رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 17
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السابع عشر
_ بداية جديدة يصاحبها حزن جديد_
وقفت فريدة تطالع هيئة تامر وبسملة بعدم تصديق وكأنوالعالم بأكمله قد توقف لديها عند تلك الوهلة، شعرت بنيران قلبها تشتعل بداخل ، قلبها المجروح الذي تعلم جيدا أنه قد تحطم تمامًا، من الصعب بل من المستحيل أن تنساه، على الرغم من علمها بذلك لكن رؤيتها له بعينيها هو وبسملة جرحتها بشدة..
تنهدت بصوت مسموع في محاولة منها لتشجع ذاتها على مواصلة ما تريد فعله، تريد أن تثبت لذاتها أنها قوية حتى بعد ما يحدث الآن.
سارت بخطى واسعة شاعرة بوجعها يزداد مع كل خطوة تمضيها، اقتربت من المنضدة الذي يجلس عليها معها، ووقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها، ثم اردفت تحدثه ببرود مدعية اللا مبالاه التي تخفي خلفه مشاعرها الحقيقية، وجعها وجرحها العميق الذي حدث في قلبها الذي تفتفت وتحول إلي أشلاء
:- لا بجد واو يا تامر، لايقين على بعض أوي على فكرة مبروك أنتم تستاهلوا بعض بصراحة.
انتفض تامر واقفا يطالعها بعدم تصديق ساحبًا كفه من بسملة بعصبية ضارية، يشعر أن عقله يجعله يتخيل أشياء غير صحيحة، وقف أمامها كالطفل الصغير المذنب محاولًا أن يتحدث بتلجلج وتوتر طغى على جميع مشاعره
:- ا... أنا هـ... هفهمك أنتِ فاهمة غلط يا فريدة، ا... أنا هقولك على كل حا...
قطعته بحدة وعصبية مستردة حديثها مرة أخرى
:- بقولك أيه اسكت خالص احسنلك، هتفهمني إيه يا حرام جاي هنا عادي فقابلتها صدفة..
رمقتهما باشمئزاز ونظرات حادة كالسهام، وتحدثت مجددًا مردفة ببرود تام ولا مبالاه
:- لأ يا تامر خليك قاعد بس متتوترش خالص كملوا اللي بتعملوه مش عاوزة أقطع عليكم أي حاجة، أنا بس حبيت أواجهك عشان متجيش تضحك عليا زي ما ضحكت عليا ساعة الماسدجات، أنا خلاص عرفت اللي فيها مش فريدة الهبلة بتاعت كل مرة، المرة دي أنا شايفاك بعيني اللي كنت اتمنى اقدر اكذبها زي ما حاولت اكذب ودني االي سمعاك وأنتَ بتتفق معاها على المعاد..
اسرع تامر محاولًا أن يحدث بتوتر شديد يبرر لها موقفه، ويخبرها بالحقيقة كاملة
:- فريدة اهدي طيب عشان متتعبيش عشان خاطري، والله أنتِ فاهمة غلط، مفيش حاجة من اللي انتي فاهماها صح صدقـ..
قبل أن يواصل حديثه، كانت هي انطلقت مسرعة متوجهة نحو الخارج تبتعد عنه بشدة بخطوات واسعة شبه راكضة، لا تريد أن تراه مرة أخرى في حياتها بعد فعلته، فهي بعمرها لن تنسى أفعاله، لا تعلم ما الذي فعلته في حياتها حتى تلقى كل الظلم الذي وجدته في حياتها بداية من وفاة والدتها التي تركتها بمفردها تحارب ظلم زوجة والدها الجديدة وحياتها التي أصبحت أسوأ حياة خاصة بعد وفاة والدها الذي تركها هو الآخر، شعرت أنها بلا سند وأمان.
ظنت أن تامر سيعوضها عن كل ما راته في حياتها القاسية، واعطت لحياتهما أكثر من فرصة ليثبت لها ذلك، لكنه فشل في جميع الفرص مما جعل وجعها يزداد خاصة أنها احبته، لا تعلم أين وصلت و أين هي الآن، فهي ظلت تركض إلى الخارج ولا تعلم كيف سارت!؟
حاول أن يلحقها منذُ ان خرجت لكنه لم يجدها وكأنها تبخرت في الهواء، ظل يبحث عليها كالمجنون الذي سيفقد عقله، نادمًا على فعلته الحمقاء، حدث كل ذلك تحت أنظار بسملة المبتسمة بتشفي وانتصار شديد، فقد وصلت إلي ما تريد، تعلم جيدًا أن تامر في النهاية سيعود إليها هي لن تتركه مهما حدث..
ظل تامر يركض في جميع الأنحاء لعله يجدها ويشرح لها الأمر، لكن باءت محاولاته بالفشل أسرع متوجهًا نحو سيارته بجنون، قبض فوق يده بغضب شديد حتى ابيضت مفاصله من فرط الغضب الذي يشعر به، شاعرًا أن بداخله بركان كبير من الغضب المشتعل سينفجر في أي وهلة.
تمنى أن يشرح لها الأمر، يخبرها أنه لم يخونها، أنه يحبها بالفعل، يعشقها، كل كلمة كان يخبرها بها كانت حقيقة صادقة نابعة من صميم قلبه لم يضحك عليها كما تفهم، كل شئ شعر به معها صادق فهو تأكد من حبه لها اصبحت هي وطفلته جميع ما في حياته..
أخرج هاتفه مسرعًا من جيب سترته محاولًا أن يهاتفها للوصول إليها من خلال الهاتف لكنه فشل فظل يلتقط انفاسه بصوت مسموع وعدم انتظام..
بعد مرور بعض الوقت...
لا تعلم كم من الوقت مرّ عليها وهي لازالت تقف في مكانها كما هي، شعرت بدوار شديد يجتاحها وضعت يدها فوق رأسها بتعب شديد.
لكنها حاولت أن تتماسك كانت دموعها تسيل فوق وجنتها بصمت لم يصدر منها سوى آنين خافت يدل على وجعها الشديد الذي تشعر به في قلبها، جسدها يهتز بشدة، مدت يدها داخل حقيبتها ببطء وضعف شديد حاولت أن تجد أحد يساعدها لكنها وحيدة طوال حياتها لم تجد أحد تبكي في حضنه وتخبره عما يحدث معها، لم تجد سوى آلاء تتمنى ألا تخبر تامر عن طلبها للمساعدة منها، فظلت تدق عليها عبر الهاتف.
كانت آلاء تجلس داخل غرفتها بذهن شارد هي الأخرى بها ما يكفيها، أسرعت تمسك هاتفها الذي يرن في ذلك الوقت ظنًا منها أنه عمر مَن يهاتفها، لكنها عقدت حاجبيها بدهشة عندما وجدت فريدة هي من تدق عليها أسرعت تجيب عليها بهدوء
:- ألو يا ديدا في حا..
قبل ان تواصل حديثها تفاجأت بصوت فريدة المرتجف الخافت وهي ترد عليها وتخبرها بمكانها بعدما سألت مَن حولها
:- الو يا آلاء بصي تعالي ليا بسرعة عشان خاطري بس متقوليش لتامر ولا لأي حد حتى عمر، وأنا هفهمك كل حاجة أنا موجودة في..........
همهمت آلاء ترد عليها بالايجاب شاعرة بالقلق عليها من نبرة صوتها، اسرعت تعد ذاتها حتى تذهب اليها شاعرة بالقلق الشديد من أجلها ظلت تحاول تهاتف عمر لتخبره أنها ذاهبة ولكن كان كل ذلك بلا جدوى لازال يتجاهل مكالماتها، تفاجأت عندما وجدت صوت انثوي يرد عليها بدلال زائد
:- ألو مين معايا؟
أسرعت متحدثة ترد عليها بغضب شديد ونيران الغيرة تشتعل بوجهها
:- أنتِ مين، مين اللي بيرد عليا؟
ردت الفتاة عليها بنفس الطريقة المدللة تعرفها على ذاتها
:- أنا السكرتيرة الجديدة، تحبي أحدد لحضرتك معاد عشان تقابلي عمر وهو مش موجود في اجتماع دلوقتي مش فاضي.
كانت تبتسم بتشفي شديد وكأنها انتصرت على آلاء التي ظلت تتنفس بصعداء وغضب شديد.
رفعت آلاء شفتها إلى أعلى بغيظ شديد، مشيرة للسائق الخاص بها بأن ينطلق بالسيارة ثم ردت عليها بحدة واقتضاب وهي تقسم بأنها لو رأتها أمامها لكانت قتلتها على الفور
:- والله آه أنتِ شكلك واحدة جديدة فعلا، وبعدين عمر مين أنتِ هتنسي نفسك اسمه مستر عمر و اما يخرح عمر عرفيه أن آلاء مراته وحبيبته اتصلت فاهمة يا حبيبتي، ومتغلطيش في شغلك كتير لو عاوزة تحافظي عليه.
أنهت حديثها وأغلقت الهاتف مسرعة من دون ان تنتظر ردها، شاعرة بغضب شديد يزداد بداخلها لكنها ستذهب إلى فريدة أولًا ثم تاخذ قرارها في تلك البنت التي تعلم جيدًا انها تفعل ذلك عن عمد حتى تثير غضبها..
وصلت آلاء نحو ذلك المكان الذي أخبرتها عنه فريدة، اردفت قائلة للسائق بهدوء بعدما ترجلت من السيارة
:- اتفضل أنتَ روح وأنا لما أخلص هتصل بيك وأبلغك بمكاني.
اومأ لها باحترام توجهت إلى سيارة الحراسة التي تقف خلف سيارتها و اعطتها نفس الاوامر متحججة أمامهم ببعض الاشياء الخاصة بها.
قامت بعدها بالاتصال على فريدة لتسألها عن مكانها بالتحديد وسرعان ما وصلت إليها وجدتها في حالة سيئة، فظلت تربت عليها بهدوء شديد محاولة تهدئتها وأخذتها متوجهة إلى أقرب مكان يستطيعون التحدث فيه، أردفت آلاء متسائلة بقلق وعدم فهم
:- في إيه يا فريدة، مالك يا حبيبتي إيه اللي حصل مالك؟!
بدأت تقص عليها كل ما حدث معها من البداية بوجع وقهر شديد يملأ قلبها.
شعرت بالصدمة بمجرد أن استمعت إلى حديثها، ظلت تربت فوق كتف فريدة بحزن لأجلها بسبب ما يحدث معها، وأردفت قائلة لها بهدوء وتعقل
:- طب ما يمكن معاه حق وأنتِ ظالماه يا فريدة متتسرعيش عشان خاطري ونحاول نفهم منه.
ابتسمت ابتسامة شاحبة تعبر عن مدى الألم الذي تشعر به، متحسرة على حياتها معه بشدة ثم ردت عليها بصوت متحشرج باكٍ
:- بقولك سمعته وشوفته وغير كذا حاجة حصلت قبل كدة بس قدر يضحك عليا آلاء عشان خاطري ساعديني أنا خلاص مبقنش عاوزة تامر، أنا عاوزة أعيش لنفسي ولبنتي الجاية مش عاوزة تامر دلوقتي.
اومأت آلاء برأسها إلى الامام، ثم أردفت ترد عليها بهدوء
:- خلاص يا فريدة اهدي بس يا حبيبتي عشان صحتك، وأنا زي ما وعدتك والله مش هقول لأي حد. حتى عمر ياستي، تعالي هاخدك تقعدي هناك في البيت عندي اكيد محدش هيتخيل انك موجودة هناك بس ممكن تهدي عشان صحتك.
اومأت لها فريدة براسها إلى الأمام وسارت معها حتى وصلت آلاء الى الفيلا الخاصة بوالديها، وبدأت تشرح لها المكان، ثم أردفت قائلة لها بهدوء
:- أنا اتصلت واحدة من اللي كانوا شغالين هنا شوية وهتكون عندك عشان متبقيش لوحدك ولو احتاجتي اي حاجة قوليلها، اطلعي ارتاحي يلا يا حبيبتي وأنا همشي عشان محدش يعرف حاجة وهحاول اعرف الحقيقة صدقيني يمكن ظالماه.
❈-❈-❈
ذهب تامر على الفور إلى عمر وبدأ يقص عليه كل ما حدث معه من البداية، غمغم عمر بغضب شديد وعقله يشتعل بداخله
:- أنتَ غبي يا تامر هو إيه حوار أن كل واحد يتصرف من دماغه الأيام دي، ليه مجيتش قولتلي وليه اصلا تقابلها تاني من وقت ما جت مش خلاص أنتَ متجوز، ليه تعمل كل دة و جاي تحكيلي المفروض اعمل إيه فريدة معاها كل الحق في اللي تعمله، أنتَ اللي ضيعت مراتك وبنتك بالهبل دة.
اخفض تامر بصره أرضًا بحزن شديد ورد عليه بصوت منخفض بعض ااشئ وهو يغمض عينيه بالم و حزن شديد
:- عارف يا عمر اني غلطت عارف من غير ما تقولي، بس دلوقتي فريدة حامل واللي واثق منه انها مراحتش بيت اهلها عاوز اعرف هي فين يا عمؤ انا خايف عليها بجد.
تنهد عمر بصوت مسموع مطالعه بغضب طغى عليه لكنه لم يريد أن ياتي عليه أكثر من ذلك خاصة أنه يرى حالته الآن، لذا تحدث متمتمًا بجدية
:- خلاص يا تامر متقلقش، فريدة عاقلة وشوية وهتهدا، أنا هحاول اعرف مكانها، روح شوف أنتَ عاوز تعمل إيه.
همهم تامر يرد عليه بخفوت قبل أن يتركه لكنه التفت إليه مرة أخرى، وتحدث مسرعا كانه تذكر أمر هام
:- عمر اسأل آلاء كدة، يمكن تكون اتصلت بيها أنتَ عارف ان علاقتهم ببعض كويسة وفريدة بتحبها.
اوما له برأسه إلى الأمام مقررًا أن يتصل بـ آلاء لن يترك شقيقه بمفرده بل سيساعده بالطبع..
سار تامر نحو الخارج وعقله شارد في كل ما حدث يحاول أن يصل إلي المكان الذي من الممكن أن تذهب اليه فريدة، يريد أن يشرح لها الأمر، يخبرها أنه لم يخونها ويضحك عليها كما تظن، يخبرها سبب مقابلته لها، والأهم يخبرها عن حبه لها، يريد ان يعوضها عن كل ما حدث عليهما في حياتهما من بدايتها حتى الآن
يعلم جيدًا أنها مرت معه باوقات صعبة بضراوة، بسبب معاملته لها الحادة كان دائمًا لم يعط اي اهتمام أو اعتبار لها ولمشاعىها، يجرحها دومًا عن عمد، وعندما فاق من طريقته وحاول أن يصلح الأمر بينهما بل بدأ في ذلك بالفعل وجده قد ازداد سوء بسبب بسملة التي كانت تحاول أن تفرق بينهما والآن نجحت بسببه..
التقط عمر هاتفه ليتصل على الاء، التي قد دقت عليه عدة مرات، فاسرع يتصل عليها مذكر ذاته بما فعلته، غمغم متسائلًا بحدة وجدية شديدة
:- ألو يا آلاء لقيتك عمالة تتصلي في حاجة مهمة؟
علمت بالطبع أنه غاضب منها حتى الآن، لكنها ردت عليه متسائلة هي الأخرى
:- لأ مفيش يا عمر كنت عاوزة أشوفك فين وأقولك أني نازلة كمان بس أنتَ مش بترد عليا خالص ولا بتيجي البيت، هنفضل كدة يعني، بعدين السكرتيرة ردت قالتلي ان عمر مش فاضي..
علم أنها غاضبة هي الأخرى لكنه لم يهتم بحديثها بل رد عليها ببرود تام وغضب جعلتها تستشيط
:- ملكيش دعوة بيا لا تشوفيني فين ولا غيره، وبعدين اجي ليه مانا كنت باجي خدت إيه غير الكدب وأنك تضحكي عليا فبلاش كلامك دة يا آلاء لأن أنتِ اللي غلطانة وعارفة كويس كدة متستنيش أني اسكت وأعديها زي كل مرة، المرة دي غير اقغلي يا آلاء دلوقتي..
أغلق الهاتف شاعرًا بالحيرة الشديدة لا يعلم ماذا يفعل معها، فهي اخطأت وبشدة لا يعلم أيغفر لها وينهي الأمر، أم يزل حازم متمسك بموقفه أمامها؟!
❈-❈-❈
في المساء
دلفت نغم الغرفة بوجه شاحب قلق وكأنها هاربة من شئ ما، فأردفت متسائلة باهتمام رغم أنها تشعر بتعب شديد بسبب ما يحدث معها
:- في إيه يا نغم مالك؟
فركت يديها معًا بتوتر قبل أن ترد تجيبها بقلق شديد
:- بعتلي رسالة بيقول أنه خلاص كمان يومين يا آلاء ولو مدتلوش الفلوس هينشر الصور والخبر على كل المواقع أنا خايفة يا آلاء، خايفة أوي.
أنهت جملتها بصوت متحشرج ودموعها تسيل فوق وجنتيها بالفعل.
حاولت آلاء تهدئتها مردفة بهدوء شديد حتى تهدأ من بكاءها
:- اهدي أنتِ بس وقوليله إنك هتقابليه بعد يومين ومتقلقيش خالص أنا هكون معاكي وهعرف اتصرف مع الواد دة بطلي عياط يا نغم بدل ما عمتو تدخل تلاقيكي كدة وأنتِ عارفة مش هتعرفي تهربي من سؤالها.
احتضنتها نغم شاعرة بندم شديد، تلعن ذاتها عما كانت تفعله معها بسبب حقدها، نادمة على أفعالها معها، تقارن أفعال آلاء بما كانت تفعله، فهي وقفت بجانبها على الفور من دون تردد و قررت أن تساعدها من دون أن تتطلع على شئ، تمتمت بندم وضعف شديد
:- أنا اسفة يا آلاء، بجد أسفة على كل اللي عملته، أنتِ متستاهليش مني كدة حقك عليا.
ربتت فوق يدها بهدوء ثم ردت عليها بجدية تامة
:- خلاص يا نغم بلاش كلامك دة أنا عرفتك أنا بساعدك ليه فملوش لزوم أي حاجة هتقوليها.
ظلت تعتذر منها عدة مرات قبل أن تخرج من الغرفة تاركة إياها ترتاح قليلًا.
بالفعل كانت الاء تحتاج إلى الراحة وبشدة جسدها مرهق وكأنها فعلت مجهود كبير، لا تعلم ما الذي اصبح يحدث لها في الفترة الأخيرة بالتحديد، لا تعلم لماذا اصبحت تشعر بتعب في تلك الأيام!؟
حزينة من ابتعاد عمر عنها التي لم تتخيل أن يحدث لها يومًا، نادمة عاى تخبئتها عليه، فهي السبب فيما حدث لها وابتعاده عنها..
ظلت نائمة بالفعل لم تشعر بأي شئ حتى شعرت بعمر الذي دلف الغرفة وقطب حاجبيه بدهشة فعلى غير عادة آلاء أن ياتي ويجدها نائمة.
فتحت عينبها البنية بهدوء مبتسمة أمام وجهه المكهفر ونهضت مسرعة مقتربة منه، تمتمت بعدم تصديق
:- عمر أنتَ جيت بجد أخيرًا.
سار فوق الفراش ببرود تام متجاهلًا حديثها، لكنها اقتربت منه محددًا وتسألت بغضب بعدما تذحرت ماحدث صباحًا
:- ممكن اعرف أنت غيرت نيرة ليه ومين اللي جايبها دي، دي واحدة لا تصلح أنها تكون سكرتيرة خالص اذا كانت بتعاملني أنا بالطريقة دي امال بتعامل الناس التانية ازاي.
بدأت تقص عليه بجدية ما حدث صباحًا، تفاجأت به يرد عليها بجدية وبرود
؛- ماشي يا آلاء خلاص أنا هتصرف..
طالعته بغيظ شديد، وتحدثت بغضب عارم
:- طب أنتَ مش كنت قايلي قبل كدة أن ينفع انزل اشتغل معاك ولا كان كلام.
سار مبتعدًا عنها نحو الخلف، وغمغم بجدية وحدة
:- وأنا امتى كنت بقول كلام يا آلاء، ابقي انزلي اشتغلي.
تنهدت بحزن شديد من معاملته الجافة معها، فهي حاولت معه عدة مرات لكن جميع محاولاتها ها هي قد باءت بالفشل، قبل أن يدلف إلي المرحاض التفت إليها مجددًا وأردف متسائلًا بجدية
:- آلاء هي فريدة مكلمتكيش انهاردة خالص ولا قالتلك أي حاجة؟
ابتلعت ريقها بتوتر، محاولة أن تحافظ على ثبات ملامحها حتى لا يعلم عمر أنها كاذبة
:- لأ لأ يا عمر مكلمتنيش ليه هو في حاجة؟
حرك راسه نافيًا مجيبها ببرود حاد
:- لأ خلاص مفيش..
توجه نحو المرحاض ياخذ دوش دافئ لعله يهدأ ويرتب أفكاره المشتتة، بينما آلاء ظلت جالسة تشعر بالقلق تريد أن تخبر عمر بمكان فريدة لكنها وعدتها بأنها لن تخبره، تعلم أن عمر اذا علم أنها كاذبة سيزداد الأمر سوء بينهما وستتوتر علاقتهما أكثر.
قطعت شرودها وأفكارها المضطربة عندما وجدت عمر يخرج من المرحاض عاري الصدر مرتدي شورت قصير من اللون الاسود وتوجه نحو الفراش مباشرة يوليها ظهره وأغلق الضوء الخاص بالغرفة استعدادا للنوم.
بينما آلاء تمددت بجانبه هي الأخرى، تزفر بضيق ثم حاولت أن تشبك ذراعها بذراعه وهي نائمة لعلها تشعر باقترابه منها حتى يغمرها بحنانه وحبه التي اعتادت عليهما منه دائما.
ابتسم عمر على فعلتها التي باغتته ثم انتظرها حتى تغفل والتفت نحوها ليصبح وجهه يقابل وجهها وضمها في حضنه بحب وعشق شديد وهو يطالع ملامحها المحفورة في عقله بعشق جارف كأنه يراها لأول مرة...
❈-❈-❈
في الصباح
استيقظت آلاء مبكرًا وبدأت تعد ذاتها حتى تذهب مع عمر الشركة فهي ستذهب مخصوص لأجل السكرتيرة التي قررت أن تلقنها درس لن تجعلها تنساه بعمرها
وقع اختيارها على فستان متوسط الطول من اللون البني الذي يتناسب مع بشرتها وقامتها جيدا، ثم اردفت قائلة لعمر بحماس وابتسامتها تزين ثغرها
:- يلا يا عمر أنا جاهزة.
لن يرد عليها بل تجاهلها عن عمد، نزلت وجدت سناء قد اعدت طاولة الطعام فجلست بجانب عمر وشرعت تتناول طعامها..
اثناء تناولهم الفطور وجدت آلاء ياسين الذي دلف عليهم وخلفه حقائب السفر الخاصة به، فشحب وجهها على الفور ما أن رأته كما لو أنها رأت عفريت سيقتلها وتعلقت عينيها عليه تطالعه بحزن شديد، تعلم أن عودته الآن خلفها شئ كبير لم تعلمه، لاحظ الجميع نظراتها المتلقة على الباب الداخلي للفيلا ورأوا ياسين الذي كان يقف بغرور ومبتسم ابتسامة ماكرة غير مريحة بالمرة تعكس نواياه الحقيقية لعودته..
يُتبع
إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية