-->

رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 6

 

قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية عشق الرعد الجزء الثاني

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل السادس



وقفت جايدا أمام ياسين والدموع تنهمر من عيناها، لقد قام بمواجهتها بكل شيء وأجل هي مخطئة، تحبه لكنها قامت بتدميره وكسر كل شيء جيد بينهما، برغم قسوته التي يحاول إخفاء حبه بها إلا أنه لم يعرف كيف يخفي حبه لها 


جايدا ببكاء : أنا أسفة بس كان .... 


نظرت لأعلى وجدت أحدهم يسلط السلاح على ياسين، شهقت قائلة : ياسين 


اندفعت ووقفت أمامه ليتم إطلاق رصاصة عليها، نظر ياسين لأعلى ومسكها قائلاً : جايدا 


التفتت وقامت باحتضانه ثم همست له : سامحني، بحبك يا ياسين 


لم يشعر بالاشتباك الذي حدث ولا كيف أخذوها منه، لقد قاموا بنقلها لمكان معزول وتحدث احدهم : البت دي معتش ليها لازمة، ارموها في أي خرابة واضربوا نار عليها خليها تمـ ـوت، لو ياسين خدها هنضيع 


ظهر أنين منها وهي تشعر بهم يحملوها، قام أحدهم برميها ووضع يده في جيبه ليردف : المسدس فين؟ هجيبه من العربية 


ارتجف جـ ـسدها ووضعت يـ ـدها محل قلبها حيث دخلت الرصاصة المجاورة للقلب، وقفت وتحاملت على نفسها وجرت، خرجت للطريق وقبل أن تتحرك أتت سيارة وقامت بضربها 


صوت فتاة تصرخ : أنت عملت ايه؟ موتها البنت باينها مـ ـاتت 


جايدا بخفوت : ياسين 


رد الشاب عليها : يلا نهرب قبل ما حد يشوفنا 


وسمعت صوت السيارة تفر هاربة في نفس الوقت أتى زياد بسيارته، نزل منها حين وجد الفتاة واتجه لها قائلاً : لا حول ولا قوة الا بالله، مين اللي عمل كده؟ أنتِ سمعاني


جايدا بخفوت : هيقتلوني، الحقني 


زياد : اسمك ايه طيب؟ فين أهلك؟ منين؟ 


جايدا بتعب : اسمي جايدا وأنا يتيمة، هيقتـ ـلوني 


وجد نور سيارة قوي فمسكت يـ ـده قائلة : هما جاين يقتلوني الحقني 


ادارها ورفعها بين يـ ـديه ثم فتح باب سيارته ووضعها، اتجه للجهة الأخرى وبدأ القيادة سريعًا، الدماء تخرج من كل مكان في جـ ـسدها، نظر لها وجدها تفتح عيناها ببطء، يا الله لقد غرق زياد في ظلمة عيناها التي كالبحر في صفائه 


وصل بها للمستشفى وحملها ثم دخل معها للعمليات، جرح صـ ـدرها كذلك رأسها وبعض الكدمات، كل هذا في جسد أضعف مما يكون 


عام كامل تتعافى من كل ما أصابها، لقد اضطر زياد على إخبار الجميع أنها خطيبته واخذها إلى الإسكندرية حيث مدينته الأساسية 


بعد مرور عام

فتحت جايدا عيناها ببطء وأول من رأته هو زياد، ابتسم لها بخفة ثم قال : حمدلله على سلامتك يا جايدا، قوليلي حاسه بأيه؟ 


جايدا بتعب : صداع، أنت مين؟ أنا ... أنا مين؟ مش فاكرة حاجة 


زياد بإبتسامة : هحكيلك كل حاجة بس الوقتي ارتاحي


عادت جايدا تنام وبقى زياد يعتني بها، لم تختلط بأحد سواه وبعد ذلك اخبرها بظروف لقائهم كذلك غيبوبتها حتى كونه خطيبها أخبرها بهذا، تحدثت جايدا : أنا مش عارفة اشكرك أزاي، حاسه إني تقلت عليك 


زياد بمرح : اة اوي قومي يلا امشي 


نظرت له بالزهول فانفجر ضاحكًا ثم قال : بهزر يا بنتي، في دكتور علاج طبيعي هتجيلك بعدين نقوم نحاول نمشي شوية، وأنا جنبك لحد ما ترجعي أحسن من الأول 


ضمت شـ ـفاها تحاول منع نفسها من الانفجار في البكاء، ربط على كتفها قائلا : متقلقيش أنا معاكي لحد ما نجيب أخرنا سوا 


ظل زياد بجانبها لتكمل فترة نقاهتها، كان هو ونسها وما تعرفه في هذا العالم، ذات يوم سندها وخرجوا يسيروا سويًا ثم جلسوا في الحديقة معًا، نظر للورود بحزن وشردت فيما سوف يحدث، وقف زياد واحضر لها وردة ثم مد يـ ـده لها بها 


جايدا بإبتسامة طفيفة : شكرًا 


جلس زياد بجانبها ولف وجهها له قائلاً : عقلك فين؟ 


جايدا بدموع : هيكون فين، خايفة، هانت وهطلع من المستشفى وبعدين هعمل ايه؟


زياد بإبتسامة : دي مشكلتك، أنا مش قولتلك هجبلك شقة وهتكملي علاجك لحد ما تفتكري وليومها أنا مسئول منك 


جايدا بحزن : أنت ايه اللي جابرك على كل ده، قولها في وشي إنك زهقت، قولي اطلعي من حياتي 


زياد بتنهيد : والله أنا لو عليا ما عايزك تطلعي من حياتي خطوة 


توترت ملامحها وشعرت بسخونة في وجنتيها، انفجر ضاحكًا وهو يقول : ليه الكسوف دا كله


جايدا : أنت بتحب الهم والغلب 


مرر إصبعه أسفل عيناها واردف : كنت مفكر عيونك زرقا بس طلعت فيروزي، حلوين عجبوني اوي، بفكر لو حصل واتجوزنا ولادنا هيطلعوا شبه مين


جايدا بخجل : زياد! 


زياد بحدة مرحة : دكتور زياد، أنتِ هتنسي نفسك ولا ايه؟


ضربته بخفة في كتفه فأعاد الضربه في كتفها، لتبدأ بضربه وهو يردها لها حتى انفجرت ضاحكة ثم اندفعت لحضنه


شهدت المستشفى كلها قصة الحب التي تولدت بين زياد ومريضته او خطيبته كما يُقال، غيرتها عليه التي سببت له العديد من المشاكل، وصوتها العالي حين تجد واحدة قريبه منه، جنانها عليه في بعض الأحيان جعل الجميع يتأكد من حبها له 


زياد بزفير : خلاص إفراج يا شيخة هتطلعي من المستشفى وهعرف اشتغل كويس


جايدا بغيظ : قول كده بقى عايز الجو يخلى ليك، بعينك مش هخرج أنا أصلاً هخرج اروح على فين 


انحنى أمامها قائلاً : ايه ده هو أنا مقولتش ليكي، مش هنكتب الكتاب قبل ما تخرجي 


جايدا بصدمة : بتتكلم جد 


زياد بغمزة : أنا راجل دوغري ومليش في الهزار، هاا القمر يحب الفرح يبقى فين؟ 


ضحكت جايدا بسعادة وهي تقول : زياد.


ومنها نعود إلى الوقت الحالي حيث يقف ياسين بسيارته أمام نفس المنزل يتابعه، تذكر ضحكتها ذات حين عادوا من حفلة ونزلت من السيارة 


جايدا : ياسين انزل، يا نهار أبيض بطل بقى اللوح اللي عايش فيه ده 


ياسين : اطلعي هتاخدي برد 


جايدا بإبتسامة : ومالو بس أعيش اللحظة، تعالى 


نزل من السيارة فسحبت يـ ـده وبدأت ترقص معه، تعالت ضحكته وهو يندمج ويجن كما تفعل هي، ضغط على عجلة القيادة بألم وداخله يرفض إخراجها من حياته. 


❈-❈-❈


وقف الجميع ينزل للطفل الذي أتى مع الدكتور زياد، جايدا تبكي بإنهيار وتتشبث بملابس زو..جها، أتى طبيب وبدأ يفحصه ويوسف يتابع هو وسيلا الذي تنظر لجايدا بأسف 


يوسف : لا حول ولا قوة إلا بالله، واضح إن ابن الدكتور بتاعك 


الطبيب بعملية : تسمم، دكتور زياد تتفضل 


كاد يذهب شعر بجايدا فنظر باتجاهها وجدها تبكي بصوت عالي كالطفلة، نفى برأسه وهو يأخذها في حضنه قائلاً : مش هعرف عشان مراتي، أعمل اللازم ابني حياته بين إيـ ـدك


الطبيب : متقلقش هيبقى كويس 


ذهب الطبيب خلف زاد بينما دخلت جايدا في نوبة بكاء أقوى، اقتربت سيلا تربط على ظهرها وقالت : متقلقيش والله هيبقى كويس 


جايدا بانهيار : يا رب متخسرناش فيه يا رب، احفظه لينا


زياد بحزن : أهدي يا حبيبتي والله هيبقى كويس، هو قوي


كادت تقع بين يـ ـديه فثبتها وجلس بها، ظلت تتشبث به وتبكي وسيلا جلست بجانبها تواسيها، سيلا : ادعيله وبطلي عايط، يعني باباه الوقتي يقلق عليه ولا عليكي


تعالت شهقات جايدا وهي تقول : هو قوي، يقلق علينا احنا الاتنين عادي 


زياد بإبتسامة : لا مش قوي وأهدي عشان أنا خايف عليكي 


دفنت وجهها في صـ ـدره وجلس يوسف على طرف الكرسي، حاوط عنق سيلا التي نظرت له بحزن، أتى الطبيب لهم وقال : حمدلله على سلامته، متقلقوش عملنا ليه غسيل معدة والولد ما شاء الله بطل ذي باباه 


جايدا بلهفة وهي تقف : اشوفه خمس دقايق 


الطبيب : ماشي بس متتأخريش عنده


اتجهت سريعًا بينما شكر زياد يوسف وسيلا ثم ذهب خلف زو..جته، نظرت سيلا له وجدته ينظر خلف جايدا فضربته في بطنه قائلة : حلوة اوي 


يوسف : يا بت مش كده، البنت دي نسخة من جمان صح؟


نظرت سيلا خلفها ثم له واردفت : تصدق فعلاً البنت دي شبهها اوي، ممكن تكون أختها 


يوسف : ملهاش أخوات غير چيچي، استني ليها جايدا توأمها بس دي ... سيلا 


سيلا : في ايه؟


يوسف : جايدا اكيد دي توأمها، جايدا عيونها كانت فيروزي كمان 


" سيــــلا "

اندفع يعقوب باتجاهما بعدما ناد على سيلا، حمله يوسف بيـ ـد والآخرى تثبت سيلا، قبلت كلتا وجنتيه وهي تقول : وحشتني قد الدنيا دي كلها 


يعقوب : وأنتِ كمان، ازيك يا بابا يا حبيبي 


يوسف مقلدًا إياه : كويس يا بابا يا حبيبي 


حورية باستغراب : أنتم واقفين بره ليه يا عشاق، وفين عشق؟ 


عشق بنفاذ صبر : عشق زهقت وجو..زها وولادها وحشوها، سيلا يلا نخرج وتعالي اقعدي معايا والله هكون جنبك بس بجد بهدلتوني 


سيلا بأسف : عارفة يا حبيبتي وحقك عليا، روحي ومتشغليش بالك بيا 


عشق بضيق : دا أنيل، طول منا في البيت وعقلي معاكي، أنتِ مفكرة كده بتريحيني 


سيلا بتنهيد : خلاص هخرج بس عايزة اشوف شقة عشان اجيب ماما عندي 


عشق بعتاب : اخس عليكي يا سيلا، شقة ايه وأنا موجودة


يوسف : أومال شقة والسرايا موجودة ولا ايه! 


عشق بحدة : أنت بتتريق 


يوسف بتأكيد : اة بتريق، سيلا هتاخد شقة في عمارتي تعيش فيها مع مامتها لحد ما تقوم بالسلامة، هي مش هتعيش عند حد وكله بتمنه يا سيليو 


سيلا بحدة : مش موافقة .. مش هعيش معاك 


يوسف بإبتسامة : والله أتمنى تعيشي معايا بس للأسف مش هينفع 


عشق بخفوت : سافل 


يوسف : شيخة عشق تخطينا أمر شيخ رعد، وكان جوايا سؤال يعني الشيخ رعد شيخ معاكي والوقتي نفس السؤال الشيخة عشق شيخة مع رعد 


ضربته في كتفه قائلة بمرح : دا رعد يا ولد، شيخة ايه بس دا أحنا بنسيب كل المبادىء على باب الجناح 


تعالت ضحكاتهم ليردف يوسف : فاكرة يا بت يا عشق زمان، أيام ما كان معندناش مبادىء، لا بس الجوازة الصالحة بتصلح 


عشق بضحك : والظاهر أنت ولا جوازة ليك صالحة


سيلا بتوعد : ماشي، المهم تكونوا شايفين كده


عشق وهي تضرب كتفها : أنتِ قلبه يا بت، يوسف غلبان والله من غيرك 


يوسف : أختي أختي مش أي كلام، بالحضن يا بت 


حورية بمرح : أوعى الشيخ رعد يوصل يشوفك حاضن كده ولا كده 


زادت ضحكاتهم وأتى زياد لهم، تحدث بإبتسامة : أنا بجد بشكرك يا مدام سيلا على وقفتك 


سيلا بإبتسامة : مفيش داعي، المهم الولد عامل ايه؟ 


زياد : بخير


اقتربت جايدا منهم فنظرت عشق لها بصدمة، حاوط زياد خـ ـصرها قائلاً : جايدا كمان حابه تشكركم 


نظرت عشق ليوسف الذي نظر لها وقالوا في نفس واحد : جايدا!! 


زياد بتأكيد : ايوة دي جايدا مراتي 


عشق بعدم استيعاب : جايدا أزاي؟ أنتِ مش موتي 


يوسف : استني بس هي مش تاهت ولا ايه! جايدا أزاي يعني 


جايدا بتوتر : أنتم تعرفوني 


أكد الاثنان برأسهم فاندفعت لحضن زياد تستمد منه الأمان، أتى رعد في نفس الوقت ملقيًا السلام : سلام عليكم


ردوا عليه ورفعت جايدا وجهها ليخفي رعد صدمته ببراعة، تحدثت حورية بتذكر : ايوة افتكرت استنوا جايدا 


زياد وهو يضمها : أنتم تعرفوها منين؟ 


حورية : دي جايدا سكرتيرة ياسين وخطيبته صح؟ 


عشق بتأكيد : ايوة دي جايدا توأم چمان 


يوسف بتأكيد : أيوة دي جايدا التايهه 


عشق وهي تلكزها : يا بت أنا عشق بنت خالتك، اومال بيقولوا عليكي بتلفي وتدوري وتناغشي أزاي؟ 


رعد وهو يسحبها : بس يا عشق


زياد : يا جماعة مراتي مش فاكرة حاجة، هي فقدت الذاكرة من كذا سنة فلو عارفين حاجة عنها عرفوني 


تذكرت عشق چمان لتردف سريعًا : لا مش عارفين، خلاص ربنا يسعدك 


يوسف بضيق : لا عارفين أنتِ بتكدبي ليه؟


حورية بغيظ : عشان چمان يا غبي ركز 


يوسف بتذكر : اة چمان، لا منعرفكيش يا بنتي أنتِ تعرفيني لا صح يبقى فرصة سعيدة 


سيلا بحدة : أعقل 


يوسف بزفير : حاضر 


تحدث رعد بعملية وهو ينظر لزياد : يا دكتور أيوة أحنا نعرف المدام ومن اكتر من تسع سنين، وبعدها عرفنا أهلها الحقيقين بس كنا مفكرين إنها توفت، الوقتي أنا عايز اعزمك بإذن يوم الجمعة أنت والمدام في بيتي، أنا رعد الشافعي 


ومد يـ ـده لزياد الذي نظر حوله بزهول ثم ليـ ـده، مهلاً رعد الشافعي مالك المستشفى هو نفس الشخص رفيق هذه المريضة، مد يـ ـده يسلم على رعد ولم يتوقع أن المدير صغير في السن هكذا فهو توقع أنه عجوز في آخر عمره لذلك لا يعطي اهتمام للمستشفى 


زياد بإبتسامة : دا شرف لينا طبعًا يا دكتور 


عشق بضحك : لا مجبش طب دا كان فاشل 


يوسف بضحك : ما بلاش نتكلم على الفشل، لا الحوار مش كده رعد ابننا ظابط 


زياد بضحك : مختلفناش يا باشا 


ضحك الجميع بما فيهم عشق التي كانت تتوق لمثل هذه التجمعات، أتى آدم والقى السلام عليهم ثم قَـ ـبل وجنتيه زو..جته واردف : واقفين ليه كده؟ وموقفين التعبانة دي ذنبها ايه؟ 


سيلا بإبتسامة : أنا كويسة 


يوسف بضيق : بس أنا مش كويس، أنتِ وابني عليا ... شيخ رعد واقف وعيب اوي 


رعد بهدوء يليق به : شيخ ايه بقى وربنا موجود، أنا شيلت إيـ ـدي منك وعملت اللي عليا 


يوسف بمرح : چميلك ده فوج راسي من فوج فوج فوج 


حاوط رعد كتف عشق قائلاً : لأجل عين تُكرم ألف وأنا مخدتش منكم اي عين 


عشق : يا سلام مش كان عشان يعقوب 


رعد بإبتسامة طفيفة : ويعقوب عشان مين؟ 


عشق بإبتسامة : يوسف 


حرك رعد رأسه بخفة قائلاً : مين يوسف؟ 


لأول مرة يندمج رعد أمام أحد مع زو..جته، منذ سنوات لم يقم بهذا الفعل أمامهم، حقًا رعد عاد يتغير للأفضل لأجلها، جلست عشق مع سيلا في غرفتها بعدما ذهب الجميع 


سيلا بإبتسامة : رعد اتغير صح؟ 


عشق باستغراب : اتغير أزاي؟ دا رعد بتاع أمبارح والنهاردة وبكره 


سيلا : مقصدش يا بنتي أنا اقصد إنك مع الوقت بقيتي مش عشق أيام الجامعة، في حاجات وقعت منك كتير


هزت عشق رأسها بتفهم للسؤال ثم ردت : ايوة فهمت تقصدي ايه بس اللي حصلي مش بسبب علاقتي مع رعد يا سيلا 


سيلا باستغراب : بجد! أنا وحورية فكرنا إنه اتغير فأنتِ بقيتي كده


نفت عشق برأسها ثم قررت أن تفرغ ما بداخلها لسيلا : ولادي يا سيلا استنزفوا مني كتير اوي، رعد ملوش ذنب بالعكس إنه يحاول ينظم وقتنا دا مش سهل، سيلا أنا فوقت لقتني أم لست ولاد ومسئولة عنهم كلهم، أكل شرب لبس نوم مذاكرة لعب حفظ قرآن لدرجة نسيت نفسي، البنون من زينة الحياة بس مش بالشكل اللي أنا عملته في نفسي ده، مش ندم بس صراع واللي زاد وغطى تعلق رعد بيهم، أحيانًا يظهر إنه غيران منهم بس الحقيقة إني أنا اللي بغير من حبه ليهم، بقيت أحس ساعات إني مليش مكان ودا خلاني أضعف ومعتش عشق بتاعت زمان ... يلا ربنا يخليهم ويهديهم ويعوض تعبنا خير فيهم 


ربطت سيلا على يـ ـدها قائلة : عارفة إن يوسف وعمار رموا حملهم عليكي، واللي معاها واحد بصعوبة تقدر عليه إنما أنتِ حملك تقيل


عشق بتنهيد : سيلا أنا بنام بمعاد وبقوم بمعاد وبقعد مع الأولاد بمعاد كمان وقتي مع رعد بمعاد، متخيلة جوزك بلاش جوزك الشخص اللي بتعشقيه لو نفسك مثلاً تقعدوا سوا شوية مضطرة تستني للساعة عشرة بليل معادكم سوا .. رعد كمان ربنا يعينه سبت حد اتنين تلات في المركز ويا ريته بيقعد هو في جنايات، أربع وخميس في الشركة، جمعة ملك لولاده، والوقتي اللي المفروض يفضى لنفسه بيفضيه ليا كذلك أنا 


سيلا بإبتسامة : بس يا بت بيبقى في لهفة كده على بعض، ومفيش زهق ولا ملل 


عشق باستنكار : من رعد! دا بالذات لو عمر كامل وشي في وشه اربعه وعشرين ساعة مبزهقش، بنتشاكل كتير بس في لحظة متفهميش كنا متشاكلين ليه، شوية بنعشق بعض وشوية مش طايقين بعض، شوية متعصبين وشوية مقدرين، أحنا عايشين في فصام


زادت إبتسامة سيلا وهي تقول : أنتِ أحسن من غيرك، احمدي ربنا 


عشق : والله يا بنتي بحمده وكويس إني عشق، يعني لارا مش قادرة تتخطى خذلان أدهم وچمان الكل حاسس إن ياسين مش بيحبها وأنتِ ويوسف على الله حكايتكم وحورية عايشه في خوف وشك مع آدم ... أكيد أنا أحسن على الأقل لو حطيت رعد بين الف واحدة مستحيل يبص لواحدة، بشوف حبه ليا في كل مشكلة وكفاية حضنه وإنه بيعلي من شأني وبيديني حريتي على طبق من دهب


دعت سيلا لهم من كل قلبها، فحقًا كل شيء يهون أمام رفيق درب يستحق، وكان رعد لعشق خير الصديق والسند والعون من كل النواحي. 


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أيام تحديدًا يوم الجمعة

جلست سيلا على أحد الكراسي في غرفة الطعام، وحورية تقف مع عشق تساعدها في تنظيمها، جميعهم يتحدثن عن نفس الموضوع وهو جايدا وياسين، خاصة بعدما أخبر آدم ورعد زو..جاتهم بالحب الكبير 


عشق : ربنا يستر بقى، رعد قال محدش يعرف ياسين الوقتي 


سيلا باستغراب : وأما هو مش عايز يعرف صاحبه عزمهم ليه؟ 


نظرت حورية باتجاه عشق التي قالت : عشان عمو محمد وخالتو ثناء يا بنتي، يعني حرام دول أهل وملهمش ذنب في اللي أحنا بنعيشه 


سيلا بإبتسامة : تصدقي رعد دا قلبه كبير اوي 


عشق بمرح : جوزي يا شباب 


في نفس الوقت

وقفت جايدا أمام المرآة تضع آخر لمسات لها، ترتدي بنطلون أسود ضيق فوقه توب أسود كذلك حذاء ذو كعب عالي أسود وفوقهم جاكت جلد بني اللون، زياد يرتدي نفس الألوان كذلك ابنهم، حمل ابنه ونزل وهي خلفه ثم جلسوا في السيارة واتجهوا لقصر الشافعي 


وصلوا للقصر ولم يتمكنوا من إخفاء الانبهار الكبير به، هذا مملكة ليس مجرد قصر، اوقف سيارته حيث الباب الكبير ونزل وجد رعد وزو..جته في استقبالهما 


عشق بإبتسامة بشوشة : ايه النور ده! أهلاً وسهلاً 


ضمت جايدا ثم حملت الصغير تُقـ ـبله، سلم رعد على زياد واقترب من الصغير يمسك يـ ـده قائلاً : الحلو اسمه ايه؟


زاد : زاد 


حمله رعد قائلاً : طيب يا زاد تروح تلعب مع اخواتك الصغيرين عما الأكل يجهز 


زاد وهو ينظر حوله : أخواتي مين؟ 


رعد بصوت عالي : آدم، آدم تعالى يا بابا 


أتى الصغير فأنزل زاد قائلاً : خده يلعب معاكم يا بابا، خد بالك منه 


 ذهب الصغير مع آدم ودخل رعد مع زياد وزو..جته، كان محمد يجلس بجانب زو..جته كلاهما لا يفهم شيء لكن چمان وچيلان يدركوا ما يحدث، چمان تمنع دموعها بصعوبة وتكبت خوفها من القادمة 


رفعت عيناها حين وجدت رعد ليظهر خلفه توأمها يـدها في يـ ـد زو..جها، تحدثت عشق : خالتو، عمو محمد 


رفعوا وجوههم لتقف ثناء واتسع فمها، فرت الدموع من عيناها وهي تنظر للفتاة ثم لابنتها چمان، ابتسمت عشق قائلة : جايدا 


اتجهت ثناء لها وخلفها محمد الذي بكى بضعف، وقفت ثناء أمامها تحاوط وجهها بصدمة وهي تقول : بنتي


تحولت إبتسامة عشق لدموع تنهمر وهي ترى نفسها في جايدا وأمامها أحمد ونور، نور تحاوط وجهها وتقول : عشقي، أخيرًا ربنا رحمني وخلاني اشوفك يا بنتي، عشق


مسكت عشق يـ ـديها وشرعت بتقبيلهما وهي تقول : ماما، ماما أنتِ قدامي بجد! ماما أنتِ عايشة 


ضحكت عشق وسط بكائها وهي تُقـ ـبل يـ ـد والدتها وجبينها وتضمها قائلة : ماما ... بابا 


اقتربت تُقـ ـبل يـ ـده عدة مرات وتضمه معها وهي تقول : عايشين، جنبي، أنا شايفاكم بجد! أنتم هنا في حضني يا بابا ... أنا مش مصدقة يا نور عيني إنكِ قدامي وأنت يا بابا يا حبيبي، لو تعرف بنتك ايه من غيرك اة لو تعرف الفجعة اللي بتحصل كل اما افتكرك يا حبيبي، اهون عليك يا بابا تسبني أنت وماما، تسبوني في الدنيا دي وأنا روحي فيكم، اقولكوا على حاجة والله متعة الدنيا دي كلها ما تسوى من غيركم والقهر قصاد فجعة موتكم مش قهر 


وقعت عشق عن اقدامهم قائلة : أعيش العمر كله خدامه تحت رجليكم ولا تفارقوني لحظة، وجعى كبير اوي من غيركم يا روحي وكل الهنا اللي كان في حياتي، ارجعوا لحظة احضنوني وروني الأمل اللي في الدنيا من تاني ... يا بابا 


" بابا ... ماما " 

نظر رعد لها وهي تقول هذا ثم دخلت في نوبة بكاء قوية وهي تقول : القهر والوجع والخسارة كانت فيكم مش في اي حاجة، يا ريت الزمن يرجع لحظة بيا 


زاد بكائها فأخذها في حضنه لتهتف ببكاء مرير : أنا محتاجة فرصتهم يا رعد، لحظة بس احس بيهم 


والله إن متاع الدنيا لا يعوض لحظة من فراق الأهل، دقائق طويلة ثم عم الصمت وچمان تتابع بهدوء، جلست جايدا ملتصقة بزو..جها تستمد منه الأمان والقوة فبرغم كل شيء لم تطمئن


ثناء بلهفة : كلميني يا بنتي فينك السنين دي وعملتي ايه؟


جايدا بتوتر : اتعرضت لحادثة وروحت في غيبوبة بعدين لما فوقت مكنتش فاكرة حاجة ومكنش حد جنبي غير زياد


حورية بمرح : قصة حب يعني 


جايدا بتأكيد : ايوة حبينا بعض واتجوزنا والوقتي معانا زاد بس أنا لسه مش فاكرة حاجة


أتت الخادمة وهمست لعشق بشيء فاخبرت رعد الذي قال : الغدا جاهز، يلا اتفضلوا 


تجمعوا على الطعام ومن ثم أتى الأطفال خلف بعضهم، تحدثت جايدا : ما شاء الله 


همس زياد في أذنها : شوفتي حلوين أزاي! فكري معايا بقى


جايدا بمرح : افكر هنا يعني ولا ايه؟ 


ضحك بخفوت وبدأ يتناول طعامه، تحدثت بهمس : هما بيبصولي في اللقمة ولا ايه! 


منع زياد ضحكته بصعوبة فأكملت : شوف الولية أمي دي بتعمل ايه، هي بتقرأ المعوذتين ولا ايه! 


وضع يده على عيناه يضم شـ ـفاه، أتى يعقوب يُقـ ـبل كلتا وجنتي رعد ثم جلس في حضنه قائلاً : أكل معاك يا بابا


عشق بغيظ : انزل يا جزمة روح كُل مع أخواتك 


يعقوب ببرائة : حقا يا بابا ماكولش معاك 


سيلا بتمتمة : خبيث ذي واحد اعرفه 


نظر رعد له ثم لعشق الذي ضيقت عيناها بغضب، تحدث يوسف : يعقوب على ترابيزة اخواتك يلا 


ذهب الصغير بانزعاج وبدأ الجميع في تناول الطعام، نظر رعد باتجاه الأطفال وجد فهد ينظر لعشق بحزن ثم للطعام، كاد يقف وجد آدم ابنه جلس بجانب أخاه وبدأ يُطعمه قائلا بصوت لم يصل لهم : فهم في ضيوف ومينفعش ماما تسيبهم وتيجي تأكلك، يلا كُل من إيـ ـدي


فهد بحزن : عارف بس أنا مش بعرف أكل دي لوحدي 


ربط آدم على وجنته قائلاً : أنا اهو 


كلما كاد أسد يضع لقمة في فمه يرتفع رعد ويأخذها منه ثم يضحك بشقاوة، ترك أسد الشوكة ثم قال : هزعلك يا رعد، عايز أكل 


رعد وهو يحرك كتفه بلامبالة : محدش منعك 


غرس أسد الشوكة بقطعة اللحم وكاد يأكلها أخذها رعد وضحك، مسك أسد شعره قائلاً : ياض هزعلك 


عبست ملامح رعد وكاد يبكي، تنهد أسد مستغفرًا ربه كما يفعل أباه ثم بدأ يتناول قطعة وأخاه آخرى، ابتسم رعد وداخله يتمنى أن يبقى أولاده قلبهم على بعضهم للأبد. 


نظر زياد باتجاه چمان الشاردة ثم نظر لزو..جته، ضربته قائلة بحدة وخفوت : عجباك اوي 


زياد بجدية : شبه بعض اوي بس العيون الزرقا دي بتبقى سحر


اشتعلت أعين جايدا وتركت الشوكة ثم بدأت بضربه قائلة : طب قوم من جنبي يا ابو عين زايغة، قوم يلا 


انتبه لهم الجميع، مسك زياد يـ ـدها وضحك بخفة قائلاً باحراج : عدى سنين بس لسه الخبطة مأثرة على رأس المدام 


جايدا بحدة : ما تقولهم المدام ملبوسة بالمرة 


زياد بضحك : لا هما شايفين بنفسهم 


ضحك الجميع وساد المرح، حاوط زياد عنقها يسيطر على يـ ـد والآخرى تأكل بها، تحدث بإبتسامة : مع إن عينك الأحلى والمميزة أكتر بس فرضًا هي أجمل بمراحل، أنا محبتش شكلك يا جايدا أنا حبيت جايدا نفسها 


لمعت عيناها بعشقه ثم قالت بخفوت : بموت فيك 


عاد الكل يتجمع وثناء تتحدث مع ابنتها: جوازتك حلوة يا جايدا 


جايدا بتأكيد : أيوة الحمد لله


چمان بجمود : بتحبيه؟ 


جايدا باستغراب : مكنتش اتجوزته 


چمان بهدوء : عادي جايز اتجوزتيه عشان مناسب مثلاً


جايدا : مفرقتش كتير المهم مبسوطة في حياتي ودا اللي عايزين توصلوا ليه اظن 


چمان بحدة : يعني مش بتحبيه 


جايدا بانفعال : يفرق عند حضرتك حاجة، ايه ده!


وقفت وكادت تذهب لزياد مسكت عشق يدها قائلة : راحة فين يا بنتي أهدي


جايدا بحدة : هي دي تعبانة في دماغها، هي مالها بحياتي بحبه مبحبوش عايشه معاه في الحلال او الحرام 


عشق بضحك : أهدي وتعالي نتكلم 


اتجهت مع جايدا في مكان ثم قالت : بصراحة ومن غير ما اخبي كان في مشروع جواز بينك وبين جوز چمان، وكنتم بتحبوا بعض ودا موترها 


جايدا بضيق : يوترها ليه؟ أنا واحدة متجـ ـوزة ومبسوطة في حياتي بعدين هي شكلها حرباية أصلاً، بتاخد خطيب اختها 


بدأت عشق تشرح لها الوضع بشكل عام، ثم انهت حديثها : وبس يا ستي هي قلقانة منك ومعاها حق 


جايدا : تقلق ليه؟ أنا بحب جوزي اوي ومبسوطة معاه، واي ماضي في الزبالة 


عشق بإبتسامة مرحة : أهم حاجة الثبات على المبدأ 


نظرت جايدا باتجاه زياد الذي يتحدث مع رعد وفي جانبه شاب آخر، ملامحه الوسيمة هدوئه الظاهري جديته في الحديث، أي ثبات هذا فهو لا يوجد مع زياد لأن معه زياد وكفى


زياد بإبتسامة : بس كده أنت تؤمر، ابعته المستشفى وبجد مش محتاجني ما شاء الله في ألف دكتور أحسن مني 


رعد وهو يداعب شعر عمار : خلاص قريب هترحبوا بالمدير الجديد 


نظر زياد باتجاه جايدا ثم غمز لها فضحكت، جلس يوسف بجانب سيلا قائلا : مالك؟ نروح لدكتور 


سيلا بنفي : لا أنا كويسة، هبطانة بس


اتجهت جايدا حيث زياد وفتحت يـ ـديها تضمه دون مقدمات، ضحك الجميع بما فيهم زياد الذي حاوط خصرها قائلاً : المدام لما اوحشها 


ضحكت جايدا وهي تبتعد قليلاً ثم نظرت لهم، أرادت أن تخبر الجميع أنها تكتفي بزو..جها، مزح يوسف معها قائلاً : مش هناكله يا ست جايدا 


عشق بسخرية : يعني أحنا اللي هناكل سيلا هانم


يوسف : الشيخة عشق حاسبي لتقولك بتحضني جوزك يبقى حرام 


جايدا بضحك : ايه! 


انضمت حورية لهم قائلة : متاخديش في بالك يوسف من كتر ما اللي بيعمله حرام فكر كل حاجة حرام 


يوسف : السوسة التالتة جات، دي السوسة الأولى


وأشار على عشق التي قالت بخبث : والتانية حبيبة القلب


نظر باتجاه سيلا التي ضيقت عيناها ليردف : دي جايدا يا حبيبي بقت من الحزب 


اندمجت جايدا معهم وشرعت في الضحك، ذهب رعد وجلس مع عمار وآدم يتابع زو..جته قليلاً ثم يعود وينظر لهم، چمان تتابع أختها وزوجها بقلب منفطر وهي تجده يُقبل أنفها، ضحك زياد قبل أن يضمها أكثر وقال : لا دي غيورة بس إنما مش خنيقة


عشق بحماس : ييي ذيي يعني


جايدا بضحك : شكله داء بيجري في دمنا، بقعد في البيت ودماغي تقعد تجيب وتودي طول ما هو بره، بيكلم مين بيعمل ايه بيقول ايه 


تعالت ضحكة عشق وهي تؤكد برأسها ثم نظرت لرعد الذي اشار لها بالصمت، تحدثت حورية بفضول : قوليلي يا جايدا اتجوزتوا عن حب 


نظرت جايدا لزياد ثم قالت : اعتقد، هو بصراحة مكنش ليا حد غيره وكان باين إنه بيحبني فشفقت عليه وحبيته 


زياد : يا سلام! 


عادت تضحك بصوت عالي كذلك هو، نظرت باتجاه أختها ثم رفعت وجهها تُقـ ـبل وجنة زياد كأنها تخبرها ألا مكان للماضي


ثناء بإبتسامة : تعالي يا جايدا معانا النهاردة 


چيلان بلهفة : اة يا جايدا أنا هبات بأحمد وچمان وبيبرس خلينا ناخد فرصتنا ونتعرف على بعض 


تنهدت چمان قائلة : مش حابه تتعرفي على أخواتك، خلاص معتش لينا غير بعض أحنا التلاتة 


رفعت عشق وجهها لچمان بصدمة تحولت لألم دفين، اعتدل يوسف وحاوط عنق عشق يقربها قائلاً : أيوة يا جايدا روحي مع أخواتك، والوقتي بقيتوا تلاتة وأحنا تلاتة صح يا عشقي؟ 


نظرت چمان لعشق ووعت لحديثها، قَـ ـبل يوسف جبينها ويـ ـدها ثم قال : أنا أكبر إثبات إن الأخ الولد أحسن صح؟ 


عمار بمرح : الأخت مستحملة قرفك وقرفي برضو 


عشق بضيق : وأنا ليا مين غيركم يا بهايم 


يوسف بخبث : أوعى، الشيخ رعد طار 


نظرت باتجاه رعد الذي يتابعهم ويبتسم كأنه أراد أن يفعل يوسف هذا ويؤكد لعشقه أن لها غيره، نظرت عشق ليوسف قائلة : تعرف يا واد يا يوسف ايه الفرق بين ماما نور وماما عاليا 


يوسف : ايه؟


عشق بإبتسامة : ماما نور جابتني للحياة إنما ماما عاليا جابت ليا الحياة 


لمعة أعين رعد كانت كفيلة بجعل قلبها يرقص طربًا، تعالت الضحكات وتحدثت جايدا : مش هعرف يا بنات، زاد مش هيعرف يقعد من غيري 


عشق بخبث : زاد ولا زياد؟ 


عاد الجميع يضحك كذلك جايدا التي قالت : زياد يا عشق ارتاحتي، مش هعرف أبات بعيد عن جوزي 


يوسف : عقبال مرا..تي ما تبقى ذيك وذي عشق 


سيلا بسخرية : مش لما تبقى ذي رعد او زياد 


اطلق يوسف زفير متعب وهو يُقـ ـبل جبين عشق، ربطت على كتفه قائلة : متزعلش والله هتفرج


قرر زياد الذهاب بزو..جته وبالفعل بدأ رعد وعشق ويوسف يودعوا الجميع، سحب رعد عشق لحضنه ثم قَبـ ـل جبينها قائلاً : حد قالك قبل كده إنك بكاشة 


عشق بانزعاج : أنا بحبك 


مسك يـ ـدها وقَـ ـبل باطن كفها قائلاً : مش بس أنا اللي بحبك، أنتِ الدنيا كلها بتحبك 


عشق : عايزاك أنت تحبني 


رعد بصوت عالي : يا نهار أبيض


عادوا جميعًا للداخل وخلعت عشق حجابها قائلة : اللمة حلوة يا ولاد 


التقط رعد كتاب ثم فتحه وبدأ يقرأ، يوسف يجلس بجانب عمار يتحدثوا وهمس تتحدث مع سيلا وعشق، أقبل الأولاد خلف بعضهم وذهب يعقوب لسيلا 


رعد بقلق وهو يحمل رعد الصغير : مالك يا يعقوب؟


يعقوب وهو يخفي وجهه في عنق سيلا : أنا قلبي واجعني اوي 


يوسف : خدت العلاج 


أكد برأسه ثم رفع وجهه لسيلا التي قَـ ـبلت وجنته وضمته لحضنها بقوة، همس تحمل صقر وتتحدث معه بينما فهد في حضن والدته وأسد يتناقش مع يوسف أما آدم فيسأل عمار في مجاله 


عمار بإبتسامة : عايز تطلع دكتور ولا ايه؟ 


آدم بنفي : لا بس عندي حب استطلاع، أنا بإذن الله همسك شغل بابا في الشركة واريحه 


عمار بإبتسامة : براڤو عليك، وأنت يا صقر عايز تطلع ايه؟


صقر وهو يحرك كتفه : أنا مش عايز اتعلم أصلاً


عمار بتشجيع : لا براڤو بجد، وأنت يا فهد؟


فهد دون وعي لأباه : أنا عايز اطلع رقاصه 


تعالت ضحكات الجميع إلا رعد الذي قال بحدة طفيفة : عيب يا بابا أنت راجل 


نكس فهد رأسه في حين غفى يعقوب في حضنها، وضعت يـ ـدها على قلبه ولم تستشعر دقاته، مسكت يـ ـده والأخرى عند أنفه لتجده يتنفس، بدأت تُقـ ـبل وجهه فاردفت همس : كل اما بيتعلق بيكي على فكرة 


سيلا بتنهيد : وأنا كمان بقيت بحبه اوي، هو يعقوب تعبان؟


همس : معرفش والله 


أشار رعد على كلمة في الكتاب ثم نظر لأباه : اقرأها يا بابا


رعد وهو يمرر يده على شعره : ديموقراطية


مسك رعد الكتاب من والده وبدأ يحاول القراءة، حان موعد أذان العصر فوقف رعد والجميع، اتجه لمسجد القصر يصلي هو وأولاده وهي مع الفتيات في المنزل، عاد رعد وصعد يرتاح كذلك شخص في غرفته 


عشق : جايدا لطيفة اوي 


رعد : أممم ... بتحب جوزها وهو بيحبها 


جلست عشق أمامه قائلة : هتعمل ايه مع ياسين؟ 


رعد : مش عارف، مكنتش عايز اظلم اهلها وفي نفس الوقت شايف إن الوقت مش مُناسب يعرف


عشق بتنهيد : چمان حامل ولارا حامل 


رعد بإبتسامة : متبقاش عشق كمان 


عشق بضيق : أنت مش مكفيك اربعة 


جذبها لتجلس ظهرها مُقابل له ثم قال : ولا عشرة شايلين دم عشق 


عشق : أنت بتضحك عليا عشان اقولك اة احمل بس لا، رعد عايزة اسألك سؤال


همهم وهو يُقـ ـبل عنقها فاكملت : لو قابلتني ومتحطناش في الأمر الواقع، مثلاً شوفتني في الحفلة بعدين اشتغلت عندك في الشركة، كنت هتحبني؟ 


رعد بإبتسامة : كنت بس مكنتش هستسلم ليكي، مكنتش هشوف فيكي عشق بتاعت النهاردة 


عشق بانزعاج : أنت صريح اوي


ضحك بخفة وهو يدير وجهها له يتأمله بعشق يزداد.


❈-❈-❈


خرجت جايدا من غرفة ابنها بعدما قامت بجعله ينام، وجدت زياد يجلس ويتابع التلفاز فأغلقته وجلست في حضنه تحاوط عنقه، نظر لها ثم للتلفاز وعاد ينظر لها قائلاً : اتشاكل معاكي؟ 


جايدا بانزعاج : بطل يا زياد بقى 


زياد وهو يمرر يـ ـده في شعرها : مالك يا جايدا ؟ حد مزعلك فيهم 


نفت برأسها ثم رفعت وجهه قائلة : أنا بموت فيك يا زياد


زياد بمرح : يا شيخة طب احلفي كده 


دفنت وجهها في عنقه ثم فتحت فمها وقامت بعضه، تأوه بقوة ثم انحنى يعاقبها بطريقته، جايدا تشعر بألم قوي في قلبها وداخلها خائف من جرح أي أحد، لا تتخيل أن يذهب كل الحب الذي تكنه لزياد أمام ماضي، مرر زياد يـ ـده على فمها وهو يتمدد بجانبها ثم قَبل جبينها بعمق 


جايدا : عشق قالتلي إني كنت بحب جوز چمان قبل الحادثة، والرصاصة اللي كنت واخداها كانت بداله عشان مبموتش


تغيرت ملامح زياد كليًا، انفجرت باكية وهي تندفع له تضمه بقوة ووجهها في عنقه ثم قالت : مش عايزة أحب غيرك يا زياد، أنا خايفة اوي 


اطلق زياد زفير متعب ثم قال : تخافي ليه؟ اللي بتحبيه بجد هتعرفيه، أنا مش عارف اقولك ايه بس أنا مش جاهز اخسرك يا جايدا 


رفعت جايدا وجهها فبدأ يمسح دموعها بشفتيه ثم ضمها يغرق معها في بحر عشقهما كأنه يثبت لنفسه أنه الوحيد الذي امتلكها. 


❈-❈-❈


مررت سيلا يـ ـدها في شعر يعقوب النائم، تذكرت أنها أتت لمنزل عشق حتى تنتهي شقتها الجديد وتتعافى جروحها الجسدية لكي لا تفزع أمها، يوسف يسير معها خطوة بخطوة كأنه يداوي ما فعله إلا أنها لن تنسى، يعقوب يزداد تعلقه بها يومًا خلف يوم كذلك هي 


دق الباب ثم فتحه قائلاً : ممكن ادخل 


سيلا بضيق : ما أنت دخلت، تعالى 


اتجه وجلس على الطرف الآخر من السرير، فتح الدرج ثم اخرج علاجها قائلاً : اتفضلي 


اخذته منه وتناولته ثم مررت يـ ـدها على بطنها، تنهد وهو يسند رأسه على ظهر السرير ثم قال : شقتك جهزت، مكنتش عايز اقولك عشان متبعديش 


سيلا باستنكار : ومين قالك إني قريبة يا يوسف


وقف يوسف واتجه لها، عقدت حاجبيها باستغراب وكادت تقف لكنه سحب قدميها لتنام على ظهرها ثم تمدد في حضنها، حاوطها بذراعيه ورأسه في عنقها 


سيلا وهي تدفعه : يوسف ابعد عيب كده


يوسف : اسكتي 


سيلا بغضب : ابعد بكفاية اللي حصلنا، يوسف 


لم يرد عليها، دقائق ثم ضمت رأسه لحضنها تغرق وجهها في شعره، شعر بدموعها وجـ ـسدها الذي يهتز ببكاء، رفع وجهه لها ومسح دموعها قائلاً : بتعيطي ليه؟ 


سيلا بحدة : وأنت مالك؟ 


مسك يـ ـدها ووضعها على وجهه ثم أغمض عيناه، مر وقت وشعرت أنه غفى في حضنها، ظلت تفكر لوقت طويل في وضعهما وفي الغد وفي فكرة عودتها له، أجل تعشق يوسف لكن هل بسهولة تتخطى وتعطي لأحد لرجل غدر بها سابقًا؟ 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع

انتهت عشق من الملف وقامت بمراجعته أكثر من سبع مرات، اليوم إجتماع خاص بصفقة مهمة وقد تم تكليفها هي وواحدة معها فيه، صعدت لأعلى ووقفت بجانب أكثر من عشرة موظفات لكل شخصية فيهم وظيفتها، دخلت غرفة الاجتماعات


أحد الفتيات : أنتِ جديدة هنا؟ 


عشق بنفي : لا بقالي اكتر من اسبوعين 


ضحكت ساخرة ثم قالت : يا بنات لازم نركز عشان اللي في الاجتماع النهاردة رعد بيه مش ياسين بيه وأحنا عارفين إنه مش بيحب الاستهتار 


ردت الآخرى : ايوة هو اطيب من ياسين بيه بس في الشغل صارم اوي، بس عسل عسل عسل 


عشق لنفسها : أنتِ هتقوليلي دا شربات مكرر، مش جوزي 


عادت الآخرى تقول : سمعت إن صفقة النهاردة مع لوسي أنس، بعد كل السنين دي رجعت هنا برضو 


دخلت ثالثه في النقاش وقالت : هي مش هتلاقي أحسن من شركتنا الصراحة بس يا حرام من حبها في رعد بيه فسخت العقد بعد ما اتجوز 


الفتاة بإبتسامة : هما الاتنين حلوين اوي سوا، كابل يجنن واعتقد الكل كان مستني اليوم ده بس لولا ما اتجوز واحدة تانية 


عادت السابقة تقول بعبوس : واللي سمعته مراته عادية اوي بس بيموت فيها، لا هي مشهورة ولا حاجة بس بيقولوا غنية 


استمرت الثرثرة وعشق تستمع بغيظ وصمت، عادت واحدة تقول : بس عادية يعني شوفي رعد بيه كان أمل كام واحدة وفي الآخر يتجوز صالونات وعادية، هتلاقيه مكسوف أصلاً يظهرها فمش بيحضر حفلات كتيرة بيها


أحد الفتيات : رعد بيه؟ معتقدش بس الصراحة مرات ياسين بيه جامدة، أهي دي اللي تليق برعد بيه


قاطعهم دخول سيدة ثلاثينيه فائقة الجمال، تضع من المكياج ما يكفيها ذو أعين زرقاء تطلق شرار، ترتدي جيبة قصيرة سوداء وبلوزة بيضاء تضعها في الجيبة وخلفها أسطول كما يُقال 


نظر للجميع بإبتسامة بعدما جلست وقال : تيم رعد منورين 


رد الجميع عليها إلا عشق التي تنتظر إطلالة بطل الحرباية هذه، دخل رعد وخلفه بسام ثم القى السلام وجلس، ابتسمت لوسي وهنا لم تتمكن من إنزال عينها من عليه، هز رعد رأسه بترحاب ثم بحث بعيناه عن عشق التي أمر بنفسه بمشاركتها 


بدأ الاجتماع وعشق تضع يـ ـدها على خدها تتأمله وهو يتحدث في مظهر لطيف، كلما وقعت عيناه عليها ابتسم بخفة ثم غمز لها ذات مرة 


عشق بدون صوت : بحبك 


ترك القلم ومرر أنامله على جبينه ثم اطلق تنهيدة بسيطة وهو يقول : الحسابات يقوموا يقولوا اللي في الملف


وقفت الفتاة التي مع عشق فأشار : لا اقعدي أنتِ قومي 


عشق بزهول وهي تشير لنفسها : أنا؟ 


رمقها بحدة ولكن لم يرد إحراجها، حمحمت وهي تقف فتغيرت ملامحه لأخرى وهو ينظر لها، بدأت تتحدث بثقة ولوسي تلك تستغرب نظرة رعد لموظفته فهو حين يستمع لا ينظر


رعد : تمام اقعدي


ساعة أخرى وأنتهى الاجتماع ليردف رعد : خلاص بإذن الله الأسبوع الجاي ذي النهاردة هنرجع نجتمع وكل واحد يجهز بمعلوماته على النطاق اللي اتكلمنا فيه عشان هنمضي العقود 


وقف رعد وخلفه لوسي التي قالت : أنا فرحانة اوي إني هرجع اشتغل معاك يا رعد، اكيد مش هيبقى في خلافات جايه 


رعد : بإذن الله 


مدت يـ ـدها له فنظر ليـ ـدها باحراج، وأتى بسام بدلاً عنه مسكها قائلاً : الظاهر نسيتي يا لوسي هانم، الباشا مبيسلمش


لوسي باحراج : أيوة سوري نسيت 


رعد : ولا يهمك 


ثم نظر باتجاه عشق التي تتابع بتوعد، تحدثت زميلتها : يلا ننزل 


عشق بهدوء : انزلي أنتِ أنا هستنى عشان اعدل هدومي 


رعد وهو يشير للخارج : تقدروا تتفضلوا 


بدأ الجميع يخرج وانتظرت لوسي التي رأت نفس الفتاة تجلس، لفت عشق بكرسيها ووضعت قدم على قدم حتى أنتهت القاعة فوقفت واتجهت له 


أغلق بسام الباب بإبتسامة، وقفت عشق أمامه قائلة : أنت يا أستاذ بتعاملني كده ليه؟ نسيت نفسك ولا ايه؟ أنت عارف أنا مين واقدر اعمل فيك ايه؟ 


رعد بإبتسامة : أحب اعرف 


اقتربت ومسكت يـ ـديه قائلة : وأنا أحب اعرفك، جوزي مالك الشركة دي وإن معاملتنيش بطريقة كويسه هخليه يرفدك 


رعد وهو يداعب أنفها : قوليلي أزاي كده


كادت تتحدث لكنه قاطعها بطريقته، حاوطت عنقه بيـ ـد والآخرى تشبك أناملها بأنامله، تخيل أن تكون فعلاً موظفة عنده وحدث هذا بينهما فضحك بخفة وهو يقربها له في نفس الوقت كادت لوسي تدخل لمحته خلف الباب الزجاجي 


ابتعد رعد وقال : أنتِ حاطه ايه على شفـ ـايفك 


عشق بتوتر : دا .. دا مرطب يعني مش حوار 


رعد : ماشي نتكلم لما نروح 


عشق بضيق : هو في ايه! أنت مشوفتوش أنت دوقت بس 


نظر لها بزهول سرعان ما انفجر ضاحكًا لتضع يـ ـدها على فمها، جذب يـ ـدها وقَـ ـبل باطن كفها ثم ضمها له قائلاً : يلا على شغلك عشان ميتخصمش منك


عشق : حاضر 


ابتعدت عنه ثم خرجت وجدت لوسي، تجاهلتها وهي تذهب ثقةً في زوجها، دخلت لوسي قائلة : رعد


رعد : في حاجة؟ 


لوسي وهي تشير للخلف : لا بس دي .... 


قاطعها قائلاً بصرامة : عن اذنك 


❈-❈-❈


انتقلت سيلا للعيش في شقة تخص يوسف، لقد كانت له عمارة كاملة كبيرة باسمه وعلمت هذا مؤخرًا، وجعل الشقة الخاصة به مقابلة للشقة التي يسكن فيها هو وابنه، يعقوب يبقى معظم الوقت معها ودائمًا يذهبوا لعشق سويًا أما يوسف فانشغل في عمله ولم تراه كثيرًا كما في منزل عشق


خرجت والدة سيلا حتى تضع القمامة وجدت يوسف يفتح باب شقته، تحدثت بإبتسامة : يوسف 


التفت لها واتجه بإبتسامة يُقـ ـبل يـ ـدها، ربطت على كتفه قائلة : مالك شكلك تعبان


يوسف : كويس بس في ضغط شغل


والدة سيلا : أومال يعقوب فين؟ مشوفنهوش النهاردة خالص 


يوسف : عند عشق هيقضي مع اخواته بكرة الأجازة، هدخل ارتاح عايزة حاجة؟


والدة سيلا وهي تجذبه للداخل : لا مش هتدخل غير أما تتغدى معانا 


يوسف : مليش نفس والله متحرمش منك 


والدة سيلا بمرح : أنت بخيل يا واد ولا ايه! تعالى يلا 


دخل معها وحين استنشق رائحة الطعام علم أن من قامت بالطبخ سيلا، خرجت سيلا من المطبخ قائلة : ماما خدي بالك من الأكل أنا هرن على يعقوب 


ابتسم بخفة وأخيرًا رأها وجدها ترفع شعرها بعشوائية، ترتدي بلوزة قصيرة تظهر حملها بوضوح وبنطلون مريح، تنهدت وهي تقول : ازيك يا يوسف؟ 


يوسف : الحمد لله ازيك يا سيلا؟ 


مرر يـ ـده على جبينه ثم مسح وجهه فاردفت : أنت كويس 


يوسف : ايوة .. معادك مع الدكتورة النهاردة بليل فاكرة؟ 


هزت رأسها لتردف والدتها : ندهت ليه يجي ياكل معانا يا سيلا، يا حبة عيني ملوش حد يعمله غلبان 


ضحك يوسف فهو فهم مقصد والدة سيلا، جلس على الأريكة الموجودة وأرخى رأسه للخلف، دخلت والدتها المطبخ تترك لهما المجال فأتت سيلا من خلفه تضع يديها على جبينه 


سيلا بقلق : مالك؟ شكلك مش كويس 


يوسف : تعبان اوي، كل أما بأهمل في الشغل كل أما يجي على دماغي 


بدأت تفعل له مساج قائلة : اشرح أزاي يعني؟ 


يوسف : أنتِ متعرفيش أنا عملت ليا شغل خاص برة مصر مع شريك ليا يعني، وفي طبعًا شغل بابا أحمد الله يرحمه ولازم اوفق 


سيلا بعتاب : وتأثر في حق يعقوب صح؟ 


يوسف وهو يمسك يـ ـدها : أعمل ايه؟ سيلا يعقوب أكبر تأنيب ضمير ليا ولو هو جنبي بجد مش هعرف اعطيه اللي رعد بيديه ليه 


سيلا بتساؤل : عشان ابن زينة، مش كفاية اللي هي عملته هيبقى أنت وهي عليه ... أنتم بجد مش مقدرين قيمة ابنكم، أنا معتش عارفة اقعد من غيره 


سحب يوسف يـ ـدها لتأتي أمامه ثم جذبها لتجلس في حضنه، حاولت الوقوف لكنه حاوطها قائلاً : طيب ما توافقي وخليكي جنبه وجنب ابوه العمر كله 


سيلا : يوسف ابعد عيب كده، افرض ماما طلعت 


يوسف بتسلية : قولي موافقة الأول 


سيلا بتوتر : على ايه؟ يوسف منك لله سبني


يوسف : قولي وهسيبك يلا ... سيلا 


سيلا بإبتسامة : طيب منا ممكن اقول اة وبعدين ساعة الجد هخلع منك 


يوسف وهو يتنفس أنفاسها : مش ههون عليكي عارف


سيلا بخجل : يوسف ابعد ماما 


يوسف : قولي ورايا كده وهسيبك، قولي أنا بحبك يا يوسف وموافقة اتجوزك 


سيلا بإبتسامة : أنا بحبك يا يوسف ومش موافقة اتجوزك عشان أنت مُخادع 


تعالت ضحكاته كذلك هي ثم قالت : خليك بتضحك على طول، ضحكتك حلوة 


يوسف وهو يُقـ ـبل وجنتها : أنتِ طيبة اوي، أنتِ الجزء الحلو فعلاً


مررت يـ ـدها على وجنته ثم قالت : مش طيبة ويلا سبني خليني احط الأكل ناكل وتيجي معايا عند الدكتور بعدين نروح نشوف يعقوب 


يوسف : حاضر 


وقفت ومسكت يـ ـده تدخل به المطبخ ثم جلس هو ووالدتها، بدأت تضع الطعام لهما ثم جلست تتناول معهم حتى انتها. 


❈-❈-❈


طرقات مزعجة على الباب بيـ ـد والآخرى تضغط على الجرس دون رحمة، وقف آدم يضحك هو وابنه على تصرفات والدته المجنونة، فتح إياس صغير تالا قائلاً : ازعااااج ... تميم صاحبي 


وجرى على تميم الذي حضنه، خرجت تالا تتناول جزر قائلة : يا أهلا وسهلاً 


جرت جوانا عليها قائلة : طنط تالا 


دخلوا المنزل وضمت تالا جوانا كذلك حورية، لقد توطدت علاقتهما معًا إلا أنا هناك شيء داخل حورية تخشاه. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة