-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 13 - 2

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


الفصل الثالث عشر

الجزء الثاني

❈-❈-❈



جحظت غنى من حديث جواد... ثم رفعت نظرها لبيجاد الذي هرب من نظراتها 

بخطى متعثرة اندفعت خارجة تركض بضع خطوات بلا هدي.. كفى مااستمعت إليه اليوم... لقد انهكت روحها و جسدها بالكامل  ... خطّت إلى تلك السيارة.. ولكن توقفت عندما شعرت بتلك الجذبة القوية التي جذبها بقوة لتصطدم بصدره محاوطها بذراعيها ينظر إليها 

- كان لازم يعمل التحليل... عايز يثبت إنك بنته ولا لا 

دفعته بكلتا يديها 

- امشي من قدامي... طلعت كذاب وواطي يابيجاد كنت بتستغلني علشان صاحبك يعمل التحليل... بكرهك

بالأسكندرية

دلف سريعا للمشفى يبحث عن الغرفة ويكاد قلبه يتوقف من شدة دقاته 

وصل امام الغرفة التي وصل إليها من الريسبشن... وجد عمر يقف امام غرفتها 

نطق بصوتا متهدج من شدة خوفه على ابنته

- اختك فين وايه اللي حصل 

دنى منه بخطواته الهادئة وتحدث

- متخافش يابابا الدكاترة قالوا هبوط في الدورة الدموية دا السبب في حالة إغمائها 

دلف سريعا لداخل الغرفة يبحث بقلبه قبل عينيه... رأته نغم التي اسرعت تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بكاءا مريرا 

- ريان شوفت اللي حصل لبنتنا 

قبل رأسها وهو ينظر بقلبا يكاد يخرج من بين صدره خوفا عليها وتسائل بشفتين مرتعشتين

- ايه اللي وصل البنت لكدا يانغم... انا مش قولتلك عينك عليها وقربي منها 

بكت نغم بأحضانه واردفت

- اوس جه إمبارح عندنا بعد سفرك بشوية.. وقعد مع عمر يراجعوا على المشروع اللي طلبته من عمر.. ثم رفعت نظرها وأكملت له

- نزلت وطلبت مني يقعدوا مع بعض شوية.. انا رفضت والله ياريان بس هي اصرت وقالت علشان مادلوش أمل على الفاضي ياماما 

سمحتلها تقعد شوية في الجنانة وانا كنت جنبهم وبعد عشر دقايق خرج اوس من غير حتى مايسلم عليا.. وهي طلعت فوق 

بعدها بساعة قولت اسبها مع نفسها تعيد توازنها من مقابلته دخلت لقيتها مغمي عليها 

وقف ينظر إلى ابنته بقلب مفطور... لاعنا الحظ الذي اوقع ابنته في حب كتب عليه بالإنكسار 

اتجه لفراشها يمسد على خصلاتها مقبلا جبينها

- هتكون كويسة إن شاءالله... إن شاءالله هتجتازي المحنة حبيبة بابا...

فتحت عيناها وجدت أباها امامها... انسدلت عبراتها وهي تهمس بإسمه 

- بابي... رفع يديها مقبلها وتحدث بصوتا أليما لما وصلت إليه إبنته

- حبيبة بابي وروح بابي ياياسمينة قلبي 

بكت بشهقات واردفت بصوت باكي

- سامحني يابابي مقدرتش.. قاطعها ريان واردف: 

- إشش إهدي حبيبة بابي بعدين نتكلم... اتجه لنغم وتحدث

- خليكي معاها هشوف الدكتور وراجع 

تحرك سريعا للخارج وقلبه يختنق من حالة ابنته... منع دموعه وحاول التماسك.. 

جلست نغم تمسد على خصلاتها 

- ياسو حبيبة مامي حاسة بإيه ياقلبي

حاولت ياسمينا أن تأخذ انفاسها التي تشعر بإنسحابها من جسدها وأردفت بصوتا حزينا 

- قلبي بيوجعني أوي يامامي.. قوليلي أزاي أوقف قلبي من الوجع يامامي.. إزاي اخليه يرجع لطبيعته تاني.. 

رفعت نظرها لوالدتها وتساقطت عبراتها

- هو الحب صعب اوي كدا يامامي... بيوجع اوي كدا... طب لو مااقدرتش أنساه هفضل موجوعة وتعبانة اوي كدا.. 

بكت نغم بشهقات على حالة إبنتها... رفعت ياسمينا يدي نغم ووضعتها على صدرها

- انا مش قادرة اتنفس يامامي 

كان يقف بالخارج يستمع لحديث ابنته الذي شق قلبه لنصفين... دموعها الذي نزلت فوق صدره  كقطع زجاج تنحره ببرود ليتملك منه الوجع... اطبق جفنيه وامسك هاتفه وتحدث

- أوس فينك... تعالي المستشفى فورا دلوقتي... ثم اغلق الهاتف دون حديث آخر

❈-❈-❈


بفيلا جواد الألفي 

بعد خروج غزل ظهرا من الفيلا... اتجه عز سريعا لجاسر الذي وصل للتو 

- جاسر عايز منك خدمة 

كان عائدا منهمكا من كليته 

- فيه إيه ياعز أنا تعبان وعايز السرير بجد 

دفعه عز لداخل الفيلا وتحدث 

- عايز اختك المجنونة ومفيش حد غير الشغالين ومينفعش ادخلها... فهمت 

ضيق جاسر عيناه وتسائل

- ليه ماما أجازة الشهر دا راحت فين 

رُبى... رُبى صاح بها عز وهو ينظر في مختلف الجهات وأجاب جاسر دون النظر إليه 

- معرفش أنا كنت جي قالتلي خلي بالك من رُبى لحد ماجاسر يجي... حك رأسه وتحدث بسخرية 

-  معرفش ليه بتحسسوني إنها طفلة وهي عايزة قطع رقبتها... إستمع لصوت كعبها وهي تهبط الدرج بخطوات متمهلة بذاك الفستان الأبيض الذي جعلها كملكة متوجه ولما لا وهي ملكة قلبه 

اتجه سريعا إليها ثم جذبها من ذراعيها بقوة

ونظر لها شرزا 

- شغل الهبل بتاع البنات دا مش عايزه.. أصل ورب الكعبة أمنعك من الخروج 

براحه ياحبيبي اعصابك ياحلو لتفلت منك 

خطى جاسر إلى أن وصل اليهما ثم دفع عز بعيدا عن إخته 

- اتجننت يلا إيه الهبل اللي بتعمله دا... بتهدد أختي وتمسك إيدها قدامي 

عقد عز ذراعيه ونظر إلى المنكمشة في حضن اخيها

- طب يااخوها اللي عامل فيها حامي الحمى.. قولها كانت مع مين إمبارح بعد الجامعة... ولا مين اللي طول الليل تكلمه 

استدرات تضع رأسها في حضن جاسر وهي تبتسم بخبث ثم استدارت

- حياتي مالكش دعوة بيها.. وبعدين إنت مالك اصلا... عيلة تقول إيه واخواتها هما اللي ليهم الحكم عليها 

وصل إليها يجذبها من حجابها من أحضان جاسر

- وحياة ربنا ماانا سايبك ياشبر ونص 

أحس جاسر بإرتفاع ضغط دمه من افعالهما 

ورغم ذلك وقف أمام عز 

- غلط كمان مش مسموح متنساش نفسك يلاَ دي بنت جواد الألفي... بتغلط في تربيته واخد بالك 

دفعه عز وصرخ بوجهه كأنه يطارد شيطانه

لقد فلت الرمح من القوس وشعر بنيران تخرق صدرها 

- بقولك إيه بلا جواد بلا صهيب البت اللي وراك دي بتكلم حد طول الليل وديني ماانا سايبك ياربى الكلب بتلعبي بقلبي تمام افتكري إن عز ممكن يسامح في أي حاجة إلا الخيانة 

انسدلت دموعها ووقفت أمامه بعد مافقدت سيطرتها على نفسها

- بلاش إنت تتكلم عن الخيانة يابن عمي لانك أكبر خاين... خونت قلبي ودوست عليه... وحياة وجع قلبي منك ياعز لأقهرك زي ماقهرتني... واوعى تفكر يوم ماعيط في حضنك هنا في الفيلا وقولتلك مسمحاك يبقى نسيت كسرتك ليا... ربى تسامح آه.. لكن بمبتنساش اللي كسر كبريائها... تقول ايه بنت جواد الألفي 

دنت منه واقتربت للحد الغير مسموح ونظرت داخل مقلتيه ثم 

هزت رأسها وأردفت بإهانة... وقوفي جنبك دا ابويا علمهولي إمتى اقف مع الضعيف 

-عملت كدا لما حسيت أد إيه إنك ضعيف وفاقد الحياة فحبيت أخرجك من كبوتك بس ياابن عمي.. ماهو انت ابن عمي برضو 

بفيلا صهيب 

جلست تتحدث بالهاتف إليه 

- ايه ياجواد بقالي ساعتين بحاول اتصل بيك وحضرتك مش هنا 

زفر جواد وحاول أن يملأ رئتيه ببعض الأكسجين بعدما شعر بالأختناق 

- آسف ياجنى كنت مشغول... إيه وصلتي لحاجة... ثم نظر لخاله الذي قاد سيارته متحركا بالمكان واكمل

- جنى هستناكي في الكافيه اللي اتقابلنا فيه المرة اللي فاتت بس عرفي مامتك تمام 

هزت رأسها بالموافقة 

- تمام ياجواد صوتك... ماله، إنت تعبان 

أغمض عيناه وأردف: 

- لما تيجي هقولك على كل حاجة.. ياله انزلي بسرعة ولو مامتك رفضت عرفيني 

بالاسكندرية

وصل سريعا للمستشفى بعدما أتصل بعمر وعرف ماأصاب حبيبته 

جف حلقه وأرتعدت مفاصله عندما وجد حالة ريان التي تدل على ماأصابها 

اتجه ووقف أمام ريان وتحدث بهدوء رغم حزنه الكامن بقلبه

- يارب تكون ارتحت كدا ياعمو ريان.. يارب يكون منطقك وعقلك فهمك اللي وصلتله هو الصح... إحنا مش عرايس ماريوت تحركوها زي ماانتوا عايزين.. 

اختنق من طيف احلامه الذي حاول البعض سرقته ونظر لريان 

- دنبي إيه... وذنبها إيه... عز كمان ذنبه إيه وربى ذنبها إيه.. اللي بتحاولوا تفهمونا انكم الصح وإحنا الغلط 

اقترب ريان وضم وجهه ضاغطا عليه بهدوء وتحدث

- ذنبكوا إنكم رجالة أوي ولازم تحافظوا على معنى العيلة... العيلة دي مش مجرد  كلمة وخلاص... أنا كان نفسي يبقى عندي أخوات كتيرة بس ربنا ماأردش.. لكن لما قربت منكم يابني وشوفت حبكم وتماسكم محبتش حاجة تافهة زي دي  تفرقكم 

ابتسم اوس بسخرية

- وبناءا على كدا حضرتك فكرت وقولت لا حرام افرق شمل  العيلة مش كدا يادكتور قالها أوس بقهر 

تحرك ينظر إليه 

- معرفش إزاي حضرتك تفكر كدا... ياريت جت من واحد جاهل.. هز أوس رأسه برفض واكمل

- مش قصدي طبعا الجاهل في التعليم.. أنا أقصد هنا الجاهل بالمشاعر يادكتور... قالها ثم توجه يطرق على الباب وينظر لريان

- بعد إذن حضرتك طبعا اعتبرها صديقة وجاية اطمن عليها قالها ثم دلف للداخل بعدما سمحت نغم إليها 

دلف ينظر لتلك الغافية على الفراش لا حول لها ولا قوة.. خنجر بطعنة أصابت قلبه فانسكبت دمعة غائرة عل. وجنتيها 

خطى بخطوات متزلزلة كحال قلبه... توقف امام فراشها ونظر لوالدتها 

- ليه سايبة شعرها كدا... فين حجابها 

ابتسمت نغم له واردفت 

- تنفسها ضعيف.. رفع البونيه الخاص بالمشفى ووضعه على خصلاتها 

- دا ممنوش حاجة ياطنط لو سمحتي... مينفعش حد غريب يشوفها 

فتحت عيناها تنظر إليه بعدما انسدلت دمعاتها ورددت اسمه بشفتيه 

- "أوس " حبس أنفاسه داخل صدره ونظر لنغم 

- حمدالله على سلامتك ياياسو.. ياله فوقي إيه الضعف اللي وصلك لكدا... ثم نزل لمستواها 

- إنتِ مفكرة هوافق على كلامك الأهبل دا.. فوقي بس لسة حسابنا قدامنا 

❈-❈-❈


بالقاهرة 

بالسيارة ضمها لأحضانه محاوطها بذراع وقاد بذراعه الأخر

إيه رأيك حبيبي ننزل يومين الغردقة ولا نروح إسكندرية عند ريان 

سكنت ثواني واضعة راسها بكتفها ودموعها مازالت تتساقط رغما عنها 

-إزاي مش بنتي... قولي حاجة تطمن قلبي ياجواد لو سمحت.. 

اتجه إليها بأعين دامية وتائها... عاجزا.. ضم جسدها إليه 

- إنسي ياغزل... كل اللي شوفتيه انسيه كانه محصلش.. 

وضعت يديها على صدرها تدلكه مردفة

- وتفتكر قلب الأم ممكن ينسى ياجواد 

توقف بجانب الطريق ضامما وجهها بين راحتيه

- وحياة جواد عندك لازم تنسى... انا بموت لما بشوفك كدا يازوزو 

تحرك بالسيارة بعد ماوجد سكونها

- هنروح اسكندرية 

هزت رأسها بالرفض وتحدثت

- لا عايزة اروح لربى وديني عند ولادي... البنت مش عجباني الأيام دي 

أومأ براسه بالموافقة وتحرك دون حديث آخر 

بسيارة بيجاد... التزم صمته... فبعدما تحدث مع والده وعرف ماأصاب اخته قرر ان يأخذها لمنزل والدها 

- غنى زي مااتفقنا بلاش تحكي حاجة لمامتك وباباكي.. انا يومين وهرجع 

رفع نظر إليها 

- انا ماكذبتش عليكي من أول ماشفتك وقولتلك كل حاجة... اينعم مش بالتفصيل لكن قولتلك... غنى ياريت تصدقي.. واهم من دا كله إنك مراتي ومستحيل اتخلى عنك.. 

تنهد بهدوء وأردف 

- المرادي هيكون رسمي ياغنى بابا هيجي معايا  

التزمت الصمت فحالتها وتشوش عقلها كفي ماصار لها اليوم... جلست تتذكر لحظاتها مع جواد وجاسر ناهيك عن غزل التي ذهبت بعقلها 

نظر اليها وراق له صمتها والجلوس بقربها.. والتلذذ بملامحها.. نظر ليديها التي تشابكت بذراعيه.. ابتسم بهدوء 


بعد مرور شهرا 

كانت تغفو بفراشها... استيقظت على رنين هاتفها قامت بفتح الخط واجابت بصوتا متأثر بالنوم 

- حبيبي انا تحت.. عشر دقايق وتكوني تحت... وياريت بشنطة هدومك 

افاقت واعتدلت جالسة وتحدثت بسخرية

- ومين إن شاء الله اللي هيوافق 

قهقه بمرح 

- مراتي حبيبتي... عندك مانع 

مطت شفتها بحزن وأردفت

- يادي مراتك اللي كل شوية قارفني بيها 

- لا والله.. طيب يامراتي عدى خمس دقايق.. هشوف هتنزلي إمتى 

قفزت سريعا من فراشها وهي تقهقه عليه فقد وصلت لمبتاغها 

فكان مايؤرق روحها اكثر إشتياقها له.. فمنذ أن قام بخطبتها.. بدأت تشتاقه حد الجنون.. تذكرت ذاك اليوم الذي اتى ريان وجواد لخطوبتها... فكان من أسعد أيامها عندما توطدت العلاقة بينها وبين غزل وجواد

ارتدت ثيابها سريعا ثم هبطت للاسفل.. قابلتها والدتها على درجات السلم 

- رايحة فين ياغنى 

قبلتها وأردفت 

- بيجاد تحت يامامي 

هزت رأسها دون حديث وأمسكت هاتفها 

- ايوة ياأحلام.. ايوة الولد جه برضو وأخدها.. أنا خايفة يجي ويقولي عايز اتجوز.. انا لازم اعمل اي حاجة وابعدهم عن بعض 

أجابتها أحلام 

- متخافيش ياتهاني زي ماشوفنا صرفة للتحليل هنشوف صرفة لبيجاد دا كمان معرفش طلعلنا منين مكنتيش حوزتها ليحيى ابن سهير وخلصنا 

هزت رأسها برفض 

- البنت رفضت خالص والصراحة انا شايفة يحيى مينفعهاش دا شمام كمان 

زفرت احلام بغضب وفين طارق من دا كله 

نظرت بشرود وتذكرت حالة جوزها في الأيام الاخيرة 

- أهو طارق دا اللي بقى غريب خالص.. تخيلي رافض جوازها خالص... مكنتش اعرف دا هيكون رده 


بكلية الشرطة 

- جلس ينظر لهاتفه وتلك الصورة التي تزينه... ابتسم عندما تذكر ضحكاتها وحديثها 

فلاش باك

- شكرا ياحضرة الضابط انقذتنا 

ابتسم لها ثم نظر للتي تجاوره تنفخ بغضب 

- ياله يابنتي هنفضل طول الليل واقفين ثم رفعت نظرها لجاسر  وتحدثت 

- عرّف أبو دم خفيف إن غنى مابتسبش حقها...وهولعله في بيته لو عمل كدا تاني  قالتها ثم تحركت 

بسطت يمني يديها 

- شكرا لحضرتك... بادلها سلامها 

- جاسر... أسمي جاسر 

بعد خروجه من كلية الحربية 

ركب سيارته واذ فجأة ينصدم بإحداهما 

نزل سريعا يعتزر

- إنتِ كويسة 

أغمضت عيناها وتمنت أن تُزهق روحها... مازالت تجلس مكانها ولم تجيبه 

نزل ياسين بجسده ليطمئن عليها 

- ياآنسة إنتِ كويسة 

نظرت بدموعها 

- ياريت موتني وريحتني.. تجمع بعض الناس حولهما... امسكها ياسين وأوقفها 

متجها لسيارته 

- تعالي نروح المستشفى لازم نطمن عليكي 

هزت رأسها رافضة ونظرت حولها بهلع 

-  انا كويسة... لو سمحت سبني أمشي قبل مايلحقوني 

نظرت وجدت احدهما يبحث بين الموجودين عنها... أسرعت تدلف داخل سيارة ياسين وهي تشير بيديها أن يتحرك 

❈-❈-❈


بفيلا المصري 

تتحدث بهاتفها مع إحداهما 

- عرفت هتعمل إيه... 

إياك تغلط... بعد يومين بالضبط لما بيجاد يرجع هبعتلك رقم تليفون اللتنين وتعمل زي ماقولتلك بالضبط... ومتنساش حضرة اللوا  بياخد باله من الصغيرة قبل الكبيرة

وصلا أمام المزرعة... ترجل من سيارته وتحدث 

- عازمك النهاردة على ركوب الحصان.. إيه رايك 

ارجعت خصلاتها المتمردة ورفعت حاجبها بسخرية 

- لا والله.. حصان اكيد بتهزر انا فكرتك جي علشان نخلص من موضوع كتب الكتاب اللي حضرتك مورطني فيه 

تنفس بهدوء حتى لا يغضب عليها 

- انتِ كل ماتشوفني هتقعد تقولي الكلمتين دول... على مااعتقد اننا اتفقنا صح ولا إيه 

عقدت ذراعيه ونظرت إليه

- اتفاقنا انك هتتقدم وانا أوافق وبعد كدا هطلقني وزي ماقولت هنسيب بعض قدام بابا وماما 

دنى ينظر إليها رافعا حاجبه بمكر ثم حاوط خصرها 

-  هو انا أهبل علشان أسيب الجمال دا 

ضغطت بكعبها على قدميه

- اتلم إحنا اتفقنا وخلصنا وعرفت ليه عملت كدا 

بمكتب ريان دلفت جاكلين تتحرك بخيلاء 

اتجهت تجلس امام مكتبه 

- عامل ايه ياريو وحشتني... جذبت الكرافت الخاص به... مما شعر بأوردته كنيران.. نهض واقفا ينظر إليها بغضب

-  عايزة ايه ياجاكي... جاية ليه على مااظن اتفقنا على كل حاجة 

مطت شفتيها ورفعت حاجبها بسخرية 

- هتغير رأيك ياريو... قاطع حديثهما رنين هاتف ريان... ولكنه لم يجب عليه 

أشار إليها على باب المكتب 

- عندي إجتماع معنديش  وقت للتفهاتك دي.. امسكت حقيبتها وابتسمت ساخرة بجانب فمها

- مترجعش تلف ورايا تاني ياريو.. قاطعها رنين هاتفه مرة اخرى 

نظرت للهاتف وتحدثت 

- رد ما يمكن خبر مش كويس... قالتها وهي تناظره بإستهزاء 

في المزرعة قبل قليل

جذبها من ذراعها عندما ثارت أمامه 

- انا قولتلك رافضة العلاقة دي يابيجاد واتفقنا ليه رجعت في كلامك 

وضع خصلة متشردة خلف أذنيها وأردف بهدوء ناظرا لعيناها 

- يمكن علشان بحبك ومقدرش أعيش من غيرك... كانت تنظر بالخارج.. توقف نظرها على أحدهما يتجه بسلاحه إتجاه بيجاد... لم يسعها الوقت للتفكير فقد خرجت الرصاصة من ذاك السلاح لتدفعه واقفة أمامه تتلقى تلك الرصاصة الغادرة من احدهما 

سقطت بين أحضانه وانسدلت دمعة بجانب عيناها وهي ترفع يديها على وجهه وتتحدث بصوتا متقطع

- الحب مواقف مش كلام... دا كلام مين 

هز رأسه وصرخ بأسمها يضمها لأحضانه 

صرخة بآهة قطعت احباله الصوتية بإسمها عندما غابت عن الوعي


خرج من سيارته يتحدث بالهاتف 

- أيوة ياجاسر تمام عشر دقايق اغير هدومي ونازل.. اوف خلاص فهمت 

لمحها تجلس بجوار جنى وتقى ولكنه اخطاهم بعد إلقاء التحية... أسرعت خلفه وجذبته من ذراعيه 

- إيه اللي سمعته دا ياعز.. أكيد إنت مجنون مش كدا 

أنزل يديها بهدوء من على ذراعيه ونظر داخل مقلتيها

-  ألف مبروك يابنت عمي نسيت أباركلك على الخطوبة بالرفاء والبنين 

قالها عز صاعدا لغرفته كأن شيطان الجن والأنس تطارده 

وقفت مزهوله تنظر بشرود لمغادرته 

اتجهت جنى إليها وتحدثت 

- حاولت أفهمك اللي بتعمليه دا غلط... مشيتي ورا جواد... وأهو شوفي بقى عامل إزاي 

هزت رأسها رافضة حديثها... ظلت تتذكر افعاله في تلك الأيام الاخيرة ثم تحركت خلفه 

- أنا مش ضعيفة علشان اسيبه يعمل الجنان دا... دلفت سريعا خلفه دون تفكير 

خرج من الحمام وهو يلف نفسه بمنشفة متجها لغرفة الملابس... اصطدمت به عندما اقتحمت الغرفة


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية غنى بيجاد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية