-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 21

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الواحد و العشرون



كرار طلع عالمندره وهو ميت من خوفه وعمال يفكر فاللي جرا، ويلوم روحه على عملته ويحاسب نفسه الدنيه على ضعفها، وقعد على الحاله داي دقايق، وبعدها اتضاعف الخوف والقلق جواه وهو واعي شوقيه طالعه من البيت وشايله ولدها ومن مشيتها السريعه الغضبانه مبين عليها إنها طالعه ناويه عالشر صوح كيف ماهددته وقالتله إن اللي جرا ديه مهيعديش بالساهل واصل.


ومشت شوقيه تطوي الطريق طي لبيت أبوها وهي حاسه إن النار لاهبه فيها من ساسها لراسها وإن اللي خايفه منيه، 

ومن أول مادخلت البيت وهي حارسه كرار منيه.. غافلها وعيمله، ومع كل خطوه تخطيها تحلف وتتحلف لتدفعه تمن الغلطه دم قلبه وتدفع شام تمن الغلطه داي دم روحها. 

وبرغم كل اللي عيملته فيها لكن برضك نارها مبردتش.


أما شام فقاعده فحوش البيت على الارض ساكته ومسوحه، ربطة راسها مرميه جارها وشعرها منحول وعيفرفر حواليها فى الارض، وجسمها من كتر الوجع اللي فيه معارفاشي تتألم من أيه ولا أيه فسكتت،

 لكن الالم الواعر صوح كان ألم روحها من اللي سمعته واللي اتعمل فيها، وغمضت عيونها وهي عتفتكر القهر والذل اللي اتعرضتله على يد كرار وشوقيه، واللي بمجرد مادخلت من باب البيت نزلت ولدها علي الارض، او رمته رمي بمعنى اصح وجريت على شام كيف اسد مسعور ومسكتها من شعرها وهاتك ياضرب بكل حيلها،وحتي مخافتش عاللي فبطنها احسن ينزل، 


 ونظراً لان شام لساها مهدود حيلها من اللي عيمله فيها كرار، وغير إكده خدمت البيت اللي هالكه صحتها هلك، مكانش فيها حيل تدافع عن روحها حتى، وكانت عتتلقى الضربات كيف ماتكون كيس ملاكمه لاحول له ولاقوة ولاحياة، 


والضرب كله كوم والشتايم اللي سمعتهالها في وجود رجالة البيت كوم تاني، وفوق دول ودول عيون عزت اللي كانت مشتركه مع شوقيه فاللي عتعمله، وهما عاملين كيف كلب جعان أي منطقه فجسم شام تترفع من عليها الهدوم وتتكشف يهبش منها نظره يشبع بيها عينه الجعانه،ومش مهم حالة الفريسه ايه.

وبعد ماخلصت شوقيه جولتها في الضرب واللي عجزت عديله إنها تمنعه عنها، وكل اللي عيملته انها طلعت ربيعه للجنينه مع ممدوح والعيال عشان متزيدش ضرعتها وهي واعيه امها بين ادين شوقيه عتصارع الموت، 

وفضلت هي تضروب فشوقيه على كد حيلها البايد وتفاكك بينهم لكن شوقيه كانت مدقره فشعر شام، وملامحها متحوله وعتضروب فشام بقوة عشر رجال كيف ماتكون اتلبست من جن مارد، ومسابتش شام غير وهي خلصانه فيدها، واللي قهر عديله إن شوقيه تقول لشام يازانيه يابتاعة الرجاله يابت الحرام!


وهمت عديله تكشف المستور كله وتفضحها وتقول عالمستخبي، لكنها سكتت وهي واعيه كرار خانس، حتي وشوقيه عتشتمه بأبشع الشتايم وممتحدتش ولا فاتح خشمه ولا كرامته ليها حس ولا خبر،وقالت لروحها اي كلمه في الوكت ديه هتتاخد على انها كدب فكدب وكيد وتخليص تار، وعشان الحديت ديه يتحكي لازم يكون كرار وشوقيه سمنه على عسل عشان الحديت ياخد حقه في التفكير والفهم، والصبر طيب.

وقعدت بعدها جار شام اللي بعدت ماخدت الكتله فضلت قاعده عالأرض ساكته ومتصنمه كأنها راحت منها الروح، وحتى عيونها اتحجر فيهم الدمع وبطلت الدموع تنزل، كيف مايكون بلغ منها الألم مرحله مايكفي فيها التألم لا بالدمع ولا بالآهات.

 مرحله اتخطت كل حدود الوجع.

أما كرار فبعد ماخلصت شوقيه من شام راحت على اوضتها وهو راح وراها عشان يراضيها بكل كلام المراضيه اللي في الدنيا، اللي اتقال واللي متقالش لعلها ترضى عنيه مع انه عاللي شافه منها ديه في شام.. رضاها عليه عشم ابليس في الجنه.

وفعلا اللي حسبه لقاه لما دخل عليها الاوضه وبمجرد ماشافت وشه صرخت فيه وابتدت تكمل باقي الشتايم اللي كانت عتقولها بره على مسمع من اخواته وحتى عمه اللي جالهم يشوف فيه ايه على حس الزعيق، وهو زي ماكان يسمع بره وهو ساكت برضك كمل يسمع وهو ساكت ومنطقش بحرف، وشوقيه بعد ماخلصت عليه كل الشتايم والمسبات اللي في الدنيا سكتت وخدت نفس جامد وبصتله وقالتله بحزم:

اللي عميلته ديه مهيعديش على خير واصل ياكرار، واصل.. وصدقني هتدفع تمنوا غالي قوي، هتدفعه من قلبك وروحك قهر ومذله، هعاودك تاني كيف ماكنت اخيب واحد في عيال توفيق والحيطه الواطيه اللي كله عيحط عليه.

قالت كلامها وصرخت فيه بعلوا حسها خلته اتفزع: بررره، إطلع بره من الاوضه بتاعتي وغور من قدام وشي يابتاع الخدامات يامعفن ياللي عتشتهي العفن والجتت اللي فايح منها دخان الكوانين، 


انت اللي زي حالاتك ماليهش يعاشر اسياد، مليهش يعاشر غير انجاس زيه.

خلصت كلامها وابتدت تدفع فكرار بره الاوضه لغاية ماطلعته وقفلت الباب عليه، 


ووقف هو بره باب الاوضه وكل اللي كان سامعه حس التكسير بتاع اللنض البنور اللي كانت عتتهبد عالارض، وحس ولده اللي عيبكي، وهو مش متحمل حس بكاه وعيقول ياريتني خدته معاي واني طالع من الأوضه.

هديت نوبة غضب شوقيه وقعدت جار ولدها عالسرير وابتدت تفكر بعقل، وقالت لروحها انها لو قسيت اكتر من اللازم جايز موقف كرار يتقلب من الخوف والطاعه وطلب السماح للعند والمعانده وخصوصي إنه رجع داق شام واكيد النوبادي غير قبل سابق؛ عشان قبل سابق كان مبعد عنها لسبب وغايه، ودلوك وصل لغايته والسبب زال، يعني فيده يفرض عليها الوضع ويقولها اخبطي راسك في الحيطان، واهو بقى مقتدر ومش بعازتها ولا بعازة حد. 


فقررت إنها تماين لغاية ماتقصقص ريشه، وبعدها ترميه من فوق جبل عالي تخليه ينزل على جدور رقابته وهو عاجز عن الطيران.

وخدت بعضها وراحت على بيت ابوها؛ عشان ترسم معاه الخطه وترجع كرار اللي هيفر منها ويحط فباط شام، وتعاوده لقفصها من تاني.

❈-❈-❈


اماعديله فطلعت من البيت وراحت تدور علي ربيعه عشان تجيبها لشام، لانها هي الوحيده اللي تقدر تطيب خاطرها وتداوي وجعها هبابه، وبالفعل بمجرد مادخلت بيها على شام اتحركت شام اللي كانت عامله كيف التمثال ومدت اديها التنين لستها عديله، وعديله حطتلها ربيعه فحضنها، وشام ضمتها وابتدت تشم فيها وتحب، كيف ماتكون الروح اللي عتردها للحياة بعد كل مره تموت فيها على يد حد من اهل البيت او بسبب عمايلهم.


أما ممدوح فدخل ورا شام ووقف في الحوش وقال قدام الكل إن كرار ضرب ربيعه وعورها عشان خدت من الكيس تفاحه، والكل برغم سكوتهم الا إن عقولهم وقلوبهم استنكرت عملته، وورده طلعت أوضتها فوق وجابت لربيعه تفاحه من اللي جايبه صفوت لعياله، وعزت طلع قوام وراح جاب لربيعه كيس تفاح وحطهولها فحجرها، وربيعه كأي طفله فرحت بالتفاح وحضنته كيف مايكون مراضايتها على الضربه اللي خدتها والتعويره اللي اتعورتها.

 أما شام فبصت للتفاحه اللي جابتها ورده، وكيس التفاح اللي جابه عزت، وسواء من داي أو من ديه التنين حست باللي عطوه لبتها إن بتها عامله كيف بت الخدامه اللي الناس عتحن عليها وتعطيها صدقه، وكد ايه الاحساس زود وجعها وجع، وكان بودها تاخدهم من يد بتها وترميهم من طول دراعها، وتقول للكل اني شام بت عبصمد اللي كانت تاكل لقمه وترمى عشره، واللي الخير كان تحت رجليها تعفص عليه عفيص ممستنياش هي ولا بتها صدقه من حد، لكن للأسف عهد بيت ابوها وعزه راح، وسواء قبلت أو رفضت هي دلوك اقل من الخدامه، ومش باقيلها من عز ابوها والخير وعزة النفس اللي شافتهم فيه، غير بس الاسم والذكريات.


وبصت لبتها اللي ماسكه فكل يد تفاحه وعتاكل من كل وحده قطمه كيف المحرومه، واتصعبت عليها وقالت في بالها، إن هي طيب عاشت اللي كل ماعتفتكره تتصبر بيه، وداقت اللي كل ماتشم يدها عليه تشبع،

 انما اللي طالعه للدنيا داي وهي هتستجدي اللقمه من أبوها وتستنى الصدقات من الناس هيكون مصيرها ايه؟ ودعت في سرها على كرار اللي ماراحمها ولا هيرحمها ومانع منها اللي كانت هتشوف على يدهم كل الرحمه والمحبه والمحنه.. 

جدها عبد الصمد  وستها اللي لو كان كرار سامحلهم يجولها وتروحلهم، كان زمان بتها شام اميره فبيت المقاول؛ من كتر ماكانوا هيجيبوا ويحطوا فحجرها ويدلعوها الدلع اللي ماحد فبيتهم شافه ولا سمع عنه، لكن ماباليد حيله ونصيبهم حكم عليهم ظالم.

❈-❈-❈


اما حدا بيت همام

بسيمه طالعه الصبح كالعاده تشوف شغلها بعد مافطرت همام وعملت شغل البيت، وهي عالعتبه سمعت حس همام العالي من جوه. الاوضه عيقولها:

ديري بالك على حالك وعاللي فبطنك يابسيمه، وامانه عليكي ماتتعبي نفسك، انتي خطيتي في الساتت دلوك واللي زيك عتنام وتجض وتقول اخدموني، أمانه ماتتحاملي على صحتك وحيلك، وخصيمك النبي ماتعوقي علي الوكت في بعادك عيمشي كيف السلحفه معيعديش.


بصتله بسيمه واتبسمت ابتسامه كدابه متخطتش شفايفها وهزتله راسها كأنها فهمت كلامه وهتنفذه، وطلعت تشوف شغلها وتكادش على وكل عيشها، 

وونسها وراحتها النفسيه وكروتها على كل التعب اللي عتشوفه هي الرفصات الرقيقه اللي عتحس بيها فبطنها من ولدها، كيف مايكون عيقولها اني جارك ومعاكي وجايلك قريب اقر عينك بيا بعد كل اللي شفتيه واللي عملتيه واللي لسه هتعمليه.


واثناء لفها عالبيوت دخلت بيت وحده عتشتري منها الجبنه بكميات كبيره والوحده داي عيشتها زينه وبيتها كبير وساعيه جاموستين وحالتها متيسره، واثناء مابسيمه قاعده في البيت تستناها تجيبلها الجبنه شافتها وهي عتطلع زكيبة الغله هي وبناتها وحطتها لولدها الصغير فوق الحمار وركبته عليه وعطته فلوس ووقفتله وهو ماشي لغاية ماغاب عن عينها، وبعدها دخلت لبسيمه وقعدت جارها وقالتلها:

متأخذينيش يابسيمه عوقت عليكي وعطلتك، بس هعمل ايه وديت الواد يطحن الطحاين قبل مالطاحونه تستكفى ويقولوله عاود وتعالا بكره واحنا حداناشي دقيق نخبزوا.

ردت عليها بسيمه. بإبتسامه ودوده وقالتلها:

ولا يهمك ياام الوليد، بس كان بعتي الطحين مع حد كبير الا المحروس صغير تروح الحماره توقعه ولا توقع منيه الطحين ميعرفش يخبب ولا يطبب ياخيتي!

ردت عليها المره بقلة حيله:

ومعاي مين غيره بس يابسيمه، مانتي خابره انه الحيله علي خمس بنات وهو قضاي العازه ومعاييش غيره، وبيني وبينك الطاحونه بعيده فى النجع التاني واني عخاف عليه خوف البرد بس برضك مفيش باليد حيله. 

بالك انتي لو فيه طاحونه قريبه علينا كان الواحد ارتاح من شغلة البال داي وناره عالواد بردت والخوف زال.

خلصت كلامها وبصت لبتها اللي جات بالشاي وخدت منيها الصينيه وقدمتها لبسيمه وهي عتقولها:

خدي ياخيتي اشربي الشاي عبال ماتدخل البت تجيبلك الجبنه من جوه وتخضلك الوشه بتاعة النهارده وتاخدي ذبدتهم بالمره.

وبسيمه هزت دماغها بتأييد، ومدت يدها خدت كباية شايها وابتدت تشرب فيها وشردت في كلام المره، وفجأة شعشعت في دماغها فكره وعزمت على تنفيذها، 


وقوام في دقايق عملتلها دراسة جدوى ولا اجدعها خبير مشروعات وحسبتها زين واستعانت بالله، وبعد ماخلصت الشاي خدت الجبنه والذبده ودفعت حقهم ولمت باقي الجبنه والذبده من باقي حريم البلد وعاودت بيهم للبيت، واهناك ندهت على حمدون وقعدت جاره هو وهمام وقالتلهم عاللي نوته:

اني هفتح طاحونه ياعم.

رد عليها حمدون باستغراب:

طاحونه؟ ومنين جاتك فلوس الطاحونه يابنيتي؟

بسيمه: هجيب نايبي في ارض ابوي هخليه يبعلي نايبي ويديني حقه وهعملها بيه.

رد عليها همام بإعتراض:

كلام ايه ديه يابسيمه عايزه تورثى ابوكي بالحيا؟ عيب يابسيمه عمي عبصمد حسه في الدنيا ربنا يديه الصحه وطولة العمر، ولو قولتيله حاجه زي داي ممكن يزعل وياخد على خاطره منك وحتى لو عطاكي يعطيكي من ورا قلبه والنفوس تشيل.

ردت عليه بسيمه بنفي:

له ابوي عمره مايزعل من وحده فينا اني وخياتي ولو طلبنا عنيه ميعزهمش عننا، ابوي غير الناس وتفكيره غير، ابوي معيفكرش إكده واصل.

رد عليها حمدون النوبادي:

بس يابتي والله صعبه علي الواحد بته تقوله هاتلي ورثي منك يابوي!

ردت عليه بسيمه وقالتله:

همل بس انت الحكايه داى عليا اني، واني عارفه ععمل ايه، ودور على موطرح زين وواسع ينفع نعملوا عليه الطاحونه، وشوفلك عيلين غلابه تشغلهم تحت يدك فيها، وهملي اني الدكانه من اهنه ورايح ليكش صالح بيها وانتبه للطاحونه.

ويادوبك هي خلصت كلامها وسمعت حس لواحظ جاي من وراها وهي عتقولها بإستهزاء:

طيب ياصاحبة الطاحونه انتي معارفاشي إن الطواحين الجديده معتشتغلش غير بالدم، يعني لازمن الطاحونه تطحن روح بني آدم مع اول دوره ليها عشان تروسها تتشحم وتدور عجلتها.. مين هترمي في الطاحونه ياحبيبتي؟

لفت عليها بسيمه وردت عليها ببرود:

وانتي يالواحظ رحتي فين، اهي جات عازتك اخيراً وهنعملوا بيكي حاجه تفيد البلد كلها.. فاكره عنزتك اللي موتها ورميتهالك في الرياح، هخليكي تحصليها عشان خابره انك لساكي زعلانه عليها واتوحشتيها.

لواحظ سمعت كلام بسيمه وبلعت ريقها ومشت من قدامها وهي عتبرطم، وبس مشت همام قالها:

تتقليش عليها يابسيمه في الكلام وليه كبيره الله يرضى عليكي.

ردت عليه بسيمه بعند:

تخافش مهتقلش عليها تاني ولا هي هتتقل على حد، نعملوا الطاحونه بس وهريحهالك عالاخر؛ عشان هي تستاهل الراحه

قالت كلمتها وطلعت من الاوضه عالموطبخ، وهملت حمدون يضحك عليها بخفه، وبص لهمام وقاله:

هملها ياهمام اني متكيف بعمايلها فأمك، اصلا امك مفتريه ومعندهاشي دم ولو وحده غير بسيمه كان زمانها حطاها تحت رجليها وعتدهس فيها لما مخلياها تراب، سبحان الله القوي ربنا عيبعتله الاقوى منيه، وميل عليه وهمسله.. وإن جيت للحق كمان، بسيمه عتعمل اللي اني مقدرتش اعمله فلواحظ الكلب، الله يقويها عليها يارب، البت داي هديه من ربنا بعتهالنا تعدل كل المايل فبيتنا والله.


إتبسم همام هو كمان، ورد على ابوه:

هي صوح يابوي والله عدلت كل مايل وبوجودها وسطنا حلت الدنيا المره..ربنا مايغيبها عن عنينا ولا يبعدها عننا.

قال كلامه وبصلها وهي معديه من قدام الاوضه وزادت ابتسامته، وأبوه ميل على دماغه وحبها بحنيه، وحمد ربنا إنه بعتله بسيمه رحمه بيه وتخفيف للي هو فيه.


وعلى اخر اليوم كانت بسيمه شاده الرحال على بيت ابوها، وهناك بعد السلامات والطيبات قالت لابوها قدام بشاير والسيد وامها دهب انها عايزه نايبها في الأرض، وقالتهم هتعمل بيه ايه، وبمجرد ماخلصت كلامها بصت للسيد على اساس إن هو المستفيد الوحيد من الأرض، واتوقعت انه هينضرب بالغضب عشان هتاخد منها، لكن رد فعله صدمها وهو عيتبسم ويرد هو قبل أبوها:

لو هتبيعلها ياعم بيعلها من الناحيه البحريه، اللي فريح ارض ابو غازي الصايغ هو عيشتري الارض بسعر غالي وخصوصي لو فريح ارضه عيزود وميهمهوش، اني سمعت انه اشترا من جيرانا قيراطين فلطع ارضه بحق ٣ قراريط.

هزله عبد الصمد دماغه بتأييد ورد على بسيمه وقالها:

من بكره يانن عين ابوكي تكون الارض متباعه وفلوسها حداكي، الله يرضى عليكي يابتي ويراضيكي يارافعه راسي ومشرفاني، بصراحة ربنا يابنياتي انتوا التلاته رفعت راس وشرف ليا الله يحفظكم ياسبب دخولي للجنه بإذن الله.


خلص كلامه وقام طلع طوالي وخد السيد معاه، وراحوا لدكان ابو غازي الصايغ عشان يبيعوله الارض، وهو فوراً وافق، وبعت جاب عقود قبل ماعبد الصمد يغير رأيه، ومضاه عالأرض وشهد السيد وواحد تاني عالبيعه، وقبضهم حق الارض وعاودوا بالفلوس فجيوبهم، وعطاهم عبد الصمد لبسيمه وروحها على بيت جوزها بنفسه من خوفه عليها وعالفلوس اللي معاها، وبمجرد دخولها على همام وابوه بالفلوس في طرحتها مصروره، اتفاجئوا هما التنين لأنهم مكانوش مفكرين الموضوع بالسهوله داي، واللي استغربوله اكتر ابتسامة الرضى اللي كانت على وش عبد الصمد وهو داخل مع بته، واللي اثبتلهم إنه صوح غير الناس على رأي بته بسيمه.. وبسيمه حطت الفلوس في حجر حماها حمدون وقالتله يبدأ من بكره فإجراءات الطاحونه، واللي بسيمه متوكده إنها هتكون فاتحة خير ومصدر رزق واسع ليهم. 

❈-❈-❈


أما في بيت العمده

العمد:

هدي روحك ياشوقيه الراجل معملش حاجه عيب ولا حرام، داي مرته برضك واني مقدرشي اغلطه فروحته ليها، اكده الغلط يركبني اني. 


شوقيه: ليشي صالح اني، تجيبلي حقي يعني تجيبلي حقي، مرته عاد جوزها ميخصنيش. 

العمده: طيب وحقك ديه اللي هو ايه ياست شوقيه، نقولوله ايه وانتي متجوزاه وخابره إنه متجوز وانك واخداه على ضره؟ 

شوقيه:يكتبلي كل المعدات والاملاك بتاعته علي اسمي واسم ولده. 

رد عليها العمده وهو عيسقف بطريقه عصبيه: الله عليكي وعاللي جابتك، طيب وهو ايه اللي زانقه على إكده ياحزينه ولمايطلقك ويرميكي ويجيب ٣ غيرك ارخص واوفر؟ 

ردت عليه شوقيه بثقه:

له ميقدرشي، بس انت هاته قدامك وقوله الكلمتين دول بشده وحزم وهو هينخ ويوافق طوالي.

ردت عليها أمها اللي معاها كل سرها وعارفه سبب قوتها وثقتها فإن كرار هيوافق طوالي وقالتلها:

طيب مانحكموا عليه يطلقها ويرميها هي وبتها من البيت احسن. 

شوقيه بصت لبعيد وردت عليها بمكر:

له مينفعشي، عاوزاها تفضل قدامي وتحت عيني، واني ايش ضمني إنه ميلفش من وراي ويروح يتجوزها واني ابقي نايمه في البيت وعايمه فمية البطيخ ومدارياناشي بالميه وهي عتجري من تحت مني.. جاري اهنالي يمه. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة