-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 15

 

 قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الخامس عشر



إنك تثير الخوف بنفسي؛ 

خوف يجعل نبضاتي ثائرة بقربكَ..


باليوم التالي تهربت منه ثم الذي يليه والذي يليه، ثلاثة أيام تتهرب منه تمتنع عن محادثته او النظر له؛ لم يفهم معتصم ما الذي أصابها أو ما تلك الكلمات التي القتها في وجهه وهربت ! 


شغلت تفكيرة حول العديد من الاشياء؛ بدايه من عملها هي وعزت هنا وما غرضهم؛ حديثها مع هيثم وما الذي دار بينهم؛ خطبتها لأحمد وبالنهاية كلماتها وتهربها؟ لم يجلس من قبل يحلل شخصيه أحد لم يهتم من الأساس لما يصدر لكنها كانت تجذبه لفعل ذلك غصبًا 


ولج غريب للمكتب حيث قابلة معتصم الذي يجلس شاردًا أمامه ملف يمكنه ملاحظة عدم تركيز معتصم به؛ اقترب حتى جلس علي المقعد وهو يسأله بصوت هامس كي لا يصل لوالدهم :

_ ايه تصرفات نور شغلاك؟ 


رمش معتصم يحاول استيعاب حديثه قبل أن يضحك بسخرية وقد تذكر محاولات نور للفت نظرة بطرق رخيصة مشمئزة:

_ استغفر الله يا جدع ليه السيرة دي! دا أنا بقيت بطلع البيت اتسحب عشان متحسش بيا


أراح غريب ظهره للمقعد وهو يغمز لمعتصم متحدثًا بتشفي:

_ أحسن جرب حبه من الهم الي كنت فيه أنا


نظر له معتصم ماليًا؛ تغير منذ قرار والده بتزوجة من انسام، لم يعلق أي شخص علي ذلك لكنهم فقط يستطيعون ملاحظة النشاط الذي دب به و روحه المشرقة مؤخرًا؛ أجابه بسخرية:

_ بس أنتَ خلعت منها، بقولك ايه ما أتجوز أنا انسام عشان أخلص من نور 


أنعقدت ملامحة ببعض الضيق حاول إخفائه أسفل ابتسامه غير مهتمه:

_ ياريت أبوك يرضي بس هنقول أيه مصمم عليا انا بالذات؟ 


_ والله ! خلاص فكك وهجوزها لهيثم 

نطق محمد بجمود بينما يقف خلف كرسي غريب؛ فوق رأسه مباشرةً، اعاد غريب عنقه للخلف ناظرًا لوالده فوقة قبل أن يتسائل ببلاهة:

_ بتقول ايه يا حج؟


نظر له محمد بتركيز يرغب لو يعلم لما الكَبر بداخله حول مشاعره، أجاب بهدوء بينما يلتف ليجلس بالمقعد المقابل له:

_ بقولك لو أنتَ مش حابب تتجوزها ممكن أجوزها لهيثم لما عرفتهم علي جوازكم شبه عرض عليا يساعدها هو؛ وأنا شايف انسام طيبه وبحنيتها ممكن تعدل المايل الي في هيثم 


شعر ببطئ في نبضاته؛ كأن الكلمات ولجت لقلبه تمسكك بقبضة حديده لتمنع عمله وتوقف أنفاسه التي شبه انحصرت داخلة، كاد يتحدث لكن محمد أكمل دون أن يرأف به:

_ أنا متأكد أن انسام مش هترفض عشان كدا بلاش تضغط نفسك


_ لاء 

خرجت الكلمة متهدجه من بين شفتيه كأنه يركض أميالًا ليتحدث، صمت يحاول ضبط تنفسه وانفعاله أسفل سيطرته علي الذات لكن فشل وهو يكمل بحده وقوة:

_ جوز من هيثم مش هيحصل؛ لو هي مش خايفه علي مصلحتها أنا هخافلها عليها عشان بنت خالتي ووصتني عليها 


تركهم سريعًا ورحل بينما يستغفر بهمس لعل الحرقة بحلقه تتوقف؛ لا يعلم حتى كيف إستطاع تجميع جملتين صحيحتين دون الاعتراف بما يدفنه أسفل طبقات سميكه من الجليد المتبلد..


_ قولتله كدا ليه يا بابا؟ 


نظر محمد له ثواني قبل ان يستعيذ من الشيطان ويجيب بعدم رضا

_ عشان شايف أخوك عمال يكابر ويكابر! آخرة الكبر في الحب تقصف العمرك، الواحد حياته بتبداء فعلًا لما يلاقي الونس والالفه والمحبة بين شريكته الي ربنا كتبهالة؛ لما تفضل أنت تحبس مشاعرك تدفنها تحت تكبر وعند هتبداء عمرك متأخر آوي؛ دا لو مكنش العمر سابك ومشى 


تنفس بأرهاق بينما معتصم يطالعه باهتمام، نهض محمد مؤكدًا بنبرة جدية:

_ انا هلف شوية وبعدين أرجع البيت خلص كل الشغل هنا واتأكد إن كل حاجه مظبوطة قبل ما تروح


رحل محمد وترك الأخر مأخوذ بتفكيرة نحو غريب؛ انحرفت افكاره وعادت لها مجددًا كما يحدث منذ الصباح، نهض سريعًا حازمًا قراره للحديث معاها فقد مل التفكير بها؛ تُرى هل لجفائها علاقة بحديث هيثم؟


طرق علي الباب بخفوت ووصلة صوتها تسمح بالدخول؛ تأكد قبل طرقة أن أحمد ذهب في حال سبيله، رفعت عينها تطالعه انحسرت الانفاس بصدرها ودقه سرقت من نبضاتها لتتحدث سريعًا :

_ في حاجه حصلت؟ 


_ لا 

ولج مغلقًا الباب تزامنًا مع حديثه، شعرت بقليل من الريبه التي اخفتها اسفل الهدوء وهي تعود بظهرها للخلف متحدث باستغراب:

_ في حاجه حصلت في الشغل؟ 


كان يتحرك ناحيتها وهو يدفع كتفيه للاعلي دون اهتمام:

_ لاء برضو 


احتدت نظراتها كما كانت كلماتها بنبره حاده:

_ امال جي ليه؟ 


وقف أمامها مباشرةً وانخفض واضعًا كف علي الطاوله والاخر علي مقعدها ليحاصرها أمامه وهو ينطق ببعض الضيق:

_ جي افهم أنتِ بتتعاملي كدا ليه؟ 


نظرت لموضع يده وطريقة وقوفه؛ اختلجت مشاعرها لتخفيها في ضحكه ساخرة:

_ معتصم أنتَ بتقراء روايات كتير ولا ايه؟ 


أنعقد حاجبيه دون فهم لتكمل شارحة مقصدها:

_ جو الوقفه دي وإن البنات هتموت في حبك مجرد ما تعمل الزنقه التراجيدية الي بتحصل في كل الروايات والمسلسلات أكيد دول نتيجة للروايات؛ لأن دا لو من عقلك الشخصي هتبقا محتاج علاك 


رمش بذهول وشعر بالإحراج واقفًا سريعًا بأعتدال وهو ينفي كلماتها :

_ لاء طبعًا لا بقراء روايات ولا عايزك تقعي في حبي أصلًا؛ انا بتحرك عادي


لم تذل سخريتها وهي تستغل إحراجه للدفاع عن ذاتها :

_ طب خلي بالك من حدودك معايا وأنتَ بتتحرك عادي..


تنهد بملل وتخطى ذلك الإحراج وهو يخبرها بجدية:

_ مش دا الي جيلك عشانه؛ انا عايز أفهم أنتِ بتتهربي مني ليه؟ دا لما كانت الدنيا بينا وحشه مكنتيش بتتهربي كدا؟ 


إرتفع حاجبيها ونهضت واقفة أمامه ثوان تنظر له وهي تستغرب لما لم يعد مظهرة يثير حنقها؟ ابتعدت من أمامه تتهرب من أنقطاع الهواء الذي يحدث قرب:

_ وأحنا أمتي الدنيا أتحسنت بينا؟ أنا أخر حاجه فكراها أن علاقتنا وحشه برضو! مفيش اي حاجه بينا أتغيرت ومتحاولش تغير حاجه أحسن عشانك 


_ دا بسبب كلام هيثم؟ قالك أيه 

كان يندفع بالحديث دون شعور؛ لم يربطهم شئ يجعله يعاتبها بتلك الطريقة، تنفست بهدوء وهي تنظر صُلب عينه ناطقها بجفاء:

_ انتَ ملكش دعوة هيثم قالي أية دا أولًا؛ ثانيًا أنتَ جايب العشم الي في كلامك دا منين! معتصم متنساش مكانك عندي ايه..


تراجع بخفوت وكأن خسر حرب ضدها؛ ثلاثه أيام تشغل تفكيره وبالنهاية تدفع الكلمات بصدره كغرس سكين ثلم ، ظلت واقفة بمكانها قبل أن تبداء بالدوران حول ذاتها بغضب يكاد يصل للجنون! 

متي وصل الأمر لأضطرا دواخلها؛ لكنها لن تخضع أو  تضعف أمام مغريات معتصم؛ مغرياته ان تضع أمانها علي أكتافة هو؟ 

❈-❈-❈


أندفع غريب داخل المنزل كأعصار علي وشك هدم كل شيءٍ أمامه؛طالعته هناء بأستغراب لكنه لم يترك لها فسحة لتتسأل عما يحدث معه وهو يسألها بجدية:

_ فين انسام؟ 


رمشت لثوان قبل أن تجيبه :

_ بتريح في أوضتها حبه، حصل ايه؟ 


أجابها متراجعًا ليقطع الحديث معها :

_ محصلش حاجه يا حبيبتي عايز أتكلم معاها حبه 


تركها ورحل بطريقة حيث غرفة انسام؛ والده أبدًا لن يلقي حديث عن زواجها من هيثم الا لو كان متأكدًا من قبولها؟ 


طرق الباب بحدة يحاول دحضها ثواني وفتحت الباب؛ كانت ترتدي كامل ثيابها لتتحرك خارج الغرفة وهي تتحدث بأستغراب:

_ غريب في حاجه ولا ايه؟ 


الثلاثه أيام الفائتة كان يتجنبها مثيرًا الضيق بداخلها حتى جعلها تتأكد أن كل تلك المشاعر بداخلها خاطئة؛ أدركت أن تصرفات غريب معها بديهية لكن رغبتها به جعلتها تخلط الأمور سويًا 


أطلق نفس ضعيف وهو يسألها بجد :

_ أنتِ ممكن توافقي علي هيثم! 


رمشت لثانيه قبل أن تجعد حاجبيها وهي تستفسر بقلق:

_ أوافق عليه أزاي؟ 


_ توافقي تتجوزيه 

عينه كانت أنعكاس للامبالاة، لا تهمة لتلك الدرجة! يحاول التخلص من حمولتها بزواجها من هيثم! رغم علمه بعبث هيثم، الألم نحر قلبها بثقل وعينها انخفضت لأول مره بانكسار أمامه :

_ لو دا الي قررتوه معنديش مشكلة 


كادت ترحل لتبتعد عن وجودة الخانق الأن؛ لكنه أحكم قبضتة علي كتفيها يثبتها أمامه منخفضًا بجزعه حتى يرى عينها :

_ انا بسألك يا انسام موافقه ولا لاء؛ بصي في عيني وانتِ بتردي 


هل يتعمد أحراجها الأن! يرغب برؤية العزاب في عينها، أندفعت كرامتها في ثورة واحتدت عينها بينما تدفع يديها عنها :

_ متلمسنيش تاني أنتَ فاهم! أنا مش عارفة أيه الجنان الي راجع بيه دا؛ بس ماشي عايز تعرف ردي؟ انا موافقة علي أي حد هيبقا السبب أني أبعد عن أبويا ويلحقني منه؛ أنتَ هيثم مش هتفرق 


أولته ظهرها لترحل لكنة سريعًا تحرك واقفًا أمامها بغضبة الواضح:

_ وانا مش هسيبك تتجوزي هيثم يا انسام؛ هتتجوزيني انا بس ولو عندك حاجه تانيه اعمليها ووريني 


رحل بينما تيبثت هي بمحلها! هل يمكنها أعتبار ذلك أعتراف تملك؛ أنتفض قلبها موافقًا وأرتسمت أبتسامة حمقاء علي وجهها بعدما نفى كل شكوكها بكلمتين ورحل غاضبًا..

❈-❈-❈


وضعت نوران الأطباق فوق الطاولة وهي تبتسم لعزت، أثناء تناولة للطعام تحدث مصطنعًا الحزن:

_ والله الواحد صعبان عليه جميلة أختك 


شعرت بالقلق وهي تسأله سريعًا تتوقف عن مضغ ما بفمها :

_ صعبانه عليك جميلة؟ ليه حصلها حاجه؟؟


ابتسم سريعًا وهو ينفي ظنها :

_ لالا سليمه الحمد لله 


_ الحمد لله قلقتني 


زفرت براحة وهي تبتلع بعض المياه، غامت ملامحة مزيفًا الحزن والصدق بينما يهمس لها دون إهتمام جلي:

_ بس صعبان عليا شقاها في حقكم! مش أولي تاخد فلوس أبوها وتشتغل وتعيش حياتها ودراستها بدل المرمطة دي


صمتت لثوان قبل أن تخبره ببعض القلق:

_ أنا برضو فكرت في كدا وكنت عايزه أفاتح ماما تكلم عمي بس خايفه الكلام يضايقها


كان يصفق من فرط سعادته لكنه حافظ علي رباط جأشه وأخبرها بدعم بينما يربت علي يدها :

_ تكوني عملتي خير يا نوران بجد ولحقتيهم؛ حتى لو مقتنعتش اوي تفضلي تفهميها أحسن جميلة دماغها ناشفه وراكبها الكبر ودا مضيع حقهم وحقك 


حركت رأسها بتأكيد:

_ معاك حق أنا هعمل الي عليا؛ جميلة برضو لسه صغيرة ومش ناصحة وفاهمه زي


كاد يضحك عليها وعلي سذاجتها، جميلة قد تزنهم عقلًا ودهاء وإن لم يكن هكذا فهي تزنهم من فرط حرصها وعدم ثقتها بأي أحد؛ علي عكس نوران الساذجه والبريئة:

_ اه يا حبيبتي انتِ الكبيرة والعاقلة ولازم تخافي عليهم اكيد 

❈-❈-❈


مساءً بعدما أنهي معتصم عمله وسط شرود وضيق بسببها هي التي قلبت حياتها منذ ظهورها؛ اصطدم بشاب ليتراجع بخفه وهو واضعًا يده علي كتف الاخر:

_ انتَ كويس


ابتسم الاخر بهدوء وهو يجيبه بصدق:

_ اه؛ انتَ تمام 


اومأ معتصم بخفه قبل أن يحرك عينه من مدخل البنايه وهو يسأل الشاب ببعض الاستغراب:

_ أنتَ جي لحد هنا؟ 


_ ايوه الآنسة جميلة منتصر ساكنه هنا صح! 


ضيق معتصم نظرته فوقه بتدقيق؛ كان يبدوا كشاب مهذب مجتهد او كما يطلق عليهم" دوده كتب":

_ اه هنا؛ تبقى بنت عمي أتفضل أطلعك معايا 


بالاعلى كانت جميلة تجلس أمام فتحية حاده الملامح والتي يلتمع الضيق بين مقلتيها؛ لتتحدث جميلة بنبره مترجية:

_ يا ماما عشان خطري متفضليش قالبة وشك كدا؛ ميصحش تقبلي الولد كدا



شهقت فتحية بأستنكار وتقطرت كلماتها بعتاب:

_ والله يا ست جميلة! يعني عارفه الي يصح والي ميصحش أهو؟ يبقا أزاي تقولي للولد دا يجي من غير ما تعرفيني حتى يبقا جوز أختك هنا


زفرت جميلة بضيق وهي تحاول إقناعها :

_ أيه دا يا ماما الي بتقوليه؟ افرضي يعني كنا من غير عزت هيحصل أيه؛ يا حبيبتي أنا وأنتِ معتمدين علي نفسنا من زمان والي بيفكر يتكلم علينا بنوقفه عند حده عشان عارفين نفسنا؛ أيه الي اتغير بقا؟ 


تنهدت فتحية قبل أن تخبرها بحزم:

_ الي أتغير أن دلوقتي أحنا في عصمه وحماية رجالة حتى لو دا مش عجبك؛ و أنا مش هقلل من الناس الي ساعدتنا لو حصل أيه يا جميلة فدي أخر مره تتصرفي من دماغك مفهوم؟ 


_ حاضر روقي بقا الجرس رن أهو 

نهضت رفقه فتحية ناحية الباب الذي يطرق لكن مجرد ما إن فتح الباب قابلها وجه معتصم؛ كمد وجهها بضيق عكس أسارير فتحية التي اتسعت قبل أن تطلب منه البقاء كان هو يتحدث:

_ ازيك يا مرات عمي؛ كان في واحد يعني بيسأل عليكم فطلعت معاه 


هتفت بسرعة وهي توسع الطريق له :

_ كتر خيرك يابني؛ أدخل أدخل 


ولج معتصم مشيرًا لحازم كي يلحق به ودخل الاخر مرحبًا بهم، جلس الجميع بغرفه المعيشة حتى أتت جميلة بأكواب الشاي تقدمها لهم وهي تتحدث بشكر:

_ مش عارفة اشكرك ازاي بجد يا حازم مكنتش عارفه اعمل إيه 


أبتسم الاخر وهو يخبرها بجدية:

_ العفو يا جميلة علي ايه


تدخل معتصم وهو يري أعين حازم تلمع ناحية جميلة:

_ كتر خيرك برضو يا أستاذ هي جميلة اتلهت في الخطوبة وكل دا أنت عارف البنات بقا


_ خطوبه؟ 


هتف بصدمه لتخبره جميلة بابتسامه وهي تحاول تجاهل تدخل معتصم:

_ اه أتخطبت من فترة أسفه بجد أني معزمتكش


اندثرت ملامح الأخر بحزن وهو يخبرها بابتسامه مجبره:

_ الف مبروك ؛ علي العموم اهي كل الاوراق الي هتحتاجيها 


_ تسلم ايدك 


نهض واقفًا من مجلسه:

_ تسلمي، يلا عن اذنكم


ابتسمت بتوتر وهي ترى والدتها  ومعتصم لا يتدخلان لتسرع هاتفه بمجاملة:

_ ليه كدا لسه بدري أقعد اشرب الشاي حتى 


_ لا تسلم أيدك، يلا سلام عليكم 

نهض معتصم مودعًا له ثم عاد للغرفة حيث تقف جميلة مخاطبه والدتها بعتاب:

_ هو دا يا ماما الي هترحبي بالراجل؟ دا كان ناقص تكرشيه 


تهربت الاخري وهي تجيبها مدعيه الجهل:

_ يوم وانا عملت ايه


ابتسم معتصم بجمود وهو يخبرهم بجدية:

_ معلش يا ست فتحيه انا عارف أن ممكن يضايقك الي هقوله بس يعني أنا بستسمحك بعد كدا لو جيلكم ضيف أو كدا عرفوني أجيلكم عشان ميصحش


كادت جميلة أن تجيبه تصفعة بكلمات وقحة تناسبه لكن تدخلت والدتها سريعًا :

_ اكيد يابني أعذرني علي أنهارده 


ليجيبها ببسمه:

_ ولا يهمك يا حجة؛ يلا تصبحي علي خير 


رحل من أمامهم وكانت جميلة تستشيط غضبًا لتتهرب منها فتحية سريعًا وهي تخبرها بابتسامه متوتره:

_ تصبحي علي خير يا حبيبتي الا انا تعبت خالص


لم تستطيع جميلة التحكم في أعصابها وهي تسحب علاقة المفاتيح وتحسم قرارها بأخباره أن يتركها وشأنها تمامًا 


❈-❈-❈


كان معتصم قد صعد سريعًا يحاول عدم إصدار صوت وقد أصبح يشك أن نور تجلس علي السلم لتمسك به؛ زفر براحة ولكن ملامحة تحولت للازعاج وهو يسمعها تهتف ببعض الدلال:

_ معتصم حمد لله علي السلامه 


استدار ناحيتها بينما يجيبها ببسمة مجبرة:

_ الله يسلم يا نور


أبتسمت بأغواء وتحركت ناحيته في تمايعٍ ودلال تخبره  بهمس:

_ وحشتني يا معتصم 


لم يسمع جملتها ليسألها باستغراب:

_ حشيش ايه دا الي بتتكلمي عليه؟ 


شعرت نور ببعض الأزعاج الذي قهرته أسفل ضحكه مجلجلة بأنوثة؛ يكفيها أنه لا يصدها كما يفعل غريب، وضعت يدها علي كتفها ومالت بكامل جسدها تهمس له مجددًا:

_ وحشتني يا معتصم


أستغفر ربه بصوت مرتفع وقبل أن يبتعد عنها كانت جميلة تتحدث بسخرية:

_ واضح أوي أنه ميصحش يا معتصم


دفع نور بعيدًا عنه ببعض التوتر، نظرت له نور بغضب وهي تنظر لجميلة قبل أن تتحدث ببغض واضح:

_ عن أذنكم أنا بقا 


صعدت للأعلى سريعًا بينما معتصم وجميلة ينظران لبعضهم؛ اقترب معتصم وهو يردف بقلق:

_ أنتِ فاهمه غلط! 


ضحكت جميلة بسخرية كبيره :

_ فاهمه غلط؟ أمال أيه الي المفروض يتفهم!  علي العموم يا معتصم أنا ميهمنيش أنتَ بتعمل في حياتك أية الي يهمني إنك متجيش تعمل بتفهم اوي في الاصول والتربيه لا وتحاول تمثل دا عليا…ولأخر مرة هقولك أبعد عني وعن سكتي 


رحلت بسرعة دون أن يجيب، كان يشعر بالحنق يزداد داخل صدرة كقبضة تشتد علي قلبة ليستغفر بضيق وهو يهمس بحنق:

_ مالك يا معتصم من امتي بيهمك رأي حد فيك وتفكيرة! مهتم بيها ليه؟


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة