رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 18
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
بدور شافت عزت داخل من الباب فجريت عليه تستقبله وهي مبتسمه كالعادة، وبمجرد ماوصلت حداه قالتله:
حمدالله عالسلامه ياسيد الناس، يعطيك الف عافيه يانن عيني.
عزت رد عليها وهو مكشر:
الله يعافيكي، وبعدين عتجري وتهنطلي ليه إكده مش قولتلك الف مره تمشي بالراحه عشان اللي فبطنك؟
بدور بدلع:
خايف عليا ياحبة عيني؟
عزت: له المسأله مش خوف عليكي، خايف عاللي فبطنك، حاكم انتي عامله كيف الحمار، مليهش عازه بس ممكن يشيل فوق ضهره حمولة سبايك دهب تغني بلد بحالها، وطول ماهو شايلها وماشي بيها الكل يحادي ويدادي فيه، وبس يفرغ الحموله يغور فستين داهيه تاخده ميهمش الحمير كتيره.
بدور ردت عليه بفرحه وهي حاطه يدها على بطنها:
ياحلاة كلامك ياعزت، يعني اللي فبطني ديه إنت شايفه سبايك دهب؟ كد إكده ولدك مني غالي عليك ياحبيبي!
رد عليها عزت وهو عيزيحها بالراحه ويدخل البيت:
استغفر الله العظيم منك ياشيخه، يكون الواحد ممرمط بكرامة اهلك الارض، ومسمعك شتايم توقع جبل من واعارتها، وانتي تهملي كل ديه وتمسكي فأي كلمه زينه من وسط الكلام وتهملي الباقي، وتفرحي كأن الواحد عيتغزل فيكي ويمدحك،
بس اقول ايه ماهو الاحساس نعمه وانتي ربنا حارمك من النعمه داي من زمان.
دخل وقعد عالدكه، وبدور راحت عالموطبخ تحضرله الغدا وهي مبتسمه برضوا، برغم كلام عزت الاخير، الا انها معاهده روحها متزعلش منيها ابداً، اصله راجلها وهي حداها قناعه إن الراجل مهما عيمل فمرته تتحمله، ومهما قال وشتم هو على حق!
أما عزت ففضل قاعد موطرحه، وعينه على أوضة سته عديله المقفوله، واللي ورا بابها فيه كنز مدسوس محدش عارف قيمته غيره، حوريه نزلت من الجنه بس اللي طلعت من نصيبه شيطان متوالمش معاها ولا يعرف قيمتها، جوهره مكنونه اندفنت وسط كوم احجار.
واثناء تفكيره فيها اتفتح باب الأوضه وطلت منيه ربيعه، اللي اول ماوعيت لعمها عزت ضحكت وجرت عليه، وهو شالها وعطاها الحاجات الحلوه اللي جايبهالها فجيبه زي كل يوم، وهي خدتهم وجريت بيهم على امها وهي فرحانه، لكن فرحة ربيعه ولا هزت شعره من شعر شام؛ لانها خابره زين ليه عزت عيجيب الحاجات داي لبتها، وفاهمه زين إيه اللي ورا المحَنه داي، وإنه عامل بتها سلم يطلع عليه لعقلها ويلينه ويخليها ترضى باللي هيموت ويطوله،
وميعرفش مسكين إن شام عمرها ماتبيع شرفها ولاتفرط فنفسها ولو بكنوز الدنيا. ولو ديه طبعها كان اولى بيها تلف بيه كرار وتخليه خاتم فصباعها كيف ماستها عديله عتقولها دايما، لكنها ابعد مايكون عن سكة الغوايه، وأصلاً هي كارهه لصنف الرجاله من الأساس، وعتتمنى لو الدنيا داي خلت منهم كلهم ماعدا ابوها، كان ميزانها اتعدل.
وطت شام وشالت بتها وحبتها وطلعت بيها لبره، واتلفتت شمال ويمين، واول ماوعيت ابو دراع نزلتها في الجنينه عشان تلعب وهي مطمنه عليها، وراحت هي عالموطبخ تكمل غسيل المواعين اللي بقي كله عليها لحالها،وحتي كنس البيت برضك بقي شغلانتها هي،
والحريم يادوبهم للطبيخ، وبعد مايخلصوا ويتغدوا ويغدوا عيالهم وجوازهم كل وحده تطلع على اوضتها مينزلوش غير فميعاد العشا ويهملوا البيت تحت كله على شام، وتفضل هي حبيسة الموطبخ والكوانين ودخانها، والمواعين وهبابها، اللي صبغ اديها وغير لونهم الاوبيض الحلوا، وخلاهم يشبهوا ادين الفواعليه في السواد والتشقيق، ومن بعد ماكانوا حريم البيت يتفرجوا فأديها فرجه ويحسدوها عليهم، اتساوت الايدين في الشكل والمنظر.
أما عزت فاتنهد وهو واعي الغزاله الشارده اللي عتتمشى وسط جبلاية القرود، وزاد تنهيده وهو واعي شيتا بتاعته جايه عليه من الموطبخ بالوكل وابتسامتها من الودن للودن، وحطت قدامه الوكل ورجعت عالموطبخ تتمشى بدلع عشان تعمله بصايه للجوزه،
وكشر وهو شايفها ماشيه عتتقصع وهمس لنفسه:
قبر يلم الجلع الماسخ واصحابه.. غوري يارب تنعسي قدام الكانون والنار تطلع منه وتلحم فيكي ماتهملك غير وانتي متفحمه كيف الكرنيفه المحروقه.
خلص همسه لنفسه وابتدا وكل، وسرح وهو عياكل فى ليلة دخلته على بدور، واللي كانت اسواء ليله فى عمره،وغمض عيونه بحسره وهو عيفتكر تفاصيلها..
بدور وهي عتتأمل في فستانها اللي خدتهولها خالتها حوريه من شام قبل سابق:
شوف ياعزت البدله البيضه حلوه عليا كيف؟
عزت وهو قاعد جارها فحوش البيت:
هي البدله حلوه مفيش كلام، وكمل في سره.. بس لو عارفه حالها هتتحط علي جتتك كانت دابت من الغلب.
بدور اتبسمت بفرحه وميلت عليه تاني وقالتله:
عقولك ياعزت مجبتليش جمل ليه يزفني كيف مالناس عتتزف؟
عزت رد عليها بديقه:
ايوه والجمل ديه هيزفك من فين لفين يااخرة صبري؟
هنبركوه فنص البيت وتدخلي الهودج من ناحيه وتطلعي من الناحيه التانيه وإسمك اتزفيتي؟
بدور: له كنت طلعت علي اخر الشارع ركبت الهودج وجيت بيه عالبيت.
عزت بصلها وكشر ومردش عليها، وفضل ينقل عيونه مابين اهل البيت اللي كلهم لابسين ومتأنتكين للفرح، وكأنهم غرب عن بعض معارفينش بعض، وعايشين الدور كأنه فرح بحق وحقيق!
وطلعت منيه تنهيده كيف نفس تنين عينفث نار وهو واعي شام طالعه من أوضة سته عديله وهي شايله بتها، ومن غير ماتلبس زيهم ولا تتزوق احلاهم كلهم، وعامله كيف كلوب نوره مغطى عالكل، وقعدت في الحوش تتفرج عالمسرحيه اللي عتجرا قدامها، وكد ايه عزت اتمناها هي اللي تكون جاره عروسه بدال بدور، كان هيوبقي اسعد انسان على وش الارض.
وطول ماشام قاعده عيون شوقيه وحتي عيون بدور هياكلوها وكل، وخصوصي إن أول مره عزت وكرار يتفقوا علي حاجه فنفس الوكت، وهي البصه على شام والمقرنه بينها وبين كل القاعدين حواليها.
عدى الوكت، وخلصوا الفرح الكداب، وقوموا بعدها عزت وبدور وزفوهم بالزغاريت لغاية باب اوضتهم وقفلوا عليهم الباب، وهملوا عزت يواجه مصيره مع بدور اللي مطايقشي يبص فوشها حتى.
قلع جلابيته وراح قعد عالسرير وبص لبدور اللي عامله حالها مكسوفه وعتفرك فأديها والتمثيل واضح، وسكت فتره طويله، لدرجة ان بدور كل هبابه تبص عليه وترجع تبص للارض تاني وتكرر ابتسامة الكسوف وفرك اديها فبعض!
وبعدها قرر إنه ينهي مهمته اللي كيف ماتكون حجر على صدره وبحس مخنوق قالها:
تعالي.
وبدور بس سمعت الكلمه جريت عليه قوام بلهفه ووقفت قدامه، ومثلت الكسوف مره تانيه، وعزت بقرف قالها:
مش ناويه تغيري الفستان اللي شبكتي فيه ديه، ولا دقوه عليكي بمسامير؟
بدور ردت عليه قوام:
له له هغيره اهه، بس كنت مستنيه إنت تقولي عشان مبانش ملهوفه عليك وتقول عليا قليلة حيا.
عزت رد عليها بإستهزاء:
تبانيش ملهوفه؟
طيب غوري يامش ملهوفه غيري وتعالي عايزين نستفضوا ونتخمدوا.
ودقايق وكانت بدور مغيره فستان الفرح وواقفه قدام عزت، وهو فضل يتطلع فيها شويه، وبعدها قالها بأمر:
واعيه ال٣ لنض دول تروحي تهفيهم وتطفيهم هما التلاته، وتخلي الدنيا ضلمه كحل وتاجي، عاوزش اعرف اشوفك حتي لو واقفة قدامي وبوزك فبوزي.
وقفت بدور ثواني مش مستوعبه اللي قالهولها، لكنه زعق فيها خلاها اتحركت قوام:
هتخلصي فليلتك السوده داي ولا اتخمد؟
ردت عليه بدور وهي عتجري عاللنض:
له تتخمد ايه هطفي اللنض اهه.
وطفت اول لنضة جاز والتانيه وبمجرد ماطفت التالته الدنيا فعلا بقت ضلمه كحل، لدرجة إن بدور مكانتش عارفه تشوف اي حاجه في الاوضه ولا حتى عزت ذات نفسه،
واتحركت ناحية السرير وهي ماده اديها قدامها كيف الاعمى اللي عيحسس، وهي فطريقها اتكعبلت فحاجه ووقعت، وعزت سمع صوت وقعتها، وفضلت شويه من غير حركه لدرجة ان عزت افتكر إنها جرتلها حاجه، فسألها بتمني:
ايه جرالك طمنيني وقعتي على حاجه فاتت فبطنك بلجِتها ان شاء الله ولا ايه؟
خلص كلمته وسمع حس بدور في ودنه بالظبط خلاه جفل ونط لفوق من الخوف وهي عتقوله:
له اني زينه تخافش عليا ياحبة عيني.
رد عليها عزت في سره: شالله تتخزق عينك يابعيده.
واستسلم في الاخر للامر الواقع وتمم مهمته، وكانت اغرب ليلة دخله حوصلت في بيت المقاول!
❈-❈-❈
عاودت بسيمه من بره وهي شايله المشنه المليانه جبنه وذبده علي راسها زي كل يوم والسبت فيدها،
ونزلتهم وقعدت على الدكه تاخد نفسها وتمسح العرق عن وشها ورقبتها بطرحتها، وبصت لهمام اللي كان عيتطلعلها كيف الغرقان اللي لقى القشايه اللي مستنيها بفرغ الصبر،
وهي قامت وراحت عليه بتعب ووقفت جاره عالسرير ولسه هتسأله لو عايز حاجه، فسبق هو بالكلام وقالها:
يعطيكي العافيه يابسيمه، مش هتسمعي الكلام وتبطلي اللف ديه وانتي حبله في الخامس وتعبانه وحالتك حاله؟ مش هتريحي روحك لغاية ماتولدى عالاقل وتجيبي الواد بصحته وبعدها اوبقي عاودي للشغل مره تانيه، مع انه مليهش لزوم والدكانه رزقها عيكفي وخير وبركه، وزي مانتي واعيه إحنا صفينا ٤ خشوم، اني وانتي وامي وابوي، ومصروفنا مش كتير واقل حاجه عتكفينا.
ردت عليه بسيمه وهي عتتحرك تجيبله القله يشرب:
كلام زين، بس مينفعشي، دلوك ولدك ولا بتك اللي جاي في الطريق ديه مش لازمن لما ياجي يلاقينا عاملين حسابه فقرشين نصرفوهم عليه، وكمان مش نعملوا حساب الغفله، افرض حد فينا تعب فجأة، نطلعوا نلفوا عالناس تسلفنا عشان نلحقوه؟
الدكانه صوح هتكفينا وكل وشرب إحنا الاربعه، طيب واخواتك البنته الحبالى وبين ولادة داي وداي يادوبك شهر..
معاوزينش دول نفاس وزياره ترفع الراس يعاودوا بيها بيت اجوازهم وكت ماياجوا يولدوا، ولا يروحوا يتعايروا ويتخذوا وسط الناس الغريبه؟
طب وعلاجك إنت اللي بعنا عشانه الأرض وأبوك فرط فيها، وفلوسها خلصت قبل ماتكمل علاجك..هنوقفوه دلوك يعني ولا ايه؟
رد عليها همام وهو مغلوب على امره بعد مااتعدل وخد منها القله:
أيوه بس ديه حمل تقيل عليكي قوي يابسيمه،ديه حمل رجال وعمرها مامره قدرت تشيله، دا الراجل عيكل ويتعب ويشتكى من شيلته يابسيمه
بسيمه ردت عليه وهي عترجع القله موطرحها:
ربك عيعين ومعيديشي لحد شيله غير وهو خابر إنه كدها.
خلصت كلامها وخدت نفس وبصتله وقالتله:
رايحه اجهز الوكل وانادم ابوي من الدكانه ولواحظ كمان ونتغدوا سوا.
وطلعت قدامه عالموطبخ وهو كيف ماجرت العاده عليه فضل مراقبها لغاية مااختفت قدامه، وبرضك مش مصدق انها حبله فولده من صلبه ووافقت وقبلت اللي مفيش مره على وش الارض تقبله على روحها، وعاشت معاه علي وضع مفيش حد يتحمله،
وأول ماغابت عن عنيه بالكامل، رجع ضهره لورا على تاج السرير وغمض عيونه، وتفكيره خده لأجمل يوم في عمره..
اليوم اللي دخلت فيه بسيمه عليه الأوضه بعد ماكانت غايبه اسبوعين بحالهم في بيت أبوها ومستنيه إنه يطلقها ويبعتلها ورقتها.
وبمجرد مادخلت عليه قلبه كان هيوقف من الصدمه، بعد ماكل ذره فجسمه وعقله وروحه اتهيأت إنها خلاص اتحرمت منها ومعادتش العين تشوفها مره تانيه، وكأن الروح ردتله تاني بعد مافارقت جسمه.
أما بسيمه فقعدت قدام الكانون تسخن العشا، وحطت يدها على بطنها وهي حاسه بخبطات خفيفه فيها واتبسمت وهي عتتخيل شكل ولدها ولا بتها اللي جاي، ورجعت افتكرت اللي عاشته وقاسته عشان تخليه ياجي عالدنيا، ورجعت بالتحديد لليوم اللي عاودت فيه من بيت ابوها لبيت همام بعد ماقررت انها تضحي بروحها وتقدم شبابها قربنا في سبيل الله ومساعدة عاجز محتاج.. وبمجرد مادخلت عليه الأوضه..
شهقه طلعت من قلبه وهو شايفها قدامه هزت بدنها وخلت إحساس بالذنب اتغلغل جوا روحها وهي واعياه دبلان وخاسس، وجلابيته متوسخه ومبقعه، وريحة الأوضه خايسه وتفزع النفس، والزباله مالياها، والصحون الفاضيه في كل مكان ومرميه فكل موطرح، كيف مايكون كلب عيرموله الوكل ويهملوه ويمشوا!
اتقدمت بسيمه منيه ووقفت قصاده، وهمت عشان ترمي عليه السلام، لكنه سبقها بالكلام وقالها بصوت مخنوق:
كان بعتي حد موطرحك لو كنتي نسيتي حاجه وجايه تاخديها.
بسيمه بصتله ومردتش عليه وهو كمل:
مكانش ليه لزوم تاجي تجددي الوجع بشوفتك وتمشي.
ردت عليه بسيمه اخيراً:
مماشياشي.
همام مااستوعبشي اللي قالته ورد عليها بوجع: قاعده معانا هبابه يعني؟
طيب كتر خيرك والله مناسياشي العشره، بت اصول وهتفضلي طول عمرك بت اصول.
بسيمه وهي عتميل تلم المواعين من الأرض:
له مش هبابه، قاعده على طول.
همام بعدم تصديق: قولتي ايه دلوك؟
بسيمه اكدتهاله مره تانيه:
هقعد على طول ياهمام مماشياشي، خلاص مفيش طلاق مهطلقشي منيك، راجعت روحي ولقيت اني مينفعشي اسيبك، يعني كيف ماتقول إكده اني وانت اتعلقنا في رقاب بعض.
همام سألها والدموع خانقاه:
شفقه يابسيمه؟
بسيمه ردت عليه بجمود: وايه غيرها هيرجعني ليك ويجمعنا ياهمام؟
همام سمع الكلام منها، وفكر عقله انه يدى أمر لقلبه إنه لازمن ميقبلهاشي علي كرامته، لكن قلبه المشتاق عصى كل الاومر، وسلم الرايه ليها، وكرامته انسحبت من الموضوع حقنناً للوجع، وعقله وقلبه وروحه وكرامته كلهم اجتمعوا على إن اهم حاجه تكون جاره حتى لو شفقه.
فضلت بسيمه تنضف في الأوضه وترتب فيها، وفي الاثناء داي طلعت همام عالدكه في الحوش بره بمساعدة امه لواحظ، وبعد ماخلصت الأوضه راحت عالحمام، حمت بستلة ميه ودخلت همام الحمام هي وامه، وقلعته وسبحته بنفسها لأول مره، من بعد ماكانت سايبه المهمه داي في الاول لأخوه عزام وبعد منيه لأبوه أو لأمه، ولكن ابوه بعد شلل دراعه معادش قادر، وأمه كمان نفضت ايدها منيه والعينه بينه اهه، وحتي لما دخلته معاها الحمام قالتلها سبحيه انتي اني مقادراشي ضهري واجعني، وهملتها وطلعت
واستلمت بسيمه أمره بالكامل وبعد ماخلصت سبوحه وكانت طول الوكت ميته من الخجل لكنها عتمثل الجمود والثبات، لبسته خلجاته وعاودته لموطرحه وهي شايلاه على اديها لحالها، من بعد ماشافت عضم جسمه وعرفت إنه بقى كيف العش فاضي، وفعلا وهي شايلاه يادوبها حست بهبابة تقل.
وبعد مانومته فسريره راحت تعمله لقمه ياكلها، وهناك قعدت قدام الكانون، ولما اتلفتت لقت نفسها لحالها، نزلوا دموعها اللي كانت حابساهم، واتحرروا اخيراً عشان يعبروا عن قهرها،
وعن كسرة نفسها من بعد مامنت حالها بدنيا حلوه وحياة جديده رجعت تاني للهم اللي كانت فيه، ومع انها رجعت بخطرها، الا إن نفسها برضك مطايباش ولا راضيه.
ورجعت بذاكرتها للأسبوعين اللي عدوا واللي جرا فيهم، وخصوصي لما امها دهب
قالتلهابحزم:
هتطلقي يعني هتطلقي يابسيمه.اوعك تسمعي كلام ابوكي، ابوكي فرحان بالكلمتين اللي عيتقالوله بأنك بت أصول وإنه عرف يربي، ومعارفشي إن ديه كلام ضحك عالدقون عينوموه وينوموكي بيه، عشان هو يسكت عنك،وانتي تفضلي كيف التور اللي مربوط في الساقيه تلفي وهما اللي يستنفعوا بتعبك وشاقي ويترويوا بميتك.
اتطلقي يابسيمه عشان تخلفيلك عيل ينفعك همام القعده معاه تمضية عمر عالفاضي.
عبد الصمد رد علي دهب وقالها:
وابوها قال ايه بس يادهب عشان تقولي إكده، اني كل اللي قولته إن همام وابوه وامه صعبانين عليا، ومن بعد بسيمه مليهمش حد غير ربنا.
دهب ردت عليه بعصبيه:
وبسيمه عملت معاهم كل اللي قدرها عليه ربنا، فتحتلهم دكانه وجوزتلهم بناتهم وجهزتهم من فلوسها، وشالت وحطت ودادت وتعبت ونضفت من تحت جوزها، وطلعت اشترت وباعت ووسعت عليهم، ايه عايزينه تاني منيها بس؟
بقره هي وعايزين يصفصفوها لاخر نقطة لبن؟
بصلها عبد الصمد ومردش على هجومها الضاري عليه، عشان هو خابر زين إن كل ديه عتقوله وتعمله من محبتها لبتها، والأم عمرها ماتنلام علي اي شي تعمله مادام فموصلحة ولادها.
سكتت دهب مع سكوت عبد الصمد واتطلعت لبسيمه بمعني اتكلمي انتي، دافعي عن حقك في الدنيا، اتجرأي وخدي نايبك من السعادة، وبسيمه غمضت عيونها ومر قدامها كل اللي شافته من بداية جوازها لدلوك، وشافت ان داي فرصتها الوحيده لتبديل حظها، فخدت نفس وردت على أمها وقالتلها:
انتي كل الحق معاكي يمه، واني عيملت كل اللي قدرني عليه ربنا ومقصرتش فحاجه، بس آن الاوان عشان اشوف موصلحة نفسي واشوف حالي.
وبصت لابوها وبحزم قالتله:
بلغ الشيخ جاهين يابوي إني عايزه اتطلق من همام.
خلصت كلامها وقامت دخلت أوضتها القديمه هي واخواتها البنات، وردت الباب وراها، وهملت عبد الصمد شايل هم إنه كيف هيقول الخبر لحمدون؟ وهو خابر زين ان خبر كيف ديه هيكسر قلبه الف شقفه، وفوق دول ودول بسيمه جايالهم زياره، يعني لا فيه مشاكل ولا نيه مبيته للطلاق، وديه هيخليه يقول إنهم هما اللي وسوسولها بمسألة الطلاق.
ولكن برغم كل مخاوفه، الا انه قرر إنه يقول اللي بسيمه طلبته؛ واللي محدش يقدر يلومها فيه عشان كل الحق معاها هي وبس.
وبالفعل تاني يوم عبد الصمد راح للشيخ جاهين، وخبره بقرار بته، وجاهين وحتى حكيم محدش فيهم اعترض، وحكيم قال لعبد الصمد إن هو هيعفيه من إحراج المواجهه، وهو اللي هيقول لحمدون بداله.،مع إنه خابر إن كيف ديه يعادل حداهم خبر استشهاد ولدهم عزام، لان التنين فقد، وهو خابر زين بسيمه ايه عند حمدون وهمام، وخابر زين إنه رايحلهم وهو واخد معاه حمولة وجع وهيفرغها كلها في قلوبهم.
قاعده بسيمه وسط اهلها فبيتهم تاني يوم اخر النهار وسمعوا خبط شديد علي باب بيتهم، ومعاه حس حمدون عينادي علي بسيمه بقهر، فتحله عبد الصمد قوام ودخله، وبمجرد دخوله بص لبسيمه ودموعه نزلت وقالها بترجي ممزوج بعتب، إكده يابسيمه؟ إكده عايزه تهمليني، حتي وانتي خابره إنك بقيتي سندي وعكازي ومليش غيرك واعتبرتك عوضي عن عزام وهمام؟
طيب مقولتيش هيعمل ايه عمي المشلول دراعه ديه، ولا المسكين اللي هملته عيموت في البيت ديه كيف اللي حد دب فقلبه سكينه وعيفرفط ويطلع في الروح؟
هنعملوا ايه من بعدك يابسيمه وانتي اللي معيشانا كلنا وفاتحه بيتنا، هنعملوا ايه بلاكي قوليلي؟
بسيمه سكتت ونكست عيونها للارض وهي ملاقياشي كلام ترد بيه على حالته اللي تقطع القلب، واتولت مهمة الرد بدالها امها دهب اللي قالتله:
حرام عليك ياابو همام، طب اني راضيه ذمتك، ترضاها على وحده من بناتك؟
سكت حمدون ومردش لانه خابر إنه فعلا جاي يتحدت في حاجه مليهش اي حق فيها، لكنه جاي يحاول علي اي حال، عشان اللي كيف بسيمه مينفعش حد يخسرها من غير محاوله.
كملت دهب كلامها:
هملوها تعيش ياابو همام، وان كان عليكم انتوا ليكم رب ومش هينساكم، وهي بزيادها لحد إهنه.
حمدون هز دماغه بتفهم، ورفع عيونه علي بسيمه بحسره، ونزلوا منيهم دمعتين وداع، ووكتها شافت فيهم بسيمه كسره متحملتهاش، نفس كسرة ابوها وهو عيبص لشام في اليوم اللي كان ناوي ينهي فيه حياتها، نظرة الوداع، ونفس النظره اللي شافتها فعيون حمدون وهو واقف فوق صندوق ولده عزام لما جابوهوله شهيد، ومتحملتش وجرت علي اوضتها قوام دخلتها وقفلت علي روحها، ومنظر عيون حمدون ودموعه ورجاه المكتوم ليها مزعوا روحها مزع.
ولكنها في النهايه خابره إن ديه هيوحصول وقوت روحها وقست قلبها.
وراح حمدون النوبادي ومعاودشي تاني، والشيخ جاهين شيعلهم مع حكيم إنه مسافر وهيعاود بعد سبوع ولا تنين، ووكت مايرجع هيتمم الطلاق.
وبدأ يوم يباعد يوم، لغاية ماعدا اول سبوع والتاني عدى نصه، وفالايام داي بسيمه ليلها مكانتش تنام فيه ساعه علي بعضها من الكوابيس والمنامات العفشه اللي هلكتها هلك،
وكلها عباره عن همام وهو عيستنجد بيها، أو حمدون وهو واقف قدامها وعيبكي، وكل ديه تعب حتى بدنها، وخلاها تضعف وتفكر بخصوص قرار طلاقها مره تانيه..
وخصوصي وهي عتشوف فعيون ابوها كل يوم نظره عتقولها راجعي ضميرك يابتي وارجعي لطيبة اصلك.
وحسمت قرارها بالرجوع ليه وكت ماجالهم حكيم وخبرهم إن ابوه عاود من سفره، ولو هيتممموا الطلاق يروحوله،
وخبرهم بحال همام وإنه تعبان وودوه للمستشفي مرتين، وإن عوده دبل كيف مايكون زرعه اتحرمت من الميه ومصيرها الموت.
وعاود بعدها حكيم لبلدهم، وبسيمه طلعت السطوح وقعدت لحالها، وفكرت فكل شي، وفكرت فموصلحتها كمان، ولكن شفقتها غلبت موصلحتها، وقررت إنها خلاص هتستمر فقرارها، وهتوهب نفسها لله، وهتعاود لهمام، وتعيش كيف ماربنا قسملها؛ عشان الظاهر إن عيشتها فبيت همام وعلى ذمته هي حظها ونصيبها من الدنيا.
وبالفعل تاني يوم بلغت ابوها بالخبر، وقدام امها كان الكلام، ودهب اعترضت كتير وصالت وجالت، لكن بسيمه كانت خدت قرارها خلاص، وخصوصي وهي واعيه التأييد في عيون أبوها، حتي وهو مقايلهاش صريحه. وديه خلاها ارتاحت واقتنعت اكتر بقرارها.
وخدها عبد الصمد بعدها بيومين، لما جهزلها زياره زينه، وراح بيها علي بيت جوزها، وهي طول الطريق سرحانه وشايفه حالها بعد ماتجري بيها السنين وهي قاعده جار همام في أوضه وحده، هو نايم وهي عتخدم فيه.
وعاودت من تاني للبيت اللي الظاهر اتكتبلها إن نهايتها هتكون فيه..
وبمجرد مادخلته حست كأنها الروح اللي كانت غايبه عند حمدون وهمام وعاودتلهم،
وبعد ماعيملت اللازم لهمام ليلتها اتمددت على فرشتها عالارض ونامت وراحت في النوم اللي بقالها ايام مطايلاهوش، وهمام كمان في اليوم ديه نام قرير العين وهي جاره،
وغمض عيونه وكانت هي اخر حاجه يشوفوها، قبل مايغمضوا، وداي حداه اكبر واغلى امنيه فضل يتمناها من ربه طول الاسبوعين اللي فاتوا، وكان يمضي ليله يناجي ربه بالدموع، وربه اخيراً حققهاله، وفضل يشكر فيه عليها لغاية مالسانه تعب من كتر الشكر.
وصحيت بسيمه تاني يوم، وطلعت لشغلها اللي هملته، ومع لفها في البلد عالبيوت وشوفة الحريم المرتاحه فبيوتها وسط اجوازها وعيالها، بدأ عقلها يوسوسلها بأنها غلطت واتسرعت، وبدأ سرسوب ندم يدخل لقلبها، لكنها نفضته قوام، وقالت لروحها إن خلاص مفيش مجال للندم.
واثناء ماعتتأمل فى عيل صغير في حجر امه وعتناغيه وهو عيضحك، اتبسمت غصب عنها، ولما المره شافت ابتسامتها وعيونها اللي اتعلقوا بالواد، قامت وحطتهولها فحجرها وهي عتقولها:
شكلك عتحبي العيال الصغيره، ربنا يديكي ومايحرمك يارب.
بسيمه بس سمعت دعوة المره رفعت عيونها عليها بإستغراب، والمره قوام صلحت موقفها وقالتلها:
قطيعه يقطعني، نسيت ان جوزك... بس يعني اني خابره إن فيه ناس عتكون مشلوله وتجيب عيال وديه مليهش صالح بديه، بس باين إن جوزك مش منهم.. معلهش حقك عليا تزعليش مني وتاخديها تقيله.
وإهنه انتبهت بسيمه لحاجه كانت غايبه عن بالها، إنها ممكن تكون أم، وخصوصي إنها متوكده إن همام من الناحيادي سليم والشلل مأثرش علي النقطه اللي تمنعه من الخلفه.
فقررت إنها لو كانت ضحت بحياتها واحلى سنين عمرها لاجل همام ومرضه، فعاألاقل هتاخد منيه في المقابل عيل، منها يصبرها عالايام، ومنها يكون سند ليها ولهمام بعد مالسنين تمر والبدن يهزل،
وقررت بناء عليه اصعب قرار ممكن وحده تاخده، أصعب حتى من موافقتها إنها تكمل حياتها مع واحد مشلول، وعاودت وهي عتقلبها فدماغها زين لحد مااقتنعت تمام الاقتناع.
بس كانت عاتله هم تنفيذ قرارها ديه؛ لأن داي المرحله الاصعب عليها على الاطلاق
ورجعت البيت يومها وهي عازمه علي التنفيذ مهما كلفها الأمر من مشاعر ممكن تحرق روحها حرق.
وبعد ماخلص النهار والليل جه وعملت العشا وعشت عمها حمدون ولواحظ وهمام، وشالت الوكل وعملت اللي وراها، دخلت على اوضتها وراحت علي صندوقها وطلعت من هدوم العرايس اللي ملبستهاش ولا جات ناحيتها، وراحت ورا الستاره وغيرت خلجاتها، وحلت شعرها، وبعدها طلعت وراحت علي اللنضه نفخت فيها طفتها، وكل ديه تحت انظار همام اللي كان واعيها بمنظر اول مره من يوم جوازهم يشوفها بيه.
وسألها بحس يادوبك طالع:
ليه طفيتي النور يابسيمه ليه حرام عليكي.
مردتش عليه بسيمه، وفضلت تقرب منيه لغاية ماوقفت جار سريره، وبحركه صدمته رفعت الغطا ودخلت جاره في الفرشه ونامت حده لأول مره، ومش بس إكده داي قربت منيه لدرجة إنه بقي شامم انفاسها وحاسس بدقات قلبها، وهو كل ديه مش مستوعب اللي عيجرا، وجسمه ابتدا يعرق ويترجف بطريقه ملحوظه، وذادت رجفته وكان هيغمي عليه وهو سامع بسيمه عتقوله:
إن كان ولا بد من العشره ومفيش منها مهروب يوبقي نجيبوا اللي يعينا عليها، عيل ينفعني وينفعك.
همام سمع كلامها وفي اللحظه داي بس استوعب بسيمه عتقول ايه وتطلب ايه! وانه مش في حلم وهيصحى منه كيف ماعقله كان يقوله من أول ماجات نامت جاره، فغمض عنيه وهمس لروحه وهو مخنوق بالدمع:
يااااابووووي على كرمك ياحبيبي، دعيتك واني عيني منك في الارض، وطلبت منك ترجعهالي، وبكيتلك من الشوق، وكنتش عارف إنك عتحبني لدرجة إنك تعطيني اكتر من مرادي.. الف حمد وشكر ليك يارحمن يارحيم.
خلص مناجاته لربه وفتح عيونه وبص لبسيمه وقالها:
انتي واعيه لروحك يابسيمه عتقولي ايه؟
بسيمه هزت دماغها بتأكيد وهو كمل كلامه.. بس يابسيمه اني لا حول لجسمي ولا قوة، يعني واخده بالك لو جرا الامر هيجرا كيف؟
هزت بسيمه دماغها لتاني مره بإيجاب، واتنهدت تنهيدة وجع، وبعدها قربت من همام القرب اللي خلاه انتهى، وهي كانت حاسه بإشمئزاز كيف ماتكون وحده عتبيع روحها للشيطان مقابل إنه يعطيها طفل.
عدى الموضوع، وبسيمه نامت، كيف ماتكون عتهروب من كل اللي جرا، وخصوصي بعد ماقامت ولعت اللنضه عشان تدخل الحمام، وفطريقها بصت لهمام، وشافت الجرح اللي فرقبته، واللي حسسها بخيانتها لاختها،
لكنها صبرت روحها بإن لو ديه كان تم وهي عتكن ليه ذرة مشاعر كان إحساسها بالخيانه يوبقي فمحله، لكنها حاجه تمت لمجرد موصلحه لا اكتر ولا اقل،واختها ذات نفسها خلفت من اللي دبحها، فمجاتش عليها هي.. وبعدها عاودت ونامت جاره، لكنها ادته ضهرها وبعدت عنيه، كيف ماتكون عتقوله متحلمش بأكتر من كونها مهمه وعننفذوها.
وفاقت الصبح وفتحت عيونها، وكانت نومتها اتغيرت ولفت على همام، وشافته صاحي وعيتأملها، وبمجرد ماشافها فتحت اتبسم وهمسلها، إصباح الخير ياكل الخير، صباحيه إمباركه يابسيمه.
بصتله بسيمه ومردتش، وهو كمل رغم ذلك.. بالك يابسيمه اني عتمنى أيه دلوك؟
كمان بسيمه مردتش، لكنه كمل على اي حال..عتمنى لو اني عقدر امشي، كنت هاقوم اجري والف البلد كلها واني عصرخ من فرحتي واقول للناس كلها اني اسعد واحد في الدنيا.
وإهنه بسيمه ردت عليه الرد اللي طفى فرحته كلها:
-وهو أنت لو عتمشي كان حوصول اللي حوصول ديه؟ لا والله ماكان جرا ولا كنت تحلم تطول شعره من بسيمه ياهمام. احمد ربنا علي نعمة الشلل عشان هو بس اللي نولك مرادك مني.
خلصت كلامها وقامت، وهملته رجع لاحساسه الأولاني اللي كان ناسيه بإن كل اللي جرا واللي عيجرا مجرد شفقه مش اكتر.. لكنه همس لروحه إنه حتى لو شفقه، اهو برضوا تم واحسن من كرامه مع البعد والعذاب.
واستمر الحال بينهم علي إكده شهرين بحالهم، لغاية مابسيمه غاب حيضها، وراحت للدايه بيتها وخلتها كشفت عليها، وبشرتها الدايه بخبر حملها، وراحت خبرت الكل، وحمدون طار من الفرحه وكان معارفشي يعمل ايه او يقول ايه لما قالت قدامه إن عزام صغير جاي في الطريق،
وحتي لواحظ زغرتت يومها من فرحتها، ولكن همام هو الوحيد اللي برغم فرحته بس قلبه كان عيموت من الحزن، لأن معني حمل بسيمه إن إكده خلاص مهتقربش منيه تاني طول مانالت مرادها.
وفعلا اللي حسبه لقاه، وبسيمه بعدت عنيه ورجعت معاه كيف لاول، وحس إنهم بعد القرب رجعوا اغراب من تاني، وكل ماكان يطلبها كانت تكتفي ببصه لجرح رقبته تخليه يكتم رغبته فوراً ويقطم كلامه، كيف ماتكون عتقوله متتعشمشي بأكتر من اللي جرا وخلصت لحد إهنه.
أما دهب وعبد الصمد فمكانوش مصدقين روحهم وبسيمه عتقولهم إنها حبله، ودهب توها اللي بلعت ريقها وهديت نار قلبها اللي كانت شاعله فيه على بتها، واطمنت عليها إنها معادتش محرومه من حاجه، وإن خدمتها للعاجز ليها مقابل، وإن بتها هتكون ليها عيله وولاد كيف باقي الخلايق..وان همام مش عاجز العجر اللي يخلي بتها محرومه من متعة الجواز،
اما عبد الصمد فكل اللي نطقه في سره وكت عرف بالحمل:
سبحان من يخلق الحي من الميت ويقسم الارزاق، وماكان ربك بظلام للعبيد.
وابتدت الايام تعدي والشهور تمر، واهي بسيمه في الشهر الخامس، وعلى وش حملها دخلت الفرحه والأمل لبيت وقلب همام، لما راح لدكتور ناس دلوهم عليه، والدكتور بعد مافحص حالته قال إن فيه امل بسيط يمشي بعمليه، بس قبلها لازم يقعد سنه كامله يمشي على علاج معين عشان نسبة نجاحها ترتفع، ولو فشلت عالاقل صحته العامه هتتحسن عالعلاج..
ولما سألوا على العلاج طلع غالي قوي، وعشان حمدون محداهش اغلى من ولده، باعله الارض وابتدا يعالجه بيها، وقال لروحه لو طاب ولدي حداي بكل ارض الدنيا ومالها.
واتولد أمل جديد فقلب همام، اللي ابتدا يتحسن ويتعدل ويقعد لحاله، بعد ماكان حتي داي يحتاج فيها مساعده.
❈-❈-❈
فاقت بسيمه من سرحانها وهي قدام الكانون لما شافت النار قربت تطول خلجاتها، وقامت غرفت العشا وراحت بيه علي اوضة همام وندهت حمدون ولواحظ، ولسه كلهم هيقولوا بسم الله ويحطوا اول لقمه فخشمهم، سمعوا خبط عالباب وحس سعوده عتقول افتحووولي بحسها العالي، وقامت لواحظ تفتحلها قوام، وبس فتحت شافت بناتها التنين سعودة وروايح واقفين عالباب وكل وحده فيهم ماسكه بؤجة هدوم في يدها، واول ماشافوا امهم التنين بكوا في نفس واحد بحسهم العالي وقالولها:
اجوازنا ضربونها وزمقونونا وقاللولنا تعاودش تاني عايزينكمش، امهم صلطتهم علينا يمممه.
ولواحظ سمعت إكده وضربت علي صدرها بصدمه وبعد مادخلتهم البيت، جابت السباطه ونزلت هي بنفسها فيهم هما التنين ضرب، عشان كل يومين تلاته جاينلها مضروبين وزمقانين ومشيلينها همهم، وحتي معملتش حساب لحبلهم، وكل اللي همها إنها تشفي غليلها من اللي فضحوها وسط الجيران دول، وخلوهم يقولوا عليها عرفتش تربي، والبت المتربيه تجيبش الضرب والاهانه لروحها وتعاود كل يوم والتاني على بيت ابوها زمقانه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية