-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 لريناد يوسف - اقتباس

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

اقتباس



ثلاثة قرابين من بشر قُدمو كي ينقذوا حياة واحده، ويرفعوا عار الثلاثه لم يكن لهم يد فيه. 

ثلاث احلام بالسعادة أُجهضت قبل أن تكتمل ملامحها. 

ثلاث فتايات فى عمر الورد قدموا اعمارهم قرباناً لكرامة ابيهم، 

لكى يتثنى له العيش بطريقة طبيعيه وسط مجتمع لا يعرف الرحمه ولا الصفح.

              

❈-❈-❈


خرجت ذات ليله معتمة قاصدة المُداوى لتأتي منه بالدواء لابيها، برغم المخاطر التى لم تخفى عليها ولكن حبها لأبيها كان اكبر من خوفها. 

تسللت لخارج المنزل حاملة الكلوب لينير لها عتمة الليل، وسارت في طريقها مسرعة تسابق رياح الشتاء وتهرب من برده القارس الذي كاد يجمد اطرافها، متجاهلة اصوات الذئاب المنذرة بخطر قريب،ولكن مااخافها فى الحقيقه ليس صوت الذئاب انما الوحوش الصفراء العملاقه القابعه على طرف الطريق، فرجف قلبها حين اصبحت بجانبهم، وهرولت هرباً منهم بالرغم من أنهم كانو ساكنين وغاية في الهدوء، ولكن انيابهم كانت تشعرها بأنهم على اتم استعداد للفتك بها فى أي لحظه. 


تنفست الصعداء وهي تبتعد عنهم، وتخطت السكه الحديديه للطرف الثاني من البلده، ووصلت وجهتها اخيراً، وانجزت مهمتها بعد انتظار طال ببيت المداوى بسبب ظرف طارئ.


قطعت طريق العودة مسرعة كما أتت مسرعة، ولكنها توقفت هذه المره أمام الوحوش الصفراء، وتحققت مخاوفها وحدث مالم يكن في الحسبان. 


ألم، قهر، استباحه، تعذيب، صدمه، كل هذا شعرت به المسكينه وهي تواجه بمفردها ثلاث وحوش آدميه تحت جناح اليل وظلامه الدامس. 

برد، وجع، قهر، خيبه، هم كل ماتبقى لديها بعدما سُلبت كل شيئ. 

سلكت بعدها طريق الموت بخطوات ثابته مطيعة لأمر من يمشي امامها محني الضهر والاكتاف حاملا للهم مشبعاً جسده وروحه بالذل والهوان، عِمته البيضاء فوق رأسه مصبوغة من وحل الارض، يرفع اقدامه بعناء وينزلها بوجع، وكأن الاثقال مربوطة فى اعقابه ويجرها مرغماً. 


توقف عن المشي عند نقطة معينه؛ حينها ادركت المسكينه أن النهاية ستكون هنا، في هذه البقعه، فتوقفت قدماها وهي ترجف من الخوف رجفة من بات يعلم أن أجله قد حان، وبرغم الخوف، حين أمرها بالتقدم اطاعت، كما أطاع اسماعيل ابوه ابراهيم، 

وجلست في وسط قضبان القطر تنتظر الموت برحابة صدر، ورفرفت بأهدابها وتبسمت بإرتياح وهي ترى حبيبها ورفيقها ذات العين الواحده آت من بعيد، يصرخ ليخبرها أن تبتعد عن طريق الموت،

 وصراخه جعل الرعب يدب في قلب الأب، وهو يرى ويشعر أن نهاية فرحته الاولى وبِكر قلبه قد أوشكت، ولا يفصلها عن الموت سوى دقائق معدوده، 

فأسرع بإحتضانها ولكنه لم يحتضنها ليُعدل عن قراره بإنهاء حياتها؛ بل احتضنها ليموت معها فلابد من الموت ولا بديل له، وقرر انه لن يتركها تغادر وحيده، وكما كان أول من حملها حين أتت للدنيا، سيكون آخر من يحتضنها وهي مغادرة، ولكن كل هذا تبدل حين رأى برهان ربه الذي كتب لها وله حياة جديده. 

                

❈-❈-❈

إبن يحمل من السلبية مالا عين رأت أو عقل تخيل، لا يعرف للالتزام طريق، ولا يعثر له النضج على مدخل، يتصرف دائما برعونة،أفسده دلال أمه حتى اصبح لا ينتمى للرجال الا بالاسم فقط. 


لطالما حاول اباه أن يُدخله عالم الرجال ولكن دون جدوى، فنبذه وبغِضه، وخاصة بعد الاذى الذي بات يلحق به دائما، ويدنس سمعته وسيرته الطيبه بين الناس وهو السبب فيه، 

واخيراً فعل فعلته الشنعاء التي كانت كالقشه وقسمت ضهر ابيه كما قُسم ظهر البعير، واحنته وجعلته يطأطأ الرأس خجلاً، 

وحين حاول الاب رد المظلمه لاصحابها ورفع الظلم، لم يعجب ذلك الابن، فثار وغضب وصب جام غضبه على من لا حول لها ولا قوة، فعذب واحـ. رق وظلم،

 وطغى حتى تسبب فى موت أبيه قهراً وكمداً، تاركاً له الدنيا ليرتع فيها ويلهو ويستبد، ويطغى كطغيان فرعون،

 ولكن الفارق الوحيد أن ليس هناك بحر ينشق ليبتلعه هو ومن تسانده فى طغيانه، 


ولكن لأن دائما للسماء عداله، أرسل الله له من يقوم مقام البحر ويبتلع كل عنفوانه ويحطم غروره، ويجعله لا حول له ولاقوة، وكان له كالدوائر التي دارت على الباغي. 

              

❈-❈-❈


أحلام وردية غُزلت على مغازل الأمل وتحولت لخيوطً لُونت بألوان البهجه وتجمعت لتلتف حول بعضها مكونةحبلاً من الود، تعلقت هى في طرفه وظنت أن من سلمته القلب والروح منذ الطفوله يُمسك بالطرف الاخر بإحكام ولن يفلته ابداً. 

ولكنها فوجئت به عند العثرة الأولى أفلت الحبل وأولاها ظهره، وتركها تسقط وحيدة في غياهب الظلم وظلمات التخلى، ولم يلتفت مجرد التفاتة للقابعة في قاع الجُب وحيدة تصارع الموت، ورحل وهو يعلم جيداً انه لن تمتد لها يد إحدى السياره بالرحمة ابداً وانها هالكة لا محاله. 


ولكن الله شاء أن تنجو وكتب لها عمراً جديداً، ولكن للأسف قد انتهى به عهد الدلال وانتهت معه آدميتها، ليبدأ عهد عبوديتها وإذلالها، 

ولكن من رفق الله بها ورحمته لها، ولأن من رحم الجوارى كثيراً ما تولد الحرائر أنجبت محاربتها الصغيره التي غيرت عالمها ودبت فى قلبها اليابس الحياة من جديد، ورأت من خلال عينيها مالم تراه من قبل، وعاشت معها ماتمنت أن تعيشه، وكانت الصغيرة لها شُعاعاً من نور أضاء العتمه التي تلفلفها. 

                  

❈-❈-❈


اخطأ وارتكب من الذنوب مايجعله يقبع فى قاع الجحيم ابداً، 

ولكنه تاب عن كل ذنوبه حين التقاها، فتمناها مِحراباً له يكفر فيه عن سيئاته، ويخلو بنفسه في حضرةعينيها فيتعبد فيهما حتى ينال الغفران، 

ولكنها أبت أن تسامحه، ولم يجد منها غفرانً لأن الذنب الذي يحاول أن يتوب عنه بها، 

هو نفس الذنب الذي ارغمها على العيش معه، فتركته يُبدى اسفه في كل وقت وحين وهي تنظر اليه بعين الغضب، ولم تُعر لرجائاته بالاً، وادخلته هي جحيمها الذي لا تشفع عنده توبة، أو يخمد نيران سعيره كافة انواع الندم، 

فظل يتقلب على جمر قسوتها ويذوب قلبه فى كل يوم مائة مره، ويتجدد بمحبتها، ليذوب مرة أخرى، وأخرى وأخرى، فلا هو تائب عن محبتها، ولا بات يعرف طريقاً لمغادرة الجحيم، بل اعتاد عليه وعشق المكوث فيه مادام الجحيم منها، فكان أول مُعذب يجد راحته في العذاب. 

            

 ❈-❈-❈

 

تفرطت حبات الؤلو من بين يديه فأصبحت يده خاويه، كلما نظر اليها أحس بالخيبة والضعف، فهو فى إعتقادة أنه لم يحافظ على أمانته، ولم يكن بالحرص الكافى الذى كان من الممكن جنبه خسارة فلذات كبده دفعة واحدة في غفلة منه دامت فقط بضع ساعات استسلم فيهم للضعف بسبب مرضه، فإختلت فيهم كافة الموازين وأنقلبت حياة الجميع رأساً على عقب. 

ومع الوقت عادت له حبتان من حبات الؤلؤ ولكنه فقد الثالثة فقداً تاما، ومرت سنوات عمره وهو يتمنى لقائها فى كل لحظه، ويدعو الله الا تفيض روحه قبل أن يضمها لقلبه الذى طالما فضلها على الجميع ضمة أخيره.. وتبقى أمنيته فى علم الغيب لا يعلم إن كانت ستتحقق أم لا ولكنه لم يفقد الأمل يوماً ودائماً يدعو الله أن يردها اليه كما رد يوسف ليعقوب بعد صبره وطول انتظاره.     

                  

❈-❈-❈


مأساة عانتها الصغيرة بمفردها، وتحملت كل أنواع العقاب على ذنب لم تقترفه، وبرغم أنها الضحيه الا أنها أخذت في أعين الجميع دور الجاني، وتحملت اللوم من الجميع بقلب صابر، وفم مطبق، ولم تجد سبيلاً للهروب مما هى فيه سوى مناجاة الله والصبر، 

ولأن الله لا يغفل عن منادى، اعطاها مالم يتسنى لغيرها وميزها عن الجميع ولكن بطريقة خاصه. 


في روايتنا هذه (نفق الجحيم) سنتطرق الى موضوع لطالما تطرق له العديد، ظاهرة تفشت فى الآونه الأخيره، ولكنها تُعالج بالطريقه الصحيحه، أو بمعنى أصح لم ينقلوا الصورة الحقيقيه لها، فزيفو الواقع، واضافو للقضية من وحي الخيال ما جعلها حلم لكل فتاة وأخفو الوجه القبيح لها. 

ولكن هنا في سطورنا الآتيه سنصف المعناة الحقيقيه التي بدأت من عند الضحيه، وأمتدت للأهل وللنسل أيضاً، وكل دفع الثمن بطريقة مختلفه، ومع ذلك ظلت وصمة العار على جبين الجميع. 


سنبحر معاً بقارب التقصى، داخل بحر الحقائق الدفينه المؤلمه، ونضرب بالمجاديف الذكريات الراكده، لنصل بالقارب الي الجزيرة المفقوده، حيث بدأت من عندها كل القصه، ونعرف ماحدث بالتفصيل فى قصة حقيقيه احداثها من أرض الواقع لا من وحي الخيال الذى يجعلنا نستطيع أن نكتب النهايه التي تروق لنا. 

بل النهايه كتبها النصيب وسُجلت فى دفاتر القدر العتيقه بخط يد الزمن وريشته التي لا تغادر صغيرة ولا كبيره. 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة