-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 13

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


الفصل الثالث عشر



مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط، وأنت صامت تسقط من شدة القهر، والألم، والاحتياج




دلف بساقين تكاد تحملناه... وجلس فوق الأريكة وخلاياه الداخليه تهتز بالكامل... يود أن يفتحه سريعا ليعرف مصيره  ... 


الخوف يلتهم قلبه كما تلتهم النار سنابل القمح... بهدوء منافي للموقف الذي وضع به... جلس لم يكن نظره يتجه سوى لذاك الظرف الذي فتحه بيجاد بشق الأنفس وصهيب الذي جذب الورقة سريعا ينظر إليها بتفحص وتمعن لعدة مرات... مرة وراء مرة.. كررها للمرة التي لا يحسب عددها 


❈-❈-❈


هز رأسه نافيا ماقرأه وتحدث بعيون ذاهلة

- مستحيل.. اللي مكتوب دا مستحيل 


هنا فقط أطبق جفنيه وتزلزل جسده بالكامل وهو يضع رأسه بين يديه.. وشعور بضعف الكون يتملك منه... انسدلت دموعه بغزاره على وجنتيه.. لم يتحكم بضعفه أمامهم... 


اليأس وماادراك ماليأس... عدو يطاردك عندما تفقد الأمل حتى لو هناك بزوغ في الأمل... ولكن كيف يواجه الأنسان هو ضعيف كورقة خريف هاوية للتساقط 


زفرة نابعة من قلبه على حالة أخيه الذي وصل لتلك الرحلة الطويلة من الآلم والعذاب... أحقا كفى ماصار له 


تحرك بخطى بطيئة ونظر إليه وتحدث معقبا على ماقرأه 

- جواد أنا مش مصدق اللي قراته...  دا مستحيل 


صاح بيجاد ونظر لوالده

- التحليل دا مزور... مستحيل، ثم توجه بنظره لجواد الذي لم يشعر سوى بتيه كأنه ذهب لعالم آخر... رجعت ذكرياته المأسوية لتلك الليلة 


- عمو جواد غنى بنتك... والله بنتك، محدش يقدر يغير الحقيقة دي... والله بنتك أنا معرفش إيه اللي مكتوب في الورقة دي... 


كفااااية... صرخ بها جواد  كعاصفة ترتطم بصدره بقوة... صاح بصوتا متألم من جوف الحسرة... 

- كفاية... أنا كل اللي وجعني وتعبني مراتي لو اتقابلوا.. أنا كان عندي أمل كبير إنها بنتي... ضعف وخارت قواها وتحدث 


- أنا مش قادر أتحمل... هي هتكون ازاي... على رغم يوم الحفلة كنت بتمنى إنها متحضرش وكنت مرعوب والحمدلله ربنا وقف معايا ومتقابلوش... مع إني كنت بمهد لحاجة زي دي.... 


أنا ميهمنيش غير غزل وبس حاليا وهي بتنهار قدامي وأنا عاجز... لا عارف أقولها دي بنتي اللي بدأت تشك فيّا... ولا قادر أقولها إنها مش بنتي... أنا عاجز ومحدش يقولي إن التحليل مزور 


وقف بيجاد أمامه ورفع صوته

- لا لازم تسمع وتعرف إن التحليل دا ميهمنيش وكان نفسي حضرتك اللي تقول الكلام دا... استدار ووقف أمام جواد حازم 


افتكر ياجواد يوم قسم الشرطة قالت إيه 

- قالت أنا معرفش عندي إحساس غريب من ناحية  جاسر.. فيه حاجة بتشدني اوي حاسة أعرفه من زمان.. هز رأسه واكمل 

-متقولش بتغظني.. وقتها مكنتش بتغظني 


أومأ جواد واكد حديث بيجاد

-فعلا ياخالو حتى يوميها هي اتخانقت مع بيجاد... وجاسر كان هناك وحاول يفصل بينهم 


اتجه بيجاد إليه

رفع نظره لوالده وتحدث بإفاضة

- انا مش هتكلم على الشبه... لان ياما فيه تشابه.. أنا هتكلم عن حاجات تانية 


خطى بساقيه التي تكاد تحركه من صدمته المفاجأة... جلس على عقبيه أمام جواد الذي جلس واضعا رأسه على ظهر المقعد ينظر لسقف الغرفة بشرود 


امسك يديه وتحدث بأسى لحالته

- فاكر يوم ماكنا في المطبخ أنا وإنت وهي وبنعمل كيكة عيد الميلاد لطنط غزل... اتجه جواد بنظره ونظر إليه 


هز جواد رأسه.بنعم 

ابتسم بيجاد وتحدث بيقين 

- افتكر اليوم دا كويس... يوميها هي جريت عليك واصرت تساعدك وكان فيه مية سخنة فوق المطبخ وهي بتجري على الشيكولاته علشان تحطها على الكيك 


اتجه مرة أخرى ونظر لمقلتيه واكمل 

- افتكرت ايه اللي حصل... اغمض جواد عيناه محاولا التذكر 

أكمل بيجاد المية دي وقعت على دراعها.. كانت المية سخنة  وحرقت جزء من إيدها من عند الكوع ياعمو... 

توقف وتحرك ينظر للجميع هو الحرق مش كبير بس علم على إيدها اليوم دا.. 

أرجع شعره للخلف وأكمل: 

- ماهو محدش يقولي حتى التشابه هيكون في الحرق دا كمان... الحرق معلم لسة في دراعها 


تحرك يدور حولهم وأكمل 

- بلاش الحرق الأهبل.. يمكن يكون تشابه... مادي حواداث بردو 


تهكم ساخر وأكمل محدش يجي يكلمني على الشامة اللي في رقبتها ويقولي دي كمان تشابه 

هنا رفع نظره جواد مضيقا عيناه وبزغ الأمل في صدره

هز بيجاد رأسه وأشار بيديه

- أهو دا بالضبط.. شوفتوا، قولتلكم دي بنته 

ثم اكمل استرسالا 

- طبعا حضرتك أكثر واحد عارف الشامة دي كنا بنقول عليها إيه... أنا مكنتش صغير ولا عبيط 


مسح على وجهه 

- السلسال ياعمو جواد اللي جبتها لغنى يوم عيد ميلادها اليوم اللي اتخطفت فيه كانت لابساه ودا اللي خلى اللي خطفها مسميها نفس الأسم.. 


اتجه حازم يجلس بجوار جواد

- جواد حد كان يعرف إنك هتعمل تحاليل... يمكن قاطعه جواد وهو ينظر له

- مقولتش لحد مكنش حد يعرف غير صهيب وبيجاد بس 


تحرك جواد حازم متحركا إيابا وذهابا في الغرفة واضعا يديه على ذقنه بتفكير 


- يبقى دلوقتي بعد كلام بيجاد اللي بيأكد ان غنى بنتك.. قدامنا حاجتين 

- ياإما حد كان مراقب خالو بعد شكه إن عرف فكان عايز يعرف خالو هيعمل إيه 


أكمل ريان 

- وبعد كدا وصل لحد في المعمل وزور التحاليل 


حاول جواد تهدئة نفسه ولكنه شعر وكأن احدا يضع بنزينا داخل صدره ليشتعل صدره بجبروت احدهما... نهض متخبطا متجها لمكتبه 

- أنا مش قادر أفكر... عايز اقعد مع نفسي شوية... بس فكرة تزوير التحاليل دي بعيدة 


اتجه صهيب اليه وتحدث بيقين

- الدكتور طارق اللي لازم يجاوب على اسئلة بيجاد... جواد بلاش يأسك دا... ماهو عقلي مش قادر يستوعب دا كله 


رفع جواد نظره لأخيه بعيونا ذابله وجسد منهك وعقلا مشتتا ناهيك عن قلبا متألما

- حقيقي مش قادر افكر ياصهيب... حاجة واحدة اللي بتديني أمل بس...إحساسي وانا معاها... روحها الجميلة اللي شبه روح أمها.. بس رغم دا مقدرش أقول بنتي حتى لو الشامة والحرق اللي اتكلم عليهم بيجاد.. بس دلوقتي طارق بيكذب هو ومراته ليه.. دا لو غنى زي مابتقولوا بنتي 


ثم اكمل بإبانة

- أنا تعبان يعني الكل يجمع عليها وقلبك يأكدلك انها هي وكالعادة تيجي حاجة تهد اقناع قلبك دا... خلينا نمشي بالعقل

- إيه اللي عرفهم أني هعمل تحاليل... انتوا بس الكلام اللي سمعتوه من بيجاد مشتتكم... انا عارف انه عنده حق ومعاه بس خليكم منطقيين بأي حق هروح اقف قدام طارق واقوله دي بنتي 


كان يقف ينظر للخارج بجوار  النافذة... ثم رفع نظره لجواد 

-  طارق كان مجبور يجاوب على أسئلتك وكمان يقول كدا.إن البنت بنته يوم الحفلة.. اتجه بنظره مرة أخرى للخارج 

- أنا لاحظت من كلامه انه قعد فترة بعد الجواز من غير ولاد... اتجه لجواد مرة اخرى

اللي وصله بيجاد إن كان فيه مشاكل مع والده بسبب أنه قعد فترة من غير ولاد ودا اللي خلاه يسافر تركيا يبعد عن أهله... وبعد كام سنة عرفوا أنه خلف وجاب بنت 


تحرك ووصل وجلس بمقابلة جواد وأكمل: 

- ماهو مش معقولة أول مايسافر هيجيب عيال... 

هز جواد رأسه رافضا كلام ريان 

- لا مش دا اللي بفكر فيه... اللي فكر فيه لو غنى بنتي فعلا طارق وصلها ازاي وهم كانوا متفقين ياخدوها يبعوها... 

ليه الاحتمال مايقولش انها بنته فعلا ودي كلها تكهنات مننا 


زفر صهيب 

- لازم تواجه طارق ياجواد... 

هب واقفا وتحدث بغضب

- اواجه ازاي من غير دليل التحليل كان أمل 

عقد ذراعه وتحدث 

- بسيطة نعيد التحليل... بس مش حضرتك اللي هتعمله... إنا اللي هعمله 

هكذا قالها بيجاد 

ابتسم ريان بسخرية وهو يضع يديه على ذقنه 

- أيوة فعلا بما إن حضرتك بقيت جوزها إحنا هنبعد و نتفرج من بعيد 


نظر جواد حازم بصدمة

- اتجوزتها قبل ماتعرف هي مين 


مسح جواد على وجهه بغضب 

- أنا تعبان يابيجاد ومش وقت اني احاسبك بس اللي متعرفوش أنا عرفت من ليلتها بس سايبك بمزاجي... افوقلك بس واتاكد انها بنتي 


قهقه ريان بمرحه حتى يخرجهم من حالة الصدمة 

- ايه ياحضرة اللوا لتكون صدقت اني هسيب ابني طعم.. أنا أهدى واربط الخطوط صدقني وقتها كل واحد هياخد حقه.... 


ضيق بيجاد عينيه ينظر لوالده باستفهام 

- هو إيه دا بقى إن شاء الله... يعني أفهم من كلامكم إنكم عاملين مسرحية 

.- اخرص يلاَ... معدش للعيال اللي نتفق معاهم... هز صهيب رأسه وهو ينظر لريان 


بمعنى حزن جواد مسيطر عليه 

زفر ريان من مرواغته المكشوفة... ثم اتجه لجواد

- المهم إحنا لازم منيأسش بدل فيه أمل وأنا مع اللي قاله بيجاد... ممكن فعلا حد كان مراقبك وزور التحاليل 


خرج حازم من صمته

- وممكن متكنش بنته ياباشمندس 

قاطعه صهيب وبيجاد 

- لا بنته متأكدين.... قاطعهم رنين هاتف بيجاد... تحرك بعض  الخطوات وأجاب على هاتفه 

- أيوة يامحي... هنا توسعت عيناه عن محجريها 

عشر دقايق وهكون عندك 


قام بلملمة أشيائه وإتجه سريعا لجواد الذي يتحدث مع حازم 

- طنط غزل في المزرعة... وحضرتك عارف من هنا للمزرعة اد ايه 


صدمة زلزلت كيان جواد بالكامل... عندما أصابه الهلع وهو يتخيل حالتها 


هب مهرولا  للخارج.. لا يستمع لمناداة صهيب إليه.. وبدون مقدمات تحرك ليستقل سيارته سالك طريقه للمزرعة بسرعة جنونية نحوها وحدها.. يود لو يمتلك جناحين حتى يصل اليها بثواني معدودة 


كان ينظر لطريقه وصورة إنهيارها أمامه.. انسدلت عبراته وردد بلسان ثقيل

- مبارك يانفسي عليك وجعي... فيانفس ضُعفت وضُعفت إلى أنهكها التعب وأصبحت بلا إحساس 


ظل يقود بسرعة جنونية ويقطع المسافات الى أن وصل خلال دقائق 


قبل نصف ساعة 


- عايزة أقابل غنى طارق لو سمحت... او لو الباشمهدس ريان هنا قوله غزل الألفي برة 


أتت بعدما بحثت وعلمت هوية من بالصورة التي شعرت منها إنها السبب بإنقلاب حالة زوجها... هي تعلم أنه لم يخونها أبداً.. ولكن تريد أن تعلم ماذا صار له 

بخطى متعثرة تحركت للداخل... وجدت تلك الجميلة تسير بالحديقة تتحدث بهاتفها 

أشار الرجل المكلف بحماية غنى إلى العاملة 


- خدي الدكتورة وصليها لمدام غنى 

جحظت عيناها وأردفت بشفين مرتعشتين عندما وخزها قلبها... أي انها زوجة من... غلبها عقلها وذهب بها لمنطق الخطر 

- مستحيل تكون مرات ريان وجواد يحضنها 

هزت رأسها غير مستوعبة حديث ذاك العامل... إتجهت لها العاملة وأردفت بإحترام 


- اتفضلي يادكتورة انا عارفة حضرتك وحضرة اللوا أيام ماكنتم بتيجوا هنا... لم تستمع سوى كلمة حضرة اللوا... هل حقا جواد قام بصفع قلبها ونظر للأخرى 


مستحيل رددها قلبها قبل لسانها 

وصل فرد الأمن للبوابة الرئيسية وبخه رئيسه 


- ازاي تعمل كدا اتجننت.. كان المفروض تكلم الأستاذ بيجاد 


هز رأسه رافضاً

- دي الدكتورة غزل مرات حضرة اللوا... متخافش دي صاحبتهم أوي 


تحركت بخطوات واهنة وجسد مرتعش إلى أن وصلت خلفها وهي تقف تتحدث بهاتفها 

وقفت غزل ومازالت على صمتها لثوان تحاول تنظيم دقاتها الهادرة وانفاسها العارية أمام نفسها خوفا مما تلاقيه 


اخترق سمعها صوتها وهي تتحدث لصديقتها 

- والله مجنون بس معرفش بحبه ليه... ثم صمتت هنيهة وتحدثت 

- بقاله تلات أيام قافل على نفسه بعد ماقريبته جت هنا ومشي بعدها وبعد كدا رجع ومكلمنيش خالص... ضربت أقدامها في الأرض 

- مامي وحشتني أوي.. كانت بتكلمني بالليل وزعلت عليها أول مرة أكذب عليها.. بس كله يهون علشان حضرة اللوا.. عندي أمل أنه هيجي النهاردة... وحشني أوي يايُمنى 


شعرت غزل وكأن دلو من الماء البارد سقط فوق رأسها في تلك اللحظة... هنا أصابتها رغبة عارمة في أحتراق صدرها بأظافرها وتبعثر روحها وكرامتها... تحركت متجهة تقف أمامها بهدوء رغم نيران صدرها المشتعلة

استجمعت شتات نفسها وقوتها وسارت بخطى ثابتة نحوها 


ووقفت أمامها ترمقها شرزا... ولكن هنا توقفت جميع أجهزتها... وتصلب جسدها.. وفقدت القدرة على الحركة وعجز اللسان عن التفوه... تقابلت النظرات... وتساقطت العبرات فجأة من مقلتيها... اهتزت شفتيها

رددت بلسان ثقيل للغاية 


- "غنى " قالتها بفرحة بعيناها ودموع عيناها تنزلق كشلال على وجنتيها 


اتجهت غنى مضيقة عيناها تنظر لتلك الشخصية التي تشبهها كثيرا ولكن صمتها بل دموعها حالتها التى نعتتها بالجنون اشغلت قلبها قبل عقلها 


- نعم مين حضرتك؟ 


قالتها غنى وهي تتفحصها بنظراتها... أقتربت غزل برفع  يديها المرتعشتين على وجهها تكاد تلمسها... تحركت للخلف خطوة وهي تناظرها بدقات عنيفة لا تعلم سببها 

- حضرتك مين... مامت بيجاد

هزت غنى رأسها وتحدثت بس الشبه بعيد شوية.. لا معرفش بس أول مرة اشوفك 


كانت تنظر فقط تحاوطها بنظرات اشتياق. فجأة تعطلت جميع أجهزة جسدها وتجمد الدم بعروقها وجحظت مقلتيها عندما صاح جواد الذي أسرع إليها ووقف أمامها 


- حبيبتي إيه اللي جابك هنا 

تبسمت له غنى عندما رأته امامها 

رفعت نظرها وأشارت بإرتعاش جسدها 

دي دي.. غنى.. ليه مخبيها عليا 


لم تعد ساقيها تحملانها... استندت بجسدها عليه... تدفعه من أمامها 

- جود حبيبي أكدلي إني مبحلمش صح.. قالتها وهي تبتسم وتبكي.في آن واحد.. 


تحركت إليها ورفعت ذراعيها لتضمها

- تعالي حبيبتي في حضني... متخافيش أنا هعرف أزاي بابا يخبيكي الوقت دا بعيد عني.. 


جذبها جواد بقوة لأحضانه واضعا رأسه في عنقها فوق حجابها ودقاته تتقاذف بعنف ويهمس بأنفاس متقاطعة

- زوزو دي مش غنى بنتنا حبيبتي دي واحدة شبها 


خرجت من أحضانه وهي تهذي بكلمات كالمجنون غير مستوعبة كلامه

- ازاي جالك قلب تبعدها عني بعد مالقتها... أنا مخصماك على فكرة.. لا وكمان بتيجي تقابلها وتاخدها في حضنك وحارمني منها... إبعد ياجواد إنت محروم منها شهر كامل... رفعت نظرها لغنى التي تقف ولا تعي شيئا ولكن هناك شعور مختلف تماما لحالة غزل.. رفعت نظرها لجواد الذي يضم زوجته ويكاد يدخلها داخل ضلوعه 


ضم جواد وجه غزل ونظر لمقلتيها

- زوزو حبيبي بصي لحبيبك ياقلبي... دي مش بنتنا دي واحدة شبهها... دي بنت الدكتور طارق... فاكرة لما قولتلك بنته شبهك 


هزت رأسها وعبراتها فوق وجنتيها... قام بإزالتها مقبلا خديها عندما شعر بذبح روحه من حالتها وأقترب يتحدث أمام شفتيها 

- والله ياحبيبي دي الحقيقة لازم تستوعبيها 


❈-❈-❈


هزت رأسها برفض ونزلت بساقيها عندما فقدت جسدها بالكامل وشعور بنخر قلبها بأشد وجعا

- دي بنتي... رفعت نظرها لغنى وتحدثت بصوت باكي 

تعالي ياغنى لمامي... تعالي يابنتي نفسي أحس بحضنك... لا تعلم لماذا تحركت وجلست أمامها عندما شعرت بحزنها 


- أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلمي عن إيه 

جذبتها غزل بقوة لأحضانها وظلت تبكي بشهقات مرتفعة وتضمها بقوة لأحضانها 

- والله إنت بنتي محدش يقدر يكذب قلبي 


آآااااااه يارب... أحمدك يارب... وصل بيجاد سريعا تصنم جسده مما رأى... فيما وصل الجميع خلفه... اتجه صهيب إلى جلوس غزل وتساقطت عبراته على حالتها... جلس بجوارها يربت على ظهرها 

- قومي يازوزو متعمليش كدا حبيبتي 

رفعت نظرها لصهيب وتحدثت بصوت مكتوم

- كنت تعرف صح... هزت رأسها ورفعتها لزوجها الذي أغمض عيناه بقهر لما وصلت إليه الأمور... كان يخشى المواجهة..و هها حانت اللحظة الفارقة بينهما 


جلس جواد وحاول فكاك غزل من أحضان غنى المنكمشة التي لا تعي شيئا 


- ياله حبيبي... تعالي وأحكيلك كل حاجة

دفعته غزل بقوة وتحدثت بغضب

- سألتك مليون مرة مالك وإنت بتخبي عليا بنتي ياجواد... إمشي من هنا مش عايزة اشوفك... ضمت وجه غنى وابتسمت بدموعها التي مازالت تبكي 

- شوفتي باباكي بيعمل إيه معايا.. لما نروح لازم نحاسبه على وجع قلبي دا... بكت غنى ولا تعلم لماذا 


أزالت غزل دمعاتها 

- طيب بتعيطي ليه حبيبتي.. إنتِ خايفة على بابي.. أيوة ماإنتِ دايما كدا معاه.. دايما تحبيه أكتر من مامي... قبّلت خديها وأردفت: 

- ياهبلة مقدرش أزّعله دا روحي فيه... والله مقدرش أعيش من غيره دقيقة... بس أنا زعلانة منه علشان معرّفنيش بس.. 


ابتسمت إليها 

- تخيلي أمك المجنونة كانت جاية وعايزة تخنق الست اللي حاولت تقرب بس وتحضنه... رفعت نظرها لجواد 

- متخفش هسامحك علشان بناتك بس اللي من حقهم يقربوا منك.. وضعت يديها في حضن جواد ونظرت لغنى 


- حضنه دا مسموح لتلاتة بس غير عمتكم مليكة طبعا 

نظرت لمقلتيها وأردفت

- أنا وانتِ وربى بس ياغنى.. علشان كدا جيت أعرف مين اللي اقتحمت مملكتي 


نهض جواد وهو ينظر لصهيب ويهز رأسه برفض 

جذب غزل لأحضانه وأردف 

- تعالي يازوزو لازم نتكلم حبيبي... لازم تسمعيني... 

انزلت يديه وهي تهز رأسها وتحدثت 

- لا ياجود.. استنى عايزة أتكلم مع غنى... ولا أقولك تعالى نروح بيتنا أخوتها هيفرحوا أوي... اتصل بأوس خليه يرجع من السفر 


تنهد بوجع رفع يديه يتلمس بأنامله وجهها ويزيل دمعاتها 

- حبيبتي لازم نتكلم... قومي لازم تسمعيني 

نظرت إليه بتيه وتحدثت 

- هو فيه أهم من رجوع بنتنا ياجواد نتكلم فيه... وسع إنت معرفش مالك حزين كدا ليه 


نهض مرة أخرى ونزل بجسده يضمها حتى تقف... اتجه بنظره لبيجاد الذي فهم مايريده 


أوقف بيجاد غِنى بعيداً عن غزل وتحرك بعض الخطوات ينظر في كل الأتجاهات ثم تسائل 

- هو بابا فين ماجاش ليه لحد دلوقتي 

أجابه حازم وهو يتحرك اتجاه غزل 

- جاله تليفون مهم ورجع إسكندرية 


تحرك حازم وأمسك غزل بالاتجاه الاخر محاولا وقوفها عندما رفضت الحركة بعدما وجدت بيجاد يبعد غنى ويذهب للخارج 


هزت رأسها وصرخت بقهر

- أنا مش هسمع كلامكم... جواد بيكدب عليا.. معرفش ليه عايز يوصلي البنت مش بنتنا.. نظرت لحازم 

- حازم إنت مصدقني صح... البنت اللي خرجت مع بيجاد دي غنى بنتي... استندت على يد جواد ووقفت وهو يحاوطها بذراعيه

- إنت ليه مش مصدق إنها بنتي... ليه شاكك ياجواد... تحركت ووقفت أمام صهيب 

- عندك شك البنت اللي هناك دي بنتي... ثم توقفت فجأة 

-  ازاي مخلي بيجاد يحضنها كدا ياجواد... أشارت بيديها عليها 

- قولها كدا حرام حتى لو مرتبطة بيه بس مينفعش.. أيوة ماهي محدش عرّفها الحرام من الحلال... كلمات تهذي بها 


نظرت بشرود ورددت 

- ازاي طارق بيقول البنت بنته.. اتجهت ووقف أمام زوجها

- طارق خطف البنت وسافر بيها وبعد كدا راجع يقول بنتي.. طب إزاي... بدأت تتسائل وكأن عقلها لم يستوعب تلك الصدمات 


جذبها جواد متحركا إتجاه البوابه 

- تعالي نمشي من هنا وبعدين نتكلم ياغزل... البنت مش بنتي، افهمي بقى 


لكمه صهيب ونظر شرزا له

-  جواد ممكن تتحكم في أعصابك شوية إنت مش شايف حالتها 

حاوطها بذراعيه متجها بها للخارج... حاولت الفكاك من بين يديه.. 

- إنت كداب ياجواد، البنت دي بنتي بتبعدها عني ليه 


كانت بأحضان بيجاد وتبكي بشهقات على حالة غزل التي وصلت إليها 


نظر جواد إليها وهو يتنهد بوجع ورغم تلك الغصة المتحكمة بقلبه إلى ماوصلت إليه غزل إلا إنه تمنى أن غنى تذهب معها.. 


رفعت نظرها تنظر له وعيونها تتسائل 

ضم وجهها بين كفيه

- عندهم بنت إسمها غنى إتخطفت من سبعاتشر سنة... والبنت دي شبهك أوي.. لا مش شبهك دول شاكين إنك هي 


رفعت نظرها سريعا لجواد الذي يحاول يسيطر على مقاومة غزل... هنا اطبقت جفنيها بألم وجمعت ذاكراتها لقائتهما 

وربطت حاله بما استمعت إليه... اشفقت عليه كثيرا وأعطته كل الحق فيما كان يشعر به فالأمر حقا صعب ومؤلم عليهما... ولكن تسائلت لماذا هي تشعر بهذا الشعور المسيطر عليها 


تحرك بها بيجاد للداخل عندما شعر بحالتها 

- تعالي ادخلي جوا ياغنى 


هزت رأسها وتوقفت

- استنى يابيجاد لما أشوفها دي مش راضية تمشي ومُصّرة إني بنتها 


تلاشت كلماته وتحركت إليها

تسّمر جواد وصهيب وحازم بوقفتهم

وقفت أمامها تزيل دموعها وتحدثت بصوتا باكي 

- أنا آسفة ياآنطي... كان نفسي تلاقي بنتك... ثم رفعت نظرها لجواد وتقابلت النظرات بأسفا 

- آسفة لو سمحت سامحني 


دفعت غزل يدي جواد  وإتجهت إلى غنى

وضعت يديها بين راحتيها 

- انا عارفة اللي بتسمعيه دا كتير عليكي... أنا معرفش ازاي وصلتي لطارق.. بس وحياة ربنا إنت بنتي حتى لو العالم كله شك فيكي أنا مستحيل أشك في بنتي... قالتها بصوتا باكي... متتأسفيش يابنتي 


ضمتها غزل لأحضانها تربت على ظهرها

- والله إنتِ نور عيني يابنتي والله إنتِ بنتي 


جذب جواد غزل بقوة 

- كفاية ياغزل حرام عليكي... أنا عملت تحليل DNA البنت بنت طارق