غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 16 - 2
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
بالأسكندرية
جالسا على فراشه يقرأ كتابا... دلفت إليه تكاد تنفجر غيظا... أغلقت باب الغرفة بقوة جعله ينتفض فزعا... رفع نظره ينظر إليها
- فيه إيه مالك... براحة أنا فكرت زلزال
وضعت أظافر بفمها تتأكل بها من الغيظ
صارت تذهب في الغرفة ذهابا وإيابا عندما رجع ينظر لكتابه
-" ريان" صرخت بها مماجعله ينظر لها بسخط
رفع نظره يجاوبها بسخرية
- فيه قالك اني مبسمعش.. ايه اللي في القاهرة سمعوكي... القى الكتاب بقوة... ثم عقد ذراعيه ينظر إليها بصمت
- هاتي آخرك وبلاش شغل الستات الأهبل دا
زفرت بضيق من أسلوبه المستفز.. واستشاط داخلها فأردفت
- ايه اللي قولته تحت دا.. إنت إزاي بقيت كدا... تطرد الولد وتقولي الباب اللي يفوت
وتضرب عمر قدام مراته وقدامنا وتضحك عليا وتقولي كلام أهبل ياريان
اطبق جفنيه من زوجته المجنونة التي ذهب عقلها
رفع حاجبه بسخرية
- وايه كمان ياهبلة... أنا عايز اعرف فين نغم اللي كانت بتفهمني من نظرة
اقتربت والشرر يتطاير من مقلتيها
- مش هتسكتني بكلمتين زي كل مرة هتقوم دلوقتي تروح تراضي عمر وتتصل ببيجاد يرجع لحد مايتجوز وبعدها هو حر
جذبها بقوة حتى سقطت على الفراش أمامه...ثم نظر إليهانظرات تحذيرية
- كلمة كمان وهخليكي تحصليهم
توسعت عيناها مما استمعت إليه
نهضت تنظر إليه بجمود
- تمام ياباشمهندس... شكرا ولو مفكر أني ضعيف.. غلطان، أنا دلوقتي عندي اولادي بقى ليا سند يابن المنشاوي... و..
قاطعها عندما التقط ثغرها بقبلة علّها تصمت عن لهوها العابث بقلبه.. ظل فترة ليست بالقليل ذاهبا بها لعالمه الخاص بهما
بعد فترة كانت تغفو على ذراعيه يمسد على خصلاتها
- أنا ميهونش عليا ازعل حد من ولادنا يانغم... دول حياتي قطعة من روحي... أنا راضيت عمر بعدها واتأسف له قدام سيلا متخافيش... أما الحيوان بيجاد دا هو عارف اللعبة كلها بس هو بيحب يستفزني... وياستي متخافيش هو معندوش دم يعني ولا في دماغه اصلا
اتكأت على ذراعيها تنظر إليه
- ريان مبحبش أشوف الولاد زعلانين... علشان خاطري حبيبي فهمهم علشان مايزعلوش عمر دا طيب مالوش في الخطط دي..
قبل خصلاتها وأردف
- متخافيش حبيبتي عمر اتفهمني وعرفته
رفع ذقنها ينظر لزيتونتها التي تجذبه بلا هدي
- أنا زعلان منك يانغوم... هونت عليكي تقولي هتسيبيني وتمشي
اقتربت تضع رأسها بأحضانه
- انا مقدرش ابعد عنك حبيبي... كلام قولته وقت غضب مش أكتر
رفعها حتى أصبحت بمقابلة وجهه
- طيب حبيبك زعلان وواخد على خاطره ولازم تصالحيه
لامست كلماته اوتار قلبها الذي سرى بها تيار كهربي نابع من عشقها له ألهب جميع حواسها
اغمضت عيناها وأقتربت تقبله
- أنا مقدرش أزعل حبيبي مني أبدا.. اقترب يبادلها قبلتها التي خدرته فأصبح يتطلب المزيد.. وضعت إصبعها على شفاه
- هخليك تنسى حتى نغومتك قالت ايه
قهقه عليها... ورفع حاجبه
- عارف ومتأكد من إمكانيات نغومتي.. جذبها حتى أصبحت بأحضانه
- للصبح... معاكي للصبح
توسعت عيناها
- أكيد بتهزر... دا لسة الساعة تسعة
رفع ذقنها مملسا على خديها
- إيه ياحبي كبرتي... أشوف حد صغير
لكمته بصدره ورفعت سبابتها امامه
- ريان اتلم.. الحاجات دي مفهاش هزار
اقترب... ولكن قاطعه رنين هاتفه، نظر لهاتفه ورفع يديه
- أهو الحيوان اللي دايما قاعد على قلبي.. يخربيته ملحقتش افرح بثانية حتى
لكمته وهي تضحك عليه بصوتا صاخب
- رد على الولد... دا أكتر واحد شبهك على فكرة
رفع حاجبه متزامنا مع شفته العلوية مستنكرا
- ايوة هتقوليلي دا بارد ومستفز ياحبيبتي.. هتجبيه لحبيبك
أعاد الهاتف بالرنين ونغم تضحك عليه بصخب
استغرب ريان تواصل بيجاد بالرنين على غير عادته فهو يتصل مرة ولم يكررها بنفس التوقيت
نظر لنغم وطلب الصمت
- فيه إيه ياحيوان دوشتني... هب واقفا وهو يحاول أن يفهم كلماته التي لم تصل لمفهومه سوى
-"بابا انضرب عليا نار وغِنى اتصابت مكاني "مراتي بتموت يابابا
نهض سريعا متجها لغرفة ملابسه
- اهدى حبيبي ساعة وأكون عندك... جاد اجمد حبيبي حالا انا في الطريق..
فزعت نغم من حالة زوجها امسكته من مرفقيه
- الولد ماله... ايه اللي حصل
نغم هدخل اخد شاور تكوني جهزتيلي هدومي بسرعة
وقفت امامه تلكمه وتصرخ بوجهه
- ابني ماله ياريان... الولد فيه ايه
سبّ نفسه عندما افزعها دون قصد منه
ضمها لأحضانه مقبلا رأسها
- بيجاد كويس حبيبتي... غنى اللي انضربت بالنار ولازم اتحرك حالا
أمسك هاتفه
- عمر شوفلي طيارة للقاهرة فورا...خلال عشر دقايق
هزت رأسهاواردفت هروح معاك ياريان مستحيل أفضل هنا ومعرفش حاجة عن ابني
قبل راسها
- تمام اجهزي... متخافيش الولد كويس وإنت سمعتي أهو بيقول إيه
بعد فترة يقف بجانب بيجاد أمام غرفة العمليات... ثم تذكر صهيب
❈-❈-❈
بفيلا صهيب
كان متجها لباب الفيلا... وجد عز يستقل سيارته متجها للخارج بحالة مرزية... اتجه بنظره للمنزل عله يرى احدا.. خطى للداخل أوقفه رنين هاتفه.. الذي جعله متجها للخارج مهرولا بعدما استمع للمتصل
دلفت جنى تبحث عن رُبى ... تسمرت مكانها عندما وجدتها بمظهرها المزري
صرخت باسم والدتها ثم اتجهت إليها
-رُبى حبيبتي إيه اللي عمل فيكي كدا... وصلت نهى عندما استمعت لصياح ابنتها
شهقة خرجت من فمها... وضعت يديها على فمها من الصدمة... ذهول جعلها كالمشلول الذي شلت حركته بالكامل
كانت تجلس على فراشه تنظر في شرود ودموعها تنسدل بغزارة كالشلال... خصلاتها المبعثرة على وجهها بفعل مافعله بها... شفاها الدامية وملابسها الممزقة... كان جسدها يرتعش ولسانها يردد
- عايزة ماما.. أنا عايزة ماما
ضمتها نهى بأحضانها وهي تصرخ بفزع...يادي المصيبة...يادي المصيبة.. لم تكن تتوقع بأن إبنها سيصل بهذه الحقارة
بكت نهى على حالتها وأردفت
- أنا آسفة ياعمري.. ياريت ماطلبت منك يابنتي... قبلت خصلاتها وبدأت تهذي بهذه الكلمات
ضمت وجهها بين راحتيها
- روبي حبيبة قلبي سمعاني.. قوليلي حبيبتي.. عز عمل ايه، عملك فيكي ايه الحيوان دا، والله لأخلي باباه يموته بس الحيوان دا يجي
نظرت رُبى بشرود وأردفت كالتائه
- أنا عايزة مامي... اتصلي بمامي علشان خاطري ياآنطي نهى.. هاتيلي مامي
استمعت لطرقات على باب الغفلة
نظرت نهى لجنى التي تمسك يد رُبى وتبكي...
- شوفي بابا جه ولا لأ... خليه يجلي حالا هنا... وهاتي حاجة من هدوم بنت عمك تستر نفسها
هزت جنى نفسها وهي تبكي بنشيج لم تصدق مافعله عز بحبيبته
فتحت الباب إذ بالعاملة تردف
- حضرة الضابط جاسر تحت وهو الباشمندس اوس... عايزين الدكتورة رُبى
هزت جنى رأسها وتحدثت
- قوليلهم رُبى نايمة.. هتبات مع جنى النهارده
أومات العاملة ثم تحركت للخارج
أغمضت جنى عيناها بحزن وهي تنظر لرُبى المكومة بأحضان والدتها
في مكانا آخر... توقف بمكان لا يعلم أين وصل وكيف.. اخنفاسه تعلو وتهبط .. كره حاله عندما تذكر ماأوصلها به.. الألم يكاد يدمي قلبه... كانت دقاته تتقاذف بعنف داخل صدره بينما انسحبت أنفاسه... تمنى أن تزهق روحه
ترجل من السيارة يتخبط بمشيته وهو يصرخ من أعماق جوفه حتى شعر بتمزق أحباله الصوتيه
بدأ يلكم رأسه بالسيارة علّه يكون داخل كابوس وسيفيق منه
ظل يسير بلا هدي تاركا سيارته وعبراته تغرق وجهه... ونيران تحرق صدره.. جلس بمكان مظلم يشبه حديقة عامة..وضع جسده الذي انهكه التعب من كثرة السير وجلس على الأرضية يضع رأسه على ذلك المقعد الحجري بجواره... لا يعلم أين وصل..
"مبارك عليكِ يانفسي وجع قلبي الدامي
مبارك عليكي حياة بلاها..
مبارك عليكي شعورك بالهوان والضعف دونها
مبارك عليكي حياة كالأموات"
❈-❈-❈
بفيلا جواد الألفي
دلف الاخوان وهما يمزحان مع بعضهما البعض.. توقف جاسر ينظر لأوس مردفا
- يعني ثبّت أبوك وعمو ريان
تهكم أوس ساخرا من كلمات أخيه بحركة من شفاه ثم تحدث
- مسمهاش ثبتهم ياحضرة الضابط... أسمها قدرت تقنعهم يابني... وعلى فكرة بابا وعدني بعد الأمتحانات هنروح نخطبها
صفق جاسر بيديه
- أيوة بقى وأخيرا هيدخل الفرح بيتنا يابني
لكمه أوس وتحدث ساخر
- كان المفروض الخطوة دي تعملها انت ياحضرة الضابط... ضحك جاسر وهنا ذهب بذاكرته لتلك العيون الزرقاء وشعرها الأشقر لم يعلم لما أتت على باله
أخرجه من شروده صوت العاملة
- أحضرلكم العشا يابشوات
وقف جاسر أمام العاملة وأردف بهدوء
- هو أنا يا"منى "هفضل أفهمك لحد امتى
زمن البشوات دا اتلغى
نظرت إليه" منى" بنظرات إعجاب وأردفت
- برضو العين ماترفعش على الحاجب ياجاسر باشا
جذبه اوس وتحرك
- شكرا يا"منى" إحنا لسة متغدين برة
توقف جاسر وتسائل
- هو بابا متصلش بيك النهارده.. بقاله يومين متصلش بيا
هز أوس رأسه برفض
- وأنا كمان..بس غريبة دي،إن حضرة اللوا مايتصلش بينا...دا أنا كنت عايش دور العسكري
لكمه جاسر بخفةورفع حاجبه بسخرية وتحدث
- ماله العسكري ياحضرة المهندس العظيم
أمام غرفة العمليات
بعد خروج الطبيب وحديثه الذي أنهاهم جميعا...جلس بيجاد على ارضية المشفى وكأنه لا يسمع ولايرى سوى لقائتهم
حاول صهيب أن يصل لجواد وكالعادة الهاتف مغلق
قاطعه رنين هاتفه مع جاسر
- فينك ياعمو...دي السهرة اللي وعدتنا بيها...وكمان الباشمهندس عز معرفش راح فين
لم يكن بحالة للنقاش ابدا
- جاسر إحنا بالمستشفى حبيبي...أختك حالتها خطرة ومش عارف أوصل لبابا
ربى مالها صرخ بها جاسر أفزع أوس الذي،كان بغرفته..اتجه سريعا لأخيه..استمع لصوت جاسر
- مالها رُبى ياعمو...أنا لسة راجع من عندكوا...
أغمض عيناه وأردف بهدوء
- دي غِنى ياجاسر مش ربى غِنى طلعت اختك
هزة عنيفة أصابت جسده بالكامل..ووخزة قوية اصابت قلبه..مما جعل هاتفع يتساقط من يديه
- "غنى" أختي... يعني غنى توأمي.. يعني كانت بتعمل كدا علشان تقرب مننا
هز رأسه ويكاد رأسه ينفجر من الأسئلة.. كيف ومتى وصلوا لمعرفة الحقيقة
وماذا عن والده... هل كان يعرف
إحساسي بيها مكنش غلط..
وصل أوس ونظر لأخيه التائه المشتت الذي يحادث نفسه
- جاسر مالها رُبى
بصعوبه إستدار بجسده إليه وأردف كالمعتوه يضحك ويبكي في آن واحد
- غِنى طلعت أختنا...غنى طلعت توأمي
قهقهات عاليه دون الشعور بشيئا سوى شيئا واحد ضعفه
- كيف لم يشعر بها...هنا ذهبت ذكريات الطفوله وتشوش العقل
جذبه أوس وتسائل
- غنى مين ياجاسر..قصدك غنى خطيبة بيجاد
هز رأسه بنعم..ثم رفع نظره وتسائل
- إنت شوفتها ياأوس
هز رأسه برفض وتحدث
- لا كنت في الغردقة يوم الخطوبة ومتنقبلناش خالص...خرج جاسر من اسئلته وذهب متجها للمشفى
- لازم أعرف الحقيقة...وازاي وصلو لها
ناداه أوس..إستنى هاجي معاك
أوقفه جاسر بيديه
- لا خليك هنا ممكن رُبى تزهق من بيت عمك وتيجي وخصوصا شدها الأيام دي مع عز
❈-❈-❈
بالمشفى
وقف ينظر إليها من خلف الزجاج ودموعه تنسدل بقوة... تذكر كيف سيكون حالة آخيه عندما يعرف
مسح على وجهه علّه يفكر بشيئا
اتجه بيجاد للطبيب
- عايز أدخل اشوفها حتى خمس دقايق لو سمحت
أومأ صهيب برأسه للطبيب
خطى بخطوات هزيلة بعدما احضرته الممرضة...كانت الدموع تغرق وجهه..صرخة بآهة عاليه خرجت من عمق قلبه..شهق ببكاء مرتفع عندما وجدها متسطحة على ذاك الفراش اللعين...تمنى لو يخطفها ويذهب لعالم لا يوجد سواهم
جلس أمامها على ركبتيه وهو يقبّل جبينها
- غِنى حبيبتي..افتحي عيونك ياحبيبة بيجاد...عايز أقولك أنا بحبك اد إيه ياعمري بحبك أد اللحظات اللي بعدتي عني فيها
بحبك أد كل دقة قلب خرجت من قلبي وإنت بعيد...بحبك أد كل كلمة حب اتقالك
مسد على خصلاتها
- على فكرة مش بكيفك تسبيني تعبان كدا...لازم تفوقي وتعانديني..وحشتيني ياعمري أنا
وضع رأسه على كفيها... أنا هفضل نايم كدا لحد ماتفتحي عيونك وتزعقي وتقولي امشي يامستفز...
رفع يديها يقبّلها بحب
- ياله ياغنايا... افتحي عيونك لحبيبك علشان الشمس ترجع تنور حياته تاني
غنايا أنا بموت آسف على كل كلمة حبيبي
زعلتك فيها... أسف على كل حرقة اعصاب حرقتهالك.. تمنى لو ينزع ذاك الجهاز ويقبل شفاها حتى تفيق من نومها الذي كرهه
دلفت الممرضة
- لو سمحت ماينفعش كدا... قولتلك ماتقربش منها
نظر إليها بغضب
- إمشي أطلعي برة..
خرجت بعدما وجدت حالته.. بعد قليل دلف صهيب إليه
- بيجاد تعالى مينفعش كدا... لو عايزها تقوم بالسلامة ياريت تلتزم بكلام الدكاترة.. لو سمحت، أنا مش مستعد لأي مخاطر
نهض متجها للباب ونظراته تحاوطها وقلبه يناديها
- ياله غنايا افتحي عيونك لحبيبك... عارف ومتأكد إنك بتحبيني.. انسدلت دمعاته... ضحيتي بنفسك علشاني هعاتبك لما تفوقي
خرج وهو لايشعر بشيئا خرج ينظر لوالده
أمسك هاتفه للمرة التي لا تحصى وهو يهز رأسه بآسف
لكم بيجاد الحائط بقوة وشهقة مليئة بالوجع عندما أردف الطبيب الوقت بيعدي
وجد جاسر آتيا في أول الردهة
اتجه برأسه سريعا للطبيب
- لسة فيه أمل يادكتور... لو أبوها مش موجود... أخوها موجود
رفع صهيب نظره لبيجاد
- ودا مستحيل يحصل يابيجاد... لازم ابوها يكون موجود... هب فزعا وصرخ بالجميع
- أي أمل يوصل لشفاها مش هتاخر إني اقدمه ولو أنا أنفع مكنتش محتاج حد فيكم... قالها بصوتا مرتفع
وصل جاسر ينظر اليهم
- ايه الكلام اللي حضرتك بتقوله دا ياعمو... وإزاي اتأكدو انها غنى اختي... قالها وهو ينظر لطارق وتهاني
جذبه بيجاد ونظر إليه
- دي أختك وأنا كنت عارف من أول مرة شوفتها واتحققنا من دا..ولو تفتكر قولتلك بلاش كلام بكرة تندم عليه... دلوقتي اختك محتاجك وإنت الوحيد اللي تقدر تنقذها أو باباك.. اي حد في اخواتك ياجاسر
وقف جاسر متصنما بمكانه عندما فهم مايشير اليه
رجع بجسده للخلف... وفجأة انسدلت عبراته وهو يهز رأسه
- مستحيل دا مستحيل... أكيد بابا ميعرفش... هز رأسه هزات عنيفة وكأنه تحت الصدمة التي لا يستطيع مقاومتها
لا ماهو كدا كتير... عمو صهيب بيجاد بيقول إيه هي... أشار لبيجاد ثم توقف
- لا كدا بابا عارف... ومعنى انكوا تطلبوا حاجة زي دي... رجع خصلاته للخلف وهو يتنهد بوجع
أشار لباب الغرفة التي تمكث بها
- أختي هنا بتموت ياعمو... مش كدا... أختي بتموت صح، لوكيميا..
هز رأسه عندما وجد حالتهم جميعا
صرخ وهو يلكم الجدار بجواره
- طيب ليه عرفنا... مكناش عايزين نعرف... مكناش عايزين نتوجع تاني.. هي كدا هتسبنا.. آه... آه... هتسبنا تاني بس المرادي للابد.. أبويا ذنبه إيه.. وأمي... آهة صارخة بنيران الوجع والألم... آه، وآه عليكي ياامي لما تعرفي
جذبه صهيب وصرخ بوجهه
- إنت أهبل يلآ بنقولك هتخف... عمليه بسيطة وهتخف
ابتسم جاسر بسخرية
- عملية بسيطة.. لوكيميا بسيطة ياعمو.. دا حتى خلي غيرك يقول كدا
صفعه بخفة على وجه
- فين إيمانك بربنا ياحمار.. ينفع نقول لربنا ليه ياجاسر... أكيد له حكمة في كدا حبيبي
ضمه عمه وجلس على المقعد وكل مايفكر به حالة جواد وغزل عندما يعلمون
نهض بيجاد وتحدث
- بما أن الموضوع متوقف على عمو جواد... يبقى أنا لازم اوصله.. وهعرف أوصله..
اوقفه صهيب قائلا
- بيجاد لو وصلتله قبلي عرفه إني عملت حادثة... متقولش غير كدا يابيجاد.. صدقيني يابني الضربة هتكون أخف وفي نفس الوقت عمره ماهيتأخر عني
نظر جاسر لعمه
- إزاي تطلب دا
- يعرف وهو جنبي ياجاسر أهون لو عرف وهو لوحده...
أومأ بيجاد برأسه متجها للخارج
ظل ريان يهاتفه عدة مرات ولكن دون جدوى
❈-❈-❈
بروسيا
أمام المدفأة كانوا يتناولون وجبة العشاء، نظر لغزل التي تتلاعب بطعامها
- مبتكليش ليه حبيبي
رفعت وتمنت أن يستمع إليها
- جود قلبي وجعني أوي عايزة اطمن على الولاد وخصوصا غنى وربى...حاسة فيهم حاجة
ضمها لأحضانه عندما شعر بما تشعر به
- تمام ياقلبي..نتعشى واتصل بيهم...وكمان عايزة أطمن على باسم بقاله فترة مااتصلش بيا
ضيقت عيناها وتسائلت
- ماله باسم؟
ابتسم بسخرية واردف
- اتجوز...وضعت يديها على فاهها من الصدمة
- متقولش لحق نسي مراته وراح اتجوز ياجواد هزعل منه أوي...دا كان بيحبها أوي
تنهد بوجع على صاحبه
- ياريته ينساها ياغزل..كان هيكون أرحم من اللي بعمله..
قطبت مابين حاجبيها وتسائلت
- ليه ياحبيبي عمل ايه
زفر بغضب عندما تذكر مافعله
- عرف مين اللي قتل مراته وابنه...فاكرة العتال اللي كان خطفك انتِ وسيف
أومأت برأسها
- هو دا أكبر داهية على روؤسنا كلنا..باسم عرف يوصل لبنته...عنده بنت أد جاسر وغنى في الجامعة عمل عليها حوار حب والبنت وقعت في غرامه فعلا وراح اتجوزها من ورا ابوها علشان يقهره...طبعا البنت صغيرة أوي عليها فرق اكتر من عشرين سنة
شهقة خرجت من غزل وأردفت بحزن
- طيب ليه يعمل كدا...أنا مابعترضش على السن أنا بعترض على الطريقة اللي لعب بمشاعر واحدة بريئة
تحدث جواد بغضب عندما تذكر حالته
- دا اللي زعلني منه وكان رافض اني اعرف..خطط هو وعثمان وعملوا كل حاجة من ورايا
- طيب والبنت ياجواد ذنبها إيه بس
مسح جواد على وجهه بعنف
- للاسف ياغزل...باسم عامل زي الوحش،..مبيسمعش لحد...تخيلي اخد البنت مكان محدش يعرفه...ومعرفش ناوي على إيه..أنا خايف عليه...العتال مش سهل ابدا
ربتت على يديه وتحدثت
- إن شاءالله ربنا هيوقف معاه...المهم يرجع البنت المسكينة لأهلها
هز رأسه بتنمي وأردف
- البنت كانت بتحبه أوي دلوقتي بقت تكرهه وخايف لتعمل فيه حاجة
شعرت بوجعه على صديقه...وضعت رأسها على كتفه واردفت
-ان شاءالله هيكون كويس ياحبيبي متقلقش،
❈-❈-❈
أمسك هاتفه الذي يغلقه بالأمس...وقام الأتصال بابنته اولا
تناولت نهى هاتف ربى سريعا
- دا باباكي ياروبي..قبلت جبينها وابتلعت غصة مردفة
- كلميه وبلاش تعرفيه حاجة لما يجي يابنتي أنا عارفة ابني غلط ولازم يتأدب
أمسكت الهاتف بيد مرتعشة وتذكرت حالته التي كان عليه
- أيوة يابابي... قالتها بصوت مؤلم حزين
انشق قلبه على صوتها الحزين
- مالك يابابي... بتعملي ايه
جذبت غزل الهاتف من يديه
- روبي حبيبة مامي... وحشتيني ياقلبي
هنا انهارت رُبى بالكامل
- مامي وحشتيني... تعالي بسرعة... انا محتاجكي اوي يامامي
نهضت غزل وقلبها يؤلمها من كلامات ابنتها
- الصبح هكون عندك ياروح مامي... بطلي عياط... جذب جواد الهاتف
- ربى انتِ فين
بصوتا متقطع من البكاء، عند عمو صهيب
اعطت الهاتف لنهى عندما ازداد بكائها
-ايوة ياجواد متخافش، هي شكلها شافت كابوس فبتعيط علشان كدا
كان قلبه يؤلمه شعر بكذب نهى من حديثها المتقطع... اجابها
- تمام يانهى... بكرة هنكون في مصر إن شاءالله
قام الاتصال سريعا على جاسر
نظر جاسر الذي يجلس بجوار صهيب وريا... جحظت عيناه وهو يبتسم
دا بابا
رد عليه بسرعة هذا ماقاله ريان
نظر صهيب وتحدث بهدوء
- جاسر زي ماقولتلك... بلاش تقوله حاجة قوله زي ماقولتلك... عمو صهيب عمل حادثة تمام ياحبيبي
انقطع الاتصال زفر ريان بقوة
اتصل بيه يابني بسرعة... الوقت بيتحكم فينا... لم يكمل حديثه اذا استمع لرنين هاتف صهيب
جذب ريان الهاتف
- انحت لسة هتفكر
- أيوة ياجواد... اتجه جواد للنافذة.. وبدا الشك يخترق صدره
- هو دا مش تليفون صهيب ولا أنا اتصلت بالغلط ولا إيه
تنهد وحاول أن يملأ رئتيه بالهواء ثم تحدث
- لا دا تليفون صهيب...وجاسر معايا كمان
هزة عنيفةأصابت جسده جعلته غير قادر على الحركة وسنيورهات كثيرة تداخلت بعقله
- ايه اللي حصل ياريان عندي،
ساد صمتا للحظات... لم يعلم امر إخباره سيكون صعبا بهذا الحال
- جواد صهيب عمل حادثة... وبنحاول نوصلك من امبارح
كان الرعب قد تسلل إلى قلبه... ابتلع ريقه الجاف وتسائل
- حالته إيه ياريان لو سمحت.. قولي إن اخويا عايش، ومتخبيش حاجة
قاطعه ريان بصوتا مرتجف بعض الشئ... اشفق عليه كثيرا فالامر صعب ومؤلم
من جميع الجهات
- هو كويس... بس لازم تيجي ياجواد
شعر أن الأرض تميد به وأصبح قاب قوسين او أدنى من فقدان وعيه... وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانه ورغبة في الوصول إليه بلحظات
وقفت غزل مذهولة من تبدل حال زوجها
جواد في ايه؟
مين؟ صهيب ولا سيف
نظر إليها وعيناه تغشاها الدموع
- صهيب عمل حادثة ياغزل من امبارح... أخويا بيتوجع من إمبارح وأنا قاعد هنا بتفسح
وضعت وجهه بين راحتيها
- جود حبيبي هو اكيد كويس،... ياله فوق علشان تشوف طيارة نرجع فورا أنا برضو قلقانة حبيبي... لازم ننزل نطمن على صهيب.. ياله حبيبي
قاطعه رنين هاتفه
- دا بيجاد... اجابه سريعا
- فينك ياعمو جواد... دي عملة تعملها
صرخ بيها بيجاد بقهر ووجع قلبه
ذهل جواد من حديث بيجاد
- بيجاد طمني صهيب كويس
مسح بيجاد على وجهه يكاد يقتلع جلده محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يشعره بما يشعر به
- هو كويس... هو عايز يشوفك... أنت فين وانا هتصرف وأشوفلك طيارة خاصة
سقط على المقعد كمن تلقى ضربة اقسمته لنصفين عندما شعر بسوء الاحوال
- انا في روسيا يابيجاد... ساعتين هكون في المطار علشان أنا في غابة بعيد عن البلد
أوف أوف.. صرخ بها بيجاد عندما فقد السيطرة
إنت شايف الجو دلوقتي عامل ازاي... مستحيل تعرف تخرج من مكانك حاليا... صمت قليلا واردف
- طيارة هليكوبتر... لازم
قاطعه جواد يصرخ فيه
- اخرص يلآ... ساعتين وهكون في المطار
❈-❈-❈
بالقاهرة بغرفته
عدة محاولات الأتصال بها ولكن ككل مرة
- الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا
ألقى هاتفه بقوة على فراشه.. وأحس بأرتفاع ضغط دمه من تلك المستهترة... لقد طفح الكيل من أفعالها الباردة
جلس أمام مكتبه وفتح مشروعه محاولا العمل عليه.. ولكن تذكر أخته التي تحدث عنها جاسر منذ قليل... رجع لهاتفه يحمله وقام الأتصال به
نظر جاسر لصورة اخيه على هاتفه
- أيوة ياأوس
- ايه ياجاسر قولت هطمني ومفيش كلام
نهض بعيدا عن مكان الجميع وأجابه
- الوضع هنا وحش أوي ياأوس،.. غنى طلعت مريضة بلوكيميا وكمان مضروبة بالنار وحالتها خطرة وبابا جاي في الطريق
نهض سريعا من مكانه متجها لغرفة ملابسه...يرتدي ملابسه سريعا
- أنا جاي بعد شوية...
أجابه جاسر:
- عدي على اختك عند عمك عرفها علشان ماتجيش ومفيش حد في البيت
- نعرف ياسين ولا لا؟ تسائل بها أوس
رفض جاسر قائلا
- بلاش دلوقتي هو كدا كدا في الكلية ومعرفش بلاش نقلقه...لحد مايوصل بابا بالسلامة ونعرف هيعمل إيه
بعد عدة ساعات وصل جواد لمطار القاهرة
كان ينتظره جواد حازم بالمطار...أسرع جواد بحالة من الذعر،
- صهيب كويس صح... انتوا مش مخبين حاجة ياجواد... كانت تقف بجواره ودموعها تنسدل
- حبيبي طمنا ورد على خالك... خالو صهيب كويس... تذكر حديث صهيب عن حالة جواد عندما يعلم
نظر إليهما واصتنع ابتسامة هادئة
- والله كويس... ياله علشان تروحله
استقلوا السياره متجهين للمستشفى... توقف بالطريق
- أنا هنزل أخد تاكسي ياغزل وانتِ روحي إطمني على رُبى حبيبتي
أشارت غزل إليه
- حبيبي رُبى كويسة ونهى معاها .. يعني متخفش... هنا توقف لحظة ينظر لجواد
نهى سايبة جوزها وقاعدة مع رُبى...
انتوا مخبين عليا إيه ياجواد
- خالو طنط نهى متعرفش حاجة وحياة ربنا ماتعرف حاجة
تزاحمت الأفكار بعقله وظل يفكر بجميع الاتجاهات... ورغم ذلك
- عدي على البيت نوصل مرات خالك
أومأ جواد حازم دون حديث عله يخرج مأزقه
نظرت غزل تستنجيه بنظراتها
- لو سمحت ياجواد خليني اروح أطمن على صهيب
ضم اكتافها وأردف
- شوفي البنت حبيبتي وتعالي.. صوتها مش مطمني... تمام يازوزو
أومأت وهناك نخر بقلبها يدعيها للرفض
❈-❈-❈
بعد قليل وصل جواد للمشفى
صعد سريعا الطابق المنشود... كان متجها في أول الردهة.. ودقات عنيفة أصابت قلبه ارجعها لخوفه على أخيه.. ولكنه تسمر بوقفته ينظر للأمام بفجع وصدمة زلزلت كيانه... وتوقف قلبه عن النبض
عندما وجد صهيب يقف بجوار ريان... وبيجاد يجلس يضع رأسه بين يديه وبكاء تهاني وطارق على الجانب المقابل لديهم
خطى بخطوات كأنه يتحرك على نيران قلبه... نيران اشتعلت بجسده... وهزات عنيفة أصابته بالكامل ... عندما وصل لبعض التكهنات
رمق جواد حازم بنظرات جانبية
- بتلعبوا بيا ياجواد... بتلعب بخالك
خالو لو سمحت الموضوع غير، ماانت مفكر
رسم ابتسامة سخرية
- بنتي حصلها إيه ياجواد
ذُهل جواد عندما علم أنه كُشف امرهم
نيران بصدره جعله يدلكه بقوة ويخطو إلى أن وصل ووقف أمام الجميع
رفع بيجاد نظره لذاك الذي يقف أمامهم
هب واقفا... وضمه بقوة وهو يحمد ربه
- كنت عارف إنك مش هتتأخر... رفع يديه يقبلها وحالة ذهول من الجميع... أبكت ريان على حالة ابنه الذي ضمه لصدره هو وعمر اخيه
- حبيبي إهدى مينفعش كدا...
خلي عمو جواد يرتاح.... قالها ريان
قاطعهم بيجاد عندما دفعهم واتجه لجواد التائه والمشتت بوجوهم... ذهب نظره لتلك الغرفة التي كان يقف أمامها صهيب منذ قليل... ثم اتجه بنظره لصهيب
- بنتي مالها ياصهيب
أطبق صهيب جفنيه بقوة... مؤلما أخي تلك المواجهة... مؤلما حقا تلك الضربات التي لم يحتويها عقلا ولا قلبا... حقا أخي كفي ماصار لك... ماكان عليه إلى أن يجذبه لأحضانه
- إيمانك بربنا أد ايه ياجواد...عندك يقين بربنا .. انت عارف الصبر على الابتلاء من الأيمان
خرج ينظر لمقلتيه وتسائل
- بنتي فيها إيه ياصهيب...
بلاش مقدماتك دي
وقف بيجاد أمامه ودموعه تنسدل بقوة
- بنتك بتموت... ياعمو... غنى بتموت وأنت في إيدك تنقذها... الصراحة مش إنت بس
وزع نظره بين جاسر وأوس،وبينه
حد فيكم اللي يقدر... أي حد فيكم قالها بقهر قلبا مؤلم على حبيبه
اكمل حديثه
- حضرتك عايز بنتك ترجع... أهي رجعت ياعمو... ياله بقى انقذها... روح قول للدكتور أنا أبوها وهنقذها
صمت هائل على الجميع بعد حديث بيجاد الذي جعل عالمه ينهار أمامه... ولم يرى سوى صوتها وضحكاتها واعترافاتها بحبه
❈-❈-❈
خطى بخطوات بطيئة كطفلا يتعلم المشي... فتح باب الغرفة توقفت الممرضة أمامه... دفعها بقوة حتى اصطدمت بالحائط... دلف للداخل وعيناه محجرة بدموع العجز والألم... دموع جفت من كثرة البكاء،... دموع جفت من كثرة الانتظار.. دموع أبت النزول... فقط جسده أصبح بلا روح... جسد لا يشعر بشيئا سوى صفعات القدر
وصل وجدها تفتح عيناها لأول مرة منذ إصابتها بطلق ناري... ركع على ركبتيها وجسده ينتفض أمام عيناها التي تحاول بفتحها ولكن أضاءة الغرفة تعرقل فتحها.. عدة محاولات وهي تمتم باسم بيجاد
اقترب من جبينها يطبع قبّلة مطولة عليها
- ألف مليون سلامة عليكي ياروح بابا
اهتزت شفتيها وأردفت بصوتا متقطع
- عمو جواد.. وحشتني أوي
رفع يديها وقبّلها مردفا
- عمو جواد يفديكي بروحه ياحبيبة عمو إنت...
-فين بيجاد...كان عايزين يموتوه
صدمة اذهلت مقاومته..لم يعلم بما أصابها..للتو نظر إلى.جسدها. علم بما أصاب صغيرته..أيعقل تصاب بطلق ناري غير مرضها
اتجه للنافذة الذي يقف عليها الجميع
- شايفة بيجاد برة أهو هيموت عليكي...عايز يطمن عليكي ياروح أبوكي
أغمضت عيناه وذهبت بالنوم مرة أخرى وهي تردف
- قوله غنى بيجاد كويسة أوي يابابا لو سمحت
توسعت عيناه من ذكراها له ببابا
قبّل يديها..دلفت الممرضة لكي تنقلها لغرفة عادية
بعد قليل
كان يجلس يضمها لأحضانه ودموعه تنسدل بقوة...دلف صهيب إليه
- جواد سيب البت بقالك ساعتين وإنت كدا...ولادك هيموتوا برة..حبيبي قوم يالا هديهم أنا مش قادر عليهم ... ولسة كمان غزل اللي متعرفش لحد دلوقتي... لازم تحضر نفسك لما تعرف
هز رأسه برفض
- سبني أشبع من بنتي ياصهيب... أخوك بيموت ياصهيب... معدش فيّا حيل خلاص تعبت
دلف ريان وتحدث
- انا بعت لدكتور في ألمانيا وبعتله كل التحاليل والأشاعات وهو ان شاء الله خلال يومين هيكون هنا
تسائل صهيب
- ليه غزل مش هي اللي هتعمل العمليه لجاسر وغنى
كان ينظر بشرود قاطعه دلوف غزل وهي
تقف مذهولة تهز رأسها برفض وبكاء
- لا مش معقول... لا حد يقولي إني في كابوس... مستحيل.. مستحيل... دا كتير والله كتير... ضمتها نهى
- غزل ممكن تهدي
ظلت تنظر لجواد وهي تهز رأسها
- دا كابوس صح... حد يقولي دا كااااابوس
صرخة خرجت من قلبها قبل جوفها
بفيلا صهيب
رجع باليوم التالي... والذي يراه يظن إنه خارجا من موتة بصعوبة... رأسه التي بها بعض الجروح... ويديه التي تنزف...
دلف إلى غرفته... وجدها تغفو بهدوء على فراشه... وقف يستند على باب الغرفة يتنفس بألما بصدره.. حاول التنفس عله يخرج تلك المشاعر التي تؤلمه... ويشعره بنغزة بصدره... خطى إلى أن توصل لفراشه
وألقى بجسده بجوارها
يتبع...