-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 9

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل التاسع



دخل كرار من الباب كيف الاعصار وأول ماابو دراع شافه عرف أنه هيعمل مصيبه،

فراح على شام اللي هبت واقفه من الخوف، ووقف قدامها وفرد دراعاته وبص لكرار بتحدي وقاله:

مد يدك واني همد يدي وشوف يد مين هتدشمل اكتر ياكرار.

كرار بغضب:

-بعد من قدامي يابو دراع الوكت ديه مينفعشي اي حد يعترض طريقي، وفين الفاجر التانيه معدومة الكرامه اللي دخلت بيتي واني منبه مفيش كلب ولا كلبه منهم يدخله؟ 

عزام في الوكت ديه كان دخل ورا كرار باللاحق وواقف وراه واول ماشافه عيلولج بعنيه ويدور علي بسيمه ويسأل عليها قاله بنبرة تحذير:

-مرت اخوي محدش ليه صالح بيها ولا حد هيمسها، اني كتال اللي يده تتمد عليها او تلمسها لمس.

كرار لفله ومسكه من قب جلابيته وبدون انذار ضربه بالبوكس فوشه، وبعدها اداه روسيه خلاه اتطوطح من شدتها وقاله وهو عيشد فيه علي بره:

-انت كمان ايه اللي دخلك إهنه، خلاص بيت المقاول بقي سويقه كل من هب ودب يدخله؟ اطلع بره ياكلب متنجسش ارض البيت بقدامك النجسه.

عزام رد عليه وهو عيقاوم فيه بكل قوته:

-اوعا هملني اني مطالعشي غير ورجلي علي رجل بسيمه.. بسيييمه.. بسيممممه اطلعي وتعالي، يابسيمه انتي رحتي وين، وديتوها وين ياغجرر، بسيممممااااااه.

ردت عليه بسيمه بعلو حسها من ورا الباب:

-تخافش ياعزام اني إهنه، تخافش عليا مفيش حاجه هتجرالي حدش يقدر يعملي حاجه واصل.

خلصت كلامها ودخلت فبيت ابو دراع تفتش، ولقت سكينه كبيره مسكتها ونومت البت على فرشة ابو دراع، ووقفت ورا الباب متأهبه ومستعده لأي حركه من كرار وهي واخده قرارها إنها هتعمل حاجه من تنين لو حاول يقربلها،

 يأما هتكتله وتخلص عليه وتخلص اختها منه ومش مهم هي تروح فداهيه تروح، ياما لو مقدرتش عليه تكتل حالها وتوبقي ماتت بشرفها مرفوعة الراس.


أما ابو دراع فانتهز فرصة إن كرار ملهي يطلع عزام من البيت وبص لشام وبأمر قالها:

-قوام عالبيت واتداري خليني اعرف اطلع اختك وانفدها من ادين كرار.. يلا اجررري.


شام فضلت بصاله لثواني لكنه جز علي سنانه وكرر عليها كلامه بطريقه متقبلش الجدال، وهي النوبادي نفذت لانها حست انها لو منفذتش أبو دراع هيتصرف معاها بعنف، وممكن هو بنفسه يضروبها، فجريت عالبيت جري وقفلت الباب عليها، لكنها فضلت وراه واقفه وحاطه ودنها عليه لعلها تسمع اللي هيحصل وقلبها عيرجف رجف من الخوف علي اختها.


كرار عاود بعد ماطلع عزام وقفل عليه البوابه وهمله يكسر فيها ويزعق بعلوا حسه علي بسيمه، وهو ميت من الرعب عالأمانه اللي سلمهاله اخوه ووصاه عليها الف وصيه وبرضك مصانهاش. 


وكرار ووقف قدام ابو دراع وقاله:

افتح الباب ديه يابو دراع وطلع بت المصحون داي.

ابو دراع بتحدي:

-هفتح وهطلعها، بس والله والله ياكرار لو يدك اتمدت على المخلوقه لاكون كاسرهالك كسر تحتار الاطبه فتجبيره.


كرار:

-خلي بالك إنت زودتها قوي يابو دراع وبقيت عتتدخل فاللي ميخصكش، واني ساكتلك وعقول دلوك يلمها دلوك يتعدل، لكن مفيش، ومن اليوم وطالع ياابو دراع أني متبري من رباط الدم اللي مابينا وفضيت الاخوه، وانت من الساعادي غريب عني ومليكش اي صالح بيا.


أبو دراع سمع حديت كرار وقرب عليه بثبات وقاله:

-تعرف ياكرار داي احسن حاجه عميلتها فحياتك كلها،تعرف ليه؛ لأن رباط الدم اللي كان بينا والاخوه اللي كنا متعاهدين عليها هي اللي كانت منعاني اعمل إكدده..


خلص جملته وبكل قوته ادى كرار روسيه خلاه فقد السيطره على ثباته واتطوح فى الهوا، وقوام مسكه من قب جلابيته وكمل.. طبعا إنت خابر إنى مععملش حساب لاي حد غريب ولا عخاف على زعل حد واصل، ومن إهنه ورايح ياغريب اتلقى وعدك مني..

 خلص واداه روسيه تانيه اشد واقوى خلت عيون كرار زاغوا وخلاص هيقع من طوله، لكن ابو دراع مسكه و قعده عالمصطبه ووقف قدامه وقاله:

-اني لأخر دقيقه ععاملك كيف البني آدمين بس إنت مينفعشي حد يتعامل معاك غير كيف مالناس عتتعامل مع الخنازير.. ودلوك ياكرار.. فرحك بعد بكره صوح.. وطبعاً عايزه يتم على خير وتحضره وتفرح من غير يد مكسوره ولا رجل، ولا فيك إصابه تمنعك من الجواز، وعشان ديه يوحصول تسمع كلامي اللي هقوله بالحرف وتنفذه من غير نفس.. 


اخت شام هتطلع دلوك وهتروح وعينك متترفعش عليها ولا لسانك ينطوق عليها بحرف واحد سامع.

وبتك بكره هتاجي معاي نسجلوها ونطلعولها شهاده ويوبقالها إسم كيف الخلق والعالم، ومرررتك لو قربت ناحيتها النهارده هخليك شهر بحاله متقدرش تحرك صباع، ولو قدرت ترفع رمش عينك بس توبقي تحمد ربنا.

كرار:

-مرتي اصلا هتروح مع اختها، خلاص شافت اختها ووقع عليها اليمين وبقت طالقه، فهتاخد بتها ويفارقوني، وان كان عالبت مهتتكتبش على اسمي ولا تتحسب من عيالي لو موتني حتي.

ابو دراع:

-اول هام شام مشافتش اختها ولا اختها شافتها، اختها شافت البت بس، يعني يمينك موقعش وحجتك باطله.

تاني هام البت هتتكتب باسمك ولو على موتك ديه يوحصول زي ماقلت، اعتبر نفسك في عداد الاموات، واندلي البندر هات كفنك ونقيه علي عجب عينك؛ عشان بكره اخر النهار دفنتك. 

وبدال ماتتزف عالعروسه هتتزف علي قبرك.. اني قلت اللي حداي وانت عقلك فراسك تعرف خلاصك.

خلص كلامه وراح علي باب البيت فتح غلقه، وبمجرد مافتحه شاف بسيمه واقفه وراه وماسكه السكينه فيدها، لكنها بمجرد ماشافته رمت السكينه من يدها وبصتله بصة شكر وامتنان، وراحت عالبت شالتها وطلعت بيها، ووقفت قدام ابو دراع وقالتله بنبرة صوت قاصده انها تشق مسامع كرار شق:

-تسلم ياواد الأصول وتسلم البطن اللي شالتك.. تسلم وتعيش وربنا يزيدك قوه ويبارك فصحتك ويشد عضل يدك اللي عتوقف العايب عند حده وتعلم قليل الربايه الأدب.

خلصت كلامها وبصت لكرار بصة قرف، ومدت البت لأبو دراع وكملت كلامها:


-كنت لاول عخاف علي اختي من البيت ديه واللي فيه، بس بعد ماشفت وقفتك داي راح كل الخوف.. واتوكدت ان اختي وبتها ربنا سخرلهم اللي هياخد حقهم وينصفهم، وخلقلهم من قلب القهر والذل والظلم ضهر عفى يتداروا وراه،ربنا مايحرمهم منك ولا يحرمك من لين القلب ياابو القلب الطيب، والمفروض ديه يكون اسمك مش اسمك ابو دراع.

خلصت كلامها وهملت ابو دراع متبسم ووشه غدى لونه اوحمر من خجله وهو عيسمع كلام بسيمه، واتحركت ناحية البوابه وهي رافعه راسها قدام كرار بتعالي، وعيونها عتصب عليه شماته صب.. لكن وقفها حسه وهو عيقول:


-منعتهم من شام دخلوا البيت بحجة البت، طب عليا الطلاق بالتلاته وشام تكون طالقه مني ومحرمه عليا كيف امي واختي ماحد منكم يشوف البت تاني ولا ينضرها، ولو شفتوها تكون شام طالقه مني، يلا خليني اشوفك هتدخلهم إهنه كيف يابو دراع ولا هما هيلفوا ويدوروا ويحتالو كيف عشان يدخلوا إهنه.


خلص كلامه وبص لبسيمه بتحدي، وبسيمه بصتله بطرف عينها ومردتش عليه، بعكس بركان النار اللي جواها وعايز ينفجر فيها، لكنها عملت حساب للي خد حماها ودافع عنها، ومحبتش إنها تصغره وتخلى كرار يسمعه كلمه تندمه على دفاعه عنها. 

ووصلت البوابه وفتحتها وطلعت لعزام اللي لقيته منتهي من الخوف وبمجرد ماشافها قدامه شدها من ملسها قوام طلعها بره البيت المشئؤم ديه لحتي ارتاح وبلع ريقه وردت فيه الروح، وزعق فيها بعلوا حسه:


-يلا بينا يلا ربنا سترها معانا لحد إهنه، والله كان معاه حق همام فخوفه عليكي، ووالله كان فاضل دقيقه وحده بس ولو مطلعتيش كنت هاصرخ كيف النسوان عشان استنجد بالناس يطلعوكي من جوه كيف ماقالي همام واني ضحكت عليه وكتها. 


اتبسمت بسيمه غصب عنها وراحت معاه عالمستشفي وطول الطريق قلبها عيتقلب من إحساس لأحساس متناقضين، بين نار قهرها من كرار، وبين حس اختها ووش بتها اللي عاملين كيف النسمه الباردة اللي عتهب عالبدن فعز شهر ٧ تنعشه وتبرد جوفه.

❈-❈-❈


عند عبد الصمد فبيته

عبد الصمد طلع عالغيط يشتغل فيه كيف كل يوم، وبشاير ودهب قاعدين في البيت لحالهم عيتسامروا ويشوفوا مع بعض هيجيبوا ايه في جهاز بشاير وفي الاثناء داي باب البيت خبط. 

ردت بشاير وقامت تفتح، وبمجرد مافتحت الباب قلبها اتنفض وهي واعيه السيد واقف علي الباب، واول مافتحتله وشافها قدامه الضحكه شقت خشمه شق، وهمسلها بصوت حنون:

-كيفك يابركة دعا الوالدين؟ 

بشاير بلعت ريقها ومردتش ونزلت عنيها للارض بحيا والسيد كمل:

-عمي عبصمد قاعد في البيت ولا لساه فالغيط مجاش؟ 

بشاير:

-له لساه في الغيط. 

السيد: 

-اني خابر بس كنت عايز اتوكد، اصله النوبه اللي فاتت قالي إنه هيحصد محصوله النهارده، واني استاذنت من المعمل وجيت قلت اساعده واخلي يدي بيده فالحصاد واخفف عنيه الحمل هبابه. 

قوليلي غيطكم فانهي ناحيه؟ 

بشاير:

-اليمه القبليه تاني غيط بعد القنايه. 

السيد:

- تمام.. خدي دول جبتهملك مخصوص عشان تحلي خشمك اللي يستاهل الحلوا كله. 

بصت بشاير ليده الممدوده من غير ماتمد يدها، وهو هز يده باللي شايله وقالها:

-يابوي خدي مني دا كسفة اليد واعره قوي، وعيبه وانتي العيبه متطلعش منك اني خابر.. خدي خليني الحق عمي واعمل معاه حاجه

قالها ورفعت بشاير عنيها عليه وهو هزلها دماغه بتشجيع، فمدت بشاير يدها وخدت منه الكيس، وهو قوام اتحرك من قدامها ومشى قاصد غيط عبد الصمد، وهي وقفت دقايق تراقبه وهو ماشي، ومتعرفش ليه عيونها فضلوا متعلقين عليه، وبعد ماغاب عن نظرها لحتنها دخلت وقفلت الباب، 


وراحت بالحاجه عند امها وقالتلها إن السيد جه وجابهم وراح لابوها الغيط.. ولما فتحت الكيس ولقت جواه علبه فتحتها شافت فيها حلويات اشكال والوان شكلها حلو قوي ومتزوقه اول مره تشوفهم، فمدتها لامها فرجتهالها، وامها خدت منهم وحده كلتها وبشاير بعدها ابتدت وكل في الحلويات اللي عمرها ماداقت فحلاوتهم، بس خلت منهم لابوها وحتى للسيد خلتله، لانها قالت فنفسها انه اكيد جابهم وشافهم ومداقهمش، وتلاقي نفسه يدوقهم.. وقامت بأمر من امها مسكت وزه ودبـ.ـحتها وعلقتها تطيب وعجنت دبداب وابتدت تجهز غدا لابوها والسيد لما يعاودوا من الغيط. 


اما عبد الصمد فكان شغال في الغيط عيحصد، ومركز ومش منتبه، وفجاه سمع حس السيد من وراه:

-الله يعطيك العافيه ياعمي، زين اني لحقتك قبل ماتخلص، اوعى عنك انت بزياداك لحد إهنه. 

قال كلمته وهم بقلع جلابيته وقوام خد المنجل من يد عبد الصمد ونزل فى الزرع حصاد بهمه ونشاط، وعبد الصمد قعد عالبطال، وابتسم وهو شايفه شغال موطرحه

 واتمني في اللحظه دي لو معاه واد كان زمانه دلوك مريحه من الهم وواخد موطرحه في الشقا كيف ماعيمل السيد دلوك. 

لكنه استغفر ربه وحمده علي عطيته ورزقه، وابتدا يحكي مع السيد ويرد عليه لغاية ماخلص السيد حصاد ولمله المحصول علي بعضه، وبعدها ابتدوا يحملوا الفاصوليا عالعربيه الكارلوا عشان يروحوه البيت وينشروه عالسطوح. 

وأول دور روحوا بيه هما التنين السيد وعبد الصمد عشان يوريه يصمده فين، 


ولما وصلوا البيت، ابتدا السيد ينزل في المحصول ويطلع فيه عالسطوح لحاله، وحلف علي عبد الصمد مايطلع معاه قشايه وحده. 

وفي الادوار اللي باقيه كان السيد يروح يحملها ويجيبها لحاله من الغيط ويطلعها، لغاية ماخلص المحصول كله.. وطول ماهو شغال دهب وعبد الصمد مراقبينه وابتسامتهم علي وشوشهم، وخصوصي عبد الصمد اللي السيد زاح من فوق كتافه تعب كان شايل همه من وجع ضهره اللي كل مايعمل مجهود يفكر عليه. 


اما بشاير فكانت روحة السيد وجيته في البيت قدامها مخلياها مش عارفه تركز فحاجه، وخصوصاً وهو عينه عليها في الرايحه والجايه، ويتبسملها من تحت لتحت، وهي بالعافيه ماسكه ابتسامتها من الظهور على وشها، وعتصبرها وتقولها له مش دلوك اوانك واصل، لسه بدري عليكي. 


❈-❈-❈


عاودت بسيمه مع عزام للمستشفى، وهي في الطريق وصت عزام إنه ميحكيش حاجه لاخوه عن اللي حصل، ويقوله إنها قابلت اختها وبت اختها وجات وبس إكده، 

وعزام وافقها الرأي لان همام فيه اللي مكفيه، وكمان عشان ميفتحلهوش سين وجيم ويقعد يقوله كل هبابه احكيلي ايه اللي حوصول حتي لو حكاله الف مره. 

وبمجرد دخولهم عليه، غمض همام عيونه براحه وهو واعيها واقفه قدامه صاخ سليم، 

من بعد مالافكار السوده والخيالات هلكته هلك من الخوف عليها. 

وهي اول مادخلت قوام راحت عاالميه تسقيه لأنه في المده داي كان زمانه شارب ياجي عشر مرات، وبالرغم إنها خابره إن شربه تسابيل وحجج عشان تقرب منه، الا إنها النوبادي هي اللي راحتله من غير مايطلب، لانه سمحلها تروح لاختها ومهانش عليه تبعد عنه، وعشان إكده شافت إنه يستاهل، والعين بالعين والتقدير بالتقدير، والبادى بالحنيه يستاهل الحنيه. 

❈-❈-❈


خلص النهار، وعدى الليل، وادي ليله تانيه تمر من ليالي كرار الطويله، وأول ماصبح الصبح وفطر، هم عشان يطلع من المندره يروح لدوار العمده، لكن وقفه ابو دراع اللي طلعله من البيت شايل البت الصغيره على اديه وقاله بصوت حازم:


-وقف عندك.. اياك تكون نسيت الاتفاق بتاع عشيه، لو انت نسيت اني معنساش وإنت خابر، لو عايز تروح للسنيوره بتاعتك هات بطاقتك وتعالى معاي نسجلوا بتك، غير إكده إنسى الطلعه وإنسى الحركه وإنسى الجواز من اساسه. 


كرار وقف وهو مدي ضهره لأبو دراع ومش راضي يبص فوشه ولا رد عليه، وكان عيفكر إنه يمشي ويهمله ويكمل مشواره لبيت العمده، لكن خوفه من ابو دراع، وإنه لما عيهدد عينفذ خلاه اتراجع عن رغبته، ولف عاود للبيت، وجاب بطاقته من سكات ورجع واتقدم على ابو دراع ومشى قدامه للمستوصف من غير ولا كلمه، وغصب عنه اتكتبت البت بإسمه(ربيعه كرار توفيق كارم) 

بامر من ابو دراع خلاه اتحلف واتوعد يشيلهاله فنفسه لاخر العمر وماينسهاله واصل.. والبت حتي لو اتكتبت باسمه مهيعترفشي بيها. 

وطلع من المستوصف وراح علي بيت العمده وهو مهموم، لكنه متوكد إن بصه وحده لعيون شوقيه هتزيل كل الهم وتمحى القهر. 


اما ابو دراع فعاود للبيت بالبت ولقى امها شام واقفه في الجنينه مستنياه على نار، واول مادخل من بوابة الجنينه جريت عليه وخدت ربيعه منه، ورفعت عنيها عليه بتساؤل، وهو طمنها وقالها:


-اطمني ياام ربيعه، بتك اتكتبت علي اسم ابوها، وكام يوم وامسكك شهادة ميلادها فيدك.. وطول مااني على وش الدنيا متعتليش هم، أني اللي خدت حماكم انتي وبتك واللي هيهوب عليكم رداده هيكون ابو دراع، واني لكرار والزمن طويل. 


شام بصتله واتخنقت بالدموع وقالتله:

-روح ياشيخ ربنا مايوقعك فديقه ابدا، ربنا يفرح قلبك ويسوقلك الخير سوق وانت قاعد فموطرحك. 


اتكالها ابو دراع علي عنيه وقالها:

تسلمي ياام ربيعه، ودلوك خشي ببتك جوا واني هروح ارعى غنماتي اتأخرت عليهم. 


قال كلمته واتحرك من قدام شام، وهي رمحت على ستها عديله تفرحها بالخبر اللي مكانوش مصدقين إنه هيوحصول، ولا إن كرار هيرضى يكتب البت علي اسمه من الاساس، لكن ابو دراع طلع قده وقدود ووعد ونفذ. 

❈-❈-❈


وعدى نهار تاني، وجات اطول ليله فحياة كرار، الليله اللي بعدها حنته وكتب كتابه، ومع اذان الفجر جات الطباخين تجهز والجزارين جابوا الدبايح وابتدوا يجهزوا للحنه، وساعات اليوم اللي كانت تمر طويله، في اليوم ديه عدت فلمح البصر، وجه الليل قوام، وفيه صفوت وسلام ومعروف وقفوا جار كرار مهملوهش لحاله، وجابوله المزين في المندره، وحنوه وفرحوه الفرحه اللي مفرحاش فجوازته الاولانيه، والناس كلها جات نقطته النقطه اللي كان ابوه ينقطها للناس، وحوريه امه كانت ماليه البيت زغاريت، برغم انها معاوزاش شوقيه ولا فرحانه بيها، لكن عشان تكيد شام وعديله كانت عامله حالها فرحانه. 


أما حدا شوقيه فكانت طول الحنه عماله ترقص وفرحانه ومقاعداشي على حيلها واصل، لدرجة ان الحريم كلها استغربت فرحتها الزايده، وبالذات امها اللي كانت طول الوكت باصالها وعتمطق فريقها الناشف، ومتهيألها إن بتها كيف ماتكون عترقص فرقصتها الاخيره، أو عتفرفط كيف طير مدبـ.ـوح وعيتشال ويتدق حلاوة روح. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة