-->

رواية جديدة بين دروب قسو ته لندا حسن - اقتباس

 

 

قراءة رواية بين دروب قسو ته كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بين دروب قسو ته

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ندا حسن 


اقتباس


"رأت من لعن اسم الحب "عامر القصاص"

 

خرجت "سلمى" من المرحاض بعد أن نعمت داخله بأخذ قدر كبير من المياة على جسدها لتستفيق بعد يوم كان شاق عليها، غير أن ذهنها من الأساس ليس صافي بسبب ذلك الغبي زوجها..

 

بدأت في ارتداء ملابسها وهي تفكر فيما حدث بينهم، لا تستطيع أن تجعل الأمر يمر بينهم بتلك السهولة التي يتحدث بها ويتخيلها، كيف لها أن تفعل ذلك!..

 

ويتحدث عن الثقة أيضًا!، أي ثقة هذه هي لم تكن تعرف أنه إمام مسجد بل تعرف أنه يشرب ما حرمه الله ويدخن وكان يحل أي شيء دون النظر إلى أساسه ويعرف النساء وبكثرة!..

 

لو كان رجل جاد لم يسبق لها أن تراه في مثل ذلك الموقف لكانت صدقته، ولكنها لا تستطيع..

 

مرة أخرى تراه في أحضان امرأة، من الممكن أن يكون حديثه صحيح ومن الممكن أن يكون صادق ولكنها!.. لا تستطيع أن تمر ما حدث بتلك السهولة..

 

لما كل شيء بينهم صعب إلى هذه الدرجة! ألم يعشق أحد في الدنيا غيرهم؟ أليس هناك غيرهم!، أنها تتشوق إلى نيل السعادة الأبدية، تتشوف إلى ترك كل هذه الشكوك والنظرات الموجعة لكلاهما.. تحلم باليوم الذي ستكون فيه واثقة به ثقة عمياء وإن رأته في فراشها مع غيرها.. تشعر وكأن كل شيء ضدها، السعادة لا تدوم أبدًا

 

توقفت عن تصفيف خصلاتها أمام المرآة عندما استمعت إلى اشعارات تأتي إلى هاتفها مُصظؤة صوت منه، توجهت إلى الفراش وجلست عليه ثم أمسكت به تنظر بهدوء ولكن لم تتوقع شيء أخر يكون ضدها مع كل ذلك..

 

هوية مجهولة تحادثها مرسلة إليها بعض من الملفات المسجلة، بعض من الصور المخفية عليها تحميلها، ورسالة طويلة للغاية..

 

فتحت أول ملف ووضعته بالقرب من أذنها لتستمع إلى ما به وكان صوت زوجها، "عامر" الروح المزروعة داخل جسدها، رفيق دربها وسبب حزنها وفرحها..

 

صوته تردد على أذنها بتوعد وغضب شديد وأنفاسه مضطربة:

 

-وديني يا إيناس سلمى ما تعرف أي حاجه عن اللي كان بينا لهندمك على اليوم اللي شوفتيني فيه

 

اتسعت عينيها بصدمة تامة، أبعدت الهاتف عنها ونظرت إليه بتحديق ودهشة، عقلها لم يستوعب ما الذي أردف به، استمعت إلى دقات قلبها وزقزقة عصافير معدتها، تسائلت بذهول، ما الذي كان بينهم ولا يريد أن تعرفه!؟

 

ارتعشت يديها المُمسكة بالهاتف، بل ارتعش جسدها بالكامل، ابتلعت ما وقف بجوفها وازدادت التساؤلات المُنبعثة من عقلها ولم تكن تحمل أي إجابة له..

 

رفعت الهاتف مرة أخرى وفتحت الملف المنبعث بعده، لتستمع إلى صوت "إيناس" الواضح بقوة:

 

-لو فاكر إنك لما تسرق موبايلي اللي عليه صورنا سوا بحجة أنه عليه صور بنت عمك العريانه إن ده هيوقفني تبقى غلطان ومعرفتنيش صح.. أنا إيناس يا عامر ومش هسيبك إلا لما تندم على كل لحظة عيشتها معايا وهحرق قلبك على أعز الناس عندك وأنت عارف هما مين كويس

 

استمعت إلى صوت الآخر يرد عليها بسخرية واستهزاء وصوته حاد غاضب:

 

-لحظات ايه يا بت اللي عيشتها معاكي، واحدة سهلة وصايعة ومش لاقيه حد يلمها اتعرفت عليها في كبارية مش هقولك نايت يا وسـ*ـه، عرفتك في كبارية مستنية اتجوزك مثلًا

 

أكمل بعد أن ضحك أكثر ساخرًا:

 

-لما أنا عامر القصاص بنفسة يتجوز واحدة زيك أنتي سلمى بقى تتجوز مين

 

أجابته بأنفاس لاهثة لأجل إهانته لها وهذه كانت المرة التي لا تعلم عددها:

 

-بكرة تندم يا عامر

 

انهمرت الدموع من عينيها الزيتونية خلف بعضها في لحظة، أمسكت الهاتف بيدها بقوة وضغطت عليه بعصبية شديدة متكأه على الفراش بيدها الأخرى والدموع تنهمر منها على وجنتيها الاثنين شاعرة بوخزه حادة في قلبها وقفصها الصدري يضيق عليه كلما مرت عليها الثواني وهي على قيد الحياة..

 

لقد كان على علاقة بصديقتها "إيناس" ما فهمته من حديثهم أنه تركها وتخلى عنها بعد أن هواها، وتوجه إليها هي ليتزوجها تاركًا الأخرى، منذ متى وهو خائن؟ منذ متى وهو يكذب عليها ولا يراها من الأساس.. ما الذي يقوله عن الحب.. ما ذلك الحديث عن هوسه وجنونه بها؟ إنه مجنون!..

 

سرق الهاتف لأجل صوره معاها هي وليس لأجل صورها الفاضحة!..

 

فتحت الهاتف مرة أخرى ونظرت إلى الصور وقامت بتحميلها واحدة تلو الأخرى ولم يكن بهم سوا هو وهي معه في أماكن قـ ـذرة الذي يرتاد عليها كثيرًا

 

تشوهت عينيها بسبب الدموع ولم تعد الرؤية واضحة، نظرت إلى الرسالة تقرأها بعينين مشوشة

 

"سألتيني ليه عملت كده وإنك معملتيش فيا حاجه، معاكي حق بس أنتي كنتي السبب في إنه يعمل فيا كده، كنتي السبب في إن واحد زي عامر نسـ ـوانجي وسُكري يقرب ويبعد على مزاجه وفي الآخر يرميني بس علشان عرف إني معاكي في الكلية، انتقامي مش منك انتقامي من عامر وأنتي أكتر حاجه عامر حبها يمكن حبه غريب، إزاي بيحب ويخون في نفس الوقت بس مقدرش أنكر إنه مجنون بيكي.. سلمى دي حاجه بسيطة عن اللي كان بينا وده مش انتقامي ولا ردي عليه لسه اللي جاي أحلى"

 

تركت الهاتف على الفراش ونظرت إلى الفراغ المُحيط بها، ارتعد قلبها ودق كثيرًا غير مُصدقًا الذي يحدث من حوله..

 

كان على علاقة بها قبل أن يعلم أنها صديقتها، وعندما علم بذلك تركها فأكملت معها فقط لكي تنتقم منها بسببه هو!..

 

وما ذنبها؟ ما الذي فعلته لتتعرض لكل ذلك؟ ما الذي أذنبت به، كيف يحبها؟ كيف يحبها ويخونها في كل لحظة تمر عليه وآخر ما فعله أنه لم يجد إلا هذه! صديقتها؟

 

ارتفع صوت بكائها وانتحبت وهي تندب حظها العثر وما تواجهه ويحدث لها، ارتفع صوت بكائها وهي تعنف نفسها لأجل بقائها هنا بعد موت عائلتها، ارتفع البكاء والنحيب وهي تتذكر كل لحظة عاشتها معه وكل فرصة أعطتها له كي يكون الأفضل، الأحسن بين الجميع ولتترك حبل موصول بينهم يستطيع أن يجذبه فتقترب منه ويدلف إليها وإلى قلبها..

 

ضاق صدرها وشعرت أن روحها تُأخذ منها بقوة بينما عقلها يعود بكل ذكرى سعيدة مرت عليهم سويًا من بعد زفافهم، تتذكر كل مرة نطق بكلمة حُب، كل مرة نطق بكلمات تحمل من الحب ما يكفي كثير من العاشقين..

 

تتذكر اقترابه الرومانسي منها ولحظاتهم الخاصة هنا، لقد كان كاذب، مخادع في كل شيء مر عليهم، لما فعل ذلك لما كذب عليها وجعلها بتلك الصورة الغبية لما جعلها تفهم دائمًا أن "إيناس" خبيثة دون سبب، لما لم يتحدث، لما لم يصارحها..

 

ملايين من الأسئلة تتهاتف على عقلها الذي يصارع الذكريات في حين أن قلبها يصارع الاختناق داخل قفصها الصدري الذي يضيق عليه..

 

سيل من الدموع تتسابق على وجنتيها بحرقة وقهرة قلب، روحها تُسلب عنوة، مشاعر لا تعرف ما هي ولكن ربما تستطيع أن تفسر أن هناك خذلان لا مثيل له تشعر به، ضيق واختناق، احتراق داخل روحها التي تسلب، اشتعال في كل خليه داخل جسدها..

 

فُتح باب الغرفة فرفعت نظرها إليه ورآته يقف شامخ، بطولة الفارع ونظراته الغريبة من عينيه البُنية، رأت كاذب، خائن، رأت من لعن اسم الحب "عامر القصاص"

 

..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ندا حسن من رواية بين دروب قسو ته، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة