-->

رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 25

 

  قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أقزام بنجايا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ابتسام رشاد


الفصل الخامس والعشرون





تعاهد البشر على حماية الأقزام من أي خطر قد يتعرضوا له، ولكن هذا العهد بالنسبة لهم هو الخطوة الأولى لتنفيذ خطتهم للحصول على الجواهر والكنوز الموجودة أسفل عرش السلافادور، اشترطت الجدة "كولان" على "كاترين" وفريقها شرط هام، قالت: 

- أنتِ وفريقك ستقفون بالخارج تقفون أمام مبنى عرش السلافادور. 


وافقت "كاترين" ووقفت هي وفريقها بالخارج، كما طلبت الجدة "كولان"، هناك يجتمع العديد من الأقزام يتدربون ويستعدون للقتال، "وليزا" أيضًا تقف في المقدمة تستعد وبجانبها "والتر"، يدعمها ويشجعها. 

❈-❈-❈


بينما "ديفيد" وأخته "أرورا"، و"داني" ذهبوا بعيدًا عن القتال، عند الشاطئ ينتظرون وصول القبطان "روبرت"، حتى يرحلوا عن هذه الجزيرة. 


تمكن الساحر "بوبار" من استعادة أتباعه الموتى، جمعهم وذهب إلى عرش السلافادور، حتى يقضي على الأقزام، ويُبيد سلالتهم عن وجه الأرض، وهو في طريقه إليهم... 


بينما "مارتي" خطرت له فكرة، لذا قام بسرقة واحدة من أسلحة البشر، وطلب من "لوسي" مرافقته إلى حيث قام البشر بجمع الوحوش والمنقرضات داخل سور، وأخذ يحاول هو و"لوسي" حتى تمكن من كسر جزء من هذا السور، لتتحرر الوحوش والمنقرضات مرة أخرى. 


قالت "لوسي": 

- لا أعتقد أن الأمر سوف يُجدي نفعًا. 

تنهد "مارتي"، وأخذها جانبًا، وقال: 

- اتمنى أن ينفع الأمر، هذه الوحوش سوف تقوم بتشوش الصراع وتشتت التجمعات. 


خرجت الحيوانات بسرعة تنتشر بالجزيرة، عائدة إلى أوكارها، لتتعايش على الجزيرة مثل ما كانت من قبل، "مارتي" و"لوسي" في طريقهم إلى عرش السلافادور. 


بينما في عرش السلافادور الجميع ينتظر في قلق، الوقت يمر ببطئ، طلبت الجدة "كولان" التحدث إلى "ليزا"، قالت الجدة: 


- "ليزا" نحن نعتمد عليكِ، مصير قبيلة الأقزام بين يديكي، سوف أخبرك بسره... ذلك المخلوق سيموت عند شق عنقه بالخلف، هذه هي الطريقة التي ستقضي عليه. 


فكرت "ليزا" وقالت: 

- إذًا أحضري لي سكينة، أو أي قطعة حادة. 


عرفت "ليزا" نقطة ضعف ذلك المخلوق وقررت أن تنفذ تعليمات الإسطوة المدونة على الصخور، وتقوم بقتل هذا المخلوق. 


خرجت تقف بالمقدمة وكأنها تتوعد له، تمسك بيدها الصولجان، ووضعت بجيبها سكينة حادة، لتقضي عليه تمامًا. 

رجع "مارتي" و"لوسي" إلى الجدة "كولان" ليخبرها "مارتي" بما فعله، قائلاً: 

❈-❈-❈


- لقد أطلقت سراح المفترسات يا جدتي. 

- أحسنت يا ولدي... اتمنى أن تسير الأمور كما خطط لها، والآن اذهب واحمل سلاح كباقي الأقزام. 

الجميع في حالة تأهب واستعداد تام لمواجة ذلك الساحر "بوبار" الشرير الذي أراد أن يشيع في الأرض فسادًا، إلا "كاترين" وفريقها كانوا يتظاهرون بأنهم سوف يقفون مع الأقزام للتصدي لذلك المخلوق، وكانوا يتهامسون لبعضهم البعض بالتنحي فور الإشتباك وبدء المعركة. 


سمعوا صوت أقدام عالية تضرب في الأرض، إنهم أتباع الساحر "بوبار"، كلما اقترب الساحر وأتباعه، ارتفع صوت أقدامهم حتى وصلوا، يترأسهم الساحر "بوبار"، وقف الخصمين أمام بعضهم البعض في حالة صمت، تراجع فريق كاترين متنحيين جانبًا، نظر إليهم الساحر 

"بوبار" وقال لأتباعه: 

- هيا اهجموا على هؤلاء الأقزام. 

عدد أتباعه لم يتجاوز العشرة، لكن أقوياء يتميزون بقوى غير عادية، وقف "كريس" ورفاقه ينظرون إلى الأقزام بشماتة. 


لكن "ليزا" الشجاعة لن تتنحى أبداً، وقفت أمامه وقامت بتوجيه شعاع ضوء الصولجان نحوه، نظر الساحر "بوبار" إلى الصولجان، وامر أتباعه بالتراجع للوراء، قام الساحر "بوبار" بإلقاء كتلة نار على الأرض لإخافة "ليزا"، لكن ليزا صمدت ولم تتراجع للحظة، ولكن نظرت إلى "كاترين" نظرة كافية لتصفها وفريقها بالحقارة، عديمي الكرامة، خائني العهود، تأثرت "كاترين" بنظرة "ليزا" لها، اسرعت "كاترين" دون تفكير نحو ذلك الساحر لتقتله حتى تثبت "لليزا" أنها ليست بهذه الحقارة، وأثناء محاولتها لقتله... طعنها بمخالبه الحادة ببطنها، لتنغرز ثلاثة من مخالبة الحديدية ببطن "كاترين"، صرخت "كاترين" صرخة مكتومة يغطيها الآلم... سالت دمائها أرضًا، خرجت الدماء من فمها، سقطت أرضًا، أخذت تنظر حولها بعيناها تجوب المكان، تتألم بصوت غير مسموع، تنزف الدماء بكثرة من بطنها، اقترب منها "استيفن" يرفعها عن الأرض، قال لها: 

- أرجوكِ كوني بخير، أنا أُحبك... لا يمكنني العيش بدونك، تكلمي، قولي شيء. 


كانت تتنهد تحاول أن تقول له: 

- أنا أستحق هذا، إنه عقاب ما فعلت. 

لم يفهم "استيفن" منها أي كلمة، أخذ يتوسل إليها أن تكرر ما قالته، لكن انتهى الأمر... لقد فارقت "كاترين" الحياة. 


لم تضيع "ليزا" الوقت وقامت بصعق الساحر "بوبار" بشعاع ضوء الصولجان، الذي ثبته وشل حركته، وكأنه صاعق كربائي قوي، وبنفس الوقت قام أتباع الساحر "بوبار" بالهجوم على الأقزام، وفي هذه اللحظة لم يتنحى "استيفن" والفريق، بل تدخلوا وقاموا بقتل أتباع الساحر بوبار الذي يقاتلون بسيوف، مازالت "ليزا" تمسك بالصولجان مع توجيه شعاع الضوء ناحية الساحر "بوبار"، حتى سيطرة عليه كُليا، وأصبح بين قبضة يديها، ألقته أرضًا، أخذ يزحف إلى الوراء لا يمكنه المقاومة، كلما اقترب منه "ليزا" ابتعد يزحف إلى الوراء، قال لها: 

- يا حاملة الصولجان أتركيني أعيش، لا تقتليني، لا تقتليني. 


وأخذ يكرر الجملة عدة مرات، و"ليزا" تقترب منه أكثر، لقد كان يعلم أن هذا الصولجان أُعد خصيصا لقتله هو تحديدًا، هو يعلم مدى قوة هذا الصولجان، ومدى قوة الزمردة الزرقاء. 


قامت "ليزا" بصعقه مرة أخيرة، حتى لا يفلت منها، اقتربت منه، وقامت بشق عنقه من الخلف، لينتهي أمره تمامًا، حتى فارق الحياة مجددًا، كانت الجدة "كولان"، تشاهد كل ما حدث، قالت: 

- أيها الأقزام تعالوا واحملوا هذا التابوت وقوموا بوضع جثته فيه حتى الغد. 


انتهى الساحر "بوبار"، وانتهى سحره، زال كل ما تعرضت له الجزيرة بسبب سحره وشره، عادت الجظيرة تنبت بالحياة الطبيعية الخالية من السحر والقتل... لم تعد الجزيرة ملعونة، والآن أصبحت ملائمة للحياة لكل الكائنات، ومع زوال السحر زالت بعض الوحوش. 


بينما "استيفن" في قمة الحزن والأسى يحمل جثة "كاترين" بين ذراعيه، لم يعد يهتم لا هو ولا فريق الحراس للكنوز الجواهر. 


أخذ جثة "كاترين" وضعها بالسفينة وجلس بجوارها حزينًا يتذكر كل شيء منذ أن رأها المرة الأولى، بينما باقي الحراس يجلسون على الشاطئ حتى تأتيهم المساعدة ويتمكنوا من العودة إلى مدينتهم. 


قررت "ليزا" تسليم الصولجان للجدة "كولان"، قالت "ليزا": 


- أيها الجدة "كولان" لقد انتهى الأمر، وأعلم أنكم تعرضتم للخسائر والكثير من المخاطر، وأنتم الآن سوف تكملون حياتكم على الجزيرة، وأنتم بحاجة إلى هذا الصولجان. 


مدت "ليزا" يدها لتعطي الصولجان للجدة، قالت الجدة: 

- أتعلمين أن هذا الصولجان صنعه أحد السحرة ، انه "الساحر تروبار" كان يمثل الخير أمام خصمه الشرير "الساحر بوبار"، لم يستطع حينها الخير التغلب على الشر، لذا صنع "الساحر تروبار" ذلك الصولجان حتى يتمكن الأقزام من السيطرة على لعنة الجزيرة، إلى أن يقومون بقتل "الساحر بوبار" بإستخدام الصولجان، لكن الأقزام أسأوا استخدام هذا الصولجان، وأصبح يستخدم لمنافع أخرى، إلى أن جئتي أنتِ وخلصتنا من هذا المخلوق ولعنتة. 


تابعت الجدة "كولان" حديثها وقالت: 


- أقزام بنجايا مدينون لكِ يا "ليزا"، وما حدث اليوم سيبقى مخلدًا إلى الأبد يا "ليزا"... كل شيء سيُكتب بإسمك، إننا حقا مدينون لكِ. 


رفضت الجدة أن تأخذ الصولجان من يد "ليزا"، قالت الجدة "كولان" لليزا: 

- ما رأيك أن تبقين معنا على الجزيرة؟ 


ضحكت "ليزا" واحتضنت الجدة بقوة، الأقزام فرحون بما حدث اليوم، وأخيرًا سينعمون بالعيش بأمان على جزيرتهم. 


تدخلت "لوسي" وقالت ممازحة: 

- منذ متى تصالح الأقزام والبشر وساد بينهم كل هذا الحب؟! 

ردت الجدة "كولان" قالت: 

- منذ أن جائت إلينا "ليزا" 

نكثت "ليزا" وجهها إلى الأرض، وقالت بحزن: 


- لقد ماتت "كاترين"، ومات الكثير من البشر على هذه الجزيرة. 


تنهدت الجدة "كولان" وقالت: 

- "كاترين" كانت نواياها سيئة، منذ أن جائت إلى هنا هي ومن معها، جاؤا طمعًا بالجزيرة وكنوزها، لم تعرنا اهتمامًا ونحن نشأنا على الأرض قبل نشأت البشر، وما تلقته اليوم كان نتيجة أفعالها وسوء نواياها، الأقدار محتومة من أحسن في دُنياه نال خير وإحسان، ومن أساء أثقلته الدنيا بمتاعب لن يقدر على تحملها صخرًا. 


جلسوا جميعًا في صمت يفكرون في أمر موت "كاترين"، قطع الصمت "مارتي" قائلاً: 


- "ليزا" هيا بنا لنكمل ما اتفقنا عليه، سوف نقوم بجمع الحيوانات المفترسة وحدها خلف الصخور. 


هزت "ليزا" رأسها بالموافقة، قالت: 

- سوف نصنع حاجز بينكم وبين تلك الحيوانات المفترسة، ومن ثم نصنع لهذا الحاجز بوابة، حتى تسمح لكم بإطلاق سراح المفترسات متى شئتم. 


ثم طلبت من "والتر" أن يأتي معهما، قالت: 

- هيا يا "والتر" لتذهب معنا، وأنت يا "مارتي" يجب أن تتعلم الإستخدام الأمثل لهذا الصولجان، لأنك أنت من ستحصل عليه.  

 

توجهوا هم الأربعة، وقامت "ليزا" بإستخدام قوة الصولجان بتحريك مجموعة من الصخور الضخمة، حتي تشكل منها سور يطل على البحر بزاوية قائمة، قال "والتر" ممازحًا: 

- متى تعلمتي الهندسة المعمارية، لقد أبدعتي في تصميمها. 

قالت "ليزا": 

- والآن سأصنع لها بوابة كبيرة. 


انتهت "ليزا" من عملها، قضت ساعات هي و"والتر" و"مارتي" و"لوسي" في جمع المفترسات خلف هذا السور، بينما في عرش السلافادور جاء "استيفن"، يحمل بين يديه جثة "كاترين"، أخذ يتوسل باكيًا للجدة "كولان"، قال: 

- أرجوكِ افعلي أي شيء، أي شيء حتى تعود "كاترين" إلى الحياة أي شيء، أنت تُجيدين السحر واللعنات، يمكنك فعل شيء ما، لن أستطيع العيش من دونها، وجودها هو الحياة بالنسبة لي. 


نظرت إليه الجدة "كولان" مشفقة على حالته، قالت: 

- يابُني توقف عن البكاء، هي ماتت، ومسألة أن تعود إلى الحياة تتطلب مواجهة الصعاب، لكنها ستكون مجرد محاولة نسبة نجاحها ضعيفة جداً، لكن سوف أحاول أن لا أشق عليك. 


عاد "استيفن" يتوسل إليها مرة أخرى قال: 

- أرجوكِ... يمكنني فعل أي شيء من أجلها، حتى لو كان الحل أن أهب لها روحي، أرجوكِ أيها الجدة جربي كل طرق السحر التي تعرفينها، جربي كل محاولاتك، وسأُنفذ كل ما تأمريني به. 


قالت الجدة "كولان": 

- ادخل بها إلى هذه الغرفة وضعها على هذه الطاولة هناك، وتعال لتحضري لي شيء هام. 


دخل "استيفن" الغرفة يحمل "كاترين" بين يديه، وضعها برفق على الطاولة، وخرج وهو ينظر إليها بدموع ساخنة، سأل الجدة "كولان" قائلاً:

 

- ما المطلوب؟ وسأنفذه على الفور. 

ردت الجدة "كولان" تواسيه، قالت: 

- أعلم مدى حزنك وألمك، وما سنقوم به ما هو إلا محاولة، مجرد محاولة قد تنجح أو... تفشل، فقط انتظر حتى ترجع "ليزا" و"مارتي"، سوف يساعدونك كثيراً.  

وبعد مرور بعض الوقت، رجعت "ليزا" و"والتر" و"مارتي" و"لوسي" بعد أن قاموا بجمع المفترسات خلف سور، قصت عليهم الجدة "كولان" الأمر، ثم طلبت منهم أن يساعدوه، قالت: 

- سوف نقوم بمحاولة لعلها تنجح وأتمنى أن تحضروا ما سأطلبه قبل مغيب الشمس، في البداية بعد أن زالت اللعنة عن الجزيرة مؤكد أن شجرة الحياة عادت إلى طبيعتها، أريد منكم أن تحضروا لي بعض من عصارة هذه الشجرة، أحضروا لي العصارة اللزجة من داخل اللُب، وأيضًا شيء آخر وهو أن تحضروا لي القليل من مياة الشلال، حيث المنبع تحديدًا. 

 

فقط عليكم أن تحضروا ما طلبته منكم بأسرع وقت، وانا في انتظاركم. 

ذهبوا جميعهم إلى منبع الشلال، قامت "ليزا" بملئ قارورة ماء، كانت المياة صافية جداً، أسفلها أرض بيضاء لامعة كاللؤلؤ، أخذت "ليزا" قارورة المياة وقالت: 

- هيا لنذهب بسرعة إلى شجرة الحياة، لنأخذ بعض من لُب عصارتها اللزجة. 

أخذ "استيفن" القارورة من "ليزا" يمسكها بإحكام وعناية، ذهبوا سويًا إلى شجرة الحياة، قام "استيفن" بتسلقها، ليصل إلى لُبها، هي شجرة غير مرتفعة، لم يكن الأمر شاق.


تسلقها وبيده كوب زجاجي كبير وسميك، أدخل يده إلى قلب الشجرة، وقام بغرف بعض من عصارتها اللزجة، ثم قطف بعض ثمارها التي أصبح طعمها حلوًا بعد أن زالت اللعنة عنها. 


جمع "استيفن" ما طلبته الجدة "كولان"، وأخذ يهرول نحو عرش السلافادور، يبدو عليه التعب والمشقة، حتى وصل اعطى الجدة "كولان" ما أحضره. 

ودخل بسرعة إلى الغرفة التي ترك "كاترين" بداخلها، فلم يجدها، سأل الجدة "كولان" قائلاً: 

-  قالت له لا تقلق، إنها بالغرفة المجاورة. 


دخل الغرفة المجاورة وجدها مسطحة على الأرض، وكأنها نائمة، دخلت من بعده الجدة "كولان" وبيدها قارورة مياة المنبع وكوب عصارة لُب شجرة الحياة وبعض ثمارها أيضًا، قالت الجدة "كولان": 

- قم برفع رأسها بعض الشيء. 


رفع "استيفن" رأس "كاترين"، وقامت الجدة بإدخال عصارة لُب شجرة الحياة إلى فم "كاترين" ومن ثم جعلتها تبتلع حبة من ثمار شجرة الحياة، ومن ثم قامت بتسريب مياة المنبع على وجهها. 


قالت الجدة: 

- فعلت ما بوسعي، أعتقد أن الأمر لم يجدي نفعًا.

 

خرجت الجدة من الغرفة، احتضن "استيفن" "كاترين" وبكى بحرقة قلب... احتضنها بقوة لمدة دقيقة كاملة، إذا فجأة شعر بها تتنهد وتضمه إليها بقوة، إرتخت يداهُ عن إحتضانها، بينما هي تشبثت به في مشهد تغمره المشاعر، تسارعت دقات قلب "استيفن"، قال والدموع تنساب من عينيه: 

- "كاترين" هل أنتِ... هل أنتِ بخير؟ 


تنهدت "كاترين" ببطئ، قالت:

- أجل... انا بخير. 


ضمها إليه أكثر، ثم أخذ ينظر بعيناها، ويضحك بجنون، وكأن الحياة عادت إليه هو، قال: 

- أيها الجدة، لقد عادت "كاترين" إلى الحياة. 


تجمعوا كلهم حول "كاترين" وهي جالسة على الأرض، نظرت إليهم "كاترين"، وقالت: 


- ما حدث لي علمني درس قاسٍ، علمني أن الطمع يؤدي إلى الهلاك، كنت أطمع بالحصول على كنوز لا حق لي فيها، أما شجرة الحياة فهي فعلاً من أنبتت الحياة بجسدي مرة أخرى. 


قالت الجدة "كولان": 

- الطمع قد يودي بصاحبه لطريق الفساد، ولن يضر إلا نفسه. 


تابعت الجدة "كولان" حديثها قالت: 

- أتعلمون أن أمر عودة "كاترين" للحياة لم يكن شيئًا سهل، لقد تجمعت الفرص لصالحها، وأيضًا لأنها ماتت في سبيل الخير، ولهذا أعطاها القدر فرصة ثانية. 

 

وفي صباح اليوم التالي استيقظ الجميع متحمسين ليوم جديد، أقام الأقزام حفل صاخب إحتفالاً، يحتفلون بعودة الأمان والسلام لهم، وأنهم أخيرًا سينعمون بحياة طبيعية على الجزيرة، شاركهم الجميع بالإحتفال. 


وأثناء الحفل قاموا بنحت تمثال ذهبي يُشكل "ليزا" تمامًا، وهي تمسك بالصولجان وترفعه عاليًا، قاموا بوضع هذا التمثال في قلب صالة عرش السلافادور، التمثال أعجب "ليزا" كثيراً، وأثناء الجموع قررت منح الصولجان "لمارتي" بإعتباره أحق واحد من بين الأقزام لحمل هذا الصولجان. 


وأخيرًا وصل القبطان "روبرت" بسفينتة إلى جزيرة أقزام بنجايا، والذي وجد أولاده ينتظرونه عند الشاطئ، ثم قادوه إلى عرش السلافادور، حيث الحفل الذي أقامه الأقزام، كان القبطان "روبرت" مندهشًا من كل شيء حوله، يُبدي إنبهاره. 


أما "استيفن" لم يترك "كاترين" لحظة واحدة بعد أن استعادت حياتها، تقرب منها مبتسمًا، همس بأُذنها قائلاً: 


- هل سنتزوج؟ أم سيادة القائد لن تتنازل وتتزوج بمن هو أقل منها رُتبه؟!


رت متبسمة تمازحه:


- قف ثابت مكانك أيها الرائد، أنسيت أنني الأمِر الناهي هنا؟! نفذ الأمر فقط دون جدال وهيا قُم بحملي على الفور.

   

حملها بين يديه وهو يشعر بسعادة بالغة، وذهب بها للإستمتاع بالحفل مع الأقزام. 


وفي صباح اليوم التالي استعدوا جميعًا للإبحار عائدين إلى مدينتهم، يودعون الأقزام عند الشاطئ، منحت الجدة "كولان" هدية لكل منهم صندوق خشبي وطلبت منهم أن يفتحوا الصناديق فور العودة إلى منازلهم. 


رحل البشر عن الجزيرة وبقوا الأقزام ليقوموا بإعادة تعمير الجزيرة من جديد، ساد بينهم السلام والأمان والمودة. 

 

يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ابتسام رشاد من رواية أقزام بنجايا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية