-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 7

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل السابع

عادت الأيام تمر بسلام مع الجميع سوا عشق التي اضطرت لمشاركة رجل في عمل الملف، أرادت أن تخبر رعد حتى يمنع هذا القرار لكنها تراجعت ولم ترد إخباره، ابتعدت قليلاً عن هذا الشخص وهي لا ترتاح لنظرته 


الشاب بتسلية : في ايه يا عشق؟ مش هاكلك 


عشق بحدة : مدام عشق لو سمحت والتزم حدودك


حمحم باحراج وهو يقول : سوري فكرتك بتاخدي وتدي


توترت أكثر وهي تكاد تبكي، لا تصدق متى سوف ينتهوا من هذه الزيجة، عادت لمنزلها أخيرًا حيث راحتها واطمئنانها، ظلت تلعب مع الأولاد وداهمها الوقت لحين أتى رعد الذي حاوط خصـ ـرها من الخلف يُقـ ـبل وجنتها 


رعد : للدرجة دي معذبينك، مغيرتيش 


عشق بإبتسامة : عندنا مدير يا رعد وظيفته بس يعذبنا، مستنين يوم الخميس وكلنا مرعوبين 


أدارها رعد له قائلاً : عشق متخافيش أنا عايزك بس تبقي واثقة من نفسك عشان كده مخليكي تحضري اجتماعات 


عشق بتنهيد : في حاجات كتيرة عايزة افكر فيها ومش واخدة فرصتي


رعد وهو يضمها : متفكريش في حاجة 


مرت الأيام 

وأتى اليوم المراد، فزعت عشق من منظر القاعة وكثرة المقبلين فيها، اقترب الشاب منها قائلا : متخافيش دي العادة لما نيجي نمضي عقد مع حد


عشق بضيق : ممكن تبعد 


الشاب : هبعد بس اتأكدتي من البيانات عشان الغلطة النهاردة هيبقى رد الفعل رد رعد بيه 


عشق بحدة : متأكدتش هو مش المفروض حضرتك المدير عليا 


الشاب بحدة : ايوة يعني بشرف عليكي مش اكتر إنما كله شغلك 


سمعوا احدهم يحذر : الصوت، ياسين بيه جيه 


دخل ياسين في البداية ووقف الجميع له، حين جلس في الطرف الآخر الذي كان على قرب من عشق، أشار لها بمرح فابتسمت بتوتر ووجد يـ ـدها ترتجف، حقًا الأمر مريب فالقاعة تضم حوالي خمسين شخص، أتى رعد وخلفه تلك التي تدعى لوسي ووقف الجميع 


بدأ الاجتماع واليوم لم ينظر لها رعد وكان كل اهتمامه لهذه الحرباية المتلونة، بدأ يستمع حديث المحامي والذي خلفه وخلفه حتى أتى عند الحسابات ... لأنه لم يكن رعد الذي يخصها نظرت باتجاه ياسين الذي طمئنها بنظرته مما زاد غضب رعد واردف : هاتي الملف هنا 


توترت وهي تتجه له فسحب الملف منها وأكمل : ارجعي مكانك واتكلمي 


عشق بتوتر : أنا 


رعد بحدة : أكيد مش الحيطة اللي وراكي، يلا 


ضغطت على أنامله واتجهت مكانها تتحدث، القى رعد نظرة على الملف سرعان ما نفضه بيـ ـده قائلاً : ايه المهزلة دي! مين المسئول عن الملف ده 


عشق : أنا! 


وقف رعد قائلاً بغضب : أنتِ أزاي يعني مين سمح؟ هاتيلي مديرة الحسابات حالاً يا أنسة 


ونظر للسكرتيرة ثم شرع بتوبيخ عشق : المرة اللي فاتت كان في شغل عن ده، لا يوم المنظر ده ولا مجال للاستهتار ده، أخطاء العيل اللي في الحضانة يعرف يعملها 


أتت المديرة جريًا ثم دخلت قائلة : في ايه؟ 


رعد بانفعال : حضرتك شوفتي الملف ده!


المديرة بتوتر : لا بس أستاذ معتز كان مسئول عنه مع المدام عشق 


هنا وقف ياسين وأشار للجميع بالجلوس، تحدث رعد بنبرة غاضبة لأول مرة يستخدمها : قولي مين اللي مع مدام عشق؟ 


المديرة : أستاذ معتز 


نظر باتجاه عشق نظرة جعلتها ترتعب سرعان ما انهمرت دموعها، تحدث وهو يضرب الطاولة : أنا مش قولت مدام عشق متشتغلش مع راجل، أنتِ بتفهمي منين؟ أنتِ بتكسري كلمتي هتعملي نفسك مديرة عليا


المديرة بخوف : يا رعد بيه حضرتك قولت مدام عشق تكون موجودة والمفروض إن الملف مهم فمكنش أفضل من أستاذ معتز معاها 


رعد لعشق بحدة : أنتِ متكلمتيش ليه؟ 


شهقت ببكاء ولم تجب او ترفع وجهها، تحدث ياسين بهدوء : عشق ردي 


نظرت له ثم قالت : عشان قالوا الملف مهم وهو كان حاطط عليا المسئولية كلها 


معتز وهو يقف : أنتِ كدابة أنا عملت الملف معاكي كله، أنتِ اللي كنتي بتتهربي من الشغل وفي الآخر بوظتيه


ياسين بغضب : مين دي اللي كدابة يا حيوان؟ أنت عارف بتكلم مين؟ دا أنت وقعتك سودة وأنتِ مرفودة عشان بعد كده لما البيه يقول حاجة تتنفذ، أنتم الظاهر الاحترام معاكم مينفعش 


وضعت عشق يـ ـدها على عيناها وبكت اكثر بينما رعد يتابعها ثم قال : تعالي يا عشق ... عشق 


اتجهت له بخطوات بطيئة وبدأت تجد صعوبة في التنفس والحديث معًا، في نفس الوقت اتجه معتز لياسين يشرح له : يا باشا مقصدش حاجة بس أنا كنت متأكد من كل حاجة و .... 


ابتسم ياسين بخفة وهو يجد رعد يسحبها ببطء لحضنه ثم حاوطها بذراعيه، ربط على ظهرها قائلاً : أهدي خلاص


عم الصمت المكان فقط صوت بكاء عشق هو الصوت المسموع، بدأت تهدأ تدريجي واردف ياسين : الاجتماع هيتأجل أسبوعين وأنت يا معتز مرفود عشان عشق الشافعي مش كدابة 


ابتعدت عشق عنه واتجهت تأخذ حقيبتها، كادت تذهب لكنه مسك يـ ـدها يمنعها ثم قال : تعالى يا ... أنت تعالى


وأشار لمعتز بينما حاولت عشق فك قيد يدها قائلة : ابعد لو سمحت 


اقترب معتز منه فالتفت رعد لعشق قائلاً بصوت منخفض : قرب منك 


عشق : شايفني اسمح 


رعد : حاول يا عشق 


هزت رأسها بمعنى أجل فالتفت ولأول مرة يقوم بلكم موظف له، وقف بسام أمامه قائلاً : يا باشا 


لوسي بحدة : براڤو عليك يا رعد، اللي بتحافظ عليه سنين جات واحدة خليتك تفقده ويا ريتها تليق بيك


انتظرت ان يأتي لها بحقها لكنه قام بتمزيق العقود وهذا كان رد فعل رعد دون حديث، القى الورق بعشوائية ثم قال : الكل بره 


كادت تخرج هي الآخرى لكنه مسك يـ ـدها بحدة، تحدث ياسين بمرح : من غير دم يا رعد عشان بنقرف 


نظرة رعد له كانت كافيه بجعله يفر مغلقًا الباب، ترك يدها قائلاً : اديني مبرر واحد يخليكي ساكته عشان مطربقش الشركة عليـ ... اتكلمي يا عشق 


عشق بانفعال : لا كمل أنت كلامك يا أستاذ رعد، سمعني .. تعرف حاجة أنا اللي غلطانة إني وافقت اجي اشتغل في المخروبة دي عشان كل اللي حصل معايا بسببك، إني اشتغل مع واحد واختلط بيه كان بسببك وإن اتحط في الاحراج دا النهاردة كان بسببك وإني اسمع انتقادات كتير ليا كان برضو بسببك، واللي زاد وغطى واحدة متسواش قرشين تقل مني قدامك وبرضو بسببك .. أنت جبتني هنا ليه؟ هاا ليه؟ اقولك ليه يا رعد عشان تعرفني بيني وبينك ايه وتعرفني إن مليقش بيك، أحنا اللي بنحب بعض واللي بينا بدل العيل أربعة ترميني في البيت وچمان جو..زها يبقى معرفها على الدنيا وحورية كمان، ولا واحد فيهم اتكسف من مراته غيرك، جبتني هنا عشان توريني أنت ليه خافيني 


على صوتها أكثر وهي تكمل : أنا عايزة اعرف بأي حق تقيموا جمالي وتقولوا اليق بيك ولا لا، طيب أنا خلقة ربنا وروني إبداعكم أنتم، كلمة أخيرة أنا عشق أحمد الشرقاوي يعني كل اللي في شركتك دول تحت رجلي، أنا بنت أحمد الشرقاوي ومش محتاجة رأيهم فيا وأنا ألف واحد ذيك يتمناني، أنت معملتنيش أنت واخدني كده فاهم؟ 


نفضت حقيبتها وهي تخرج نهائي، تنهد وهو ينظر خلفها ثم اتجه لمكتبه يرن على بسام الذي أجاب : أيوة يا باشا 


رعد : متخليش عشق تروح لوحدها ولو عندت رن عليا


بسام : تمام يا باشا 


دخل مكتبه وجد ياسين يقف ويضحك بشدة، تعالت ضحكات ياسين حين رأى رعد واردف : مين كسب؟ 


رعد : مدتنيش فرصة أصلا


زاد ضحك ياسين ولأول مرة يراه صديقه يضحك بهذا الشكل، تحدث رعد بحدة : عجبتك اوي يا ياسين 


هز رأسه بمعنى أجل في حين عادت عشق في رأيها واتجهت لمكتبها تكمل يومها، بدأت تعمل دون الاهتمام بما حدث ثم اتجهت تشرب اي شيئًا وجدت واحدة من الفتيات تنظر لها من أسفل لأعلى بنظرة مستهزئة 


عشق بعدائية : في حاجة يا حبيبتي؟ 


الفتاة : مسكينة، أنتِ بقى مر..ات رعد بيه، غريبة والله فكرناها شخصية وكاريزما بس متوقعناش تبقى ضعيفة وعيوطة ومش حلوة أصلاً 


هزت عشق رأسها بمعنى أجل ثم قالت : معلش بقى هنخليه يطور الجو..ازة الجاية 


الفتاة : يا ريت، ما مش معقول يكون في خيالنا حاجة وتطلع كده، وقعتيه أزاي هاا؟ 


عشق ببرود : سحر يا حبيبتي، عملتله عمل خلاه جاب مني أربع عيال 


اتسعت أعين الفتاة بزهول لتكمل عشق : ولو ما مشتيش من قدامي هعملك عمل يقلبك تعبان 


الفتاة بحدة : أنتِ مجنونة! أنا هشتكي عليكي وهفضحك، أنتِ مش طبيعية 


وهنا لم تتردد عشق في صفعها ثم قالت : اة إيـ ـدي اتعكت، ايه القرف اللي حطاه على وشك ده! 


شهقت الفتاة ثم قالت : هندمك 


ذهبت الفتاة من أمامها ورنت عشق على ياسين، اجاب ياسين قائلاً : نعم! 


عشق : بنت اتطاولت عليا من الموظفين وقالت عني مجنونة وعيوطة وكلام كتير 


ياسين ببرود : ارفديها يا قمر، الشقة والشركة من حق الزو..جة 


عشق بتوعد : تمام 


اتجهت عشق تبحث عنها وسط الموظفين، وجدتها تتحدث عنها بالسوء وتخبرهم : دي مجنونة مش طبيعية، مراته أزاي


ردت الآخرى : يا بنتي دي كانت بتعيط في الإجتماع، باين عليها ملهاش شخصية وأصلاً كنا بنتكلم عنها وهي ولا هنا، مقدرتش تقول إنها مراته 


عشق بسخرية : يا حبيبتي أصلها خافت اصلكم بتاكلوا لحوم البشر 


وقف الجميع فور رؤية عشق لتكمل : أنتِ وهي يا شاطرين مطرودين


الفتاة الثانية بصدمة : ايه! 


الفتاة الأولى بحدة : متقدريش أنتِ مش مديرة الشركة


كادت عشق ترد عليها لكن ياسين قاطعها قائلاً : بس مرات مدير الشركة وعشان قلة أدبك ابقي قابليني لو حد شغلك عنده تاني، يلا بره 


ثم تحدث بحدة للجميع : عشق هنا كرامتها من كرامتي أنا ورعد، واي تصرف او تطاول في الكلام معاها قسمًا بالله هيبقى بموت مش فصل، أنتم الظاهر خدتوا علينا اوي ونسيتوا فضلنا عليكم واللي مش عاجبه الكلام الباب يفوت جمل، يغور حمار يجي جمل 


نظرت عشق له ثم ضمت شفـ ـاها حتى لا تضحك، نظر الجميع للأرض واشارت للفتيات بكبرياء، حسنًا تود شكر ياسين فهو يتصرف بطريقة تحبها عكس رعد الذي يخشى أن يؤذي أحد بكلمة او تصرف 


ذهبت مع ياسين الذي قال : بأمانة سكتي ليها 


عشق بضحك : لطشتها الم ثلاثي الأبعاد 


تعالت ضحكات ياسين وهو يضرب كف بآخر، تم فتح الاسانسير ووجدت رعد أمامها، تحدث بضيق : في ايه؟ 


ياسين بضحك : طردت نص الموظفين بتوعنا، ملهاش حل


رعد بحدة : طيب اطلع على مكتبك بكفاية كده 


دخل ياسين الأسانسير وضغط على زر الصعود، أشار لعشق التي قالت : سلام يا اخويا وخال عيالي 


طرق ياسين على حائط الأسانسير وهو يضحك، اغتاظ رعد منها بينما تأملته بضيق ثم قالت : في حاجة يا أخونا؟


رعد باستنكار : أخو مين؟ 


زفرت وكادت تذهب لكنه جذبها ولوى ذراعها خلف ظهرها، صـ ـدرها مقابل لصـ ـدره فشهقت بخفة ليردف : أنتِ حد قالك إنك بجحة 


أشارت على نفسها قائلة بزهول : أنا! مشكور اهو دا اللي خدته منك، ربنا يخلي ياسين اللي رفع راسي


مسك ذقنها يرفع وجهها قائلاً : أنتِ زودتيها معايا يا عشق اوي وأنا بعديها ليكي بس متجبيش أخري 


عشق بسخرية : لا هاته، أنا بجد على آخرى منك وسيب دقني وسيب إيـ ـدي، يشوفوك يقولوا بتختل بموظفة عندك


اطلق زفير ثم استغفر ربه ليردف : أنتِ عايزة مني ايه؟


عشق : عايزة اهرب منك، والله ما مانعني غير الولاد الوقتي


تغيرت ملامح رعد كليًا وقال بصدمة : أنتِ بتتكلمي بجد! مزعلك للدرجة دي 


عشق بانفعال : اة وبجد لأول مرة أحس إني مليش حد، يعني اللي استنيه منك ياسين يعمله وفي الاجتماع عشان اطمن الاقيك في وادي تاني مع السنيورة ... بجد مش طايقة اقعد معاك في حتة ولا اشوفك وعايزة امشي، مترجعش القصر 


تركها وهو يقول : تمام 


عشق بزهول : تمام ايه؟ تمام أنت هتهزر يا رعد 


مسكت ذراعه تمنعه من السير ثم قالت : أنا بهزر يخربيت الشيطان، رعد متقلبش وشك بالله عليك، والله بقول كده عشان ازعلك عليا وتصالحني 


رعد وهو يبعد يـ ـدها : حصل خير 


عشق : مني لله، استنى بس 


وقفت أمام الأسانسير تمنعه، كاد يدفعها لكنها تعلقت بعنقه قائلة : أسفة


رعد وهو يمسك يـ ـديها : ابعدي يا عشق 


نفت برأسها وهي تضع انفها بجانب أنفه، بدأت تدريجي تفهم معنى ما قالته، انسابت دموعها ثم شهقت ببكاء : مقصدش أنا كنت ... 


حاوط خصـ ـرها بيـ ـد والآخرى على ظهرها تضمها، بدأ يبرر لها : أنا مش بتعامل بمعاملة ياسين عشان بقدر إن الموظف ده اكيد مش بيشتغل تسلية، ممكن يكون وراه أهل او ولاد محتاجين كل جنية، ومبحبش اجرح حد بكلمة ممكن تسيب في آثر تخليه يدعي علينا، أنا خدت حقك من أس المشكلة وقليت منه قدام الكل ذي ما عمل، مقصدش أبان بعيد عنك كده 


مسح دموعها سرعان ما اسكتها بطريقته، توقف المكان والحديث في ظل ما حدث وهنا أحدهم استغل الموقف. 


❈-❈-❈


وقفت سيلا في شقة يوسف ترتبها، دخلت غرفته وبدأت تجمع ملابسه التي يرميها بعشوائية، تنهدت وهي تلقيها في سلة الملابس ثم فتحت الشباك وبدأت ترتبها 


سيلا بغيظ : ادعي عليك بأيه؟ حمار عايش هنا 


دخل يعقوب من باب الشقة قائلاً : سيلا ... سيلا 


بدأ يبحث عنها حتى وجدها ثم اندفع لحضنها، حملته وبدأت تُقـ ـبل وجهه ثم انزلته قائلة : كويس إنك مروحتش عند عشق 


يعقوب : بابا قالي نروح سوا 


سيلا بإبتسامة : طيب يلا اغيرلك هدومك وتقعد تاكل 


هز رأسه وهو يجري أمامها، حين دخل غرفته تفاجىء من ترتيبها وقال : الله يا سيلا، دي حلوة اوي 


سيلا بمرح : معملتش فيها حاجة، غيرت شوية في الديكور وفكرت ايه رأيك نقول لبابا ونغير الديكور 


أكد برأسه بحماس فابتسمت ووضعت له الطعام، اكملت ترتيب غرفة يوسف الذي أتى وعقد حاجبيه باستغراب حين استنشق رائحة طعام، ظن ان والدته أتت لكنه تفاجىء بسيلا تقف في منتصف غرفته


يوسف : بتسرقوني ولا ايه؟ 


التفتت له فوجدته ينظر لها بإبتسامة، اقترب ووقف أمامها قائلاً : ايه ده! 


سيلا بغيظ : بظبط القرف اللي أنت عايش فيه


نظر لابنه الذي يتناول فواكه ثم قال : يا بابا ممكن تروح تشوف قفلت الباب ولا لا؟ 


يعقوب : حاضر، سيلا ممكن اجيب نوتيلا 


هزت رأسها في حين حاوط يوسف خصـ ـرها قائلاً : أنتِ بتكرهيني ليه؟ 


سيلا باستغراب : أنا! أنت حيوان؟ أنا هكرهك 


اطلق تنهيدة متعبه وهو يتأمل عيناها فتنهدت هي الآخرى ثم وضعت يـ ـدها على وجنته قائلة : بطل كلامك وتفكيرك العبيط ده، أنا في حياتي ما حبيت ولا هحب قدك


يعقوب بحزن : ولا أنا يا سيلا 


ضحكت سيلا قائلة : كنت لسه هقوله بعد يعقوب، تعالى


حملته وقبلت كلتا وجنتيه، ضمها يوسف بابنه قائلاً : ربنا يخليكوا ليا أنتم الاتنين 


رفعت سيلا رأسها له فقَـ ـبل جبينها بتطويل، نار يوسف ولا جنة كرم فمهما يحدث هي تُحب يوسف وتستشعر حنيته رغم أنانيته التي تظهر للعلن، حبها له يغفر له الكثير وهذا فائدة الحب. 


❈-❈-❈


وصل أدهم في نفس وقت وصول ياسين للقصر، كلاهما نزل واتجهوا للداخل ليجدوا الجميع يتجهز لتناول الطعام، بحث أدهم بعيناه عنها لم يجدها فاتجه وجلس ليجد نينا تجلس بجانبه 


نينا وهي تضع يـ ـدها على كتفه : عملت ايه في الشغل النهاردة احكيلي


ظلت عيناه على السلم ينتظر قدومها، نظر لها ثم قال : هاا معملتش أنا طالع


وقف واتجه لأعلى فتح باب غرفتهما، وجدها تتمدد على السرير وتخفي جـ ـسدها أسفل الغطاء، اتجه وجلس على ركبتيه أمامها قائلاً : لارا .. صاحية 


فتحت عيناها وأكدت ليكمل : منزلتيش ليه؟ دا معاد الأكل


لارا بدموع تملأ عيناها : مليش نفس عايزة أنام 


أعاد شعرها على أذنها قائلاً : مالك يا حبيبتي؟ 


همست بصوت مختنق : بقيت بشوف وبسمع hallucinations 


اعتدل واقفًا ثم سحبها لتجلس وجلس بجانبها يضمها، انفجرت باكية وهي تخفي وجهها في يـ ـديها ثم ابتعدت تنام وتتكور في نفسها


وقعت دمعة يتيمة على وجنة أدهم وهو يتمنى لو لم يتركها ذاك اليوم تذهب وهي حامل، هو من وصل بها لهذه المرحلة وجعلها تفقد كل شيء كان داخلها، لارا التي عشقها كانت له الدفء والسند أصبحت هشة لا ترغب ف الاستمرار هنا


تمدد خلفها يضمها من ظهرها كأنه يخبرها أنه مازال بجانبها. 


❈-❈-❈


وقف رعد يسند بيـ ـده على الحائط ويتابعها، حسنًا هو يستحق أليس هذا ما سعى له في عملها والآن نال، أنتهت من رعد الصغير ثم اتجهت لجناحها تبدل ملابسها وهو خلفها، منعت ضحكتها بصعوبة وهي تنوي جعله يفقد صوابه


رعد بغيظ : يعني بعد دا كله مقموصة لسه


بدأت تدندن بأغنية تستفزه : في يوم من الايام، كان ليا قلب، ويا المحبة هام، وياريت ماحب، قسوة حبايبي مغلباني اوعى يا قلبي تحب تاني


كاد رعد يضحك لكنه منع ذلك بصعوبة حتى لا تغضب، اقترب منها واحتضنها من ظهرها وبدأ يغني : 

" كان لك معايا أجمل حكاية

في العمر كله

سنين بحالها مافات جمالها

على حب قبله 

سنين ومرت زي الثواني

في حبك إنت

وإن كنت أقدر

أحب تاني أحبك إنت "


التفتت له تنظر له بصدمة سرعان ما تحولت لحماس وهي تقول : غني تاني، غنيلي بالله عليك يا رعد، صوتك ... صوتك يا نهار ابيض 


رعد بمرح : وأنتِ صوتك نشاذ 


شهقت بخفة سرعان ما بدأت تضربه بعشوائية وهو يضحك، تركته واتجهت لسريرها تتمدد وتبكي بصوت وغيظ، جلس رعد على ركبتيه أمامها ثم دخل في نوبة ضحك وهو يقول : متزعليش


عشق ببكاء : طحنت خاطري حرام عليك، قوم اخرج انا مش عايزة اشوفك 


رعد بضحك : اعمل ايه صوتك يضحك الحجر 


صرخت بغيظ ثم قالت : اسم الله على صوتك، دا أنا بجاملك يا أخي، لا صوت ولا شكل ولا هيئة ولا مال ولا دم خفيف ولا حنية ولا حب ولا رومانسية ولا عقل ولا أب عدل ... امشي امشي أنت غلطة هتتصلح بقضية خلع، هخلعك


ضغط رعد على أنفها قائلاً : تقدري؟ يلا أنا موافق 


اعتدلت على ظهرها ثم بدأت تمرر أناملها على وجنته، تنهدت وهي تقول : تصبح على خير


رعد بإبتسامة : وأنتِ من أهله. 


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي

حاوط أدهم كتف لارا وهو ينزل معها، اليوم ظهرت بعض الهالات حول عيناها كذلك كانت شاحبة بشكل مخيف، اطلق تنهيدة وهو يجدها تبعد يـ ـده وتجلس على السلم 


أدهم : هننزل واقعدي تحت 


لارا وهي تنظر باتجاه غرفة ابنتها : ليلة فين؟ 


أدهم بإبتسامة : تحت مع بيبرس، بيحاول يقنعها متروحش لرعد وتسيبه، افهمه أزاي إني مش هجوزهاله 


لارا بضيق : ايوة هنعملها مخلل ونوقف حالها جنبنا صح؟


أشار برأسه مؤكدًا ومد يـ ـده لها، وضعت يـ ـدها في يـ ـده وفي لحظة رفعها وحاوط خـ ـصرها بيـ ـديه، شهقت بخفة وهي تجد نفسها ملتصقة به ثم حاولت دفعه


لارا : أدهم حد يجي 


أدهم بإبتسامة لعوبة : موحشكيش أيام الشقاوة، افتكري معايا كده 


لارا بتنهيد : لا ابعد 


تركها ونزل معها يجتمعوا مع الكل على الطعام، ياسين يرأس الطاولة والجميع حوله، ليلة وبيبرس يتحدثوا ويبدو عليها الانزعاج، لارا تمرر الشوكة في الطبق الذي أمامها، نينا تنظر للارا وأدهم بغيظ، وچيلان تتحدث بخفوت مع زو..جها وملامحها تنضج بحمرة طفيفة أما چمان فتكاد تموت من فضولها تجاه سبب سعادته البارحة


فتح ياسين الجريدة وهو يرتشف قهوته سرعان ما انزلها وتعالت ضحكاته، نظر الجميع له بانتباه لتردف چيلان : الله! ياسين بيضحك كده أزاي بجد! 


نورهان بإبتسامة : في ايه؟ 


ياسين : عشق دي ملهاش حل، من أمبارح مش قادر ابطل ضحك بسببها والوقتي 


أخذ أدهم منه الجريدة سرعان ما ضحك قائلاً : رعد هيقوم الدنيا ميقعدهاش، شوفوا مكتوب ايه، رعد الشافعي في وضع غير لائق مع أحدى موظفيه، ولم يكشف ايًا من مصادرنا ما إن كانت زو..جته أم لا وصورة ليه وهو بيبوس عشق 


ياسين بضحك : رعد طلع بيعرف يبـ ـوس 


لارا بإبتسامة : على فكرة أبيه رومانسي اوي 


چمان بتأكيد : أيوة يعني الفكرة العامة عنه غلط، وريني كده يا أدهم 


أعطاها الجريدة سرعان ما شهقت وعادوا يضحكوا في حين تغيرت ملامح رعد كليًا ولأول مرة لم يتردد في أذية شخص، فهو تجرأ وتدخل في حياته وأظهر حرمة منزله في وضع لا يليق 


شهقت عشق وهي ترى الخبر وهنا ظهر غضبها وهي تقول : شوفت اخرتها، ما صحيح اللي في الضلمة طول عمره لازم ظهوره يبقى كأنه بيتعرى، شوفت نتيجة غلطك 


عقد رعد حاجبيه باستغراب قائلاً : غلط ايه؟


عشق بعصبية وصراخ : اعمل نفسك معملتش حاجة والحقيقة أصلاً أن كل حاجة بسببك يا رعد، ايوة بسببك، أنت عمرك ما حبتني ووجودي عشان ولادك بس، أنت مستقل بيا في حياتك وإلا مكنتش بعدتني عن كل حاجة، أنا بكرهك يا رعد يا ريت كان ربنا خدني قبل ما اتجوزك، دي أخرتها يتقال عليا في الجرايد مراتك ولا موظفة للتسلية ... اعرف حاجة يا تعمل حفلة تعرف الدنيا كلها مين مراتك يا نتطلق وخلاص معتش حل تالت لضحكك عليا وعدم حبك ده


صمتت قليلاً ثم قالت : أنت بتقرف مني؟ أنت بتبعد عني بالأيام وأنا ... أنا أزاي غبية ومش واخدة بالي من تصرفاتك، أنا بكدب أنا مش بكرهك بس أنت مش بتحبني ومستمر عشان عارف إني .... 


هدر رعد بها بنبرة شبه صارخة : أنتِ ايه يا شيخة مبتتعبيش، قرف ايه اللي بتتكلمي فيه، أنتِ مفكراني إنسان ضعيف للدرجة دي عشان اجري ورا مظاهر وشكل، أنا ذنبي ايه إنك حاسه بنقص فيكي، لو مفكرة إن دا بيهمني وإني عايش معاكي مجبور فلا مش رعد يا عشق، أنا مش مخليني متحملك غير حبي ليكي فاهمة يا عشق وغير كده أنا في لحظة اطلعك من حياتي حتى لو معاكي مني ألف عيل مش أربعة ... افهمي بقى أنا بكرم الدنيا عشانك ومتحمل كل حاجة عشانك، عامل خاطر لولادنا وعايزهم احسن حاجة عشانك، يوسف وعمار وهمس ويعقوب وصقر وسيلا، أنا ميربطنيش بيهم حاجة غيرك وبكرمهم كلهم عشانك وبعد دا كله تقوليلي مش بحبك، مش شايفة أنا بلف حوالين نفسي أزاي بسببك وضحيت بألف حاجة وحاجة يا عشق اقنعتك تشتغلي وبقيت اجي على نفسي وكرامتي وزعلي وغيرت نفسي غصب عني وكل دا عشان مين يا عشق؟ عشانك 


مسك كتفيها قائلاً بغضب : ارحميني، أنا مش قادر أكمل من غيرك وأنتِ بقيتي بتاخدي مني كتير، أنا لما بشوفك زعلانة او مأثرة ف حق نفسك او تعبانة أنا اللي بتأذى من ده، اعمل ايه! عايزة حفلة هعملك حفلة عشان ترتاحي بس مش دول يا عشق اللي نبرر ليهم، هعمل اللي عايزاه بس كفاية 


صمت رعد فظلت تنظر له سرعان ما انفجرت باكية بصوت عالي، اخفت وجهها في يـ ـديها فجذبها لحضنه مربطًا على ظهرها، تحدث ببكاء : أنت زودتها عليا اوي، يعني أنا هلاقيها منين ولا منين؟ 


ضحك رعد رغمًا عنه قائلاً : طيب يا ستي أنا غلطان 


عشق بتأكيد : اة غلطان وبعد كلامك دا كله مستكتر عليا شوية زعيق


رعد بإبتسامة : زعقي براحتك بس متشككيش في حبي ليكي


عشق وهي تبعد وجهها : هما السبب، استكتروك عليا وكل أما حد يتكلم يقول شوف مراته يعني عشان أنا سمارة شوية وأنفي كبير سنة صغننة 


رعد وهو يرفع حاجبه : يا سلام 


عشق بانزعاج : خلاص تمام انفي كبير بس مش اوي 


بدأ يمرر إبهاميه على وجنتها وهو يصف ملامحها : أنتِ شايفة عيوب في عيوني ميزات، غمازة دقنك وشفـ ـايفك بعدين أنفك اللي بيكبر لما بتتنرفزي بس وعيونك السود كذلك حواجبك وخدودك اللي بيظهروا اوي لما بتضحكي، كل دا يخليني اقول سبحان من صورك في أحسن صورة ... لو تعرفي الملامح دي عملت فيا ايه من أول مرة شوفتك، ولا ضحكتك ولما بتتنرفزي


بدأ يُقـ ـبل يـ ـدها ثم جبينها وضمها له قائلاً : صدقيني حتى لو حبيت بالجمال مكنش هشوف حد أحلى منك


عشق : أنت بكاش 


قام بتقليدها قائلاً : بس بحبك 


انفجرت ضاحكة فابتسم هو الآخر وطبع قُبـ ـلة حنونة على جبينها، نظر للباب وجد الأولاد يقفوا بجانب بعضهم وينظروا لهم، تحدث رعد بعبوس : خلصتوا شكل 


رعد باستغراب : بس أحنا متشكلناش يا بابا كنا بس بنتناقش وماما نرفزتني ذي ما حد فيكم بينرفزني


آدم بحزن : أحنا خوفنا اوي يا بابا 


عشق بمرح : لا بابا مش بيضرب متخافوش هو بيزعق بس


رعد بإبتسامة : تعالوا متخافوش يلا دا اصلاً يومنا 


أخذ أولاده للحديقة يلعب معهم هم وعشق، سرعان ما انضم لهم يوسف وسيلا ويعقوب ثم عمار وهمس، تأملتهم عشق بإبتسامة متذكرة جملة رعد " أنا ميربطنيش بيهم حاجة غيرك وبكرمهم كلهم عشانك " 


وقف رعد واتجه يقف يرتب لبعض الأشياء ثم عاد يغمز لعشق التي ابتسمت 


يوسف : هنزل المنصورة بيعقوب بعد بكره


رعد بهدوء : اجهز تنزل على الاتنين عشان عاملين حفلة


يوسف باستغراب : حفلة ايه؟ 


رعد وهو ينظر لعشق : ذكرى جوازنا التامن بإذن الله، عامل حفلة كبيرة ومش معقول متحضرش 


يوسف بإبتسامة : حفلة كبيرة! مش غريبة دي 


رعد بإبتسامة : لا مش غريبة يا رب بس يترضى عننا 


تعالت ضحكات الجميع بما فيهم عشق، اتجهت له تحضنه بقوة قائلة : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدًا


رعد بتنهيد : ولا يحرمني منك يا آخر صبري.


❈-❈-❈


وأتى يوم الحفلة

تألقت عشق في فستان أسود اللون أنيق يليق بها وعليه حجاب بيج كذلك هيلز نفس لون الحجاب بعدما تأكدت من انسدال الفستان عليه، نظرت باتجاه رعد الذي لم تعجبه فكرة أن يرتدوا نفس الألوان لكن مهلاً لقد رغب في أن يكون اليوم لها، ارتدى بدلة بيج أسفلها قميص أسود كذلك حذاء أسود والساعة نفس اللون


ابتسمت بخفة وهي تلتفت له ثم احتضنته قائلة : ذي القمر 


رعد بإبتسامة : والله ما حد ذي القمر غيرك، يلا أمري لله كله عشان الملكة عشق يهون


عشق وهي ترفع وجهها : أنا خاطري طلع كبير عندك اوي 


اطلق تنهيدة وهو يُقـ ـبل جبينها ثم نزل بها، تأكد من عدم خروج أولاده ثم اتجه للحديقة يستقبل ضيوفه مع ياسين وزو..جته، دقائق وبدأ الجميع يتوافد


❈-❈-❈


في منزل زياد 

أنتهت جايدا من تزين نفسها ثم خرجت تبحث عن زياد الذي تألق في بدلة رصاصي أسفلها قميص أسود، تأملها من أعلى لأسفل بفستانها النبتي الذي يلتصق بجزعها العلوي ثم ينزل بزيل يشبه زيل السمكة، ويتوسطه أسورة تلتف حول خـ ـصرها كذلك ذو أكمام واسعة، اقترب منها وقَـ ـبل جبينها بتطويل 


زياد بإبتسامة : ايه الجمال ده! 


جايدا بدلال : أقل ما عندي وأنت عارف


تعالت ضحكاته ثم قال : طيب يلا يا واثق 


جايدا بتوتر : ثواني وراجعة 


اتجهت للحمام تنحنى على الحوض تفرغ ما بجوفها، غسلت وجهها ثم تأكدت من مظهرها وخرجت، زياد بقلق : أنتِ كويسة يا حبيبتي


جايدا : ايوة يلا عشان نيجي بدري 


زياد بمرح وهو يحاوط خـ ـصرها : ايه رأيك نخلي زاد يبات عند مامتك ونخلينا لوحدنا


جايدا بغيظ : على أساس يعني أنت عمله اهتمام، امشي يا زياد ربنا يهديك.


في حين وقف چمان بجانب زو..جها والحزن بادي على ملامحها، ترى الجميع يهتم بزوجته عدا هو فقط يكتفي بمسك يدها حتى لا يلاحظ أحد ما بينهما من جفاء


رعد بضيق : في ايه يا ياسين؟ بتضحك على ايه! 


ياسين بضحك : عليك، عشق دي ملهاش حل، بإذن الله لو چمان جابت بنوتة هسميها عشق عشان تطلع باللماضة دي 


رعد بحدة : طب اتلم عشان متشوفش لماضتي


عشق بإبتسامة : اخويا بالله اخويا 


چمان بزفير : أنا قررت لو بنت هسميها نور 


عشق بسخرية : أختك أحمد وأنتِ نور دا أنتم عندكم انتماء اوي مش لأهلكم كأنهم هما أهلكم يعني 


چمان بعدائية : ملقناش دا منك ليهم 


عشق : ذا سيم بينكم وبين أهلكم بس يلا متعوضة في جايدا 


ياسين بصدمة : ايه! جايدا أزاي؟ أنتِ بتقولي ايه؟ 


نظرت عشق باتجاه رعد الذي تنهد قائلاً : تعالى نتكلم 


وكاد يذهب معه في نفس الوقت أتى زياد ممسك بيـ ـد زو..جته، توقفت أنفاس ياسين مع اقترابها وترك يد چمان، تحدث زياد : مساء الخير 


جايدا بإبتسامة : الف مبروك يا عشق، عقبال المليون سنة وأنتم جنب بعض، مبروك يا أستاذ رعد 


رد الاثنان : الله يبارك فيكي 


زياد بإبتسامة : الف مبروك وربنا يديم المحبة بينكم يا رب، ازيك يا مدام چمان


نظرت جايدا باتجاهها ليقع عيناها على ياسين الذي ما زال تحت تأثير الصدمة، هزت جايدا رأسها لأختها ثم مدت يدها بهدية لعشق، دخلت مع زياد تتهامس : عيلة تلج ايه ده! استغفر الله العظيم


زياد بضيق : اللي جنبها جو..زها صح؟ 


جايدا بتأكيد مضحك : اة الحب القديم 


نظر لها بحدة سرعان ما تحولت لضحكة قوية، استغفر ربه وهو يضرب كف بآخر في نفس الوقت أتى لها يوسف مع سيلا التي قالت : يا مرحب بالحلوة 


يوسف بإبتسامة : ايه الحلاوة دي يا جايدا دا مش منك دا من الفستان


انفجرت ضاحكة مما لفت لها انتباه البعض، اخفت وجهها في زياد الذي نهرها بصوت منخفض، تحدثت جيلان بحماس : جايدا جات 


اندمج رعد مع عشق في ضيوفهم بينما وقف ياسين يتابعها والدموع تجري في عيناه، التف عائلة ياسين حولها غير مصدقين وجودها لتردف يارا بصدمة : جايدا! 


ارتعبت جايدا من اجتماع الكل حولها سرعان ما وقفت خلف زياد، تحدث زياد بهدوء : أنا مقدر استغرابكم بس جايدا بتخاف من التجمعات دي


أدهم بحدة : ما تخاف ولا تولع يا عم، دي بتعمل ايه هنا؟ 


تحدث رعد بحدة : يا أدهم، راعوا الموقف، الوقت والمكان ليهم احترامهم 


تفرق الجميع عقب جملة رعد في حين شكره زياد، أما ياسين فكان يقف ويتابعها والدموع تجري في عيناه، جايدا حبيبته مازالت على قيد الحياة


سارت الحفلة على نهجها والجميع يتوافد على عشق ورعد، كذلك تم التقاط لهم أكثر من صورة، ظهر للجميع مدى تناسقه مع زو..جته أما چمان فكان لا حول لها ولا قوة تتابع الجميع


عشق بعتاب : أنت عملت كده ليه؟ 


رعد وهو يهز رأسه لأحدهم : كان لازم يشوفوها في مكان ميقدروش يتصرفوا فيه، لازم يهدوا بعدين يقولوا اللي في نفسهم، خالتك وجو..زها جوا أصلا 


عشق بقلق : أنا خايفة عليها، دا حتى أدهم مش طايقها 


رعد : متخافيش


عشق بسخرية : حاضر بطلت خوف اهو 


ضيق عيناه وهو ينظر لها فانفجرت ضاحكة سرعان ما أخفت وجهها في صـ ـدره، ابتسم بخفة وهو يستغفر ربه ثم قال : هدي صوتك 


اشتعلت موسيقى هادئة مشجعة لرقص الكابلز، نظر رعد حوله وتوعد ليوسف الذي قام بهذا، تحدثت عشق بإبتسامة : يلا يا رعد بقى نرقص، دا يومنا 


رعد بنفي : لا 


عشق بحزن : رعد حرام عليك، كلهم هيرقصوا إلا أحنا ودي حفلتنا 


رعد وهو يربط على ظهرها : لما نطلع أوضتنا نرقص براحتنا ونغني لو عايزة ونعمل اللي نفسنا فيه إنما هنا قدام الناس نو 


عشق بزفير : أنت خنيق اوي والله اروح ارقص مع يوسف او عمار


رعد بحدة : شاطرة اعمليها.


مـ ـسك يوسف يـ ـد سيلا واتجه للمنتصف معها، حاوط خـ ـصرها بيد والآخرى يمسك يدها ثم بدأ يتمايل معها، يليهم زياد وجايدا التي ما إن وقفت في المنتصف حاوطت عنقه وسند جبينه على جبينها يحاوط خـ ـصرها بيـ ـديه، مسك أدهم يـ ـد لارا واتجه بها هو الآخر 


في حين

نزل آدم من السيارة واتجه يتحدث مع بسام بعدما أمر تالا أن تتجه للداخل حيث حورية، وقفت تالا تدور حول نفسها فالقصر كبير ولم تعد تعرف الاتجاه


سارت وهي تخرج هاتفها من حقيبتها في نفس الوقت نزل كرم من سيارته، كاد يستدير لكنه اصطدم بها فأطلق تأوه قوي ثم قال : أنتِ عامية


تالا بحدة : أمك حلوة 


كرم بغيظ : أنتِ .... استغفر الله العظيم


تركها وذهب فبدأت تلحق به، لاحظ هذا فالتفت لها قائلاً : في ايه؟ 


تالا بتوتر : أنا تايهة ومش عارفة الحفلة منين


كرم بسخرية : أمك حلوة 


تالا بغيظ : أمك أنت 


كرم : الله يرحمها


شهقت بخفوت وهي تضع يدها على فمها ثم همست بأسف : سوري مكنتش اعرف 


كرم بتنهيد : تعالي تعالي وامري لله 


دخلت الحفلة معه وبدأت تبحث عن حورية لكنها لم تراها، بينما وقعت عيناي كرم على سيلا ويوسف وابتسم إبتسامة حزينة فبرغم كل شيء يرى أنها وجدت جزئها المفقود 


تالا بفضول : أنت بتبص عليهم ليه؟ على فكرة حلوة سوا اوي، كل الكابلز قمرات اوي 


ابتسم بخفة وهو يؤكد برأسه ثم قال : طليقتي 


تالا بصدمة : بجد! وندمان صح؟ حبيتها لما سبتها صح؟


كرم بنفي : لا بحبها من زمان اوي، مش حوالي تمن سنين بس هي بتحبه وأنا مقدرتش اخليها تنساه، وفي ظل أنانيتي أذيتها كتير اوي، جايز هو محبهاش ربع حبي ليها بس قدر يعطيها قيمتها 


تالا وهي تربط على كتفه : متزعلش ربنا بإذن الله يديك الأفضل منها 


كرم بتنهيد : بإذن الله ... أنا كرم 


تالا بإبتسامة : وأنا تالا. 


ضحكت جايدا بصوت عالي وزياد يديرها عدة مرات ثم عاد يضـ ـمها، مـ ـسك يـ ـدها ووضعها على قلبه فقالت : زياد 


زياد : هممم 


جايدا بإبتسامة : أوعى تتخلى عني مهما يحصل، أنا بحبك ومليش غيرك في الدنيا، أنت الوحيد اللي لو لفيت واديته ضهري مستحيل يضربني 


لمعت الدموع في عيناها ثم احتضنته بقوة فبادلها، الأعمى يرى حب جايدا وزياد ... وقف چمان بجانبه قائلة : هي بتحب جو..زها اوي ومعاهم ولد، متخربش حياتها وحياتنا 


ياسين بحزن دفين : محدش يعرف أنا حبيتها قد ايه، هي كانت روحي والحلو اللي قولت ربنا بعته .. دا ذنبك 


چمان بنفي : لا او جايز مش عارفة، أنت مكنتش وفي ليها عشان تستنى وفائها 


ياسين وهو يؤكد برأسه : معاكي حق 


أدارت سيلا وجهها وهي تضحك وجدت كرم، شحبت ملامحها وأشاحت بوجهها عنه، تحدث يوسف باستغراب : مالك يا حلو؟ 


سيلا بهدوء : مفيش 


اخرج عبوة قطيفة من جيبه وابتعد قليلاً يأخذ مايك من احد منظمي الحفلة ثم جلس على ركبته قائلاً : سيلا تقبلي تتجوزيني؟ 


عشق بغيظ : كملت، كان لساني يتشل قبل ما اقول عايزة حفلة، بوظتها يا رعد وارتاحت 


فكر في البداية أنها تمزح إلا أنها بالفعل كادت تبكي، نظرت سيلا حولها ولأنها لم ترغب أن يكون الانتقام بفضيحة له وافقت، اطلقت تنهيدة مستاءة حين البسها الخاتم 


أنتهت الحفلة بعد ساعة ونصف، وتجمع كل من يخص الموقف في الداخل، نظرت جايدا لهم ثم انطلق ابنها باتجاهها لتحمله قائلة : يلا يا زياد عشان خاطري


زياد : أهدي بس لأننا محتاجين نتكلم 


يارا بانفعال : البنت دي خربت بيتنا، ولسه راجعه ليه؟ 


زياد بهدوء : هي مش فاكرة حاجة وبرضو هي مش راجعة لحد، أنتم اللي دورتوا عليها مش هي 


مالك بغضب : دي نصابة، دي خربت بيتنا وضيعت فلوسنا 


زياد بحدة : أنا مسمحش لواحد فيكم يقل منها فاهمين؟ قولي خسرتكم كام وأنا ادفعه بس تحترموا نفسكم 


يارا بحدة وانفعال : أنت مفكر نفسك ايه! أحنا مش بنتكلم في قروش دي مبالغ أنت نفسك متحلمش بيها .. نصابة اتجوزت شحات 


هنا شعرت جايدا بالدماء تندفع داخلها لتصرخ بها : اخرسي قطع لسانك يا زبالة، اللي بتكلميه دا أعلى منك ومن عيلتك كلها، دا دكتور محترم مش ناقص تربية ذيك


اندفعت يارا باتجاهها وكادت تهجم عليها لولا يـ ـد چيلان التي دفعتها قائلة : يارا دي أختي 


يارا بغضب : أنتِ بتزوقيني صحيح ما أحنا لمينا وعملنا للشحاتين قيمة 


عشق بحدة لرعد : قسمًا عظمًا لو ما اتكلمت لهجيبها من شعرها، أنا عاملالك احترام اعمل لأهلي احترام 


تحدث رعد بنبرة عالية : خلصتوا! الولاد تحت ولو مفيش للكبار احترام احترموا الصغير اللي المفروض بنربيهم ... زياد لو سمحت اقعد وأنا أسف على قلة الأدب اللي حصلت


جايدا : قلة تربية


رعد بضيق : لو سمحتي 


جلس الجميع ودخل الأطفال بينما اندفع زاد لحضن والده، مسكت جايدا يـ ـده كأنها تستمد منه القوة فاردف رعد : هي الوقتي أخت عشق وهتشوفوها كتير، اللقاء دا حصل عشان النفس تصفى ولو مصفتش يبقى في احترام واللي حصل دا أنا سكت احترامًا ليكم ولأنكم ضيوفي


يارا بتمتمة : نصابة 


ياسين بزفير : هي مش نصاية يا يارا، ومحدش شال همي يبقى محدش يعمل حبيبي الوقتي، كفاية يلا قوموا روحوا


عشق بمناغشة : وأنت كمان معاهم


وقف محمد مع ثناء قائلاً : أحنا كمان يا ابني نستأذن ويا بنتي أحنا مش شحاتين، أنتم خدتوا بناتي بقيمتهم والظاهر الجوازة اللي يتخاف منها بتطلع لولاد الأصول بس


أكملت ثناء قائلة : ولو جايبين لينا حاجة خدوها، يشهد ربنا بناتي مخدوش منكم جنيه وادوه لينا، وربنا يخليلنا عشق وجو..زها وجايدا وجو..زها، رجالة ونعم، رعد على طول بيسأل عننا وزياد من يوم ما عرف صلة القرابة وهو كل يوم يشوفنا لو محتاجين حاجة


نظرت چيلان للأرض وفرت دموعها بحزن، تحدثت چيلان : يلا يا أحمد 


مالك باستغراب : رايحة فين؟ 


تجاهلته وهي تمسك يـ ـد ابنها فأكمل وهو يمسك ذراعها : چيلان 


چيلان وهي تدفع يـ ـده : رايحة مع أهلي يا مالك، سيب إيـ ـدي لو سمحت يلا يا أحمد 


محمد : چيلان استهدي بالله يا بنتي وحصل خير 


دفعت يـ ـد زو..جها قائلة : بكفاية نقرالي في حياتي، جايه الوقتي على أهلي ... شكلي ايه أنا واختي وهما اللي ربونا وعلمونا وفي الآخر لا كنا بارين بيهم ولا جبنا ليهم اجواز عدله، بناقص دي جو..ازة 


مالك بصدمة : أنتِ بتقولي ايه؟ 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة