ولمت عيال صفوت وولد سلام، وعملت سبوع صغير لشام وبتها، وخطت شام وبتها الاعتاب، وهزت بربيعه الغربال، ودقتلها الهون، ورشت الحلاوه، وكل ديه قدام كل اهل البيت اللي كانوا متجمعين، حتي كرار، 

وكلهم كانوا يتفرجوا عالسبوع، وفيهم المبتسم زي نعيم وعزت وعدويه، وفيهم اللي وشه ميقصهوش السيف كيف كرار وامه، ومنهم اللي عادي ولا فباله زي سلام ومعروف وصفوت وباقي اهل البيت. 


وبعد ماخلصوا  السبوع، شالت عديله البت ولففتها على رجالة البيت كلهم وخلتهم نقطوها بالغصب، وبحركه مقصوده مدت اديها بالبت قدام وش ابوها كرار؛ عشان يشوفها؛ يمكن الدم يحن وقلبه يرق عليها وهو واعي حته منيه قدامه. 


لكن كرار لف وشه الناحيه التانيه بمجرد ماسته قربت عليه البت ومرضيش يبص عليها واصل. 

وعديله لما لقته إكده لمت يدها بالبت ومشت بيها، وقعدت عالدكه وحطتها فحجرها، وقالت لشام تقعد بدال ماواقفه علي رجليها وهي تعبانه، وأول ماقعدت جار ستها عديله، غصب عن الكل رفعوا عيونهم عليها وشافوها كيف الحوريه فتوبها الجديد اللي اول نوبه تلبسه، وعزت كانت عيونه عامله كيف حرامى فجأة ظهرت قدامه مغارة على بابا بدهبها وكنوزها ومش عارف يخطف من دهبها ايه ولا ايه قبل ماحد يعكشه بالجرم المشهود. 



دقايق قعدتهم شام جار عديله في الحوش، وبدور شافت عيون عزت اللي هيطلعوا من محاجرهم عليها، فراحت على خالتها حوريه في الموطبخ ووقفت جارها وقالتلها بخبث:

-وبعدين يامرت عمي فاللي خايله رجالة البيت كلهم داي وسابيه عيونهم وهتخليهم يكرهو اللي معاهم ويشوفوهم قرود؟ 

وحتى بناتك كمان هيطولهم من الحب جانب، شوفي معروف وسلام كيف كل هبابه يرفعوا عيونهم يخطفولهم بصه عليها وينزلوهم تاني. 

حوريه اتحركت من موطرحها في الموطبخ ووقفت قصاد الباب، وشافت عيون عزت ولدها اللي هياكلوا شام وكل، ودمها فار واتحركت قوام ناحية شام بعيون ماليها الشر ووقفت قدامها وربعت اديها علي صدرها وقالتلها:

اسمعي يابت انتي، ولاده وولدتي، وسبوع وسبعتي، يوبقي تلمي روحك وتنجرى عالموطبخ وتعاودي للشغل من تاني، بزياده على خدامين ابوكي اللي كانوا عيخدموكي وانتي نايمه لحد إهنه. 


شام بصت لستها عديله بإستنجاد عشان تلحقها لأنها لساها تعبانه ومش حمل هدت المطبخ وخدمته، وعديله قوام خدت حمى شام وردت على حوريه:

-هملى البنيه ياحوريه لساها تعبانه ومعتقدرشى حتى تقوم من موطرحها. 

حوريه:

-له متعباناشي، وكيف القرده اهي، ومن النهارده، له من الساعه داي هتخش تاخد نايبها في الخدمه زيها زي غيرها، ياإكده يأما... قالتها وبصت لكرار عشان يتدخل،


 وهو بالفعل اتدخل وبص لشام وقالها:

- اسمعى الكلام ياقليلة الربايه وقومي اعملي زي ماعتقولك امي، قومي بالذوق بدال مااقوم اجرك عالموطبخ جر واسوك راسك اللي عايزه تمشي كلامها على امي داي في الكانون واخليهم يعملولي عليها كباية شاي.. قومي بدال ماانتي خابره زين اني لو قمت هعمل فيكي ايه.


بصت شام لستها عديله النوبادي بإستسلام وهي خابره إن الامر خرج من تحت يدهم هما التنين خلاص، وأن حكم الظالم صدر، ومهتقدرشي ستها عديله ولا اي حد يعترض ويمنع ظلم كرار وامه طول ماحطوا يدهم فيد بعض عالشر، فقامت من سكات وراحت عالموطبخ، وهملت بتها مع ستها عديله. 

ومن اول مادخلت الموطبخ استقبلتها بدور بجرن مواعين لمتهولها عشان تخلص منيها تار نظرات عزت عليها،

 ووجعها فكل مره وهي شايفه عقله تايه وهو باصصلها وعيتملى فجمالها. 

وعاودت شام مره تانيه للشقى اللي مرتاحتش منه غير ايام معدوده. 


وبعد مادخلت شام الموطبخ، عديله بصت لحوريه بصة غضب وقالتلها:

-هتروحى من ربنا فين انتي، والله لهتتشوي فنار جهنم وتخلدى فيها، ولو الكل طلع انتي هتقعدي لحالك فيها. 

حوريه ردت عليها ببرود وهي عتتحرك من قدامها:

-له مش لحالي هتبت فيكي واخليكي معاي مش هسيبك تطلعي مع اللي هيطلعوا وتهمليني. 

خلصت كلامها وكانت وصلت الموطبخ، وبصت فيه على شام وعلى باقي الحريم، واتمشت وسطهم وهي عتشرف عليهم وتشوف شغل كل وحده عتعمله كيف. 


وعند عديله وهي شايله ربيعه، قرب عليها ممدوح وبص فوش البت وفضل يبوس  ويلاعب ويلاغي فيها، وجه جاره اخوه وواد عمه عايزين يلاعبوها زيه، فحط اديه عليها بتملك وبصلهم وقالهم:

-اوعوا إكده محدش يلاعبها ولا ياجى جارها، داي بت عمي اني بس، واني اللي هتجوزها لما تكبر حدش ليها صالح بيها. 


كرار سمع كلام ممدوح والدم غلى فعروقه وقام بدون وعي مسك ممدوح واد اخوه وضربه بالكف قدام الكل وقاله:

-اياك اسمعك تقول عليها بت عمك داي بت حرام، بت زنا، مش بت عمك ولا عمرى هعترف بيها ولا عمرها هتكون بتي، داي مش بت عمك سامع مش بت عمك. 


عديله كانت عتسمع كلامه وهي مبرقه عيونها بصدمه من كلامه واللي عيقوله قدام اهل البيت كلهم، وبعد ماخلص زعقت فيه بعلوا حسها بقهرالدنيا كله وقالتله:


-بووووه عليك وعاللي خلفتك، والله مافيه واد حرام غيرك ياشوطان ياواد الشوطانه يارضيع ابليسه..والله انت وامك اللي عتعمروا جهنم الحمره يااباليس وعاملين بنى آدمين. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة