-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 11


قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الحادي عشر



راحت شام على اوضة شوقيه وابتدت تنضف فيها وترتب، وشوقيه كانت واقفالها بالمرصاد، وطول الوكت عيونها عتاكل فيها وكل، وفرزتها من ساسها لراسها، وابتدت تجز على سنانها وهي شايفه كل الحسن اتجمع واتعجنت بيه شام عجن ومفهاش غلطه! 

واتوكدت إن كرار حتماً ولابد ماهييجي يوم ويشتهيها ويروحلها، وخصوصي انها حلاله، وإن معركتها معاها هتكون صعبه قوي، وعشان تبعد كرار عنها وتبعدها عنه هتبذل جهد واعر قوي، والمعركه هتوبقي شرسه لابعد حد.

 لكنها همست لنفسها إنها كدها وهبابه كمان.

 ❈-❈-❈


عند كرار في الشغل 


كرار: 

وقف ياكرار اني اللي هركب اللودر من اليوم وطالع. 

سلام بإعتراض:

-اللوادر الاربعه متقسمين اني ومعروف تنين، وصفوت وعزت تنين، لو عايز تركب لودر خد واحد من اللي راكبينهم خواتك. 

كرار بإعتراض:

-وتفرق ايه اللي واحد من خواتي ولا واحد منك او من معروف مادام في الاخر الفلوس كلها عتتحط علي بعضها؟! 


سلام:

ومادام الفلوس عتتحط علي بعضها ليه الاتركب لودر؟ متركب حفاره ولا جرافه! 

كرار: 

-والله اني عرتاح لسواقة اللودر اكتر من ايوتها حاجه تانيه من المعدات. 


سلام:

له وانت الصادق إنت عترتاح للي عيجيبه اللودر عشان شغله كتير وعيتحاسب بالساعه وفلوسه زينه. 

كرار:

والله مادام ديه رأيك يوبقي إنت راكب اللودر عشان إكده. 

سلام:

ايوه راكبه عشان إكده واللي عيزمر معيغطيش دقنه، وهي لافيها خوف ولا حيا، وبعدين كيف مااحنا راكبين لودرين انتوا راكبين لودرين مقسمه لحالها يعني. 


كرار بعد كلام سلام سكت ومتكلمش، واتوكد إن فعلا كلام شوقيه صوح، وان الميه عتسير من تحته ومهواش حاسس، والكل ابتدا يحوز لروحه ويحط فجيبه وهو قاعد، وفاكر إن اللي عيتعمل عيتحط على بعضه وكله في البيت كيف حال لاول ايام ابوه!


مشى سلام بعد ماخلص كلامه مع كرار وركب اللودر بتاعه وطلع بيه، 

وكرار فضل واقف موطرحه شويه يشوف هيعمل ايه وهيتصرف كيف، وفى الاخر ركب جرافه وطلع بيها عالمكان اللي وصفهوله صفوت اخوه وهما طالعين، وقاله إن فيه شغل مطلوب هناك بالجرافه وأول شي قرر يعمله لما يعاود البيت إنه هيتحدت مع عمه بخصوص الموضوع ديه. 

❈-❈-❈


حد عبد الصمد فى بيته

دهب:

عبصمد اني هاخد بشاير وهنندلو البندر عشان ابتدي اجيبلها في جهازها وحده وحده وعلى ماياجي معاد الجواز نكونوا مخلصين كل حاجه ومفيش حاجه ورانا. 


عبد الصمد:ومالوا خديها وروحوا، والفلوس اهي معاكي واشتريلها كل اللي نفسها فيه وفرحيها، اني شايف إنها راضيه بالجوازه ومرتاحه وحاسس إن ربنا هيكرمها دوناً عن خياتها اللي حظهم مرمر عيشتهم. 

دهب بصت لبشاير وشافتها عتحلب في البقره ومبتسمه ابتسامه خفيفه وملامحها مرتاحه، وفعلا بشاير أول وحده من بين خياتها تكون مرتاحه فجوازتها، فدعتلها دهب فى سرها ربنا يكمل فرحتها على خير وتكون مستنياها ايام حلوه. 

دقايق عدت من السكوت وانتبه عبد الصمد ودهب وحتى بشاير لصوت خبطات عالباب، وبعدها سمعوا الحس اللي خلى بشاير اتلغفنت وهي عتحلب وحاولت تعدل قعدتها واتخربطت احوالها لدرجة إنها بدأت تحلب بعيد عن الماجور! 


السيد:

-يااهل الدار، صاحيين ولا اعاود بلدنا واجي وكت ماتصحوا؟ 

اتبسم عبد الصمد ودهب كمان وقام عبد الصمد يفتح الباب، وبمجرد مافتح الباب وشاف السيد قاله بضحكه:

وه، يابوي بايت تحلم بينا ولا ايه، ايه جايبك من غبشة الصبح بدري إكده قبل حتى الزرزور مايصحى من نومه؟ 

السيد رد عليه وهو عيمد دماغه جوا البيت ويلولج جواه:


هو ياعم لو على الاحلام والله انتوا مابقيتوا تفارقوا احلامي لا ليل ولا نهار، ولو عالجيه بدري فاني قاصد اجي الحقك قبل ماتروح الغيط؛ عشان اخد معاك اليوم من اوله واساعدك في العزيق. 

عبد الصمد:

ياولدي مينفعشي كل يوم والتاني مهمل شغلك وجايني، وكل عيشك هيتقطع إكده! 

السيد:

-له متخافش اني عستأذن من حكيم واد الشيخ وهو اول مايعرف اني جاي اساعدك عيسمحلي طوالي وعيمشيلي يوميتي كمان. 



عبد الصمد رد عليه وهو عيوسعله الطريق يدخل:

والله يشكر الاصيل واد الاصول، وتشكر إنت كمان ياسيد.. طيب ادخل نفطروا لاول قبل مانروحوا الغيط الا تلاقيك لسه مافطرت. 

السيد وهو عيدخل البيت بفرحه:

-والله ياعم لما عكون جايكم عشبع من الفرحه كني واكل خروف ومتربع فبطني. 


خلص جملته ووقف والضحكه شقت خشمه وهو واعيها قاعده تحت البقره وعتحلب، ووشها أوحمر كيف حبة الطماطم الطايبه على عرشها، ومبتسمه وعيونها اتعلقوا بيه، فقال بعلوا حسه عشان تسمعه وهي بعيد مع دهب امها:


إصباح الخير عليكم، الله يعطي العافيه للناس الحركه النشيطه اللي قايمه تشوف اللي وراها من الصبح البدري. 

ردت عليه دهب الصباح، 

وبشاير بس اتبسمت ورجعت بصت للماجور اللي بين رجلها وركزت في الحلب وكملت وقامت تجهز مع امها الفطور، ولأول مره تجمعها مع السيد طبليه وحده ويقعدوا ياكلوا مع بعض، وطول الوكت بشاير من اللخمه اللي ملخوماها الوكل كذا مره يقع من يدها على هدومها، وديه يزود إحراجها قدام السيد، وفي الاخر قامت من ع الوكل خالص عشان تخلص من الموقف البايخ ديه،

 والسيد أول ماقامت ضحك عليها بدون صوت، وقلبه كان طاير من الفرحه ببشاير الخير؛ اللي ربنا قسمهاله، وعمال يحمد ربه طول الوكت عليها وهو واعي حسنها وجمالها وخجلها اللي زايدها حلا ومخليه عايز ياكلها وكل. 


❈-❈-❈


اما حدا همام في المستشفي

خبط الباب بتاع الاوضه ورد همام، وكان حكيم اللي عالباب، وسمحله همام بالدخول فدخل وبص لهمام وابتسمله بعد ماصبح عليهم، وراح علي همام وقف جنبه وقاله:

-كيفك اليوم يابطل، اني جايلك بخبر زين قوي، الداكتور طمني عليك وقال إنه هيفكلك جبس اديك النهارده، وكمان قال أنك تقدر تروح بيتكم تكمل علاجك فيه لغاية ميعاد فك الجبس عن رجلك. 

همام سمع كلام حكيم وبدال مايفرح بص لأديه المجبسين وغمض عنيه بالم وهو عيهمس لروحه:

-يعني خلاص الحجه اللي كانت عتقربها مني وتخليها تقعد جاري هبابه معادش ليها وجود؟ يعني خلاص هتحطلي الحاجه جاري وتقولي اتلافي وحدك وامسك باديك، ولا هشم ريحتها ولا تسندني على دراعها وتقربني ليها مره تانيه؟ 

حكيم مكانش فاهم حالة الحزن اللي سيطرت علي همام مره وحده، وفسرها على إنه مقهور على حاله، لانه طلع من بيتهم على رجليه ومعاودله طريح الفراش، فقعد جاره وابتدا يخفف عنه ويوصفله فجزاة الصبر على الإبتلائات، وإن ربنا مش عيعمل شي الا لحكمه يعلمها وحده، 

وبرغم إن همام ميعرفش ايه الحكمه من ورا أنه يتشل وهو في العمر ديه، الا إنه حمد ربه على كل شي، وبص لبسيمه واتبسم واحتسب إن أجره علي مرضه هما شوية القرب اللي قربتهم منه واللي لولا تعبه مكانش يحلم بيهم منها، وحتي لو بغرض الشفقه هو راضي. 


وفعلا جه الدكتور وخد همام على أوضة فك الجبس وراح معاه حكيم واخوه عزام وفكوله جبس اديه، ورجع همام على اوضته متحرر من قيود الجبس، لكنه اتقيد بسلاسل البعد اللي خلت اديه مغلوله ومهيقدروش يلمسوا توب بسيمه لمس حتى من إهنه ورايح.

 ❈-❈-❈


عند بيت المقاول

عديله:

ياشام متخافيش إكده دول هبابة صخانه ويروحوا لحالهم، قومي بس انتي هاتيلها لمونه دعكيها بيها وهي تروق وتوبقي زينه. 

شام بخوف علي بتها اللي كد الكف وسخنه زي النار بين اديها:

ياستي لمونة ايه بس اللي هتنفع في السخونه داي؟دي البت كيف الجمره! 

عديله : 

اسمعي بس انتي حديتي وهتشوفي بعد ماتعملي اللي قولتلك عليه بهبابه إنها هتوبقى مليحه ومابيها الا العافيه. 

فقامت شام مغلوبه على امرها تعمل الحاجه الوحيده اللي فيدها، وطلعت للجنينه تجيب لمونه من اقرب شجره عليها. 

ووصلت اول شجره وابتدت تهزها عشان تنزل لمون، ولما مقدرتش ابتدت تشب تحاول تطول اي لمونه، وابو دراع من بعيد شاف محاولاتها الفاشله، فساب غنماته وجه عليها، ووقف جارها ومد يده واتلافالها الليمون بمنتهي السهوله ومدهولها وهو بيقول:

كنتي بعتي مندوح بدال ماجايه بروحك واني كنت هديه اللي انتي عايزاه. 

ردت عليه شام وهي عتاخد من يده اللمون بلهوجه:

مندوح مقاعدشي والبت عيانه ومقدرش اصبر عليها.. خلصت جملتها وجريت ناحية البيت وهو سألها بقلق:

عيانه مالها كفاله الشر؟ 

ردت عليه شام بحس عالي عشان يسمعه:

سخنه قوي وغاديه كيف جمرة النار ياحبة عيني. 

خلصت جملتها وكانت وصلت لباب البيت فدخلت، وفضل أبو دراع واقف موطرحه، وقلبه نغزه على حالها وخوفها علي بتها؛ اللي حاسس إنها من ساعة ماجات خففت عنها كتير، وشغلت وكتها وصبرتها عاللي هي فيه،

 وخاف احسن تروح منها ويروح معاها صبرها، والحاجه الوحيده الحلوه اللي عايناها عالايام واللي فيها وظلم البشر. 


وراح على غنماته دخلهم الحوش بتاعهم وقفل عليهم ورجع يشوف اللي مستنيه من شغل ومشقه في الجنينه. 

❈-❈-❈



خلص عزت شغله علي اللودر وعاود بدري عن الرجاله، عاود اول واحد فيهم، ودخل البيت وقعد يرتاح،

 وفي الاثناء داي بدور استغلت قعدته لحاله وفضلت رايحه جايه قدامه بدلع، وكل همها تلفت نظره ليها ويناغشها بكلمه حلوه، ولا يتكلم معاها عن فرحهم اللي قرب، او يقولها اي شي. 

لكنه طول الوكت كان باصص بعيد عنها، ولما تتعمد إنها تعلي حسها عشان يبصلها كان يغمض عنيه ويجز علي سنانه كأنه سمع صفارة انذار بغاره مش حس خطيبته اللي خلاص مفاضلش كتير ويتجوزو. 

وعزت لما شاف إن بدور زودتها زعق فيها بعلو حسه وقالها:

-ماتقعدي علي حيلك خيلتيني راحه جايه قدامي تتنططي كيف النسناس إكده ماااالك فيكي ايه؟ 

غوري شوفيلك سجره اقعدي فوقيها وكني جاكي الحزن. 

بدور وقفت وبصتله بزعل ولسه هتعاتبه وتحط يدها فوسطها وتاخد وضع الهجوم لكنها اتراجعت وهي واعياه عيميل بسرعه ويقلع الشبشب من رجله، وطبعاً مش محتاجه ذكاء عشان تعرف هو هيعمل بيه أيه والشبشب هيستقر فين. 


دخلت بدور المطبخ تجري واتعنقلت فأمها عدويه اللي كانت قاعد في الموطبخ وعتغربل الغله، وقعدت جارها قوام وهي عتقولها:

دسيني يمه دسيني عزت هيمواتني. 

عدويه بأستغراب:

هيمواتك ليه عيملتيله ايه ياقزينه؟ 

بدور: والله يمه ماعميلت حاجه، اني كنت رايحه وجايه في البيت لحالي وهو عينه عليا منزلهاشي، ومره وحده لاقيته عيقولي اقعديلك على جنب وبطلي روح وجاي قدامي وقام على حيله عايز يضروبني. 


عدويه ضحكت بعد ماسمعت حديت بدور وردت عليها بعد مارجعت لغربيل الغله مره تانيه وقالتلها:

معذور يابنيتي، ديه من غيظه عشان مزغلله عنيه وراحه جايه قدامه ومقادرشي يطولك، فتلاقيه عيطلع شوقه ليكي قسوة عليكي، وانتي كمان خفي عليه يابدور وبطلي كيد فيه وروح وجي قباله،

 خلاص كلها شهرين وتتجوزوا وتوبقي علي ذمته ويوبقي حلالك استري علي روحك وعلى الوِليِد. 

الحريم اللي في الموطبخ كلهم اول ماسمعوا حديت عدويه بصوا لبعض وضحكو ضحكه مكتومه وداروا خشومهم باطراف طرحهم، عشان ضحكهم ميبانش، وحتي ورده اخت بدور ضحكت معاهم ودرات ضحكتها، وحوريه لما شافتهم عيضحكوا اتبسمت علي ضحكهم وشاورتلهم عشان يسكتوا،

 وهما بعد ماخدوا الضحكه سكتوا ورجعوا كل وحده لشغلها اللي فيدها مره تانيه. 

اما بدور فسمعت حديت امها وابتسمت ومسكت طرف جديلتها وابتدت تضفر فيها وردت علي امها بدلع:

إيوه إيوه يمه، حتي اني قلت إكده برضك، اصله كان عيبصلي قوي وعينه كانت عتاكلني وكل. 

ردت عليها امها بتأييد:

إيوه يابنيتي مش عقولك. 

بدور: عيحبني قوي يمه وحتي لو مقالش اني خابره لحالي، واد عمي عاد وعيتدلع علي بت عمه ولازمن اتحمله، وبعدين ضرب الحبيب كيف وكل الزبيب حلو ومعيوجعش مهما كان واعر. 


كانت عتتحدت وعينها على شام اللي مكفيه عالكانون وعتعمل فى كراويه لبتها ومش معاها واصل. 

وطلعت من الموطبخ بكنكة الكراويه وهي مهمومه وواخده الكل فوشها ومبصاش لحد كيف ماتكون مشايفاش حد حواليها. 


وبمجرد طلوعها من الموطبخ، عزت اتعدل فقعدته وعيونه التنين جريوا وحضنوها بشوق، وفوراَ ابتسامه عريضه غزت شفايفه، وفضل متابعها لغاية مادخلت أوضة سته عديله وقفلت الباب وراها، وكل ديه هي مرفعتش عينها عليه ولا خدت بالها من وجوده اصلا. 


لكن اللي خدت بالها ليه ولحالته وللعشق والعطش اللي فاضوا من عيونه وهو باصصلها.. هي شوقيه مرت كرار، اللي كانت واقفه علي باب اوضتها ومسنوده عليه ومربعه اديها وعتراقب الوضع، ونفخت لبانتها وطرقعتها بصوت عالي خلت عزت انتبه لوجودها، وهي اتبسمتله بخبث كيف ماتكون عتقوله اني عرفت الفوله وكيالها كمان. 

واتحركت بعدها شوقيه عالموطبخ وهي حاسه بأول انتصار ليها، وأنها وصلت لنقطه هتخدمها فاللي جاي، وعرفت إن البيت ديه مليان أسرار هتخليها تلعب بأهله لعب. 

وبدأت اللعب بكرار، وتاني اللعب مع ضرتها وسلفها، ولسه حاسه إن اللي جاى احلا، وانها هتطير سكان البيت ديه من حواليها كيف ورق الشجر الناشف اللي عتاخده الريح فوشها بمنهي السهوله. 


دخلت شام الاوضه وحطت كنكة الكراويه جار السرير، وخدت بتها من ستها عديله، ضمتها لصدرها وميلت عليها وجستها بخدها وشهقت وهي عتبص لستها وتقولها:

ياستي البت كل مالها وحرارتها تعلى اكتر واكتر، ياستي هي مالها بس؟ 

أمانه يارب متاخدها مني بعد معطيتهاني وفرحتني بيها، رضيت بالظلم ورضيت بالذل ورضيت بالاهانه وهصبر على كل اللي جاي بس عشانها هي، لو خدتها مني توبقى خدت مني كل الصبر ومهتحملشى وإنت خابر، يارب ماتكلف نفسي بالفراق اكتر من وسعها، بزياده فارقت عشقي وفارقت اهلي وفارقت بلدي وفارقت الدنيا كلها، 

خليلي بتي يارب ومش عايزه من الدنيا حاجه تانيه، خليني بس اشمها كل يوم واشوفها قدامي وخلى البشر تظلم فيا وتطغى ميعملش حاجه طول مامعاي دوا روحي. 

بصتلها عديله واتصعبت على حالها وهي ماسكه بتها كنها ماسكه روحها فيدها وعتناجي ربها مياخدهاش منها. 


فقامت عديله اتوضت وصلت الفرض اللي عليها ودعت لشام كتير وهي قاعده، ودعت لبتها ان ربنا يحفظهالها ويسيبهالها تفتح عينها عليها وتعيش عشانها وتتصبر بيها عالمر اللي هي فيه. 


معداش وكت كتير وابو دراع كان واقف قدام الباب عينادم على سته عديله بعلوا حسه:

ستي عديله، ستي.. واياستي. 

طلعتله عديله وردت عليه:

-إيوه ياابو دراع، إيوه ياولدي جيتك اهه. 


وصلت حداه ومدلها قرطاس ورق وقالها:

اتلافى مني ياستي ديه دوا شرب لبت كرار اندليت البندر ورحت المستشفي وقلتلهم اني معاي بت في البيت مصخنه، سألوني عن عمرها قولتلهم وعطوني الدوا ديه. 

تاخد من القزازتين معلقه صغيره كل يوم ٣ مرات بعد الرضاعه وامها تقسمهم صبح وضهر وليل وفى المواعيد هي هي. 

عديله مدت يدها بفرحه وخدت القرطاس منيه وابتدت تدعيله بالصحه والستر، لكن قطع دعواتها حس عزت اللي كان واقف وراها وهو عيقوله:

-وإن بأيوتها صفه تعالج عيالنا ياخدام انت وتجيبلهم علاج ودوا؟ 

مين اللي قالك روح هات علاج ومين أمرك، ولا عتتصرف وتجَوِد من حالك؟ 


بصله ابو دراع بنص عينه ومردش عليه ورجع يأكد على سته عديله.. ٣ مرات بعد الرضاعه ياستي وفنفس المواعيد اكدى على شام. 

هو نطق اسم شام من إهنه وعزت ركبته العفاريت الزرق، وهب فيه بعلوا حسه:


-شام فعينك ياقليل الحيا، مفيش ام ربيعه ولا مرت كرار، شام إكده حاف، والله عال والله، والله وجه الوكت اللي الخدامين ترفع فيه التكليف وتنطوق اسم اسيادها حاف إكده من غير القاب!

أبو دراع لف وكان هيمشي ويهمله، لكنه بص شاف بدور واقفه علي باب الموطبخ وشايفه وسامعه، فقرر انه يعلم عزت الادب قدامها كيف مااتهان قدامها، 


وبحركه سريعه مسك عزت واداه روسيه جامده خلاه فقد التوازن وقاله بحسه العالي:

-اني لو لقيت فيكم راجل راح جاب دوا للمسكينه اني لاكنت رحت ولا جيت، بس متبقوشي حرييم وتتحدتوا عالمرجله، وإنت بالذات ياعويل مافي حد قليل ربايه غيرك، عشان اللي يعيل بحد من غير مايعمله حاجه يكون هو اللي ناقص ربايه، وإنت معلتش بأيوتها حد انت علت بأبو دراع،

 وأبو دراع الغلطه فحقه بفوره. 


خلص كلامه ونزل فوق دماغ عزت بقبضة ايده خلاه وقع في الارض محطش منطق، وجات عليه بدور تجري وهي عتصرخ وعلى حسها اتجمعوا كل حريم البيت،  وقعدت جار عزت في الارض وفضلت تهز فيه، وبصت لابو دراع وبعلوا حسها قالتله: - عتضربه ليه شالله تنضرب فيدك يابعيد، كدك هو عشان تصب عليه قوتك الهي ربنا يجردك من قوتك وتقعد طريح فرشتك لا حول ليك ولا قوة. 

بدور نطقت الكلام ديه وابو دراع اتلقاه من خشمها كيف مايكون اتلقى عشرات السهام المسمومه اللي كلها اخترقت صدره مره وحده، 

وبصلها بألم وهي قاعده جار عزت وعتهز فيه وتبكي بخوف، 

وفى اللحظه داي أبو دراع حس إنها عتطلع من قلبه كيف الشوكه ماعتتسحب من الجسم، طلعت بألم بس صاحبها عارف إنه بعدها هيرتاح. 

وطلع من البيت وراح عالجنينه وطلع غنماته يرعاهم، وقعد جارهم وهو عيفكر فمنظر بدور اللي شافها بيه جار عزت وخوفها عليه،

 وحط يده على قلبه، ولأول مره من سنين طويله يشوفه هادي وساكت ومش عيفرفط بين ضلوعه من بعد شوفتها، ولا عيتمني بإنه يشوفها اكتر، ولا عيهتف بإسمها مع كل دقه، كيف مايكون لفظها من جواه لفظ بعد ماسمع دعاها عليه. 

❈-❈-❈



فاق عزت بعد ماأمه وبدور وباقي الحريم قعدوا يفوقوا فيه لغاية مافاق، وقعد علي حيله وفضل يتلفت حواليه ومواعيشي غير نجوم عتنور وتطفى قدام عنيه،

 وكل مايعملوله ميه بسكر يشربها على امل ان الدوخه تخف والنجوم تختفي. 


وفضل ساعتين عالحال ديه لغاية ماعمه واخواته جم وهو عيحاول يعد في النجوم اللي ورهاله ابو دراع في عز الضهر ومملاحقشي على عدهم. 


دخل نعيم من الباب اول واحد ورمى السلام، وشاف بدور بته وحوريه مرت اخوه قاعدين جار عزت وبدور ماسكه فيدها سطل ميه وكل هبابه توديه على خشم عزت وتسقيه منه بوق. 


نعيم بخوف:

-وه، فيه ايه مالك ياعزت ياواد اخوي جرالك ايه؟ واني اللي قلت عاود البيت يتجلع تاريك تعبان، الف لا بأس عليك سلامات. 

بصله عزت ولسه هيرد عليه سبقته بدور وهي عتقوله:

-له يابوي متعبانش ولا حاجه، ديه ابو دراع عطاه روسيه شندله ولافاه بلكاميه علي نافوخه كومه ع الارض محطش منطق. 

عزت غمض عيونه من بشاعة وصف بدور للموقف، وانها طلعته شُرابة خورج قدام الكل، ومدافعش عن حاله ولا صد ابو دراع، 

وحتى لو هي دي الحقيقه المفروض متتقالش إكده واصل! 


الكل دخلوا ورا نعيم وقعدوا بتعب، وابتدا صفوت بالسؤال عن سبب الخناقه واللي وصل ابو دراع لضرب عزت،؟ 

ولما عزت قال السبب الكل سكت، حتي بعد الطريقه اللي حكى بيها عزت وكان عايز يبين أبو دراع إنه شيطان ونيته عفشه. 

الا ان رصيد ابو دراع من الادب والاحترام حدا الكل شفعله رغم انف عزت. 


سلام اول واحد رد وقال لعزت:

-علي فكره ياعزت الراجل مغلطش ويشكر إنه سد موطرحنا،

 واظون داي مهياش اول نوبه يندلى البندر يجيب علاج لحد من عيالنا واحنا في الشغل ومقاعدينش،

 شمعنا النوبادي يعني شفتها عيبه فحقك وحقنا؟ 

عزت بص لسلام وسكت لان كلامه صوح وملقيش رد عليه غير السكوت، وسكوته اكد للكل إن اللي قاله عزت على ابو دراع من باب الكيد مش اكتر، ومحدش مستعد يتصدى لابوا دراع عشان واحد متكاد منيه من غير سبب. 


وبعد فترة سكوت اتكلم كرار بحس عالي:


-يلا كل واحد يطلع الفلوس اللي عيملها النهارده من شغله.. وابتدا بروحه وحط كل الفلوس اللي فجيبه عالدكه جار عمه، وبعده صفوت اخوه طلع كل اللي معاه وحطهم عليهم، وحتى عزت حط يده فجيبه وطلع اللي اشتغل بيه.. ولما جه الدور على سلام ومعروف، بصوا لبعض وكل واحد فيهم مد يده فجيبه وطلع ملاليم لا تذكر جار الفلوس اللي حطوها عيال عمهم!

والنوبادي قبل ماحد يتحدت منهم ويحط اعذار وقف نعيم ابوهم وبزعيق قالهم:


-فيه ايه ياسلام انت ومعروف، هو كل يوم تجيبوا ميلامين وتاجوا تقولوا حجه شكل، وبعدهالكم فلوسكم عتروح وين قولولي؟! 

خلص كلامه ووقف كرار وهو اللي رد عليه بدالهم:

متقلقش ياعمي الفلوس معتروحش فموطرح بعيد الفلوس عتروح فجيوب عيالك يعني فبيتها. 

وقف سلام ورد عليه بعصبيه:

تقصد ايه ياكرار بكلامك ديه؟ 

كرار رد عليه بنديه:

اقصد اللي فهمته ياسلام. 

سلام :

يعني قصدك إن اني واخوي حراميه؟ 

كرار:

والله اللي يكون عارف إن الفلوس اللي عيجيبها من شغله  مش ليه لحاله ويكون خابر إن فيه عهد بإن محدش يخون.. وينسى كل ديه ويغرف ويحط فجيبه، يوبقي مليهش إسم ولا وصف تاني غير إنه حرامي. 


سلام سمع كلام كرار ومسك فى قبه وهم بضربه، وقام صفوت ومعروف يحوشوا، وعزت قاعد يتفرج وممبينش اي رد فعل، ونعيم عشان يفض الخناقه ضرب بعكازه عالارض كذا ضربه ورا بعض وزعق بعلو حسه وقال:


مسمعش نفس حد فيكم، ابعد ياسلام عن كرار وكل واحد يقعد موطرحه، الكلام اللي اتقال كبير ومينفعش فيه الغلوشه عايزين نشوفوا اصل الحديت ونعرفوا كل واحد عايز ايه وايه غرضه. 

كرار بص لعمه وبدون تردد قاله:

كلمه وحده مليهاش تاني ياعمي(العزلانيه) 

الكل بصوا لكرار بإستغراب لأنه نطق كلمه الكل خابر زين إنها بمثابة المُحرم نطقها فبيت المقاول، لكن كرار نطقها واكدها علي مسامعهم مره تانيه وهو عيقول:


-متزعلش مني ياعمي إنت مش زي ابوي ولا عارف تحكم حكمه، وأول حد طلع عن طوعك وحكمك عيالك، 

اللي بقوا يدسوا فجيوبهم ومعاملينلكش قيمه، او يمكن انت اللي مرسيهم وعتعملوا اكده قدامنا وخلاص، وعتعملوا بالمثل اللي عيقول اني واخوي علي واد عمي. 

نعيم شاور لكرار بعكازه وبغضب رد عليه:


احترم حالك ياقليل الربايه، انت واعي روحك عتقول ايه؟ 

كرار: واعي وعارف وقاصد كمان.. وعقولهالك تاني وتالت وقدام الكل، احنا لازمن نعزلو من بعض، نعزلوا من كل حاجه، وكل وشرب ومعدات واراضي وبيوت وكل شبر يتقسم، حقك وحق ابوي واحنا عارفين القسمه زين، ومن بعدها اني واخواتي هنقسموا مابينا اللي هيطلعنا من ورث ابوي.. وطبعاً البنات لادول ياخدوا من ابوهم ولا دول ياخدو من ابوهم وراسين فراسين. 


هز نعيم دماغه لكرار بتفهم، وبص للباقين وبعلوا صوته سألهم:

رأيكم ايه في الكلام ديه انتو؟ 

الكل سكت وطاطا راسه للأرض ونعيم فهم إن الكلام جه علي مرام الكل، والكل راغب في العزلانيه بس مقادرش يقول، وكرار قال اللي فنفسهم كلهم، فقالهم بنبرة صوت حازمه.. 

خلاص من بكره كل شي يتقسم بعدل ربنا وكل واحد يعرف اللي ليه وهو حر فيه. 


هو قال إكده وحوريه حست ان قلبها اتفطر كيف الورثه اللي هتتقسم علي نصين مابين عيالها وعيال عمهم، ولامت كرار علي تهوره وقلة عقله، وهي كانت ناويه إن كل حاجه تكون ليه ولاخواته التنين وبس، لكن خططها كلها فشلت بسببه

اما شوقيه فكانت واقفه علي باب اوضتها عتسمع فكلام كرار وقلبها عيزغرت من الفرحه، عشان مشوار الالف ميل سيادة بدأ اهه بخطوه. 

وعمت دقايق سكوت قطعتها عديله وهي عتتقدم من نعيم وتقوله قدامهم كلهم:

واني كمان ليا ورث فجوزي يانعيم، ليا التمن فكل اللي سابه كارم ابوك وهاخده. وعايزاه فلوس وعلى داير المليم سامع. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة