قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 12
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الثاني عشر
عودة إلى الماضى
هم ثلاثة رجال أصدقاء غير متشابهون بل مختلفون بكل المقاييس...فمن يراهم من بعيد يظن أن العلاقة التى تجمع بينهم غير متكافئه بل ومعقده..ف ثلاثتهم يظهرون للمحيطين بهم أنهم هادئون لدرجة كبيره ف لا تستطيع قرأت ما بعيون أحدهم....إلا أن كل واحداً منهم يمتلك قصة مختلفة عن الأخر...فمن يرى صمويل لا يصدق أنه كان فتى مدلل من قبل والديه الذين كانوا من علية القوم...ولكن تدليلهم أفسده ولم يعودوا يستطيعون السيطرة عليه...وعندما أصبح فتى بعمر السادسه عشر....أشار عليهم بعض الأصدقاء أن يرسلوه إلى أحد المدارس التى يقيم بها الفتيان ويتلقون بها التدريبات...كما يتعلمون كيفية الإعتماد على الذات...وتجبرهم على العمل من أجل الحصول على الطعام....كما يتم معاملتهم بطرق مهينه تشبه معاملة العبيد...
وبدلاً من محاولة والديه أن يصلحوا من شأن صغيرهم أرسلوه إلى هناك وتركوه لمصيره المبهم...
مما جعل صمويل الفتى المدلل يتحول من صبى يأتيه كل ما يريد كما اعتاد من والديه....لفتى لا يجد طعام يتناوله لأيام فينام باكياً من شدة جوعه...
وهذا جعله يشعر بالسخط الشديد على والديه...
خاصة أنهم لم يعودا يتسألون عن أحاوله وأصبح اهتمامهم الأكبر لشقيقه الأصغر...لهذا قرر الهروب من كل شئ من والديه وتلك التدريبات بعد بقائه فيها لما يقارب خمس سنوات....جعلته رجلا خشن صعب المراس يستطيع الحصول على المال الذى يريده بأى طريقه...من أجل عدم العودة لذلك الشعور الذى تملكه لخمس أعوام...والذى جعله يمحى جميع ما عاشه خلال أعوامه السادسة عشر مع والديه...ولم يتبقى منها سوى ذكرى متألمه تجعل يتسأل ما الذنب الذى إقترفه فتى ب السادسة عشر حتى يقوم والديه بإيذائه بمثل هذه الطريقه...إلا أنه لم يرد البحث عن إجابة حتى لا يتأذى كما حدث له بالماضى...لهذا هو اكتفى بالإبتعاد...فهذه أصبحت طبيعته حول ما يشعره بالألم يبتعد عنه حتى لا يتأذى منه بطرق أبشع وبألم مضاعف...
وبسبب براعته فى التلاعب اللفظى استطاع التحايل على نيكولاس الذى كان يريد شراء أحد السيوف القيمه...فقام صمويل بإقناعه بأخر وأن السيف الذى يريد به الكثير من العيوب لهذا قام صاحبه ببيعه...
وبالفعل اقتنع نيكولاس وقام بشراء أخر...وبعد أيام قليلة إلتقى كلاهما مرة أخرى...فوجد نيكولاس أن السيف الذى ظل صمويل يعدد له عيوبه قد اشتراه هو...وهذا جعله يغضب بالبدايه وتشاجر كلاهما وتسببوا ببعض الكدمات لبعضهم البعض...حينها صرح صمويل أنه لم يجبره على فعل شئ...كما أن السيف الذى رشحه له كان بالفعل أفضل بكثير من الذى أخذه هو...ولو أنه كان يملك الكثير من المال لقام بشراء السيف الذى اشتراه نيكولاس من البدايه.. إلا أنه لم يكن يملك سوى نقود هذا السيوف لهذا قتم بفعلته هذه...لهذا هو لم يحتال بل ساوم من أجل الحصول على ما يريد...
فكر نيكولاس بحديثه واقتنع به مرة أخرى...فهو إن كان محله لفعل مثله...كما أنه شعر معه بالألفه التى لم يشعر بها مع أحداً من المقربين منه بالقصر والذى يشعر بنفاقهم الدائم والذى يصيبه بالغثيان...لهذا صادقه رغم علمه أنه محتال...ولكنه فضل مصادقة محتال....بدلاً من مصاحبة أخر منافق...
كما كان صمويل يميل إلى الهدوء ولا يفضل الإختلاط بأحد...لهذا رفض صداقة نيكولاس بالبدايه فهو قد اعتاد على وحدته....ثم ذاد تصميمه على عدم مصادقته حين علم أنه ولى العهد...فهو يكره أصحاب الطبقات النبيله فما بالك بولى العهد....
إلا أنه أمام إصرار نيكولاس الذى ظل ملاصقاً له مقدماً له بعض المساعدات ليثبت له صدق نيته...وأنه لا يريد سوى صديق يأتمنه على روحه وفى المقابل يحميه هو الأخر....وافق صمويل وأصبح كلاهما مقربان لبعضهم البعض...يضحى كلا منهم من أجل الأخر...
ظلت صداقتهم هذه لما يقارب العامين...مر علي كليهما الكثير من الصعاب التى جعلت علاقتهما تصبح أقوى...رغم اختلاف كلاهما....فأحدهم يمثل الهدوء المنعزل والأخر العند المثابر...
خلال ذلك كانت هناك الكثير من المحاولات لقتل نيكولاس من قبل زوجة والده وآخرون طامعين بالعرش بائت جميعها بالفشل...فقرر أحدهم طلب المساعدة من أحدهم والذى كان ملقب ب القشعام وهو اسم يطلق على ذكر النسر الذى يمتاز أنه من أقوى وأشرس الجوارح الطائره التى تهوى صيد الفرائس حية فهى لا تهوى الميته....كما أنها تقاتل بضراوة كما يفضل صيد من هم أكبر منه حجما أو أكثر منه قوة...ويمتلك قوة وثبات لا يمتلكها غيره من الحيوانات...ومجازفه بما يملك فى سبيل الوصول إلى ما يريد....لهذا هو أكثر الطيور الجارحه عناداً وثبات على الإطلاق...
وهذا هو ما عليه رالف الملقب ب القشعام الذى قد يخدعك بمكره تارة ولطفه تارة أخرى....إلا أنه لا يتنازل أو يتراجع حين يريد شئ...ذلك القشعام الذى يدب اسمه الخوف فى قلوب كل من سمع عنه أو عرفه...فقد كان معروف عنه عشقه فى البحث عن كل ما هو مفقود حتى يجده وإن كان فى الجحيم السابع...
فهذا الرجل لديه قدرة فائقه فى اخضاع أى شخص لسلطانه...وذلك لقدرته على كشف نقاط ضعف خصمه واستخدامها ضده ولكن بطرق بشعه...كما أنه مخادع وماكر بدرجه تجعلك تظنه رجلاً مبالى ومهتم...كما لا يفضل اغضاب الوحش حتى لا تصاب بالندم على اليوم الذى تقاطعت فيه طرقكم...إلا أن ما يميزه ويشتهر به هو وفائه لم قدم له المساعده والعون...
فهو لا يخون من يقدم له معروف...
لهذا كان معروف بين الكثير من الممالك ب لقبه القشعام....فلقليلون من يعرفون كنيته واسمه الحقيقى...
تجهز القشعام لقتل فريسته الجديده والتى حازت على اعجابه الشديد...فقد استطاع النجاة من الموت لأكثر من مرة وها هو ذاهباً إليه لإنهاء الأمر كما طلب منه..ومن المعلومات التى جمعها رالف حول نيكولاس والتى تكاد تكون عن حياته بأكملها...فقد توفت والدته أثناء والدتها له مما جعله يفقد حنان والدته منذ لحظته الأولى....كما قرر والده الزواج بأبشع إمرأة بمملكته والتى جعلت طفله يعيش طفولة متألمه لما فى الكلمه من معنى...
فقد عاش طفولته طريح الفراش بسبب السموم التى لم تغادر جسده...فقد كانت زوجة والده العزيزة تضع له المخدر بطعامه وشرابه حتى لا يسبب لها عائق بينها وبين والده ويكون طوع يدها...ولم يكن هو سوى طفل بالعاشرة...ما الذى يعرفه عن السلطه والحكم حتى يتم محاسبته بمثل هذه الطريقة البشعه....إلا أن والده لم يتركه وأتى بالكثير من الإطباء لعلاج وريثه....والذي كان تشخيصهم واحداً ألا وهو أن صغيره مصاب بمرض لا علاج له...وذلك لأن زوجته كانت تعطيهم الكثير من الأموال مقابل اخباره بهذا الحديث...أو لأنهم كانوا خائفون من بطش الملكه...
حتى قرر الملك الإستعانه بأحد الأطباء والذى كان على مقرب للملك ليرى الحالة التى أصبح عليها صغيره...فحاولة زوجته أن ترشوه كما فعلت مع من سبقوه إلا أنه رفض...وقام بنصح الملك بإبعاد ولى العهد عن القصر الملكى حتى يسترد قوته ومن ثم يعود للقصر من جديد...
وافق الملك حينها على عرض الطبيب...وأرسل نيكولاس بعيداً عن القصر الملكى بأحد القرى النائيه ومعه من يخدمه حتى يسترد صحته وقوته....
وبالفعل استرد نيكولاس صحته سريعا حين ابتعد عن القصر....وذلك لأن الدواء الذى كان يأخذه هو ما كان يسبب له الضعف وعدم القدرة على الحركه...
وظل نيكولاس بعيداً عن والده لثلاثة أعوام حتى أتم الثالثة عشر....وعاد للقصر شخص مختلف عما كان عليه قبل ذهابه...فقد تعلم الفنون القتاليه والكثير من المهارات التى تساعده على النجاة...
إلا أنه لم يسلم من زوجة والده التى ارتفعت نسبة اجرامها...وقررت وضع السم بطعامه لتتخلص منه ولكن كان للقدر رأى أخر حيث لم يتناول نيكولاس سوى ملعقة واحده من طعامه....ثم شعر بالإعياء فترك طعامه وذهب ليستريح...لهذا نجح الطبيب فى انقاذه.....ولكن لم يطول الأمر وكررت زوجة والده العزيز الأمر حين أرسلت أحد أتباعها لقتله أثناء صيده بالغابه....ولكنه استطاع التغلب عليه وقتله وتكتم على الأمر وكأنها لم ترسل أحداً لقتله...
ظلت زوجة والده طوال خمس أعوام تحاول قتله بالكثير من الطرق...وبين كل مرة والأخرى تحاول قتله بوضع سم بطعامه وشرابه مما جعل فكرة جنونيه تصيب عقل نيكولاس...وهذا الذى أثار اعجاب رالف به...حين قرر نيكولاس جعل جسده محصن من أشد السموم....وبدأ هو بأخذ السموس على فترات متباعده بجرعات محدده حتى أصبح جسده يملك مناعة ضد أى سموم يتناولها...ولا يتأثر جسده كثيراً بل يكون أقل ضعفاً مما يكون عليه الإنسان العادى حين يصاب بالتسمم...فهو يستطيع التحرك والتحدث والقيام ببعض المهام مع وجود بعض الدفئ فى جسده والدور البسيط برأسه...بينما الشخص العادى يكون طريح الفراش لا يستطيع تحريك أنامله...
انهى القشعام خطته وتحرك صوب المكان الذى سيتواجد به ولى العهد نيكولاس...والذى يصاف أنه سيذهب إلى الغابه من أجل الصيد...وصل رالف فجر اليوم الذى سيصل فيه الملك ومن معه والذى لم يكن سوى صديقه....وهذا سهل الأمر على رالف ففريسته ستكون سهلة الصيد....فوضع فخاخه ثم تسلق أحد الأشجار المرتفعه بمنتصف الغابه....وانتظر فرصته مغمض العينين مرهف الحس منتظر سماع أى صوت بأى اتجاه...
وبالفعل لم يمضى كثيراً من الوقت وإلتقطت أذنيه سقوط حاد قريب منه...هذا جعل ابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيه وهو لايزال مغمض العينين وهو يستمتع بسماع همسات متوتره بشده تعبر عن مدى خوف صاحبها...ثم توقفت الهمسات فجأة دليل على فقدان صاحبها الوعى....
وكانت هذه هى اللحظه المناسبه لهذا قرر التحرك.. فهو يفصل الاختلاء بفريسته كما يفضل فريسته مشتته وضائعه ليراها وهى تتعذب أمامه.... ف القشعام أثناء بحثه عن نيكولاس قام بالبحث عن صمويل أيضاً...فوجده يخشى العناكب بشدة لهذا قرر مفاجئته...وأتى بالكثير من أعشاش العناكب وأقام أفخاخ بها ليعلم من خلالها موعد وصول فريسته ليذهب إليها....
وصل رالف أمام نيكولاس الذى يحاول ايقاظ صمويل الذى فقد الوعى من شدة خوفه...حتى شعر بوجود أحد خلفه....فأخرج سيفه وأشهره بوجه رالف الذى ابتسم بطريقه مثيرة وهو يسير حوله بهدوء دون أن يعباء بسلاحه الذى أشهره بوجهه....
حتى اصبح أمامه وقال بإعجاب لم يحاول إخفائه للواقف أمامه ينظر له بجمود:لقد أردت لقائك بشدة منذ اليوم الذى أخبروني فيه أنهم يريدون قتلك...
ثم قام بمد يده قائلا بثبات وكأنه يخبره كيف هو حال الطقس:ادعى القشعام وأنا الذى تم إرساله لقتلك....انهى حديثه بإبتسامه ماكرة منتظر رد فعل من أمامه...فما سيقوم به ولى العهد سيحدد ما سيفعله معه فخصومه نوعان لا ثالث لهما...إما خائف يبدأ بالإرتجاف والبكاء وطلب العفو حين يسمع إسمه...والأخر يبدأ بالسخريه ثم الغضب ومحاولة قتله وفى كلتا الحالتين يقوم بقتلهم....ولكن إذا وجد أن فريسته تسببت بالكثير من المتاعب يقوم بتعذيبهم ثم التمثيل بجثثهم...ليكونوا عبرة لغيرهم...
ولكن كان هناك أخرون لم يقم رالف بقتلهم كما كان يطلب منه...بل كان يأخذ ماله ثم يقوم بقتل من قام بإرساله....وذلك حين يتأكد من براءة الشخص الذى كان سيقتله...فيقوم بقتل من أرسله عقاباً له على ظلمه...
ولكن ما قام به نيكولاس كان عكس ما يقوم به ضحاي القشعام...فقد قام بخفض سيفه وبادله السلام وهو ينظر لعينه بقوة قائلاً بثبات:نيكولاس...فقط هذا ما نطق به...فهو قد اعتاد هذا الأمر حتى اصبح لا يشعر بالصدمة حين يرى أو يسمع عن محاولة أحدهم لقتله...
كان الجو المحيط ب رالف هادئ لا يميل إلى العنف رغم المكر الذى يشع من عينيه...وهذا جعل التعجب يملئ عينى نيكولاس الذى قال بثبات وهو لايزال ينظر ل عينى رالف:أنت لن تقوم بقتلى رغم تأكدى أنهم قدموا لك الكثير من الأموال لفعلها...إذا لما قمت بفعل هذا ب صمويل...
نظر رالف ل صمويل ثم عاد بنظره ل نيكولاس قائلاً: لأننى أردت التحدث معك وحدك وهو لم يكن ليقبل بحدوث هذا...لهذا قررت اتخاذ بعض الإجراءات لإنهاء الأمر سريعاً...
أومأ له نيكولاس بتفهم إلا أنه عاد ليسأله من جديد بهدوء:إذا لما أنت هنا؟!...نظر له رالف بجمود وهو يجيبه قائلاً بفتور:لقد أصبحت أشعر بالملل من تكرار ما أقوم به...وحين بحثت بأمرك شعرت بالحماسه تتملكنى من جديد... لهذا عرضى لك أما تقوم بنسيان مقابلتنا هذه ويرحل كلاً منا بطريقه أو تقبل بأن أكون حاميك ولكن حين أقرر الرحيل لا يحق لك منعى...
فكر نيكولاس قليلاً فى عرض القشعام له ولقد كان عرض جيداً من كافه النواحى...فحين يدرك الجميع أن القشعام أصبح حامي له سيفكر الجميع مرتان قبل أن يعاديه أو يقترب منه لقتله...ورغم هذا شعر ببعض القلق يحتل قلبه نحو تصرف القشعام ولما قرر أن يحميه...لهذا عاد ليسأله من جديد لما أنا وليس غيرى ابتسم رالف بغموض وهو يقول:لأن أعداءك هم الأكثر
وهذا سيجعل حماسى يعود كما كان بالماضى...كما أننى لم أقم بحماية أحد من قبل لهذا أريد فعلها...
كان نيكولاس ينظر له بهدوء وهو يتذكر ما كان يقال بشأن هذا الرجل...الذى دائما ما كان وحيداً كما لم يسمح لأحد بالإقتراب من محيطه...وأهم ما سمعه وجعل قلبه يهدأ أن أشهر ما كان معروفاً عن هذا ال رالف...أنه يقوم بفعل ما يمليه عليه عقله فقط فهو لا يتلقى أوامر من أحد سوى نفسه...كما أنه لا يخون من عاهده...
لهذا اقترب نيكولاس من القشعام ومد يده له قائلاً: أهلاً بك...ظهرت ابتسامه صادقه للمرة الأولى على وجه رالف منذ تقابل مع نيكولاس وهو يصافحه قائلاً:أتمنى أن لا يعلم أحد بهويتى الحقيقه...يكفى أن تخبرهم أننى صديق قديماً لك قرر الأنضمام لصفوفك...
تجعد ما بين حاجبى نيكولاس من رغبته فى إخفاء هويته...وقال فى فضول:إذا كيف سيعلمون أنك تقوم بحمايتى...
ابتسم رالف بمكر وهو يقول:أنا أفضل أن أكون مبهم لجميع المحيطين بى كما اعتادوا...لهذا أنت وحدك من يعلم بهويتى فلا أحد رأى وجهى من قبل حتى هؤلاء الذين سمحت لهم بالبقاء على قيد الحياة...كما لا أريدك أن تقلق فبقائك على قيد الحياة وحده سيخبرهم أنك أصبحت تحت حمايتى...
نظر نيكولاس مطولاً ل رالف ثم قال بتشتت ألا تخشى أن أقوم بالوشاية بك وإخبارك الجميع هويتك الحقيقيه من أين أتيت بهذه الثقه اقترب رالف من نيكولاس حتى أصبح يواجهه قائلاً بهدوء يقولون أن فاقد الشئ يتمنى وجوده وأنت فاقد للكثير أهمها الأمان الذى نزعوه منك انتزاعاً لهذا قبلت ب صمويل رغم إحتياله كما أنك لست بهذا الغباء حتى تضيف إلى قائمتك شخص أخر يريد قتلك لهذا لا أظنك ستشى بى هل هذا كافى بالنسبة لك أومأ نيكولاس بتفهم وهو يعود خطوة للخلف ليطمئن على صديقه الذى لم يستفق بعد
فاقترب منه وبدأ يساعده على الإستفاقه...وحين بدأ صمويل يستعد وعيده....نظر نيكولاس خلفه فوجد رالف قد اختفى وكأنه لم يكن هنا...فتنهد بإرهاق وهو يعود لمساندة صديقه ليعودوا أدراجهم فهو قد اخذ كفايته لهذا اليوم...
وبالفعل لم تمر سوى أيام وأتى رالف صديق نيكولاس ليسانده كما اتفق كلاهما...وتعرف على صمويل وتكونت بين ثلاثتهم صداقه متينه...ولم يعلم أحد بهوية القشعام سوى نيكولاس...بينما رالف يقوم بمهامه كما كان فى الماضى بين كل فنية وأخرى...
دون أن يشعر أحد بتغيبه أو يعلم أحد بهويته الحقيقيه....
❈-❈-❈
عندما أعلن القشعام أن الملك نيكولاس تحت حمايته لم يستطع أحد الإقتراب منه ولو على بعد أمتار كما توقعوا...لهذا أصبح الهجوم عليه من بعيد من خلال أستخدام إسمه وملكه وسلطانه للإيقاع به...دون الإقتراب منه واغضاب القشعام الذى أعلن أنه تحت حمايته....
كانت صداقة هؤلاء الثلاثة تختلف بشدة عن تلك الصداقه التى تجمع بين إستيفان وأصدقائه...الذين أجبروا على التعرف منذ الصغر مما جعلهم يلتحمون وينظرون لبعضهم كما ينظر المرأ لأحد أفراد أسرته التى حرم منها...
بينما هؤلاء كان كلاً منهم يبحث عن ضالته...فلم يجدها سوى بصاحبيه الذى اتخذه رفيق دربه...والذى أصبح أقرب إليه من افراد اسرته التى انتزعت منه قصراً....فأصبح يبحث عنها تحت مسمى أخر وهو الصداقه فكلمة أسرة تحتوى على الدفئ وهم لم يحصلوا عليه يوماً...
❈-❈-❈
عودة إلى الوقت الحاضر
كان كلا من الملك نيكولاس وصمويل يجلسان بمكتبه يعملان من أجل تحصين وحماية مملكته من أى هجوم مفاجئ...وذلك بعدما تم انتشار خبر عودته منهزماً من حربه ضد كلا من الملك إستيفان والملك أيدان...وذلك حين أدرك تلك القوة الهائله التى تواجهه خاصه حين انضم الملك آيدان لصفوف جيش الملك إستيفان...
فقرر الإنسحاب ولكن بشروط الملك استيفان الذى حاصره وجعله يتنازل عن كافه الممالك التى تم السيطرة عليها من قبله...هذا ما تم نشره وتناقله بين الممالك...ولقد قاموا بهذا لمعرفه الخطوة التاليه لعدوهم وكيف يفكر؟!..هل سيترك ما أخده ليثبت أن نيكولاس هو من قام بإحتلال هذه الممالك ويكمل فى إدعائه؟!...أم يكشف عن ذاته ليخبر العالم عن هويته هذا المغتصب الذى قتل الكثيرون بدون وجه حق....وهذا ما تمنوا حدوثه حتى يعلموا من يقاتلون لهذا هم لا يملكون سوى الوقت لمعرفه من هو عدوهم...
كان الأمر مرهقاً فقد كان يتم الأمر بسرية تامه...لهذا كان عدد الرجال الذين يساعدونهم محدود لعدم ثقتهم بالأخرون...كما أن الملك إستيفان أرسل إليهم الكثير من رجاله المخلصين لمساندتهم بطرق غير مباشرة...لهذا كان كلاهما مغرقان بالأعمال منذ عادوا إلى القصر الملكى...
بينما كان الجزء الأصعب على كاهل رالف الذى كان غائباً عن القصر منذ أربعة أيام للبحث فى أمر الملك كريستف...والذى اختفى بعد هزيمة فى الحرب ضد الملك نيكولاس....ولم يراه أحد من الرجال الذين أرسلهم نيكولاس على مدار شهور ولم يصل أحدهم إلى نتيجه مرضيه...
لهذا قرر رالف أن يبحث هو هذه المرة وكم راقه الأمر فقد اشتاق لمثل هذه الأمور....لهذا خلال يومه الأول استطاع معرفة أخر مكان ذهب إليه هذا اللعين كريستف ليختبئ من رجالهم....وحين علم بمكان اختبائه لمعت عيناه بغموض مخيف وابتسامه ماكره تشق وجهه...وأدرك لماذا لم يصل الرجال الذين أرسلهم نيكولاس لشئ...وهذا لأن اللعناء قد أصابهم الخوف من لقاء هؤلاء المرتزقه الرعاع...إلا أن ما لا يعلمه الأغلبيه أن المرتزقه ليسوا متحدين كما يظنون...بل هم عبدة النقود من يعطيهم أكثر يكن الأقرب لقلوبهم....لا يدافعون عن بعضهم البعض بل قد يتركون أحدهم يقتل أمام أنظارهم حتى يصبح الطريق خالى أمامهم لحصد كمية أكبر من النقود...
اتجه رالف لوجهته التاليه...ولكن ليس ك رالف بل ذهب بهويته الحقيقيه القشعام...لهذا توقف بأحد الأماكن مبدلاً ثيابه لأخرى تخفى معالم وجهه وجسده كما كانت عادته....وقام بإرتداء ذلك الخاتم الذى يثبت هويته...والذى لا يتواجد منه سوى هذا الخاتم فقد تم صنعه خصيصاً له من أحد الصاغه الذين أعجبوا بأعماله....ولقد صنع من أحجار نادره لهذا لن تجد مثيل له...
وصل رالف لوجهته والتى كانت الأطراف الغربيه لنهر التوبرا....والذى يعد مكان نائى غير مأهول إلا أن المرتزقه إتخذوا منه ملجأ وأرضاً لهم ليسهل الوصول إليهم عند الحاجه من أجل إلى أى عملاً تخريبى...
توقف رالف عند نهر التوبرا ونظر لخاتمه وابتسم ثم نزعه وأعاده لذلك العقد بعنقه....وقد قرر اللعب بالخفاء حتى يحصل على متعة أكبر....فما توصل له أن كريستف يقيم بمنزل أحد المرتزقه والذى يدعى أنه من كبار المرتزقه وأقواهم...لهذا يقدم ل كريستف الحماية مقابل مبلغ مالى ضخم....
قرر رالف أن يهدم المعبد على قاتنيه....لهذا تسلسل بين الجميع دون أن يلاحظه أحد أو يعيره إهتمام...
فأغلب القاتنين هنا لا يعرفون بعضهم البعض لكثرة الوافدين منهم....كما أن اللعناء لديهم الثقه أن أى شخص أخر يملك عقلاً لن يفكر بالدخول إلى عرين الأسد بقدمه....لهذا هم لا يضعون حماية خارجيه وهذا سهل على رالف الدلوف للداخل....
وبعد ان استقر بأحد الأماكن العفنه والتى تكون مقابله للمنزل الذى يختبئ به ذلك اللعين...ظل طوال يومان يدرس خطة هجومه وكم هى أعداد رجال هذا اللعين الذى استضاف كريستف بمنزله...ومتى يخرج ويعود لمنزله ومدى قوته....وعندما وصل لخطة محكمه انتظر حتى صباح اليوم الثالث له بالمكان...
وذهب لمنزل هذا المرتزقه ودلف من أحد المخابئ التى إكتشفها حين كان يراقب المنزل من بعيد...كانت وجهة رالف معروفه ألا وهى ساحة المنزل الخلفيه ولم يكن معه سوى عنصر المفاجأة...وهنا بدأ بنشاطه القديم....لم يترك رجلاً إلا وكال له الكثير والكثير من الضربات واللكمات المؤلمه....والتى كانت تسبب لهم الإغماء بعد اللكمه الثانيه أو الثالثه...كما تلقى هو الأخر بعض اللكمات وبعض الجروح المتفرقه إلا أنها لم تطح به...كما لم يقم بإستخدام خنجره بكثرة فهو لم يرد قتل أحد بل كان يفقدهم توازنهم فقط...
ظل على هذا المنوال حتى صعد إلى غرفة كبيرهم ودلف إليها...والذى كان براحه بعد ليله حالمه مع أحد الفتيات...أمسك رالف بإبريق الماء وسكبه بأكمله على رأسه...فاستيقظ الرجل فزعاً بالبدايه ثم تحول فزعه لغضب شديد...وهو يستقم من فراشه عارى الجسد قائلاً بغضب حارق:أيها اللعين كي....
ولكن لم يستطع أن يكمل حديثه بسبب تلك الضربه القويه التى أتته على أنفه قامت بكسرها...مما جعلها تنزف بقوة فصرخ ألماً بعدما كان يصرخ غضباً... لم يعطه رالف الفرصه ليكمل صراخه بل أمسك برأسه وقام بضربها بأحد الجدران أكثر من مرة حتى فقد الوعى وامتلأ الحائط بدماء الرجل....فأمسك رالف بإحدى قدمى الرجل عارى الجسد وقام بجره خارج غرفته....حتى وصل لساحة المنزل الممتلئ برجاله الفاقدون للوعى كسيدهم وألقاه هناك....
ثم صعد لغرفة الملك كريستف وفعل معه ما فعله بالجميع....وخرج به من المنزل تحت أنظار الجميع الصادمه....فذلك هو الحدث الأول لديهم فلم يجرأ أحداً على اقتحام أرضهم....وفعل ما فعله هو إلا أنه لم يحاول أحد الإقتراب منه...لأنهم قد رأوا بوضوح ذلك الخاتم الذى كان يرتديه والذى كان معروف هوية صاحبه...حيث قام رالف بإرتداء خاتمه بعدما قضى على الجميع...حتى يعلم الجميع من المتسبب بهذه الحادثه....
وصل رالف لجياده ووضع الملك كريستف الغائب عن الوعى عليه...وسار به خارج من هذا المستنقع عائد لمملكته...وهو يحمل هدية قيمه لصديقه العزيز...
❈-❈-❈
عادت سابين للمنزل بعدما اتت بالأغراض التى تركتها بالسوق....وهى تعلم أنها من المؤكد قد رحيلت تلك الفتاة من منزلها...فهى لم تغفل عن تلك النظرات التى كانت توجهها لها وكأنها على معرفه مسبقه بها....
كما كانت عينيها تحاكي عما كانت تشعر به من تشتته وضياع....دلفت سالين للمنزل وهى تتمنى أن تكون مخطئه بما توصلت له إلا أنها وجدت الفتى بمفرده نائم بعمق....وهذا جعل ابتسامه حزينه ترتسم على شفتيها وهى تسير نحو المطبخ قائله بسخريه:لن تستطيعى حماية الجميع سابين لهذا فالتكفى عن التفكير بها...كما أنها من المؤكد قد أصيبت بالصدمه حين علمت هويتك كما فعل الجميع....هذا ما كانت تحاول سابين أن تقنع عقلها به رغم علمها أنه ليس صحيح...فنظرات هذه الفتاة لها كانت تسبب لها ألما لا تعلم مصدره....وكأنها قامت بإيذائها أكثر من مرة ولكنها لم تراها من قبل....
تنفست سابين بصوت مسموع وهى تعود لتهدأ قلبها وعقلها...وتحاول أن تلهى ذاتها بتفريغ ما أتت به إلا أنها توقفت بعد لحظات وخرجت كلمه نابيه من بين شفتيها....وخرجت مسرعه من المطبخ والمنزل بأكمله تبحث عن هذه الفتاة....فهى لم تخفى عنها تلك النظرات التى كانت توجهها لها الفتاة وكأنها سرقت منها اغلى ما تملك...
ظلت سابين تبحث عنها بين الأزقه...فمن خلال معرفتها القصيره بها هى ليست بتلك الشجاعه لتسير بين الناس مرة أخرى....وبعد مرور ما يقارب الساعه ونصف الساعه فقدت خلالهم سابين الأمل بإيجادها... فقررت العودة للمنزل للإهتمام بدوغلاس وهذا الصبى....
وأثناء سيرها بأحد الأزقه الهادئه نسبياً استمعت لصوت ناعم يبكي...وهو يحاول كتم صوته حتى لا يلاحظه أحد الماره...فاقتربت سابين بهدوء من مصدر الصوت...فوجدت ضالتها مختبئه خلف عربه حتى لا يراها أحد وهى تبكي...حتى اصبح وجهها مائلاً للإحمرار من شدة بكائها....
تنهدت سابين براحه وهى تراها أمامها...واقتربت حتى جلست جوارها مما تسبب بفزع الفتاة التى صدمة من وجد سابين جوارها...فقامت بمسح دموعها بعنف وهى تقول بصوت خرج مهتزاً متألماً: ماذا تفعلين هنا؟!...وكيف استطعتى إيجادى؟!...
ارجعت سابين رأسها للخلف مستنده على الحائط وهى تقول بحزن:هل هو يستحق كل هذه الدموع منكِ؟!...أنهت سؤالها وهى تعود لتنظر لها بهدوء فعادت عينى فينسيا تمتلأ بالدموع من جديد وهى تؤمى لها بالموافقه....
وهى تقول بتحسر وألم:بلى ويستحق حباً أفضل من حبى...فحبى لا يرتقى حتى يسكن قلبه...
اجابتها سابين بثبات:إذا هو لا يستحق قلبك وذلك عندما جعلك تشعرين أنكِ لا ترتقين لحبه....كما أنه هو من يجب أن يبكى ندماً لأنه أضاع نجمة مثلك من عالمه الذى أصابه العتمه الآن بفراقه له....وإذا كنت تحبينه بشده فأخبرينى من هو وأين يعيش وأنا أعدك أن أتى لكِ بحقك منه...حتى وإن كان يتواجد بالجحيم السابع...يكفى أن تخبرينى من هو؟!..
ابتسمت فينسيا بسخريه وهى تجيبها بصوت مجروح:لا أظنه سيشعر حتى بتغيبى....فكيف سيحزن لفراقى فأنا لست من دق قلبه لها...فأنا لست سوى مجرد إمرأه اتخذها زوجة له من أجل إسكات رجال مجلسه بشأن وجود وريث له...كما أنكِ لن تستطعى أخذ ثأرى فأنا من أخطأت...حين ظننت أننى أستطيع لفت أنظاره لتلك المزارعه البسيطه التى قرر أن يجعلها ملكة لبلده العزيز....
ضاقت عينى سابين للحظات تحاول فهم ما سمعته وظهر ذلك جلياً على وجهها...مما جعل ابتسامة فينسيا الساخره تتسع وهى تعرف عن نفسها بسخريه لازعه وكأنها تنعى نفسها وهى تحاول لملمة ما تبقى من كبريائها المحطم:أنا الملكه فينسيا زوجة الملك آيدان الواقع بغرامكِ ملكة سابين...
اتسعت عينى سابين صدمه مما سمعت فلم تكن تظن يوماً أن تلتقى بزوجة آيدان بظروف مماثله...إلا أنها أدركت ما يحدث مما جعل ابتسامه حزينه ترتسم على شفتيها...وهى تقترب من فينسيا مكوبة وجهها الباكى قائله بألم قد ملأ عينيها:أقسم لكِ أن القدر قد اقتص لكِ منى اقتص لذنب لم اقترفه....فرغم تلك النيران المضرمه التى تملأ قلبك.....فإن نيران قلبى قد أحرقت روحى فلم يعد يتبقى منى سوى رفات أحاول أن أكمل به طريقى...وبينما أنتِ تتألمين حباً وعشقاً...أنا أتالم ضعفاً وخوفاً وندماً وتحسراً على ما فقدت...وبينما أنتِ تستطيعين الفرار بما تبقى لكِ...
فأنا لم أعد أملك شئ حتى أستطيع الفرار به وحمايته....فهذا الذى كان قد تبقى من رفاتى قد تحطم لأشلاء الآن...وحملته الرياح بعيداً حتى لا أستطيع الوصول إليه....فأصبح داخلى فارغاً من كل شئ...وعاد ليملأه الظلام من جديد....
أنهت سابين حديثها وقد سقطت معها دمعة واحده من عينيها...وهى لاتزال تبتسم بألم ل فينسيا التى توقفت عن البكاء وهى تنظر لها بحزن على ما أصابها ولم تجد ما تقوله لها....
تنفست سابين بهدوء وهى تقوم بمسح دموعها قائلة بثقه فى محاولة منها لنسيان ما تلفظت به الآن:لقد وعدتك أن أتى بحقك ممن تسبب بإيذائك...وأنا على عهدى لهذا أيتها النجمه هل تقبلين أن تنرى طريقى حتى انتهى من شئ ما....ومن ثم نذهب لمن تسبب بإلامك حتى نقتص لكِ منه...
لم تعلم فينسيا ماذا تفعل أو تقول لهذا ارتمت بأحضان سابين...وقد امتلأت عينيها بالدموع من جديد للمرة التى لا تعلم عددها...إلا أنها دموع امتنان لأن أحدهم قرر مساعدتها للمرة الأولى بحياتها...
والمثير للسخريه أن الذى قدم لها المساعده لم تكن سوى المرأة التى كرهتها قبل رؤيتها...وذلك لعشق زوجها الحبيب لها..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية