رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 2
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
ابو همام سمع كلام الدكتور وصرخ بعلو حسه بقهر رج اركان المستشفي رج، علي ولده البكري وتحويشته لكبره،
اللي بقي عاجز ومشلول لا حول له ولا قوة، وحتي عزام بكى من كل قلبه على اخوه، واللي المفروض يكون سنده وعونه فالدنيا، واللي ملهمش غير بعض وطلعوا من الدنيا تنين ملهمش تالت،
وبعد ماهديو التنين من الصدمه واتمالكو حالهم قدام همام اللي طلع من أوضة العمليات وابتدا يفوق من البنج، وأول إسم نطقه ومكنش علي لسانه غيره طول الوقت هو اسم بسيمه.
فضل يعيد ويزيد ويكرر فيه كنه عينادى عليها تجيله، ونبرته فيها توسل كيف مايكون عيترجاها.
بصله ابوه بشفقه وبص لعزام وقاله:
روح ياعزام طل عليهم فى البيت وشوفهم لو عايزين حاجه من بره هاتهالهم، واطلع طل عالمحصول اللي حصدناه وهملناه في الغيط لِمه، ولو مقدرتش لحالك اكريلك نفر يلم معاك.. لمه واحصده مش هيوبقي موت وخراب ديار.
وانت وجاي هات معاك مرت اخوك، قولها جوزك محتاجك وإسمك مفارقش لسانه، قولها كملي جمايلك يابت الاصول واقفى جاره.
سمع عزام كلام ابوه وهملهم وعاود عالبيت وفضل ابو همام جار ولده يتملى فطوله وشبابه اللي خلاص هيندفن بالحيا وهو لسه ماشاف من الدنيا شي.
❈-❈-❈
ورجع عزام عالبيت بالخبر اللي قضى على الكل، وخلى لواحظ عاودت للصراخ والولوله من تاني بعد ماهديت من بعد ماشيوا حريم البلد وعاودوا لبيوتهم ولمصالحهم،
من بعد ماجاملوا وواسوا وعملوا الواجب، وحتي بناتها هما كمان عملوا زيها وكل ماتقول كلمه يقولوا وراها كأنها بتلقنهم وهما يرددوا.
قال عزام اللي عنده وسألهم لو عايزين حاجه محدش منهم رد عليه، فهملهم وراح عالغيط يلم المحصول اللي تعبوا عليه شهور، وعلى رأي ابوه مش هيوبقي خراب من كل ناحيه.
أما بسيمه فدخلت أوضتها من بعد ماسمعت الخبر وهى حاسه بالقهر؛ على اللي هيعيش باقي عمره حبيس الحيطان ومهيشوفش الدنيا من بعد النهارده وهو لسه فعز شبابه، وكل ديه بسببها هي، واتمنت لو انه مات كان هيوبقي احسن ليه واريح من إكده.
قعدت مع روحها شويه تجلد فنفسها على ذنب معيملتهوش، ومن بعدها طلعت من الاوضه لما حست حالها اتخنقت جواها ومبقتش قادره تاخد نفسها، وهي عتتخيله قاعد فوق سريره كيف ماكان يقعد يتأملها، بس الاختلاف إنه من إهنه ورايح هيفضل ملازمه ليل نهار، مش ساعات الليل بس اللي كان يباتهم ويروح الصبح على شغله ووكل عيشه.
طلعت وقعدت في الحوش جار البنات وأمهم، ومره وحده وهي قاعده اتفاجئت بحاجه خبطت فصدرها ونزلت فحجرها، بصت عليها لقتها جزمة حماتها لواحظ!
مسكتها وبصتلها بإستغراب، ولسه هتبص للواحظ شافتها قامت من موطرحها، وجات عليها جري، ومسكتها من قب جلابيتها، ومن غير اي مقدمات لقتها نازله على وشها بكف شديد خلى خد بسيمه ولع نار.
ولسه بسيمه واخداها الصدمه ولسه عتبص للواحظ وتستوعب هي عملت ايه، لقت لواحظ عتقولها من بين سنانها بغيظ الدنيا:
- كله منك انتي يابومه ياوش الفقر، ولدى اتشل بسببك عشان ينول رضاكي ويجيبلك السخماط اللي تتسخمطيه، راح الواد وراح شبابه عشان ترضى عنه وتديه ريق الهى ينشف ريقك ويتمحى إسمك من عالدنيا.
خلصت لواحظ كلامها وإهنه بسيمه مره وحده انتفضت وقامت وقلبت الوضع ومسكت هي لواحظ من قبها وميلتها عالدكه ومن بين سنانها وبنفس الطريقه قالتلها:
انتي واعيه لروحك عيملتي إيه؟ انتي ضربتيني بالكف على وشي، وقبل منه ضربتيني بالجزمه!
انتي ضربتي بت عبصمد بالجزمه والكف؟ دانتى أول وحده في الدنيا تتجراء وتعملها، انتى كيف تفكرى فيها حتى؟!
بالك انتي يالواحظ، اني النوبادى مش هردهملك وهعمل بأصلي واعديهالك واعمل برباية عبد الصمد ليا، لكن وعزة جلال الله لو عيلتى بيا مره تانيه وعبتى عليا من غير مااعملك حاجه ولا ادوسلك على طرف لاكون مسففاكي التراب وانسى الاصل والادب والربايه؛ عشان اللي زيك ولا حاجه من دول تنفع معاها.
خلصت كلامها ونترت لواحظ من اديها واتعدلت من فوقها وهي حاسه بنار فقلبها من عملة لواحظ وإهانتها ليها، ولفت ولسه هتتحرك اتفاجئت بلواحظ مسكتها من ضهرها ولفت اديها حوالين وسطها، وزعقت بعلوا حسها فبناتها:
مستنيين إيه يافرادى البولغ القديمه،واعيينها زارده امكم وعماله تبيع وتشتري فيها وتتوعدلها وانتوا واقفين تتفرجوا؟
اخص عليكم وعااللبن الردي اللي رضعتهولكم، همي منك ليها كتفوهالي وارموهالي تحت رجلى عايزه اشوف مين فينا اللي هتسف التراب النهارده اني ولا بت هييء عبصمد.
خلصت كلامها والبنات التنين هجموا على بسيمه اللي كانت طول الوكت عتحاول تتخلص من قبضة لواحظ لكنها مش قادره، ومره وحده لقت روحها متكتفه من اديها التنين ومشلوله حركة نص جسمها الفوقاني، ولواحظ فى اللحظه دى فكت اديها من وسطها ولفت قدامها، ورفعت يدها عشان تنزل بيها على وشها،
لكن بسيمه رمت حمل جسمها كله على البنته لورا، وبحركه سريعه رفعت رجليها ودفست لواحظ فبطنها بكل حيلها وقعتها عالارض، ولفت بدماغها على يد بت من البنات عضـ.ـتها وفلتت دراعها منها، والتانيه لفت عليها وادتها بالروسيه خلتها سابت دراعها ومسكت جبينها وصرخت بألم،
واتحررت بسيمه منهم، وبسرعة البرق اتلافت سباطه بيد طويله ونزلت بيدها عالبنات التنين فين تاكل فين تشرب وضرب ورا بعضه مقسماه بالعدل بين التنين، بحيث انها مش عاطيه فرصه لوحده تتحرك من قدامها وقاطعه عليهم طريق الهروب، والبتين خَرّوا عالارض راكعين من شدة الضرب، وبعدها نامو طريحه، وبقوا يتقلبوا ويصرخوا من الوجع كيف الطيره المـ.ـدبوحه، وأمهم بصالهم وكل اللي قادره تعمله إنها تصرخ وتقول غيتونا ياناس، وتستنجد بحد يحوش عنهم اللي اتحولت لمارد من مردة الجن، وحتى لون عنيها بقى اوحمر كيف كاسات الدم، ودعكت بناتها دعكه ياعالم هينفعوا بعدها تاني ولا له.
واخيراً بسيمه وقفت يدها في الهوا بالسباطه اللي اتشرشخت يدها واتقطعت على جسم اخوات همام وهي شايفاهم سكنوا فى الارض لا حس ولا نفس ولا حركه.
ودورت وشها بحركه بطيئه ناحية لواحظ وهى لسه رافعه يدها فى الهوا بالسباطه، وحركتها وبصتها ومنظرها ومنظر السباطه خلوا لواحظ صرخت ولدلدت فموطرحها عشان اتوكدت إن مصيرها هيكون كيف مصير بناتها وبت عبصمد هتقطع خبرها بالسباطه.
ومع كل خطوه كانت تخطيها ناحيتها بسيمه كانت تموت من الخوف وتتشاهد فى سرها، واخيراً بسيمه وقفت قدامها ورمت السباطه، ومع رميتها للسباطه لواحظ بلعت ريقها وظنت انها نفدت منها،
لكنها رجفت بزيادة لما بسيمه قعدت على ركبها قدامها، ومسكتها من قبها وقربتها عليها وبهمس يشبه فحيح الافاعي منذر بعقاب شديد في طريقه ليها قالتلها:
-لما حلفتلك كان لازمن تحطى حلفاني فحسبانك وتعمليله الف حساب، لكن صوح انتى متعرفيش قيمة الحلفان ولا تقدسى القسم، ومفكره إن كله زيك، لكن بت عبصمد هتعلمك ان الله حق وإن الحلفان بعزته وجلاله قسم مايتردش.
خلصت كلامها ورفعت يدها ونزلت بيها على وش لواحظ بكف بحيلها كله، ومن بعده مسكتها من قبها وهي عتقولها:
لأول مره فحياتي مااحترمش كبير سن واهين اللي من سنك، بس مش ندمانه عارفه ليه، عشان انتي اللي جبتيه لروحك وانتي اللي بدأتي بالإهانه وانتي اللي قليتى قيمة نفسك، ومن إهنه ورايح اللي هيعيل ببسيمه في البيت ديه ميلومش غير نفسه، اني جايه إهنه غصب عني وبيتكم لا موطرحى ولا مكاني، بس اهو النصيب المنيل اللي لمنى عليكم، منه لله ولدك الكلب، بس هدعي عليه هيجراله ايه اكتر من اللي جراله، اهو ربنا عيخلص لحاله، وبدال ماتلومي وشى الفقري اللي شل ولدك لومي ربايتك الخايسه اللي طلعته بلا شرف، وبلا اخلاق، وطلع كيف الكلب المسعور يهبش اعراض الناس في الشوارع.
خلصت كلامها وقامت وهملتهم ودخلت اوضتها وقفلت الباب عليها، وراحت عالسرير ونامت عليه، ولأول مره تشم ريحة همام ففرشته من يوم مااتجوزته، وديه خلاها تحس بخنقه خلتها نزلت من ع السرير قوام ونامت على فرشتها في الارض.
❈-❈-❈
ابو دراع قاعد في البيت وتحديداً فأوضة ابوه، وفاتح صندوق ابوه وعمال يلم فخلجاته وكل حاجته ويحطهم في الصندوق، وقبل مايحط الحاجه يتاملها للمره الاخيره ويشمها،
وفي الاثناء دي سمع صوت كرار وراه عيقوله:
ربنا يرحمه ويصبر قلبك ياخوى، معلهش مع الايام الحزن عيخف وشويه شويه عيروح وعيتنسى والقلب يبرد.
رد عليه أبو دراع من غير مايبصله:
عمر الحزن عالحبايب ماعيخف ولا الحبيب عيتنسى، وخصوصاً الأب ياكرار، الأب اغلى حاجه فى الدنيا وموته عيكسر القلب والضهر، يمكن انت مش هتعرف حديتي ديه ولا تحس بيه عشان مكانش فيه بينك وبين ابوك الله يرحمه عمار.
بس اني وابوي غييير، اني كنت كل دنيته وهو كل دنيتي ومكانش لينا غير بعض.
كرار قرب عليه وحط يده على كتفه سند عليه وهو بيقعد وقاله بعتب:
-فينك منى ياصاحبي وفيني منك، ليه بعدت عنى إكده وحاسس إننا اتغربنا عن بعض، فين اخوتنا ورباط الدم اللي بينا وين راح، ليه تبعد عن ضهري وتهمله عريان ومكشوف للهوا بعد ماكنت سترى وغطاي؟
رد عليه أبو دراع بجديه:
أني لساتني زي ماانا ياكرار، لساتنى اخوك ورفيقك وهتلاقيني فضهرك وساندك بكل قوتي ميته ماتميل، أبو دراع عمره مايخون الأخوه ولا يتنكر لرباط الدم، بس اللي اتغير إني فهمت وعرفت وقررت اساندك فأيه، ومااساندكش فأيه، ولو الحق مش راعى مظلمتك مش هقفلك فيها، ولا هدافع عن الباطل عشانك مره تانيه.
اصل كل واحد هيتعلق من عرقوبه واني مش مستعد اتحاسب على ذنوبي وذنوبك.
كرار:
-مش قولتلك اتغيرت ياصاحبى
رد عليه أبو دراع بنفى:
-متغيرتش قلتلك، كل الموضوع اني كبرت وعقلت، اني ٢٣ سنه دلوك يعني خلاص سن الجلع والطيش ولى وراح، وحتى انت خطيت فى العشرين يعني خلاص بقيت راجل ملو هدومك والمفروض العقل هو اللي يسوقك ويحكم كل خطاويك.
كرار:
-واني عاقل ياابو دراع وعقلي معيشتكيش من حاجه.
أبو دراع بضحكة سخريه:
-إيوه صوح، بأمارة بتك المسكينه اللي عايز تموتها هي وأمها الغلبانه.
كرار بعصبيه مكتومه:
-متقولش بتي ياابو دراع داي مش بتي، داى شهورها كامله واني مقفلتش ال٧ شهور متجوز بت المحروق داي يوبقي كيف بتي كيييف؟ داى بت زنا زنا.
أبو دراع ساب اللي فيده ولف على كرار بغضب ومسكه من خلجاته وقاله:
-اوعاك تقول الحديت ديه مره تانيه ولا اسمعك عتتلفظ بيه..بكفياك خوض فالاعراض بكفاياك.
كرار نتر ادين ابو دراع من خلجاته ورد عليه بإعتراض ميقبلش جدل:
-له مش هسكت ياابودراع وهتحدت، وهتكلم واقول واعيد، ظلمنى ابوي وخلانى حاسبت على كل المشاريب لحالي، والباقي شرب واتكرع وروح بيته.
وسكتت وبلعتها ورضيت عشان المشاكل، اتحملت اشوفها قدامي واني كل مااطل فوشها اشوف همام والسيد وهما عيناوبوا عليها،
وافتكر انها شايله إسمى واتحسر واسكت. دارت عليأ امر حبلها، وخلفتلي بت كامله مكمله ونازله كيف الحنش حسها ملعلع وعامله كيف الطريشه الصغيره ومش عارف مين ابوها، ولا أمها حبلت بيها من مين وعايزيني البسها؟
له والله ماالبسها ولا هعترف بيها ولا دمها يتخلط بدمي واصل، ولا هكتبها بأسمي كمان وهتقعد إكده لا ليها اسم ولا صفه ولا حسب ولا نسب.
ابو دراع بقلة حيله:
-ياولدي حرام عليك حراااام عليك اللي عتعمله ديه حرااام انت عتظلم.
كرار:
-له مش حرام، وحتى لو حرام اني اللي هتحاسب عليه مش حد تاني، فهملني مني لظلمي ومني للي فعقلي واللي عيمليهوني واللي ناوى عليه مع الفاجر وبتها.
أبو دراع:
-فشررت ياواد المقاول، مبقاشي اني ابو دراع لو شفتك قربت من البت الصغيره ولا امها بسو، ولوشاورت عليهم بصباع اذى حتى لاكون قاطع فرطك خالص.
ومن غير يمين ياكرار عشان انت عارف كلمتي مش عتتقرن بحلفان عشان تتصدق وتتنفذ، لو فيوم شفت منك ظلم بين ناحية مرتك وبتك لاكون حاطك تحت رجلى ودايسك دوسة صرصار طالع من اعفنها كبينيه.. شام وبتها من النهارده فحمايتي.
كرار:
-ابو دراع متخسرنيش عشان وحده من الشارع مليهاش اصل من فصل ولا حداها شرف وزانيه.
أبو دراع سمع الكلمه وبدون وعى ضرب كرار بضهر يده على خشمه خلى شفته نزفت في الحال وقاله بنبرة أمر ميقبلش النقاش:
-قلتلك شام بقت فحمايتي، واللي فحمايتي متتجابش سيرتها بالعاطل واصل، فهمت من اول لطمه ولا اعيدها والنوبادي اوقعلك صفين سنانك الفوقاني والتحتاني؟
كرار وقف وبص لأبو دراع وهو عيمسح فى الدم من خشمه بط ف كمه وقال لابو دراع بعتب:
-مش أول نوبه تمد يدك عليا ياصاحبي، شكل يدك استحلِت ضربى!
أبو دراع بوعيد:
-مش أول نوبه ومش هتكون آخر نوبه ياكرار، واظلم وشوف ودوق منى اللي عمرك مادوقته، واللي كنت عدوقه للناس لاجل سواد عيونك، عشان الظاهر إن اللي اليد اللي تمدت علي خلق الله عشانك ظلم وافترى، هي هى اللي هتخلص حقوق الناس منك وتقتصلهم، وأظن انك دلوك بقيت خابر يدي ودوقتها وجربت هبابه من بطشها، واكيد انت عارف إني ممديتش يدي عليك بربع قوتي حتى، لاني لو طلقت يدى عليك بقوتها هبيدك ياكرار.
كرار سمع كلام ابو دراع وهمله وطلع من غير ولا كلمه، وراح عالبيت، وبمجرد دخوله سمع حس ربيعه بته عتبكي وصوت بكاها مالي البيت، ووقف قصاد الباب بتاع الأوضه يتطلع عليها وعلى شام اللي عتغيرلها اللفه بتاعتها، وعلى عديله اللي قاعده جارهم وعينها عليهم، ونار غلت فعروقه وهو سامع صوت جواه عيهمسله.. بأن بت الزنا بقت بتك غصب عنك، وهم عشان يروح الاوضه يفش غليل قلبه فشام ويدوقها من القهر اللي حاسس بيه.. لكن بمجرد وصوله لباب الأوضه وقف لما افتكر كلام أبو دراع وتهديده ليه ووعيده، وبص لكمه لقاه مبقع بالدم وفوراً اتراجع وراح علي أوضته واتمدد عالسرير يحلم بشوقيه وباليوم اللي هتاجي للبيت ديه عروسه وتقاسمه فرشته وحياته كلها وتهون عليه كل اللي هو فيه ديه.
❈-❈-❈
عاود عزام من الغيط على آخر النهار، واتسبح من تراب الغيط، وقال لبسيمه اللي قالهوله ابوه، فى البدايه بسيمه رفضت، لكنها في الاخر وافقت لما عزام وصفلها حالة ابوه وهمام اخوه وأن وجودها هيفرق معاه وديه طلب ابوه.
فدخلت تغير خلجاتها عشان تروح معاه بعد ماجهزتلهم وكل تاخدهولهم معاها من باب الشفقه اللي مطلعتش من لواحظ ام همام .
عزام لأمه:
امال فين بناتك يمه؟
لواحظ وهي رابطه راسها وقاعده عالدكه ردت عليه بقهر:
خياتك جوه الأوضه متلقحين ومعجونين فبعض عجن.
عزام:
كيف يعني معجونين؟
لواحظ بقلة حيله:
يعني عاملين كيف العجينه لا باينلهم ملامح ولا تعرفلهم يد من رجل الشقايا.
عزام: وه، وليه إكده جرالهم ايه؟
لواحظ: مرت اخوك ضربتهم وعدمتهم العافيه.
عزام بإستغراب: صوح! وقدرت عليهم لحالها هما التنين كيف؟
لواحظ: واني كمان معاهم التالته.
عزام:
يااابوي.. وعيملتولها ايه لديه كله ياقزانه؟
لواحظ: عملها بافعالها هنعملها ايه يعني داي اتهوست لحالها بت المجانين داي.
عزام بعدم اقتناع: مظونش انها اتهوست وعيملت إكده من غير ماتعيلو بيها انتو فلاول، بسيمه عاقله ومطلعتش منها العيبه من ساعة مادخلت البيت ديه، اكيد بناتك اللي بدو بالغلط وانتي نصفتيهم عالغلط زى عادتك، بس المفروض يعني احنا فظرف محدش فيه فاضي يعمل مشاكل، وحزننا علي همام هو اللي المفروض يشغلنا بس.
لواحظ بزعيق:
عقولك ايه يازفت انت كمان اني مناقصاكش اني عصعوصي شكله اتكسر ومقادراش الف يمين ولا شمال ولا حامله الكلمه فمخي، فخد اللي متتسماشي داي وغور بيها من البيت وريحني منك ومنها.
عزام:
-وانتي مش هتاجي تشوفي ولدك وتطمني عليه؟
لواحظ:
- يابغل عقولك مقدارش اتحرك مقادراااش، عطتني بالجوز فبطني الفقريه داى، رفصتني كيف رفصة حمار حصاوى خلتني اترزعت على الارض اتكسر عصعوصي، وبعدين اروحله ليه خترف باسمي وقال هاتولي امي، خلي اللي كلت عقله وخلته بلا عقل وشل روحه عشانها هي اللي تروحله وتنفعه.
خلصت كلامها وكانت بسيمه خلصت لبس وطلعت من الأوضه وهي شايله فيدها سبت حطت فيه وكل لابو همام ولهمام وغيار وشوية حاجات قالت انهم هيحتاجوهم وشدوا الرحال عالمستشفى.
ووصلوا وبمجرد وصولهم، دخل همام بالسبت قدامها، وهي وقفت بره مرضيتش تدخل، ومش عارفه هتواجه الموقف كيف، وهتبص لعجز همام بانهي عين، بعين شفقه، ولا عين ذنب، لا عين شماته.
واثناء وقوفها سمعت همام وهو عيأن ويتألم، واول ماشاف عزام سأله بنبرة صوت باكيه:
مجاتش بسيمه معاك ياعزام؟ مرضيتش تاجي مش إكده؟ معاها حق ماهي هتاجي ليه وهتقعد جار واحد عاجز ليه من إهنه ورايح،
خلاص همام مبقالوشي عازه، واصلاً اني من لاول مليش عازه معاها، بس كنت عحاول، كنت عحاول بأيدي ورجلى وعقلي وقلبي وروحي وبكل اللي اقدر عليه عتقربلها، ودلوك خلاص.
خلص جملته واتخنق بالدموع، وقبل مايرد عليه عزام، اتحركت بسيمه ووقفت قصاد الباب، وبصت لهمام اللي من اول ماشافها شهق شهقه كأن روحه كانت رايحه وردتله تاني، ومع كل خطوه كانت تخطيها ناحيته كان قلبه يتخبط فصدره من الفرحه تاره ومن القهر عشان هتشوف عجزه تارات.
وقفت بسيمه قصاده وبعيون ثابته ونظره خاليه من اي تعبير قالتله:
سلامتك ياهمام الف سلامه، ربنا يشفيك ويزيح عنك.
خلصت كلامها وحادت بعيونها بعيد عنه، لما شافت عيونه لمعت بالدمع، وحبت تديه الحريه لو مكانش حابب انها تشوف ضعفه، لكن همام كان آخر همه إنها تشوف الضعف فعيونه وهي شايفاه فكامل جسمه وبدنه، فقالها بصوت مخنوق:
بقيت عاجز يابسيمه، مهقدرش امشي علي رجلي تاني.
ردت عليه بسيمه بنبره خاليه من اللين: معلهش ربك واللي كاتبه عاد، وميحقش للمخلوق إعتراض عالمكتوب، بس إنت خليك من الحامدين عشان تاخد الأجر كامل على صبرك واحتسابك.
رد عليها همام بكسره:
- الحمد لله على كل حال.
اتحركت بعدها بسيمه على عمها ابو همام ووقفت قدامه ووجهت كلامها لعزام:
طلع الوكل ووكل ابوك ياعزام، كلك لقمه ياعمي واتقوت اني عارفه انك مدوقتش الزاد من الصبح وانت معتحملش الجوع فجبتلك لقمه تاكلها، كل وبعدها قوم روح البيت ريح جتتك هبابه واني وعزام هنقعدوا جار همام ونسهروا عليه بالليل.
أبو همام رد عليها بإمتنان:
-تسلمي ياأصيله يابت الأصول، صوح الناس عيبان معدنها في الشده، تسلمي علي وقفتك وعلي تعبك وعلى اصلك الطيب يابت الطيبين.
بسيمه: لا شكر على واجب ياعمي، اني معملتش اكتر من الاصول اللي اتربيت عليها واللي ابوي وامي علموهاني. وكمان عشان خاطرك انت؛ لانك من ساعة مادخلت البيت ومشفتش منك غير كل خير؛ وحطيتك فمقام ابوي واحترمتك، واني الكبير احترمه واحطه فوق راسي طول مامحترم معاي ومداسليش على طرف.
خلصت كلامها وابتدت هي بنفسها اللي تطلع في الوكل، وسالت لو همام يقدر ياكل، لكنهم قالولها الدكتور قال مش دلوك، فقعدت وسكتت لغاية مايسمحوله بالوكل توكله، اما همام فمن اول مادخلت عليه وانفاسها بقت معاه في الاوضه كيف مامتعود، وقعدت قدامه وهو صافن عليها ونسي كل وجعه، ومبقاش حاسس غير بالحسره بس وهو باصصلها وحاسس انها بقت ابعد من نجوم السما عنه دلوك.
❈-❈-❈
عدى اليوم بكل تفاصيله عالجميع، وابتدا الليل يتسلل بهدوئه، ووحده وحده بدا ينفخ من روحه الظلام عالدنيا لغاية ماعتمت.
وفي الاثناء داي حوريه كانت قاعده فأوضتها عتستنى اللحظه المناسبه عشان تطلع عالسطوح تفتح البلاص، وتجيب منيه الفلوس اللي هتجوز بيها كرار عشان يسكت ويهدا ويبطل كل هبابه يقول ابيع ورثي ويخسر ارضه وياخدوها منيه عيال عمه بلوشي.
استنت لما حست إن الكل نام والوكت اتأخر، وخدت الكلوب وطلعت عالسطوح تتسحب عشان محدش يلمحها ولا يحس بيها.
أما تحت في البيت:
عديله في الموطبخ:
اشعجب يابدور صاحيه لحد دلوك؟
بدور وهي عتفتح في الحلل وتقفل:
مفيش ياستي جعانه ومجانيشي نوم قلت انزل اكلي لقمه عالماشي.
عديله: لقمه عالماشي؟ ماشي.
بدور: وانتي ياستي ايه اللي مصحيكي لحد دلوك؟
عديله: بت ولد عمك معتخليش حد ينام عماله تسرنك ليل نهار من الجوع لما قالقه منامي ومنام امها.
بدور بعدم اهتمام وهي عتاكل من الحله:
وايه المجوعها مترضعها امها ولا خايفه تضعف؟
عديله: ومن فين فيها لبن الغلبانه عشان ترضعها، اديني جايه اخدلها حاجه تاكلها عشان تحن لبتها شوية لبن يشبعوها.
بدريه هزتلها دماغها بعدم اهتمام وكملت وكل، وعديله خدت طبق وراحت علي ماجور الرايب ورفعت الغطا من عليه والشاشه عشان تاخد منه لشام، لكنها لقيته فاضي، فبصت علي بدور وقالتلها:
وه.. دا ماجور الرايب فاضي؟ مفيش غيره تحت إهنه يابدور؟
بدور هزتلها دماغها برفض، وكملت وكل وعديله قالتلها:
طيب عقولك ايه يابدر البدور ياقمر انتي، متطلعي عالسطوح تتلافى ماجور رايب للغلبانه النفسه داي تكسبيلك فيها وفبتها ثواب.
بدور رفعت دماغها من فوق الحله وبصت لستها وردت عليها بصدمه:
وه؟ واطلع السطوح دلوك ياستي، انتي عايزاني السع وحي ولا عقرب تلوشني واغور فداهيه في الضلمه داي عشان خاطر الست شام وبتها؟ اخي شاله ماطفحت.
عديله: متخافيش مفيش حاجه هتلوشك معيتلاشوش غير الزينين، غوري يابدور هاتي ماجور رايب عيب عليكي ستك طلبت منك طلب توبقيش قليلة ربايه خالص إكده.
بدور بإعتراض: ياستي بس
عديله:
قولتلك عيب عليكي تزعليني، اطلعي يلا عشان ادعيلك دعوه حلوه فجوف الليل ديه وتكون من حدك ومن نصيبك، روحي الهي عزت يشوفك بت كيف باقي البنات ويعمي عيونه عن كل النسوان ويحببه فيكي انتي بس.
بدور بفرحه:
الله ياستي عالدعوه داي، طب والله لاروح اجيبلك الرايب عشانها.
وقوام خدت الكلوب نورته وطلعت بيه عالسطح بالهداوه وهي عتبص تحت رجليها بالكلوب عشان تشوف لو فيه دبيبه تحتها تتفاداها، وبمجرد ماوصلت السطوح، راحت على القُرنه اللي فيها قفص الجريد اللي تحته مواجير الرايب، فنزلت الكلوب ورفعت القفص، وابتدت تهز المواجير بالراحه ماجور ماجور، تشوف انهي واحد اللي لسه اللبن فيه سايل، وانهو اللي جمد وبقى رايب، لغاية مالقت ماجور جامد، خدته وطلعته من تحت القفص ونزلت القفص مره تانيه فوق المواجير،، ولسه عتوطى عشان تشيل الماجور وتمسك الكلوب فيدها وتنزل بيه، بصت من تحت دراعها على النور اللي ظهر فجأة من أوضة الخزين، وبمجرد مابصت شافت حوريه مرت عمها بلبسها الاسود ونور الكلوب متسلط علي وشها مغير ملامحها ومخليها وحده تانيه خالص مخيفه، والشكل مع الضلمه، مع الخوف خلوا بدور صرخت بعلو حسها وقالت عفريت ونزلت تجري حتي مخدتش الكلوب ووقعت على السلم كذا وقعه لغاية ماوصلت الطرقه اللي بين الأوض في الدور التاني وقالت بوووه بعلو حسها صحت اللي فى البيت كلهم.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية