-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 16

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


الفصل السادس عشر



لقد فقدنا رغبة التمسك... فالصمت يؤلم أكثر حينما يملأ القلب وجعا من مَنّ عشقناهم 


فمؤلم أن تتصنع الإبتعاد وأنت من الشوق تنهار .. تتمنى نظرة... همسة... لمسة 


أتمنى لو بأمكاني إتلاف كل شيء حدث بيننا ، ونعود إلى الوراء ما قبل اللقاء ولا نلتقي ..


جذبها من خصرها بقوة حتى أصبحت بأحضانه 

ارتعشت بين يديه وحاولت السيطرة على مشاعرها وقلبها في ذاك الوقت 


دفعت يديه وأردفت بقوة واهية

- "عِز"... إتجننت بتعمل إيه.. وسع كدا 

ببطئ بدأ يخفف ضراوة ذراعيه من حولها.. نظر لها بعيون فاض منها عشقه الدفين... رغم محاولته إخفائه في أيامه الاخيرة: 


- يعني عملتي مسرحية مع جنى علشان تفرسيني... قالها وهو يمط شفتيه ويهز رأسه ومازال يحاصرها بيديه 


دفعته بيديها الرقيقة وهي تصرخ بوجهه 

- بقولك وسع متخلنيش أندم إني فكرت أجيلك هِنا...... أوشكت على الألتفات فوجدت قبضته القوية التي أوقفتها بمكانها وهو يزمجر

- مستعجلة ليه ياروبي ... دا حتى الأوضة نورت.. قالها وهو يمسد على خديها... راق له غضبها وخجلها منه 


تصاعد غضبها للحد الذي جعلها تقول بإنفعال 

- اوضة مقرفة زي صاحبها وإيدك إياك تلمسني

جحظت عيناه من كلماتها.. جذبها حتى إصطدمت بصدره 

- لسانك طول يابنت عمي... وعايز قصه 


أغمضت عيناها محاولة السيطرة على مشاعرها وحاولت سحب نفسا عميق عندما شعرت برائحته تحاوطها.. 


هدأت قليلا ونظرت إليه 

- لساني طول على يستاهل ياعز واللي بقى قارفني 


بلغ الغضب ذروته فلم يعد يستطع إحتمال حديثها وأهانة قلبه وأردف 

- أنا مقرف يا رُبى 


اهتزت نظراتها أمامه ولعنت نفسها وهزت رأسها برفض 

- إنت اللي بتضايقني ياعِز 


تركها ودلف لغرفة الملابس دون حديث...

تنهدت وظهر اليأس على ملامحها عندما دلف ولم تصل إليه لشيئا 


اتجهت لباب الغرفة ولكنها توقفت  عندما إستمعت لإشعار رسالة له


اتجهت لهاتفه وأمسكته ليس إلا فضول تقرأ تلك الرسالة التي جعلتها تجلس على فراشه 

- "زيزو أنا استنيتك كتير ومجتش ليه... فرحتني إنك قبلت بعرضي للسفر... كتير مبسوطة وهنرجع أسعد أيام حياتنا" 


توسعت عيناها ودقات عنيفة كادت توقف قلبها عن النبض... أكملت قراءة الرسالة التي جعلت قلبها كحمم بركانية 


- عايزة أقولك بعدّ الدقايق قبل الساعات لوصولك.. وحشتني أوي أوي... وحبيت أشكرك على العشا و الهدية الجميلة دي 

بحبك على فكرة يازوزو وبطل تقولي بلاش هبل.. بقولها كمان... وهفضل أقولها لحد ماتحبني 


انسدلت عبراتها لا تصدق ماتراه... وضعت الهاتف بمكانه وأهتز جسدها بالكامل 

- هيسافر علشانها... يعني كان مقرر وواخد قرار ينساني 

شعور مقيت أصابها... وصل  لقلبها التي اعلنت طغيانها بدقاته العنيفة وأنفاسا تحرق رئتيها... 


خرج من غرفة الملابس وجدها تجلس على فراشه... ظل واقفا للحظات وذهب بخياله إنها زوجته وتجلس على فراشهما تنتظره لكي تنعم بأحضانه... راق له خياله 

خطى إليها ونظراته ترسمها ومازال فكرة إنها زوجته تسيطر عليه 


وقف أمامها... شعرت بوجوده... إهتزاز داخلي جعلها غير قادرة على النظر أول المواجهة إليه... ولكن كيف لها أن تبرد نيرانها المشتعلة... نيران مستعيرة اطاحت بها للهاوية... سحبت نفسا طويلا حتى تستطيع التملك من عدم بكاؤها أمامه... هي ليست تلك الضعيفة التي تقع في براثين عشقه... نعم احببته بل عشقته عشقا مميت لقلبها... ولكن كيف له أن يفعل بجبروت طغيانه ويحرق قلبها الذي لم يعرف من الحب سواه فقط 


قطعت الصمت ونظرت إليه محاولة رسم ابتسامة بسيطة على محياها عندما أردف 


- فكرتك مشيتي... معرفش إن الاوضة حلوة كدا ووصل إنك تقعدي على سريري كمان 


أجابته بهدوء رغم ضجيجها: 

-  دوخت شوية فقعدت بس


نظر إليها بتمعن وأردف بصوتا هادئ  متسائلا 

- مقولتليش إيه حكاية إبن عميد الكلية دا...  وليه جم هنا من يومين... أنا  محذرتكيش يارُوبى وقولت بلاش تتلاعبي بمشاعري... ماتحوليش تستفزيني وطلعي مني إنسان مش سوي... 


اللعنة على قلبي الذي يقع صريعا لقربه وصوته الذي يجعلني متذبذة... ولكن كفى 


طالعته بنظراتها وتمكن الشك بقلبهاوكلمات تلك الفتاة تسيطر على عقلها.. أغمضت عيناها وذكرياتها معه وكلماته ووعوده التي تخلى عنها كاملا 


خبأت آهاتها الصارخة وخيبات قلبها... لغت قلبها تماما وفكرة تحطيمه بعقلها...  نظرت لمقلتيه  


ثم رسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها ثم نهضت من فراشه  وأردفت بقوة: 


- كان جاي يخطبني بس للأسف بابا رفض حتى الفكرة... مع إنه شاب كويس... بس حضرتك عارف عمك...مفكرني لسة... مع إنه عجبني  ... مفكرني،  توقفت عن الحديث ونظرت إلى مقلتيه 

إني لسة بحبك... ميعرفش إن دا كان هبل مني.. ميعرفش اني لسة متذبذبة... 

قاطعها  بنظراته الغاضبة النارية لو تحرق لأحرقتها


جذبها بقوة ثم ضغط مرة  آخرى على خصرها ورفع حاجبه بسخرية 

- بتستفزيني ياروبى...مش كدا... عايزة تستفزيني وتعرفي إن ني لسة بحبك ولا لا... 


كانت تناظره بهدوء يتنافى مع ضجيج قلبها.. رسم ملامح سعيدة على وجهها 

- مين المجنون اللي  قال كدا يازيزو.. إنت بح ماضي وإنتهى 


اللعنة عليكي طفلتي... كَبرتي لدرجة اللعب معي 

لمس وجنتيها بأصبعه وأردف: 


- عادي مفيش حاجة بقت تضايقني منِك...خلاص إنتهينا حتى لو جيتي ووقفتي قدامي وطلبت أسامحك انخفض لمستواها وهمس إليها

- روبي إنتِ بنت عمي الصغيرة... طفلة العيلة المدلله ياقلبي لازم اخدك على أد عقلك... 


ماذا تنعتني أيها الغبي... كانت عينها تقيد لهيبا ودّت لو تحرقه... كلماته القاسية مزقت قلبها لأشلاء ولكن كفى أيها المستفز الغبي... كفى أيها المتسلط المغرور 


هنا صرخت كرامة الأنثى بداخلها 

ابتلعت الغضب بداخلها ورسمت ابتسامة سمجة على ملامح وجهها... فضّلت أن تقتله تلك اللحظة حتى تشفي نيرانها الذي اشعلها بداخل صدرها... دنت منه ناسية  اقترابهما الخاطئ... ولكن إياك ياآدم أن تغتر بحواء  وتجرح كبريائها 


- صدقني ياعز إنت مسكين ومفكّر إن روبي الطفلة هتبكي عليك العمر كله...غلطان يابن عمي ولولا طنط "نهى" طلبت مني إني أكلمك علشان متسافرش مكنتش عبرت 


❈-❈-❈


أظلمت عيناه بنظرة قاسية... فأرادت الهرب من بين براثنه 


دفعته حتى إبتعدت قليلا ونظرت اليه نظرات نارية واستطردت

-  لو عمك وافق... حتى لو فيه أمل... كنت زماني ملكه لوحده... ومش بس كدا.. كنت هكون ملكة قلبه وأحس إنه يستاهل يكون مالك قلبي... هو الصراحة يستاهل 


كفى ايتها الغبية... كفى لقد طفح الكيل.. 

إندفعت الدماء لأوردته وصارت كالنيران التي تلتهم دواخله بالكامل وتحولت عيناه باللون الأحمر 


إياكِ ياحواء التقليل  بغيرة آدم... فالغيرة نار تحرق أحشائه كما تلتهب النار  سنابل القمح 


ظل ينظر إليها بصمت ناري...فكانت أشد اللحظات المميتة لقلبه من تلك الغبية التي أراد أن يحطمها ويقطع لسانها حتى تكف عن اللهو وكلماتها التي ذبحته  .. ظهرت عروقه من شدة نيران قلبه... تمادت رُبى ورفعت أصابعها محدثة صوتا أمامه تضحك بسخرية وأكملت ماقسم ظهر البعير 


- تعرف أحسن حاجة فيه..  أنه شخصية جديدة وجميلة بيفهمني بسرعة من نظرة...المرتين اللي قاعدت فيهم معاه  مزهقتش منه وتحسه راجل كدا وبيحاول يسعدك... ولما يقرب منك بيحسسك إنه هيجبلك نجمة من السما 


أقتربت حتى اخلتطت أنفاسهما ببعضهم البعض.. آنفاسه الغاضبة المشعة بنيران الغضب الجحيمي... وأنفاسها الباردة من حبه المخادع كما خيل لها... نظرت لمقلتيه وأردفت بقوة عندما تخيلته مع تلك الفتاه 


- دا لما أحبه هديله كتييير اوي... وكمان ياسلام بقى لو بيموت فيّا بقى شوف ممكن يعمل إيه 

رفعت يديها واردفت بإنتشاء 

- كتيييير أوي يازوزو... وخصوصا لما تكون خارج من تجربة حب فاشلة وعايز تعوض الحب دا في حد يستاهل 


خرجت كلماتها كالسهم حتى استقرت  إلى صدره ليمزقه إلى أشلاء وألما 


ساد صمتا مقتولا منه فقط ينظر إليها

فعندما تغار المرأة تكره الرجل وعندما يغار الرجل يكره نفسه 


عندما تغار المرأة تبكي وتظهر شجاعتها الواهية بكلمات ساخطة تُذبح لترضي غرورها أما عندما يغار الرجل يصمت 

فالغيرة هي مملكة الحب... 


ماذا فعلتِ طفلتي لكي تكسري رجولتي بلا تهاون... ماذا فعلتي لتخرجي شيطاني

كلماتها إنها ستخص غيره... اشعلت نيرانه... ايقظت المارد بداخله... ورغم نيرانه التي تكويه ارتفع صوته بضحكات صاخبة على غير عادته وذاك الموقف  وأردف: 

- بتغيظني صح ياروبي...قالها عندما جذبها بقوة حتى أصبحت بأحضانه... مطوقها تماما بذراعيه 


أفاقت على حاله وبدأت تدفعه ولكن كان مغيب تمام لم يستمع سوى كلماتها التي خرقت قلبه قبل آذانه... 


الغيرة توقف العقل.. فلاتسمع حينها لمتعقل... لكن تستمع لشخص كشارب الخمر 


- بس لعبتي في منطقة غلط ياروبي... حتى لو كنتي بتحاولي تستفزيني... عند قلبي أدوس عليكي يابنت عمي 


أصابتها رغبة عارمة بإحتراق صدره التي يقترب بها منه بأظافرها وتتناول قلبه وتمزقه لأنه يخصها وحدها ليس غيرها 


دفعته بقوة حتى ابتعدت قليلا عندما أهلكها كفى ماصار لها... نظرت بغضب وتحدثت 

- تدوس على مين... أنا مسحتك من حياتي ياعز... وحياة قلبي اللي كسرته لاكون ملك لغيرك ياعز... وهعرف أعيّشه سعيد... ومش بس كدا... همسح الفترة اللي كنت مفكرة إني حبيتك... اقتربت منه متعمدة خفض صوتها الذي اشعله بالغضب ونظرت لمقلتيه



مؤلم أن تتصنع الأبتعاد وانت من الشوق تنهار.. 

وقفت تنظر إلى الفراغ بعينان تقطران ألما... هربت من أنظاره التي تلتهما كما تلتهم النيران وأكملت ماقسمه لنصفين: 


- اكتشفت إني كنت عيلة ومحبتكش... يعني حبي الوحيد هيكون لمالك قلبي بس أكيد مش إنت لإنك أكتر شخص إتمنيت إني مقبلتوش ولا ظهر في حياتي 


إذداد الغضب بداخله حتى تشكلت غصة مريرة بحلقه جعله عاجز عن التنفس.. شعر بإنسحاب روحه.. تمنى أن يذهب من تلك الدنيا في تلك اللحظة 


رمقها بإحتقار والتفت لينوي المغادرة ولكنه تسمر بمكانه عندما أردفت 


- هداياك وكل مايخصك هبعتهولك ولا احرقهم أحسن أكيد مش محتاجهم... وأنا بكرة هيجلي الأحسن منهم 


نظر لمقلتيها... وانتابه عاصفة من كسر كبريائها وتمزق قلبها الذي حاولت انتمائه لشخص غيره... صراع عنيف بين قلبه وعقله الذي شعر بوخزه كإبر شوكية 


مطت شفتيها وسعادة بعينها عندما رأت حالته الذي اوصلتها اياه 


❈-❈-❈ 


- مبروك السفر مقدما ياابن عمي تروح وترجع بالسلامة ومتنساش الجوبات.... ولا اقولك هتصل بيك أنا علشان أعزمك اكيد ماهو عمك عارفه قلبه حنين وميستحملش زعل بنته الوحيدة فأكيد هيراضي قلبها وإنت طبعا عارف إيه اللي يراضي قلبي 


اشعلت بجوفه عاصفة غضب هوجاء اوشكت أن يقضي عليها حينما أقتربت منه

- بكرهك ياعز وبكره قلبي علشان بيحبك 


صمتت بعدها عندما جذبها بعنف ملتقط شفتيها بقبلة شرسة علّها تصمت بعدها للأبد  ... ظل يقبلها بشراسة حتى انقطعت انفاسهما...صدره يحترق وقلبه يتمنى ان يتوقف عن نبضه لتلك الغبية التي لا تعلم عشقها ينبض بوريده... فصل قبلته وهو مغيب بعقله... كل ماصوره خياله ملكها لغيره وكلماتها التي ذبحته.. ونعتها له بالكره 


جذب حجابها ملقيه بقوة على الأرض وهي تصرخ بوجهه وتدفعه محاولة الفكاك من بين براثينه... ولكن كيف ولم يظهر سوى كلماتها الجارحة لرجولته 


قطع صراخها بقبلته الداميه عندما دفعها بقوة على فراشه وقام بتمزيق كنزتها بالكامل...لم يشعر بنفسه إلاإنها بأحضان غيره..نار احرقت صدره بالكامل..وعجز السيطرةعلى شيطانه الكامن بداخله....  اتجه لعنقها ليصك ملكيته عليه بقوة حتى ظهرت أثاره... وكلمات كالمجنون 

مستحيل تكوني لغيري اموتك وأموت نفسي.. ظل يقبلها بعنف عله يطفئ ميرانه.. عله يسحب كلماتها التي أحرقته بالكامل... عله يجد طفلته التي عشقها منذ الصبا... ركلته بقوة وهي تبكي وتحاول الفكاك من بين يديه... حولته من الحبيب العاقل لشيطان مارد 


حجزها بقوة بيد ذراعيه وهو ينظر لبكائها ودموعها الذي اشعلت نيران قلبه... دموعها التي تكويه دون رحمة... وضع جبينه فوق جبينها وتحدث وهي محاصرة بجسديه 

- عاوزك تكرهيني أوي... اكرهيني وانتِ بتكرهيني ادعيلي أعرف اكرهك ياحبيبة عمري... ادعي عليا دايما في صلاتك ياروبي إن عز اللي مااتمناش في حياته غيرك إنه يكرهك للأبد 


- اعرفي انك موتيني... إقترب من شفاها ملمسا إياها وتحدث: 

موتي عز اللي كان يتمنى يسمع إسمه من شفايفك... موتي قلبي اللي كان بينبض باسمك.... حطمتي غروري بنفسي... بس أهم حاجة مش قادر أكرهك... لإني بعشقك بجنون 


صرخت  بوجهه 

- واعرف إنك أكتر واحد كرهته في حياتي بكرهك ياعز بكرهك... قالتها بصراخ وهي مغمضة العينين ودموعها كالشلال على وجنتيها... ومحاصرة بين يديه 


ابتعد عنها عندما ارتجف قلبه من كلماتها وفاق من سيطرة شيطانه التي أودت به للجحيم... 

نظر إليها ولحالتها وملابسها الممزقة... وشفتيها الدامية... وعيناها الحمراء ناهيك عن علاماته التي تزين عنقها... أصابه الهلع 


هز رأسه كالمعتوه وخرج كالعاصفة الهوجاء..بخطى متعثرة اندفع بلا هدي   يتخبط بمشيته هنا وهناك... حتى اصطدم باإخته التي فزعت من حالته 

اردفت بذهول 

- عز مالك وفين ربى... طلعت علشان تكلمك... 


تركها واتجه الى سيارته وصدره يستعير مثل لهب بركان ثائر... قاد سيارته بسرعة جنونية والغضب يعمي بصره وبصيرته والغيرة كالنار... احترق صدره من مظهرها ودموعها التي كوته كاملا 


❈-❈-❈ 


بروسيا 


بعد جولة من التزلج على الثلج... إتجه ممسكا بيديها لمكانا دافئ داخل ذاك المبنى الذي يبعد عدة كليو مترات... جلس وأجلسها بأحضانه 


نظرت لوجهه القريب الذي كان يطالعها بحب..كان قلبها يذوب كقطعة شيكولاتة من عشقه لها... اقترب يقبل  وجنتيها التي كانت كلوح ثلج.. محمرة الخدين.. وأنفها الذي يشع إحمرارا من برودة الجو 


رفع إصبعه على انفها يداعبها 

- شكلك دلوقتي عايز يتاكل... ودا كتير على قلبي الضعيف 

رفعها بخفة ليجلسها أمامه يداعب أنفها بأنفه... رفعت يديها تحاوط وجهه بين راحتيها

- النهارده أسعد يوم بحياتي لو قولتلك أنا محظوظة كتير بيك ياأجمل راجل في الدنيا ... لمست خده وهمست له 


- نفسي أرجع غزل الشقية علشان أسعدك وأجننك 


ضيق عيناه وتسائل

- تسعديني؟ 

هزت رأسها وأردفت بحب

- آه ياجواد أسعدك حاسة إني مقصرة معاك ياحبيبي... قاطعها عندما وضع إصبعه على شفتيها وتنهد بحب وهو يحاوطها بذراعيه 

- مين قالك إني مش سعيد.. زوزو إنتِ السعادة نفسها... طول ماانتِ جنبي وفي حضني أنا أسعد مخلوق على وش الأرض 


بالعكس ياحبيبي أنا اللي حاسس إني ظلمتك.. إنتِ جميلة أوي وصغيرة ربطي نفسك بواحد أكبر منك بسنين... اتحرمتي من حاجات كتيرة البنات اللي في سنك كانوا بيعملوها بسبب طبيعة شغلي 


اقتربت وهمست أمام شفتيه 

- هبوسك دلوقتي علشان تبطل كلامك اللي زعلني دا... وشوف لما بزعل بعمل إيه قالتها عندما مطت شفتيها كالأطفال 


قهقه بصوت مرتفع عليها جعلت من حولهم ينظرون إليه 

رفعت يديها تدير وجهه إليها عندما وجدته ينظر لتلك الشقراء التي حادثته بلكنتها الروسية 

- أحقا ضحكاتك جذابة أيها الرجل.. إني أذوب عشقا في تلك الضحكة 


بتبص على إيه إيه أنا قفص خيار رفعت نظرها لتلك الشقراء وإقتربت تلمس شفتيه بشفتاها مردفة من بينها 

- لقد ذوبت عشقا بك أيها الوسيم... ومن فيهن يحاولن الأقتراب من مملكتي سأمزقه بمخالبي 


لمستها له بتلك الحالة آثارت جنونه وحولته من عاشق متمرد لرجل يوّد لو لم يبعد انش واحدا عن زوجته بل إنثاه الطاغية 

- "غزل " خرج إسمها من بين شفتيه بنبرة مثيرة خافتة 


تقابلت نظرات العشق بينهما... وزعت نظرها على وجهه كاملا وهمست له 

- لا أعلم ماالذي تفعله بي.. سوىإني احبك كل يوماً أكثر وأكثر.. ولو سُئلت  يعني إيه الحياة؟ 

لـ جوبتهم  إنت الحياة... إنت السعادة... فقط إبتسامة منك ياحبيبي تجعل قلبي ينبض بالحياة... وليس ذلك فقط فإني أذوب بك عشقا حد الجنون... أغار حد الموت 

رفعت يدها تلمس خصلاته 

- أغار عليك من ثيابك... من صوتك لأحد غيري.. أغار من همسك لغير قلبي 


وضعت جبينها فوق جبينه 

- جود بحبك فوق ماعقول البشرية توزن معنى كلمة حب 


كانت كلماتها رائعة مثيرة جعلته يحبس أنفاسه ودقاته تتقاذف بقوة داخل صدره حتى شعر أنه سيصاب بذبحة صدرية تسمى غرق العشق 


لمس وجنتيها وتحدث بصوتا متقطع مبحوح من المشاعر التي اجتازته إنثاه الطاغية 


- زوزو حبيبي كفاية... قلبي ضعف معدش بيتحمل زي الأول... نظر لمقلتيها بعيونا فيّاضة بالعشق 

- إنتِ أجمل هدية ليا في الدنيا.. نعمة كبيرة ربنا أنعم عليا بيها... ولو قولتيلي رغم اللي حصل هقولك ومستعد أكتر من كدا بكتير.. المهم تكوني جنبي جوا حضني وبس... 

نهض من مكانه وأوقفها لترتدي جاكتيها بمساعدته ثم حاوط خصرها متحركين للخارج 

- لازم نرجع دلوقتي... ممكن يمسكوني هنا متلبس بقضية فاضحة للأخلاق 


صفقت بيديها وهي تقهقه عليه 

- يعيني عليك ياحبيبي لقد ذهبت الهيبة 

جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره 

تمركزت عيناه على شفاها وهي تتحدث وتضحك تملك منه الشوق ليتذوقها ولم يبخل على قلبه ليبرد لهيب اشتياقه لها 

عندما جذبها يقبلها بجنون 


فصل قُبّلته وهما ينهجان كأنهما بسباقا.. وضعت يديها على صدرها علها تتنفس 

ونظرت إليه وهو يناظرها فقط.. ملامحها الجميلة وشفاها التي يغرق بها... ظلت يداه تحاوطها وهو يعقد ذراعيه خلف ظهرها واضعا جبينه فوق جبينها وعيناه تناظرها بعشق 

- بتقولي لي إني الحياة صح 

هزت رأسها ولم تقو على الحديث كأنهما في بداية تعارفهما 


جنيته الجميلة التي عشقها وتغلغل عشقها بداخله جعتله شابا لا يصل سوى للعشرون ربيعا 

همس أمام شفتيها مردفا 

- إنتِ الروح والنبض... إنتِ الشريان والوريد... إنتِ الحب والعشق.. إنتِ الحياة والسعادة... إنتِ غزالتي المجنونة غزالة الجواد