-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 22

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثاني و العشرون

❈-❈-❈


وقف كرار فى المندره وهو محتار ومتلاع؛ لانه خابر زين ايه اللي مستنبه حدا العمده، اللي مستنيه ذل ومرمطه وكلام كتير يسم البدن كمالة اللي قالتهوله شوقيه ويمكن اكتر كمان.

دخل على البيت بعد ماقال للغفير انه يروح وهو هياجي وراه، وخلى ورده مرت اخوه حمتله ميه واتسبح قوام وراح على بيت العمده، وبمجرد مادخل شاف اللي كان متوقع يشوفه، الوشوش كلها مقلوبه وعليها الغضب مخطوط، فدخل كرار ورمى السلام مع انه خابر زين محدش هيرده، وقد كان.

وأول كلمه نطقها العمده:

الطلاق ياكرار.

كرار كان فاكر إنه عيتحدت على شام فرد عليه بدون تردد:

اطلقها ياعمي حاضر، من بكره مهتكونش على ذمتي.

ولما العمده عرف انه فهم غلط، وانه عيتحدت بخصوص مرته التانيه صححله المعلومه وقاله:

اني عتحدت عن شوقيه ياكرار، شوقيه ام عزام هي اللي بدها تطلق منك..ارمي عليها اليمين ياولدي وهملها إهنه بكرامتها تربي ولدها وتكسر شبابها عليه. 


كرار سمع الجمله ووقف على حيله وابتدا ينقل عيونه مابينهم بإستغراب وبعدها بص للعمده وقاله:

وانت هترضاها؟ هترضى بتك تتطلق ياعمده؟

رد عليه العمده وهو عيمثل الكسره والزعل: هي صعيبه صوح وسيرتي هتوبقى على كل لسان اني وبتي، بس فلاول والاخر اني مالي بالناس، اني ليا صالح ببتي وبس، ومش هخليها تقعد على ذمتك وتقهر فيها بمرتك التانيه وانت خابر انها عتحبك وتغار عليك ومهتتحملش الوضع ديه واصل.

كرار: طيب مااني هطلق شام وتغور لحال سبيلها وننسوها وننسوا سيرتها والمسامح كريم ياام عزام.

ردت عليه شوقيه وهي عتبصله بنظره كلها عتب ممزوج بدموع كدابه:

ياسلام ياخوي، وإنت لو طلقتها اني ايش ضمني انك مترجعهاشي تاني وتجيبلها بيت بعيد عني وتعيشوا فيه سوا في تبات ونبات وتخلفوا صبيان وبنات، بص ياابو عزام، احنا اللي بينا انتهى خلاص، وانت اخترت مرتك الاولانيه ورحتلها برجليك مع ان شرطي عليك من أول جوازنا انك متقربلهاش وانت وافقت عالشرط، وجيت دلوك خنته ولحست كلمتك، معناتها إني معدتش ماليه عينك، واني اللي مااملاش عينه ميلزمنيش.

رد عليها كرار بسرعه ونفي:

له والله العظيم ياشوقيه الكلام ديه مش صوح ولا فيه ريحة الصوح، والله انك ماليه عيني وقلبي وروحي ودنيتي كلها، دانتي الغاليه أم الغالي.. غلطه، غلطه ومس هتنعاد مره تانيه. 

ردت عليه شوقيه بعتب لين:

كلام، كله عيطلع في الاخر كلام في الهوا.

كرار: وغلاوتك، وغلاوة ولدي ماكلام.

شوقيه بخبث:

لو مش كلام اثبتهولي، وريني انه حقيقه مش كلام.

كرار: أؤمري واني اطيع ياام عزام، بس عاودي معاي انتي وولدي عالبيت اني مليش غيركم

شوقيه:

تكتب كل شي بإسمي، المعدات والارض وكل شي، وتحرم شام عليك كيف حرمة امك واختك لاخر العمر.. وتفضل في البيت تحت عيوني واني اللي تكونلي الكلمه عليها وعلى بتها.

كرار سكت شويه وبلع ريقه، ونقل عيونه مابينهم مره تانيه، وشاف الكل باصصله بترقب عشان يشوف الكلمه اللي هتطلع من خشمه، وبالذات شوقيه اللي لما شافت سكوته طول لفحت ولدها فباطها وبصت لكرار بغضب ووجهت الكلام لابوها:


بوووي شيع هات المأذون، عيشي اتقطع من بيت واد المقاول والمفروض انك كنت قريت اللي عيجرا ديه ومكنتش ساعدته بقرش واحد ولا خليته صاحب املاك ومعدات، اهه اول ماشبع عض اليد اللي اتمدتله وساعدته وكبرته وحطت فحجره خير مكانش يحلم بيه، اهو اول الفرعنه اتفرعن على بتكم ورجع الواطي لقديمه.


خلصت كلامها ومشت بالخطوه السريعه من جارهم، وكرار همل بيت العمده وطلع وهو مش مستوعب طلب شوقيه، ولا عارف هيعمل ايه فيه ويتصرف كيف وهو خابر زين انها طالما طلبت شي معتتنارلش عنيه واصل.. قال وهو اللي كان مفكر إنها اقصى حاجه هتعملها هتطلب منه يطلق شام ويراضيها بحتتة دهب وتخلص القصه..


❈-❈-❈


رجع كرار البيت وقعد يفكر في كلام شوقيه وشرطها، وامه وعيته وهو قاعد ومهموم، طلعت من اوضتها وراحتله وقلبها عيرقص من الفرحه عشان الظاهر إن شوقيه مش هتتراضى ولا تعاود البيت بالساهل، وغيبتها هتطول، وقلة شوفتها هتوبقي راحه نفسيه لحوريه مابعدها راحه. 

قربت على كرار وقعدت جاره وسألته بنبرة حنيه: 

ايه ياقلب امك معاود شايل الهم ليه، معاودتش معاك النوبادي تعاود النوبه التانيه بعد ماتكون راقت ونسيت. 

رد عليها كرار بقهره:

له يمه شوقيه معتعاودش ولا هتهدا غير لما انفذلها شرطها. 

حوريه:

وايه هو شرطها ديه ياولدي؟ 

كرار: اكتبلها كل ارضي ومعداتي واملاكي بإسمها. 

حوريه سمعت إكده وشهقه طلعت منها وتبعتها بضربه قويه على صدرها وهي عتقف على حيلها وقالتله:

ياحزززني، نهار اللي خلفوك طين لو وافقت عاللي هي طالباه ديه.. كيف يعني تكتبلها كل اللي حيلتك، طيب داانت تطلقها وتتجوز بدالها ٣ حريم اسهلك واوفرلك. 

كرار برفض: عاوزش غير شوقيه اني يمه، ولا ٣ ولا ٣٠،اني لو لفيت الدنيا كلها مهلقاشي احسن من شوقيه،ولا هلاقي حد في الدنيا داي كلها يخاف عليا وعلى موصلحتي غيرها. 


ردت عليه حوريه بلوم وعتب: 

ولا حتى اني ياكرار؟ 

رد عليها كرار بتأكيد:

ولا حتى انتي يمه، واوعي تكوني نسيتي انك سبق وبعتيني، لو انتي ناسيه افكرك، بعتيني يوم ماخفتي من ابوي احسن يطلقك، هملتيني ليله كامله مربوط فشجره فعز البرد عريان من غير وكل ولا شرب ولا حتي فكرتي تعاودي تطلي عليا، ودخلتي نمتي ففرشتك الدافيه ونسيتي ان ليكي واد مرمي في الطل. 

منها داي يمه عرفت ان الوحده عتبدي جوزها عالكل وكت الجد، وحتي ولدها عتحطه تحت رجليها. 

مفيش غير ابو دراع يومها اللي لقيت قلبه عليا، وقسماً بالله اللي عيمله معاي في الليله داي وبياته جاري والحطب اللي جابهولي عشان يدفيني بيه ماهنساهوله العمر كله. 


حوريه: وه ياكرار شايلهالي لحد دلوك؟

كرار: ولا يوم نسيتها، اصل فيه حاجات يمه عتعلم في الروح ومعتتنسيش وبالذات لو طلعت من اعز الحبايب.


حوريه: على العموم اني قولتلك اللي فيه موصلحتك وموصلحة حالك، ربنا اداك فرصه تخلص من خازوق كبير مكانش هيطلع منك غير بالدم، واني هقولهالك مره تانيه اوعاك تضيعها ياكرار ولو ضيعتها هتتندم صدقني.. طلقها وولدك هيكبر وياجيك، واديك معاك شام ضفرها برقبة عشره زي شوقيه، وعتخلف وهتجيبلك بدال الواد عشره.، وتحت طوعك وتحت رجلك ومليهاش حس ولا نفس. 

كرار سمع اخر جمله قالتها امه، ولو كان سرح بخياله فكلامها وابتدا يفكر فيه، اتراجع فورا وهو عيفتكر ان شام مهتخلفش تاني، لاخر عمرها.

أما حوريه فخلصت كلامها مع كرار وقامت من جاره لما حست انها عتنفخ فقربه مقطوعه، وإن شوقيه اتملكت من ولدها كيف ماعيتملك العيا من البدن، واتحسرت على الفرصه اللي جات للكل عشان يخلصوا من شوقيه، واللي هيضيعها كرار بغباوته وقلة عقله، وميه في الميه هيوافق يكتب لشوقيه كل املاكه، وساعتها هترجع فارده قلوعها اكتر من الاول، ومحدش هيقدر يقف قصادها واصل.

أما كرار فبعد مامشت أمه فكر بعقله فكل اللي اشترطته عليه شوقيه، وابتدا يقنع روحه بأنه مفيهاش حاجه لو كل حاجه بقت فيد شوقيه، ماهي السبب هي وابوها فكل الخير اللي حداه ديه، واصلا فلاول والاخر كله هيوبقي لعياله هي هتوديه فين يعني.

ولكن بمجرد ماشاف شام وهي معديه من قدامه رايحه عالموطبخ وهي عتعرج ورابطه رجلها، واتملى فيها زين وسرح بخياله فيها وهي معاه فآخر مره، واللي كانت مختلفه كلياً عن كل مره قربلها فيها، واتمتع فيها بجمال شام لاقصى درجه وكان ناوي انه يعيد الكره ويزيدها، ومكانش يعرف إنها اخر مره؛ عشان إكده كان احساسها مختلف، واتوكد ان ديه اصعب شرط في الشروط كلها، جايز قبل إكده كان بقى اسهل عليه من شربة الميه، لكن دلوك بقى صعب عليه قوي.. لكن في النهايه وبعد تفكير قرر إن شوقيه اللي وقفت جاره وولده اللى اغلى عنده من روحه تفداهم الف شام وشام.


وقام من غير ذرة تردد خد كل الاصول والعقود وراح بيهم للعمده، وحوريه شافته طالع بالعقود ووقعت من طولها مغمى عليها متحملتش وهي خابره إن اللي جاي سواد على يد شوقيه. 


أما شام فبعد دقايق من دخلتها الموطبخ قبل مايطلع كرار من البيت، طلعت منه تاني وراحت عالجنينه تشوف بتها اللي طلعت من شويه كتار ولساها ماعاودت، وبمجرد ماعدت من قدام كرار وشافت نظراته ليها كانت هتستفرغ وهي عتتفكر عمايله فيها وقلبها وجعها وهي عتتخيله يعيد اللي عمله معاها مره تانيه ويستغل مغيب شوقيه عن البيت ويقول بجملة الزعل والغضب، 

فجريت جري عالجنينه، وهناك دورت على ربيعه بعنيها شافتها قاعده جار ابو دراع تحت شجره والغنمه عترعى جارهم، ولما قربت عليها شافت فحجرها طبق فيه فواكه من كل صنف مغسوله ومتقطعه وعتاكل فيها، واتوكدت ان ابو دراع هو اللي جايبهالها اكيد بعد ماعرف باللي عيمله ابوها فيها.. 


اتنحنحت شام فانتبهت ليها ربيعه وابو دراع سوا، وربيعه فرحت وقامت وشالت الطبق اللي قدامها وجات علبها ومدتها الطبق بفرحه، وشام ابتسمت بمراه وهي عتبصلها، وأبو دراع وقف على حيله وقالها:

تزعليش ياام ربيعه، ادعي بس انتي ربك يهدي العاصي ويحنن القلوب الجافيه. 


هزت شام دماغها بموافقه وهمت عشان تاخد ربيعه وتمشي، لكن وقفها ابو دراع وهو عيقولها:

وقفي ياربيعه خدي الحلاوه بتاعتك، قالها وحط يده فجيبه وطلع منه كيس صغير فيه حلويات مشكله من البقال، ومده لشام وقالها:

خدي دول وكليهم لربيعه، اني كنت مستني تاكل الفاكهه واديهملها؛ عشان نفسها متتسدش منهم. 

اتبسمتله شام وشكرته بعرفان، ومدت يدها تاخد الكيس منه، لكنها رجعتها تاني أول ماشافت الخاتم في يده وابتسامتها قوام راحت من على وشها، وانفاسها عليت وهي عتفتكر الليله اياها، والخاتم ديه وهو فيد كرار، ورفعت عيونها اللي فوراً فاضوا بالغضب على ابو دراع وسألته بحده:

إنت خدت الخاتم ديه من كرار صوح. 

رد عليها ابو دراع بنفي:

له يابوي ديه بتاعي اني، اصلنا جبناهم مع بعض من السوق فيوم واحد وشبه بعض، هو خد واحد واني واحد، بس هو لما سمن الخاتم داق على صوابعه فقلعه، واني لساه باقي فيدي.. معقوله ماانتبهتي عليه في يدي من زمان؟ 

بلعت شام ريقها بتوتر وردت عليه وعينها لساها عالخاتم:

له ماانتبهتش ومعاوزاش انتبه، وياريت الخاتم ديه ترميه، انت زين قوي ياابو دراع وشهم واصيل، بس الخاتم ديه لو فضلت اشوفه فيدك هكرهك كيف معكره كرار بالظبط، الخاتم ديه عيفكرني بالليله اللي ابتدا من عندها شقايا وهواني، الليله اللي صاحبك وصحابه دبحوني فيها؛ والخاتم بتاع كرار اخو ديه هو كل اللي شفته منهم ليلتها. 

قالت اخر جمله واتخنق صوتها بالدموع، وأبو دراع بس شاف حالتها ودموعها قوام قلع الخاتم من يده وهو عيقولها:

طيب بس متزعليش نفسك، وادي الخاتم اهه، وهم عشان يرميه من طول دراعه، لكن وقفته شام وهي عتقوله:

امانه عليك ترميه فموطرح مينفعشي حد يلاقيه فيه وياخدوا ويلبسه وارجع اشوفه قدام عيني مره تانيه. 

هز ابو دراع دماغه ليها بموافقه، ولم يده بالخاتم وقالها:

معناها هخليه معاي بس مهلبسهوشي، أو هديه لأي حد غريب ياخده ويخفى بيه عن النواحي خالص. 

اتبسمت شام بوجع، وشكرته وهملته ومشت ببتها، وهو فاضل مراقبهم وبعد مادخلوا البيت بص للخاتم فيده وهمس لروحه:

منك لله ياكرار الكلب انت وهمام والسيد، الله لا يسامحكم على عملتكم دمرتو المخلوقه دمار، عليكم من الله ماتستحقوا يابُعده. 

خلص كلامه وحط الخاتم فجيبه واتحرك ناحية الغنمه عاودها للحوش هي وعيالها، وبعدها دخل البيت خفى الخاتم، واتمنى لو كان يقدر يخفي كرار هو كمان من حياة شام وبتها كيف ماخفى عنها الخاتم، أو يقدر يبعدهم هما عنه، لكن ماباليد حيله، وهو خابر زين ان مصير شام وبتها اتنسج من ساعة مادخلت البيت ديه بالحبس فيه مدى الحياة، وقدرهم بات معلوم. 

❈-❈-❈

 على اخر النهار طلع كرار من البيت وهو لابس جلابيته وموضب حاله وفرحان، وحوريه عرفت ان داي فرحة العبيط اللي رايح لقدره برجليه ومخابرشي إن هلاكه مستنيه فآخر الطريق. 

وبعد تقريباً ساعتين غابهم، دخل البيت وهو شايل ولده على باطه، ومن وراه تاقت شوقيه، اللي من أول ماخطت رجلها في البيت وشافت حوريه وقفت وعلى وشها اترسمت ابتسامه، كيف ماتكون عتقولها ديه بيتي واني الباقيه فيه، او كيف ماتكون عتقولها اني خابره زين انك حاولتي بكل قوتك اني مرجعش إهنه تاني وفرحتي بروحتي، بس اديني اهه جيت رغم انفك وانف الكل، ورجعت اقوى.

وحوريه بعد بصتها ليها اتوكدت إن اللي فات بوجود شوقيه في البيت كوم.. واللي جاي كوم تاااني خالص.. وإن من اليوم هيبتدي عهد طاغيه يغلب طغيان فرعون ذات نفسه، وإن مفيش رادع ليها غير ربنا، بس بعد ماهتكون حرقت الاخضر واليابس. 

❈-❈-❈

بعد عدة سنوات

عزام، خلي بالك من اخوك تمآم في المدرسه، وأيوتها حد يقرب عليه تضربه طوالي، ولو استاذ كلمك كلمه إكده ولا إكده قوله هقول عليك لابوي المقاول فاهم، تخليش حد يلاسنك ولا يلاسن اخوك، كبير ولا صغير، انتوا عيال المقاول ومفيش حد يرفع فيكم عينه، انتوا اسياد البلد، ابوكم المقاول وجدكم العمده فاهمين ولا له. 

خلصت كلامها وبصت لممدوح واخواته التنين مروان وريان وعيال عزت التنين شاكر وتوفيق، وعيال سلام الولاد التلاته نديم واشرف ومنتصر، وعيال معروف سالم وسلام، وكلهم ادتلهم الامر بأنهم يحرسوا ممدوح واخوه ويكونولهم حراس ميغفلوش عنهم، وفي المقابل بس يرجعوا عتعطيهم فلوس يشتروا بيها اللي هما عايزينه من الدكان، 

وطلعوا عيال بيت المقاول كلهم عالمدرسه مع بعض، كيف مايكونوا كتيبه صغيره ماشيه، او حاشيه وحراس لأولاد كرار. 

وطلعوا من البيت، لكن فيه واحد اتخلف عن السرب وانشق عن الكتيبه وراح على اللي كانت عتتلافى في الحطب من جار البيت وترصه فوق بعضه بتنظيم عشان تعرف تشيله وتدخله المطبخ عشان الطبيخ، ووقف وراها وبحنيه طالعه من قلب طفل قالها:


إصباح الخير ياربيعه، عايزه حاجه يابت عمي اجيبهالك واني معاود من المدرسه؟ 

ردت عليه ربيعه بعدم مبالاه وهي مستمره ترص في الحطب وتعدل وقالتله:

إصباح النور ياممدوح، له معاوزاشي حاجه تسلم.. وبعدين مخايفش تتمسك وانت عتقولي يا بت عمي وتاخدلك كتله معدله وتروح فيها؟ 

رد عليها ممدوح وهو عيتلفت حواليه بخوف:

هاه.. له مخايفشي ولا حاجه.. طيب يلا همشي اني، وهجيبلك باكو البسكوت اللي عيسلمهولنا في المدرسه، استنيني ابقي ماشي. 

مردتش عليه ربيعه واستمرت في رص الخشب، وهو اتحرك جري علي مدرسته، وبمجرد ماوصل حدا باقي العيال، ربيعه رفعت راسها وبصتلهم بحسره وهي واعياهم كل يوم رايحين وجايين عالمدارس وهي الوحيده اللي قاعده في البيت وممنوع انها تطلع منيه وتتعلم زيها زيهم، وممنوع عليها تطالب بأي حاجه، ولا ليها اي حقوق كيف باقي العيال. 

وفضلت واقفه لغاية مالعيال طلعوا من الجنينه وغابوا عن عنيها وهي مسهمه، مفاقتش غير على حسه الخشن وهو عيقولها:

هتفضلي طول اليوم مسوحه علي روحك وواقفه محلك سر ولا ايه، خلصي الفحي الحطب ودخليه لامك وشوفيلك حاجه اعمليها معاها يلاااا. 

خلص جملته وكانت ربيعه موطيه رافعه الحطبات ومتحركه بيهم بسرعة البرق على البيت؛ عشان لو عوقت ومسمعتش الكلام متضمنش ممكن يعمل فيها ايه، وخصوصي انه في الفتره الاخيره بقى قاسي عليها قوي وكل مايشوفها يزعق فيها، كيف ماتكون ناقصها قسوة، واتغير بعد ماكان حنون عليها هي بالذات دوناً عن باقي عيال البيت كلهم. 

وصلت المطبخ وبمجرد ماوصلت رمت الحطب من يدها قدام الكانون وراحت على المصطبه وقعدت وحطت وشها بين اديها بزعل، وانتبهتلها امها شام وسابت اللي فيدها وراحت عليها وقعدت جارها وسألتها بخوف وقلق:

مالك يانن عين امك، حد زعلك ياربيعه؟ 

ربيعه ردت عليها بأسلوب وحده كبيره وشايله الهم مش اسلوب طفله يادوبها ٨ سنين وقالتلها:

ومن ميته يمه محدش عيزعلني.. اني دايما زعلانه يمه، زعلانه عشان حدش عيحبني ولا حد عيحبك انتي كمان في البيت ديه غير ستي عديله، زعلانه عشان ابوي عيقول عليا مش بته واني بت حرام ومعارفاشي يعني ايه بت حرام، وزعلانه عشان مش عيعطيني فلوس ولا يكسيني ولا يجيبلي حاجه حلوه زي اخواتي، ولا راضي يخليني اطلع من البيت ولا اروح المدرسه زيهم، ولا حتى عيطيق يشوفني قدام وشه، وطول ماهو قاعد اني وانتي محبوسين في الموطبخ ومعنطلعوشي، يأما فأوضة جدتي عديله، وناكلوا بعده هو ومرته وعياله من اللي يفضل منهم كيف الكلاب. 

ردت عليها شام وهي عتاخدها فحضنها وتقولها:

يابنيتي متقوليش الكلام الكبير قوي عليكي ديه، وبعدين البنته ليهاشي طلعه من البيوت لا لتعليم ولا للعب وجلع، البت للبيت والخدمه وبس.. ولو عالوكل، الوكل اللي عتطوله اليد نعمه يابنيتي ولازمن نحمدوا ربنا عليها، فيه ناس ملاقياشي فتيته من الوكل ديه ياقلب امك وعتموت من الجوع، معتسمعيشي في الراديون عيقولوا ايه عن الناس الجعانه اللي لا لاقيه وكل ولا ميه.. وبعدين اللي ميرضاش بنعمة ربنا عتزول منيه ويروح النار ياربيعه. 

ردت عليها ربيعه باعتراض:

وليه احنا بس اللي إكده، وليه احنا بس اللي لازمن ناكلوا البواقي، وليه اني ميبقاليش اب كيف العيال، وليه جدتي وجدي وخالاتي اللي عتحكيلي عنهم مش عاياجوا عشان يشوفوني، وليه احنا معنطلعوشي نروحولهم كيف مامرت ابوي وعيالها عيروحوا كل هبابه لبيت جدهم ويقعدوا عندهم وهما ومعاودين يجيبوا حاجات حلوه من إهناك وميدونيش منها، وليه مااشوفش القطر اللي عتحكيلي عنه واركبه واشوفه من جوه وانتي تركبيه معاي كمان عشان عتحبيه، ليه يمه كل حاجه له ليه؟ 


سكتت شام وهي عتتنهد بغلب من الأسئله نفسها اللي ربيعه كل يوم تسألهالها اكتر من مره من سنين وشام تسكت لانها مش لاقيه اي كلام تقولهولها غير ان ابوكي السبب، وبش شام تجاوبها بالاجابه دي يبتدي سيل تاني من الأسئله، ليه وعشان ايه وعملناله ايه ابوي عشان يعمل فينا إكده،وإهنه تسكت شام نهائي متتكلمش ولا تقدر تقول السبب الحقيقي، وسايبه ربيعه لما تكبر واكيد هتكتشف كل حاجه بنفسها. 

دقايق فضلت شام ضامه ربيعه فيهم لصدرها، وبعدها انتفضت ربيعه وقامت من حضن امها وهي عتقول: ستي عديله عتنادم تلاقيها عطشانه اروح اسقيها واشوفها لو عايزه حاجه. 

ورمحت على ستها عديله، الحضن الحنين والكلمه الطيبه واحلى حاجه فدنية ربيعه بعد امها، واللي بيها عيحلا يومها، وبحكاويها عتعدي ساعات النهار الكئيبه الممله. 

دخلت ربيعه على ستها وحبتها وسألتها عايزه ايه، وعديله قالتها بإبتسامتها المعتادة انها عايزه تشرب، وقوام لافتها ربيعه الميه، وبعد ماشربت عديله عاودت ربيعه القله موطرحها وقعدت جار ستها عديله واتربعت وسندت وشها على اديها وبفضلولها المعتاد قالتلها:

هاه ياجده يلا احكيلي النهاردة عن جدي نعيم يوم مااتجوز جدتي عدويه ومين حضر الفرح وكيف كان شكل فستانها وانتي كنتي لابسه ايه ففرحهم، يلا عشان بعد إكده تحكيلي عن فرح كل واحد من عمامي عزت وصفوت، وعمامي ولاد جدي نعيم.. يلا ياستي قولي.. 

وابتدت عديله تحكي لربيعه كل حاجه عن الماضي، وكل تفصيله فيه، وزي ماديه يعتبر متعة ربيعه الوحيده ومنفذ عقلها لبره البيت وهي عتتخيل كل موقف عتحكيه الجده عديله، كان كمان مصدر تسليه وراحه للجده عديله اللي كانت عترجع مع ربيعه بالزمن لورا، لأحلى ايام عمرها وتعيش الفرح من تاني، وحتى المحبه اللي كانت بينها وبين كارم كانت ترجع تعيشها وتتبسم وهي عتفتكر تفاصيل عاشتها معاه لايمكن تتنسى مهما عدى عليها الزمن. 


❈-❈-❈

عند كرار في الموقع

انت يازفت انت واقف ليه معتشتغلش، وإنت راخر مسوح وعتتفرج على ايه، متشتغلوا ياغجر وتحللوا لقمتكم،اني اللي هشوفه عيتلكع من إهنه ورايح هخصمله اليوم، ولو اتكررت اللكاعه همشيه نوهائي، الناس اللي عتشتغل بضمير كتير ومحدش لاقي شغل فمتتمطعوش على اهلي. 

الكل ابتدا يشتغل بهمه اكبر، وكل واحد عينه فشغله، وجاله حس عزت من وراه عيقوله:

مابراحه على نفسك يامقاول ليطقلك عرق، وبعدين محموق وعتنحر فروحك إكده ليه، ميكونش المال والشغل والمعدات وخيرها كله فيد ام عزام في الاخر وانت عتاخد مصروفك، او خليني اقول يوميتك زيك زينا. 

بصله كرار بغضب وقاله:

غور على جرافتك ياعزت وبطل كلام هرتله في الكلام، وخف غل بدال مااقطع عيشك، روح بدال ماعتحكي وتفرد فعضلات لسانك عليا شوف فلوسك اللي مضيعها عالغوازي والنسوان البطاله، ولو عالفلوس فاللي فجيبي فجيب مرتي واللي فجيب مرتي فجيبي، فأسكت وكل عيش بدال مااروح ازعطك انت وعيالك ومرتك من البيت، البيت اللي مليكش فيه طوبه، البيت اللي بعتلي نايبك فيه كيف مابعتلي الارض والمعدات، اتلم وخليني ساكت عليك ومعيشك انت وعيالك فملكي. 

عزت بمجاكره:

قصدك فملك مرتك. 

كرار: قولتلك واحد الحكايه ومعتكيدنيش صدقني، ودلوك يلا هم كمل شغل بدال مااخصملك يوميتك وعلى اخر النهار متلقاش فلوس تروح بيها الغرزه وتنقط الغازيه. 

خلص كلامه ومشى من قدام عزت وهمله يغلي غلي وكيف كل مره ياجي يكيد فيها كرار يتكاد هو، وبالذات بعد ماصفي بيه الزمن أجير عند كرار باليوميه، وعيعايره بالغوازي والغرز اللي عيروحها، وهمس لروحه بقهر:

 ماانت لو متجوز بدور كنتش قلت إكده، وكنت بقيت زبون الغوازي غصب عنك، بس يابوي من حقك تتكلم وتعاير بالغوازي وإنت اللي متعفف عن اللي لو مع غيرك كان لبد جارها وحب قدم رجلها صبح وليل، ومكانش بص لصنف الحريم واصل من بعدها، بس هنقولوا ايه، الدنيا حظوظ واني لما اتوزعت الحظوظ كنت نايم.. اصلا اهل بيت المقاول كلهم كانوا نايمين وانت خدت نوايب الكل من الحظ لحالك. 

❈-❈-❈

عاود كرار للبيت بعد يوم الشغل الطويل المتعب، وأول مادخل من الباب جريو عليه ولاده التنين وخدهم فباطه بفرحه، وطلعلهم من جيبه اللي جايبهولهم، وهما خدوه وجريو بيه على اوضتهم، وكرار بعدها وقف وراح على اوضة امه، وهو معدي كانت ربيعه واقفه كيف العاده على باب اوضة ستها عديله، كيف كل يوم أول ماتسمع حسه وتسمع حس خواتها الولاد عيندهوا بأسمه، وفكل يوم تقف بأمل انه ممكن النهارده يتلفت عليها ويحن قلبه عليها وياخدها فحضنه مع اخواتها، ويعطيها حاجه من اللي جايبه فجيبه، لكن للاسف كل يوم يتخذل قلبها ويموت جواه الامل اللي عيتولد. 

وتعاود لأوضة ستها مكسورة الخاطر، ولو زمان كانت عتبكي ويصعب عليها وينزل قهرها دموع فدلوك اتعلمت تكتم البكا والوجع فقلبها ومتبكيش، واعتادت عالقسوة، واتعلمت بدري قوي درسها، بإن الدموع معتفيدش ولا تغير الأوضاع. 


وبرغم إن عمها ابو دراع عيجيبلها كل حاجه ويعطيها فلوس كمان، واللي يشوفها عتتطلع عليه فيد عيل من العيال يطلع طوالي يجيبهولها، لكن تفضل احب العطايا لقلب العيل الصغير اللي عتكون من ابوه ويعطيهاله بمحبه بعد حضن وبوسه عالجبين، وكأنها حته من جبل محبه جوا قلبه عيقطع منه ويعطيه. 


وبمجرد مادخلت الاوضه وقعدت عالسرير جار عديله وحطت راسها فحجرها وغمضت عنيها بقهر، رفعت عديله اديها للسما ودعت دعوتها المعتاده اللي عتدعيها علي كرار كل يوم بعد الموقف ديه

(روح ياكرار ياواد شوقيه ربنا يدوقك الحرمان والذل وتتمنى الحنيه ومتلقهاش) 

وبعدها نزلت اديها وبحنان ابتدت تمس على شعر ربيعه وهي عتدعيلها ان ربنا يعدل حظها المايل ومتوبقاش زي امها، لكن الظاهر إن حتى الحظ المايل عيتورث من ضمن المواريث. 


أما كرار فدخل عند امه وقرب عليها وقعد جارها وميل حب على راسها وقالها:

كيفك ياغاليه. 

حوريه هزتله دماغها وهو فهم انها عتقوله انها بخير، وسألها لو محتاجه حاجه وهي هزتله دماغها بلا، ومدلها يده بكيس جايبه فيده فيه فاكهه ليها مخصوص، وحطهولها جارها، وهي بصت للكيس بحسره لانها كل يوم كل اللي عتطوله من الكيس بس هي النظره داي؛ لان شوقيه بس يمشي كرار عتدخل اوضتها تفتشها وتاخد منيها اي وكل وشرب، وتهمل حوريه بالجوع والعطش لحد ماتحن عليها هي وبالقطاره لما خلتها عامله كيف كوم عضم فقفه،


 وكل ديه جزاة اللي عيملته فيها زمان، واللي عمر شوقيه ماهتنساهولها لانها عتتعاقب بسببه من كرار لحد دلوك. ومتكوله على خرس حوريه اللي لجمها دلوك وخلاها لا عتقدر تحكي شي ولا تشتكي من شي، ومبقاش حيلتها غير عنيها تبص بيهم وتتحسر وتتقهر، وهي شايفه حالها عزيز القوم اللي ذل وشاف ولساه عيشوف فكل انواع العذاب والذل. 


❈-❈-❈

طلع كرار من جار امه وطلع على اوضته هو وشوقيه، واللي اتنقلت للدور الفوقاني، وبمجرد ماطلع على السلم شاف شوقيه مستنياه على اول السلم فوق واول مابقى قبالها قالتله:

مابدري ياسبع الرجال، ماكنت طولت القعده هبابه وانت عتبص وتتحسر.. ايه خدتلك بصه على نفسك من الخدامه يابتاع الخدامات يادني. 

بصلها كرار ومردش وكمل طريقه علي اوضته، وهي راحت وراه وبغضب من تجاهله ليها قالتله:

ايه يامقاول مهاينش عليك ترد ليه، نكونوشي مش كد المقام، ولا دلوك معتردش غير عالخدامات وبس، والاسياد مبقاش ليك كلام معاهم


كرار كان عيقلع فجلابيته وبس سمع كلامها ساب جلابيته واتقدم منها بخطوه وحده ومسك فكها بأيده وبغل قالها:


انتي تخرسي خااالص، عشت عمر واني صابر عليكي وكاتم فقلبي وساكت، رضيت باللي مفيش راجل غيري يرضى بيه ولا يتحمله، حطيت مراكيب الدنيا فخشمي عشان محدش يشمت فيا ومع ذلك لا عينك عمرها اتكسرت ولا حاسه انك عملتي اي حاجه غلط وبجحه بجاحة الدنيا كلها.


 ردت عليه شوقيه وهي عتنشك ايده بعيد:

وايه اللي جابرك انك تكتم فقلبك وتسكت يانن عيني.. ماتحكي وتقول وتتكلم مين ماسك لسانك، قول عشان كل الخير اللي عتتمرمغ فيه ديه اشد بساطه من تحت رجليك واخليك تقع فبركة وحل الفقر وتغطس فيه لودانك. 


قول واني اخليك ترجع من مقاول كد الدنيا لسواق لودر معفن يقعد يعبي ويفضي بسطل اللودر طول النهار لما الشمس تقور نافوخه بكام مليم يمد يده ياخدهم اخر النهار كيف الشحاتين. 


افتح خشمك واني اعبيهولك تراب واخلي كل اللي شغال تحت يدك دلوك وماشي بامر منك بما فيهم خواتك يدوسو عليك بمراكيبهم بس يشوفوك وقعت، 


وانت اللي مستني وقعتك كتير وانت خابر زين.


وبعدين حتي لو اتكلمت ولا فتحت خشمك وقلت وعدت، الحكايه قدمت وعدى عليها سنين ومحدش هيصدقها دلوك.. كله هيتهمك بالهوس والعبط وان عقلك جرتله حاجه. اعمل مابدالك واني كمان هعمل مابدالي ونشوفو مين اللي هيطلع في الاخر خسران من غير التاني.. اني فلوسي واللي معاي وحسبي ونسبي يجوزوني سيد سيدك لو هملتك، شوف انت عاد لو اني سبتك هتروح فين وتاجي منين وتعمل ايه فحالك، ويكون فمعلومك لو طلعت من البيت ديه رجلي على رجل عيالي مههملهمشي، 


ولو خدتهم واتجوزت راجل غيرك اياك تفكر انك هتشوف ضافر واحد منهم ولا عينك هتنضره، واني قولتها وانت خابر اني كدها..اني كلمتي وحده.


كرار:

وعينك بيضه، وقويه وملكيش كبير ولا ليكي رداد ولا حداكي رجاله كلهم حريم من كبيرهم لصغيرهم، وعمرك ماشفتي الربايه ولا الحيا عرفلك طريق. 


شوقيه :

ماشي.. فيه حاجه تانيه عايز تقولها ولا تنقلع من قبال وشي عشان ماازعلكش مني؟ 


بصلها بقرف وهملها وطلع وهو متحلف للي جايلها عيني عينك فقلب داره وهي معملتش حساب لأي حد وكانت هترجع الود القديم لولا ماربنا بعتلهم اللي قطع عليهم خلوتهم،وكشف زناختهم. 



يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة