-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 13

 

 قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الثالث عشر



ارتدت ثيابها بهدوء وبعض الحنق علي ذاتها، حمدت ربها لانتقال والدتها للغرفة الاخرى؛ مع حنقها هذا لا تتوقع أنها تستطيع  اخفاض صوت حركاتها، زفرت تتمتم بسخرية بينما تسحب هاتفها: 

_ مش هيبقا واقف وهتشتمي نفسك طول اليوم 


تحركت بعدم اقتناع عن تصرفها لكنها قررت عدم المغامره بفرصة لقاء والدها وحدها؛ خصوصًا مع شوقها القوي له، اغلقت هاتفها حتى لا يزعجها أحمد وقد رأت كميه إتصالاته الحمقاء البارحة


ابعدت كل شيء عن عقلها وهي تتحرك للأسفل وقلبها وجل من عدم وجوده، توقفت خطواتها وابتسامه سعيدة اغرقت وجهها وهي تراه ؛ باب السيارة مفتوح بينما يجلس هو بداخلها جسده مرخي ورأسة مستند علي المقعد بينما مغمض عينه، هل هو نائم؟؟ 


اخفت سعادتها اسفل قناع الجدية وهي تتحرك له؛ وقفت أمامه ولم يفتح عينه لتتحدث بصوت هامس:

_معتصم 


لا اجابه، تنهدت وهي ترفع صوتها وتدفع كتفه :

_ معتصم فوق 


فتح عينه معتدلًا بهدوء تثائب وهو يبتسم ببطء :

_ صباح الخير 


_ صباح النور، لو تعبان بلاش تيجي وهاخد تاكسي! 


حرك رأسه رفضًا وهو يشير لها بيده لتصعد بعدما يغلق الباب :

_ اركبي انا تمام 


صعدت معه وهناك وغزه اصابت معدتها؛ تجاهلت مشاعرها الغريبة وهي 

تسمعه يتحدث بينما يدير السيارة:

_انتِ الي تقوليلي السكه عشان انا معرفهاش؛ ومتنسيش تبعتي لمرات عمي انك هتروحي المقابر عشان متتخضش عليكي 


رمشت باستيعاب أنها لم تفكر بطمئنه والدتها؛ اصبحت تهمل الأمر كثيرًا مؤخرًا، ارسلت لوالدتها رسالة ثم استدارت تنظر لمعتصم وهي تخبره بهدوء:

_ شكرًا انك فكرتني؛ اطلع وانا هقولك السكه..


مرت نصف ساعة حتى وصل معتصم للمقابر، اختلجت دواخل جميلة وهي تنظر للبوابه؛ الان شعرت بكم تأخرت في زيارتها له


بخطوات ضعيفه ترجلت من السيارة وقد سبقها معتصم بدقائق، كانت شاردة الذهن وهي تتحرك لقبرة؛ عقلها مقفل بينما حواسها وقلبها يحركها لمكانة ، استطاع معتصم ملاحظة التيه الذي اصابها ولكن فضل الصمت وهو يتحرك خلفها حتى توقفت أمام شاهد قبر خط علية "منتصر الشنديري" 


ابتسمت بنوعمة وشوق وهي تنخفض جالسه أمامه، لم تهتم بثيابها ولا حتى بوجود معتصم الذي انسحب للخلف قليلًا؛ عينها الغائمة بالدموع تنظر لشاهد القبر كأنها ترى وجه والدها بخفوت تحدثت :

_ عامل ايه؟ وحشتيني اوي يا بابا 


هنا أمامة كانت هي حقًا يدها فوق التراب بينما تبكي وهي مبتسمه، وتحدثت بهدوء:

_ أنا تعبت اوي من غيرك وتايهة اوي يا بابا، مش عارفة مين طيب ومين لاء! كل حاجه بقت جاية عليا وعلي ماما؛ فتحية حبيبتك وروحك الي مكنتش بتخلي الهواء يعدي من جمبها جم عليها؟ انتَ كنت... كنت ضهرنا وسندنا؛ كنت العقل الي بنفكر بيه والروح الي بتكملنا، من بعدك كل الناس جرت عايزه تنهش فينا عشان بقينا لوحدنا


كانت الشهقات تتحرك بقوة وألم والدموع تغرق عينها، ابتسمت بقوة وهي تخبره بحب:

_ بس متخفش علينا، انا بنت وقوية... انتَ ديمًا كنت بتقولي اني قوية و ان مفيش حد في قوتي وانتَ صح؛ انا بعمل بكلامك وعمري ما ههز الصورة الي انتَ عرفها عني، متخفش علي فتحية معايا.. انا عارفة قد اية روحك فيها تعرف إني بقيت لما احضنها اشم ريحتك فيها! كانها اخدت روحك معاها؛ عشان كدا مش بخلي حد يزعلها عشان مش عيزاك تتقمص مني 


كانت تضحك برقة قبل أن تهدء وهي تهمس بخفوت :

_ بطلت تزورني في الاحلام؛ بس انتَ معاك حق تزعل انا بقالي كتير مش بجيلك، بس اوعدك اني مش هكرر ده تاني ابدًا 


وضعت يدها علي فمها تكتم صوت بكائها؛ كانت تحاول كتم حزنها حتى لا يشعر بها ولكن الغصة بحلقها كانت تنتصر، كانت مكلومة القلب والروح ولا ملجئ يريحها سواه..


رفعت يدها تمرر علي وجنتها تزيل اثار البكاء وهي تضحك قبل أن تقترب من قبره بوجهها وهي تهمس بخفوت:

_ هقولك حاجه فتحية مخليهالك مفاجئة، بص قبل ما اقول الحاجه دي مضيقاني بس بصراحة دلوقتي مش مضايقه منها عشان عارفة ان كان نفسك فيها العمر كله.. بس جت بعد ما انتَ مشيت 


تنفست تمنع انهيار اخر وهي تبتسم بوسع وتكمل:

_ هبطل مقدمات طويلة زي عوايدي وهدخل في المفيد، عمو محمد هيجيلك...اخوك الي عيشت عمرك كله عايزة جمبك هيجي تاني اخيرًا! وطبعًا اكيد عارف مين السبب؟ ماما مش بتبطل طيبه يا بابا...بس اعمل ايه علي رأيك طيبتها زيادة بس مقدميش الا اني اقف جمبها واحب طيبتها


تراجعت لمجلسها مجددًا وذاكرتها تسعفها ليوم قديم حينما كان علي قيد الحياة وكانت هي طفلة، كان يضمها بينما يعرض فيلمها الكرتوني المميز بينما نوران مع والدتهم بالمطبخ؛ بتلك اللحظة عمل عقلها لسؤال مهم وهي تستدير له سريعًا:

_ بابا انتَ معندكش اخوات؟؟ 


كان السؤال كمطرقة ضربت رأسه ولكنة ابتسم لها :

_ عندي طبعًا 


_ امال مش بنشوفهم خالث

كانت مزالت تخطئ ببعض المخارج للكلمات والاحرف؛ لكن كطفلة ملتصقه بوالدها استطاع رؤية شئ غريب به لأول مره لم تفسره بوقتها لكنها مع الوقت علمت انه انكسار؛ انكسار تجلى حتى بصوته وهو يجيبها بهدوء:

_ اكيد هيجي يوم وتقابليهم.. انا نفسي اقابلهم 


همس بأخر كلماته بصوت مسموع لكنها بذلك الوقت لم تهتم حينما أتي مشهدها المفضل واستدارت سريعًا تتابع التلفاز، الآن وهي تجلس أمام قبرة وقلبها يعتصر بشوق وألم تمنت لو أنها اهتمت أو ضمته 

دفنت وجهها بقدمها وهي تنفجر بالبكاء دون شعور بما حولها


كان معتصم قريبًا منها يصله نحيبها وبأسها؛ كلماتها كانت كألغاز شائكة تجرح بروحة دون فهم، رآى جميلة الحقيقة لأول مره؛ هشة ومحطمة تلك القوة التي حدثت والدها عنها هي التي كانت تظهر بوجهة منذ أول لقاء؛ ليس لأنها بغيضة بل خائفة لا تعلم من خير ومن شر! 


كان ضميره يتفنن بلومه وتعذيبه فهو بدلًا من التصرف علي كونها ابنه عمة التي تعيش بمفردها؛ بدلًا من بثها الحنان والأمان وقف كغيرة من الوحوش يحاربها، لا يعلم لما لكن بثانية واحدة معها هنا تحولت كل رغبته في كسر هامتها وقوتها الا رغبة بدعمهم حتى لا تتنازل ابدًا.


اراد الذهاب وضمها عسى ذلك ان يهدئها ولكنة ثبت ذاتة بمكانه بكل قوتة فهي بحاجة لخلوتها تلك، مر وقت كافي للغاية حتى هدأت ورفعت عينها له مبتسمة بأرهاق وهي تشير له أن يقترب، اقترن حاجبيه بأستغراب ولكنه تحرك لها للتاحدث بمجرد وقوفه:

_ دا معتصم ابن اخوك الصغير وفي غريب اكبر منه 


أبتسم معتصم لها وبادلته وهي تخبرة بنعومة:

_ بابا ديمًا كان بيتهم بعمو محمد وفي مرة سمعتة بيكلم ماما وبيقولها انه سال عليه من بعيد يعني وعرف انه خلف ولدين


_باباكِ طيب اوي يا جميلة


حركت رأسها مؤكدة :

_ فعلًا هو وماما طيبين اوي؛ بس الطيب في الزمن متاكل حقة 


تنهد بثقل يحدثها بلين وثقة:

_ مستحيل يكون متاكل حقة؛ ممكن ميكنش نصيبه أو مكتوبله حاجه أحسن، ربنا عمرة ما بيضيع حق حد يا جميلة ما بالك بقا بحد قلبة نضيف! بلاش تيأسي وتبعدي عن الطيبة 


كلماته دارت بعقلها لفترة لم تجب بها، ولم يرغب هو بإضافة شيء يرهق عقلها كيف وضعها المزري .


لم يشعران بمرور الوقت في تلك السكينه المحيطة بهم؛ حتى ابصر معتصم عائلتهم التي تتجه تاحية القبر بدون نور وبأحمد!! 

تحدث سريعًا بينما يتحرك :

_ الجماعة وصلوا


التفت لمكان مغادرته لتجد الجميع خلفها؛ ملامح والدتها كانت قلقة وهي تسرع خطواتها لها معها نوران


لم تشغل بالها به كثيرًا ونهضت حتى لا تفزع والدتها أكثر؛ لكن الدوار ضرب رأسها ليترنح جسدها وقبل أن تسقط كانت ذراعي هيثم تحيطها لتتزن، أسرع الجميع نحوها وامسكت فتحية وجهها :

_ جميلة انتِ كويسة، حصلك ايه 


_ مفيش حاجه يا ماما كويسه؛ مأكلتش حاجه من امبارح و بقالي كتير هنا فتعبت 


تنهدت فتحية ونوران براحه واستقبلت نوران شقيقتها بأحضانها بدلاً من هيثم، تحدث محمد بنبرة مؤنبه :

_ ينفع كدا يا بنتي! كله الا الاهمال في صحتك يا جميلة ، تعالي اقعدي في العربية لحد ما نخلص ونخرجلك  


اقترب احمد وهو يتبرع بنظرة قلقة:

_ عنك يا حج انا هسندها ولو تسمحلي بالمفاتيح هقعدها في العربية واطمن عليها هفضل جمب…..


تدخل معتصم قاطعًا كلماته وهو يقترب واقفًا جوار جميلة متحدثًا بقطع عكس بعض الاضطراب داخله:

_يا جماعه مفيش داعي لكل دا، انا وجميلة جايين سوي وزورت عمي هاخدها انا تقعد في عربيتي ترتاح لحد ما انتم كلكم تخلصوا الزياره؛ وانتَ زور حماك بالمرة


لم ينتظر إجابة منهم وهو ينخفض ناحيتها متحدثًا بلين :

_ اشيلك؟ 


كلماته كانت بديهيه ولكنها استدعت رغبة الضحك بداخلها علي حلوله! كتمت رغبتها وهي تحرك رأسها نفيًا :

_ مش للدرجة هسند علي ايدك كفايه اوي  


مد يده سريعًا أمامها وتحرك رفقتها متجاهلًا غمزة غريب واشتعال أحمد؛ هي أبنة عمه وهو أولي بسندها رغم ان والده كان تائهًا من المشاعر التي اصابته لكنه يعلم انه كان ليدعمه.



وقف أحمد جوار الجميع أمام شاهد القبر؛ لم يبكي كما تفعل نوران او تظهر عليه أي علامه تأثر كما المحيطين به بل كان الغل ينهش قلبة وكرامته محطمه فوق رجولتة بقدم معتصم الذي القى كلماته الساخرة ورحل بها هي! تلك التي ظنها فرصة ولكنها مثل البلاء علي رأسه ومفتاح لصفحات اهانه جديدة، لكن صبرًا لعائلة الشنديري فهو سوف يذيقهم سم الافعى


كان الحزن هو الشريك بينهم؛ كأن غيمة ملبدة بالحزن حامت فوقهم واسقطت قطراتها لتغرقهم.


لم تقاوم نوران العبرات التي تسابقت علي وجهها ولا الغصة التي اعتلت صدرها؛ لم تبالي بأي أحد وهي تفرج صراح آلمها واشتياقها، مهما زادت سنوات الفراق بينهم لم يتبدد الحزن؛ تتعايش وتلهى بالحياة لكن حينما تقف أمام قبرة يغمرها الحنين والشوق 


استقبلها عزت بين ذراعية بهدوء وهو يربت علي ظهرها؛ كان حزين بالتأكيد ليس لدرجتها لكن كان يعلم عن ذلك الطيب ما يجعلة يحزن ويشتاق، يتذكر حينما كان صغير وكان والديه يتصارعان ويهرب هو من سماع السموم التي تقال والاحمال التي تثقلة؛ كان بعض الوقت يلتقيه منتصر والذي لم يخجل في اخبارة عن مشادة والدية ولكن الاخر يحنو عليه يضمه ويخبره ان الجميع يحدث معهم ذلك وأنه سعادة عائلتة، كلماته لم تكن حقيقية لكنها كانت مرضية لطفل بعمره


ارتعش جسد محمد والذي شعر به ليس قادر علي حملة ليستند علي غريب وهناء؛ استقبله الاثنان برحابة وكل منهم يدعمه سواء بسنده او بكفه الذي يقبض علي يده بدعم 


لكن ألان تمني لو كانت يد منتصر من تسنده؛ كان قلبة ينقبض كلما تذكر ما فعلة معه و به؛ الشائعات التي ساعد بانتشارها علي تلك المسكينه، لقد كسر شقيقة أوقعه ارضًا وكان اول من سحب سكين نحرة، ليته يملك كلمات أعتذار تكفيه لكن لا ينفع التمني بعد زوال العمر 


وقفت عبير أمام قبر شقيقها وخزها ضميرها للأستفاقة، أنظري ما اقترفته شياطينك ؛ افتحي عينك لتري شقيقك الراحل وقد أهلكتي قلبة لكنها قد طبعت بالكراهيه والكرة، فحينما قررت أن تشعر بالحزن اشتعل حقدها مجددًا وهي تكابر؛ لم تفعل شيء إنما فتحية فعلت، حب منتصر ومحمد فعل …


ابتسمت فتحية وهي تنظر للقبر بشوق، متي ذلك اللقاء الموعود فقدت الحياة رونقها ومذاقها حينما رحل؛ اخذ منتصر معه روحها وقلبها فلم تعد فتحية بل أصبحت أم فقط، تعيش لتؤدي دورها بالحياة لتربية وحماية أجزاء منتصر الحيه وهي تتمني أن تكون احسنت تربيتهم كما كان يحلم.. منتصر حبيبها.


ضم غريب والده الذي انفلتت العبرات من عينه وهو يهمس له بضعف:

_ ملحقتش أطلب منه يسامحني، مات وهو مش مسامحني


بكت هناء علي بكائه وسانده غريب الذي يرى لأول مره الضعف علي والده، اقتربت فتحية نحوهم :

_ سامحك يا محمد؛ منتصر سامحكم كلكم في نفس اليوم الي خرج فية من كنفكم اخوك مكنش في أطيب منه ريح قلبك واعرف انه سامحك من زمان، خده يا غريب وانتِ يا هناء العربية عشان يريح حبه واحنا خلاص هنيجي وراكم


كاد محمد أن يرفض لكن عبير تقدمت سريعًا ناحيته مع هيثم:

_ تعال يا محمد متعاندش، اسند عمك يا هيثم 


كان الآخر أسرع بالفعل وسنده رفقة غريب للخروج، استدارت فتحية لعزت وأحمد :

_ تسلم لمجيك وقلقك علي جميلة يابني، يلا يا عزت خدهم واطلعوا استنوني انتم كمان مراتك تعبت من العياط


_ بس يا ماما 


_ مفيش بس يا نوران يلا 


غادر الجميع وبقت وحدها أمامه، ذات المشاعر التي تغمرها كل مره تقف قريبًا منه؛ ابتسمت بضعف رغم الدموع التي غادرت عينها 

نظرت للقبر بشجن :

_ وحشتني يا منتصر الحياة صعبة اوي من غيرك؛ البنات مشاكلهم بتكبر وبقوا يتعاركوا سوى بس انا بحاول علي قد ما اقدر احافظ علي كل حاجه سيبتهالي لحد ما ربنا يأذن واجيلك، عارفة ان مجي محمد زعل جميلة وكل الناس الي مره واحدة شاركوها فيك زعلها بس متقلقش عليها وافرح؛ افرح بحلمك الي اتحقق و امنيتك ، هخرج عشان البنات وهجيلك تاني يا حبيبي 


❈-❈-❈


بالخارج كان معتصم يقف جوار الباب المفتوح ناحية مقعد جميلة، أبتاع لها عصير وكعك كانت تناولتهم واستعادت صحتها ؛ قلبت عينها وهي تحدثه بملل:

_ انتَ مش ناوي تركب؟؟ انا بقيت كويسة 


حرك كتفيه ونطق دون اهتمام:

_ عادي مش تعبان 


قبل ان تتحدث كانت رأت محمد لتعتدل بجلستها :

_ هو عمي مالة؟ 


استدرا معتصم لمحل نظرها وانطلق لوالده؛ أزاح هيثم والتقف يد والده:

_ حصله ايه يا ماما 


كانت هناء توقفت عن البكاء ربتت علي كتفه وهي تخبره بهدوء:

_ كويس يا حبيبي متقلقش، هتلاقي ضغطه وطي ولا حاجه 


اكمل معتصم بينما يقبل كتف والده:

_ خلاص نطلع بيه علي دكتور بسرعه


تحدث محمد بارهاق:

_ لا يابني مش مستاهلة انا كويس متخفش عليا عايز اريح في البيت بس 


اخرج محمد المفتاح يضعه بيد غريب:

_ ادي مفتاح العربية لعزت عشان يسوق ويوصل عيلة عمك وانا هركب معاك ومعتصم ياخد عمتك وهيثم 


كانت جميلة قد هبطت من مقعدها وفتحت الباب الخلفي لمحمد كي يصعد:

_ الف سلامه عليك يا عمي


_ الله يسلمك يا حبيبتي


نفذ غريب أوامر والده بعدما خرج الجميع وبالفعل صعد عزت موصلًا عائلة زوجته واحمد ومعتصم بعمته وهيثم الذي اتي دون سيارته.

❈-❈-❈


تدفع جسدها ضد الجدار أكثر علها تختفي؛ كان تهتز من البكاء ويدها تمنع فمها من إخراج صوت 


لا يمكنها تصديق ما حدث؛ البارحة اجبرها علي لقاء ذلك القذر تاجر المخدرات؛ كان رجل كبير يناهز بدايه الخمسينيات يحمل هيئة مقززة للأنفس وبعد انقضاء الزيارة البغيضة حمدت ربها وقررت أن تهرب لخالتها وتخبرها


لكن ما حدث بعد ذلك اسواء فقد اخبرها والدها برغبة الرجل في تسريع الزيجه لليوم؟ رفضت واعترضت صرخت وبكت لكن كل ما نابها هو ضربات متتالية عنيفة ادت لجرح بفمها ونزيفة وكدمات زرقاء تتوزع علي كامل جسدها ووجهها 


كانت تنتظر كثيرًا حتى غرقت بالنوم من كثرة الاجهاد.


❈-❈-❈


صعد محمد لمنزلة رفقة الجميع عدى عزت واحمد الذان ذهبا لأعمالهم، توقفت خطواته هو والشابين أمام الباب بصدمه وهم يروا جسد انسام نطق غريب بصدمة:

_ انسام؟


تقدمت هناء أمامهم بسرعة و انخفضت علي الصغيرة التي تحتضن ذاتها غارقة بالنوم، أسرعت تحرك جسدها وهي تهمس برعب:

_ انسام… انسام فوقي


انتفض جسدها وفتحت عينها برعب بينما تتراجع للخلف؛ ثوان جعلتها تستوعب أنها خالتها لتتجمع الدموع بعينها وهي تحتضنها برعب:

_ الحقيني يا خالتي 


_ اهدي يا حبيبتي انا هنا 


اوقفتها هناء وأسرع معتصم بفتح الباب ويسمح للجميع بالدخول للمنزل، جلس الكل بغرفة المعيشة حيث كان بكاء انسام الضعيف هو فقط ما يسمع؛ لاحظ اغلب الموجودين بعض الكدمات بوجهها الذي كان يظهر حينما تبعدها هناء لتحاول تهدئتها، كان غريب يشعر بالغضب والألم؛ كطير طعن دون قتل ليترك يعاني 


كان محمد منهكًا لكن حاول السيطرة علي الوضع وهو يتحدث بصوت رخيم:

_ خديها جوه يا هناء هديها وسبيها تنام ترتاح حبه


نهضت فتحية وابنتيها وهي تتحدث بهدوء:

_ عن اذنكم احنا عشان ترتاحوا؛ والف سلامه عليك يا حج 


تحركت لانسام تربت علي كتفها وهي تهمس بهدوء :

_ربنا يريح بالك ويصلحلك الحال 


حركت هناء رأسها بشكر بينما عبير تحدثت بصوت مسموع للجميع مدعيه الهمس:

_ قدم شؤم هي وبناتها 


انزعجت جميلة وقرر تجاهلها لما يحدث بالاوضاع تلك، غادروا ونهضت عبير خلفها هي وهيثم :

_ هنطلع احنا بقا عشان نور نطمن عليها 


فرغ المنزل عليهم ثواني من الصمت فقط قطعها غريب بصراخة الغاضب :

_ ايه الي حصل يا انسام انطقي


ارتعشت بخفه ورفعت عينها له بلوم، لو أجابها او حتى عاود اتصاله لما ساء وضعها 

تحدث محمد بحزم :

_ متعليش صوتك وانا قاعد كل واحد يروح اوضته لما بنت خالتكم ترتاح وتقوم هتبقا تحكلنا ونشوف حل


انصاعوا له رغم انزعاج غريب ومعتصم؛ انسام شخص مميز.. مميز للغاية.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة