-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 15

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الخامس عشر

طلعت حوريه من اوضة شوقيه اخيراً بعد ماادتها نظره معناها إني شكيت فحاجه وحتماً هعرفها، وهملت شوقيه في الاوضه لحالها هتتجنن من كلام عديله وتسأل روحها ياترى جابته من فين وعرفته كيف، ياترى الدايه هي اللي فضحت سرها ولا ايه، وقالت لروحها اكيد الدايه، ماهو مفيش حد يعرف بالسر غير تلاته، هي والدايه والتالت اللي هرب بعملته وبفلوسها ومن ساعتها مجاش ولا حس ولا خبر. 

وخوف سيطر عليها والسؤال اللي عيتردد فدماغها دلوك هو ياتري كرار لو عرف هيعمل فيها ايه؟ وياتري عديله هتقوله ولا هي بس عتهددها عشان تكف اذاها عن شام؟

وهمست لروحها:

كله هيبان مع الايام، واللي مكتوبلك ياشوقيه هتشوفيه، بس اوعك تضعفي ولا تبيني خوفك عشان الخواف عيتداس ويتاكل، والناس كيف الديابه بس يشموا ريحة خوف الواحد عيهجموا عليه وياكلوه وكل. 

❈-❈-❈


عاود كرار من بره، واتلفت حواليه، ولاول مره ميلقاش شوقيه واقفاله فمعاد رجوعه علي باب اوضتها وحارسه عيونه احسن يبصوا لشام! 

فراح على الاوضه فتحها وشاف شوقيه قاعده علي السرير ومهمومه، وحتي مانتبهتش للباب وهو عيتفتح، ولا خدت بالها منه وهو عيدخل لغاية ماقعد جارها، ولولا مامسك يدها لحتنها انتبهتله، وبإبتسامه باهته قالته:

اهلا يامقاول جيت ميته ياحبة عيني ماخدتش بالي ليك؟ 

سألها كرار بإستغراب اكبر لنبرتها الهاديه:

مالك ياشوقيه إنتي تعبانه ولا حاجه؟ 

ردت عليه وهي سرحانه:

هبابه بس، تعبت واني عنضف الاوضه وحيلي هبط. 

كرار وقف على حيله وبغضب قالها:

وليه تنضفي انتي ياشوقيه ومن ميته عتنضفي، مجبتيش المخفيه ليه تنضف مكانك، مش قايلك اني قبل سابق تخلي كل شغلك الشاغل اللي فبطنك وبس ويدك متتمدش على صنف حاجه؟ اني هجيبهالك من شعرها تلحسلك الاوضه بلسانها. 

شوقيه وقفت منتوره وقالتله بإعتراض:

لااااه.. متجيبهاش معاوزاهاشي تعملي حاجه من إهنه ورايح. 

كرار بعجب: ليه يعني واشمعنا؟! 

شوقيه بلجلجه:

معرفشي، بس كل ماعتاجي تعملي حاجه في الاوضه وتتفرج علي حاجتي وعلي اللي فأوضتي واللي انت جايبهولي فيها، عحسها عتصيبني بالعين وعقعد بعدها يومين تلاته حاسه بخنقه وديقه، خليها بعيد عني عتستكترك عليا وتستكتر عليا الراحه. 

كرار بتفهم:

امممم، طيب مادام إكده اوبقي نادمي على اي وحده من البنات تساعدك متتعبيش حالك وتتغاشمي في الخدمه، ياللي ماكنتي تعمليها وانتي فاضيه اتشطرتي دلوك وانتي حبله؟ 

شوقيه:

هي نوبه ومش هتتكرر تاني وهقول لوحده تساعدني او هبعت لوحده من اللي عيخدموا فبيت ابوي تاجي كل سبوع ولا حاجه تعملي الاوضه وتغسلي غسيلي. 

كرار بإعتراض:

له، حدش غريب عيخش بيتنا ولا يختلط بينا، احنا عنعملوا حاجتنا مننا فينا،ديه سلوا بيتنا

شوقيه بإعتراض:

كان سلوا بيتكم زمان، وابوك. وامك اللي كانوا ممشينه علي هواهم، دلوك. ابوك مات وامك زمنها ولى، وبقي فيه مقاول جديد ومرت مقاول جديده ومن اليوم وطالع إحنا اللي هنعملوا سلوا جديد علي مزاجنا ياكرار فاهمني. 

كرار بصلها ومردش وهي كملت:

من اليوم وطالع ياكرار الكلمه في البيت ديه كلمتك وكلمتي، والباقي كلهم يسمعوا ويطيعوا واللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط، ياإكده ياإما تبنيلي بيت لحالي. 

كرار:

جديده حقه النغمه داي ياشوقيه، ولا بس عرفتي إن عمي هو وعياله هيبنوا وهيطلعوا من البيت هتعاندي فيهم؟ 

شوقيه:

والله ماعرفت حاجه واول نوبه اسمع منك إن عمك هيبني! 

كرار:

له هيبني في الجنب الغربي من الجنينه وجاب الاسمنت والرمل والطوب وبعد بكره هيبتدي بنا. 

شوقيه بديقه:

شوف ولا قالوا ولا حد جاب سيره، وعدويه مرت عمك خانسه وساكته وممتكلماش ولا جايبه سيره، تلاقيها خايفه من العين. 

كرار: له مش حكاية عين ومش عين، بس هي مرت عمي مش رطاطه ولا عتحب كتر الكلام، تقيله. 

شوقيه: اممم طيب ماشي. 

كرار:اتغديتي؟ 

شوقيه: ليش نفس

كرار: فيش حاجه اسمها اكده انتي حبله، همي يلا تعالي بره هقول لوحده من الحريم تجيبلنا وكل ونتغدوا اني وانتي الا اني ميت من جوعي.

وطلعت شوقيه معاه وقعدت في الحوش، وهو نادى على امه وقالها تخلي وحده من الحريم تجيبلهم وكل، وأمه بعد مانبهتله على وكل جات قعدت جارهم وبصت لكرار وقالتله:

الا عقولك ايه ياولد بطني.. امال يعني عمال تكبش وتحط فحجر مرتك وكل اللي عتعمله ليها هي وامك ناسيها خالص ولا بقيت حتى تبص فخلقتها! 


كرار: وهو انتي محتاجه ايه يمه ولا هتعملي ايه بالفلوس، وبعدين شوقيه الفلوس اللي عديهالها عتحوشهالي مش عتصرف منها مليم اوحمر علي روحها. 

حوريه:

وهي عتعوز ايه عشان تصرف، ماانت كل يوم والتاني داخل عليها شايل ومحمل ومعبي اوضتها بمشتهات الانفس ولا تقول ادوق امي من اللي جايبه حتي. 

وبعدين اني ياحبة عيني معاوزاشي منيك حاجه، اني عايزه حقي بس، فلوسي اللي سلفتهالك لجوازك، اظون إن زنقتك اتفكت دلوك وجحا اولى بلحم توره. 

كرار:

حاضر يمه هعطيهملك اني مش ناسيهم، بس وحده وحده عشان معاييش كل المبلغ اليومين دول. 

حوريه: براحتك بس اهم حاجه ترجعهم. قالت جملتها وبصت لشوقيه اللي ملامحها اتعقصت بس جات سيرة الفلوس وسدادها، وركزت معاها زين وهي شام طالعه من الموطبخ ورايحه علي اوضة ستها عديله، ولاول نوبه تشوف عيون شوقيه عيبصولها بخوف مش بغضب، وأول ماانتبهت ان الجده عديله واعيالها من الاوضه وهي عتبص لشام خفضت عيونها للأرض قوام، وبحركتها داي زاد العجب فقلب حوريه، وزيه واكتر إتملك من كرار اللي شايف كل تصرفات شوقيه غريبه من ساعة ماعاود. 


أما عديله فاتبسمت بفرحه وانتصار وهي واعيه عين شوقيه وسمها اتكسروا من ناحية شام وديه الاهم عندها، اما كرار وهمه ومصيبته فقالت إنه يستاهل كل اللي عيجرا فيه واكتر كمان، وإن فضيحة شوقيه قدامه مهتستفادش منيها حاجه، بالعكس ديه ممكن كله يصب فوق راس الغلبانه شام، فقررت إن شام هي اللي تستفيد وبسس. 


❈-❈-❈

 دخلت شام الاوضه وقفلت الباب وراها، وراحت على بتها شالتها وابتدت ترضع فيها، وبصت لستها عديله لقتها باصه بعيد وسرحانه بتفكير فسألتها:

مالك ياستي شارده فأيه؟ 

عديله ردت عليها وهي على شرودها:

عايزه ادس القرشينات اللي اداهملي نعيم، عايزه اخفنهملك فموطرح ميعرفوشي الجن الازرق، الفلوس الكل عارف بيها وهينبشوا عليها نبش مهيسكتوش. 

شام: ياستي روحي حجي بيهم اني معاوزاشي حاجه. 

عديله: دول مش ليكي دول لبتك، وقولتلك قبل سابق فموال الفلوس ديه متتحدتيش واصل، وبعدين لو عالحج اوبقي ادعيلي بس انتي وعلمي ربيعه بس تكبر تدعيلي وربنا يغفرلي ويسامحني.


وبعد فترة صمت قامت عديله منتوره كيف ماتكون اهتدت للي عتفكر فيه، وراحت على الصندوق بتاعها طلعت الفلوس اللي عطاهالها نعيم، ورفعت مرتبة السرير وفكت صرة الدهب بتاعة شام المربوطه في المله، وصرتهم على بعض ودستهم في قبها وهمت بالطلوع. 

شام:

رايحه وين ياستي؟ 

عديله:

رايحه اودى أمانتك وأمانة بتك للي هيصونها ويحرسها برموش عنيه. 

❈-❈-❈


حدا بيت همام 

بسيمه ابتدت تبنى في الحيطه بتاعة الدكانه هي وحمدون حماها، وطول ماهما شغالين لواحظ تتمقلت عليهم ومش عاجبها، ولا راضيه عن الاوضه اللي خربتها بسيمه ومن وجهة نظرها وديقتها وخربت البيت. 

أما همام فاطول الوقت باصص لباب الاوضه ومستني بسيمه اللي بقت تغيب عليه ومشغوله بالحيطه والدكان، 

وهو كل ساعتين تلاته تيجي تبص عليه بصه تشوفه محتاج ايه وتعملهوله،وتهمله وتطلع تاني من قبل مايشبع منها، وطول النهار مهملاه جعان للبصه عليها معيشبعش جوعه وعطشه منها غير بالليل وهي نايمه عالارض جاره وهو يسهر يتملى فيها، كيف الصايم اللي ماعيصدق يجي عليه الليل عشان يفطر. 

وبعد ٤ ايام شغل اخيراً كلمت الحيطه، واتركب الباب من بره، وجهزت الدكانه،


 وادت بسيمه الفلوس لحماها نزل البندر وحمل بضاعه وجابها علي عربيه كارلوا، وفيوم وليله اتملا الدكان بالبضاعه، والناس اللي في البلد عرفت بأمر الدكان، وكشيئ جديد مثير للفضول، الكل راح عليه عشان يتفرج، واشتروا من الدكان حتي وهما مش محتاجين الحاجه اللي اشتروها، وديه خلى البضاعه اغلبها يخلص، والمكسب خلى حمدون طار من الفرحه بالرزق والمكسب اللي يعادل نص موسم شغل، وراح فوراً على البندر وجاب بضاعه تانيه وملى الدكان بضاعه لتانى يوم، ودخل يومها عشان ينام، لكن عينه مغمضتش من الفرحه، وفضل طول الليل يدعي لبسيمه ولعبد الصمد اللي رباها. 


اما همام فكان واعي فرحة ابوه بالدكان والمكسب، وبمجرد مادخلت بسيمه فرشتها عشان تنام، بص عليها همام وقالها:

اللي عتعمليه معاي ومع اهلي مفيش حد يعمله مع حد يابسيمه،واني والله مااستاهل اللي انتي عتعمليه ديه واصل. 


بسيمه ردت عليه وهي مغمضه عيونها:

مش عشانك ياهمام، ولعلمك انت مكدبتش عشان صوح إنت متستاهلش، متستاهلش حتى قعدتي معاك فأوضه وحده، بس اني مقدرشي معملشي معاك اللي ععمله؛ عشان ديه واجبي، انت اتعلقت فرقبتي امانه وهتسأل عليها يوم القيامه، واني معفرطشي فأمانتي واصل. نام ياهمام، نام وخليني انام اني كمان تعبانه. 

قالت كلامها وسكتت، وهو كمان سكت، وفضل باصصلها وهو حاسس بغصه فقلبه، وفضل يتاملها وهو عيهمس لروحه:

زعلان ليه، ماانت خابر زين انها عمرها ماهتروقلك، وانها اتجوزتك غصب وباقيه معاك شفقه..وانت رضيت بقعدتها جارك وقلت حتى لو شفقه اني راضي، طمعان فأيه دلوك، فوق ياهمام وفوق قلبك، بسيمه عمرها ماهتبصلك غير بصه من تنين، يابصة كره يابصة شفقه، والشفقه اهون من الكره بكتييير. 


ومر الليل، ومر تاني يوم، ويوم يجر يوم عدا شهر والتاني، وبسيمه لما لقت الدكانه ماشي حالها، فكرت ففكرة وهمت بتنفيذها، وقالت البحر الكبير يحب الزياده والرزق يحب الخفيه، وقالت فكرتها لحماها، وكمان رحب بيها، بس همام اعترض لان اللي قالته فيه تعب عليها وكمان فيه بعد ليها عنه، بس بسيمه وابوه اقنعوه، وفي الاخر وافق مغلوب على امره. 

وطلعت بسيمه تتفق مع الجيران انها تاخد منهم خير البيوت من جبنه خضرا وبيض وسمن بلدي ويبيعوه هما في الدكان ويكسبوا فيه، وبالفعل ابتدت التنفيذ، وبقت تجمع ريع الجاموس وبيض الفراخ بكميات كبيره، وتبيع اللي تبيعه لأهل البلد، والباقي تاجيله تجار من البندر ياخدوه ويتاجروا فيه هما لما حمدون عرفهم طريق دكانه. 

ويوم عن يوم بعدت بسيمه عن همام لدرجة انه بقي يشوفها مرتين في اليوم بس على ميعاد قضاء حاجته ووكله، وطول الوكت ياعتبيع سمنه وجبنه وبيض للناس ياعتلف تلمهم. 

ومع كل اللي عتعمله دي، وظروف المعيشه بتاعة بيت حمدون اللي اتحسنت، الا أن همام مكانش راضي بكل ديه، وكان عيتمنى من كل قلبه إنها تبطل اللي عتعمله ديه لو هيشحتوا ويموتوا من الجوع، اهم حاجه تكون قدام عنيه.. 


دخلت بسيمه البيت اخر النهار بعد يوم من التعب، وبمجرد مادخلت نزلت الحاجه اللي على راسها وقعدت على الدكه تتهوى وتاخد نفسها هبابه، وفجأة سمعت حس لواحظ وراها عتقولها:


حمدالله عالسلامه، قومي خشي الموطبخ اعملي الوكل البنته تعبانين واني عنيا واجعاني مهتحملشي دخان الكانون..وشوفي اني سكتلك كتير بس النوبادي مش هسكتلك يابسيمه وهتسمعي كلامي غصب عنك. 


بسيمه:

 معملاشي ومحدش يقدر يغصبني، والوكل خشي صحي بناتك يعملوه دا لو عايزين تاكلو يعني، معاوزينش انتو احرار خليكم نايمين انتي وبناتك. 

خلصت كلامها ودخلت عالأوضه بتاعتها وقلعت طرحتها وقعدت على الكنبه تاخد نفسها من التعب اللي حالل على كل بدنها، ورفعت عنيها عليه تتفحص حالو وشافته كالعاده عينه عليها ومراقبها وساكت، مكلمتهوش وخدت نفس طويل متعوب وزفرته، وقامت لما لاقيته مد يده عيحاول يتلافى القله يشرب بس مطايلشي، 

راحت جابتهاله وقعدت جاره ورفعت دماغه على دراعها وبيدها التانيه سقته، وبعدها رجعت القله مكانها ونزلت دماغه تاني عالمخده وهي شايفه ابتسامته وفرحته المعتاده فكل مره تقرب منيه وتعمله حاجه، وخصوصي وهي عتسنده وتسقيه اكتر من ٥٠ مره في اليوم وكل مايشوف وشها يحس بالعطش، ولساها متعرفش سر عطشه الكتير ديه ايه؟

ولساها هتتحرك من جاره سمعت صوت بطنه عتعمل صوت من الجوع، بصتله تسأله بعنيها وهو حط يده علي بطنه وبص بعنيه بعيد عنها كيف مايكون خجلان من صوت جوعه اللي فضح حاله قدامها.

 ومن غير كلام هي فهمت عليه وطلعت من الاوضه وراحت على الموطبخ وابتدت تعمل وكل وهي عتسب وتلعن فأمه واخواته البنته اللي حتي المريض العاجز معيشفقوش بحاله ولا يحنو عليه،

 والتانيه بمجرد ماشافتها رايحه عالموطبخ اتبسمت بنصر ونشوة، واستنت الوكل اللي هياجيلها عالجاهز، لكن كل عشمها كان عشم ابليس وهي واعياها طالعه بصحن واحد ورغيف عيش وداخله بيه على اوضتها وقفلت بابها عليها، ولما دخلت الموطبخ بعدها ملقتهاش عامله غيره ولا بداله وكل ولا عملت لتهديدها ليها باعت. 


طلعت لواحظ من الموطبخ وهي قايده نار ومصدقت شافت جوزها دخل من باب البيت وراحت عليه جري تشكيله وتبكيله منها، وهو صدها بعنف وقالها:

عقولك ايه همليها فحالها واوعاكي تختلطي بيها ولا تديقي خلقها؛ عشان هي اللي فاتحه البيت دلوك، ولو حملت حالها وخدت بعضها وهملتلك البيت من مكايدتك ومضايقتك ليها انتي وبناتك  الوكل اللي مراضياش تقومي تطبخيه لا انتي ولا بناتك هتتمني يكون فبيتك وهتشتهييه وماتلاقيه..

وخصوصي ان واحد من رجالتك راح وواحد اتشل والارض مبقاش فيا حيل ليها، وبقينا على فيض الكريم.. لمي نفسك وطلعي بناتك يعملو الطفح اللي هتطفحيه انتي وهما، 

وهاتيلي اي حاجه اتسممها عشان ارجع الدكانه بدال ماتروح مني الزباين لما يقصدو الدكان وميلاقوشي حد فيه.. الدكان بتاعها اللي فاتحاه بفلوسها هاااا، واخده بالك انتي. 


بصتله لواحظ وسكتت ومردتش عليه وراحت عالموطبخ من سكات تجيبله وكل، بعد مادورتها فمخها وشافت انها لازمن  تتخلى عن دور الحما اللي عتتمنى تمارسه عليها من اول يوم دخلت فيه البيت ومعارفاشي، ولا شكلها هتعرف.. وتسكت وتكف عن المحاوله. 

❈-❈-❈

اما في بيت عبد الصمد

عبد الصمد:

خلاص يادهب خلصتوا وجهزتوا حالكم عشان كلها ايام على فرح البت؟ 

دهب: خلصنا كل حاجه متقلقشي. وميته ماتعقدوا احنا جاهزين، بس قولنا قبلها بيومين عشان نعملوا حاجة الفرح ونجهزوا بشاير. 

عبد الصمد:

هقولكم قبلها تقلقيشي، بس فلاول هروح للشيخ جاهين عشان هو اللي هيحدد المعاد وهيعقدلهم. 

دهب: طيب وهيتعمل الفرح من غير ماخواتها يحضروا فرحها برضك؟ 

عبد الصمد:

والله اللي فيدنا واللي نحكموا على اللي عندهم بحكم الاصول هي بسيمه، انما شام انتي خابره زين ومفيش داعي للكلام. 

دهب: قلبي قايد نار عليها ومتوحشاها قوي ياعبصمد، وحتي بتها اللي شلتها مره وحده وضميتها لصدري قلبي عيفرفط عليها من الشوق كل ماتهب على بالي.. ياااابوي عالقهر والظلم، منك لله ياللي منك القطيعه. 

عبد الصمد:

انسيها يادهب، انسيها كنها ماجات. 

دهب بدموع وصوت مخنوق:

بذمتك إنت تقدر؟ خابره انك متقدرشي ومخابراشي كيف قلبك طاوعك تنطوقها، بس مهاخدش عليها وهعمل حالي مسمعتهاشي. 

ودلوك وديني لبسيمه عايزه اشوفها واشوف حالها واطمن عليها بنفسي، هعملها زياره زينه ونروحوا نزوروها ونعزمرهم على فرح اختها كلهم هي واهل بيتها، واللي ياجي منيهم ياجي واللي مياجيش مياجيش، بس اهم حاجه بتي تاجي وتحضر عرس اختها. 


عبد الصمد هزلها دماغه بموافقه وقالها:

طيب حضري زيارتك وجهزي روحك على بكره نروحولها. 

ردت بشاير اللي كانت متابعاهم من بعيد وسامعه كل حكيهم بفرحه:

هروح معاكم مش إكده؟ 

عبد الصمد رد عليها:

له يابشاير مينفعشي، انتي كلها كام يوم ورايحه عالبلد هناك عروسه، مينفعشي تروحي وتاجي، احنا هنروحوا وانتي تقفلي الباب عليكي من جوه بالغلق لو مين نده مترديش عليه ولا تفتحيله، وخصوصي السيد فاهمه.ولو على اختك هتاجيلك. 

بشاير هزتله دماغها بطاعه، لكن دهب ردت عليه بإعتراض:

وهتآمن تهملها لحالها وانت خابر ان السيد رجله راحت وجات وخدت عالبيت ياعبصمد؟ هتهملها مع الديب اللي كل غنمه منك قبل سابق؟ 

عبد الصمد:

الديب مبقاش ديب يادهب، ربنا تاب عليه وعرف ان الله حق، بس اني خايف من ضعف نفسه بالمحبه مش بالغصب. 

وبعدين حتي لو هو شين كيف مانتي عتقولي اني خابر بتي وربايتها زين، وعارف إنها طول ماهي ورا باب مقفول عليها مهتفتحوشي للأذى واصل، واللي حوصول لشام كان بالمكاتره وفلاول والاخر نصيب. 

وكمل وهو باصص لبشاير اللي ملامحها اتعكرت من السيره:

ومتنسيش انهم وكت اللي جرا مكانوش بعقلهم ولا فوعيهم يادهب، يعني لو كانوا صاحيين لحالهم مكانوش عيملوها.. وبالذات السيد عشان هو احسن واحد فيهم. 

خلص كلامه وبص لبته، واتنهد براحه لما لقى ملامحها لانت ورجعت تتبسم مره تانيه، وغمز لدهب وهي فهمته، وقفلوا عالسيره احسن توقف نفس بشاير من السيد وهما لسه هيقولوا ياهادي. 


تاني يوم حضروا بشاير ودهب زياره معتبره، وخدوها هي وعبد الصمد وراحوا على بيت بشاير، ومن أول ماوصلوا البيت ونزلوا الزياره، استقبلتهم لواحظ احسن استقبال، واحسن من استقبالها بألف مره استقبلهم حمدون، وكمان همام لما دخلوا يسلموا عليه رحب بيهم من كل قلبه، 

ولما دوروا ملاقوش بسيمه في البيت سألوا عليها، وحمدون قالهم هي فين، وابتدا يحكيلهم عن كل اللي عيملته معاهم وهو فرحان بيها وطاير من الفرح، وكلامه عنها فرح عبد الصمد ابوها وحسسه بالفخر وخلاه رفع راسه ببته قدامهم. 

لكن ابدا دهب ملدش عليها حال بتها، وخصوصي وهي واعياها داخله من الباب المشنه على دماغها وسبت فيدها، وخلجاتها كلهم عفار! 

نزلت بسيمه اللي على راسها، وهي عتهتف بأسم ابوها وامها بفرحه، ولأول مره لواحظ تساعدها وتنزل منها شيلتها. 


وراحت بسيمه على امها وابوها بلهفه سلمت عليهم وخدتهم بالباط، وقعدوا مع بعض فحوش البيت، ونسيت اللي قاعد من اول النهار يعد الثواني عشان تعاوله ويشوفها، لكنه كان سامع حسها وديه بالنسباله كفايه في الوقت الحالي لبين مايمشوا اهلها. 

شويه وحمدون خد عبد الصمد وخد شايهم وراحوا عالدكانه يقعدوا فيها ويتسامروا وحمدون يشوف زباينه، وهملوا الحريم يقعدوا مع بعض لحالهم


اما لواحظ فغمزت لبناتها وابتدت هي وهما يدخلوا في الزياره اللي جايباها دهب عالموطبخ، وبتصرفهم ديه وسعوا لبسيمه وامها هبابه، وخلولهم مجال يحكوا مع بعض اللي فنفسهم. 


دهب اتلفتت حواليها، وبمجرد مالقت الدنيا فضيت بصت لبسيمه بتها ومسكت اديها التنين وقالتلها:

ايه يابنيتي اللي عاملاه فحالك ديه، ليه تشقي نفسك يابنيتي ليه وعشان ايه، انتي لا عيل ولا تيل ولا هتقعدي في البيت ديه ومع ناسه من اصله. 


بسيمه كانت ساكته وعتسمع كلام امها اللي كملت وقالتلها:

جوزك جاته من فوق يابسيمه، او خليني اقول إنها جاتك انتي من فوق عشان تخلصي منيه وتتطلقي وعذرك معاكي وهيجيلك سيد سيده بعد إكده. 

بسيمه سحبت اديها بالراحه من ادين امها وردت عليها بهدوء. 

مش وكته الكلام ديه يمه، الكلام ديه سابق لأوانه، اني مش هقدر اهمل همام غير بعد مايطلع اخوه عزام من الجهاديه، عشان هو الوحيد في البيت ديه اللي عياخد باله منيه وعيراعيه، اما الباقيين فمفيش منهم رجا. 

دهب ردت عليها بحزم:

له مهيوحصلش ديه يابسيمه، مش ههملك تقعدي سنين رابطه روحك بواحد عاجز وكمان تشقى وتهدي فحيلك عليه وعلى اهله، وعليكي من كل ديه بأيه انتي.. اني هقول لابوكي يقول للشيخ جاهين اللي حاضر الموال من اوله ويخليه يطلقك. 


بشاير سكتت مردتش، وفضلت علي سكوتها لغاية مااهلها خدوا قعدتهم ومشوا بعد ماعزموهم على فرح بشاير.. ودخلت بعدها على همام.. اللي وقفت موطرحها وهي شايفاه كاتم شهقاته فصدره، والدموع مغرقه وشه، وحالته حاله، وعيونه أول مادخلت لأول مره يغمضوا عن شوفتها وميحضنوهاش بلهفه!

واتوكدت من حالته إنه سمع كلام امها، وسمع ردها هي كمان عليه. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة