رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 19
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نفق الجحيم
الجزء الثاني
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل التاسع عشر
❈-❈-❈
في بيت المقاول
عديله بزعيق وهي داخله الأوضه:
شارده فأيه يابت دهب ومهمله البت مكمور وشها بالملايه هتموتيها وتكتمي نفسها؟
شام قامت منتوره بعد ماانتبهت لربيعه، وفعلا شافت الملايه كلها علي وشها ، شالتها من فوق وشها، واطمنت عليها انها بخير، وبعدها اتنهدت وردت علي ستها عديله وهي عترتب شعر ربيعه وترفع خصله اللي نازله علي جبينها بحنيه:
شارده في اللي اشتاقلهم القلب، والروح عليهم متكاده ومعارفلهمش علوم ياستي.
ابوي وامي وخياتي البنات اللي معرفشي عنيهم ايوتها حاجه غير بس الخبر اللي عيجيبهولي ابو دراع كل فين وفين، واللي عيعرفني بيه الحبله واللي ولدت.. بس اني عايزه اشوفهم بعيني واتحدت معاهم، اعرف عنهم اللي الغريب ميعرفهوش واللي دافنينه فصدورهم، خايفه يكونوا عاملين زيي وموصيين ابو دراع يوصلي انهم زينين ومرتاحين وهما غير إكده كيف ماععمل اني وعوصيه يطمن كل اللي يسأله عني.
عديله:
والله ياشامن مش هقولك غير الحق معاكي فقلقلك وشوقك ورقرقت روحك عليهم،
بس يابتي هقولهالك تاني وعاشر، الشين معيتخباشي، يعني لو لاقدر الله اهلك فيهم حاجه شينه كان خبرها جه لحاله، بس طالما ماسمعاشي شين يبقوا زينين، ولو علي وجع القلب والتعب يابنيتي مفيش حد خالي والبيوت ياما عيجرا ورا بيبانها.
بس برضك سكانها عيعيشوا ويكملوا وانتي اكبر مثل ودليل، واظون ياشامه محدش تحت عين الشمش تعبان ومكروب كدك واديكي عايشه، كل واحد ونصيبه من التعب يابنيتي،
بس من وسط التعب ربنا عيبعتلهم اللي يصبرهم ويخلي كل التعب والمرار يروح بتطليعه وحده عليه.. قالتها وبصت لربيعه واتبسمت، وشام كمان بصت لربيعه وطمنت روحها على خياتها التنين بإن صوح ربنا مش هينساهم، وإن بشاير اكيد ولدها مالي عليها الدنيا، وكمان بسيمه اللي قربت تكون أم ولدها او بتها هيهون عليها، بس برغم إنها عتطمن قلبها عليهم بكلامها ديه، الا إن الاشتياق باقي يلعب بالروح لعب ومهما الواحد سمع عن الحبايب انهم بخير، ميرتاحش القلب غير بشوفتهم.
؟؟؟؟؟
دقايق قضتها شام بعد كلامها مع ستها وهي سرحانه فخياتها وامها وابوها، وبعدها سمعت حس شوقيه عيلعلع في البيت، وعرفت منيه أن كرار عاود من الشغل ولازمن تقوم تجهزله الغدا هو وهي عشان يتغدوا.
وطلعت من الاوضه، وشافته شايل ولده عزام وعمال يلاعب فيه والفرحه بيه كالعاده عتنط من عيونه، وجايب ليه ولأمه ومحمل من كل حاجه حلوه، وبته ربيعه حتي تطليع ماعيتطلع عليها، ولا كلمة ابوي مخليها تنطوقها عليه وعايشه يتيمة الاب وابوها حي يرزق.
كملت طريقها للموطبخ، وابتدت تغرف الغدا ليهم، وطلعتهولهم، ومن بعدها غرفت غدا حوريه ووديتهولها عالأوضه بتاعتها، واللي كانت أوضة عزت القديمه بعد مابدلها باوضتها اللي فوق وهي نزلت فيها.
دخلت عليها شام وحطتلها الوكل جارها ومن غير كلام ولا حديت هملتها وطلعت، وبرغم إن حوريه لا عتنطق عليها ولا عتكلمها، الا ان شام عتشوف فعيونها حديت كتير بدها تقولهولها بس فيه حاجه مانعاها،
وعتكتفي بس بالبصه عليها كل ماتعملها حاجه او تخدمها،
من ساعة ماحيلها راح وحركتها بقيت قليله من بعد مااتقهرت علي اللبه اللي اتسرقت منها.. او ديه السبب اللي الكل فاكر إن هو سبب حالتها داي..
ومن وكتها وهي اغلب نهارها حبيسة أوضتها معتطلعش غير بس هبابه تطل في المطبخ وتشوف ايه اللي عيجرا فيه وتدى أوامرها لبدور وورده وحتى لشام باللي هيتطبخ ويتعمل، وداي هي السلطه الوحيده اللي بقت ليها في البيت دلوك، والحاجه. الوحيده اللي ليها رأي فيها هي (الطبيخ)
أما باقي الأمور من فلوس شغل ومصروف بيت فديه كان كله فيد شوقيه.. وديه لأنها هي اللي متكلفه تصرف عالبيت وكل وشرب من فلوس كرار لحاله من غير ماصفوت ولا عزت يدفعوا جنيه واحد،
وديه لغاية في نفس يعقوب،
ابسطها إنها عتشوف من بدور وورده دهلسه ومحلسه وطاعه اللي يشوفهم يقول إن روحهم هي اللي فيدها مش وكلهم وشربهم.
طلعت شام من أوضة حوريه وراحت علي الموطبخ؛ عشان تعلق عالشاي وبعدها تغسل مواعين الغدا علي مايكون كرار وشوقيه خلصوا غدا وياجي صفوت وعزت ويتغدوا هما كمان، وتغسل المواعين كلها مره وحده.
وهي فطريقها للموطبخ شافت عزت داخل من الباب، واول ماعينه وقعت عليها اتبسملها بشوق، وهي كالعاده بصت بعيد عنه وكملت طريقها، وقعد هو قبال كرار يتحاسبوا كيف كل يوم، وياخد منيه كرار ايراد اللودر ويرميله يوميته من الفلوس،وعزت ياخدهم بخشم ساكت، بس العين هتطلع عالفلوس اللي عيلمها كرار كل يوم فحجره بالزيحه من المعدات بتاعته، ويرميها فحجر شوقيه مرته، وعزت وغيره ياخدوا ملاليم.
وكل ديه من تحت راس حظ كرار الزين اللي طول عمر عزت يحسد فيه عليه، ومع ذلك عمر ماعينه صابته بالحسد مع انه عيتمناها توحصول من كل قلبه، وكل اللي كرار عيتمرمغ فيه من نعم يزول.
شويه وطلعت بدور بالوكل لعزت تتمايل ببطنها العاليه،
وقعدت اتغدت معاه عشان تفتح نفسه عالوكل كيف ماقالتله وهي عتقعد، وهو بصلها ومردش، وابتدا ياكل وسط ريحتها اللي مش قادر عزت يحددها جاز ولا سبيرتوا ولا مرار طافح ايه اللي عتنقع روحها فيه ديه كل يوم، و كل ماتقرب منيه يوبقي عايز يجيب اللي فبطنه من القرف.
وبعد الغدا طلع عزت على أوضته فوق قوام واستغل فرصة ان بدور راحت الموطبخ تشيل الوكل، وبس بدور طلعت من المطبخ ملقتش عزت جريت وراه باللاحق علي فوق،
لكنها وقفت قدام الأوضه حزينه بعد مااكتشفت انها اتأخرت النهارده كمان زي كل يوم وعزت قفل عليها الباب بالقفل من جوه.
فنزلت تاني تجر فاذيال خيبتها المعتاده من عزت
،ولسه عتفكر تروح بيت ابوها تقعد جار امها وحريم خواتها لغاية ماعزت يصحى من النوم، لكنها لقت امها داخله من البيت فقعدت وبقتها.
عدويه بصت لبدور ولما لقتها مدايقه سألتها:
مالك يابدور قالبه خلقتك ليه؟
بدور: ماليشي، خالتي فأوضتها قاعده، كنت رايحالك اقعد جارك هبابه بس انتي لقاقه معتقعديش فبيتك وتكني عامله زي فرقع لوز.
عدويه بصتلها وبرقت عنيها وهي مش مستوعبه كلامها اللي عامل كيف كلام المهبلين، ولكنها على كل حال مخدتش عليها؛ لانها عارفاها هبله وراحت علي اوضة اختها؛
ومن ساعة مانقلت لبيتها الجديد بالإكراه من جوزها وعيالها وهي لازمن كل يوم تجيها تقعد معاها هبابه وتطمن علي صحتها وتشوفها لو عايزه حاجه وتمشي،
وزي ماعتسأل عليها وتطمن، تسأل كمان على عديله مرت عمها وتشوفها لو محتاجه حاجه، وتدخل الموطبخ اللي اتربت وكبرت فيه وفنت كل عمرها جواه، وحاسه من ناحيته بألفه مش حاساها فموطبخ بيتها الجديد، وكل ماتدخله تحس انها غريبه عنيه وغريب عنها،
ومع ان حوريه ولا مره زارتها فبيتها الجديد ولا خطته برجلها ، ولا يوم سألت عليها حتي لو غابت بسبب تعب، الا ان عدويه عمرها ماعاملتها بنفس معاملتها، ولا قالت اشمعنا اني اروحلها وهي له، واستمرت فوصل صلة الرحم والموده وعاهدت روحها إنها هتفضل إكده لآخر العمر،تقدم المعروف حتي لو مجنتش مقابل معروفها اي شي.
وعشان إكده عديله دايما كل ماتشوفها هي وحوريه قاعدين جار بعض تتصعب وتقول البطن صوح قلابه مةوكيف مالارض عتطرح المالح وتطرح الحلوا والتنين مرويين بنفس الميه وطالعين من نفس بطن الارض! بطن أمهم جابتهم فرق السما بينهم عن الارض،
وتهملهم وتمشي.
خدت قعدتها عدويه مع اختها واطمنت على مرت عمها، ورجعت علي بيتها، وراحت معاها بدور اللي كانت كل شويه تقولها قومي روحي بيتكم عشان تروح معاها.
أما في أوضة كرار وشوقيه
شوقيه:
مبروك يامقاول اديك قربت تسدد فلوس ابوي بالكامل وبعدها توبقي اللوادر والمعدات كلها بتاعتك لحالك.
كرار :
قربت ايه بس ياشوقيه، اني قربت اخلص الفلوس اللي ابوكي سلفهمني، لكن الفوايد بتاعتهم لسه بدري مهتتسددشي دلوك واصل.
شوقيه:
كله هيتسدد بس إنت شد حيلك ومتتعجلش، اديك في سنه ونص اهه بقيت اكبر مقاول في النواحي كلها، ومسايبشي حد من اصحاب المعدات ياكل عيش غير الفتافيت اللي انت عتهملهالهم.
رد عليها كرار بعرفان:
كله بفضلك يانور عيني وفضل تخطيطك ومساعدتك ليا انتي وعمي العمده، ولولاكم ماكنتش بقيت إكده ولا اتحركت من موطرحي حتي وكنت فضلت علي اللودر اليتيم اللي كان معاي.
ردت عليه شوقيه بتباهي:
إيوه امال ايه، وهو انت متجوز وحده قليله، انت متجوز بت عمدة البلد علي سن ورمح.. ولسه ياكرار اللي جاي احلا واحلا، بس انت اسمع كلامي وهملي عقلك ديه اني امليه وهو ينفذ.
رد عليها كرار وهو عيمسك اديها التنين ويبوسهم وحده وحده.. واني من يدك داي، ليدك داي، انتي تفصلي واني البس ياام عزام ياغاليه.
خلص كلامه وخد شوقيه فحضنه، وهي اتبسمت بإنتصار وهي حاسه إنها مالكه كل شي بيدها، كرار واخواته وحريمهم، والبيت، والفلوس اللي عطتهم لكرار علي انهم سلف من ابوها وخلته اشترا بيهم معدات، وبقي غول المقاولات في النواحي كلها، وخدتهم منيه تاني وحده وحده وأسرته بالمعروف،
وهو معارفشي إنها في الاصل فلوسه ومن دقنه ولقمله، وكمان خلته يشغل اخواته التنين تحت منه من بعد مابقاش يسيبلهم شغل وبقوا يشتغلوا يوم وعشره له، واشتري منيهم معداتهم وشغلهم باليوميه تحت منيه.. وحتي عيال عمه نعيم نفس الوضع، بس الاختلاف إن دول اشتغلوا حداه باليوميه واحتفظوا بمعداتهم معاهم مباعوهالوش، وكانوا يلقطوا بيها شغل من وكت للتاني، وديه طبعاً تفكير سلام.
والكلل بلا استثناء اتولدت جواهم غيره وحقد نواحي كرار، وبقوا يتمنوا النعمه اللي فيده ليهم هما،
بس اكتر واحد فيهم كان عزت، اللي كان حاسده اكتر من مره، مره علي فلوسه ونسبه واللي بقي فيه ووصله، بعد ماكان دلوعة امه البايظ اللي الكل كان يتمقلت عليه،
ومرات علي شام اللي معيعديش يوم الا وعزت يتمناها بين اديه، ويحاول يغويها بكل الطرق وهي قلبها وعقلها مقفلين من تلاه بالضبه والمفتاح،لكنه عاهد روحه مش هيبطل محاوله معاها لاخر نفس في عمره.
أما حوريه فكانت تبص بعينها وساكته مقدراش تتكلم وكاتمه فقلبها، بس نظراتها لشوقيه كلها غل، ونظرات شوقيه ليها كلها تحدي، وكل ماتتلاقي العيون شوقيه عيونها تطلق سهام الشماته ترشق في قلب حوريه توجعه، وكل ماتاجى تتعافي من وجع قلبها وجسمها تنتكس مره تانيه، لدرجة إنها بقت لا حول ليها ولا قوة، وخصوصي إن اللي كان ممكن تتقوى بيهم كلهم دلوك في يد شوقيه ماسكاهم وعتلعب بيهم كيف العرايس.
أما حدا بيت اهل السيد
نبيهه ام السيد، اتنهدت بهم وهي حاطه يدها على خدها وبصت لجوزها اللي نايم جارها وبحسره قالت:
صوح صدقوا اللي قالوا ربي ياخايبه للغايبه، واني ربيت وتعبت وكبرت وجات بت دهب خدت ولدي مني وطفشت بيه علي بيت ناسها وعششت بيه هناك.
رد عليها عبده بنبره هاديه:
همليييه يعيش كيف مايحلاله، خير وجاله، ارض وبيت وبهايم ورزق وناس معاهمش واد وخدوه واد ليهم، همليه عايش معاهم وياخد كل الخير اللي مليهش صاحب ديه.
ردت عليه نبيهه بقهرة:
إيوه بس اني عايزه ولدي جاري وعياله يتربوا فحجري ومرته تخدمني.
رد عليها بنفس هدوئه:
ولدك ليكي حدش خده منيكي، وميته ماتعوزي تشوفيه البسي ملسك وشدي رحالك، فركة كعب تكوني حداه وتقعدي معاه وتشبعي منه ومن ولده كيف مانتي عايزه، والناس الحق يتقال ملاقيتهم تداوي القلب العليل من حلوا لسانهم وطيب اصلهم وكرم اخلاقهم،
اقعدي ساكته واستري عالواد وخليه عايش في العز ويربي عياله فخير جدهم، احنا كيف ماانتي واعيه فقاره ويادوبنا مقضيينها من ريع الكام قيراط والفلوس اللي عيشيعهملنا السيد، متقطعيش عيشه وعيشنا.
بصتله نبيهه وسكتت، عشان كلامه صوح، وولدها بقعدته فبيت نسايبه مرتاح ومستفيد، وهما كمان طايلهم من الحب جانب، بس برضك من جواها معاجبهاش الوضع ونفسها ولدها يكون تحت عينها وجارها هو ومرته وعياله وتمارس عليهم سلطتها وحقوقها.
أما حد بيت عبد الصمد
وصل عبد الصمد البيت بعد ماخلص شغله في الغيط هو والسيد، وعند الباب اتقدم عن السيد ومد الخطاوي عشان يدخل هو الأول، وبمجرد مادخل نده بعلوا حسه:
عمران، ياد ياعمران جدك جه انت وين.
بشاير سمعت حسه وعرفت انه عاود، وقوام طلعتله من الأوضه بعمران، اللي عارفه إنه مهيرتاحش غير لما ياخده فباطه ويشمه ويبرد شوقه ليه، بعد نهار قضاه بعيد عنه وهو يشتغل في الارض، ولازم الحضن الاولاني يكون من نصيبه هو، قبل حتي ابوه السيد مايسلم عليه.
وبالفعل عبد الصمد خد منها الواد وضمه وشمه وحب فيه لما شبع، وبعدها عطاه لابوه عشان يسلم عليه هو كمان، ودخل عشان يتسبح من تراب الارض قوام قوام ويرجع ياخده منهم ويحطه فباطه ويقعد يهودله ويلاعبه ويلعب معاه لغاية مالواد ينام علي رجله، ويعطيه لامه تنومه،
ويستنى لحظة صحيانه بفارغ الصبر، وروحه اتعلقت بالصغير ديه، ووقت ماعيضمه عينسى الدنيا باللي فيها.
اما حدا ابو دراع
سلام:
ليه إكده طيب ياصاحبي، ليه الخوانه؟
ابو دراع بإستغراب:
خوانه! خوانة ايه ياسلام؟ اني حد الله بيني وبين الخوانه وعمري ماعقبل الحرام وإنت خابر ديه زين.
سلام: له خوانه ياابو دراع، لما تاجي دلوك تقولي غنماتك واتكفل بيهم توبقي خوانه، ليه اتكفل بيهم اني، هو مش فيه بينا اتفاق ولا ايه؟
أبو دراع بهدوء:
طيب ماتفكرني بالاتفاق ديه ياسلام إكده اتفقنا فيه على ايه؟
سلام: انك تربيلي غنماتي وترعاهم مع غنماتك وتاخد منهم ٤ روس.
ابو دراع:
زييين الكلااام.. طيب اني اتفقت اني اكبرهملك، لغاية مالوحده فيهم توبقي عُشر وتولد ولغاية إهنه يوبقي اني نفذت اتفاقي معاك صوح ولا فيه كلام غير ديه اتقال واني كداب؟
سلام سكت مردش وابو دراع كمل:
وادي الغنمات ليهم مرتين يولدوا، وفيه منيهم اللي ولدت٣ مرات اهه، وماشاء الله تبارك الله ال١٦ راس بقوا ٤٠ راس، وعلياتهم عُشر دلوك هما وعيالهم، واظون إكده نفذت اتفاقي معاك وزدت عليه من دمي واصلي.
سلام:
حاسبلي الغنمات بقوا ٤٠ من ١٦ راس، وانت ١٤ راس بقوا حداك ٥٠ راس وتقولي مش عارف ايه.
ابو دراع:
والله ديه حظ، واظون غنماتي متعلمين وغنماتك متعلمين، ولما كانت غنمه تولد من بتوعك كنت احضرك ولادتها او احضر حد من اهلك لو انت مش قاعد، أمك او أبوك، يعني خشمك ميجيبش هوا.
سلام: ليش صالح اني بالحديت ديه، اني غنماتي مهبيعهمشي.
ابو دراع: واني مقولتلكشي بيعهم اني قولتلك اتولاهم إنت وكل وشرب، إنت بس يوم واحد جرب ترعى حوالي ١٠٠ راس غنم وتشربهم وتفتشهم بالوحده تطمن عليهم وانت تشوف تعبي كد ايه.
سلام: انت خابر زين اني مهقدرشي اخد بالي من غنم وعشان إكده عتلوي دراعي، فقولي عاوز ايه ياابو دراع من الاخر وخلصني.
أبو دراع بهدوء:
والله ماعاوز حاجه، اني عقولك اني تعبت من الغنم وتقلت عليا خدمتهم، خد غنماتك واتصرف فيهم.
سلام بحزم:
طيب خد المفيد ياابو دراع.. غنماتي مهيتباعوشي وهيقعدوا في الحوش، ومفيش غنم هيتباع غير غنماتك انت، واني غنماتي هجبلهم واحد يراعيهم وليكش صالح بيهم سامع.
ابو دراع: اني غنماتي مهيتباعوشي.
سلام:
يوبقي تشوفلهم موطرح غير الحوش، عشان إحنا مهنخلوشي حد غريب يحط غنمه في احواشنا.
قال كلامه ومشى من قدام ابو دراع وهو خابر زين انه خلى ابو دراع يلف حوالين نفسه من الحيره، وبعدها هيوافق يراعي الغنم زي الكلب عشان موصلحة حاله.
وكيف مايكون غريب عن ابو دراع وطبعه ومخابرشي إن ابو دراع ميتلويش دراعه واصل.
واتفاجأ تاني يوم الصبح بأبو دراع عيستأذن نعيم وهما طالعين عالشغل بإنه هيدخل البيت تجار يشتروا غنماته في غيابهم.
ولما عاود اخر النهار لقى ابو دراع فعلا بايع كل غنماته، ماعدا غنمه وحده بس مخليها هي وعيالها، وأول ماشافهم جه عليهم، ووقف قدامهم وبص لكرار وقاله:
حق البيت بقى معاي ياكرار.. هتبيعهولي زي ماقلتلي ولا اشتريلي بيت بره؟
رد عليه كرار وجاوبه بدون تردد:
هبيعهولك ياصاحبي طبعاً، انت اصلا لو تبعتني كان زمان البيت ملكك من زمان.
ابو دراع رد عليه وعينه على سلام:
واني سبق وقولتلك إني معخدش صدقه من حد، واني لو هاخد حاجه من حد مهاخدهاشي غير لما ادفع حقها علي داير مليم، ودلوك اني معاي حق البيت، وحق قيراط عليه كمان هشتريه منك ابني عليه حوش.
قال كلامه وبص لسلام بتعالي، وابتسم بنصر وكرار عيعلن موافقته على طلبه.. وديه خلي سلام حس بالإنهزام، وعرف إنه خلاص لازمن ومن كل بُد انه هيبيع غنماته؛ لانه استحاله هو او اي حد من الرجاله هيقبلوا يدخلوا راجل غريب فقلب بيتهم وسط حريمهم، وكالعادة ابو دراع محدش يتواجه معاه غير ويتهزم يأما من دراعه، يأما من مكره وحيلته.
وبالفعل أبو دراع اشترى البيت من كرار وعليه قيراط خده جاره من الناحيه القبليه، وقدام الكل تم البيع والشرا، وجاب شهود عالعقد من بره كمان، ولأول مره ابو دراع يقعد فبيته وهو حاسس إنه قاعد في ملكه مش قاعد عالا على حد، ولا قاعد فبيت الخدام.
وفوراً عمل مخمرة طين واشترى الطوب اللي فضل من بُنا بيت نعيم بسعر رمزي، بس عشان محدش يوبقاله فضل عليه في حاجه، وابتدا يحاوط في الحوش بتاعه وبناه وركب عليه باب خشب وعمله سقف بوص وفلاج نخل، وحط فيها غنمة شام، ووقف وسط الحوش واتطلع حواليه وحلف يملاه غنم وحده وحده رغم عن انف سلام اللي كان عايز يتحكم فيه وعامل انه يقدر يمنع عنه الرزق وفاكر حاله رب العباد.
اما حدا همام
خبطات متتاليه عالباب، وبعدها حس حكيم اعلن عن حضوره، وراحت بسيمه تفتحله بعد مالبست طرحتها، وبمجرد مافتحتله الباب ابتسم حكيم ورمى عليها السلام وقالها:
كيفك ياختى وكيف صحتك.
ردت عليه بسيمه وهي عتفتح الباب زياده عشان يدخل:
اني زينه ياخوي، ربنا مايحرمني منك ولا من سؤالك.. كيف الحبايب على حسك.
رد عليها حكيم وهو عيدخل البيت..بخير وفأحسن حال، وطول مالناس عايشه وعتشم الهوا فهي في رعاية الله وفى رحمته اللي وسعت كل شي يابسيمه.
ردت عليه بسيمه وهي عتتنهد:
ونعم بالله.
ادخل ياخوي واقف ليه ادخل.
دخل حكيم وراح علي اوضة همام اللي كان واعيه من أول مادخل من باب البيت ومتبسمله، ومستنيه يخلص بس سلام علي بسيمه ويطمنها على اختها، وياجيله يقعد معاه قعدت السمر اللي عيستناها همام بفارغ الصبر من الاسبوع للأسبوع.
وبمجرد مادخل حكيم وسلم عليه وقعد جاره، راحت بسيمه تعمله الضيافه وتقدمله واجبه، وحكيم اتبسم وهو واعي نظرة همام ليها وهي ماشيه.. نفس النظره فكل مره مش عتتغير، ولا في مره حكيم حس إن عيون همام ملوا من النظر ليها، بالعكس كل مره يشوفهم فايضين بالمحبه اكتر من المره اللي قبلها..بس النوبادي المحبه كانت مصحوبه بشوق، كيف ماتكون كانت غايبه عنيه ولساها واصله!
سأله حكيم بفضول:
كيفها بت عبد الصمد معاك دلوك وكيفك معاها ياهمام.
اتنهد همام ورد عليه:
بت عبد الصمد هي اللي مخلياني حي، وفنفس الوكت مموتاني.. بسببها اني اسعد راجل على وش الدنيا واتعسهم.
حكيم بصله ورفعله حاجب واحد بتساؤل، وهمام ضحك بخفه على حيرة حكيم وقوام هم بالتوضيح:
بسيمه عيملت معاي اللي ميتعملش ياحكيم، ومش بس معاي، ومع اهلي كمان، واللي خلتني بسببه بقيت اسير ليها لأخر عمري.. وفوق دول ودول هتخلفلي عيل من بعد ماخلاص قنعت روحي اني مهشوفش عيل من صلبي واصل، وهعيش واموت وحيد.
بس
انتبه حكيم بكل حواسه بعد كلمة بس، لانه خابر إن وراها الجزء الموجع من القصه، وبالفعل اتغيرت ملامح همام من الفرحه للحزن وهو عيقوله:
من بعد حبلها ياحكيم وهي حرمت روحها عليا، دوقتني حلاوة قربها وبعدها عتسقيني مرار البعد، قالتهالي صريحه، اني قربت منك عشان احبل وخلاص حبلت، قالتها ومتعرفش إن فيها هلاك روحي، قالتها ومتعرفش إنها خلتني عامل كيف الطفل اللي اتفطم من أمه قبل مايشبع من حنانها.
خلص همام كلامه وتنهيدة وجع طلعت من جوفه، وحكيم ملامحه اتغيرت للغضب وبص بطرف عينه شاف بسيمه جايه من بعيد بصينية الشاي والضيافه، عمل روحه مشايفهاشي وبمنتهى الجديه قال لهمام:
تعرف إنك قهرتني علي بسيمه بعد اللي قولتهولي ديه ياهمام، تعرف إنك خليتني اشيل همها واني خابر إنها عتعمل ذنب قادر إنه يدخلها جهنم مهما عملت حسنات ومهما اتقت ربها فكل حاجه تعملها.
هماام بصله بتساؤل، وبسيمه وقفت قدام باب الأوضه وبلعت ريقها بخوف وهي مستنيه تعرف الذنب اللي عيملته واللي هيوديها جهنم!؟
ومفيش ثواني وواصل حكيم كلامه:
اللي تمنع روحها عن جوزها ياهمام عتكون ملعونه، والملاعين معيدخلوش جنه، كون الوحده تمتنع عن انها تدي جوزها حقوقه فهي عتدفعه للحرام، وبطريقه او بأخري هيقع في المحظور عشان يرتاح، وهي هتكون السبب فأي حاجه يعملها، وعشان إكده عليها وذر يساوي وذر جوزها، دا ان مكانش اكبر من وذره.
خلص كلامه واتنهد وطاطا راسه للارض وهمس بحس مسموع:
خساره يابت عبصمد، خساره يابت الأصول تخسري اخرتك عشان شي قادره عليه وعيملتيه بإرادتك الكامله، ومنعتيه برضك بإرادتك، والشي ديه بمثابة الرحمه من البني آدم لولفه، واللي يمنع الرحمه تحرم عليه الرحمه.
خلص كلامه وهو متوكد إن بسيمه سمعته، وخصوصي لما همام بص على باب الاوضه وقالها:
هاتي يابسيمه حطي الصينيه إهنه وروحي شوفي هتغدينا ايه النهارده واعملي حساب حكيم هيتغدا معانا النهارده
وبسيمه من غير كلام اتقدمت عليهم وحطت الصينيه مابينهم، وطلعت علي الموطبخ تجهز الغدا كيف ماقالها همام، وطول ماهي ماشيه حاسه إن كلام حكيم نفض قلبها نفض من الخوف، وخلى رجفه سرت فروحها مخافه من الله يوم لا ينفع مال ولا بنون، وتقف بين ايادي الله هي وحسناتها ووذنوبها وبس
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية