رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 20
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
خلصت بسيمه الغدا وطول الوكت كانت تفكر في كلام حكيم، وسألت نفسها، ياتري ربنا صوح هيحاسب الوحده علي امتناعها عن جوزها حتي لو عتكرهه ومطايقاهش؟
ولقت روحها عتجاوب نفسها بنفسها:
اكيد صوح، ديه كلام طالع من خشم شيخ واد شيخ وحامل كتاب ربنا، واكيد لسانه مش هيطلع حاجه الا وهو متوكد منيها زين.
وقوام ركبها الهم وقلبها دقاته زادت وهي عتحاول تقنع روحها إنها لازمن تتقبل همام وتعطيه حقوقه اللي فرضها ربنا عليها حتى لو غصب عنها،
واصلا هي اللي اختارت انها تكمل معاه بإرادتها محدش غصبها، سواء عاد عشانه او عشان أبوه،أو عشان عجبها دور البطوله اللي عاشته والكل قدره وشكرها عليه، في النهايه مهما تعددت الاسباب النتيجه وحده.
همام جوزها وشايله فبطنها عيل منيه، وإن كان عالقرب اهي قربت منيه قبل سابق واتحملته عشان تحبل، يوبقي هتقدر تتحمله مره تانيه، او مرات، واهي كلها دقايق وتتقضى على اي حال، ماهي مش هتخسر دنيتها وكمان اخرتها، ومادامها اختارت التضحيه، يوبقي تضحي للاخر.
اتغدا حكيم مع همام وابوه في الاوضه، وعاود للمعمل وطول الوكت عينه تروح على بسيمه وهي رايحه وجايه لسبب في نفسه،
واطمن وهو واعيها شارده وشايله الهم، وعرف إنها عتفكر فكلامه وتقلبه فعقلها، ومتأكد مليون في الميه إن خوفها من ربها هيخليها تراجع نفسها فنفورها من همام، وهتديه حقه ابتغاء مرضاة الله، وداي حاجه تسعد حكيم قبل همام؛ لانه شايف إن بسيمه بعد اللي عملته ديه كله واللي عتعمله خساره تدخل النار على ذنب تقدر تتجنبه ومترتكبهوش.
وبعد ماطلع شالت بسيمه الوكل بالرغم من ان سعوده وروايح قاعدين وتقدر تغصبهم يشيلوا ويحطوا، بس رأفت بحالهم عشان شهورهم عاليه، وهي اللي شايله البيت زي ماهي من ساعة مجيهم مكلمتهمش علي حاجه، وهما التنين ولا وحده فيهم جابها دمها تقوم تساعدها من حالها.
اما لواحظ فاطول الوكت تبص لبسيمه وتقول لبناتها اتعلموا كيف البنته عتلبد وتعيش حتى مع العاجز وانتوا كل يوم والتاني جايينلي زمقانين.
وكأنها حاسده بسيمه على عقلها ومستكتراها على ولدها.
وبعد ماشالت بسيمه الغدا عاودت اوضتها، وقفلت بابها، واتقدمت ناحية سرير همام، ومع كل خطوه كانت تخطيها قلب همام كان يتشال ويتخبط بين ضلوعه، وحال عقله يقول يارب.. ولغاية ماوصلت قدامه وبصتله بصة شخص عازم على شي، وإهنه همام انتهى خالص.
أما بسيمه فكانت عتقرب منيه ومع كل خطوه تدوس علي كرامتها وعلى احساسها، وعلى قلبها وعلى حزنها على اختها واللي جرالها بسببه، ومحطاش قدام عيونها هدف غير رضى ربنا عليها وإجتناب الذنوب،
ولغاية ماوصلت قبال همام وهي عازمه تأدي حق ربنا، ولكنها وقفت وكل ذرة فبدنها نفرت منيه وهي واعيه الجرح اللي فرقبته،
واللي رجعها تاني لليوم اياه.. اللي عاود ابوها البيت فأخر الليل وشام على اديه غرقانه فدمها، واتراجعت لورا خطوه، وقبل ماتبعد اكتر لقت همام بسرعة البرق مسك ايدها كيف الغريق اللي مسك قشاية نجاته،
وقالها بدموع اتجمعت في عنيه قوام.. أمانه عليكي ماتبعدي، احب على يدك كملي جميلك، انى اتأسفتلك كتير وخابر ان قلبك لساه شايل، بس وحق لا اله الا الله مستعد اوطي احب على رجلك دلوك بس اشم ريحتك واضمك لقلبي.
بسيمه مردتش عليه وبصت بعيد وهمام كمل بترجي وهو عيحب علي يدها:
حلفتك بكل عزيز وغالي على قلبك ماتبعدي من بعد ماقربتي، ادي يدك اهه حبيتها وارفعيلي رجلك احبها، والله لو قادر يابسيمه كنت ركعت عند رجليكي وطلبت منك العفو والسماح،
كبيره على الراجل داي يابسيمه وواعره المذله عليه، بس اني عشان رضاكي وقربك مستعد اعمل اكتر من إكده كمان، بس تقربي مني واشم ريحتك من تاني.. طب طب اقولك، نامي جاري بس ومعاوزش منك ايوتها حاجه تانيه، دفي فرشتي بانفاسك وخلي ملامحك قريبه مني واني والله العظيم ماهمد يدي عليكي ولا هدايقك واصل.
اتنهدت بسيمه وبلعت ريقها بمراره وغمضت عيونها وهي محتاره مابيت احساسين عيطحنوا فروحها طحن، الاول احساسها بالخوف من ربنا والشفقه على همام فنفس الوكت، والتاني إحساسها بالكره والنفور، وفي الاخر حسمت امرها انها تختار نار الدنيا؛ لانها اهون بكتير من نار الاخره، وقربت من همام وابتدت من الساعادي رحلتها في الضغط علي نفسها والتحامل عليها والضغط اللي معارفاشي هتقدر تتحمله لحد ميته؟
❈-❈-❈
أما في بيت المقاول
دخل كرار من باب البيت واتلفت حواليه ولأول مره ميلقاش شوقيه فى انتظاره، فدخل وهو مستغرب، وراح عالأوضه بتاعتهم لقاها مقفوله بالقفل، رجع للحوش تاني وقعد علي الدكه وحط الكيس اللي فيده جاره وهو عيفكر ياترى راحت فين وايه اللي طلعها فمعاد رجوعه داي ممتعوداشي تعملها؟!
ورد علي نفسه بنفسه وقال اكيد راحت لبيت ابوها، هي عتروح فين غير هناك يعني؟
واثناء ماهو قاعد طلعت ربيعه من أوضة ستها عديله عشان تروح لامها في الموطبخ، وهي فطريقها بصت عالدكه جار كرار وشافت كيس فيه تفاح احمر، فبمنتهى البرائه راحت عالكيس ومدت يدها وخدت منه تفاحه، وبس عيملت إكده الكيس خشول وانتبه كرار ليها، وبمجرد ماشافها وشاف فيدها التفاحه خطفها منها قوام ورجعها للكيس تاني وزعق فيها وهو عيبرقلها وقالها:
غوري علي امك يابت الحرام ايه اللي جايبك جاري غوري.. خلص كلمته وزق ربيعه بيده خلاها وقعت على الارض وبمجرد وقوعها صرخت بعلو حسها، وعلي صرختها طلعت شام من الموطبخ عليها تجري، وكل تفكيرها ان واد صفوت الوسطاني ضربها كيف ماعيعمل او واد سلام،
لكنها اتصدمت وهي واعياها واقعه تحت رجلين ابوها ومكفيه علي وشها، جرت عليها وقومتها وخدتها فحضنها، وروحها فرفحت وهي واعيه شفتها مشقوقه والدم نازل من خشمها وهي اللي عتشم وتلم فيها وممخلياش الهوا يلفلف حواليها،
ولو حد ضربها من العيال قلبها يوجعها عليها مع انها ضربة عيل صغير متأذيش يقوم ابوها هو اللي يضروبها ويأذيها!
قامت شام بربيعه ووقفت بيها ودموعها نازلين عشرات من قهرتها عليها، وبصت لكرار بلوم وكان نفسها تعاتبه، لكنها افتكرت ان العتاب فاللي محداهوش قلب خساره وتعب عالفاضي.
فدخلت بربيعه على أوضة ستها، وبمجرد مادخلت بيها وعديله شافت البت خشمها دامي وقب فستانها كله دم صرخت بفزع وقامت من موطرحها وراحت عليها بخوف ولهفه وهي عتسألها:
جرالها أيه البت ياحزني في الدقيقه داي؟
فردت عليها شام وهي عتبكي:
ابوها لزها وقعها.
وهي بس قالت إكده اتفتحت عديله في الشتيمه علي كرار وحتي على امه، وطلعتله ووقفت قدامه وفضلت تهاتي وتشتم وتزعق، وكل ديه حوريه شايفاه وهي قاعده فأوضتها ومتحددتش ولا اتكلمت، ولا حتي اتأثرت باللي عيمله كرار في العيله الصغيره. وكأن قسوة القلب اللي حداه كلها واخدها منها هي والجحود واحد.
أما كرار فكان يسمع شتايم عديله لكنه مش معاها خالص، وعينه كانت علي شام اللي من ساعة ماجات من الموطبخ ونزلت عالارض تحت منيه عشان تقوم بتها وتشيلها، وهو شيطانه ابتدا يوسوسله ويشجعه على حاجه نفسه فيها من زمان ومشتاقلها، لكنه مقادرشي يعملها من خوفه من شوقيه، بس دلوك شوقيه مقاعداشي، والجو خالي وهي حلاله والنفس وماتشتهي،
فقام وقف على حيله وراح على أوضة سته عديله، وبحركه سريعه شد البت اللي لساها عتبكي من حجر شام وطلعها قعدها بره باب الاوضه وقفل عليها الباب، وبقي هو وشام لحالهم في الأوضه وشام ابتدت ترجف و تبكي بحس عالي من الخوف وهي واعياه جاي عليها وشايفه فعيونه النظره اللي عارفاها زين، وبمجرد ماقرب منيها وحط يده عليها متحملتش وصرخت بعلوا حسها تستنجد بستها عديله اللي كانت عتخبط عالباب بكل قوتها وتشتم في كرار
لكن كرار كان لا عقل ولا قلب لمن تنادي، وخد من شام بالغصب اللي عزم عليه، ورجعها تاني لنفس إحساسها اللي عمرها ماهتقدر تنساه طول ماهي معاه وكل هبابه يجدد الجرح من تاني ويرجعلها الالم هو هو.
أما ربيعه فاطول الوكت ديه على صرخه وحده وحسها وهي عتنده على امها وتقول (تام) وتستنجد بيها كان عيقطع في قلب شام قطيع، ولأول مره بتها تبكي المده دي كلها ومتاخدهاشي في حضنها وتسكتها وتطبطب عليها.
أما كرار فبعد ماانتهى من شام قعد على السرير وبصلها وهي قايمه تتألم من العنف اللي تعامل معاها بيه كيف مامتعود وعتتسند على كل حاجه تقابلها عشان تقدر توصل للباب وتروح لبتها اللي اتفلقت من البكا.
وطول الوكت يقارن بينها وبين شوقيه، فكل شي، وكفة شام طبت عالاخر، ولأول مره من ساعة مااتجوزها وقرب عليها يحس معاها بمتعه بالشكل ديه، واتبسم بخبث كيف مايكون كان معاه كنز مكانش عارف قيمته ودلوك عرفها، وقرر إنه يتمتع بيه كل ماتسمحله الفرصه، وحتى لو مسمحتش هو هيخلق الفرص.
فتحت شام باب الأوضه وخدت بتها من عديله وضمتها لصدرها والتنين شهقاتهم اتوحدت، كيف مايكونوا عيتقاسموا الظلم سوا.
أما كرار فلبس جلابيته وطلع من الأوضه بتاعة سته، وبمجرد ماطلع حريم اخواته التنين اللي كانوا واقفين على باب الموطبخ من بداية القصه دخلوا الموطبخ جري اول ماشافوه، وهو وقف في نص البيت يعدل قب جلابيته ولسه هيدي أمر لشام تحميله ميه وتحضرله وكل،
لكنه قطع الكلام والنفس كمان وهو واعي شوقيه واقفه على باب البيت شايله ولدها وباصاله، ومن ملامحها باين عليها انها عرفت اللي جرا، فوقف كرار يبلع فريقه بخوف ورجفه سرت في كل بدنه كيف مايكون جاله الموت وهو تارك الصلاة.
❈-❈-❈
حدا عبد الصمد في بيته
بشاير:
له ياسيد روح انت عند اهلك وخد ولدك اني عاوزاش اروح اهناك؛ امك كل ماعتشوف وشي عتسمعني كلام يسم البدن وتخليني احس اني حراميه خطافة رجاله خطفتك منيها، وتقعد تقولي عاودى اقعدي معانا إهنه اني عايزه ولدي رجعيهولي حرام عليكي.
ضحك السيد بخفه وقرب عليها وخدها فحضنه وهمسلها بمحبه:
بالك يابشاير، اني مش هقولك داي امي وتعمل وتقول اللي هي عاوزاه ومره كبيره وتاخديش عليها والكلام ديه كله ومأغلطهاش واجي عليكي عشانها حتى لو هي الغلطانه كيف مالرجاله عتعمل..
له يابسيمه اني عقولهالك اهه.. ةامي غلطانه ومش من حقها تقولك إكده ولا تسمعك كلمه وحده، بس هقولك حاجه وحده بس..لجل الورد عينسقي العُليق، وانتي لو عتعزيني صوح هتتحمليها لاجل خاطري في الساعات اللي عنقعدوهم معاهم،
اعتبريها عتقول كلمتينها ويطيروا في الهوا كيف الحاجه اللي مليهاشي وزن، لكن لو انتي عملتي للكلام وزن هيقعد بينكم ويعمل حزازيه ويربي كراهي، اني عحب امي واقدرها، بس برضك عحبك انتي وعقدرك. ومهخليشي وحده منيكم تشيل من التانيه فقلبها، واللي عايزه تزعلني منكم وتخليني اشيل منها تزعل التانيه او تزعل منها.
بشاير بصتله ومتكلمتش وفضلت مكشره وهو كمل.. ويكون فمعلومك الكلام ديه هقولهولها هي كمان؛ عشان لازمن اسباب الزعل داي تتشال اول باول مابينكم عشان متتبنيش حيطة عداوه بين القلوب وتفضلي انتي تقوليلي امك وهي تقولي مرتك، واني لا هاجي معاكي ولا معاها، بس هحب اللي تقدرني وتتحمل عشاني وهحطها فوق راسي.
اتنهدت بشاير ومردتش وهو مسك ضفيرتها وشدها منها بمناغشه وهو عيسألها:
هاه مقولتليشي رأيك ايه في الحديت ولا مالدش عليكي؟ لو ملدش عليكي قولي واني اطلع عكفتك داي فيدي واخليكي قرعه فنص راسك والنص التاني بشعر.
قالها وشدها من ضفيرتها اكتر، وهي لما عيمل إكده ضحكت وهي عتتألم وردت عليه:
له لادد لادد بس سيب شعري.. وخلاص ياورد هنسقوا العوليق لاجل خاطرك.
خلصت كلامها والسيد اتبسملها ورخى يده بالضفيره وميل عليها وحب ضفيرتها وشمها وبعدها همسلها:
ربنا يخليكي ليا ياام عمران ياوردة قلبي انتي.. الا قوليلي صليتي العصر؟ ردت عليه بشاير بهزة رفض من دماغها وهو ضربها علي دماغها ضربه خفيفه وقالها:
اني مش قايلك الف مره متاخريش صلاتك، وبس اطلع اني عالجامع انتي طوالي تتوضى وتصلي؟
بشاير:
والله ولدك عملها على خلجاتي، وبعدين قعد يبكي ومرضيش يسيبني غير لما نام.
السيد بزعل رد عليها:
اوبقي لما توقفي قدام ربنا وتتسألي عن تأخير صلاتك قوليله إكده وشوفي كلامك ديه هيمحي ذنبك ولا له، وشوفي ولدك وهو عيقولك مليش صالح بيكي كنتي رميتيني عالأرض و صليتي وكان بكيت بكيت ايه يعني.
خلص كلامه وقام وقف على حيله وكمل:
اني رايح اشوط عالغيط واشوف الزرازير عيملت ايه فى زرعة الفول، واحاحي هبابه فيهم واعاود.. عايزه حاجه اجيبهالك معاي واني معاود؟
ردت عليه بسيمه وهي عتقوم عشان تتوضى وتصلي الفرض اللي فاتها:
له معاوزاش حاجه عاوزه سلامتك.
السيد:
على العموم اني عارف انتي عتحبي ايه وهجيبهولك لحالي واني معاود.
خلص كلامه وطلع، وفضلت بشاير واقفه وراه تراقبه وهو ماشي وعيونها عيفيضوا محبه لأكتر واحد حنون عليها وعيحبها في الدنيا كلها، حتى اكتر من ابوها وامها، وكل ماتعدي الايام والشهور واهي ابتدت تعدي السنين تلاقي روحها عتتعلق بيه اكتر وتحبه بزياده، ومحبته ليها وحنيته عليها وعلى امها وابوها غفرتله حداها وحداهم العفش كله، وبقي واحد جديد محبته اتحطت فقلوبهم وحسناته معاهم محت كل سيئاته عندهم.
❈-❈-❈
اما حدا همام في البيت
حمدون:
بس ياولدي برضك الكلام ديه ميرضيش حد، كل هبابه مادين يدكم عليهم انت واخوك وطايرين وراهم من بيتكم ومفرجين عليهم وعلينا الناس، وهما كل يوم والتاني رايحين جايين من بيتنا لبيتكم ببؤج خلجهم فوق روسهم كيف الحلب إكده، الناس كلت وشنا ياولدي.
جوز سعوده رد عليه بقهر:
والله ياعمي الكلام ديه قوله لبناتك، احنا لو هما ماشيين عدل ليه نمدوا يدنا عليهم؟
دول عيشتموا امنا ويشتموا خياتنا البنته بس ياجوا بيتنا زياره لغاية مامنعوهم من الجيه على بيت ابوهم ومنعوا عيالهم يعتبوا بيتنا نوهائي،
بناتك عيعضوا عيال اخواتي ياعمي وخلوهم يكرهوا بين جدهم، وبس حد مننا يلاقي عيل منهم في الشارع ويقرب بيه ناحية بيتنا عشان يقعد معانا هبابه.. العيل يصرخ كيف اللسعان ويقول نزلني، وبس انزله يجري في الدنيا كيف المجذوب من الخوف،
يرضيك ياعم يقطعوا اخواتنا البنته مننا ومن بيتنا وهما مليهمش حته يروحوها غير بيت ابوهم، ويقطعوا العيال، وفوق دول ودول مسكتوش لحد إهنه الا مخوفين عيال الشارع كله، واللي يعدي من قدام بابنا يجري كيف مانكونوا ساعيين كلاب سعرانه في البيت!
وغير مشاكلهم مع الجيران، كل وحده منهم ليها ورديه في الردح تركب فوق السطوح بعد ماحلفنا عليهم يطلعوش فى الشارع، وتعمل عركه مع وحده من الجيران من غير سبب، روايح الصبح وسعودة بعد المغرب، عيصبحوهم ويمسوهم.
حمدون سكت ومردش عشان عمايل بناته تخذي، وكمان هو متوكد انهم يعملو كل اللي قال عليه نسيبه ويعملوا اكتر منيه كمان لأنهم تربية لواحظ.
كمل جوز سعوده لما لقي عمه حمدون سكت:
مقولتليش ياعمي يرضيك العمايل داي؟
رد عليه حمدون بقلة حيله:
له والله ياولدي لا ترضيني ولا ترضي حد واصل، وحقك عليا اني، انت وامك واخواتك والجيران والدنيا كلها، اني المحقوقلكم.
رد عليه جوز سعوده بخجل من كلامه الزين:
له ياعمي حاشاك، هما بس عاوزين قرصة ودن وهبابة شده وتتظبط امورهم.
رد عليه حمدون بتأييد:
صوح كلامك ياولدي، واني عقولك شد عليهم إنت واخوك وعيب عيب اللي يقولكم عتعملوا ايه حتى، بس ياولدي ليا رجا عندكم، ادبوهم بس فبيتكم، بلاش كل هبابه تزعطوهم إكده، وحتى لو هتضربوهم اضربوهم لو عيملوا الغلط، واني اجي امرسلكم دراعاتكم انت واخوك.
رد عليه جوز سعوده بخجل اكبر واكبر:
حاضر ياعمي ليك مني كلمه اني مهطلعشي سعوده من بيتي لبيتك زمقانه تاني، ومتجيلكمش غير زياره بالرضى، بس ياعمي من دلوك عقولك إني هربيها على مزاجي وزي مااحب وارضى، واديك عطيتني الاذن اهه عشان مايتغيرش الكلام بعد إكده.
رد عليه حمدون بتأييد وتوعيه فنفس الوكت:
إيوه بس متنساش اني قلتلك وكت الغلط بس، يعني متمدش يدك عمال على بطال، اللي يغلط يتحاسب والحق يوبقي معاك، لكن من غير غلط هقفلك مهسكتش عالظلم، عشان يكون فمعلومك بس.
هزله نسيبه دماغه بموافقه، وقاله بهدوء:
نادي علي بناتك من جوه خليني اخدهم وقولهم الكلمتين اللي قلتهملي عشان كله يوبقي علي عينك ياتاجر، واني هدخل لهمام اسلم عليه على مايلموا خلجاتهم ويجهزوا روحهم علي مااخد قعدتي مع همام.
خلص كلامه ودخل لهمام، وبسيمه عملتلهم الشاي وقدمتهولهم وهمت تغرف الغدا اللي طبخته من اول مادخل نسيبهم عشان ميطلعش من البيت من غير غدا وتوبقى عيبه فحقهم.
وبعد ماشربوا الشاي بهبابه دخلت عليهم بسيمه بالغدا، واتغدا جوز سعوده وهمام وحمدون سوا، وطلع النسيب يشكر في ذوق واخلاق مرت همام اللي عتعرف في الاصول وتكرم الضيف من غير ماحد يطلب منها كذا مره كيف ماعيوحصول مع سعوده مرته واختها روايح.
❈-❈-❈
أما حدا ابو دراع
قاعد في الحوش بتاعه وحاطط لغنمة شام وكل وقاعد قدامها وعيستعجب من حظ شام اللي مخلي الغنمه داي بالذات من ساعة ماجابها وهي فارقه عن كل الغنم في الحجم والشكل، وحتى لما جات تولد دوناً عن كل الغنم جابت ٤ فبطن وحده كد غنمتين، وزقوها ماشاء الله عليه مخلياهم فارقين عن الكل، كيف ماتكون البركه كلها حلت عليها!
وفي الاثناء داي سمع حس ربيعه عتبكي، فقام منتور وطلع يشوفها مالها، وأول ماطلع لقى واد سلام عيضروب فيها، فراح عليه بهدوء ومره وحده مسكه وراح بيه على اقرب شجره وعلقه في الفرع بتاعها وسابه متعلق ويبكي، وبص لباقي العيال وقالهم بتهديد:
اللي هيمد يده على ربيعه ويضروبها مره تانيه هعلقه في الشجره كيف إكده وهقلعه خلجاته وادهنه عسل واخلي الزنان يقطعه قطيع، فاهمين ولا له؟
قالها وبص للعيال وهو مبرق وزعق فيهم كلهم، والكل هزله دماغه بخوف، وممدوح الوحيد اللي رد عليه وقاله:
إيوه جدع ياعم ابو دراع خوفهم عشان يضربوهاشي تاني اني مقادرشي احوشهم عنها وهما باردين وعيدايقوها كل هبابه.
اتبسمله ابو دراع وبص لربيعه، ولأول مره يلاحظ جرح شفتها، فقرب عليها وشالها وسألها:
مين يابوي اللي جرحك إكده؟
معرفتش ربيعه ترد عليه تقوله عاللي عيمل فيها إكده، لكنها شاورت عالبيت وبرطمت بزعل كيف ماتكون هتبكي،
وابو دراع بص على البيت بإستغراب، اصل كل العيال بره؛ معنى إكده إن مش عيل صغير اللي ضربها، فمين يعني اللي هيكون ضرب عيله صغيره من الكبار اللي في البيت؟!
وقطع اسئلته وإستغرابه ممدوح وهو عيجاوبه على سؤاله:
عمي كرار اللي عيمل فيها إكده ياعم، عشان خدت تفاحه من اللي جايبهم لولده، خد منيها التفاحه ولزها وقعها عالارض، واني شفته وزعلت عليها بس مقدرتش اروحلها واقومها، ولا قدرت اقوله ليه عيملت فيها إكده.
غمض أبو دراع عيونه بألم، وفتحهم وبص لربيعه اللي على دراعه وعلى جرح شفتها واتصعب عليها واستعجب على القسوه اللي فقلب كرار، واللي متطلعش من قلب اكبر ظالم في الكون على ضناه.
فنزل الواد من على الشجره وزعق فيهم كلهم خلاهم دخلوا البيت، وربيعه وممدوح بس اللي خلاهم في الجنينه، وفضل قاعد قبالهم مراعيهم وهما عيلعبوا ويلفوا حوالين الشجر، وعيتعجب وهو باصص لربيعه وعيقول لنفسه كيف حد يقسى على طفله صغيره إكده حتى لو شاكك انها مش بته، حتى لو مش بته صوح، راحت ولا جات عيله ومتتاخدش بأي ذنب!
واثناء قعدته سمع حس شوقيه عتزعق واتقلب الزعيق لصراخ وكل شويه تقول اسم كرار وواضح ان العركه معاه، ومفيش غير حسها هي بس اللي عالي ومفيش حس طالع من البيت غير حسها هي وكأنها مفيش غيرها ليها حس وعتتكلم وسط قبيلة خرس.
وبس ربيعه سمعت الزعيق وقفت موطرحها بخوف، وابو دراع اول ماشاف خوفها قام وشالها وخدهم هي وممدوح ودخل بيهم الحوش عشان يبعدهم عن الصراخ، وفي الحوش هما اتلاهوا في الغنمه وعيالها وفضلوا يوكلوهم، وهو هملهم وطلع قعد قدام باب الحوش وراقب البيت من بعيد يشوف أيه اللي هيجرا فيه، واثناء قعدته طلعت بدور تاخد حطب من قدام البيت ولا كأن فيه عركه شغاله، وأبو دراع بس شافها نزل عيونه للأرض بس للأمانه بص عليها بصه عابره، وسأل نفسه بعد مابصلها سؤال ماتوقعش انه هيسأله لروحه فيوم من الايام:
هو اني كنت عحب فيها ايه داي؟
واثناء مابدور كانت واخده الحطب وداخله بيه للبيت عاودوا الرجاله من بره بما فيهم عزت اللي بقى يشوف بدور دلوك في الجنينه وحتي لو ابو دراع قاعد في الجنينه لا عيكلمها ولا يقولها حاجه!
ويعدي جارها ولا كأنه يعرفها، ويستغرب ابو دراع على موقفه اللي اتغير وحماشته اللي كان عيدعيها ايام خطوبته علي بدور واختفت دلوك خالص واتبخرت، وعرف انها كانت جكر وكيد مش اكتر، لا حماشه ولا عمرها شافت الحماشه.
ودخلوا الرجاله كلهم، وشويه وطلع كرار من البيت وهو غضبان غضب الدنيا كلها، وراح علي ابو دراع وقعد جاره وهو عينفخ ويفش، ومستني ابو دراع يسأله مالك عشان يفضفضله، لكن كل اللي نطق بيه ابو دراع وهو صادد بعيد عنه:
سبحان الله ذنب ناس عتخلصه ناس.
وداي كلمه كبرتت كرار بزياده، وخلته قام طلع راح المندره طوالي وهو مش عارف يعمل ايه فاللي جرا، وكيف هيصلح غلطته اللي غلطها فحق شوقيه واللي معارفشي هتخلص على ايه، وياترى هيكون تمنها ايه، بس الاكيد انها مش هتعدي بالساهل وااااصل.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية